منتدي q8-one.com  

العودة   منتدي q8-one.com > ۝ المنتـدى الــعـــام ۝ > المنتدى العام

المنتدى العام للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2018-01-17, 03:15 AM
نور سليمان نور سليمان غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 689
نور سليمان is on a distinguished road
افتراضي أثر العقاب في الـتـربـيــة



أثر العقاب في الـتـربـيــة

إعداد


د . ياسر عبد السميع محمد علام


دكتوراه في اللغة العربية

وآدابها

مشرف تربوي


أ . أحمد حسين محمد حسين


مرشد طلابي

بمدارس القلعة الحجازية الأهلية




مـــقـــــدمــــــــة
أودع الله حب الأولاد في قلوب الوالدين وجعلها من سنن الفطرة حتى ترفع الدابة حافرها عن صغيرها خشية أن تصيبه أو تجرحه ، وهذا الحب يقتضي من الوالدين أو يفرض عليهما تجاه الأولاد حقوقا ومهام كبيرة وعظيمة ، ولعل من أبرز وأهم وأخطر هذه المهام والمسئوليات مهمة ومسؤولية التربية .
والتربية ليست عملية سهلة ولا بسيطة ، ولكنها عملية معقدة تعقد النفس البشرية التي تربي و التي تربى تتلقى هذه التربية ، ولكثرة المشاركين في التربية من الأسرة والمعلمين وجماعات الأصدقاء والرفاق .
وتتسم عملية التربية بعدد من السمات والخصائص منها اقترانها بعملية التعليم وخصوصا بالمدارس النظامية ، وتدرجها ، وارتباطها ببعضها ، وقابليتها للتحسن والتطور ، واستخدام الثواب والعقاب فيها .
وسوف نتناول في هذا البحث أثر العقاب في عملية التربية ، وهل هي نافعة أم ضارة .
سائلا المولى – عز وجل – أن يتقبل هذا الجهد ، وأن ينفع به المسلمين ، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم .


بين الثواب والعقاب
أولا : تعريف الثواب :-
جاء في معجم اللغة العربية المعاصر أن الثواب : " جزاء يكون في الخير والشرِّ إلا أنه في الخير أخصّ ، أو أكثر استعمالاً ، عكسه عقاب ، وفي علم النفس الثواب هو دافع إيجابي يحصل عليه الفرد عند حدوث الاستجابة التي يتوقف عليها هذا الثواب
وقال ابن فارس : الثاء والواو والباء قياس صحيح من أصل واحد ، وهو العَوْد والرجوع ، وجاء في المعجم الوسيط أن الثواب هو " الجزاء والعطاء " يقول تعالى : " والله عنده حسن الثواب " } سورة آل عمران – الآية 195 {
والثواب جزاء حقيقي وأصلي يرجع إليه المؤمن بعد حين من الدنيا ، ومن هنا قال الجرجاني: الثواب: ما تُستَحقٌّ به الرحمة والمغفرة من الله تعالى ، والشفاعة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وقيل : الثواب : هو إعطاء ما يلائم الطبع) .


ثانيا : تعريف العقاب :-
جاء في لسان العرب : عَقِب كل شيء وعقبه وعاقبتُه وعَاقَبَه… واعتقب الرجل خيرا أو شرا بما صنع كافأه به ، والعقاب والمعاقبة أن يجزي الرجل بما فعل سوءا ، والاسم العقوبة ، وعَاقَبَه بذنبه معاقبة وعقابا ، أخذه به ، وتعقبت الرجل إذا أخذته بذنب كان منه ، وقد عرف الفقهاء العقوبة تعريفات مختلفة منها أنها زواجر وضعها الله تعالى للردع عن ارتكاب ما حظر وترك ما أمر .
كما عرفها بعض المعاصرين من أهل العلم بأنها : الجزاء المقرر لمصلحة الجماعة على عصيان أمر الشارع .


الثواب والعقاب في القرآن الكريم
إن البشر ليسوا سواء ؛ فمنهم من تفلح معه القدوة الحسنة في التربية ، ومنهم من تنفعه الموعظة الحسنة والقول اللين ، ومنهم من تكفيه القصة ، وقسم لا بد من وقع السوط على جلده لردعه وتنبيهه.


والقرآن الكريم لا يبادر إلى العقوبة في التربية إنما يقدم قبلها الترغيب في الثواب أو يقرنه معها للإشعار بأن العقوبة ليست مقصودة لذاتها ، وإنما هناك طوائف من الناس لا بد من إبراز السوط لهم ، والبعض الآخر لا بد من إيقاع السياط على جلودهم ليرتدعوا ويردعوا عن غيهم وعنادهم .

كما أن القرآن الكريم حافل بالآيات التي تحمل في ثناياها الثواب ، وبآيات أخرى تحمل العقاب لتكون النفوس بين هاتين الوسيلتين تتأرجح إن مالت النفس إلى الدعة والخمول والكسل قرّعتها آيات العذاب والعقاب ، وإن أقبلت على خالقها ونشطت في طاعته سمعت آيات الوعد والثواب فزادت نشاطاً ورغبة في ذلك .
ففي مجال الترغيب في الثواب يقول تعالى : " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله والنبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير " } سورة التحريم – الآية 8 {

وفي مجال الترهيب يقول سبحانه : " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " } سورة هود – الآية 15 {

ولقد وضح القرآن الكريم في العديد من الآيات ارتباطَ مبدأي الثواب والعقاب بعمل الإنسان ؛ قال تعالى : " مَن عملَ صالحاً فلنفسهِ ومن أساءَ فعليها " } سورة فصلت – الآية 46 { ، وقال سبحانه : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جناتُ الفردوسُ نُزلاً " } سورة الكهف – الآية 102 { ، وقال عز وجل : " ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئةُ أدفَع بالتي هي أحسنُ " } سورة فصلت – الآية 34{ ، وقال : " ومن يَعمل من الصالحات وهو مؤمنٌ فلا يخافُ ظُلماً ولا هضماً " } سورة طه – الآية 112 { ، وقال : " إنا لا نُضيعُ أجر من أحسن عملاً " } سورة الكهف – الآية 30 { .

وما أروع وما أبلغ ما جاء هاتين الآيتين : " فَمن يعملْ مثقالَ ذرةٍ خيراً يرهُ * ومن يعملْ مثقالَ ذرةٍ شراً يرهُ " } سورة الزلزلة – الآيتان 7 – 8 {

الثواب والعقاب وعلماء التربية
يعتبر علماء التربية أن الثواب والعقاب من أبرز أشكال التربية والضبط الاجتماعي وتوجيه السلوك ، فالثواب يساعد في تثبيت السلوك السوي وتدعيمه ، وتحسين الأداء وتقويمه ؛ فحينما نكافئ أطفالنا على سلوكياتهم الحسنة ونقابلها بالاستحسان والقبول خاصة في سنوات العمر المبكرة ، فإننا بذلك نبث الثقة في نفوسهم ونشجعهم على المزيد من التعلم الجيد والانجاز والالتزام بالفضائل .


إن نتائج الدراسات الإنسانية والسلوكية توصي بضرورة الاهتمام أولا بقضية الثواب والاستحسان وتركز علي الثواب لعدة أسباب منها الأثر الانفعالي السيئ الذي يصاحب العقاب ، أما الإثابة والاستحسان ففيهما توجيه بناء لطبيعة السلوك المرغوب فيه ، شريطة أن يكون الثواب علي فعل حقيقي يستحق الإثابة أو نتيجة ترك فعل غير مرغوب ، أما الإثابة علي غير سبب حقيقي فإنها تفقد الثواب قيمته وأثره التربوي .

مقاصد الثواب والعقاب
أولا : استمالة الوجدان ، واستثارة الرغبة الداخلية للإنسان في ثواب الله - عز وجل - ، قال الله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ، خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا " } سورة الكهف – الآيتان 102 – 103 { .

ثانيا : تعديل سلوك الانسان على ضوء معرفته بالنتائج النافعة أو الضارة التي ستترتب على عمله وسلوكه .
قال الله تعالى : " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ، ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا " } سورة الإسراء – الآيتان 18 - 19{

ثالثا : ردع المرتكب للعمل المرفوض وعدم تكراره مرة أخرى ، فالترهيب وعيد ، وتهديد بعقوبة تترتب على اقتراف إثم ، أو ذنب مما نهى الله عنه ، أو على التهاون في أداء فريضة مما أمر الله به ، أو هو تهديد من الله يقصد به تخويف عباده ، وإظهار صفة من صفات الجبروت ، والعظمة الإلهية ، ليكونوا دائما على حذر من ارتكاب الهفوات والمعاصي ، كقوله تعالى : " وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا " } سورة مريم – 71 – 72 { .

رابعا : إخافة الغير ووعظه من سلوك الفعل المؤدي إلى العقوبة ، قال الله عز وجل : " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين " } سورة النمل – الآية 69 { ، وقال تعالى : " فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " } سورة آل عمران – الآية 175 { ، وقال سبحانه : " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ " } سورة الحديد – الآية 16{ .


خامسا : إتاحة فرصة الموازنة والاختيار للإنسان بين الثواب والعقاب باستخدام العقل .
ولهذا نرى كثيرا ما يعرض القرآن الكريم الترغيب والترهيب في سياق واحد ، يقول الله تعالى : " اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " } سورة المائدة – الآية 98{ ، وقال سبحانه : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ " } سورة فصلت – الآية 46 { .


من أساليب العقاب
يحتاج المربون وسائل بديلة عن الضرب كعقاب عند ارتكاب الأخطاء ولتقويم سلوك المتربين ، ويعد أول وأخف وسائل وطرق العقاب هي نظرات اللوم ، أو كلمات اللوم البسيطة والزجر الرقيق والذي قد يكون في بعض الأحيان قوى الأثر جدا على المتربى ، مع العلم أنه من المهم جدا الاستماع للمتربى المذنب ومعرفة وجهة نظره بالأمر ، وإن وجدنا أنه من النوع الممكن تغيير أفكاره ووجهات نظره المخطئة التي تدفعه لارتكاب الأخطاء نقوم بها بعد أن نفهمه جيدا ، وهذا الفهم لا يمكن بلوغه إن لم نسمح للمتربى بالتعبير عن نفسه وتوضيح وجهة نظره ، وغالبا إن وجد هذا النوع من المتربين فهو لا يحتاج إلى عقاب بل يحتاج إلى محاورة وإقناع بالدليل .

وهناك الحرمان من الأنشطة التي يرغب المتربى في القيام بها وهي كثيرة ومتعددة ، مع مراعاة عدم جرح مشاعره أمام إخوانه وأخواته أو أي أشخاص آخرين .

ويجب التنبيه هنا على وجوب ملاحظة الفروق بين المتربين في كافة النواحي ، فما ينفع ويفيد مع فرد قد يضر مع آخرين ، والعكس صحيح






عزيزى الزائر

للإطلاع على أبحاث أخرى للمرشد الطلابي أ / احمد حسين ، تجدها على الروابط التالية :


أثر العقاب في التربية

التحميل

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]


الأمن الفكرى وأهميته للجمتمع

التحميل

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]


خصائص تلاميذ المرحلة الابتدائية وكيفية مراعاتها

التحميل

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]


رعاية المتأخرين دراسيا

التحميل

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2018-01-17, 03:16 AM
أبو سهم أبو سهم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 58,584
أبو سهم is on a distinguished road
افتراضي

شكراً جزيلاً موضوع مميز نتمنى منك المزيد عزيزي نور سليمان...

ننتظر جديدكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لتر, العقاب, الـتـربـيــة, في

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab
www.q8-one.com