الموضوع: من هو الله
عرض مشاركة واحدة
  #111  
قديم 2010-08-28, 11:38 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

اسم الله الـوَكيل(2)




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



لازلنا في شرح اسم الله الوكيل، ونحن اتفقنا في المرة الماضية أن نَمُر على الآيات التي فيها الدلالة على اسم الوكيل، مَر معنا ورود اسم الوكيل في كتاب الله [14] مرة، وهذا دليل على شِدَّة الحاجة إليه،يعني أنا محتاجة أن أتعامل معه بصورة دائمة ومستمرة في حياتي، فصار الأمر الآن يدور حول حاجتك، أي شيء يتكرر ذِكرهُ في كتاب الله ويتكرر التَّعريف بهِ، هذا دَليل على أنك مُحتاج إليه، وأنت الآن لمًّا تتأمل في المسألة تجد حقيقةً أنك محتاج إلى أن تجعل لك وكيلا، لمــاذا أحتاج أن أجعل لي وكيلا؟ لِأن وَصفي الضعف، {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً }النساء28 لابد أن تُؤمِن أن وَصفك الضَّعف، لا يَغُرَّك الصورة التي يعتبرها الناس مثالية، يعني الناس يعتبرون الصورة المثالية هي أنه يحب أن تكون قوياً، طب أنت وُصِفت أَن أصل حالك أنك ضعيف، حتى على الطاعة أنت ما وصفك وما حالك؟ ضعـيـــــف، فإذا كان وصفك أنت الضعف، يصبح ماذا يجب عليك أن تفعل إذا كان وصفك الضعف وتريد أن تَقوَى وتُحقق مُرادك؟ >> تستعين بالقَوِي، من أجل ذلك لَمَّا أُمرت بإياك نعبد، ما أُمرت بأن تستعمل قوتك، يعني أنت لمَّن تريد أن تستقيم، الاستقامة هي {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وهذه ما تأتي وحدها إنما تأتي ب { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فإذاً أنت لابد أن تتصور حقيقة نفسك أن الله وهبك مواهب، وطبائع في نفسك، وَهَبَك صِفات خاصة، لَكن لمَّا وَهبك هذه المواهب ما تستطيع الانتفاع بها إلا بِعَونٍ مِنه، والحديث صريح (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم) رواه مسلمفهذه هي الصورة الحقيقة التي يجب أن تنكشف لك، طيب نحن نرى قوم لا يستطعمون الله يعني لا يطلبون منه الطعام وعندهم، نقول {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ }الانفطار 6 يعني أن الله من أسماءه الحليم، الكريم، الرحمن، فهو يعامل عباده برحمته وبكرمه وبلطفه إلى أن ينتهي الاختبار، متى ينتهي الاختبار؟ لحظة قبض الرُّوح، لحظة قبض الرُّوح هذه كلمة معناهاانتهى الاختبار، فأنت طول ما أنت تعيش في الدنيا، طول ما تُعطَى مِن أَجل أن تَرجِع إلى بابه، تُعطى من أجل أن تُصلِح حياتك، من أجل أن لا تأتي اللحظة التي تقول فيها {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }الفجر24 فأنت تعيش بعون من الله، في رحمة الله، حتى مشاعر وأحاسيسك هذه ما هي إلا من رحمة الله، الآن النبي صلى ـ لله عليه وسلم ـ كيف لَانَّ للنَّاس؟ يقول الله ـ عز وجل ـ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ}آل عمران159يعني من رحمة الله، الله وهبك أن تكون لَيَّنا، فَلينَك مَع النَّاس هذه موهبة ليست من صفاتك الشخصية، ممكن تقول : لا، هذه من صفاتي الشخصية. نقول : صح، طب من الذي أعطاك الصفات الشخصية ؟! و بعد ذلك تأتي في مواقف تقول : أنا بتصرف عكس شخصيتي. هذه المواقف تحصل من أجل أن تفهم أنه حتى لو كنت تتصور أن طبيعتك التي خلقك الله عليها لَيِّنَة تأتي لحظة ممكن تُصبح عَكسً ذلك، فأنت تتصور أن هذه الطبيعة مِلكَك،يعني أنا هكذا طوال عمري، نقول : هذه الطبيعة أنت ما تملكها، بل الله ـ عز وجل ـ هو الذي يُيَسَّر لَك، ممكن تأتي تقول : ما دام الأمر هكذا، طب أنا ماذا أفعل في الحياة؟ نقول دورك في الحياة هو الاستعانة >> هنا اختبارك، بأن تستعين، وتجعل الله لك وكيلا، هذا هو المطلوب منك وهذا هو الاختبار، في ناس ما اتخذوه وكيل معتقدين أنهم يُصَرِّفون أَنفسهم، فَصَرَّفهُم الله وهو الذي دَبرهم هم في الحقيقة لم يُدبروا أنفسهم لكن عاشوا أغبياء طـــول الحياة، متصورين أنهم هم يُدَبِّروا أنفسهم، و في ناس ربي كشف عنهم هذه الغُمَّة {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا}الأنعام122 فهذا الذي في الظلمات دائماً يَصف نفسه أنه ذكي وفاهم، والذي أراه الله النور دائما يكون عاقل، يفهم أنه لولا أن تَداركه الله بالرحمة وباللطف ما كان انكشف له هذا الخبيث، ولا انكشف له هذا السَّيئ، ولا انكشف له هذا الطَّيب.
وصلنا الآن إلى أن ((الوكيل)) اسم من أسماء الله التي نحتاجها بعدد حاجاتنا، أنت الآن تعرف أن الله ـ عز وجل ـ لمَّا جعلك في الحياةِ موجودا أنشأ لك الحاجات من أجل أن يَنشَأ مِنك التَّعلقات والتَّوسلات به، يعني كل مره تَعتَصر وتدخل في حَاجة، وأنت طوال الوقت محتاج تأكل وتشرب وتنام، و أولادك ينجحوا ويتربوا تربية جَيَّدة وإلى آخر ما نتكلم عنه، كل هذه الحاجات التي تحتاجها لمـــــاذا الله ـ عز وجل ـ ينشئها لك؟ من أجل أن يبقى منك التَّوسل به، والتَّعلق به، طيب لمَّا تتوسل به وتتعلق به، نشأت لك حاجة ماذا تحتاج الآن ؟ تحتاج إلى أحد يُحَقق لك الحاجة،لأن أنت بنفسك لا تستطيعها أنت فاهم أنك لا تستطيعها، أوراقي هذه في مكتب فلان، و فلان هذا القاسي الذي لا يتعامل مع الناس كما ينبغي، أنت الآن مشاعرك أنك لو ذهبت طرقت باب فلان، هذا ما يأتي معه الكلام الطيب، ستسال من؟ ممكن تسأل الذي أقل منه سكرتيره، تقول له : ممكن تترجى لنا هذا من أجل أن يعطينا.أو ممكن تأتي بواسطة من أجل أن يعطيك، وممكن تطلب رَب الأرباب، وانظر الآن للمقارنة التي تكون في القلب، أولاً من الذي يَخطُر على بَالَك أَوَّل مَرَّة؟ يعني أنت الآن عرفت أن أوراقك في مكتب فلان الموصوف والمعروف أنه صعب الوصول إليه، مَنْ الذي يَمر على خاطِرَك مُباشرة لأن يأتي لك بمرادك؟ على حسب النفسيات وعلى حسب التَّعلقات، في واحد يأتي في بَاله على طول السكرتير، أو فلان الواسطة الذي يعرفه، يُمَرر في خاطرة ويقول : أنا أتذكر أن لي قرابة عند فلان وإن شاء الله ما يكون مسافر. وفي واحد أول ما يأتي على خاطرة، يفزع قلبه إلى الله، فهذا أول اختلاف، طيب بعد ما فزع قلبك إلى الله بعد ما تذكرت الله ـ عز وجل ـ مـــــــــــاذا تظن به؟ كلامنا الآن في اسم الوكيل دائر حول ماذا نظن به
يتبع
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس