المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من قصائد ابى العلاء المعرى


radwan
2009-06-26, 05:40 PM
أليس الّذي قادَ الجيادَ مُغِذّةً،
رَوَافِلَ في ثَوْبٍ، من النَّقْعِ، ذائلِ
يَكادُ يُذيبُ اللُّجْمَ تأثيرُ حِقْدِها،
فيمْنعُها، من ذاكَ، بَرْدُ المَناهل
وما وَرَدَتْها مِنْ صَدىً، غيرَ أنّها
تُريدُ بوِرْدِ الماء حِفْظَ المَساحِل
وعادتْ كأنّ الرُّثْمَ، بَعْدَ وُرُودِها،
أُعِرْنَ احمرارَ الأفْقِ، فوْقَ الجَحافل
ومَهما يكُن يحْسبْهُ حَثّاً على النّدى،
فيَغْدُو على أمْوالِه بالغَوائل
فما ناحَ قُمْريٌّ، ولا هَبّ عاصفٌ
من الرّيحِ، إلاّ خالَه صَوْتَ سائِل
أطاعَكَ هذا الخَلْقُ خوْفاً وَرَغْبةً؛
فَوَا عَجَبا مِن تَغْلِبَ ابْنَةِ وائل
أكانَ لها، في غير عدنانَ، نِسْبَةٌ،
فتَأمُلَ أنْ تَعصيكَ دونَ القَبائل؟
بدَوْسَرَ جاوَرْتَ الفُراتَ، مُكَرَّماً
كأنَّكَ نَجْمٌ في عُلوَّ المَنازِل
فزَيّنْتُماها في البلاد، وزادَها
أحَقُّكما بالفَضْل مِن كلّ فاضل
إذا عُدّ خَلْخالاً لها، كنتَ تاجها،
ولم تَزَلِ التّيجانُ فوْقَ الخَلاخِل
لأمْرٍ أُحِلّ الزُّجُّ في عَقَبِ القَنا
ورُفّعَتِ الخِرْصانُ فوْقَ العَوامل
تَنَازَعَ فِيكَ الشّبْهَ بَحْرٌ وديمةٌ،
ولسْتَ إلى ما يَزْعُمانِ بمائل
إذا قيلَ بحْرٌ، فهْوَ مِلْحٌ مُكَدَّرٌ؛
وأنتَ نَميرُ الجود، عَذْبُ الشّمائل
ولستَ بغَيْثٍ، فوكَ للدُّرّ مَعْدِنٌ،
ولم نُلْفِ دُرّاً في الغُيوثِ الهوَاطل
إذا ما أخَفْتَ المَرْءَ جُنّ، مَخافةً،
فأيْقَنَ أنّ الأرضَ كِفّةُ حابِل
يَرى نفْسَه، في ظِلّ سيْفِكَ، واقفاً،
وبَيْنَكُما بُعْدُ المَدى المُتطاول
يَظُنّ سَنيراً، مِن تَفاوُتِ لَحْظِه،
ولُبْنَانَ، سارَا في القَنا والقَنابل
إذا أجَأٌ وافَى يُجَدِّدُ عَهْدَهُ
بنا، أمْ تُراها زَوْرَةً مِن مُواسِل؟
أتَتْنا، من الأتْراكِ، أعْلامُ طَيّءٍ،
تَقُودُ من السّودانِ حَرّةَ راجِل
وجاشتْ، من الأوْزاع، رَملةُ عالِجٍ،
وما شئتَ من صُمّ الحَصى والجنادل
وهَيْهاتَ هيهاتَ! الجِبالُ صَوامِتٌ،
وهذا كثِيرُ النُّطْقِ، جَمُّ الصّواهِل
وإنْ رَكبوا الجُرْدَ العِتاقَ لغارَةٍ،
بَدَوْا، في وثاقٍ، ركْبَ نوقٍ وَجامل
فكم فارسٍ عَوّضْتَه، مِن جَوادِه،
بأثْمَنَ، إلاّ أنه غيرُ صاهِل
إذا الناسُ حَلّوْا شِعْرَهم بنشيدِهمْ،
فدُونَكَ مِنّي كلَّ حَسناءَ عاطِل
ومَن كان يَسْتدعي الجَمالَ بحِلْيةٍ،
أضَرّ به فَقْدُ البُرَى والمَراسِل
كأنّ حَرَاماً أنْ تُفارقَ صارماً،
يَكُونُ لِما أضْمَرْتَ أوّلَ فاعل
فمِن صارِمٍ بالكفّ، يُحمَلُ، كلِّها؛
ومِن صَارمٍ يَختَصّ بعْضَ الأنامل
فمَقْبِضُ هذا السيْفِ دونَ ذُبابهِ؛
ومَقْبِضُ ذاكَ السْيفِ دونَ الحمائل
فَلْتَ اللّيالي سامحَتْني بِنَاظِرٍ
يَراكَ، ومَن لي بالضّحى في الأصائل
فلو أنّ عَيْني مَتّعَتْها، بنظْرةٍ،
إليكَ، الأماني، ما حَلُمْتُ بِغائل
حُسامُكَ للأعْمارِ أبْرَى من الرّدى؛
وعَفْوُكَ للجاني أعَزُّ المَعاقِل

radwan
2009-06-26, 05:43 PM
هناك مشكلة لا ادرى ما هى

lito taha
2009-07-10, 03:47 PM
تسلم ايدك رائع

radwan
2009-07-12, 02:27 AM
شكرا ليك ليتو على المرور

THE KING
2009-07-14, 09:43 PM
رائعه يا ميدو

radwan
2009-07-15, 02:55 AM
شكرا عمور المرور

karmen
2009-07-15, 02:58 PM
طبعا أبى العلاء المعرى شاعر ممتاز
بس انا عانيت كتير من الخط
انتوا بتستخسروا تكبروه شويه هو انتوا هتدفعوا فرق الخط
شكرا رضوان عالقصيدة

radwan
2009-07-15, 03:30 PM
لا مش هندفع فرق الخط يا كارمن
بس لو تقدرى انتى تعدليها فى مشاركة تانية أنا هكون سعيد جدا