المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو فراس الحمدانى...من هو؟


radwan
2009-07-25, 04:16 PM
أبو فراس الحمداني هو أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الوائلي، ولد سنة 320 هـ (932 م) من أسرة أمراء، وقد اشتهر جده حمدان بالبأس في القتال، وبالكرم وحسن السياسة.


حياته

كان ظهور الحمدانيين ضعف العنصر العربي في جسم الخلافة العباسية وهيمنة الفرس والترك. فباشروا الحروب لدعم االحكم لبني حمدان ولترسيخ سلطتهم , فاحتل عبد الله ، والد سيف الدولة الحمداني وعم شاعرنا، بلاد الموصل وبسط سلطة بني حمدان على شمال سوريا و حلب وما حولها وتملك سيف الدولة حمص ثم حلب حيث أنشأ بلاطاً جمع فيه الكتاب والشعراء واللغويين .
ترعرع أبو فراس في كنف ابن عمه سيف الدولة في حلب ، بعد موت والده باكراً، فشب فارساً شاعراً , وراح يدافع عن إمارة ابن عمه ضد هجمات الروم ويحارب الدمستق قائدهم وفي أوقات السلم كان يشارك في مجالس الأدب فيذاكر الشعراء وينافسهم , ثم ولاه سيف الدولة مقاطعة منبج فأحسن حكمها والذود عنها .






و فراس في الأسر

كانت المواجهات والحروب كثيرة بين الحمدانيين والروم في أيام أبي فراس ، وفي احد المعارك خانه الحظ يوماً فوقع أسيراً سنة 347 هـ (959 م) في مكانٍ يُعرف باسم "مغارة الكحل". فحمله الروم إلى خَرْشَنة، على الفرات، وكان فيها للروم حصنٌ منيع. ولم يمكث في الأسر طويلاً، واختُلف في كيفية نجاته، فمنهم من قال إن سيف الدولة افتداه ومنهم من قال إنه استطاع الهرب , فابن خلكان يروي أن الشاعر ركب جواده وأهوى به من أعلى الحصن إلى الفرات، والأرجح أنه أمضى في الأسر ثلاث سنوات.
انتصر العرب اكثر من مرة وكانت كر وفر , وبعد توقف لفترة من الزمن عاد القتال بينه وبين الروم اللذين اعدوا جيشآ كبيرا وحصاروه في منبج وبعد مواجهات وجولات كر وفر سقطت قلعته سنة 350 هـ (962 م) ووقع أسيراً وحُمل إلى القسطنطينية حيث أقام نحواً من أربع سنوات , وقد وجه الشاعر جملة رسائل إلى ابن عمه ، فيها يتذمر من طول الأسر وقسوته ، ويلومه على المماطلة في افتدائه.
ويبدو أن إمارة حلب كانت في تلك الحقبة تمر بمرحلةٍ صعبة لفترة مؤقتة فقد قويت شوكة الروم وتقدم جيشهم الضخم بقيادة نقفور فاكتسح الإمارة واقتحم عاصمتها حلب ، فتراجع سيف الدولة إلى ميّافارقين , واعاد سيف الدولة قوته ترتيب وتجهيز وهاجم الروم في سنة 354 هـ (966 م) وهزمهم وانتصر عليهم واستعاد إمارته وملكه في حلب , واسر اعدادا من الروم وأسرع إلى افتداء أسراه ومنهم ابن عمه ابو فراس الحمداني بعد انتصار على الروم , ولم يكن أبو فراس ٍ يتبلغ اخبار ابن عمه ، فكان يتذمر من نسيانه له ، ويشكو الدهر ويرسل القصائد المليئة بمشاعر الألم والحنين إلى الوطن ، فتتلقاها أمه باللوعة حتى توفيت قبل عودة وحيدها .
تم افتداء وتحرير ابو فراس وبعد مضي سنةٍ على خروجه من الأسر توفي سيف الدولة 355 هـ (967 م) وكان لسيف الدولة مولى اسمه قرغويه طمع في التسلط ، فنادى بابن سيده أبي المعالي، أميراً على حلب آملاً أن يبسط يده باسم أميره على الإمارة بأسرها ، وأبو المعالي هو ابن أخت أبي فراس.
أدرك أبو فراسٍ نوايا قرغويه فدخل مدينة حمص، فأوفد أبو المعالي جيشاً بقيادة قرغويه، فدارت معركةٌ قُتل فيها أبو فراس. وكان ذلك في ربيع الأول سنة 357 هـ (968 م) .




أشعاره

قال الصاحب بن عباد: بُدء الشعر بملك، وخُتم بملك، ويعني امرأ القيس وأبو فراس.
لم بجمع ابو فراس شعره وقصائده ، إلا أن ابن خالويه وقد عاصره جمع قصائده فيما بعد ، ثم اهتم الثعالبي بجمع الروميات من شعره في يتيمته , وقد طبع ديوانه في بيروت سنة 1873 م ، ثم في مطبعة قلفاط سنة 1900 م ، وتعتمد الطبعتان على ما جمعه ابن خالويه . وقد نقل وترجم بعض شعر ابو فراس إلى اللغة الألمانية على يد المستشرق بن الورد , وأول طبعةٍ للديوان كاملاً كانت للمعهد الفرنسي بدمشق سنة 1944 م.


يقول:

لم أعدُ فـيـه مفاخري
ومديح آبائي النُّجُبْ لا في المديح ولا الهجاءِ
ولا المجونِ ولا اللعبْ

هو صاحب البيت الشهير:

الشعر ديوان العرب
أبداً وعنوان الأدب

وفي قصيدة "أراك عصيّ الدمع" الشهيرة يقول:

أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر؟ بلى أنا مشتاق وعنـديَ لوعةٌ
ولكنّ مثلي لا يُذاع له سـرُّ إذا الليل أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعاً من خلائقهِ الكِبْرُ

وفي بيت اخر من نفس القصيدة يقول:

فان عشت فالانسان لابد ميتاً
وان طالت الايام وانفسح العمر ولا خير في دفع الردى بمذلة
كما ردها يوماً بسوءته عمرو

ومن روائع شعره ما كتبه لأمه وهو في الأسر:

لولا العجوز بـمنبجٍ
ما خفت أسباب المنيّـهْ ولكان لي عمّا سألت
من فدا نفـس أبــيّهْ

وفي قصيدة أخرى إلى والدته وهو يئن من الجراح والأسر، يقول:

مصابي جليل والعزاء جميلُ
وظني بأنّ الله سوف يديلُ جراح وأسر واشتياقٌ وغربةٌ
أهمّكَ؟ أنّـي بعدها لحمولُ

وأثناء أسره في القسطنطينية بعث إلى سيف الدولة يقول:

بمن يثق الإنسان فـيمـا ينوبه؟
ومن أين للحرّ الكريم صحاب؟

وقبل وفاته رثى نفسه بأبيات مشهورة موجهة إلى ابنته.

أبنيّتـي لا تـحزنـي
كل الأنام إلى ذهابْ أبنيّتـي صبراً جـميلاً
للجليل مـن الـمـصابْ نوحي علـيّ بحسـرةٍ
من خلفِ ستركِ والحجابْ قولـي إذا ناديتنـي
وعييتُ عـن ردِّ الجوابْ زين الشباب أبو فراسٍ
لم يمتَّعْ بالشبـابْ

واجمل قصائده القصيدة الميمية التي ينصر فيها آل الرسول يقول:

الحق مهتضم والدين مخترم
وفي آل رسول الله منقسم يا باعة الخمر كفو عن مفاخركم
لمعشر بيعهم يوم الهياج دم إلى ان يقول:
يا للرجال اما للحق منتصر
من الطغاة وما للدين منتقم ثم يقول في مقطع جميل:
لا يطغين بني العباس ملكهم
بنو علي مواليهم وان زعموا اتفخرون عليهم لا ابالكم
حتى كأن رسول الله جدكموا

ثم يقايس بين آل العباس وبين اهل البيت في مناقشة ومقارنة جميلة يقول مثلاً:

ليس الرشيد كموسى في القياس
ولا مأمونكم كالرضا لو انصف الحكم تتلى التلاوة في ابياتهم سحراً
وفي بيوتكم الاوتار والنغم كانت مودة سلمان لهم رحماً
ولم تكن بين نوح وابنه رحم

ثم يقول:

منكم عليه ام منهم وكان لكم
شيخ المغنيين إبراهيم اذا ام لهم

karmen
2009-07-25, 06:18 PM
مشكور يا رضوان على هذا الموضوع عن ابو فراس الحمدانى
تسلم ايديك

lito taha
2009-07-26, 08:05 PM
تسلم ايدك يا ريس على الموضوع

radwan
2009-07-26, 10:00 PM
مشكور يا رضوان على هذا الموضوع عن ابو فراس الحمدانى
تسلم ايديك

شكرا ليكى كارمن المرور والرد

radwan
2009-07-26, 10:01 PM
تسلم ايدك يا ريس على الموضوع

شكرا ليتو المرور
منور الموضوع والله