تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من هو الله


MAGIC7
2010-08-18, 02:40 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/zaj1.gif
http://i34.tinypic.com/ftcwi1.jpg

سوف اضع بين يديكم موضوع متجدد ان شاء الله عن معرفة الله عز وجل
مواضيع تبين لنا حب الله والايمان به ومعرفه كل ما له صله بهذا
العمل راجي الثواب باذنه تعالى

اولا
من هو الله
http://knowingallah.com/images/text/05.jpg


أصل الكلمة

لفظ اسم (الله) جل جلاله أصلها عربي، استعملها العرب قبل الإسلام والله جل جلاله الإله الأعلى لا شريك له الذي آمن به العرب في فترة الجاهلية قبل الإسلام لكن بعضهم عبد معه آلهة أخرى وآخرون أشركوا الأصنام في عبادته.

وجود الله وصفاته

يمكن الاتفاق بين الناس كافة (المؤمنين منهم والملحدين) على أن يكون المنطق العلمي السليم هي السبيل الوحيد للوصول إلى حقيقة وجود الله وصفاته. فالكل يتفق على أن لكل فعل فاعل, ولكل شئ سبب. ولا يستثنى من ذلك شئ, فلا شئ يأتي من فراغ أو من عدم, ولا شئ يحصل بلا سبب أو مسبب. والأمثلة على ذلك لا تحصى, ولا يغفل عنها أحد. والكون كله بكل ما فيه من حي أو جماد, ساكن ومتحرك, وجد بعد العدم. فالمنطق والعلم يؤكدان إذا أن هناك من أوجد الكون. وسواء كان أسمه الله أو الخالق أو المبدع أو المبدئ, فليس لذلك تأثير على الحقيقة هذه. فالكون كله, بما فيه, يدل دلالة كافية على وجود الخالق.

والتعرف على صفات هذا الخالق يتم عن طريق دراسة ومتابعة ما أنجزه من أعمال ومصنوعات (مخلوقات). فالكتاب, على سبيل المثال, يدل على علم وخبرة وثقافة كاتبه وأسلوبه وتفكيره وقدرته على الإنجاز والتحليل. وكذلك كافة المصنوعات تعطي صورة وفكرة واسعة عن صفات الصانع. وإذا استعمل الناس هذا المنطق العلمي مع الكون والمخلوقات التي فيه لتمكنوا من الوصول إلى صفات الخالق (الصانع). فجمال البحار والطبيعة, ودقة الخلايا وحكمة ما فيها من تفاصيل, وتوازن الكون ونظام حركته, وكل ما توصل له الإنسان من علوم, كلها تدل على عظمة وعلم وحكمة الخالق.

سواء اتفق الناس أم لم يتفقوا في ايجاد الحكمة من الوجود أم لم يكتشفوها, وسواء اتفقوا على الحكمة من وجود الألم والصعوبات في الحياة أم لم يتفقوا, فإن هذا لا يغير شئ من النتيجة التي وصل لها المنطق العلمي الذي يؤكد وجود الخالق العظيم والعليم والحكيم, الذي يتفق المؤمنون على تسميته الله جل جلاله

هل قدرة الله محدودة؟

هل الله يستطيع أن يفعل أي شيء؟






على سبيل المثال : "هل يستطيع أن يخلق صخرة كبيرة بحيث لا شيء يمكنه تحريكها؟" إذا استطاع أن يخلق صخرة كبيرة لا يستطيع شيء تحريكها، فهل يعني ذلك أن الله هو أيضا لا يمكنه تحريكها؟ أم أنه من المستحيل عليه أن يخلق شيئا كبيرا لدرجة أنه لا يستطيع تحريكه؟







يقول لنا الله عز و جل بأنه يفعل ما يشاء و يقدر. يجب الأخذ بعين الاعتبار بأننا في الإسلام ندرك بأن الله لا يريد أن يفعل شيئا مخالفا لصفات ألوهيته. بمعنى أنه لن يموت أبدا لأن هذا سيعني أنه انتفت عنه صفة الحي الذي لا يموت (و التي هي من صفاته المذكورة في القرآن الكريم).



و لذلك، يمكن أن يخلق صخرة (أو أي شيء آخر) كبيرة جدا وثقيلة، لا شيء في الكون كله يمكنه تحريكها. أما هو فيستطيع ذلك، فهو ليس من الكون، ولا يشبه مخلوقاته. و لذلك فإن الله لا يخضع لقوانين الخلق، لأنه هو الخالق والمشرع. و كلما أراد شيئا، بكل بساطة يقول له كن فيكون.



يقول الله عز و جل عن نفسه:

(بديع السموات و الأرض و إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة البقرة، الآية: 117.

(قالت رب أنى يكون لي ولد و لم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة آل عمران، الآية: 47.



(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) سورة آل عمران، الآية: 59.

(و هو الذي خلق السموات و الأرض بالحق و يوم يقول كن فيكون قوله الحق و له الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب و الشهادة و هو الحكيم الخبير) سورة الأنعام، الآية: 73.



(إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) سورة النحل، الآية: 40.



(ما كان لله أن يتخذ ولدا سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة مريم، الآية: 35.



(إنما أمره إذا أراد شيئا أن بقول له كن فيكون) سورة يس، الآية: 82,



(هو الذي يحيي و يميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة غافر، الآية: 68.



فعملية الخلق، كما نرى من هذه الآيات، ليست على الإطلاق بالأمر الصعب بالنسبة لله سبحانه و تعالى، فهو يكتفي بإصدار الأوامر ليكون كل شيء وفقا لإرادته و مشيئته.



http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gifhttp://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gifhttp://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif

MAGIC7
2010-08-18, 02:41 PM
هل يعلم الله الغيب؟

هل يعلم الله كل ما سيحدث و كل ما سيقع في المستقبل؟ هل يملك السيطرة المطلقة على نتائج كل شيء؟ و إذا كان الأمر كذلك، فكيف يكون هذا عادلا بالنسبة لنا؟ أين حرية الاختيار و الإرادة بالنسبة لنا إذن؟
الله يعلم كل ما سيحدث.أول شيء خلقه كان القلم، وأمر القلم بالكتابة. فكتب القلم حتى كتب كل شيء سيحدث. ومن ثم بدأ الله عز و جل في خلق الكون. كل هذا كان معروفا له قبل أن يخلقه. لديه السيطرة المطلقة والكاملة في جميع الأوقات. لا يحدث أي إلا و له السيطرة الكاملة عليه في جميع الأوقات.
(و يتوب الله على من يشاء و الله عليم حكيم) سورة التوبة، الآية: 15.
(إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم) سورة يوسف، الآية: 100.
والله وحده فقط يملك الإرادة الحرة ، وهو يريد ما يريد ، وسوف يحدث دائما ما يشاء و يريد. و نحن لدينا ما يسمى ب "حرية الاختيار". و الفرق هو أن ما يريده الله يحدث دائما، وما نختاره نحن يمكن أن يحدث أو لا. لن يحاسبنا الله على نتائج الأمور، و لكن سوف يحاسبنا على خياراتنا. وهذا يعني أن نيتنا ستكون دائما في جوهر كل شيء. مهما كانت نيتنا، فذاك هو ما سوف نحاسب عليه. و كل شخص سيحاسب وفقا لما أعطاه الله من مؤهلات، وكيف استعملها وماذا كان ينوي أن يفعل بها.
و بخصوص يوم الحساب، يقول الله عز و جل أن كل ما نقوم به يسجل، و لا يفلت من هذا التسجيل حتى الأشياء الصغيرة، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا سوف يراه يوم الحساب، و من يعمل مثقال ذرة شرا سوف يراه كذلك.
في هذا اليوم (يوم الحساب)، سوف يقسم الناس إلى مجموعات شتى، و سوف تعرض أعمالهم.
و بذلك، من يعمل مثقال ذرة خيرا سوف يراه.
(يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره) سورة الزلزلة، الآية: 6-8.
و الذي سيقدم الأدلة ضدنا هو نحن أنفسنا، فآذاننا و لساننا و عيوننا ستشهد علينا أمام الله يوم القيامة، و لن يظلم أحد في هذا اليوم، و لن يتهم زورا أحد.
كلن بالإمكان وضع الجميع في المكان المناسب لهم، و لكن الناس سيشتكون لماذا ألقي بهم في النار دون أن تمنح لهم الفرصة. و هذه الحياة ليست سوى ذلك، فرصة لنثبت لأنفسنا من نحن حقا، وماذا سنفعل حقا إذا كان لدينا الخيار الحر.
الله يعلم كل ما سيحدث، لكن نحن لا. و لذلك، فإن الاختبار عادل.



إذا أردت أن تعرفه ... اطرق الباب



هناك طرق عدة يتعرف الإنسان من خلالها على كل ما يحيط به من أشياء وكائنات وظواهر طبيعية وغير طبيعية ، وحسب كل شيء تتحدد الطريقة التي يمكن أن تتعرف عليه بها .


فأنت مثلا عندما تود أن تعرف شخصا ما، قد تتقرب منه ، وتتودد إليه ، وتوقره وتحترمه حتى أن أصحاب اللغات المختلفة يضعون ضميرا لغويا محددا للشخص غير المعروف لهم، أو المقدمون على التعرف عليه ، وتسمى " صيغة الاحترام أو التوقير " . وأحيان أخرى تقوم بتقديم نفسك إلى الآخر، أو يفعل ذلك صديق بالنيابة عنك عندما يقدمك إلى الغير بأنك فلان ، ونتعرف على الكثيرين أيضا من صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون، ونتعرف على بعض آخر من قصص وحكايات ينسجها الآخرون عنهم قد تقترب من الحقيقة وقد تبتعد عنها في أحيان أخرى.


طرق عدة ، لمعرفة أي شيء، وأي شخص ويظل أقربها أن تستمع إلى الآخر لتعرفه، ولعل هذه هي الطريقة التي أحب أن تنهجها عند الحديث عن كيفية معرفة الله !!




فمن هو الله ؟

هذا السؤال يجيب عنه الله نفسه عز وجل، فيقول : " اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " ( البقرة : 255 ) . وهو هنا يعرف عن نفسه فيقول أنه الذي لا إله هو ؛ أي يثبت التوحيد لنفسه ، والحي الذي لا يموت وكل المخلوقات تموت ، فقوله: " اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ " إخبار عنه بأنه هو وحده المتفرد بالإلوهية لجميع الخلائق . وقوله : " الْحَيُّ الْقَيُّومُ " أي: الحي في نفسه الذي لا يموت أبدًا القيم لغيره فجميع الموجودات مفتقرة إليه وهو غني عنها ولا قوام لها بدون أمره .



وقوله: " لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ " أي: لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه بل هو قائم على كل نفس بما كسبت شهيد على كل شيء لا يغيب عنه شيء ولا يخفى عليه خافية ، ومن تمام القيومية أنه لا يعتريه سنة ولا نوم، فقوله: " لا تَأْخُذُهُ " أي: لا تغلبه سنة وهي الوسن والنعاس ولهذا قال: " وَلا نَوْمٌ " لأنه أقوى من السِنة. وقوله: " لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ " إخبار بأن الجميع عبيده وفي ملكه وتحت قهره وسلطانه .



وقوله: " مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ " يدل على عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع عنده إلا بإذنه له في الشفاعة .



وقوله: " يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ " دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات: ماضيها وحاضرها ومستقبلها .



وقوله: " وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ " أي: لا يطلع أحد من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه.



وقوله: "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ " أي سلطانه وعرشه يحيط بكل شيء ويسع كل شيء .



وقوله: { وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا } أي: لا يثقله ولا يُكْرثُهُ حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بينهما، بل ذلك سهل عليه يسير لديه وهو القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء، فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه شيء والأشياء كلها حقيرة بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه، محتاجة فقيرة وهو الغني الحميد الفعال لما يريد، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وهو القاهر لكل شيء الحسيب على كل شيء الرقيب العلي العظيم لا إله غيره ولا رب سواه . وقوله: " وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " أي هو فوق كل شيء وأعظم من كل شيء .


http://al-7soon.com/up/files/tjhfs1ha0p1qh3hbk066.gif

MAGIC7
2010-08-18, 02:42 PM
رحلة البحث عن الله

استمعنا إلى الله عز وجل يعرف عن نفسه بهذه الكلمات الرقراقة من آية الكرسي .... وكنا قد قلنا بأن الإنسان لكي يتعرف على شيء يمكنه أن يسلك أكثر من طريق!



والرحلة إلى التعرف على الله أيضا يمكن أن نسلكها بأكثر من طريق، والطريق الذي نسلكه هذه المرة ؛ رحلة استكشافية قام بها شخص استشعر أن هذا الوجود لابد أن يكون وراءه خالق وإله يستحق أن يعبد ، هذا الرجل هو إبراهيم الخليل ، نبي الله وأبو الأنبياء .


إذاً استشعر إبراهيم عليه السلام أن هناك قوة خلقت كل شيء ، وأبدعت السموات والأرض، واستشعر في نفسه أن هذه الآلهة التي عكف عليها قومه لا تغني ولا تسمن من جوع ، وأنها بعيدة كل البعد عن أن تخلق شيئا، بل أثبت لهم فيما بعد أنها حتى لا تستطيع أن تدافع عن نفسها .







فلما رأى نبي الله إبراهيم الشمس ازدادت آماله بأن تكون هي الإله الذي يبحث عنه ؛ ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه حيث غربت الشمس في نهاية اليوم وغربت معها آمال إبراهيم في أن يجد ضالته التي يبحث عنها ، وأصابه اليأس والإحباط حتى من الله عليه بالإيمان وأرسل إليه وحيه ليبلغه بأن الله قد اختاره ليكون نذيرا لقومه .





هذا هو الله الذي بحث عنه إبراهيم ، لم يكن الشمس ، ولم يكن القمر ، ولم يكن الصنم الذي سجد له قوم إبراهيم إنما هو الله فاطر السموات والأرض .





هذه الرحلة لم تكن هي الوحيدة للبحث عن الله ، ولكن هناك رحلة أخرى قطعها شخص آخر بحثا عن الله ولكن بعد موت إبراهيم عليه السلام بآلاف السنين




لا تنزعج !! فالكثيرون لم يستطيعوا أن يعرفوه بسهولة، والطريق إلى الله ليس دائما مفروشا بالورود، يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " حفت الجنة بالمكاره " لذا فالوصول إلى معرفة الله ليس سهلا، وفي هذه المرة نرافق شاب يافع ولد مجوسيا، بل كان هو خازن النار أي القائم على إشعال النار التي يعبدها قومه وهو الذي يحافظ عليها دائما مشتعلة.



ويوما ما يخرج هذا الشاب فيجد عبادا لله يعتنقون المسيحية ويعبدون الله في إحدى صوامعهم، فيتعجب لأمرهم ويداخله شعور بأن ما هم عليه هو الحق، وأن ما هو عليه الباطل ... فيؤمن بهم ويشتاق ان يعرف مصدر ديانتهم، فيعرف أن أهلها في الشام فيتحين الفرصة ويهجر موطنه وبيته وأهله ويهاجر إلى الشام ويبحث عن أهل هذا الدين ويعمل مختارا خادما لقسيسهم، فيجده مخادعا، حتى إذا مات تركه، وذهب إلى قسيس غيره فيجده على الحق ويستمع إلى نصائحه حتى إذا مات هذا القسيس أوكله إلى غيره .

وكان هذا الأخير هو صاحب نقطة التحول في حياة هذا الشاب إذ نصحه باتباع نبي يظهر في هذا الزمان، ولكن في بلاد غير بلاده، وفي أرض غير أرضه، وفي قوم غير قومه، ويخرج الشاب مهاجرا باحثا عن هذا النبي ... عن هذا الدين ... عن هذا الإله!! فيبيع كل ما يملك لجماعة مسافرة مقابل توصيله للمكان الذي وصفه له القسيس فيأسرونه ويبيعونه عبدًا بعد أن كان سيدًا ... ولا يطول به المقام حتى يضعه القدر وجها لوجه أمام نبي الله محمد عليه الصلاة، فيعرفه، ويعرف صفاته التي نبأه بها القسيس ... ويعرف الله؛ فهو بحق الباحث عن الحقيقة كما لقبه شيخنا خالد محمد خالد في كتابه رجال حول الرسول ، إنه سليمان الفارسي الذي قطع البيداء من الشرق إلى الغرب باحثا عن إله .... باحثا عن رب ... فلما وجده كان نعم العبد .

إذا لم تكن عرفته بعد ؛ فسِر على خطى سليمان، حاول أن تبحث، وأن تبذل الجهد كي تعرف من هو الله ... والله إنها للذة عظيمة يشعرها الإنسان في نفسه حين يجد الله ، ويعرفه حق معرفته .






http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/9/11/06/m91mqanzi.gif

MAGIC7
2010-08-18, 02:42 PM
مخلوقاته تدل عليه
إن أكثر شيء يدل على وجود الله هو صنعته التي أحسن صنعها، ومخلوقاته التي برأها، ونعمه التي أسبغها على عباده المؤمن منهم والكافر !!




ولعل القرآن لكريم هو أبلغ شاهد على إعجاز الله وقدرته، فقد وضع الله فيه أخبار الآولين والآخرين، وكشف فيه غيبا لم يعرفه بنو الإنسان من قبل، ونطرح هنا بعض المعجزات التي وردت في القرآن الكريم وتدل بقوة على وجود الله، وعلمه السابق لكل أمر:

* تحير العلماء كثيرا في محاولة معرفة حقيقة مكونات معدن الحديد، حيث أن الطاقة التي تكفى لترابط جزيئاته تفوق الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية أربعة أضعاف ... وكان هذا غريبا جدا على العلماء ؛ إلا أنه لم يكن غريبا على علماء الإسلام الذين عاينوا قول الله عز وجل : " وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " ( سورة الحديد : 25 ) . فعرفوا من الفعل " أنزلنا " أن الحديد لم يكن من المكونات الأرضية وإنما نزل من السماء، وفي العصر الحديث يؤكد علماء المعادن أن مكونات الحديد بالفعل ليست من مكونات الأرض .


* ودعونا نغوص قليلا إلى أعماق البحر، حيث اكتشف علماء جيولوجيا البحار أن الصفات الجيولوجية للبحار هي نفسها التي ذكرها الله سبحانه ةتعالى في قوله :
" أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ " ( سورة النور : 40 ) . وهذه حقيقة تم التوصل إليها بعد إقامة مئات من المحطات البحرية .. والتقاط الصور بالأقمار الصناعة .. وصاحب هذا الكلام هو البروفيسور شرايدر أحد أكبر علماء البحار بألمانيا الغربية ، والذي قال عندما سمع هذه الآيات: إن هذا لا يمكن أن يكون كلام بشر .. ويأتي بروفيسور آخر وهو دورجاروا أستاذ علم جيولوجيا البحار ليوضح لنا علميا صحة هذه الآيات فيقول : " لقد كان الإنسان في الماضي لا يستطيع أن يغوص بدون استخدام الآلات أكثر من عشرين مترا .. ولكننا نغوص الآن في أعماق البحار بواسطة المعدات الحديثة فنجد ظلامًا شديدًا على عمق مائتي متر ..
الآية الكريمة تقول ( بَحْرٍ لُّجِّيٍّ ) كما .. أعطتنا اكتشافات أعماق البحار صورة لمعنى قوله تعالى : ( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ) فالمعروف أن ألوان الطيف سبعة ...منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقالي إلى آخرة .. فإذا غصنا في أعماق البحر تختفي هذه الألوان واحدًا بعد الآخر .. واختفاء كل لون يعطي ظلمة .. فالأحمر يختفي أولا ثم البرتقالي ثم الأصفر .. وآخر الألوان اختفاء هو اللون الأزرق على عمق مائتي متر .. كل لون يختفي يعطي جزءا من الظلمة حتى تصل إلى الظلمة الكاملة .. أما قوله تعالى : ( مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ ) فقد ثبت علميا أن هناك فاصلا بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوي .. وأن هذا الفاصل ملئ بالأمواج فكأن هناك أمواجا على حافة الجزء العميق المظلم من البحر وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها .. فكأنها موج من فوقه موج .. وهذه حقيقة علمية مؤكدة ولذلك قال البروفيسور دورجاروا عن هذه الآيات القرآنية : إن هذا لا يمكن أن يكون علما بشريا* .
هذا هو الله إذا كنت لم تعرفه بعد !!
تدبر في آياته ومخلوقاته !
انظر إلى السماوات من يمنعها من السقوط ؟
انظر إلى ألأرض كيف جعلها مستوية تحت أقدامك ؟
انظر إلى كل شهيق وزفير تقوم به ، من يتحكم في تلك المنظومة ؟
إنه الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم

http://dlo03.jeeran.com/0044%5B1%5D.gif

http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/26720/31302/392556.gif

MAGIC7
2010-08-18, 02:43 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif

http://knowingallah.com/images/text/07.jpg

الإيمان بالله

الإيمان بالله - تعالى - هو الأصل الأول من أصول الإيمان، بل هو الأصل الأصيل الذي من أجله خلق الله السماوات والأرض، وخلق الجنة والنار، ونصب الميزان وضرب الصراط، وخلق لذلك كل الناس كما قال سبحانه: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).


والعلم بالله - سبحانه - والإقرار بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته أساسيات من أساسيات الإيمان بالله، وعلى المسلم أن يتعرف على هذه الأمور وكل ما يتعلق بالله - - عز و جل - حتى يصح له إيمانه ويسلم له اعتقاده، وهذه لمحة سريعة عن هذا الأصل من أصول الإيمان:


الإيمان لغة: هو التصديق.

واصطلاحاً: قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان. وهو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق الرزاق المحيي المميت، وأنه المستحق لأن يفرد بجميع أنواع العبادة والذل والخضوع، وأنه المتصف بصفات الكمال المنزه عن كل عيب ونقص.



والإيمان بالله - سبحانه - يتضمن توحيده في ثلاث:

1- الإيمان بربوبيته.

2- الإيمان بألوهيته.

3- الإيمان بأسمائه وصفاته.



توحيد الربوبية

ومعناه الإجمالي: الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه ومدبره، لا رب غيره، ولا مالك سواه.



وبيانه: أن الرب في اللغة هو المالك المدبر، وربوبية الله على خلقه تعنى تفرده سبحانه في خلقهم وملكهم وتدبير شؤونهم.. فتوحيد الله في الربوبية هو الإقرار بأنه - سبحانه - هو الخالق والمالك لهم، ومحييهم ومميتهم ونافعهم وضارهم، ومجيب دعائهم عند الاضطرار، والقادر عليهم ومعطيهم ومانعهم، وله الخلق وله الأمر كله كما قال - سبحانه وتعالى - عن نفسه: ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )( الأعراف الآية : 54 ) .



ومما يدخل في هذا التوحيد الإيمان بقدر الله – سبحانه -: أي الإيمان بأن كل محدث صادر عن علم الله - عز وجل - وإرادته وقدرته، وأنه علم ذلك في الأزل وقدره وكتبه فهو يقع على مراده سبحانه ولا يخرج عنه أحد من خلقه.



وبعبارة أخرى فان هذا التوحيد معناه الإقرار بأن الله - عز وجل - هو الفاعل المطلق في الكون: بالخلق، والتدبير، والتفسير، والتيسير، والزيادة، والنقص، والإحياء، والإماتة، وغير ذلك من الأفعال، لا يشاركه أحد في فعله – سبحانه -.

وقد أفصح القرآن الكريم عن هذا النوع من التوحيد جد الإفصاح ولا تكاد سورة من سوره تخلو من ذكره أو الإشارة إليه، فهو كالأساس بالنسبة لأنواع التوحيد الأخرى؛ لأن الخالق المالك المدبر، هو الجدير وحده بأن يوحد بالعبادة والخشوع والخضوع، وهو المستحق وحده للحمد والشكر، والذكر، والدعاء، والرجاء، والخوف، وغير ذلك .. والعبادة كلها لا تكون ولا تصح إلا لمن له الخلق والأمر كله.

ومن جهة أخرى فإن الخالق المالك المدبر هو جدير وحده بصفات الجلال والجمال والكمال؛ لأن هذه الصفات لا تكون إلا لرب العالمين، إذ يستحيل ثبوت الربوبية والملك لمن ليس بحي، ولا سميع، ولا بصير ، ولا قادر ، ولا متكلم ، ولا فعَّال لما يريد، ولا حكيم في أقواله وأفعاله.



ولهذا فإنا نجد أن القرآن الكريم قد ذكر هذا النوع من التوحيد في مقام الحمد لله، وعبادته والانقياد له، والاستسلام، وفي مقام بيان صفاته الجليلة وأسمائه الحسنى.



- ففي مقام الحمد يتلو المسلم في كل ركعة يصـــليها: ( الحمـد لله رب العالمين ) ( الفاتحة : 2 )، وقوله - سبحانه وتعالى -: ( فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالميـن ) ( الجاثية : 36 ).



- وفي مقام الاستسلام والانقياد له - عز وجل -: ( قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين ) ( الأنعام الآية : 71 ).

- وفي مقام التوجه لله - عز وجل - وإخلاص القصد إليه قال - سبحانه وتعالى -: ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) ( الأنعام : 162 ).



- وفي مقام تولي الله - عز وجل - دون غيره قال – سبحانه -: ( قل أغير الله اتخذ ولياً فاطر السموات والأرض وهو يُطْعِمُ ولا يُطْعَم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين ) (الأنعام : 14 ).



- وفي مقام الدعاء قال الله - عز وجل -: ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ، ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ) ( الأعراف : 54 - 55 ).



- وفي مقام عبادة الله - تعالى - قال – سبحانه –: ( وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون )(يس : 22) وقال أيضاً: (يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتهم تعلمون ) ( البقرة : 21 ، 22 ) .



وتوحيد الربوبية وحده لا يكفى في دخول الإسلام وتوضيح ذلك:

مثل قوله - تعالى – آمراً نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن يسأل قومه لما أبوا النطق بلا إله إلا الله قل من المالك، الخالق، الرازق، فيجيبون بأنه الله، فهم معترفون بوجود الله وإيجاده للخلق والرزق ويقرون بقدرته على التصرف، لكنهم لما أمروا بأن يصرفوا أفعالهم له أبوا وامتنعوا وقالوا: ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ) (ص: 5)، فلما أنكروا العبودية لم يدخلوا في الإسلام بإضافة أفعال الله له، لأن أفعال الله لا مدخل لهم فيها، وإنما المطلوب والغرض أن يؤدوا ما خلقهم الله من أجله، لأن الله جعل لهم في أفعالهم مشيئة واختياراً بعد مشيئة الله – تعالى -؛ فأما خلق الكائنات فلا مجال لإنكاره وحتى خَلَقَهُم مُسيرين لا مخيرين، قال – تعالى -: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبـدون) ( الذاريات : 56 ) ، فأسند الفعل الأول له وطلب الفعل الثاني منهم وهو عبادته كما أمر الله بها في عدت آيات. فعبادة الله امتثال لأمره وترك العبادة معصية لخالقهم فمن هذه العجالة يتضح معنى ( لا إله إلا الله ) بأنه لا معبود بحق إلا الله وهذا أوضح تفسير لها. فتقييد العبادة ( بحق ) ليبطل ما يصدر من العبادات الباطلة لسائر ما يتأله من دون الله.



ومن الأدلة على أن توحيد الربوببية لا يدخل في الإسلام:

قِتالُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفار قريش لاعتراضهم بقدرة الله وإيجاده للخلق قال - تعالى -: ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسخرون ) (المؤمنون: 89 ).



وقال - سبحانه وتعالى -: ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ).



فما هذا التذكير الذي وبخوا بالانصراف عنه إلا إفراد الله بالعبادة، فلو كان الإقرار بقدرة الله هو الإسلام لكانوا متقين متذكرين وما استحقوا التوبيخ لعدم التقوى والتذكر ولما وصفوا بالإفك في قوله – تعالى -: ( ولئن سألتهم من خلق المسوات والأرض ليقولن الله فأنى يؤفكون ). (من كتاب الأسئلة والأجوبة في العقيدة ).



توحيد الألوهية:

ومعناه بعبارة إجمالية: الاعتقاد الجازم بأن الله - سبحانه - هو الإله الحق ولا إله غيره وإفراده - سبحانه - بالعبادة.


وبيانه:

أن الإله هو المألوه، أي المعبود، والعبادة في اللغة: هي الانقياد والتذلل والخضوع، وقد عرفها بعض العلماء: بأنها كمال الحب مع كمال الخضوع.



فتوحيد الألوهية مبنى على إخلاص العبادة لله وحده في باطنها وظاهرها بحيث لا يكون شيء منها لغيره سبحانه، فالمؤمن بالله يعبد الله وحده ولا يعبد غيره فيخلص لله المحبة، والخوف، والرجاء، والدعاء، والتوكل، والطاعة، والتذلل، والخضوع، وجميع أنواع العبادة وأشكالها.

وهذا النوع يتضمن في حقيقته جميع أنواع التوحيد الأخرى. فيتضمن توحيد الله في ربوبيته وأسمائه وصفاته وليس العكس؛ فإن توحيد العبد لله في ربوبيته لا يعني أنه يوحده في ألوهيته فقد يقر بالربوبية ولا يعبد الله - عز وجل -، وكذلك توحيد الله في أسمائه وصفاته لا يتضمن أنواع التوحيد الأخرى، ولكن العبد الذي يوحد الله في ألوهيته على الخلق فيقر بأنه سبحانه هو وحده، المستحق للعبادة وأن غيره لا يستحقها ولا يستحق شيئاً منها يقر في الواقع بأن الله رب العالمين، وبأن له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة لأن إخلاص العبادة لا يكون لغير الرب ولا يكون لمن فيه نقص. إذ كيف يعبد من لم يخلق ولم يدبر أمر الخلق، وكيف يعبد من كان ناقصاً.



ومن هنا كانت شهادة أن ( لا اله إلا الله ) متضمنة لجميع أنواع التوحيد: فمعناها المباشر؛ توحيد الله في ألوهيته الذي يتضمن توحيد الله في ربوبيته وأسمائه وصفاته.

من أجل ذلك كان هذا التوحيد أول الدِّين وأخره، وباطنه وظاهره ومن أجله خلقت الخليقة، كما قال تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )

( الذاريات : 56 ) .


يقول الإمام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: وهذا التوحيد هو الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة، فمن لم يأت به كان من المشركين.



ومن أجل هذا التوحيد أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب فما من رسول أرسله الله إلى العباد إلا وكان هذا التوحيد أساسَ دعوته وجوهرها، قال الله - عز وجل -: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) ( النحل : 36 ) وقال – سبحانه -: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) ( المؤمنون : 22 ) .



وأخبر الله - سبحانه - عن رسله: نوح، وهود، وصالح، وشعيب، أنهم كانوا جميعاً يقولون لأقوامهم هذه الكلمة ( اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) ( الأنبياء : 25 ، وهود : 61 ، والأعراف : 65 ).



ويستلزم توحيد الألوهية أن نتوجه إليه - سبحانه - وحده بجميع أنواع العبادة وأشكالها، ونخلص قلوبنا فيها من آية وجهة أخرى، وهذه عبارة تدخل فيها أمور كثيرة نذكر منها:



1- وجوب إخلاص المحبة لله - عز وجل - فلا يتخذ العبد نداً لله في الحب يحبه كما يحب الله، أو يقدمه في المحبة على حب الله - عز وجل - فمن فعل ذلك كان من المشركين قال الله – تعالى -: ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبـــاً لله ) ( البقرة : 165 ) . فمن الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه: أن يتخذ العبد من دون الله نداً يحبه كما يحب الله - عز وجل -.



2- وجوب إفراد الله - تعالى - في الدعاء، والتوكل، والرجاء فيما لا يقدر عليه إلا هو - سبحانه - قال الله - عز وجل -: ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين ) (يونس : 106 ) ، وقال الله - تعالى -: ( وعلى الله فتوكلوا إن كنـتم مؤمنين ) (المائدة : 24 ) ، وقال - سبحانه وتعالى -: ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) ( البقرة : 218 ) .



3- وجوب إفراد الله - عز و جل - بالخوف منه، فمن اعتقد أن بعض المخلوقات تضر بمشيئتها وقدرتها فخاف منها فقد أشرك بالله لقوله - تعالى -: ( فإياي فارهبون ) ( النحل : 51 ) .



وهذا قيد بين الخوف في العبادة والخوف الفطري فالأول لا يصح إلا لله - عز و جل - والثاني كالخوف من الحيوان المفترس وغيره من المخلوقات لا حرج فيه.



وتوحيد الألوهية أي من قال ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) - صلى الله عليه وسلم - فأفرد الله بالعبادة على ما شرعه رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو متضمن لتوحيد الربوبية، بمعنى أن العبادة لا تصدر من عاقل لمعدوم فإذن من عبد الله فإنه لم يعبده إلا إقراراً بوجوده وقدرته.



وهكذا توحيد الأسماء والصفات فإن لله أسماء حسنى وصفات عليا؛ فنصفه بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تكييف ولا تمثيل كما قال الله - تعالى -: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ( الشورى : 11 ) وكما قال العلماء: إن شهادة ( أن لا إله إلا الله ) متضمنة لتوحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات .(أنظر كتاب : الاسئلة والأجوبة في العقيدة).



توحيد الأسماء والصفات:

المقصود بتوحيد الأسماء والصفات: هو الاعتقاد الجازم لكمال الله المطلق ونعوت جلاله، وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، من أسمائه الحسنى وصفاته العليا، وما تدل عليه ألفاظها من المعاني من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، قال الله - سبحانه -: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ( الشورى : 11 ) . فيدعى ويتوسل إليه بها قال - تعالى - : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ( الأعراف : 180 ) . وقال : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) ( الإسراء : 110 ) .



ومعنى توحيد الأسماء والصفات: أن الله - سبحانه وتعالى - متصف بصفات الكمال ومنزه عن جميع صفات النقص، وأنه متفرد عن جميع الكائنات، وذلك بإثبات ما أثبته لنفسه أو ما أثبته له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء والصفات الواردة في الكتاب والسنة وإمرارها كما جاءت.



والواضح من هذا الذي ذكرنا أن توحيد الأسماء والصفات يقوم على ثلاثة أسس:

1- تنزيه الله - جل وعلا - عن مشابهة الخلق وعن أي نقص.

2- الإيمان بالأسماء والصفات الثابتة في الكتاب والسنة دون تجاوزها بالنقص منها أو الزيادة عليها أو تحريفها أو تعطيلها.

3- قطع الطمع عن إدراك كيفية هذه الصفات.



فأما الأساس الأول: فهو تنزيه الله - عز و جل - عن أن يشبه شيء من صفاته شيئاً من صفات الخلق، وهذا الأصل يدل عليه قوله - تعالى -: ( ليس كمثله شيء ) ( الشورى : 11 ) وقوله: ( ولم يكن له كفؤاً أحد ) ( الإخلاص : 4 ).



- يقول الإمام القرطبي - رحمه الله تعالى - عند تفسير قوله - تعالى -: ( ليس كمثله شيء ): والذي يعتقد في هذا الباب بأن الله جل اسمه، في عظمته، وكبريائه، وملكوته، وحسنى أسمائه، وعَلِّى صفاته، لا يشبه شيئاً من مخلوقاته ولا يشبه به، وما أطلقه الشرع على الخالق والمخلوق، فلا تشابه بينهما في المعنى الحقيقي، إذ صفات القديم - جل وعز - بخلاف صفات المخلوق.



وقال الواسطي ـ عليه رحمة الله - ليس كذاته ذات، ولا كاسمه اسم، ولا كفعله فعل، ولا كصفته صفة، إلا من جهة موافقة اللفظ.



وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة، وكما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة؛ وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة. ( القرطبي جـ 16/9 ) .

- ويقول سيد قطب عليه - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية التي ذكرنا: والفطرة تؤمن بهذا بداهة، فخالق الأشياء لا تماثله هذه الأشياء التي هي من خلقه. ( الظلال جـ 7/272 ) .



وأما الأساس الثاني: فيقتضى وجوب الاقتصار فيما يثبت لله - تعالى - من الأسماء والصفات على ما ورد منها في القرآن الكريم أو في السنة الثابتة، فهي تتلقى عن طريق السمع، لا بالآراء، فلا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا يسمى إلا بما سمي به نفسه أو سماه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الله - عز و جل - أعلم بنفسه وصفاته وأسمائه ، قال - تعالى -: ( قل أأنتم أعلم أم الله ) ( البقرة : 140).

قال نعيم بن حماد شيخ البخاري - رحمهما الله -: من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله تشبيه ولا تمثيل. ( الروضة الندية : 22 ).



وأما الأساس الثالث: فيقتضى من العبد المكلف أن يؤمن بتلك الصفات والأسماء المنصوص عليها في الكتاب والسنة من غير سؤال عن كيفيتها، ولا بحث عن كنهها وذلك لأن معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الذات، لأن الصفات تختلف باختلاف موصوفاتها، وذات الله - عز و جل - لا يسأل عن كنهها وكيفيتها، فكذلك صفاته - سبحانه وتعالى - لا يصح السؤال عن كيفيتها.



ولذلك أثر عن كثير من السلف أنهم قالوا عندما سئلوا عن كيفية استواء الله - عز وجل -: (الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) فاتفق السلف على أن الكيف غير معلوم لنا ، وأن السؤال عنه بدعة. ( انظر كتاب الإيمان : 11 ) .

MAGIC7
2010-08-18, 02:44 PM
الإيمان بالله : عن طريق الفطرة ، عن طريق الأدلة

يقول ربنا سبحانه و تعالى
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) "(سورة الحجرات)
فهذا الذي يجد في نفسه ريباً ليس مؤمناً ، وليس في الإيمان حل وسط ، فإما أنك مؤمن إيماناً قطعياً ، ولو أن أهل الأرض كلهم كفروا فأنت لا تكفر ، وإما أن يكون في هذا الإيمان ريب أو شك أو تردد ، فهذا ليس بإيمان والدليل القاطع قوله تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا " فلو أنهم ارتابوا لفقدوا صفة الإيمان ، وبادئ ذي بدء الإنسان بفطرته التي فطره الله عليها مؤمن بالله ، واليوم درسُنا مقسم إلى قسمين :
الإيمان بالله عن طريق الفطرة .
الإيمان بالله عن طريق الدليل ,

الفطرة : كأنها مرآة صافية نظيفة ينطبع عليها الشيء الذي أمامه وهكذا طبيعة المرآة إنها تعكس ما أمامها ، فلو أن دخاناً كثيفاً طمسها لغيَّر صفاءها ، وغيّر قابليتها للانعكاس وعندئذٍ يأتي الدليل ، فالإيمان بالله عز وجل يمكن أن يكون عن طريق الفطرة السليمة ، ويمكن أن يكون عن طريق الدليل العقلي والبرهان العلمي .
إن مسالك اليقين أربعة مسالك :
1 ـ اليقين الحسي .
2 ـ اليقين الاستدلالي .
3 ـ اليقين الإخباري .
4 ـ ويقين الفطرة الإشراقي .
فالإنسان أي إنسان ، كبير أم صغير ، ومتعلم أم جاهل ، وغني أم فقير ، وقوي أم ضعيف ، ومدني أم ريفي ، وعبقري أم غبي . بحسب فطرته مؤمن بأنه لا إله إلا الله ، مؤمن بالله بالفطرة ، كيف يبدو هذا ؟ لو ركب البحر إنسان ملحد وإلحاده عميق ، أي عنده ألف دليل ودليل بحسب تصوره الأخرق على أنه لا إله ، فصارت الأمواج كالجبال وأصبحت السفينة تتهاوى بين الأمواج كريشة في مهب الريح ، عندئذٍ يلتجئ هذا الملحد إلى الله عز وجل وهذه طائرة تُقِلُّ بضعة خبراء لا يؤمنون بالله ، ينكرون وجوده فلما وقعت في عدة جيوب هوائية وظن هؤلاء الخبراء أن الطائرة على وشك السقوط ، دعوا الله مخلصين ، فالإنسان مؤمن بالفطرة ، لكنه وهو في سلام ، وفي بحبوحة ، وفي غنى ، وفي أوج وقوة يكابر .
وهناك شخص قال لي لقد نشأت في بيئة تنكر وجود الله عز وجل إنكاراً كلياً وعملت عند شخصٍ في حرفة ، وهذا الشخص أيضاً ينكر وجود الله ، أوحى إلي على أنه لا إله و افعل ما تشاء فالحياة اقتناص ملذَّات ، وهكذا فعلت ، ولم أترك معصيةً إلا وارتكبتها وعملت في التجارة ، فربحت مئات الألوف ، وتزوجت ، وسافرت إلى بعض الدول وفعلت فيها من كل أنواع المعاصي "هكذا قال " وفجأةً " والقصة طويلة " صودرت بضاعته ، وبقي بلا دخل وعليه دين ، وصار أصحاب الدين يطالبونه بقسوة ، مرض أولاده وزوجته وليس معه ثمن الدواء فضلاً عن ثمن الغذاء ، وضاقت عليه الدنيا فقال لي : أصابتني مصائب لو أنها نزلت على جبلٍ لهدَّته وما شعرت في أحد الأيام إلا و أنا داخل إلى المسجد لأصلي ، فهذه هي الفطرة وصلّى ......
وإنسان آخر هذا عقيدته أنه لا إله ، و له أعمال مخزية جداً ، وعنده بنت صغيرة في سن الورود ، مرضت مرضاً شديداً ، وهذا المرض جعله ينفق كل ما يملك إلى أن قال له أحد الأطباء : " لا تنتظر أن تعيش هذه الفتاة ، دعها كي تموت ". قال : " فكنت آخذها معي إلى عملي خشية أن تموت في غيابي " لشدة تعلقه بها " و هو يصر أنه لا إله " ارتفعت حرارتها وبقيت في الأربعين ولم يترك طبيب أطفال إلا وزاره ، ولم يترك دواءً إلا واستعمله ، وهذه الحرارة لا تنخفض ، إلى أن همس في أذنه أحد أطباء الأطفال إن هذا المرض نادر الوقوع وإن هذه الحرارة لن تنخفض إلا عند الموت ، قال :" في أحد الأيام قلت لزوجتي " سخني لي الماء لأغتسل " و فيما يقول لم يغتسل في حياته ولا مرة " كان يتغسل ولا يغتسل " فاغتسل ووقف ليصلي ، و سأل زوجته ماذا تقرئين في الصلاة إنه لا يعرف الفاتحة ، وتقول زوجته " بقي واقفاً نصف ساعةٍ يبكي و يقول يا رب إما أن تأخذها أو أن تأخذني أو أن تشفيها ، ضيّق الله عليه فظهرت فطرته فأين الإلحاد ، أين دعواك العريضة أنه لا إله ، وبقي يصلي نصف ساعة وأجهش بالبكاء ، وما أن سلم من صلاته حتى رأى حرارتها قد انخفضت ، بعد أن تصلبت عضلاتها ، و بدأت تتحرك .
أقول لكم هذه الكلمة : ما من إنسانٍ ينكر وجود الله عز و جل إلا و هذا قوله يوم القيامة :" ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23)انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) "(سورة الأنعام)
فحينما أنكروا كانوا كاذبين ، و يكابرون ، و يركبون رؤوسهم ، و يبالغون ، والإنسان لا ينبغي له أن يأتي في الشدة ، بل عليه أن يأتي في الرخاء والبطولة أن تأتي إليه وأنت معافى وأنت في أوجك ، أوج صحتك وقوتك ، ومالك ، وفراغك ، لا أن تأتيه بعد شدةٍ بالغة تنهدُّ لها الجبال .
و الإنسان .. أيها الأخوة المؤمنون ، مؤمن بالفطرة وحينما يؤمن ترتاح نفسه ، وهذا هو الدليل ، وحينما ينكر تضطرب نفسه ، ويختل توازنه ، ويضجر ، ويسقم ، ويسأم ، وحينما لا يؤمن ترون منه ردود فعلٍ قاسيةً جداً لأسبابٍ تافهةٍ ، وهذا دليل اضطرابه ، وإن هذا الذي لا يؤمن ينفجر لأتفه سبب ، وهذا عند علماء النفس دليل اضطرابه الداخلي لأنه خالف الفطرة . وهذا المحرك لا يعمل إلا بالوقود ، بالبنزين ، فلو وضعت فيه ماءً أو وقوداً من نوع آخر لظهرت أصوات و اضطراب ولتوقف ، وتشعر أن الوضع غير طبيعي ، فالإنسان مؤمن بالفطرة ، لا تفهموا من هذا الكلام أنه ليس هناك أدلة ، بل هناك مليون دليلٍ و دليل على وجود الله ولكن قبل أن نستعرض هذه الأدلة العلمية والبراهين العقلية نود أن نلفت النظر إلى أن الإنسان مؤمن بالفطرة .

ولقد قال العلماء : الطفل حينما يولد يملك منعكساً اسمه منعكس المص ، ومنعكس المص عملية بالغة التعقيد ، فالآن ولِدَ هذا الطفل ، ولو أنه بعد الولادة بساعة واحدة وضعته أمه على ثديها لالتقم الثدي ولأحكم إغلاق فمه على الثدي ، ولسحب الحليب ، وهذه عملية معقدّة كيف خلقت هذه الفطرة ، إن الطفل بالفطرة يتقن المص إتقاناً كاملاً . وحينما كنا في الجامعة درسنا في علم نفس الطفولة أن الإنسان حينما يولد ، يولد مزوداً بمنعكس المص تزويداً كاملاً .

أما الحيوان فلأنه ليس مكلفاً ، ولم يخلق الله له فكراً ، فرخ البط عوام كما يقولون والطائر يطير ، و كل حيوان حينما يولد تراه مزوداً بمئات المنعكسات ، هذه يسميها العلماء الغريزة ، وهي آلية معقدة جداً ولكنها جاهزة دون تعلم ، هذه الفطرة ، بالنسبة إلينا بني البشر أطفالنا حديثو الولادة مزودون بمنعكس المص ، وهذا المنعكس ليس له تفسير إلا الفطرة أي بفطرة هذا الطفل المولود يعرف أن يلتقم ثدي أمه ، وأن يمص منه الحليب ، وهذا من أدلة الفطرة .

ودليل آخر : شعور الأم بعاطفةٍ جياشةٍ نحو ابنها من دون أن تعلم ما قيمة هذه العاطفة ولولا هذه العاطفة لما كنا نحن هنا .

وقصة رمزية تروى : أن سيدنا موسى رأى امرأةً تخبز خبزاً في تنور وابنها على طرف التنور الأيمن وكلما وضعت رغيف خبزٍ في التنور ، تلتفت نحوه وتقبله من شدة عطفها وحنانها ، فعجب هذا النبي الكريم ، فالله سبحانه وتعالى أعطاه درساً نزع الرحمة من قلب الأم فلما بكى الطفل ألقته في التنور، فأي أمٍ جاهلة ، أو متعلمة ، أو مؤمنة ، أو كافرة ، أو زنديقة ، أو بغي ، أي أمٍ تحب ابنها بالفطرة ، هذه فطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها .
" يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ".
فبالفطرة يلتقم الطفل ثدي أمه ، وتحس الأم بعاطفةٍ جياشةٍ نحو ابنها ، ويحب الإنسان من أحسن إليه ، فلو أن له أخاً من أمٍ وأب وهذا الأخ أساء إليه وشخص لا يمت إليه بأية صلة من طرف الدنيا الآخر ، فلو أحسن إليه لأحبه أكثر من أخيه .
وشخص قال لي : وقعت بعجزٍ مالي في عملي التجاري أي أخفقت ، وضاقت عليَّ الدنيا ، صرت أهيم على وجهي في الطرقات ، فالتقيت بتاجرٍ في طرفٍ من أطراف البلاد البعيدة ، وهذا التاجر ليس من ديني ، إنه من دينٍ آخر ، فقام هذا التاجر وأعطاني بضاعة بما قيمته خمسون ألف ليرة سورية وقال : خذ هذه البضاعة وبعها وحينما تحس أنك وقفت على قدميك ادفع لي الثمن فقال لي : والله أحس أن قلبي ينفطر حباً له ، سبحان الله هذه هي الفطرة أخوه النسبي لم ينجده ، وأقرباؤه ، وجيرانه ، أهله ، لا أحد ينجده ، وهذا الإنسان من بلدٍ بعيد علم بحالته وأمده بهذه البضاعة كي يقف على قدميه وهو من دينٍ غير دينه فأحبه .
لا تعجبوا كيف فتح المسلمون البلاد ، فتحوها بأخلاقهم الكاملة فحينما كانوا مُثلاً عُليا في الخلق الكريم ، أهل البلاد دلوهم على الطرقات ، ويوجد جبال معقدة جداً فتجاوزها المسلمون شمال إفريقيا وآسيا ، وجبال وعرة جداً ، ولو أن أهل البلاد أبغضوهم لكانت هذه البلاد قي حصنٍ حصين و لكنهم لكمالاتهم ورحمتهم وعدالتهم فُتحت لهم القلوب قبل أن تفتح لهم البلاد ، فالذي أعانهم على فتحها أبناء البلاد المفتوحة نفسها ، هذه هي الفطرة ، فالأم تشعر بعاطفةٍ نحو ابنها من دون أن تعرف قيمة هذه العاطفة ، ولولا هذه العاطفة لما كنا أحياء .
وحينما أرى طفلاً أمه تعتني به ، وأبوه يأتي كل مساء بكل حاجاته ، يكدح الأب ويسعى ويجهد ويتحمل المخاطر والمسئوليات ويغامر إلى أن يأتي مساءً بكل حاجات البيت وحينما يرى ابنه في دفءٍ ويرتدي ثياباً نظيفة ، ويأكل ما يشتهي يحس الأب بسعادةٍ لا توصف هذه هي الفطرة . فلو حللنا هذه الفطرة لعرفنا أنه لولا هذا العطف لما استمرت الحياة ، وهذا إدراك عقلي ، لكن الأب يحس بهذه العاطفة من دون أن يبحث في تحليلاتها ومدلولاتها ، فمن منا ينكر ما في نفس الأم من عطفٍ إنه شيء ثابت فما الدليل ؟ لا يوجد دليل ، وإحساسها بالعاطفة هو الدليل وإحساسها هو الفطرة ، والإحساس الفطري لا يحتاج إلى دليل ، بل بديهي يسميه الناس المسلمات ، والمسلمات هي مبادئ لا تحتاج إلى براهين ، الكل أكبر من الجزء برهن عليها ، إنها واضحة مثل الشمس ، هذه مسلمة ، وجميع الناس مدفوعون بدافعٍ من فطرتهم إلى كسب قوت يومهم ، وهذا دافع خفي ، فعندما يفتح الإنسان محلاً وينطلق هذا المحل فإن نفسه ترتاح لأنه أمن رزقه وأكله . وإذا كان الموسم جيداً والقمح كثيراً يرتاح الفلاح لأنه أمن المئونة . قال عليه الصلاة والسلام :
" إذا أحرزت النفس قوتها اطمأنت " فالفطرة هكذا ، كل إنسانٍ ينطلق هذا يفتح محل ديكور وهذا يفتح محل ملبوسات ، وهذا مكتباً عقارياً ، وهكذا ، وكل الناس مدفوعون بدافع من فطرتهم لكسب الرزق ، والإحساس بالجوع هل لك أن تنكره ؟ برهن عليه ، أخي أنا جائع ما الدليل عليه إنه لا يحتاج إلى دليل ، إحساس بالجوع صارخ فالإحساس بالجوع فطرة .
وهناك بحث آخر عن قيمة الطعام في حياتنا في توليد الطاقة ، والحرارة ، وتأمين الفيتامينات والمعادن . والطعام منه مرمم ، ومنه مولد للطاقة ، وبحوث طويلة آلاف الصفحات هذا الجائع في غنىً عن هذه البحوث .
وهناك رجل له ابن درس فلسفة في أوروبا ثم عاد بعد سبع سنوات ومعه دكتوراه في الفلسفة ، جلس الأب والأم وهذا الابن ليأكلوا من فروجين فقال الابن لأبويه : أنا بدراستي العميقة أستطيع أن أبرهن لكم أن هذين الفروجين هما ثلاثة وليسا باثنين ، فالأب ذكي ، بدافعٍ من فطرته قال : سآكل واحداً و أمك واحداً و كل أنت الثالث ، فالاثنان اثنان مهما فلسفت لهما .
والدافع بالفطرة أوضح شيء له الشعور بالجوع فما الدليل على أنك جائع ؟ لا يوجد دليل جائع وكفى ، والإحساس بالجوع أكبر دليل ونحن لا نقول هذا الكلام لأنه ليس هناك أدلة على وجود الله ، لا والله ولكن هناك ملايين الأدلة لكن أحب أن أؤكد لكم قبل كل شيء على أنك إنسان بفطرتك مؤمن بالله ، وحينما لا تؤمن ، تصور مرآةً كانت صقيلةً نظيفةً ذات قابليةٍ للانعكاس عالية جداً ، جاءها دخان كثيف من شمعةٍ فطمست معالمها ، وشفافيتها ، وانعكاسها عندئذٍ الآن نحتاج إلى دليل فلو أن هذه المرآة صافية لما احتجنا إلى دليل .
وأحياناً يحتاج الإنسان لأن يأكل شيئاً حامضاً فيكون عنده نسب الكلس عالية و الكلس لا يذوب إلا بالحمض ، وقد يشتهي الإنسان سلطة فيها حمض زائد فما السبب ؟ أحيانا تشتهي أكل برتقالة حامضة ، وأحياناً فتيات يأكلن الليمون ، و قد يشمئز الإنسان من أكل الليمون ، وقد ترى البنت تأكل الليمون بكل سرور ، تقطعه وتأكله مع الملح فما هو تفسير هذا الشيء ، عندها رغبة جامحة لأكل الليمون ، السبب هو وجود مواد كلسية زائدة لديها ، فربنا عزّ وجل لحكمةٍ بالغة يخلق في الإنسان دافعاً نحو الحمض .
وقد يشتهي الإنسان أكل الموالح فيكون عنده نقص بالملح ، وأحياناً يشتهي أكل الحلو فيكون عنده نقص بالطاقة ، فرغبة الإنسان لأنواع الطعام مبنية على حاجاته .
وهناك علماء أتوا بعشرة أطفالٍ ووضعوهم في مختبر أمام ألوانٍ منوعة من الطعام وعشرة أطفالٍ آخرين تولى خبراء في التغذية إطعامهم ، أي تغذية مدروسة بالحريرات والبروتينات ، والدهنيات ، والسكريات ، والمعادن ، وأشباه المعادن ، والفواكه ، واللحوم فكانت نتيجة الأطفال الذين أكلوا وفق رغبتهم الخاصة أن نموهم كان أفضل لأن الرغبة الخاصة مبنية على حاجة داخلية فحينما تشتهي الطعوم الحامضة يكون عندك كلس زائد ،وحينما تشتهي الموالح يكون عندك نقص بالأملاح ، وحينما تشرب الماء يكون دليلاً على نقص الماء بالجسم وهذا أيضاً إحساس بالفطرة . إذاً شعورنا بالعواطف والأحاسيس هذه كلها من الفطرة ولا برهان عليها ، وشعورنا وحده هو الدليل .
الشعور الفطري إحساس بين جميع الخلائق المدركة على اختلاف نزعاتها ومستوياتها وثقافاتها في البيئات البدائية ، وفي المدن المتحضرة ، وفي منتديات المثقفين ، وفي قاعات العلوم والفنون والمختبرات ، إنه شعور مشترك بين جميع الناس ، يقوم في نفس الطفل الصغير والإنسان البدائي ، والإنسان المتحضر ، والجاهل ، والعالم ، والباحث ، والفيلسوف ، والعبقري والفنان ، والخبير في المعمل ، وكل هؤلاء يشعرون أن الله حق ، وأنه القوة القابضة على ناصية كل شيء ، والعالمة بكل شيء ، والحكيمة ، المريدة التي لا شك فيها .

MAGIC7
2010-08-18, 02:44 PM
قرأت كلمةً لأكبر عالمٍ في الذرة ، وهذا العالم اكتشف أحدث نظرية حتى الآن اسمها النظرية النسبية وهو "انشتاين" قال هذا العالم : كل إنسان لا يرى في هذا الكون قوةً هي أقوى ما تكون ، عليمةً هي أعلم ما تكون ، حكيمةً هي أحكم ما تكون ، هو إنسان حي و لكنه ميت .

الآن إليكم بعض الآيات التي تؤكد هذه الحقائق :" قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10)" (سورة إبراهيم)

هو الذي فطر السماوات و الأرض فطرها على أن تؤمن به ." تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)" (سورة الإسراء)
ولذلك فالذي فطر السماوات و الأرض فطرها على أنها تؤمن به بدافعٍ من بنيتها وخلقها وقال تعالى في آية أخرى : " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚلَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) " (سورة الروم)
نقطة دقيقة جداً أتمنى عليكم أن تكونوا في مستواها ، النبات أوضح شيء ، ترى نبتةً يقال لك إن هذه النبتة تحتاج سقيا في الأسبوع مرة فلو أكثرت عليها الماء تموت ، وهذه النبتة تحتاج ثلاث مراتٍ سقيا أسبوعياً ، وهذه النبتة بالشهر مرة ، وهذه النبتة نبات الصالون ، تزدهر في الغرف ، وهذه النبتة لا تزدهر إلا في أشعة الشمس ، فلو جلست مع صاحب حدائق لديه خبرات عالمية لوجدت أنه يعلم طباع كل نبتة ، فهذه النبتة تحتاج إلى ظل ، وإلى شمس مبرقعة " بوضع أقمشة خفيفة في بعض البيوت البلاستيكية " وهذه تحتاج إلى ضوء ، وهذه تنمو في البيوت في الغرف ، وهذه تحتاج إلى سقيا كثيرة ، وهذا النبات لا ينمو إلا في الماء كالزنبق الذي يجب أن يغمر في الماء . إذاً ربنا عزّ وجل خلق في النباتات شيئين : شيئاً ظاهراً لعينك مثل طولها ، وشكلها ، وأوراقها ، وألوانها ، وأزهارها ، وأشياء تكتشفها مع الأيام وهي وطباعها هي الفطرة التي فطرها الله عليها ، أي حاجاتها وطباعها ، وأنواعها ، ومواسمها وأوقات ازدهارها أي أشياء دقيقة جداً ، فمثلاً بعض النباتات يزهر مرتين في السنة ، وآخر خلال شهر ، وهذا النبات تسقط أوراقه ، وهذا أزهاره فواحة ، وهذا أزهاره ليست لها رائحة وهذا أوراقه كثيفة ، وذاك أوراقه مبعثرة ، فطرة الله التي فطرَ النبات عليها ، كما أن النبات له طِباع ، مثلاً النباتات إن لم تسقِها لا تنمو ، الباذنجان يحتاج إلى تعطيش إلى أن يذبل وبعد أن يذبل تعطيه الماء فينمو ، والرز يحتاج إلى غمرٍ في الماء ، وهذه خبرة الفلاح وكل نبات يعرف طباعه ، فالتفاح ينمو في المرتفعات ، والحمضيات في السواحل ، والحمضيات لا تنمو بالرياح إذاً فهي تحتاج إلى مصدات رياح ، وطباع هذا النبات هكذا ، فهذا ينمو في أفريقيا ويحتاج إلى رطوبة عالية ، وهذا النبات ينمو في الصحراء فالشوكيات كلها صحراوية ، وهذا النبات قطبي وهذا نبات ينمو في قاع البحر ، وفي الأنهار ، وهذه هي الفطرة لكل مخلوقٍ ، غير النواحي المادية طباعُهُ ، حاجاته ، أطواره ، تطوراته هي الفطرة ، فالإنسان مفطور على حب الكمال وهكذا فُطِر ، ومفطور على حب الإحسان ، وقد خلق ضعيفاً ، وعجولاً ، وهلوعاً هذه هي فطرته . " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ "
أما هذه الفطرة فقد تنطمس بفعل انغماس الإنسان في الشهوات فيتحول هذا الإنسان إلى وحشٍ بشري .
وهناك امرأة في فرنسا لها ولد ، أغلقت عليه البيت وسافرت إلى عند صديقتها فمات بعد أسبوعين ، جوعاً وعطشاً ، ويوجد حالات نادرة فهذه الأم تشوهت فطرتها .
وإنسان آخر دخل في بعض القرى و ذبح امرأته و أولاده الخمسة ، وهذا فطرته مشوهة .
ويوجد حالات نادرة جداً الفطرة التي فطر الله الناس عليها تتشوه . فهذا موضوع الفطرة وهو موضوع طويل ، لكن الإنسان من دون تعقيدات في بنيته النفسية ، وبطبيعته وطريقة خلقه وبفطرته التي فطره الله عليها مؤمن بالله ، وهذا هو الأصل فإذا كفر أو إذا أنكر أو إذا ألحد اضطربت نفسه واختل توازنه وقست ردوده وأصبح مريضاً .
وهناك أشخاص ليسوا في مشفى المجانين لكنهم قريبون جداً من الجنون ، ترى أحدهم عنيداً لدرجة أنه يطلّق امرأته لسببٍ تافه ، ويفصل الشركة مع شريكه لأتفه سبب ، ويقتل إنساناً لأن بقرته دخلت إلى أرضه وأكلت بعض الحشائش ، هذه واقعة وهذه حالات نادرة الآن القسم الثاني من الدرس :
إذا تركنا الفطرة جانباً كان البحث العلمي بما فيه من استدلالٍ نظري واختبارٍ وتجربة سبيلاً إلى التعرف على حقيقة وجود الخالق جل وعلا .
الآن دعونا من الفطرة ، دعونا من الإحساس الفطري بوجود الله ، وأوضح مثلٍ له إذا ركب الإنسان الملحد في باخرة أو طائرة وشعر أن هذه الطائرة أو أن الباخرة في خطرٍ محقق عندئذٍ انظر له ماذا يقول ، كل واحدٍ يدعو الله بلغته و يرجوه و يتوسل إليه لأنه استيقظت فطرته .
أو شيء يوجد نقطة مهمة جداً في هذا الموضوع ، هذا الدين من عند الله ، الله سبحانه وتعالى عليم بكل شيء ، وهذه المجرات والشمس والقمر والبحار والسماوات والأسماك والأطيار والنباتات والحيوانات وأي شيء مبني على علم بالغ ، مثلاً الناموسة إذا وقعت على يديه لا يشعر بشيءٍ إطلاقاً ، لا بتأنيب الضمير ولا بوخز الضمير ولا بشعور أنه قتل قتيلاً ولا بأنه ارتكب إثماً ، ولا ارتكب معصيةً ، ولا أنه أزهق نفساً من غير سبب لتفاهتها عن الخلق ، ومع ذلك هذه الناموسة فيها رادار ، وفيها جهاز تحليل دم ، و جهاز تمييع دم ، و جهاز تخدير ، و جناح يرف أربعة آلاف رفه في الثانية ، وفيها ثلاثة قلوب ، و محاجم ، و مخالب ، و ذكاء ، فالناموسة تختبئ وراء الستار أو وراء السرير ، إذا استيقظت وأشعلت المصباح فأين هي ؟ إنها تختبئ لأنها تعرف أنك غضبت منها وأنك تهم بقتلها ، تختبئ في مكانٍ لا تراها فيه ، هذه الناموسة عندها علم .
الحوت كم فيه من علم ؟ وزنه تقريباً مائة وثلاثون طناً وطوله ثلاثون إلى أربعين متراً ، وفيه خمسون طناً دهناً ، وخمسون طناً لحماً ، وثلاثون طناً عظماً تقريباً ، ويخرج منه تسعون برميلاً زيتاً ، إذا أراد أن يتناول وجبة خفيفة فإنه يأكل 4 طن و يرضع صغيره 300 كغ حليب بالوجبة " ببرونة " ، 3 وجبات طناً حليباً ، باليوم الواحد يرضع صغيره طن حليب ، فهل الحوت مبني بلا علم .
و العصفور ألا يوجد عنده علم ، فلقد قرأت في مجلةٍ عن الطيران أن أعظم طائرة اخترعت حتى الآن " الكونكورد " لا ترقى إلى مستوى الطير أبداً وما فيه من علم ، اركب طائرة 400 راكب وكأنهم في مدينة ، أكل وشرب وحاجات ومقاعد كثيرة ، وعلى ارتفاع 40 ألف قدم ، الطيران بالليل كم ساعة من أمام الطيار والرادار هل هو قليل ، والطائرة تُسيّر ذاتياً يرسم لها خطة ، فهل الطائرة ليس عندها علم ، فالطائر أعظم من الطائرة البحار ليس عندها علم ، السحب ، والأمطار ، والجبال ، والمعادن ، وأشباه المعادن ، الحقيقة إذا قلت علم الله عز وجل الفيزياء علم الله وهناك تجد كتاباً في آخره ثماني صفحات مراجع بخط صغير يمكن أن تكون ثمانمائة مرجع ، الفيزياء فقط الفيزياء الكيميائية والكهرباء في الفيزياء ، أو الصوت ، أو الحرارة ، تجد الفيزياء النووية ، والكيمياء العضوية واللاعضوية هذه علوم الله ، والإنسان لم يفعل شيئاً سوى كشفها فالفلك ، والطب و الحيوانات والأسماك والأطيار ، كل شيءٍ اكتشفه العلم إنما هو من علم الله :" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)
"(سورة الإسراء)

" اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)
"(سورة البقرة)
فلو أنك ذهبت إلى مكتبة غنية تجد مائة ألف مجلد متعلقة فقط بالجسم ، مثلاً كتاب ستة أجزاء عن القلب ، بالحرف الصغير ، وكل جزء ثمانمائة صفحة ، عن القلب : لقد تصفحت كتاباً عن القلب منذ يومين ، يشعر الإنسان بدهشة ، ويصعب عليه فهمه ، وعن الرئتين ، والدماغ ، والعضلات ، و العظام . هذا علم الله ، و هذا دينه ، أيعقل أن يكون دين الله فيه خطأ ، أو فيه تناقض ، أو فيه أشياء غير معقولة ، هذا مستحيل ، إنه خلق الله وكلام الله .
لابد من تناسبٍ بين خلق الله و بين كلام الله ، دقة بالغة في كلامه ، و تشريعه ، و أنبيائه ، و قرأنه فالنقطة الدقيقة التي أُريد أن أقولها " إن الحقيقة لا تخشى البحث أبداً " ، مهما تقدم العلم بعد ألفي سنة ، أو خمسة آلاف ، لن يكتشف العلم حقيقةً تعارض القرآن الكريم و مستحيل ذلك لأن هذا كلامه وهذا خلقه ، فمن سابع المستحيلات أن يكتشف العلم شيئاً مناقضاً للدين أبداً ، وكلما تقدم العلم ازداد قرباً من الدين .
وقد التقيت مع طبيبٍ جراح فقال لي كلما وجدت جرحاً إنتانياً مستعصياً شفاؤه أضع له العسل و هكذا درسنا في بريطانيا : يوضع العسل على الجروح الانتانية التي لا يرجى شفاؤها و خلال يومين يشفى المريض سبحان الله : " ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) " (سورة النحل)
وعندئذٍ أدركت أن العسل إلى أن يكون دواءً أقرب منه إلى أن يكون غذاءً ، بل إن العسل كما وصف من قبل بعض العلماء " صيدلية كاملة " .
فالحقيقة لا تخشى البحث ، لا تخف أن تقرأ مقالةً في مجلةٍ تنقض آيةً قرآنية ، لاتخف لن يكون هذا لأن خالق الكون هذا كلامه و ليس يعقل أن يكون في كلامه شيء مناقض لخلقه ، فالعنوان أعجبني " الحقيقة لا تخشى البحث " وإذا كنت تُعرّف الناس بالله فقل لهم أقرءوا ما تشاءون ، اذهبوا أينما شئتم ، ناقشوا من تشاءون ، يبقى الحق حقاً والباطل باطلاً ، وفي مقالةٍ قرأتها لم أنم الليل ، لماذا ؟ قال إنهم عرفوا نوع الجنين ، هكذا بهذه البساطة الحقيقة لا تخشى البحث ، لقد وجدنا جمجمة هي الحلقة المفقودة بين الإنسان و القرد و ذلك يعني أن نظرية داروين صحيحة ، كله كلام فارغ . هذا الذي لا يقرأ مشكلته مشكلة ، وأخطر إنسانٍ في المجتمع هو نصف العالم أخذ شهادة فظن نفسه عالماً الجهل مفيد لأن صاحبه متواضع يتعلم و العلم مفيد و لكن الشيء الخطر أن تتعلم شيئاً و تغيب عنك أشياء ، أن تظن نفسك عالماً و أنت لست كذلك ، قرأ في البكالوريا عن نظرية داروين أن الإنسان أصله قرد فعلق ذلك بذهنه و الدين يعتبره خرافة ، شيء قديم .أما أنا ، فالآن من جديد بدأت أؤمن بهذه النظرية ولكن معكوسة ، أي أن هذا الإنسان كان إنساناً و أصبح قرداً ، مسخ الآن . إذا كان الإنسان همه بطنه وهمّه شهوته ، وليس عنده أية قيمة فإنه مسخ قرداً ، أنا آمنت بها مؤخراً بشكلٍ معكوس ، كان إنساناً فأصبح قرداً .
فالحقيقة لا تخشى البحث ، لا تخف و لو ذهبت إلى عواصم الكفر و لو التقيت مع أكبر العلماء لا تخش على إيمانك ، لا يوجد وقت للإفاضة في هذه الموضوعات ، علماء من كبار الملاحدة حينما قرءوا بعض آيات القرآن قالوا هذا الكلام من فوق ، من عند جهةٍ فوق الكون ، لأنه واضح ، والآن فالعلم اكتشف أن بلاد العرب كانت في القرون السحيقة بساتين و أنهاراً ، فكيف عرفوا ذلك ؟ من المستحثات ، إذ يوجد مدن بكاملها في الربع الخالي مدفونة تحت الرمال ، وجذوع أشجارٍ ضخمة ، ومستحثات متحجرة ، ورسوبيات أنهار ، والعلم أيضاً بحسب معطياته الحديثة يتنبأ أن خطوط المطر تنتقل إلى أن تغدو بلاد العرب بساتين و أنهاراً .
العالم الجيولوجي الذي قرأ هذا الحديث الشريف قال عليه الصلاة والسلام :
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا " .
وفي القرآن يوجد إشاراتٍ كلما تقدم العلم اكتشف بعض الحقائق إلا أن الإمام علي كرّم الله وجهه قال : " في القرآن الكريم آيات لمّا تفسر والعلم كلما تقدم يفسرها ، إذاً هذه الملاحظة " الحقيقة لا تخشى البحث أبداً " .
وديننا دين معقول ، مبني على العلم لأن الخالق عليم و هذا دينه فيه علم فلا يظن أحدنا أنه إذا تناقش مع كافر فسينهار أمامه ، ولو أن لك إيماناً قوياً لا تخش به أن تواجه أحداً على وجه الأرض ، لكن يوجد ملاحظة : لو أنك واجهت حقيقةً أو واجهت شيئاً في العلم يناقض شيئاً في الدين ، فكيف تفسر هذه الظاهرة ؟ هناك ثلاثة تفسيرات :
الأول : إما أن البحث العلمي لم يصل إلى مرحلة الحقيقة ، فهو نظرية ، فنظرية داروين لن تنقلب إلى حقيقة ، وإن هذه النظرية تُخالف ما جاء في كتاب الله فهي نظرية لما تثبت ، بل إن أهل العلم في أوروبا أنكروها وتجاوزوها والآن يسخرون ممن يتكلمون بها فالذي يقول بها الآن أقول له كلمة واحدة : معلوماتك قديمة جداً وأهل العلم في أوروبا سخروا ممن يدعيها ، فإذا كان هناك تناقض بين العلم وبين الدين فلأن البحث العلمي لما يصلْ إلى مرحلة الحقيقة بل بقي في حيّز النظرية .
الثاني : أو أن المنقول عن الدين غير صحيح ، مثلاً هناك 200 ألف حديث موضوع فلو أنك قرأت حديثاً موضوعاً بأي كتابٍ أو قرأت حديثاً ضعيفاً و ناقضاً حقيقةً علميةً لا نفعل شيئاً هذا الحديث ضعيف وقد تكون نسبة هذه الحديث ليست صحيحة ، والحديث الموضوع قد يُناقض العلم .
أو شيء ثالث : أنه وقع الإنسان في خطأ في تفسير الحديث .
إذاً ، فإما أن نسيء فهم الحديث أو أن يكون الحديث موضوعاً و إما أن تكون مرحلة البحث العلمي لا تزال في حيّز النظرية .
هذه هي ثلاثة التفسيرات التي يمكن أن تفسر بها التناقضات أحياناً بين العلم والدين ، أما الحقائق المقطوع بها في الدين ، والنتائج التي يتوصل إليها العلم بطرقه اليقينية القاطعة فإن بينهما تمام التوافق ولا بد من أن يلتقيا على نقطةٍ من الحقيقة واحدة ، ولأن الحق لا يتعدد قطعاً في الأمور الاعتقادية ، ولا في الكائنات الثابتة ، أي إذا رسمت خطاً مستقيماً بين نقطتين ، وأردت أن ترسم بين هاتين النقطتين خطاً مستقيماً ثانياً لابد من أن ينطبق على الأول تمام الانطباق . تصور نقطتين ، رسمت الخط الأول ثم الثاني فسيأتي فوقه تماماً . فإذا كان الخط الأول هو العلم والثاني هو الدين فلا بد من تطابقٍ كامل ، أما إذا كان أول خط لم يمس النقطة الثانية أي كان منحرفاً و الخط الثاني يمس النقطة الثانية فستجد فرقاً بينهما ، واحد لن يمر من هاتين النقطتين .
آخر الدرس ، في عهد الغزالي علماء درسوا أن الكسوف والخسوف مبنيان على قاعدة ، مثلاً يقولون إنه في يوم 23 الشهر الثالث الساعة الثامنة في الليل يخسف القمر ، هذا علم و يوجد دورة حول الأرض و حول القمر فإذا وقع القمر بين الأرض و الشمس كان الكسوف و إذا وقعت الأرض بين الشمس و القمر كان الخسوف ، ففي عهد الغزالي اكتشف العلماء قانوناً للخسوف و الكسوف فلما أذاعوا به قام عليهم رجال الدين و اتهموهم بالزندقة و الكفر فجاء العالم الغزالي الباحث فرد عليهم و قال : " ومن ظن أن المناظرة في إبطال هذا العلم " معرفة الكسوف والخسوف " من الدين فقد جنى على الدين و ضعف أمره ، فإن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية و حسابية لا تبقي معها ريباً "، فمن يطلع عليها و يتحقق أدلتها إذا قيل له إن هذا خلاف الشرع لم يرتب فيه و إنما يرتاب بالشرع.
و إذا قلت لأحدٍ في أوروبا إن هناك عالماً في البلاد الإسلامية ينكر أن تكون الأرض كروية فهل يشك بعلمه أم يشك بالدين ؟ يشك بالدين طبعاً ، إذا قلت له إن العالم الإسلامي الكبير ينكر أن تكون الأرض كروية جاء بمجلةٍ في بعض الدول الأجنبية ، كتبوا فيها فلان العالم الفلاني يقول الأرض مسطحة في عام 1975 ، إذا قرأ الناس هذا الخبر بخطٍ عريض و قد ذهبوا إلى القمر و رأوا الأرض بأم أعينهم كرةً وصوروها و المجلات العلمية طافحة بصور الأرض وهي كرة ، والأقمار الصناعية تصور كل دقيقةٍ ، الأرض كرة وهناك من رآها كرة ، فإذا قرأت في مجلةٍ أن العالم الفلاني يقول إن الأرض مسطحة فهل تشك بالدين أم بالعلم ؟ ساعتها أشك بالدين فالإمام الغزالي يقول " إن هذا الذي يطلّع على هذه الحقائق إن قيل له جهلاً إنها خِلاف الشرع إنما يرتاب في الدين ولا يرتاب من هذه الحقائق و عندئذٍ يكون كمن طعن في الدين " ، فلا تتسرع لأن العلم لا يناقض الدين أبداً ، ولا تنف شيئاً ثابتاً علمياً دفاعاً عن الدين فإن الدين لا ينقضه .
والنبي عليه الصلاة و السلام لما توفي ابنه إبراهيم كسفت الشمس وقتها مصادفةً فقال الصحابة لقد كسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقال عليه الصلاة و السلام و هو العالم المُدقّق : " أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تكسفان لموت واحدٍ من خلقه ولا لحياته " هذه آية كونية .
نقطة مهمة جداً : لا تدافع عن الدين برد الحقائق العلمية الصحيحة ، إن هذه الحقيقة تتوافق مع الدين مثلاً إذا قلنا هناك زلزال فالزلزال له تفسيرات ، حركة في باطن الأرض أدت إلى اهتزاز القشرة ، وتفسيرها معقد جداً ، وأقول الزلزال من الله عز وجل هذا كلام صحيح ، لا يمنع أن يكون للزلزال تفسيرٌ علمي جيولوجي وتفسير ديني التفسيران يتوافقان ، ويتكاملان ، وهذا الزلزال سببه اضطراب الأرض ومسبب السبب هو الله عز و جل قضية سهلة جداً ، على العكس بل رائعة متكاملة ، اضطراب القشرة الأرضية سبب الزلزال و مسبب هذا السبب رب السماوات و الأرض ، فإذا قلت إن هنا زلزالاً أصاب قريةً فأهلكها لأنها فاسدة ، فهذا كلام صحيح و كلام ديني ، و إذا قلت إن الزلزال هو اضطراب في القشرة الأرضية وانزياح الطبقات عن بعضها ، وتسرب بعض المائع الناري إلى الطبقات العليا ، وخروج بركان أيضاً فصحيح . وهذا العلم لا يتناقض مع الدين إطلاقاً بل يلتقيان ويتوافقان .
وانطلاقاً من هذا الكلام ، إذا مرض للإنسان ولد فعليه أن يأخذه إلى الطبيب و يشتري الدواء و يعطيه إياه ثم يتوكل على رب الأرباب " اعقلها و توكل " اعقلها وتوكل هذا هو الدين ، لذلك اطمئنوا لن تكتشف حقيقةٌ علميةٌ حتى نهاية الحياة تناقض ما في القرآن لأن هذا الكلام كلامه وهذا الكون خلقه ، ولا يعقل أن يكون في كلامه تناقض أو في كلامه ما يناقض خلقه .
والحمد لله رب العالمين

http://hmsss.jeeran.com/ub9.gif

MAGIC7
2010-08-18, 02:45 PM
الإيمان بالله تعالى : دليل الإمكان في الكون

إن كل شيء تقع عليه عينك ، أو تدركه بحسك أو تستنبطه بعقلك ، كل شيء كان من الممكن أن يكون على غير ما كان ، يعني أنت عندما تحلي كأس الشاي تضع فيها ملعقة ونصفاً و ممكن أن تضع فيها ملعقتين ، أو ثلاث ملاعق، أو ملعقة واحدة ، .. أو نصف ملعقة ، لكنك اخترت هذا المقدار الدقيق يبدو أن هذا المقدار الدقيق من السكر يتناسب مع ذوقك ، فلابد من مرجح و مخصص يمكن أن يوضع في هذا الكأس مقادير متفاوتة من السكر ، إذا قدم لك كأس من الشاي وتذوقته فإذا كان فيه سكر بما يتناسب مع الذوق السليم لا هي كالقطر كما يقولون ، ولا هي قليلة السكر، إذاً هذا الذي وضع السكر بهذا المقدار الدقيق ، في تقدير ، مقدّر دقيق .

وقد سمى العلماء مُخَصِصاً في مخصص ، هذه الثريا كان من الممكن أن تلامس الأرض ، سهل لأن نُطيل السلسلة . وكان من الممكن أن تصل السقف ، وكان من الممكن أن تكون في الثلث الأول أو في الثلث الثاني وكان الممكن أن تكون قبيل الأرض بـ 30 سم لكن الذي وضعها بهذا المقدار اسمه المخصص يعني يتمتع بذوق سليم لا هي في السقف فيضيع ضوءها ولا هي قريبة من الأرض تسبب ارتباكاً في الحركة في المسجد فهذا الارتفاع مناسب نقول هذا الارتفاع مناسب وكان من الممكن أن تكون بغير هذا الارتفاع لكن مخصصاً حكيماً خصصها به. هذه أمثلة من واقعنا .


خلق الإنسان كان من الممكن أن تكون عينا المرء في ظهره أو في قمة رأسه أو في خلف رأسه أو في يديه أو في بطنه أو في قدميه لكن الذي خلق العين وضعها في أنسب مكان وفي أحكم مكان فوضع العين في هذا المكان يحتاج إلى مخصص ، أو حكيم .



في هذا الوجود انظر إلى خلق الإنسان ، انظر إلى عينيه وأذنيه وأنفه ، فلماذا الأذنان ؟و لم تكونا أذناً واحدة ؟و لماذا التعاريج في الصيوان ؟ ولماذا فتحة الأذن أضيق من الخنصر ؟ ولم القناة متعرجة ؟ ولم الصملاخ ؟ و الأشعار ؟ والعين في هذا المكان ؟ والحاجبان ؟ والأجفان ؟ والأهداب و الدموع ؟ والشبكية؟ و القزحية ؟ والقرنية ؟ والخلط المائي ؟ والخلط الزجاجي ؟ والجسم البللوري ؟ والعصب البصري لماذا ....؟ كان من الممكن أن نرى الأبيض أسود فقط كما هي عين بعض الحيوانات ، إنما نرى بالألوان الطبيعية فمن الذي خصص العين بهذه الحقيقة ؟ هناك آية قرآنية تؤكد هذا المعنى : " فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)"(سورة الإنفطار)


كان من الممكن أن يمشي الإنسان على أربع و أن يأكل طعاماً واحداً طوال حياته ، وأن يعيش وحده بلا زوجة ، وأن يأتيه الأولاد كما هي بعض الكائنات تتوالد توالداً فردياً ، بعض النباتات تتوالد توالداً فردياً، يقول لك : الخيار مؤنث فلا يحتاج إلى تلقيح ، والمتحول الزحاري ينقسم انقساماً ولا يحتاج إلى مزاوجة وتلقيح كان من الممكن أن يعيش الإنسان وحده .

فالممكنات لا تعد ولا تحصى وكان من الممكن أن تكون التفاحة صلبة كالصخر تريد مطحنة بحص حتى تعمل من التفاحة كأس عصير ، هذه مستحيلة ، ويمكن أن تنتهي أعمارنا ولا تنتهي عبارة كان من الممكن فمن الذي جعل ماهو عليه كما هو عليه ؟ .

يوجد مخصص : لمجرد أن ترى هذه الثريا بارتفاع مناسب تتصور الذي ركبها يتمتع بذوق وبحكمة وبمجرد أن يقدم لك كأس الشاي بحلاوة طبيعية مناسبة لذوقك تعرف أن الذي قدم لك هذا الكأس يتمتع بذوق مرهف ، فهذا الدليل في الكون .. وهذا الكون ممكن الوجود على هذا الشكل وعلى أي شكل آخر ، " فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ " كان من الممكن أن يكون النهار سرمداً إلى يوم القيامة ... وكان من الممكن أن يكون الليل سرمداً إلى يوم القيامة ، وأن يكون الصيف سرمداً إلى يوم القيامة والشتاء والربيع والخريف كذلك ، وكان من الممكن أن تكون حرارة الأرض في طوال أيام العام صفراً ، وكان من الممكن أن تكون حرارة الإنسان متبدلة كبعض الحيوانات وفق المحيط الخارجي .... ، وأن يكون للإنسان أربع معدات يجترّ طعامه كالحيوانات المجترّة .... " فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ " من الذي جعل الكون على ماهو عليه لابد من مخصص .

MAGIC7
2010-08-18, 02:46 PM
أحياناً هذه الطاولة لو أنها بعيدة إلى هنا غير مناسبة .. ولو أنها هنا غير مناسبة .. ولو أنها بهذا الارتفاع غير مناسبة ..و لو أنها بهذا غير مناسبة ... فالذي أعطى ارتفاعها وأبعادها وحجمها يتمتع بحكمة ... والشمس .. كان من الممكن أن تكون أبعد مما هي عليه الآن أو أقرب ... أو أكبر ... فلو أن الأرض أكبر لكانت الجاذبية أكبر ولكان وزننا أكبر .. و لو وُجِدَ أحدنا على بعض الكواكب لكان وزنه 3.5 طن على حسب الجاذبية ، وأحدنا لو انتقل إلى القمر ينخفض وزنه إلى السدس من ستين كيلو غرام بالأرض إلى عشرة كيلو على القمر إذ يخف وزنه ...

وكان من الممكن .... من الذي جعل الممكن بهذا الوضع المناسب ؟ ولابد من خالق أوجده ، لابُد من خالق حكيم أوجده على هذا الوضع . وكان من الممكن أن أرى إلى 20 متراً فقط .. خالق غير حكيم أو كان من الممكن أن أسمع الأصوات التي لايزيد بعدها عن عشرة أمتار فقط ليس هذا من الحكمة في شيئ فلذلك هذا الدليل ، فالعقل لا يمنع من أن نتخذ صوراً غير الصور التي نحن عليها وشكلاً غير الشكل الذي نحن عليه وحداً غير الحد الذي نحن عليه فنكون أكبر أو أصغر ، أو على تركيب آخر . وأحياناً هناك أمراض " عافانا الله وإياكم منها " إذ لا يرتدي الإنسان أي ثياب .. مرض بدماغه فلا يمكن أن يقبل ثوباً ، ولو وضعت عليه الدثر يمزقها خيطاً خيطاً ، وينام بلا ثياب ويموت من البرد ويأكل برازه ، و هذه حالات موجودة أن الإنسان يأكل برازه ويموت من شدة البرد : " وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67) " ( سورة يس)

كان من الممكن أن يخلق الإنسان بلا ذاكرة ، ولا مخيلة ، ولا مصورة ، ولا محاكمة ، ولا تفكير ، ولا سمع ، ولا بصر ، ولا نطق ، وممكن لكائن ألا يتكلم ." الرَّحْمَٰنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)" (سورة الرحمن)

وهذا البحث رائع جداً .. كل شيء ، هذا الكأس له حجم ممكن أن نضع على الطاولة كأساً حجمه ثلاث تنكات ؟ ليس معقول .

و ممكن أن نضع كشتبان ماء ؟ ليس معقول هذا الحجم فالذي صنع الكأس يتمتع بذوق وبحكمة جعله يتناسب مع حاجة الإنسان وهذا الحجم لا يمكن أن يكون أكبر أو أصغر فالذي جعله بهذا الحجم حكيم هل هناك عقلياً ما يمنع أن يكون الكأس كبيراً ؟ ممكن قالب كبير ، هل هناك ما يمنع أن يكون الكأس صغيراً ؟ ممكن .. لماذا كان الكأس بهذا الحجم؟ لأن الذي صنعه يتمتع بحكمة فجعله بحجم يتناسب مع حاجة الإنسان ، صار معنا هل يمكن أن ترد هذه الأوضاع الدقيقة الحكيمة في الكون بدءاً من المجرات وانتهاءاً بالمجموعة الشمسية والشمس والقمر والجبال والأرض والسهول والصحارى ، وحجم الأرض ، وحجم البحر ، إذ يوجد حكمة بالغة .

ولولا هذا الحجم الذي يزيد عن حجم الأرض بـ خمسة أمثال لما نبت النبات على سطح الأرض ، ولولا الرياح لما هطل المطر ، ولولا الشمس لما تبخر البحر ، ولولا الجبال لما سالت الأنهار ، ولولا النبات لما عاش الحيوان ، ولولا الحيوان لما عاش الإنسان ، ولولا البكتريات الكائنات الدقيقة لما كانت التربة صالحة للنبات .... فهذه البكتريات تأخذ بعض المواد وتحللها إلى أسمدة .. ولولا الديدان لما نبت النبات .. هذه كلمة "لولا"


وهذا طيار قال لي ، إنه في الطائرة مجموعة أجهزة إذا تعطل أحد هذه الأجهزة تسقط الطائرة قلت كيف ذلك ؟ قال : جهاز تسخين الأجنحة لو تعطل هذا الجهاز لتراكم الثلج على الأجنحة لأن حرارة الجو خارج الطائرة خمسون تحت الصفر والجو مشبع ببخار الماء . ويتشكل طبقة ثلج " فريزر " على الأجنحة وتغير انسياب الأجنحة . يسقط الطائرة .

و قال : وإذا تعطل جهاز ضخ الهواء في الطائرة لأن الهواء في الطائرة مضغوط ثمانية أضعاف من أجل أن يكون ضغط الجو داخل الطائرة مساوياً للضغط الجوي على سطح الأرض

ولو تعطل جهاز ضغط الهواء لوجب على الطيار أن يهبط بطائرته خلال دقائق وإلا تنفجر الشرايين في رؤوس الركاب . إذاً كم جهاز موضوع بالطائرة من أجل أن تراها تطير سالمة ؟ وقال لي : ولو أن الوقود في الأجنحة سائل سائب ، ومالت على جناحها الأيمن لوقعت فوراً ، فلابد من حواجز تمنع انسياب البنزين أو الوقود إلى أطراف الطائرة . وبالعكس في الطائرات الحديثة مضخات تضخ البنزين إلى الجهة المعاكسة إذا مالت الطائرة و هذه الطائرة تقل 300 راكب وفيها من الأجهزة والتقدير و الخبرة و التخطيط و التصميم والاحتياط ما يأخذ بالألباب .

وهذه الأرض التي تطير بالجو من دون صوت وضجيج مثلاً لو كان هناك خالق للكون ، الشمس هذه مكانها والأرض تدور حول الشمس ، لكن مدار الأرض ليس دائرياً إنه مدار إهليلجي بيضوي وفي المدار الإهليلجي بعدٌ قصير وبعدٌ طويل وحسب قانون الجاذبية لو أن الأرض وصلت إلى البعد الأدنى بحكم أن المسافة قلت فالشمس تجذبها ، فهل الأرض عاقلة ؟ .

من الذي أعلم الأرض أن هذه المنطقة حينما تقل المسافة بينها وبين الشمس ، والشمس تجذب الأرض أيضاً . إذاً : على الأرض أن تدرس قوانين الحركة ولابد من أن تزيد سرعتها زيادة ينشأ عنها قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة . إذاً : من الذي أعلمها ، ومن الذي أمرها ، أُمرت أن تزيد سرعتها ، ولو أنها زادت من سرعتها فجأة لانهدم كل ماعليها : جميع المدن ، والأبراج ، والجبال ، و الأبنية ، ولو أنها خففت من هذه السرعة فجأة بحسب مبدأ العطالة ، الذي ينص : الجسم المادي يرفض وضعه التغيير .


فإن كان ساكناً يرفض الحركة ، وإن كان متحركاً يرفض السكون ، قف في سيارة عامة وليوقفها السائق فجأة تهوي إلى الأمام لماذا ؟ لأنها وقفت لكن جسمك رفض أن يقف فتابع مسيره وإن كنت تركب سيارة وأقلعت تحس أن مقعدها الخلفي يدفعك نحو الأمام لماذا ؟ لأن جسمك يرفض الحركة فلما رفض الحركة جاءه المقعد يدفعه من الخلف ، هذا أكبر دليل ، أي شيء ، الماء : لا طعم له ولا لون ، ولا رائحة و كان من الممكن أن يكون له طعم ولون ورائحة وكان من الممكن أن يكون لزجاً كالقطر تفضّل تحلّ من الماء ، أريد أن أغسل يدي من الماء ، كان من الممكن أن لا يتبخر إلا في درجة مائة ، طوال العام الماء بالشوارع فإذا انسكب دلو من الماء في بيته فإنه يبقى دائماً والماء يتبخر بدرجة أربع عشرة ،و الماء إذا برد يزداد حجمه ، كان من الممكن أن لا يزداد حجمه ، إذاً تتجمد البحار ، وينعدم التبخر، والمطر ، ويموت النبات ، و الحيوان ، و الإنسان .

من الذي جعل الماء على ماهو عليه والهواء على ماهو عليه .لو كان الهواء 70 % أوكسجين ، فتصير الأرض كلها حرائق ، من قال يجب أن يكون الأوكسجين بنسبة 29 % من قال ذلك ؟ من المخصص ؟ ومن المرجح ؟ .... هو الحكيم .

إذاً : لايمكن أن يفسر كل شيء في الأرض قد أخذ وضعه الصحيح بلا زيادة ولا نقصان ، النبات ، كان من الممكن أن تكون حبة العنب بحجم البطيخة " تفضل كُل عنباً " ، وكان من الممكن أن يكون البطيخ بحجم العنب ، نصفها قشر تقسمها فتحصل على ميلمتر مكعب بطيخ و كان من الممكن أن يكون المشمش بحجم البطيخ و إذا انفتحت وهي هشة وماؤها كثير مستحيل أن تأكلها ، وكان من الممكن أن تكون البرتقالة بلا حزوز شيء صعب ويجب أن يضع مريلة لكي يأكل أحدنا برتقالة من الذي جعل البرتقال بهذا الوضع الدقيق . حزوز ناشفة داخله يوجد أكياس ، مبرغلة كل قطعة كيس مربوط بخيط الخيط موصول إلى مصدر النبات.

كان من الممكن أن ينضج القمح كنضج التوت بالتدريج ، عملية الحصاد تصبح انتحاراً بطيئاً تمسك السنبلة ، فتجدها لم تنضج فتتركها وتذهب إلى الثانية ، مستحيل ، القمح ينضج دفعة واحدة .

والعدس والحمص والشعير كذلك لكن لو أن المشمش نضج دفعة واحدة ماذا نستفيد منه ، ولو أن البطيخ ينضج في يوم 28/8 في كل أنحاء القطر ، فهل تستطيع أن تأكل باليوم 100 بطيخة ؟ الأسرة تأكل بالصيف بحدود 100 بطيخة تقريباً لو كان بيوم واحد معنى ذلك أنه يجب أن تأكل بذلك اليوم 100 بطيخة .

هذا طريق لمعرفة الله عزّ وجل ، كل شيء فكر به ، ولو أن الإنسان ما دام يأكل ينمو ، و الطفل يأكل ، ويطول ويطول ، لو كان ذلك مبدأً ثابتاً أي أنك كلما أكلت ازددت طولاً ، ويجب كل فترة أن ترفع السقف لأنك طلت ، ربنا عزّ وجل من أسمائه الجامع والمانع ، يعطي أمراً لهذا العظم فيقف عند هذا الحد انتهى الأمر ، والأسنان كذلك .. ، كان من الممكن أن الأمواج الصوتية تبقى على قوتها كالأمواج الكهرطيسية ، ألا تبث الإذاعة أمواجاً كهرطيسية فنتلقاها من أطراف الدنيا .

إذاً : الموجة الكهرطيسية لا تضعف ، لقد بثوا رسائل إلى المشتري ، والمركبة الفضائية بقيت تسير في الفضاء الخارجي بسرعة 40 ألف كم/سا وبقيت 6 سنوات إلى أن وصلت ، وحينما وصلت إلى هناك بثت رسائل كهرطيسية ، إذاً هذه الموجة لحكمة بالغة لا تضعف أما الصوت العادي فيضعف ، فإذا سار شخص في الطريق فإنه لا يسمع هذا الدرس . لو كان يسمع كل معامل العالم والشلالات في العالم وكل أسواق النحاسين في العالم ، وكل ضجيج المعامل وإقلاع الطائرات كله وصوت أمواج البحر ، فالإنسان ، يموت انظر إلى الهدوء ! رحمة بنا .

MAGIC7
2010-08-18, 02:47 PM
كان من الممكن أن لا تنسى شيئاً ، إذا وقف شخص أحمق موقفاً مزرياً يموت من قهره طوال حياته يتذكر هذا الموقف ، من رحمة الله بنا أنه ينسى ذلك بعد أسبوع أو أقل ، إذا تكلم رجل كلمة غير مناسبة فيها وقاحة ، أو لؤم ، أو جهل وفيها حمق ، قال لي هذا الشخص إنه ركب جهاز أنترفون داخلي لغرفة الضيوف ويجلس ويقول اعملوا لنا قهوة يسمع أهل البيت دون الحاجة للذهاب لعندهم ، ذات يوم عنده ضيوف راح لعند أهله وقال لهم ما أغلظ هؤلاء الضيوف حتى الآن لم يذهبوا ، وهذا الحادث قد وقع مع قريب لي إنه نسي الجهاز مفتوحاً . فلولا النسيان لمات الإنسان من قهره وانفجر ، كان من الممكن أن لاتنسى ، لكن النسيان نعمة كبيرة . والنسيان المطلق أيضاً مشكلة . لا تذكر شيئاً ، فهذا البرهان ، كل شيء خلقت به أخذ وضعاً دقيقاً جداً . لو زاد درجة لاختل ، ولو نقص درجة لاختل .
والآن : اسمعوا الأدلة من كتاب الله :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) "(سورة القصص)


" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) "

)سورة إبراهيم)

بالتقدير الدقيق ، أي بعد الشمس عن الأرض 156 مليون كم بالحق ، فلو أن هذه المسافة زادت لمات الناس برداً ، ولو أن نقصت لمات الناس احتراقاً ، لو أن الشمس إذا طلعت تكون متألقة كما هي في وقت الظهيرة متوهجة ، فالشمس تشرق صباحاً عند الأفق بقرص ذهبي ذي أشعة لطيفة مريح للعين فإذا صعدت إلى كبد السماء توهجت ، من فعل هذا ؟ .. الله عزّ وجل " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَدًا " لو كان الطفل له أخلاق الكبار . مثلاً يحقد فإذا أدبته مرة واحدة فإنه لايكلمك بشهرين ، فالطفل له بنية خاصة تؤدبه و بعد دقيقتين تراه يضحك ، لولا هذه البنية لما أمكن أن تربي الطفل ، أما الكبير إذا كلمته كلاماً قاسياً يبقى شهراً لا يكلمك ، أو سنة أو سنتين .

أما الصغير فيتحمل لقد جعله الله بريئاً صافي الذات سريع النسيان، سريع التحول ، بنية الطفل النفسية تناسب سنه ، ولو أن المرأة مفكرة تفكيراً مجرداً ، وقد جئت بعد الظهر فلم تجد طبخاً شغلها عن ذلك بحث في الفلسفة ، وتقول تعال انظر هذه النظرية يازوجي أين الطبخ لا يوجد .

الله عزّ وجل أعطاها عاطفة ، و إمكانات ، و طريقة بالتفكير تتناسب مع وظيفتها كامرأة ، و جعل عاطفتها تغلب على كل شيء ، لأن بين يديها أطفالاً ، كيف تربيهم ، وتهبط إلى مستواهم؟ ما من قلب في الأرض أوسع من قلب الأم .

أحياناً الأب يضيق ذرعاً بابنه ، والأم تحتمله ، ولها ميزات لا يستطيع الرجل أن يلحقها بها وكذلك الرجل له ميزات ، ولو فرضنا المرأة قاضية لقالت " مسكين نعدمه " مع أنه يستحق الإعدام .

الله عزّ وجل ركّبَ في المرأة خاصة معينة ، وإمكانات طريقة في التعامل ، و الانفعال تتناسب مع وظيفتها أماً وهي أقدس وظيفة على وجه الأرض ، فإذا نافست المرأة الرجل خسرت السباق مرتين . خسرت السباق وخسرت أنوثتها ، " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ "... بالحق ... لو أن البيضة يلزمها مفتاح سردين وليس معك مفتاح - مشكلة - .

إن البيضة بضربة خفيفة على الصحن تنكسر ، وتضع 500 بيضة بالسلة فلا تنكسر ، فمن أعطاها الشكل المتين ؟ من جعل الصوص بمنقاره نتوءً مدبباً ؟ إنه يكسر به البيضة ثم يتلاشى - شيء لا يصدق ليكسر البيضة ويخرج منها " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ " هذا عنقود العنب شده لا يمكن أن ينقطع فإذا عاكست القطع ينقطع معك بسهولة جداً ، تصميم !! من أعطاه هذه الخاصيّة ؟ .

صديق لي قال الدراق قبل أن تستوي لا تقطف معك إذا نضجت أمسكها ترها تنزل بيدك ، ماذا يحدث بذنبها ؟ قبل يومين لا تقطع وعندما نضجت تصبح سهلة القطف ، يوجد تصميم " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ".قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (3) " (سورة المُلك)


الله رب العالمين ... كان من الممكن أن لا تنزل الأمطار إطلاقاً ، هذا البيت سعره 35 مليون ، لو لم يكن هناك ماء فإنك لا تشتريه بـ 500 ألف ليرة سورية .

صديق قال لي قد البناء بـ 3000 ل . س على العظم السعر هبط لـ 1500 ل. س بسبب قلة المياه في بعض المناطق ، كلما قلَّ الماء هَبَطَ السعر ، ما قيمة ذلك " بلا ماء " .



" أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63)أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) " (
سورة الواقعة)



جبل قاسيون كله أشجار لكن لايوجد ثمار كان من الممكن أن تكون أشجار الأرض بلا ثمار ، أشجار خَضِرة نَضِرة ، ذات أوراق برّاقة لامعة ، وارفة الظل ، جذوع كبيرة بلا ثمار ، كان من الممكن " لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ " .



" أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) " (
سورة الواقعة)



ممكن جداً أن يكون ماء المطر مالحاً ، ما الحل ؟تأتي بإبريق وتغليه ساعات ثم تصفيه لتشرب كأس ماء واحد .. ما الحل ؟ الآن يوجد وحدات تصفية كل لتر يكلف 24 ل. س 20 لتر 480 ل. س كل تنكة ، لو كان ماء المطر ملحاً أجاجاً ، فالله جعله عذباً فراتاً : " وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) " (سورة الفرقان)

إذاً غير الخالق ، كل شيء مخلوق ، مخلوق بحكمة بالغة ، هذه الحكمة لا يُعقل أن ترد إلى المصادفة ، مستحيل ، أكله جاء مصادفة ؟
قال أحد العلماء : " إذا آمنت بأن هذا الكون من نتاج المصادفة كمن يؤمن بأن لغماً وضع في مطبعة وبعد الانفجار نتج لدينا قاموس لاروس ".

" قاموس لاروس من أدق القواميس بالإفرنسية 2000 صفحة مع صور ملونة ، على الأبجدية ، 80000 مادة ، كل مادة أسرة ، الأفعال ، وضبطها ، والمصادر ،و الأسماء ، والمذكر والمؤنث ، والمصطلحات ، حرف دقيق " .

هذه الحروف تنضدت وحدها جاءت على شكل مواد ومعلومات وتسلسل ومنطق وصياغة وتجليد وورق وألوان وصور وحدها ، مستحيل

إذاً أن ترد هذه الأوضاع الحكيمة في كل شيء ، كل شيء يدل على الحكيم ، فأن ترد كل هذه الأوضاع الممكنة المناسبة الحكيمة إلى المصادفة هذا شيء لا يقبله عقل .

مثلاً : ممكن أن تضع في كيس 10 ورقات ، 1-2-3-4-5 -6-7-8-9-10، فإذا مددت يدك وسحبت ورقة ، احتمال أن تكون ورقة - 1 - وممكن أن تكون - 10 - وممكن 9 ، 8 ، ممكن ، من أجل أن تمسك بالورقة ذات الرقم - 1 - الاحتمال 1/10 من أجل أن يكون الاحتمال واحد ، اثنين ، ممكن أن تمد يدك 100 مرة حتى يخرج معك في حالة واحدة واحد وبعده اثنين .

قرأت في كتاب : " الله يتجلّى في عصر العلم " : إن ذرة واحدة من الحمض الأميني لا يمكن أن تكون مصادفة إلا مع احتمال أن عشرة أضعاف الكون ، هو حمض معقد جداً له مجسمات بالمدارس مثل درج المئذنة معقد إلى درجة متناهية ذرة من الحمض الأميني يعني 10 أمثال الكون لا يكفي احتمالات في خلق ذرة واحدة من هذا الحمض ، مستحيل، إذاً هذه الحكمة هل تُعزى مصادفة ؟ مستحيل ! . إذا كان كل ذلك من الممكنات فلابد أن يكون وضعها القائم فعلاً ممكناً أيضاً لأن أحد الاحتمالات المقابلة للصورة المفروضة إذا كان ممكناً فلابد له من مخصص قد خصصه بهذه الدرجة إذ الأصل في جميع الممكنات العدم ولاتخرج من العدم إلى الوجود إلا بموجد قادر حكيم وهو الله سبحانه وتعالى أي كل شيء مخلوق من أمامك له درجة مناسبة من الذي جعله بهذه الدرجة ؟ لابد من حكيم ، خالق أوجده ، أما الحكيم فهو الذي جعله بهذا القدر الدقيق الذي لايزيد ولاينقص ، فكر بكل شيء تستعمله ، تجده آخذاً وضعاً كاملاً ، من جعله بهذا الشكل الحكيم ؟ .

والحمد لله رب العالمين

MAGIC7
2010-08-18, 02:47 PM
معنى الايمان



http://farm4.static.flickr.com/3136/2736334849_f1876b437d.jpg



إن من أفضل النعم التي ينعم الله بها على إنسان نعمة الإيمان، والإيمان هو التصديق بالله،وبأنه الرب الواحد، الخالق، المدبر، رافع السماء بلا عمد. وكلمة الإيمان ترادف اليقين وهو عكس الشك الذي يناقض التوحيد فالمؤمن مطالب بأن يكون موقنا بأن الله هو رب العالمين دون مراء أو ريب .

ولا يكون الإنسان مؤمنا إلا إذا تحققت فيه عدة شروط، منها :

1 - الإيمان بوجود الله، وهنا تحضرني قصة كان بطلها الإمام أبو حنيفة، أسردها عليك عزيزي القارئ : " ويذكر عن أبي حنيفة - رحمه الله - وكان معروفاً بالذكاء أنه جاءه قوم ملحدون يقولون له: أثبت لنا وجود الله فقال: دعوني أفكر، ثم قال لهم: إني أفكر في سفينة أرست في ميناء دجلة وعليها حمل فنزل الحمل بدون حمال، وانصرفت السفينة بدون قائد، فقالوا : كيف تقول مثل ذلك الكلام فإن ذلك لا يعقل ولايمكن أن نصدقه؟ فقال: إذا كنتم لا تصدقون بها فكيف تصدقون بهذه الشمس، والقمر، والنجوم، والسماء، والأرض، كيف يمكن أن تصدقوا أنها وجدت بدون موجد؟!. "(1


2 – الإيمان بربوبية الله : والربوبية لفظ مشتق من لفظ الرب والرب ويعني: الخالق، والمالك، والمدبر، ولا يغني واحد من هذه الثلاثة عن الآخر، فهو الخالق الذي أوجد الأشياء من عدم ، والمالك أي خلق الخلق وانفرد بملكه له كما انفرد بخلقه له، وهو المدبر لجميع الأمور وهذا بإقرار المشركين، فإنهم إذا سئلوا من يدبر الأمور؟ فسيقولون: الله فهو المنفرد بالتدبير.


3 - ثالثاً: الإيمان بألوهيته: أي أن تؤمن بأنه سبحانه هو الإله الحق، وأنه لا يشاركه أحد في هذا الحق لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولهذا كانت دعوة الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم هي الدعوة إلى قول: " لا إله إلا الله" . ولو أن أحداً آمن بوجود الله، وآمن بربوبية الله، ولكنه يعبد مع الله غيره فلا يكون مؤمناً بالله حتى يفرده سبحانه بالألوهية.

4 - رابعاً: الإيمان بأسمائه وصفاته: ويجب على من يؤمن بالله أن يقر بالأسماء والصفات اتباعاً لما جاء في كلام الله - عز وجل - قال تعالى: "وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا" ( سورة الأعراف: 180).
إذاً هذه هي الأمور التي يجب على المسلم أن يؤمن بها، حتى يصير مؤمنا، نسأل الله أن يرزقنا الإيمان .

MAGIC7
2010-08-18, 02:48 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/zaj1.gif
لا شك أن هناك فرق كبير بين المسلم والمؤمن أو فلنقل بين الإيمان والإسلام، فالإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح. أما الإسلام فيقصد به الاستسلام لله والخضوع له والانقياد لحكمه، فقد قال المولى عز وجل: " قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ " (سورة الحجرات : 14).

ولذلك يفسر العلماء الإيمان بأنه الأعمال الباطنة، والإسلام بأنه الأعمال الظاهرة لأن أصل الإيمان التصديق بالقلب الذي هو يقينه وتصديقه، وأصل الإسلام هو الإذعان والانقياد، وهو يتطلب تجاوب بالجوارح .

وعلى ذلك فالمسلم هو الذي استسلم لأمر الله وانقاد له وأذعن وخضع له وتواضع وأطاعه طوعا وكرها دون تردد في أمر من أمور الدين، إذا أُمر بأمر بادر إليه، وإذا نُهي عن شيء في الإسلام تركه وابتعد عنه، يعتقد أن ما أمر الله به فإنه عين المصلحة، وما نهى عنه فإنه عين المفسدة، متى سمع بأن لله طاعة في كذا سارع إليها وأتى إليها محبا لها ومندفعا إليها اندفاعا كأنه يقاد باختياره دون أن يكون مكرها، فمثل هذا يسمى مسلما.

ولا يفوتني هنا عزيزي القارئ أن أذكرك بأن الشرع في أوقات كثيرة يستعمل الإسلام فيما يستعمل فيه الإيمان، ففي حديث جبريل المشهور فرَّق بينهما حيث قال: يا رسول الله، أخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره . وقال : أخبرني عن الإسلام، قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .
وهو هنا فسر الإيمان بالأعمال الباطنة؛ وذلك دليل على أنه هو في الأصل اليقين أو عمل القلب ، وفسَّر الإسلام بالأعمال الظاهرة؛ لأن الشهادتين ولو كانت قولية لكنها ظاهرة، ويظهر أثرها بأن يعبد الله وحده ويطيعه، والصلاة أمر ظاهر مشاهد والصوم كذلك أمر مشاهد، والزكاة إيتاؤها أيضا أمر ظاهر، والحج أمر ظاهر.
ورغم ذلك جاء الإيمان أيضاً في حديث النبي عليه الصلاة والسلام بمعنى الاسلام ففي حديث ابن عباس في وفد عبد القيس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: آمركم بأربع: آمركم بالإيمان بالله، أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة، وتؤدوا الخُمس من المَغنم فجعل هذا هو الإيمان ذكر فيه الشهادتين والصلاة والزكاة.

فهو هنا فسر الإيمان بما يفسر به الإسلام .
والخلاصة حتى لا أطيل عليك عزيزي القارئ أن الإسلام يُفسر عند الإطلاق بالأعمال الظاهرة: الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج، وتدخل فيه بقية الأعمال الظاهرة، وتكون الأركان الخمسة بمنزلة الدعائم التي يقوم عليها ولا يتم إلا بها.

وأن الإيمان فهو قول وعمل واعتقاد: قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح ، فالقول باللسان يدخل فيه الأذكار والقراءة، الدعاء والأمر بالخير والدعوة إليه، والنهي عن الشر والتحذير منه، والتعليم والتفهيم وإرشاد الضال، والسلام أو رده. .. وما أشبه ذلك. والعمل يدخل فيه عمل القلب وعمل الجوارح فعمل القلب في الحب في الله والبغض في الله والرضا بقضائه، والصبر على بلوائه والخوف منه ورجاؤه والتوكل عليه والتوبة إليه. .. وما أشبه ذلك فهذا عمل القلب . وعمل الجوارح مثل: الركوع والسجود والقيام والقعود والطواف والجهاد والحج وما أشبه ذلك.

MAGIC7
2010-08-18, 02:48 PM
http://www.albdoo.info/uploaded/2358/51166985215.gif

http://www.albdoo.info/uploaded/2358/21166982723.gif


الفرق بين الايمان والاسلام



أن هناك فرق كبير بين المسلم والمؤمن أو فلنقل بين الإيمان والإسلام، فالإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح. أما الإسلام فيقصد به الاستسلام لله والخضوع له والانقياد لحكمه، فقد قال المولى عز وجل: " قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ " (سورة الحجرات : 14).



ولذلك يفسر العلماء الإيمان بأنه الأعمال الباطنة، والإسلام بأنه الأعمال الظاهرة لأن أصل الإيمان التصديق بالقلب الذي هو يقينه وتصديقه، وأصل الإسلام هو الإذعان والانقياد، وهو يتطلب تجاوب بالجوارح .



وعلى ذلك فالمسلم هو الذي استسلم لأمر الله وانقاد له وأذعن وخضع له وتواضع وأطاعه طوعا وكرها دون تردد في أمر من أمور الدين، إذا أُمر بأمر بادر إليه، وإذا نُهي عن شيء في الإسلام تركه وابتعد عنه، يعتقد أن ما أمر الله به فإنه عين المصلحة، وما نهى عنه فإنه عين المفسدة، متى سمع بأن لله طاعة في كذا سارع إليها وأتى إليها محبا لها ومندفعا إليها اندفاعا كأنه يقاد باختياره دون أن يكون مكرها، فمثل هذا يسمى مسلما.



ولا يفوتني هنا عزيزي القارئ أن أذكرك بأن الشرع في أوقات كثيرة يستعمل الإسلام فيما يستعمل فيه الإيمان، ففي حديث جبريل المشهور فرَّق بينهما حيث قال: يا رسول الله، أخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره . وقال : أخبرني عن الإسلام، قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .

وهو هنا فسر الإيمان بالأعمال الباطنة؛ وذلك دليل على أنه هو في الأصل اليقين أو عمل القلب ، وفسَّر الإسلام بالأعمال الظاهرة؛ لأن الشهادتين ولو كانت قولية لكنها ظاهرة، ويظهر أثرها بأن يعبد الله وحده ويطيعه، والصلاة أمر ظاهر مشاهد والصوم كذلك أمر مشاهد، والزكاة إيتاؤها أيضا أمر ظاهر، والحج أمر ظاهر.

ورغم ذلك جاء الإيمان أيضاً في حديث النبي عليه الصلاة والسلام بمعنى الاسلام ففي حديث ابن عباس في وفد عبد القيس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: آمركم بأربع: آمركم بالإيمان بالله، أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة، وتؤدوا الخُمس من المَغنم فجعل هذا هو الإيمان ذكر فيه الشهادتين والصلاة والزكاة.



فهو هنا فسر الإيمان بما يفسر به الإسلام .

والخلاصة حتى لا أطيل عليك عزيزي القارئ أن الإسلام يُفسر عند الإطلاق بالأعمال الظاهرة: الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج، وتدخل فيه بقية الأعمال الظاهرة، وتكون الأركان الخمسة بمنزلة الدعائم التي يقوم عليها ولا يتم إلا بها.



وأن الإيمان فهو قول وعمل واعتقاد: قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح ، فالقول باللسان يدخل فيه الأذكار والقراءة، الدعاء والأمر بالخير والدعوة إليه، والنهي عن الشر والتحذير منه، والتعليم والتفهيم وإرشاد الضال، والسلام أو رده. .. وما أشبه ذلك. والعمل يدخل فيه عمل القلب وعمل الجوارح فعمل القلب في الحب في الله والبغض في الله والرضا بقضائه، والصبر على بلوائه والخوف منه ورجاؤه والتوكل عليه والتوبة إليه. .. وما أشبه ذلك فهذا عمل القلب . وعمل الجوارح مثل: الركوع والسجود والقيام والقعود والطواف والجهاد والحج وما أشبه ذلك.

MAGIC7
2010-08-18, 02:49 PM
http://www.albdoo.info/uploaded/2358/51166985215.gif

الثقة بالله

: " يحكى أن رجلاً من هواة تسلق الجبال قرر تسلق أعلى جبال العالم وأخطرها وبعد أن هيأ نفسه لهذه المهمة الخطرة، بدأ في تسلق الجبل ومعه كل ما يلزمه لتحقيق حلمه .. ومرت الساعات سريعة ودون أن يشعر فــاجأه الليل بظلامه وكان قد وصل إلى منتصف المسافة، وكانت العودة أصعب بكثير من مواصلة الرحلة، ولم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه الذي ماعاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القارس، ولا يعلم ما يخبأه له هذا الطريق المظلم من مفاجآت.

وبعد ساعات أخرى أكثر جهدًا وقبل وصوله إلى القمة إذا بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل بعد أن كان على بُعد لحظات من تحقيق انجازه الكبير أو ربما أقل من لحظات وكانت أهم أحداث حياته تمر بسرعة أمام عينيه وهو يرتطم بكل صخرة من صخور الجبل وفى أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة ولحسن الحظ كان خطاف الحبل معلق بقوة من الطرف الآخر بإحدى صخور الجبل.
فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء.. لا شئ تحت قدميه سوى فضاء لا حدود له ويديه المملوءة َ بالدم ممسكة بالحبل بكل ما تبقى له من عزم وإصرار وفي وسط هذا الليل وقسوته التقط الرجل أنفاسه كمن عادت له الروح يمسك بالحبل باحثــاً عن أي أملٍ في النجاة وفي يأس لا أمل فيه.
صرخ الرجل: إلهـي إلهـي أنقذني
فاخترق هذا الهدوء صوت يجيبـه من داخل عقله: ماذا تريـد من ربك ؟؟
قال الرجل بلهفة: أنقذني يا رب
فأجابه الصوت: أتــؤمن حقـاً أن ربك قادرٌ علي إنقاذك؟؟
أجابه الرجل: بكل تأكيد أؤمن يا إلهي ومن غيرك يقدر أن ينقذني؟
وكان الرد: إذن اترك الحبل الذي أنت ممسكٌ به
وبعد لحظة من التردد لم تطل تعلق الرجل بحبله أكثر فأكثر.
وفي اليوم التالي عثر فريق الإنقاذ على جثة رجل على ارتفاع متر واحد
من سطح الأرض ممسك بيده حبل وقد جمّده البرد تمامـًا
على ارتفاع متر واحد فقط من سطح الأرض!!
ماذا عنك عزيزي القارئ ؟
هل تركت الحبل؟
هل مازلت تظن أن حبالك سوف تنقذك؟
إن كنت وسط آلامك ومشاكلك .. تتّكل على حكمتك وذكاءك ولا تؤمن بقدرة الله علي ان يدبر لك أمرك ويعينك و يرزقفك .. فتأكد من أنه ينقصك الكثير كي تعلم معنى الإيمــان ....
إذا كنت تظن أن مديرك هو الذي يملك حق ترقيتك فهذا حبل واه جديد تتعلق به
وإذا كنت تظن أن مالك أو منصبك أو أسرتك تغنيك عن الله فهذا أكثر ضلالا .
عليك بالثقة بالله، وصدق الايمان به و التوكل عليه هو أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك وأن تفوض أمرك الي الله ثقةً بحسن تدبيره

تلك القصة الرمزية قد لفتت نظرنا إلى أننا قد ننسى ونحن نسير نحو تحقيق حلمنا حقوق الله علينا ، وأن الطموح ببريقه قد يغشى أعيننا ، ويجعلنا مع طول المدة لا نرى إلا يدنا التي تفعل ، وقدمنا التي تسير، وذهننا الذي يفكر .
وتنسينا اليد العليا التي تقف خلف هذا كله ، ولا نذكر الله إلا وقت الأزمة والشدة .. والحاجة.
لكن المرء الذي لم يتعود على الثقة بأوامر الله ، لن يكون يقينه حياً صادقا .
وما الحبل في القصة السابقة سوى ( الأسباب) ، والتي برغم أهميتها وحاجتنا إليها ، إلا أنها ـ وحدها ـ إذا لم يكن معها إيمان وتقي ويقين حار ، ليست قادرة على نجدتنا ، بل ربما اغتررنا بها فأردتنا المهالك .
ووجدنا أنفسنا هلكى .. ولم يبق على طريق النجاة سوى خطوتين .. أو مترين !

MAGIC7
2010-08-19, 03:20 PM
دعوة إلى الإيمان بالله _ الجزء الأول

مقالات لزغلول النجار



نعلم جميعا أن الأرض التي نحيا عليها يعمرها اليوم حوالي سبعة مليارات نسمة من بني آدم, وقد عمرتها من قبل مليارات عديدة, كما ستعمرها في المستقبل مليارات أخرى من هذه السلالة المكرمة حتى نهاية هذا الوجود. وتشير قوانين الوراثة إلى أن هذه الأعداد المذهلة من البشر قد جاءت كلها من صلب أب واحد وأم واحدة وذلك بانقسام الشيفرة الوراثية المختلطة لهذين الأبوين الأولين. ولا يمكن لعاقل أن يتصور إمكانية إتمام هذا التسلسل العجيب للبلايين من بني الإنسان بشيء من العشوائية أو الصدفة, وذلك لأن العشوائية والصدقة لا ينتجان نظاما بديعا مثل نظام تناسل الحياة. ووصف طبيعة الأشياء بمجموع القوانين والسنن التي تحكمها لا يكفى لتفسير ذلك التسلسل البشرى المعجز، أو تفسير نظائره في باقي مجموعات الحياة من النبات والحيوان، وذلك لأن تلك القوانين والسنن تحتاج إلى واضع لها ومهيمن عليها , فمن الذي وضعها؟ ولا يزال يرعاها؟ ويهيمن عليها؟ غير الله الخالق-سبحانه وتعالى- !!
من هنا كانت هذه الدعوة لأهل الأرض جميعا إلى الإيمان بالله، ويمكن لنا تفصيل ذلك في النقاط التالية:



أولا: الصفات الوراثية للإنسان تشهد لخالقه بالألوهية والربوبية:


أثبتت العلوم المكتسبة أن الصفات الوراثية للمخلوقات الحية – ومنها الإنسان– تحملها جسيمات بالغة الدقة في داخل نواة الخلية الحية تعرف باسم الصبغيات (الكروموسومات), وأن عدد هذه الصبغيات محدد لكل نوع من أنواع الحياة, وأن أي حيود عن هذا العدد المحدد للنوع إما أن يقضى على جنينه في الحال فلا يكون، أو يسبب اختلالا في البناء الجسدي للكائن الحي يظهر على هيئة عدد من التشوهات الخلقية التي قد تفضي إلى الموت أو إلى العيش بعدد من الإعاقات الجسدية.



فالخلية العادية في جسم الإنسان، والتي لا يتعدى طول قطرها في المتوسط (03‚- مم ) بنيت بقدر مذهل من التعقيد, جعل لها قدرة على الأداء تفوق قدرات أكبر المصانع التي استحدثها الإنسان، بل التي فكر في إنشائها ولم يتمكن من تحقيق ذلك بعد. فنواة الخلية الحية هي عقلها المتحكم في جميع أنشطتها. هذه النواة المتحكمة في الخلية البشرية الحية يوجد (46) صبغيا في وفي داخل (23) زوجا، أحدها مخصص للقيام بمهمة التكاثر, والباقي مخصص للقيام بمهمات النمو الجسدي. وهذه الصبغيات الجسدية والتكاثرية تشغل حيزا في داخل نواة الخلية لا يكاد يتعدى حجمه واحدا من خمسمائة ألف من المليمتر المكعب, ولكن هذه الصبغيات إذا فُردت , وضمت أطرافها إلى بعضها البعض فإن طولها يصل إلى قرابة المترين . وهذان المتران يضمان (18.6 بليون جزيئا) من الجزيئات الكيميائية المعقدة، المرتبة ترتيبا في غاية الدقة والانتظام والإحكام إلى درجة أنه إذا اختل وضع ذرة واحدة في أي من هذه الجزيئات فإما أن يشوه المخلوق صاحب هذه الخلية أو لا يكون...!!



وإذا علمنا أن جسد الإنسان البالغ يضم تريليونات الخلايا , فإذا فردت صبغيات جميع الخلايا في جسد فرد واحد من أفراد الجنس البشرى, وتم رصها بنهاياتها الطرفية إلى بعضها البعض فإن طولها يزيد بأضعاف كثيرة على طول المسافة بين الأرض والشمس (والمقدرة بحوالي مائة وخمسين مليون كيلو مترا في المتوسط).



وإذا سلمنا بحقيقة أن مخزونا هائلا من المعلومات فائقة الدقة في الترتيب والنظام، وإحكام البناء موجود في داخل كل خلية حية من خلايا جسد كل فرد منا، وأن هذه المعلومات موجودة على هيئة عشرات بل مئات التريليونات من الكيلومترات طولا من الجزيئات الكيميائية المعقدة في البناء, والمنظمة في الترتيب بشكل شديد الإحكام، بحيث يعطى هذا الشكل لكل فرد من بني آدم بصمة وراثية خاصة به, تميزه عن غيره من البلايين الذين يملئون جنبات الأرض اليوم, والذين عاشوا وماتوا, والذين سوف يأتون من بعدنا إلى نهاية هذا الوجود الدنيوي, فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو : من الذي وضع في جسد كل فرد منا هذا الكم الهائل من المعلومات ؟ ومن الذي رتبها هذا الترتيب المميز لكل إنسان ؟ مع تشابه التركيب الكيميائي للحمض النووي الريبى منزوع الأكسجين (dna) الذي تكتب به الشيفرة الوراثية في أجساد جميع البشر إلى (99.9%), ويبقى الاختلاف في جزء ضئيل جدا من الباقي الذي هو في حدود (1‚- %) فقط, فأي قدرة, وأي علم, وأية حكمة يمكن أن تحقق ذلك كله غير قدرة الله الخالق؟.







ثانيا: خلق الإنسان وبناؤه الجسدي يشهدان لخالقه بالألوهية والربوبية:



هذا بالنسبة إلى الخلية الحية الواحدة في جسم الإنسان، فإذا دخلنا في تفاصيل هذا البناء الجسدي : من تخصص كل من الأنظمة, والأجهزة, والأنسجة, والخلايا المتعددة والتي تعمل في توافق عجيب, وتكامل مذهل من أجل سلامة الجسد البشرى كله، فإن قدرة الله الخالق تتجلى بصورة أوفى وأعظم....!!



ويزداد العجب إذا علمنا أن هذه التريليونات من الخلايا المتخصصة, والتي تنتظمها أنسجة متخصصة لتكون أجهزة ونظما متخصصة في جسد كل فرد بالغ من بني الإنسان قد نشأت كلها من خليتين من خلايا التكاثر إحداهما من الأب (وهى الحيمن) التي لا يزيد طولها على (005‚- من المليمتر), والأخرى من الأم (وهى البييضة) التي لا يزيد قطرها عن (200‚- من المليمتر), وفى ذلك تمثيل عملي لخروج بلايين الأفراد من بني آدم من أب واحد (هو آدم عليه السلام) وأم واحدة (هي حواء عليها من الله الرضوان) على مسيرة تاريخ البشرية فوق سطح الأرض . والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو : من الذي قدر كل ذلك بهذه الدقة الفائقة , والإحكام الشديد ؟ وهل يمكن للعشوائية أو الصدفة أن تنتج شيئا من ذلك ؟ وهل يمكن لما يسمى باسم "الطبيعة" أو "الفطرة" وحدها أن ترتب الأمور بهذه الدقة الفائقة ؟ والجواب بالقطع هو : "لا" ...!!
وإذا انتقلنا بعد ذلك إلى تأمل الجوانب الروحية والنفسية للإنسان: بمشاعره, وعواطفه وأحاسيسه, وملكاته, وقدراته، وانفعالاته، لدخلنا في متاهة لا نستطيع الخروج منها إلا بالخضوع الكامل لله الخالق- سبحانه وتعالى- وفى ذلك يقول ربنا -تبارك وتعالى-:



﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ ﴾ (المؤمنون:12-14).
ويقول-عز من قائل-: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ البَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ (الحج:5).
وقال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴾ (الأنعام: 98) .
وقال –تعالى- ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ (التين:4).



ثالثا: الكون يشهد لخالقه بالألوهية والربوبية:



إذا عدنا من تأملات الإنسان في روعة بناء جسده المادي إلى شئ من التأمل في الكون من حوله لوجدنا أننا نعيش فوق كرة من الصخر تقدر كتلتها بحوالي ستة آلاف مليون مليون مليون طن, (5974 مليون مليون مليون طن), ويحيا على سطحها حوالي سبعة بلايين نسمة من بني آدم, وأكثر من مليون ونصف المليون نوع من أنواع الكائنات الحية التي يمثل كل نوع منها ببلايين الأفراد (مع العلم بأنه إذا أضيفت الأنواع المندثرة من صور الحياة, وحسبت معدلات اكتشاف الأنواع الجديدة سنويا فإن عدد أنواع الحياة الأرضية قد يصل إلى خمسة ملايين نوع , يمثل كل نوع منها ببلايين الأفراد).
ويحيط بالأرض غلاف مائي تقدر كتلته بحوالي (1.4 مليون مليون مليون طن)، وغلاف غازي له تركيب كيميائي محدد, وصفات طبيعية معينة تقدر كتلته بحوالي (5100 مليون مليون طن). وهذا الغلاف الغازي يفصل الأرض عن السماء الدنيا, ويحميها من العديد من المخاطر الكونية المحدقة بها.
وهذه الأرض تدور(في زماننا الراهن) حول محورها أمام الشمس دورة كاملة كل أربع وعشرين ساعة, وذلك من أجل تبادل الليل والنهار على سطحها بانتظام , ومع دوران الأرض حول محورها فإنها تجرى في مدار محدد لها حول الشمس بسرعة محسوبة بدقة فائقة، وبمحور مائل على هذا المدار لكي تتبادل الفصول المناخية الأربعة : الربيع , والصيف, والخريف, والشتاء، في تتابع محكم دقيق مرة كل سنة من سنين الأرض تقدر الآن بـ (365.25) يوما من أيامنا الحالية , منتظمة في اثنى عشر شهرا. وكانت دورة الأرض حول محورها عند بدء الخلق أسرع من معدلها الحالي بسته أضعاف، ولذلك كان طول الليل والنهار معا أقل من أربع ساعات، وكان عدد الأيام في السنة أكثر من (2200) يوما وفى ذلك يقول ربنا-تبارك وتعالى- في محكم كتابه:
﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ ﴾ (الأعراف:54) .



وهذا وغيره من أمور الأرض مقدر بدقة فائقة , لوا اختلت موازينها قدر شعرة ما كان هذا الكوكب صالحا للعمران بالحياة التى نعرفها , ومن ذلك دقة حساب كل من البناء الداخلي والخارجي للأرض , كتلتها , وحجمها , متوسط كثافتها , متوسط بعدها عن كل من القمر والشمس, مساحة كل من اليابسة والماء على سطحها , وتوزيع تضاريس هذا السطح ؛ تركيب كل من أغلفتها الصخرية , والمائية , والهوائية , والحياتية ؛ توزيع مناطقها المناخية ؛ تتابع دورات كل من صخورها , ومياهها , وحياتها ؛ تصريف الرياح من حولها ؛ وتعدد الظواهر المحيطة بها والجارية على سطحها , من مثل الزلازل والبراكين، والعواصف والأعاصير، والسحب والأمطار، والرعد والبرق، والصواعق والحرائق، وسقوط الشهب والنيازك وغيرها. و الاتزان الأرضي الدقيق بين العمليات الداخلية البانية , والعمليات الهدمية الخارجية , و بين المد والجزر , وبين كسوف الشمس وخسوف القمر، وتقدير كل من منازله ومنازل الشمس بين البروج، وغير ذلك كثير مما يتم بتقدير وإحكام ينفيان العشوائية والصدفة نفيا قاطعا ...!! ويشهدان للخالق –سبحانه وتعالى- بطلاقة القدرة، وبديع الصنعة، وإتقان الخلق.



وأرضنا واحدة من أحد عشر كوكبا يدور كل منها في مدار محدد له حول شمسنا لتكون ما يعرف باسم "المجموعة الشمسية" ؛ وشمسنا واحدة من حوالي تريليون نجم تكون مجرتنا (سكة التبانة أو درب اللبانة) وكما أن لشمسنا توابع من الكواكب , والكويكبات , والأقمار والمذنبات , فمن المرجح أن يكون لكل نجم من هذه النجوم توابعه , انطلاقا من وحدة البناء في الكون . ومجرتنا عبارة عن قرص مفلطح يبلغ طول قطره مائة ألف سنة ضوئية, وسمكه عشر ذلك. وبمجرتنا من النجوم وأشباهها , ومن السدم والدخان الكونى، ومن الثقوب السود ما يمثل تنوعا مذهلا في دقة توزيع كثافة المادة التي تترابط بالجاذبية في داخل المجرة. ومن هذه النجوم ما يمر بمراحل الميلاد والطفولة , ومنها ما ينعم بمراحل الصبا والشباب , والنضج والكهولة , ومنها ما يرزح تحت وطأة الشيخوخة و أهوال الاحتضار ...!! والنجوم عبارة عن أفران نووية عملاقة تتخلق بداخلها أغلب العناصر التى تحتاجها الحياة الدنيا (من الإيدروجين إلى الحديد) وذلك بعملية تعرف باسم "عملية الاندماج النووي", وتنطلق الطاقة اللازمة لاستمرار هذا الوجود الكوني , أما بقية العناصر التي يزيد وزنها الذري على الوزن الذري للحديد فتتخلق في صفحة السماء باصطياد نوى ذرات الحديد لبعض اللبنات الأولية للمادة، ويتم ذلك كله بتقدير وإحكام يشهدان للخالق العظيم بالألوهية والربوبية والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه.



وإلى مشارف القرن العشرين كان الفلكيون يتصورون أن مجرتنا هي كل الكون , ومع تطور أجهزة الرصد الفلكي ثبت أن بالسماء من أمثال مجرتنا ما بين مائتي ألف مليون مجرة وثلاثمائة ألف مليون مجرة , بعضها أكبر من مجرتنا كثيرا , والبعض الآخر في حجم مجرتنا أو أقل قليلا . وهذه الأعداد المهولة من المجرات مرتبة في مجموعات ونسق محكمة الأبعاد , والأعداد , والكتل , والأحجام، والكثافات, ومنضبطة الحركة والعلاقات انضباطا شديدا, ومن ذلك أن تكون عشرات من المجرات المتقاربة نسبيا تجمعات تعرف باسم "المجموعات المحلية" , وتلتقي عشرات من تلك المجموعات فيما يعرف باسم "الحشود المجرية" , ثم "التجمعات المحلية العظمى" , ثم "الحشود المجرية العظمى" إلى نهاية غير معلومة للسماء الدنيا التي لا يدرك الفلكيون منها أكثر من شريحة يقدر قطرها بأكثر من (25 بليون سنة ضوئية) و السنة الضوئية يقدر طولها بحوالي (9.5 مليون مليون كيلو متر).

MAGIC7
2010-08-19, 03:22 PM
والسماء دائمة الاتساع , بمعنى أن المجرات دائمة التباعد عن بعضها البعض بسرعات تصل إلى ثلاثة أرباع سرعة الضوء المقدرة بحوالي ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية (أي أن المجرات تتباعد بسرعات قد تصل إلى 225 ألف كيلو متر في الثانية) وهى سرعات لا يمكن للإنسان اللحاق بها. وهذا الاتساع الكوني لم يدرك إلا في الثلث الأول من القرن العشرين، وقد سبق القرآن الكريم بتقريره من قبل ألف وأربعمائة سنة وذلك بقول الحق -تبارك وتعالى-﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ ( الذاريات:47) .

وهذا البناء الدقيق للسماء و هي دائمة الاتساع- تحكمه قوانين منضبطة انضباطا شديدا , حيث يدور كل جرم من أجرامها حول محوره، ويجرى في مدارات متعددة ومحددة له , دون توقف , أو تعطل , أو تخلف , ودون اصطدام أو ارتطام , أو خروج , أو حيود إلى آخر لحظة في هذا الوجود . فمن الذي بني السماء بهذا الاتساع , ودقة البناء , وضبط حركات كل جرم من أجرامها بهذا الإحكام الشديد؟ , ومن الذي يرعاها ويصونها ويمسكها من الزوال وهى دائمة الاتساع ؟ وهل يمكن أن يكون كل ذلك نتاج العشوائية أو الصدفة ؟ والجواب هو بالقطع لا ...!! وذلك لأن النظر بعين العقل في الكون وما به من كائنات يؤكد على أنه لا يمكن لأي منهما أن يكون قد أوجد نفسه بنفسه, أو أن يكون نتاج العشوائية أو الصدفة , بل لابد لإبداع كل ذلك من موجد عظيم له من صفات الكمال والجلال والجمال, ومن شمول العلم والحكمة , وطلاقة القدرة ما أبدع به هذا الخلق. ويؤكد ذلك أن الاحتمالات الرياضية للصدفة معدومة انعداما كاملا في تفسير نشأة الكون, فإيجاد كون بهذا الاتساع , وإحكام البناء , وانتظام الحركة بالصدفة أو بطريقة عشوائية هو من الأمور التي تردها كل العمليات الإحصائية، ويرفضها كل عقل سليم . وعلماء الفلك يجمعون اليوم على أن كوننا الشاسع الاتساع، الدقيق البناء، المحكم الحركة، والمنضبط في كل أمر من أموره، لابد له من مرجعية في خارجه، وهذه المرجعية لابد وأن تكون مغايرة للخلق مغايرة كاملة لكونها فوق كل من المكان و الزمان، والمادة والطاقة وصدق الله العظيم الذي يقول عن ذاته العلية:﴿... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ (الشورى:11).

ويقول علماء الفلك كذلك أننا لو عدنا بهذا الاتساع إلى الوراء مع الزمن فلابد وأن يلتقي كل شئ: المادة والطاقة، والمكان والزمان في نقطة واحدة متناهبة الضخامة في كم المادة والطاقة ومتناهية الضآلة في الحجم (إلى الحد الذي تتوقف عنده كل قوانين الفيزياء النظرية والكمية). وأن هذا الجرم الابتدائي انفجر فتحول إلى سحابة من الدخان خلقت منه الأرض وباقي أجرام ومكونات السماء.
وقد سبق القرآن الكريم بألف وأربعمائة سنة هذا التصور المكتسب، والذي لم يتبلور إلا في أواخر الخمسينات من القرن العشرين وذلك بقول ربنا-تبارك وتعالى-في محكم كتابه:

﴿ أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ (الأنبياء:30).
وبقوله -سبحانه-: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ (فصلت:11).

MAGIC7
2010-08-19, 03:23 PM
نستكمل باقي البحث المعنون بــ "دعوة إلى الإيمان بالله"


رابعا: الاحتمالات الرياضية للصدفة في خلق الحياة منعدمة انعداما كاملا:
إن إيجاد خلية حية واحدة بمجرد تفاعل أشعة الشمس مع طين الأرض كما يدعى الدهريون من أصحاب نظرية التطور العضوي هو أمر أبعد من الخيال , لأن التجارب العملية قد أثبتت استحالة الصدفة في تكون لبنات بناء الخلية الحية وهى "الجزيئات البروتينية"، بل استحالة تكون جزئ واحد من "جزيئات الأحماض الأمينية" وهى لبنات بناء "الجزيئات البروتينية" بمحض الصدفة. فالجزيء الواحد من جزيئات الأحماض الأمينية يتكون أساسا من خمسة عناصر هي الكربون , والإيدروجين , والأكسجين , والنيتروجين , والكبريت . وقد يضاف إليها الفسفور. واختيار هذه العناصر بمحض الصدفة (من بين أكثر من مائة عنصر يعرفها الإنسان )يحتاج إلى مادة تبلغ أضعاف أضعاف مادة الكون المنظور , في زمن يساوى عمر الكون المقدر بما بين (13 , 15 مليار سنة) مضروبا في رقم فلكي , مما يجعله إحصائيا من المستحيلات .
ثم إن الذرات في جزيء الحمض الأميني تترتب في أجساد جميع الكائنات الحية ترتيبا يساريا حول ذرة الكربون , فإذا ما مات الكائن أعادت هذه الجزيئات ترتيب ذراتها ترتيبا يمينيا بمعدلات ثابتة تعين على تحديد لحظة الوفاة بحساب نسبة الترتيب اليميني إلى الترتيب اليساري في الأحماض الأمينية المحفوظة في أية فضلة عضوية من فضلات جسد هذا الكائن . وهذا الأمر مما يحير كلا من علماء الخلية الحية و الكيمياء العضوية اليوم، حيث لا يستطيعون له تفسيرا، وتسمى هذه الظاهرة بأسم"ظاهرة باسم تغيير الاتجاهات في الأحماض الأمينية" (Racimization of the amino acids).
والأحماض الأمينية هي مواد جامدة , غير حية بذاتها , متبلورة , سهلة الذوبان في الماء في أغلب الأحوال , فلو فرضنا تكونها ذاتيا - وهذا محال- لذابت في الوسط المائي الذي تكونت فيه وضاعت، إذا لم يتم عزلها عنه فور تكونها.
كذلك فإن الأحماض الأمينية المناسبة لبناء الجزيء البروتينى لابد وأن تكون من نوع خاص يعرف باسم "النوع ألفا" , و يشترط أن تكون ذراته مرتبة حول ذرة الكربون ترتيبا يساريا، و أن تترتب هذه الجزيئات الأمينية نفسها ترتيبا يساريا كذلك في داخل الجزيء البروتينى, وأن ترتبط مع بعضها البعض برباط خاص يعرف باسم "الرابط البيبتيدى" (Peptide Bond) . هذا بالإضافة إلى أن الأحماض الأمينية القادرة على بناء الجزيئات البروتينية هي عشرون حمضا أمينيا فقط من بين مليون من الأحماض الأمينية المعروفة . وهذه القيود مجتمعة أو منفردة تجعل من تكون جزيء بروتينى واحد بمحض الصدفة أمرا مستحيلا ...!! و إذا استحال ذلك الأمر استحال تكون خلية حية واحدة بمحض الصدفة، خاصة إذا علمنا أن هذه الخلية الحية في جسم الإنسان لا يتجاوز طول قطرها -في المتوسط- (03‚-)، و هي على قدر من تعقيد البناء الذي يفوق كل ما أنشأته المعارف العلمية والتقنية من مصانع , بل الذي تخيلته ولم تتمكن بعد من تنفيذه. وتكفى في ذلك الإشارة إلى قدرة هذه الخلية الحية على إنتاج مائتي ألف نوع من البروتينات المعقدة التركيب، و المحكمة البناء والتي يعرف الإنسان منها أكثر من مليون نوع، كل نوع منها عبارة عن سلاسل محكمة البناء و الترتيب و الترابط من الأحماض الأمينية , وليست كلها صالحة لبناء أجساد الكائنات الحية ...!! .


خامسا: وحدة البناء في الخلق تشير إلى وحدانية الخالق:
وإذا انتقلنا من الأحياء إلى الجمادات وجدنا أن الكون المادي الذي نعيش فيه – على عظم اتساعه و تعدد أجرامه، و شدة ترابطه، و انتظام حركاته،و اتساق ظواهره – يمكن رده إلى مكونات أربعة هي : المادة , والطاقة , والمكان, والزمان . والمادة – على اختلاف صورها- ترد إلى أصل واحد هو غاز الإيدروجين, والطاقة – على تعدد أشكالها – ترد إلى الجاذبة العظمى ؛ وبتفجير الذرة ثبت أن المادة والطاقة شئ سواء , كما ثبت أن المكان والزمان أمران متواصلان، فلا يوجد مكان بلا زمان , ولا زمان بلا مكان . وبذلك تتحلل مكونات الكون المنظور إلى شئ واحد لا نعرف كنهه , ولكنه يمثل الوحدة العظمى في الوجود كله, وهذه الوحدة في بناء الكون ناطقة بوحدانية خالقه, وشاهدة له بالألوهية، والربوبية، والخالقية , وبالتنزه عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله. كذلك فإن تواجد جميع المخلوقات (من اللبنات الأولية للمادة إلى الإنسان) في زوجية واضحة يشهد للخالق –سبحانه وتعالى- بالتفرد بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه.


سادسا: حدوث الكون وما فيه من كائنات يؤكد على حتمية الآخرة:
تشير كل المعارف المكتسبة إلى أن الكون وجميع مكوناته لا يمكن وصفهما بالأزلية, أو بالأبدية، فنحن نرى الموت يحصد كل شئ في حياتنا : الإنسان , والحيوان , والنبات , ومختلف أشكال الجمادات , فكل موجود له أجل - طال أم قصر- . والكون كانت له في الأصل بداية-يحاول العلماء تقديرها بما بين (13, 15) مليار سنة، وكل ما له بداية مخلوق له أجله المحدد، فينتهي وجوده عند نهاية ذلك الأجل، وعلى ذلك فإن كوننا لابد وأن ستكون له في يوم من الأيام نهاية , وهذا مما يؤكد على حتمية الآخرة، وضرورتها . والأدلة على ذلك كثيرة منها موت كل من الأحياء والجمادات. وموت الأحياء معروف مشهور، وهو من الحقائق الكبرى للوجود. ومن الأدلة عل موت الجمادات ما نراه في صفحة السماء من تولد النجوم وتكورها، ثم إنكارها، ثم طمسها ثم فناؤها, وما نراه من وما نراه من تخلق الكواكب واتنثارها , وكثرة الشهب والنيازك , وتناقص كل شئ في الكون من الموجودات حتى تبلى. فشمسنا تفقد من كتلتها على هيئة طاقة في كل ثانية من ثواني وجودها ما يعادل (4.6مليون) طنا من المادة , مما يشير إلى حتمية فنائها وفناء كل النجوم من حولها، وإن كان فناؤها سوف يتم بالأمر الإلهي :" كن فيكون " لأن القيامة لها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الدنيا البطيئة الرتيبة , أما القيامة فتتم بالأمر الإلهي في فجائية مباغتة مذهلة يصفها القرآن الكريم بقول ربنا-تبارك وتعالى- ﴿ ...ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ (الأعراف:187).
كذلك فإن الدراسات الفلكية أثبتت تباعد القمر عن الأرض بمعدل (3-4سم) في كل سنة مما يشير إلى حتمية ابتلاع الشمس له , وإن كان ذلك لن يتم بهذه السنة البطيئة بل بالأمر الإلهي :بـ (كن فيكون) دون انتظار لعمل هذه السنة الكونية البطيئة التي أبقاها الخالق –سبحانه وتعالى- شاهدة على حتمية تهدم النظام الكوني بدءا بابتلاع الشمس للقمر كما أخبرنا ربنا –تبارك وتعالى- من قبل ألف وأربعمائة سنة بقوله العزيز:
﴿ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ (القيامة: 9).
ومن الشواهد القاطعة على مرحلية الكون وحتمية فنائه – وإن طال عمره - انتقال الحرارة من الأجرام الحارة كالنجوم إلى الأجرام الباردة مثل الكواكب و الكويكبات و الأقمار و المذنبات, والمنطق العلمي يقول أن عملية الانتقال الحراري تلك لابد وأن تنتهي بفناء الكون.


سابعا: محدودية قدرات الإنسان الحسية والعقلية تؤكد على حقيقة الغيب:
مع التسليم بأن العقل من أجَلِّ نعم الله –تعالى- على الإنسان , وأن من قبيل الشكر على هذه النعمة استخدامها إلى أقصى درجات إمكاناتها , إلا أنه لابد من الاعتراف بمحدودية قدرات الإنسان بحدود كل من مكانه , وزمانه , وقدرات حواسه وعقله . وانطلاقا من ذلك فلابد من الاعتراف بأن جميع المعارف المكتسبة لا تعدو أن تكون محاولات بشرية لتفسير الكون وظواهره، من أجل الكشف عن عدد من سنن الله الحاكمة له، والاستفادة بها في عمارة الأرض وفى القيام بواجبات الاستخلاف فيها , أما ما وراء المادة فغيب لا يستطيع الإنسان أن يشق حجبه بقدرات عقله المحدودة وحواسه القاصرة, مع محدودية مكانه من الكون وزمانه (أي أجله)، وعلى ذلك فالإنسان محتاج في معرفة بعض الغيوب إلى علم أكبر من علمه , وهذا العلم لا يمكن أن يصل الإنسان إليه إلا ببيان من خالقه، وهذا مما يؤكد على حاجة الإنسان دوما إلى الدين الذي هو بيان من الله –تعالى- إلى الإنسان في القضايا التي يعلم ربنا -تبارك وتعالى- بعلمه المحيط عجز الإنسان عجزا كاملا عن وضع أية ضوابط صحيحة لنفسه فيها . ومن حقائق الدين ما يجيب على العديد من الأسئلة الكلية التي تتردد في ذهن الإنسان, زادت ثقافته أو قلت , وطال عمره أو قصر , وعلا قدره في المجتمع أو انحط , وذلك من مثل : من أنا ؟ من الذي أوجدني في هذه الحياة ؟ ما هي رسالتي فيها ؟ كيف يمكن لي تحقيق هذه الرسالة ؟ ثم ما هو مصيري بعد هذه الحياة ؟. والإنسان إذا لم يوفق في الحصول على إجابات صحيحة على هذه الأسئلة الكلية فإنه لا يمكن له أن يحيا على هذه الأرض حياة مستقرة , أو أن يحقق الهدف من وجوده على سطحها , أو أن يكون راضيا عن حاله...!! وإنسان هذا شأنه لابد له من أن يعيش قلقا , مضطربا , بلا هدف ولا غاية سوى المتع المادية الفانية , التى تدفع الإنسان – في أغلب الأحوال- إلى الوقوع في العديد من المخالفات السلوكية , والتجاوزات الأخلاقية , والمظالم الجائرة للنفس وللغير: (أفرادا وجماعات) خاصة في فورة الشباب , وعنفوان الفتوة، و في طغيان الجاه و السلطان، و طغيان غيرهما من أسباب القوة المادية، و إن كان ذلك غالبا ما ينتهي بانتقام القدرة الإلهية المهيمنة على كل شيء, أو ينتهي إلى ضعف الإنسان في مراحل الكهولة والشيخوخة , وما يتراكم فيها من مشاعر الحسرة والندم ,والقلق والخوف ,و الحيرة والضياع في انتظار الأجل المحتوم , والغيب المخبوء , دون أمل في مستقبل بعد الموت لم يعمل من أجله شيئا في حياته الدنيا التي أهدر فيها عمره بلا هدف محدد , أو غاية مقصودة , وهنا تتجلى مرة ثانية حاجة الإنسان إلى الدين .

MAGIC7
2010-08-19, 03:24 PM
تابع الجزء الثالث من بحث دعوة إلى الإيمان بالله
ثامنا: حاجة الإنسان إلى الدين تشهد بجود الله:
يؤكد لنا التاريخ المدون أن الإنسان لا يمكنه أن يحيا على هذه الأرض حياة سوية بغير دين , وأن الدين لا يمكن أن يكون صناعية بشرية . وذلك لأن الدين هو بيان من الخالق – سبحانه وتعالى- للإنسان في القضايا التي يعلم ربنا – تبارك وتعالى- بعلمه المحيط عجز الإنسان عجزا كاملا عن وضع أية ضوابط صحيحة لنفسه فيها , وذلك من مثل قضايا العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات , وذلك لكون هذه القضايا إما من الغيوب المطلقة كقضية العقيدة , أو من الأوامر الإلهية الخالصة كقضية العبادة , أو هي من ضوابط السلوك كدساتير الأخلاق، وفقه المعاملات . والعقيدة الصحيحة تطالب الناس جميعا بالإيمان بالله –تعالى- ربا واحدا أحدا, فردا صمدا, (بغير شريك, ولا شبيه, ولا منازع, ولا صاحبة ولا ولد) كما تطالبهم بالإيمان بأن هذا الإله الواحد الأحد , الفرد الصمد هو خالق كل شئ , وأن كل شئ سواه مخلوق بقدرة هذا الخالق العظيم , التي لا تحدها حدود , ولا يعوقها عائق .

وهذا الخالق العظيم مغاير في ذاته و أسمائه وصفاته لجميع خلقة , فلا يحده أى من المكان أو الزمان لأنه – سبحانه وتعالى- هو خالقهما ؛ ولا يتشكل من المادة أو الطاقة لأنه – تعالى- هو مبدعهما , والمخلوق لا يحد خالقه أبدا .
والإنسان -بحكم تكوينه- لا يستطيع إدراك إلا الأشياء المحسوسة، أي: المحددة بكل من المكان والزمان, والمُشَكَّلة بشكل من أشكال المادة أو الطاقة أو من كليهما معا. ولما كان الخالق العظيم منزها عن حدود كل من المكان والزمان, والمادة والطاقة, أي: منزها عن جميع صفات خلقه، وعن كل وصف لا يليق بجلاله , صعب على الإنسان معرفة خالقه دون وحى من هذا الخالق العظيم, وإن أدرك كل إنسان عاقل بديع صنع الله في نفسه , وفى الآفاق من حوله .
ولذلك عَرَّف ربنا –تبارك وتعالى- كلا من أبوينا آدم وحواء –عليهما السلام- لحظة خلقهما من الذي خلقهما، كما عرفهما على حقيقة رسالة كل منهما في الحياة الدنيا, ومصيره من بعدها. وبذلك كان آدم –عليه السلام- أول الأنبياء، بل كان نبيا مكلما كما وصفه خاتم الأنبياء والمرسلين –صلى الله عليه وسلم- في حديثه الصحيح.
وعلم آدم ذريته , وكلما عاشت البشرية بنور الهداية الربانية كلما سعدت وأسعدت، ولكن الإنسان فيه ميل للنسيان ورغبة في الخروج على الحدود التى حددها له الله فَيَضلُّ ويُضِلُّ , ويَشقى ويُشقى حتى تغرق البشرية في ظلام دامس من الضلالات، والمظالم، والضياع التام فيرسل الله – تعالى- نبيا يصطفيه من الناس ليردهم إلى الدين الصحيح، إن كان الدين لا يزال موجودا بين أيديهم وإن انحرفوا عنه. ولكن إذا كان الدين قد ضاع أو حُرِّف وبُدِّل أرسل الله – تعالى- رسولا مصطفى من بين الناس، ينزل عليه رسالة جديدة من نفس المصدر، بنفس العقيدة مؤكدا على وحدانية الخالق-سبحانه وتعالى-( أن أعبدوا الله ما لكم من إله غيره )، وعلى وحدة رسالة السماء، وعلى الإيمان بجميع الأنبياء، وعلى الأخوة بين الناس جميعا.

وظلت البشرية-عبر تاريخها الطويل- تتأرجح بين الإيمان والكفر, وبين التوحيد والشرك , وظلت الهداية الإلهية تتنزل إلى الناس في كل أمة من أمم الأرض لقول ربنا –تبارك تعالى- : ﴿ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ (فاطر:24)، حتى بلغ عدد الأنبياء مائة وعشرين ألف نبي، اصطفى الله -تعالى- من بينهم ثلاثمائة وبضعة عشر رسولا. وكان لابد وأن يكون لتنزل الوحي من خاتمة وكان ختامها بعثة النبي و الرسول الخاتم، سيد الأولين والآخرين , سيدنا محمد بن عبد الله النبي العربي – صلى الله عليه وسلم-، فختمت ببعثته النبوات , وبرسالته كل الرسالات السماوية التي نسخها القرآن الكريم بعد أن ضيع أتباعها أصول تلك الرسالات، وأشبعوا ما بقى منها من ذكريات كثيرا من التحريف والتبديل والتغيير , الذي أخرجها عن إطارها الرباني، وجعلها عاجزة عن هداية أتباعها، خاصة وأن هذه الرسالات السابقة كلها كانت قد نقلت مشافهة من الآباء للأبناء , ومن الأجداد للأحفاد , وحين جاء وقت تدوينها تم ذلك بعد عدة قرون من موت أو رفع الرسل الذين تلقوها. و تم تدوين كل منها بلغات غير لغة الوحي بها , وبأيدي أناس مجهولين، ليسوا بالأنبياء ولا المرسلين، وليس لأي منهم أدنى قدر من العصمة اللازمة في التبليغ عن الله -تعالى-. ومن هنا كانت الرسالة الخاتمة ناسخة لكل ما أنزل قبلها من رسالات، ومهيمنة عليها هيمنة كاملة.

تاسعا: إن الدين عند الله الإسلام:
من ركائز العقيدة الإسلامية: الإيمان بالله –تعالى- و ملائكته، و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و بالقدر خيره و شره. و الإنسان -المحبوسة روحه في هذا الجسد الطيني- لا تستطيع حواسه المحدودة إدراك الذات الإلهية، و إن كان الإيمان بالله- تعالى- مطبوعا فى جبلته . هذا الإنسان المفطور على الإيمان بالله - تعالى- إن لم يهتد إلى العقيدة الصحيحة , فإما أن يصطنع لنفسه عقيدة فاسدة يملأ بها الحاجة الداخلية في ذاته إلى العبادة , أو أن يعيش في هذه الدنيا هائما على وجهه بغير عقيدة، و كلا الحالين لن يفيده بشيء في الدنيا ولا في الآخرة , بل سوف تُلْقَى كل من أعماله و كفره أو عقيدته الفاسدة في وجهه يوم القيامة كالخرقة البالية، مهما أخلص لها وتفانى في خدمتها ...!!
أما الملائكة فهم عالم غيبي لا توجد لدينا وسيلة مادية لإثبات وجودهم, ولولا أن الله – تعالى- قد أخبرنا بوجودهم ما كان أمامنا من وسيلة لمعرفة ذلك.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرسل السابقين وكتبهم، فالتاريخ المكتوب لم يدون لنا شيئا عنهم, و لا عنها، ولولا إخبار الله –تعالى- لنا عن بعضهم ما كان أمامنا من وسيلة للتعرف عليهم ولا على أممهم.
وأما عن اليوم الآخر , وما فيه من بعث , وحشر , وحساب وجزاء , وميزان وصراط , وجنة ونار , فلولا أن الله – تعالى- قد أخبرنا عن ذلك ما كان أمامنا من وسيلة للتعرف عليه , على الرغم من توفر كل الشواهد المادية العديدة على حتمية فناء الكون و فناء كل ما فيه من أحياء وجمادات .
من هنا كانت ضرورة أن تكون العقيدة بيانا ربانيا خالصا لا يداخله أدنى قدر من التصورات البشرية وإلا كانت عقيدة فاسدة, تقود أتباعها حتما إلى النار مهما أخلصوا لها وتفانوا في خدمتها...!!والركيزة الثانية للدين هي العبادة , وهى بمفهومها اللغوي قمة الخضوع لله بالطاعة , ولا توجد طاعة بغير أوامر , فإذا لم يتلق الإنسان بينا من الله – تعالى- يوضح تفاصيل العبادة التى يرتضيها من عباده، فإما أن يبتدع الإنسان من عنده أنماطا من العبادة لم يفرضها عليه خالقه،أو لا يعبد هذا الخالق العظيم، علما بأن عبادته – تعالى- من أول أسباب وجود الإنسان في هذه الحياة الدنيا. كذلك لا يمكن لعاقل أن يتخيل إمكانية ابتداع الإنسان لنمط من العبادة , ثم افتراض قبولها من الله –تعالى-، لما في ذلك من منافاة لحقيقة العبودية لله الخالق , و من تألُّهٍ على جلاله، وهو رب هذا الكون ومليكه , وهذا موقف يرفضه العقل السليم , والمنطق السوي رفضا كاملا .
أما الأخلاق والمعاملات فهما من ركائز الدين, ومن ضوابط السلوك البشري, والتاريخ يؤكد لنا عجز الإنسان عجزا كاملاً عن وضع ضوابط صحيحة لسلوكه, وما تعج به الأرض اليوم من قهر واستبداد، وجور ومظالم , ومن كثرة بحار الدماء, وأكوام الأشلاء , وساحات الحروب وما تخلفه من الخراب والدمار, ومن مختلف صور ضياع الإنسان وتحلله، وانحرافه ومفاسده، وانفلاته من جميع الضوابط الربانية لأخلاقه وسلوكه، لهو خير دليل على عجز الإنسان عن وضع ضوابط صحيحة لنفسه في دائرة الأخلاق والسلوك.
وإذا سلمنا بهذه المقدمات التى تقضى بأن الإنسان لا يمكنه أن يحيا على هذه الأرض حياة سوية بغير دين , وأن الدين لا يمكن أن يكون صناعة بشرية , ظهرت لنا العلامة الفارقة بين دين صحيح ودين غير صحيح , وهذه العلامة هي دقة حفظ الأصول السماوية للدين. ولما كان الوحي السماوي الوحيد المحفوظ بين أيدي الناس اليوم في نفس لغة وحيه (اللغة العربية) على مدى يزيد على أربعة عشر قرنا هو القرآن الكريم الذي تعهد ربنا –تبارك وتعالى- بحفظه تعهدا مطلقا حتى يبقى شاهدا على الخلق أجمعين إلى يوم الدين بأنه هداية رب العالمين، وشاهدا للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة وبذلك تتضح حاجة الإنسانية كلها إلى الإسلام العظيم .

فكما أن إلهنا واحد فلابد وأن تكون هدايته للبشرية واحدة ,وهذه الهداية علمها الله –تعالى- لأبينا آدم –عليه السلام- لحظة خلقه , وأنزلها على عدد كبير من أنبيائه ورسله , ثم أكملها وأتمها، وحفظها في القرآن الكريم , وفى سنة خاتم الأنبياء والمرسلين -صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين- ولذلك قال –تعالى- :
﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ ﴾ (آل عمران : 19).
ومن معاني هذه الآية الكريمة أن الدين الوحيد الذي يرتضيه ربنا –تبارك وتعالى- من عباده هو الإسلام بمعنى الطاعة لأوامر الله –تعالى- واجتناب نواهيه , وتحكيم شرعه الذي أنزله في محكم كتابه ، ودعوة الناس جميعاً إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر , وتوحيد الله –تعالى- توحيدا كاملا (– بغير شريك , ولا شبيه , ولا منازع , ولا صاحبة ولا ولد ) وتنزيهه –جل شأنه- عن جميع صفات خلقه , وعن كل وصف لا يليق بجلاله .
ومن معاني هذه الآية الكريمة أيضا: أن كل نبي من أنبياء الله , وكل رسول من رسله قد بعث بالإسلام , وإن اختلفت تفاصيل بعض التشريعات باختلاف الأزمنة والبيئات.
وتؤكد الآية الكريمة أن اختلاف أهل الكتاب في قضية التوحيد جاء من قبيل البغي والاعتداء والظلم بينهم حينما تخلوا عن دين الله , وحرفوا كتبه , واشتروا بها ثمنا قليلا , افتراء على الله , واستهانة بعقابه , ولذلك ختمت الآية الكريمة بتهديد شديد من الله –تعالى- لهم يقول فيه : ﴿... وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ ﴾ (آل عمران : 19)
ولما كانت بعثة سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- تمثل ختام النبوة , وختم رسالات السماء فقد تعهد ربنا –تبارك وتعالى- بحفظ هذه الرسالة الخاتمة في القرآن الكريم , وفى سنة خاتم الأنبياء المرسلين–صلى الله عليه وسلم- فقال – عز من قائل - :
﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ( الحجر : 9).
ومجرد حفظ القرآن الكريم على مدى أربعة عشر قرنا أو يزيد , في نفس لغة وحيه
( اللغة العربية) دون أن يضاف إليه أو ينقص منه حرف واحد هو من معجزات هذا الكتاب الخالد ، ومن الشهادات الدالة على صدقه , وعلى صدق هذا الوعد الإلهي المطلق الذي قطعه ربنا – تبارك وتعالى- على ذاته العلية بحفظه، وعلى صدق الرسول الخاتم الذي تلقاه–صلى الله عليه وسلم- . وهذا الوعد الإلهي القاطع يؤكد أن القرآن الكريم سيبقى محفوظا بحفظ الله -تعالى- إلى ما شاء الله رب العالمين، وسيبقى، شاهدا على الخلق أجمعين إلى يوم الدين بأنه كلام رب العالمين , وشاهدا للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة . كما يؤكد على أن الإسلام كان دين كل نبي وكل رسول من لدن أبينا آدم -عليه السلام- إلى بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين – صلى الله وسلم وبارك عليه و عليهم أجمعين- ولكنه اكتمل , وتم , وحفظ في القرآن الكريم وفى سنة خاتم النبيين , ولذلك خاطبه الله -تعالى- بقوله العزيز ﴿...اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً... ﴾ ( المائدة : 3 ).

عاشرا: إعجاز القرآن الكريم للخلق أجمعين بمعنى عجزهم جميعا عن الإتيان بشيء من مثله يشهد بأنه كلام الله:
سبق وأن أشرنا إلى أن القرآن الكريم هو الصورة الوحيدة من كلام رب العالمين المحفوظ بين أيدي الناس اليوم بنفس لغة وحيه ( اللغة العربية) ولذلك تتعدد جوانب الإعجاز فيه بتعدد زوايا النظر المحايد إليه (بمعنى عجز الإنس والجن فرادى ومجتمعين عن الإتيان بشيء من مثله), ومن ذلك ما يمكن إيجازه فيما يلي:

1- الإعجاز اللغوي(الأدبي, البياني, البلاغي, النظمي, اللفظي والدلالي): جاء القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا بتحدٍ صريح للإنس والجن -فرادى ومجتمعين- أن يأتوا بشيء من مثله , ولا يزال هذا التحدي قائما دون أن يتقدم عاقل ليقول أنه استطاع نظم سورة من مثل سور القرآن الكريم . وقد كان العرب في زمن الوحي هم أرباب البلاغة والفصاحة وحسن البيان, واعترف الكفار منهم -قبل المسلمين- بتفوق القرآن الكريم على كل إبداعاتهم اللغوية من شعر ونثر (أنظر كتاب "التعبير القرآني" للأستاذ الدكتور فاضل صالح السمرائى).

2- الإعجاز الاعتقادي: بمعنى أن توحيد الله –تعالى- توحيدا مطلقا فوق جميع خلقه هو اصح من الشرك بالله, وأن تنزيه الله –سبحانه وتعالى- عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله أفضل من الانحطاط بمدلول الألوهية إلى مستوى الإنسان أو الحيوان أو الجماد، وهذا التنزيه للذات الإلهية يتطابق مع كل منطق سوى , ومع كل معطيات العلم الذي ينادى اليوم بأن الكون الذي نحيا فيه لابد له من مرجعية في خارجه , تكون مغايرة له مغايرة كاملة, لا يحدها أي من المكان أو الزمان , ولا يشكلها أي من المادة أو الطاقة. وخلق الكون في زوجية واضحة (من اللبنات الأولية للمادة إلى الإنسان) وبناؤه على نظام واحد من الذرة إلى المجموعة الشمسية إلى المجرة يؤكد على وحدانية الخالق –سبحانه وتعالى- وعلى تفرده فوق جميع خلقة بصفات الإلوهية، والربوبية، والخالقية، والوحدانية المطلقة.

كذلك فإن الإيمان بوحدة رسالة السماء ( المنطلقة من حقيقة الإيمان بوحدانية الخالق سبحانه وتعالى) وبالأخوة بين الأنبياء (انطلاقا من الإيمان برسالتهم الواحدة) ، وبالأخوة بين الناس جميعاً باعتبارهم إخوة وأخوات ينتهي نسبهم إلى أب واحد ، وأم واحدة هما (آدم وحواء عليهما السلام)، هو أفضل من التحلق حول نبي واحد ، والمبالغة في تعظيم شأنه حتى الارتقاء به وهما خاطئا إلى مقام الألوهية، ونسيان بقية الأنبياء والمرسلين أو إنكارهم. كذلك فإن المؤاخاة بين الناس جميعا—على اختلاف أعراقهم، وألوانهم، ولهجاتهم- هو أفضل من التمييز العرقي ، أو الطبقي ، أو الديني ، أو على أي أساس آخر .

والإيمان بعوالم الغيب التي أخبر عنها القرآن الكريم من مثل عوالم الملائكة والجن أفضل من إنكارها بغير علم ، والمعطيات الكلية للعلوم تؤكد على أن الغيوب تحيط بنا من كل جانب ، وتكفى في ذلك الإشارة إلى معطيات علوم الفلك التي تعترف بأن ما يراه الفلكيون في الجزء المدرك من السماء الدنيا لا يكاد يتعدى (10%)من حقيقة ما هو موجود فيها من مختلف صور المادة والطاقة المحسوبة رياضيا حسب قوانين الفيزياء الفلكية.
والإيمان بأن العدل الإلهي يقتضى ألا يحاسب الناس بدون إنذار ، وأنه ما من بقعة مأهولة من بقاع هذه الأرض إلا وأرسل إلى أهلها نبي أو رسول ، والإيمان بهم جميعا وبما أرسلوا به أفضل من التحلق حول نبي واحد منهم، وقد أخبرنا القرآن الكريم عن خمسة وعشرين من الأنبياء والمرسلين لم يدون التاريخ شيئاً عنهم وإن كانت آثار أممهم تملأ جنبات الأرض ، والدراسات الآثارية الحديثة بدأت في الكشف عن عدد منها.
والإيمان بالآخرة وبما فيها من بعث ، وحشر ، وحساب وجزاء أفضل من إنكارها ، والإشارات العلمية كلها تشير إلى حتمية فناء الكون والكائنات . كذلك فإن كثيرين من عتاة المجرمين ومن الحكام والمتجبرين يفلتون من سيف العدالة في الدنيا ، ولابد من الاقتصاص منهم في الآخرة، وهذا الأمر وحده كاف لإثبات حتمية الآخرة و ضرورتها.
والإيمان بالقضاء والقدر ـ خيره وشره ـ هو تسليم لله ـ تعالى ـ بأنه هو رب هذا الكون ومليكه ، وسيده ومدبر أمره ، فلا يحدث فيه أمر إلا لحكمة بالغة ، وهنا تتجلى قيمة الإيمان بالقضاء والقدر ، لأن الحرمان من هذا التسليم لله ـ تعالى ـ هو مبعث للشقاء بلا طائل لأن قدر الله نافذ -رضي الإنسان أو أبى- وفى الرضا إيمان بالله - تعالى- وتسليم بقضائه وطاعة له، وراحة للضمير الإنساني، بينما في الاعتراض كفر بقضاء الله وقدره ، ورفض لحكمه ، وإرهاق للنفس دون طائل ، وقدر الله ـ تعالى ـ نافذ لا محالة.

3- الإعجاز التعبدي : فما من فريضة فرضها الله ـ تعالى ـ على عباده في محكم كتابه إلا ومردودها الإيجابي على المتعبد نفسه ظاهر للعيان : من الشهادتين بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، إلى إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً . وكل عبادة من هذه العبادات أفضل من كل الوثنيات الموضوعة عند المتعبدين من أهل الكتاب وغيرهم .
وتكفى في ذلك الإشارة إلى ما ثبت من توسط مكة المكرمة لليابسة، مما يؤكد على أنها أقدم بقاع الأرض، و بها أول بيت وضع للناس؛ كما تكفى الإشارة إلى إثبات أن خط الطول المار بمكة المكرمة هو خط الطول الوحيد المتجه إلى الشمال الحقيقي للأرض، بينما يميل خط طول جرينتش –الذي فرض على العالم بحد السيف- (7.5) درجة إلى الغرب، ولذلك يجب اتخاذ خط طول مكة المكرمة خط طول الأساس لجميع الأرض بمعنى أن ما يقع إلى الشرق منه يعتبر شرقا، وما يقع إلى الغرب من يعتبر غربا، حتى ينتظم شكل خرائط الأرض.

4- إعجاز الدستور الأخلاقي : بمعنى كماله ومواءمته للطبيعة البشرية مواءمة كاملة بغير غلو ولا إقلال (انظر: دستور الأخلاق في القرآن للدكتور محمد عبد الله دراز-رحمه الله- ).

5- الإعجاز التشريعي: ويتضح من عدم المماثلة بين الشريعة الإلهية والقانون الوضعي، فالشريعة تتسم بالكمال ، والسمو ، والدوام في كل أمر شرعته، من الأمر بالشورى إلى تشريعات الأسرة ، إلى تحريم الخمر والميسر ، إلى تشريعات الإثبات والتعاقد ، إلى تشريعات كل من الحدود والتعازير ، والكفارات المختلفة ، وغيرها . وكل واحد من هذه التشريعات كل من الإلهية له حكمته ومردودة الإيجابي على المجتمع ، بينما جميع القوانين الوضعية تتسم بالنقص ، وعدم الكمال ، وفقدان القدرة على الاستمرارية(أنظر كتاب التشريع الجنائي الإسلامي مقارنا بالقانون الوضعي للشهيد عبد القادر عودة) .

6- الإعجاز التاريخي: ذكر القرآن الكريم قصة خلق أبوينا آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ بشئ من التفصيل ، والمعطيات الكلية للمعارف المكتسبة تؤكد ذلك وتدعمه . كذلك ذكر هذا الكتاب العزيز قصة أربعة وعشرين نبياً آخرين ، وكيف تفاعلت أمة كل نبي منهم معه ؛ وماذا كان جزاؤها ، والاكتشافات الآثارية تؤكد دقة كل ما جاء في كتاب الله عن كل أمة من هذه الأمم، وعما جاء عن أعداد من الصالحين والطالحين من الرجال والنساء الذين عايشوا تلك الأمم، مما يجعل هذا القصص القرآني شهادة صدق لكتاب الله، ومن ذلك الكشف عن كل من بقايا سفينة نبي الله نوح-عليه السلام- فوق جبل الجودى، وعن إرم ذات العماد في الجنوب الشرقي من صحراء الربع الخالي. وعن آثار كل من قوم صالح، وقوم لوط، وآثار كل من نبي الله سليمان وملكة سبأ، وفرعون موسى، وأصحاب الكهف، وغيرهم، (انظر كتاب الإعجاز التاريخي في القرآن الكريم لكاتب هذه الدعوة).

7- الإعجاز العلمي في القرآن الكريم : يحوى القرآن الكريم أكثر من ألف آية بكل منها إشارة أو أكثر من إشارة علمية إلى حقيقة من حقائق الكون ، وجاء ذلك بين ثنايا آيات القرآن الحاملة لركائز الدين الأربع الأساسية (من العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات) . وهذه الحقائق العلمية -في مجملها- لم تصل إليها المعارف المكتسبة إلا في القرنين الماضيين ، وأغلبها لم تتبلور مفاهيمها إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. وهذا السبق العلمي للقرآن الكريم (في زمن لم يتوفر للإنسان أية وسيلة من وسائل الكشف العلمي) لا يمكن تفسيره إلا بكون هذا الكتاب العزيز كلام الله الخالق في صفائه الرباني ، وإشراقاته النورانية ، وأنه حفظ حفظاً كاملاً بوعد من الله – تعالي- . وهذا السبق بإيراد العديد من حقائق الكون , والإنسان والحياة، هو ما يجمع تحت مسمي " الإعجاز العلمي في القران الكريم "(أنظر كتب السماء، والأرض، والنبات، والحيوان، وخلق الإنسان، والإنسان من الميلاد إلى البعث لكاتب هذه الدعوة).

8- الإعجاز النفسي: يخاطب القران الكريم النفس الإنسانية خطاب الخبير العليم بدخائلها , ويرتقي بها في معارج الله كما لا يقوي أي خطاب أخر علي الارتقاء بها , ويفصل دقائقها , ومزاياها , وأمراضها وعللها تفصيل العليم بخباياها, الخبير بمزايها ونقائصها.(انظر مؤلفات الأستاذ الدكتور محمد عثمان نجاتى –رحمه الله-).

9- الإعجاز الإنبائي في القران الكريم :أخبر القرآن الكريم بعدد من الأحداث قبل وقوعها , وقد تم تحقق جزء منها, ولا زالت الإنسانية في انتظار تحقق الباقي من هذه الأحداث، زمن ذلك قوله -تعالى-﴿الـم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لله الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ ﴾ (الروم1-4).

10- الإعجاز الاقتصادي: ويكفي في ذلك الإشارة إلي تحريم الربا بمختلف صوره وأشكاله، خاصة في التعاملات المالية, والتشديد في إجراءات الإثبات والتعاقد عند كتابة العقود والحقوق والديون، والعدل المطلق في أحكام المواريث , والتحذير من الغش في الصنعة، ومن تطفيف الكيل والميزان في التجارة .

11- الإعجاز الإداري: ويتلخص في الحرص علي تولية الكفاءات العالية , وفي المحافظة علي إنسانية الإنسان، والعمل علي تطوير قدراته باستمرار(وذلك بتشجيعه علي كسب المعارف , وتنمية المهارات، ومكافأته علي كل انجاز ناجح يحققه)، والعدل بين المرؤوسين , والمساواة بينهم في الحقوق والواجبات , والعمل علي تطوير قدرات كل فرد منهم باستمرار .

12- الإعجاز التربوي: ويتلخص في توصيات القرآن الكريم بالحرص علي اكتساب المعارف النافعة, وعلي تحليلها وغربلتها بمعايير الإسلام, والدعوة إلي اكتساب العلم, وإلي توقير العلماء، والتركيز علي شمولية المعرفة الإنسانية مع احترام التخصص.

13- إعجاز الشمول: بمعني قدرة القرآن الكريم علي تناول كل شيء في الوجود ورَدَّه لحكم الله خالق الوجود, وقدرته علي تقديم الإجابات الشافية لكل ما يعن للفكر الإنساني من تساؤلات، وعلى التشريع لكل من الفرد , والأسرة , والمجتمع , والدولة , وللناس أجمعين في كل مكان وفي كل زمان بعدل منقطع النظير, وعلى تناول كليات الأشياء تاركا التفاصيل لاجتهاد الإنسان بما يعجز عنه كل كتب الأرض، ومن ذلك التشريع للأسرة في الزواج، والطلاق والعدة، والميراث، والأمر بالمساواة بين الأبناء، و الحض على صلات الرحم، ورعاية الأيتام، والأرامل، والعجزة وتوقير كبار السن، ورحمة الصغار، وحسن التواصل بين الناس جميعا.

14- الإعجاز الصوتي: يتميز القران الكريم بسلاسة أسلوبه , وبالدقة البالغة في موافقة ألفاظه للمعاني المقصودة منها, مع السهولة في تركيب جمله, والانسياب في النطق بآياته , مع روعة الجرس الذي ييسر حفظه, ويطرب السمع والعقل والقلب لموافقة الصوت للمعني السامي المقصود, جذبا لانتباه كل من القارئ والسامع, وتأثيرا في أعماق كل منهما. والجرس الجميل هو ميزة صوتية للقران الكريم كله يعجز عنها أي أسلوب آخر, لأنه يحرك كلا من العقل والقلب نحو سلسلة من المعاني المتصلة بالكلمة التي تتداعي مع غيرها من كلمات الآية الواحدة، ومع كلمات ما يسبقها وما يلحق بها من آيات , مع تكامل في المعني , وانسجام في الصوت , ويسر في الانتقال , وجمال في الإيقاع لا تستطيعه أساليب المخلوقين فرادى ومجتمعين.

15- إعجاز رسم الحروف في القران الكريم : يتميز الحرف العربي بالجمال والتناسق والطواعية للتشكيل، وقد وضعت لكتابة المصحف العثماني قواعد لخطه ولرسم حروف كلماته, ومن هذه القواعد : الحذف , والزيادة, والهمزة، والبدل, والفصل, والوصل, وذلك من اجل استيعاب كل اللهجات العربية, وفي مقدمتها لهجة قريش, وغيرها من لهجات العرب, وذلك من أجل إمكانية حمل الآية الواحدة لأكثر من معني واحد, كلها يتحملها النص, في تكامل لا يعرف التنافر أو التضاد، وليس هذا لغير القران الكريم .

16- إعجاز الحفظ للقران الكريم : حفظ كتاب الله علي مدي يزيد علي أربعة عشر قرنا , في نفس لغة وحيه ( اللغة العربية ) دون خطأ واحد في اللغة، أو في العقيدة، أو في العبادة , أو في دستوري الأخلاق والمعاملات , أو في الإشارات العلمية , أو في سرد الأحداث التاريخية , أو في توجيه الخطاب إلي النفس الإنسانية, أو في التركيز على عدد من القواعد الاقتصادية و الإدارية , أو في غير ذلك من الأمور التي جاء بها هذا الكتاب العزيز.
ويتجلي إعجاز الحفظ للقران الكريم بصورة أوقع في ضياع جميع أصول الرسالات السابقة بلا استثناء , وتعرض ما بقي عن بعضها من ذكريات للتحريف تلو التحريف , وللتأليف والتزييف، خاصة وأن هذه الذكريات قد دونت بلغات غير لغة الوحي بكل منها، وقد كتبت بعد قرون من موت أو رفع الرسل الذين أرسلوا بها وجمعت من أفواه الناس اعتمادا على ما يمكن أن تكون قد وعته الذاكرة وفهمه العقل؛ ثم صيغت بأقلام من هم ليسوا بأنبياء ولا بمرسلين ,وظلت تتعرض للتحرير تلو التحرير , وللحذف والإضافة , وللتحريف والتزوير إلي يومنا الراهن , وسوف تبقي كذلك إلي قيام الساعة .

17- إعجاز التحدي بالقرآن الكريم: جاء بالقرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدى كلا من الإنس والجن على أن يأتوا بشيء من مثله: في أسلوبه , ومحتواه، ومضمونه دون خطأ واحد علي كثرة الموضوعات التي تناولها هذا الكتاب العزيز, وإلي اليوم لم يتقدم عاقل فيقول إنه استطاع الإتيان بشيء من مثل سورة واحدة من قصار سور القرآن الكريم – علي كثرة محاولات أعداد من الشياطين والمجانين من المجادلين بالباطل – الذين فشلوا في ذلك التحدي فشلا ذريعا .

كل هذه الجوانب (وغيرها كثير) مما يشهد للقران الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية ، بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله , وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية، في نفس لغة وحيه ( اللغة العربية )، وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقاً حتى يبقى القرآن الكريم نبراس الهداية الربانية للخلق أجمعين إلى يوم الدين، وحجة الله-تعالى- على عباده قاطبة، وشهادة للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة .

MAGIC7
2010-08-19, 03:25 PM
http://j3.tagstat.com/image04/9/ecad/00b8052KuOJ.gifhttp://j3.tagstat.com/image04/9/ecad/00b8052KuOJ.gifhttp://j3.tagstat.com/image04/9/ecad/00b8052KuOJ.gif

نتابع الجزء الرابع من بحث دعوة إلى الإيمان بالله
حادي عاشر: من مميزات الإسلام كما تكامل في رسالته الخاتمة:
1- إنه الرسالة السماوية الوحيدة التي تعهد الله – تعالي – بحفظها فحفظت في نفس لغة الوحي ( اللغة العربية ) علي مدي يزيد علي أربعة عشر قرنا, وستظل محفوظة إلي ما شاء الله، وذلك لطلاقة الوعد الإلهي بحفظها, بينما وُكِّلَ حفظ الرسالات السابقة كلها لأتباعها فضيعوها ضياعا تاما، ماعدا ذكريات محرفة تحريفا شديدا عن آحاد منها. بناء علي ذلك فإن الإسلام-كما تكامل في رسالته الخاتمة-هو الدين الوحيد الذي يرتضيه ربنا – تبارك وتعالي – من عباده, لأنه دين الله في صفائه الرباني وإشراقاته النورانية, دون أدنى ابتداع، بينما كل ما عداه من معتقدات معاصرة هو صناعة بشرية خالصة وإن ادعت بأن لها صلة بوحي السماء. والدين لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بل لابد من كونه هداية ربانية خالصة لا يداخلها أدني قدر من التصورات البشرية .

2- إن الإسلام-كما تكامل في القرآن الكريم، وفي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين-صلى الله عليه وسلم- يجسد دعوة كل أنبياء الله ورسله من زمن أبينا آدم – عليه السلام – إلي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد – صلي الله عليه وسلم-, وقد بلغ عددهم مائة وعشرين ألف نبي , اصطفي الله – سبحانه وتعالي – منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رسولا. وقد بعث الله – تعالي – كل نبي وكل رسول إلي أمته, حتى شملت دعوته – تعالي – جميع أمم الأرض، ثم بعث خاتم الأنبياء والمرسلن للخلق أجمعين إلى يوم الدين. وكل الرسائل الثلاثمائة وبضعة عشر التي تنزلت قبل بعثة الرسول الخاتم– صلي الله عليه وسلم - قد ضاعت كلها ضياعا كاملا, وبقي القرآن الكريم محفوظا بحفظ الله – تعالي – في نفس لغة وحيه , تحقيقا لعهد الله الذي قطعه علي ذاته العلية؛ وذلك لأن الرسول الخاتم قد ختمت بنبوته النبوات, كما ختمت برسالته كل الرسالات السماوية ولذلك فليس من بعده – صلي الله عليه وسلم – نبي ولا رسول ولذلك كان لابد من حفظ رسالته الخاتمة حفظا مطلقا حتى تبقي هداية الله لخلقه أجمعين وحجته - تعالى - عليهم إلي يوم الدين .

3- بناء علي ذلك فإن الإسلام-كما تكامل في كل من القرآن الكريم وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين-صلى الله عليه وسلم-هو الدين الوحيد الذي يرتضيه ربنا – تبارك وتعالي – من عباده, ولا يرضى منه دينا سواه، وذلك لأنه هو دين الله في صفائه الرباني وإشراقاته النورانية, دون أدنى ابتداع، بينما كل ما عداه من معتقدات معاصرة هو صناعة بشرية خالصة وإن ادعت بأن لها صلة بالهداية الربانية، والدين لا يمكن أن يكون صناعة بشرية.

4- إنه الدين الوحيد الذي ينزه الله - تعالي – عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله , والذي يوحد الله – سبحانه وتعالي – توحيدا كاملا (بغير شريك , ولا شبيه , ولا منازع , ولا صاحبة ولا ولد) والمنطق السوي يأمر بذلك ويؤكده لان الإيمان بالله وتنزيهه فوق جميع صفات خلقه أمر منطقي في العقول، و فطري في النفوس انطلاقا من وحدة البناء في كون قائم على الزوجية الكاملة في كل شئ (من اللبنات الأولية للمادة والطاقة إلى الإنسان)، ولضرورة تمايز الخالق –سبحانه وتعالى- في ذاته وصفاته وأسمائه عن جميع خلقه.

5- وبما أن الإسلام هو الدين الوحيد القائم علي التوحيد الكامل لله-تعالى- فهو يقوم علي الإيمان بوحدة رسالات السماء وبالأخوة بين الأنبياء , وبين الناس جميعا , دون أدني قدر من التمييز العرقي أو الطبقي , بينما تقوم كل المعتقدات المعاصرة – والتي هي صناعة بشرية كاملة – علي التمييز العرقي أو الطبقي أو الديني بين الناس .

6- يقوم الإسلام علي الاعتقاد الجازم بأن الله – تعالي – هو خالق كل شيء بالحق وإلي أجل مسمي، وأن الإنسان من خلق الله – تعالي– الذي خلقه من طين, ونفخ فيه من روحه, وعلمه من علمه, وأمر الملائكة بالسجود له, وكرمه وفضله علي كثير ممن خلق تفضيلا, واستخلفه في الأرض لأجل محدد، حدده الخالق –سبحانه وتعالى- لكل فرد من بني آدم , ولكل شئ في هذا الوجود ولا تستطيع قوة على وجه الأرض تغيره بالتقديم أو التأخير. كما يقوم الإسلام العظيم على الإيمان بأن الكون – بكل ما فيه ومن فيه – خاضع للقدرة الإلهية التي أبدعته فالله – تعالي – وحده هو الذي يمسك بكل أجزاء الكون , ويصونه ويبقيه , ولا يملك أحد غير الله أن يبدل من نظام الكون وقوانينه شيئا, بمعني أن قوانين الكون المطردة ليست واجبة ولا مطلقة , لأنها خاضعة لقدرة الله – تعالي – الذي خلقها، وأوجدها، وجعلها منظمة للكون ولجميع ما فيه من الكائنات والموجودات.
والإنسان جزء من هذا الكون المادي الذي خلقه الله - تعالي – بعلمه وحكمته وقدرته , ولكن الإنسان له كيان روحي عاقل بالإضافة إلى جسده المادي, وله قدرة على التفكير , وعلي التعبير عن أفكاره ومشاعره، لأنه كائن حي , عاقل، قادر , مختار ومكلف.
ويقوم الإسلام العظيم على الإيمان بأن الإنسان يولد علي الفطرة، وأن الخير أصيل فيه , والشر طارئ عليه, وأن الله – تعالي – قد وهبه القدرة على التمييز بينهما بالعقل, ولكن أبواه يهودانه، أو يمجسانه، أو يُنَصِّرانِة. وإن كانت قمة الخير في الإنسان , ووسيلته إلى إنمائه تتمثل في خضوعه بالعبودية لله – تعالي- وحده لأنه –سبحانه- هو رب هذا الكون ومليكه , والذي لا سلطان في هذا الوجود لغيره. والإنسان إذا لم يؤمن إيمانا جازما بذلك ,ولم يعمل به كان جبارا عاتيا على الخلق،ومفسدا مدمرا في الأرض, يستخدم كل نعمة عنده في الكفر بالله، والإفساد في الحياة، وفي الاستعلاء علي الخلق، والتجبر والتسلط عليهم , أو في أن يكون عبدا لغير الله-تعالى- فيشرك به , وهذه صورة من صور الإذلال الذي يتنافي مع كرامة الإنسان .
ومن الخير الفطري الذي أودعه الله – تعالي – في طبيعة الإنسان تلك القيم الخيرة من مثل حب الحق وحب الخير , وتذوق الجمال الحسي والمعنوي في كل شيء , وهذه القيم يحرص الإسلام العظيم علي رعايتها وتنميتها في كل فرد منذ لحظة الإدراك الأولي في حياته. ومن ذلك الإيمان بالأخوة الإنسانية التي له عندها حقوق وعليه تجاهها واجبات لا بد من أدائها . ولا تستقيم الحياة الدنيوية إلا بقيام الاتزان الدقيق بين حقوق الفرد وواجباته تجاه كل من أسرته ,وأهله , ومجتمعه , وأمته , و تجاه الإنسانية جمعاء. ومن ذلك حب العلم النافع , غير المعزول عن الحكمة , وإتباعه بالعمل الصالح الذي ينفع الناس جميعا، ,وذلك لان العلم النافع يصدقه العمل الصالح، كما أن الإيمان الصادق لابد وان يكون مقرونا بالعمل الصالح وبالأخلاق الكريمة وبالأخذ بعزائم الأمور.
وقد جاء القران الكريم مؤكدا على أن لكل شيء في هذا الكون فطرته السوية التي فطره الله – سبحانه وتعالي – عليها , والتي تخصه وتميزه عن غيره , وعلي أن الكون – بكل ما فيه ومن فيه – خاضع لقوانين الخالق – سبحانه وتعالى – وهي قوانين مطردة , لا تتخلف ولا تتوقف ولا تتعطل إلا بإرادته. ومعرفة هذه القوانين هي من أسباب التقدم العلمي والتقني وهما وسيلة حسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها وتيسير الحياة على سطحها.

7- إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يكرم الإنسان، و يجعل لدمه حرمة تفوق حرمة أقدس أماكن العبادة. وانطلاقا من هذه الكرامة يدعو الإسلام العظيم إلى الحرية الكاملة للإنسان في اختيار الدين الذي يود أن يدين نفسه به لله - تعالي –، وذلك انطلاقا من حقيقة أن الإنسان في الإسلام هو مخلوق مكرم، عاقل , حر، ذو إرادة , ومن هنا كان حقه الكامل في حرية التدين ويكفي في ذلك قول ربنا –تبارك وتعالي-:
﴿ل اَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾( البقرة :256 ).
وقوله – تعالي -: ﴿ وَقُلِ الحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ.... ﴾ ( الكهف :29 )
وقوله –سبحانه-:﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ . لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ .وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ . وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾)الكافرون :1- 6) هذا في الوقت الذي تقوم المعتقدات المعاصرة كلها إما بالانغلاق التام علي ذاتها استعلاء وأنانية , وإما بالاستغلال و الابتزاز لفقر الناس وحاجاتهم في ساعات الاضطرار والعوز، وذلك بمساومتهم علي دينهم بلقمة العيش أو قطرة الدواء , أو خيمة الإيواء .

8- إنه دين متوازن في كل شيء، فهو يدعو إلى الأخذ بمكارم الأخلاق , وإلى احترام العقل السوي, وإلى تعظيم طلب العلم, وتوقير العلماء وجعلهم ورثة الأنبياء, كما يوصي الإنسان المؤمن بالحرص علي الفوز بالحكمة, وبقبول كل ما يقره المنطق السوي, ويقوم عليه الدليل القاطع ويدعمه البرهان الناصع, ويدعو الإنسان إلى النجاح في الدنيا بالحق ,وبالعمل للآخرة دون توانٍ أو توقف حتى يلقى أجله المحدد. ويكفي لتأكيد ذلك أن أولى آيات القران الكريم نزلت تأمر بالقراءة والكتابة ,وتعظيم أدواتهما وفي ذلك يقول ربنا -تبارك وتعالى- ﴿ اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾(العلق:1-5). وأقسم ربنا تبارك وتعالى بالقلم تعظيما لشأنه- وهو الغنى عن القسم لعباده- فقال عز من قائل:- ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ (القلم:1).

9- إن الإسلام دين يكلف الإنسان بحسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها
وإقامة شرع الله وعدله فيها. ويجعل من ذلك عبادة لا تقل في قدرها عن عبادة الخالق – سبحانه وتعالي–بما أمر, وهما وجهان لعبادة واحدة, تتحقق بهما رسالة الإنسان في هذه الحياة .

10- إنه دين يأمر بالبحث في المعلوم المنظور من أمور الكون، أو ما يعرف باسم "عالم الشهادة"، كما يدعو إلي الإيمان "بعالم الغيب". ومن الغيوب التي يطالبنا الإسلام بها الإيمان بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الأخر , وبالقدر خيره وشره , والتسليم بعوالم الجن دون محاولة التعرض لهم , ودون إفراط في ذلك أو تفريط .

11- إنه دين يدعو إلي تحرير الإنسان من عبودية الذات أو المخلوقات إلى عبودية الخالق وحده(بغر شريك، ولا شبه، ولا منازع، ولا صاحبة ولا ولد) , ويلغي جميع الوسائط بين المخلوقين وخالقهم , فلا صكوك غفران , ولا كراسي اعتراف , ولا تقديس لغير الله – تعالي – ولغير ما قدس هو – سبحانه وتعالي – من أزمنة و أماكن بعلمه وحكمته وإرادته.

12- إنه دين يدعو إلي التوسط والاعتدال في كل أمر من أمور الحياة الدنيا، ويأمر بصلاح الدنيا دون نسيان الآخرة , كما يأمر بمخالطة الناس في حدود تمنع الانعزال عنهم , وتحول دون الانفتاح الكامل عليهم . وعلي ذلك فإنه لا رهبانية في الإسلام ,ولا كهانة ولا عرافة , ولا رجال دين, ولكن علماء ومتخصصون في مختلف المجالات الدينية والدنيوية بلا أدني سلطان ديني، لأنه لا سلطان في هذا الوجود لغير الله – سبحانه وتعالي .

13- إنه دين يحفظ الضرورات الخمس لكل فرد من بني آدم: الدين, والعقل , والنفس, والمال, والعرض , علي أسس من العدالة, والمساواة بين الناس جميعا, والتيسير لهم , والحرص علي مصالحهم, والمحافظة علي كرامة كل فرد من أفرادهم وحقوقه .

14- إنه دين يرفض الغفلة عن الحق في أي مجال من مجالات المعرفة ,و يحارب التقليد الأعمى بلا دليل, كما يحارب الجمود علي الآراء الخاطئة الموروثة , ويحرم القضاء بالظن والهوى, ويطالب بتأسيس كل حكم علي الدليل العقلي المقبول , وعلي البرهان الجلي الواضح, ويحض علي طلب العلم النافع الصحيح، القائم علي أساس من مسئولية الإنسان عن حواسه وعقله , وينهي عن كل ما يمكن أن يحول دون معرفة الحق وقبوله من مثل الكبر والغرور ,والمجادلة علي غير أساس أو منطق , أو علي غير توفر لأصول المعرفة اللازمة .

15- إن الإسلام العظيم يدعو إلى اكتساب المعارف النافعة بالتجرد للحق والصدق فيه, والمجاهدة في سبيله, والاستمساك به , والتعاون عليه , وكلها من أسس المنهج العلمي الاستقرائي الصحيح الذي وضعه أسسه المسلمون.

من هذا العرض الموجز فإننا ندعو الناس جميعا إلي قراءة القرآن الكريم – ولو في احدي التراجم العديدة لمعانيه لمن لا يجيدون العربية , وان كانت كل التراجم لا تستطيع نقل جلال الربوبية الذي يتراءى لكل ذي بصيرة بين آياته العربية- كما ندعوهم إلي الاطلاع علي شيء من سيرة الرسول الخاتم – صلوات الله وسلامه عليه – وعلي بعض أقواله الشريفة , وذلك من أجل التعرف على هذا الدين من مصادره الصحيحة، لأنه الدين الوحيد الذي لا يرتضي ربنا – تبارك وتعالي – من عباده دينا سواه , والذي لا خلاص للبشرية كلها من الكوارث التي تنتظرها إلا بالرجوع إلي الله عن طريقه , ولذلك فهو أكثر الأديان إنتشارا في عالم اليوم على الرغم من الجهود المضنية التي تبذلها كل أبواق الشر في العالم من أجل تشويه صورته , والإساءة إليه . والتحذير من إمكانية إعادة تطبيقه نظاما شاملا كاملا للحياة كما كان في الحضارة الإسلامية التي جسدت واحدة من أعظم الحضارات التي عرفها تاريخ البشرية وأكملها , لأنها كانت الحضارة الوحيدة التي جمعت بين الدنيا والآخرة في معادلة واحدة , فازدهرت في ظلها الدنيا , واستخدم ازدهارها طريقا صحيحا للآخرة بإقامة شرع الله وعدله على الأرض.

وعالم اليوم أصبح مليئا بالمفاسد و المظالم، والمشاكل، والخلافات، والمآسي, والصراعات، وذلك بسبب جهل الناس بالدين الصحيح، فغرقت الأرض في بحار من الدماء والأشلاء, والخراب والدمار!!, ولجهل أغلب الناس بالإسلام حرموا من فهم الذات، ومن المعرفة الحقة لرسالة الإنسان في هذه الحياة, ومصيره من بعدها , فحاول إنسان اليوم العيش بتصوراته المادية البحتة، وهى تصورات محدودة قاصرة, واندفع بمطامعه الدنيوية الحقيرة جريا وراء مكاسبه المادية الآنية فيها بأي ثمن , فعانى من غلبة القوي الذي لا ضمير له علي الضعيف الذي لا حول ولا قوة له، كما عانى من انتشار الحروب الساخنة والباردة، ومن كثرة المؤامرات الدولية والمحلية , وتكدس الأسلحة التقليدية وغير التقليدية المتطورة، ومنها أسلحة الدمار الشامل (الذرية والنووية والنيترونية،والأسلحة الكيميائية والحيوية القذرة)، وعانى من تطور أجهزة التجسس والتصنت علي الناس, ومن استنزافت ثروات الأرض, وتلوث مختلف بيئاتها , حتي أصبحت مهددة لمختلف صور الحياة بالأمراض والفناء, كما عانى أهل الأرض من انتشار الكوارث الطبيعية والمجاعات الجماعية، ومن مختلف العقوبات والابتلاءات من مثل انتشار الأمراض, والأوبئة الفتاكة, ومن ارتفاع كل من الأسعار ومعدلات الجريمة, وتزايد نسب الإدمان والانتحار , وانهيار مؤسسة الأسرة, وتسيب المرأة، وزعامة الأحداث، ومن شيوع الزنا والخنا والشذوذ, ومن ضياع الأخلاق الفاضلة وانتشار الرذائل, ومن كثرة أبناء وبنات الحرام, ومن اختلاط الأنساب بصورة مروعة.
وفوق ذلك كله يعانى أهل الأرض اليوم من سوء توزيع الثروة إلي الحد الذي تملك فيه عشرون دولة من دول العالم أكثر من 87 % من ثروات الأرض جميعها، بينما لا يتعدي مجموع سكانها 18% من مجموع تعداد سكان هذا الكوكب، ويعيش أكثر من 82 % من سكان الأرض علي اقل من 13 % من مجموع ثروتها في مستوي من الفقر أو ما دون حد الفقر تحت قدر من المظالم والاستبداد، والاستغلال التي تستوجب غضب الله – تعالي – وتستعجل نزول عقابه .

وعالم اليوم مهدد بالعديد من الكوارث الإنسانية: العسكرية منها, والبيئية, والصحية, الاقتصادية , والدينية، والأخلاقية، والاجتماعية , التي لا يعلم مدى خطورتها إلا الله – تعالي - , ولن يستطيع الإنسان تجنب وقوع تلك الكوارث إلا بالرجوع إلي الله -سبحانه وتعالي – إيمانا به وتصديقا بكتابه , وبخاتم أنبيائه ورسله– صلي الله عليه وسلم - , ويقينا في حتمية الآخرة وضرورتهما, وما فيها من بعث وحشر، وحساب وجزاء، وخلود إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا، ومعرفة صحيحة بحقيقة وضع الإنسان في هذه الحياة : عبدا لله , خلقه ربنا – تبارك و تعالى – لرسالة محددة، وهي رسالة ذات وجهين : أولهما عبادة الله – تعالي – بما أمر , وثانيهما حسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها وإقامة شرع الله وعدله فيها . ولن يستطيع الإنسان الوصول إلي ذلك إلا عن طريق الإسلام العظيم الذي تعهد ربنا – تبارك وتعالي – بحفظ وحيه فحفظه في القران الكريم وفي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين، فأصبح هذان المصدران من مصادر الوحى الإلهي هما طوق النجاة الوحيد لكل إنسان علي وجه الأرض, ولا نجاة له بغيرهما , فيا أيها الناس : عليكم بكتاب الله ( القران الكريم ) , وعليكم بسنة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله النبي العربي القرشي – صلي الله عليه وسلم - فهما الصورة الوحيدة للهداية الربانية الموجودة بأيدي الناس اليوم، ولا نجاة للإنسان في هذه الحياة الدنيا ولا من أهوال الآخرة إلا بالتعرف علي تلك الهداية الربانية، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد وأنت خير الشاهدين، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

MAGIC7
2010-08-19, 03:27 PM
http://www.albdoo.info/uploaded/2358/51166985215.gif

أدلة وجود الله
http://knowingallah.com/images/text/08.jpg

اين هو الله

بعض الديانات الأخرى يعلمون أن "الله موجود في كل مكان". هذا هو في الواقع اسم "وحدة الوجود" وذلك هو عكس نظامنا العقيدة في الإسلام. الله يقول لنا بوضوح أنه ليس هناك أي شيء في أي مكان من الكون مماثل له ، ولا هو مخلوقه.
قال تعالى في القرآن الكريم أنه خلق الكون في ستة أيام ثم استوى على عرشه. و أنه هناك ( مستو على عرشه) ، وسيبقى هناك إلى الأبد.
الله لديه المعرفة الكاملة بحيث يكون قادرا على معرفة كل شيء في الماضي والحاضر والمستقبل في جميع الأماكن في نفس الوقت بالضبط. ونفس الشيء بالنسبة للسمع و البصر. وبالتالي ، فإن معرفته ، وسمعه ، وبصره في كل مكان في آن واحد.
و في هذا الصدد، قال لنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد. كما أوضح أن الله "معنا" عندما نخلص له العبادة وفي أوقات الحاجة. و بطبيعة الحال، هذا لا ينقص من ملكه و قدرته شيئا، فهو غني عن كل خلقه.
القرآن الكريم يعطينا فهما أكثر تفصيلا من حيث مكانه (ومن هو) الله:
(إن ربكم الله الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين). سورة الأعراف، الآية: 54.
(إن ربكم الله الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون) سورة يونس، الآية: 3
(الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش و سخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون)ِ سورة الرعد، الآية: 2
(الذي خلق السموات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا) سورة الفرقان، الآية: 59
(الله الذي خلق السموات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي و لا شفيع أفلا تتذكرون) سورة السجدة، الآية: 4
(و لقد خلقنا السموات و الأرض و ما بينهما في ستة أيام و ما مسنا من لغوب) سورة ق، الآية: 38
(هو الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و هو معكم أينما كنتم و الله بما تعملون بصير) سورة الحديد، الآية: 4

MAGIC7
2010-08-19, 03:27 PM
http://j3.tagstat.com/image04/9/ecad/00b8052KuOJ.gifhttp://j3.tagstat.com/image04/9/ecad/00b8052KuOJ.gifhttp://j3.tagstat.com/image04/9/ecad/00b8052KuOJ.gif

من اين جاء الله

كل من الإنجيل والقرآن يخبرنا أن الله كان موجودا دائما ، وليس هناك وقت لم يكن فيه موجودا. على هذا النحو ، هو أبدي و خالد ، من دون بداية أو نهاية. هو الخالق الوحيد والرزاق لكل ما هو موجود ، ولا أحد سواه ، ولا شريك له. يخبرنا الله عز و جل أنه لم يخلق، و لا يوجد له مثيل أو شبيه ، أو يشبهه أحد من خلقه من أية ناحية. يطلق على نفسه عددا من الأسماء ، و هذه ثلاثة منها:
الأول
الآخر
الصمد
إنه ليس رجلا ، وليس لديه أبناء أو فروع.
فهو ليس ممن خلق هو،ولا يقارن بأحد من خلقه.
هو دائما كان موجودا ، و لم يخلق أبدا ، وهو ليس مثل خلقه ، و لا يوجد أي وجه للتشابه بينه و بين مخلوقاته.

قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله؟ فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ثلاثا.

بالطبع فالله – الإله الحقيقي- يجب أن يكون أبديا ، وليس مخلوقا.

قال الله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم* لا تاخذه سنة و لا نوم* له ما في السموات و ما في الأرض* من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه* يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم* و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات و الأرض* و لا يؤده حفظهما و هو العلي العظيم) سورة البقرة، آية الكرسي: 255.
هذه الآية تعطينا بحق وصفا لله عز و جل من دون مقارنة مع خلقه، و لكن كما هو مطلق في جميع صفاته و خصائصه تعالى.

MAGIC7
2010-08-19, 03:28 PM
كيف نستطيع أن نثبت وجود الله؟

إثبات" أن الله موجود ليس هو هدفنا حقا. نحن مهتمون فقط بتقديم بيانات واضحة تقوم على الحقائق والمنطق ، ومن ثم نسمح للفرد أن يقرر بنفسه ما يحب أن يؤمن به. كان هناك دائما أناس يعتقدون في وجود الله، وكان هناك دائما أناس لا يؤمنون بذلك أبدا. يجب علينا أن ندرك أن هناك من لن يؤمن أبدا مهما قدمنا من براهين و أدلة. و السبب في ذلك هو أن بعض الناس لا يريدون أن يؤمنوا بالخالق أو الرزاق. فهم لا يريدون أن يعتبروا أنه سيأتي يوم يحاسبون فيه على أعمالهم و على رفضهم الاعتراف بخالقهم و ولي نعمتهم. توصلنا إلى فهم أن المسألة بالنسبة إلينا ليست نقل معتقداتنا إليهم، بقدر ما هي بالنسبة إليهم وضع جانبا التحيزات المسبقة ضد الاعتقاد الصحيح. بمعنى: إنها حقا مسألة هداية من الله. فإذا كانوا لا يزالون ينكرون رغم الأدلة و البراهين الواضحة، فهذا ليس بيننا و بينهم، بل بينهم و بين خالقهم. مرة أخرى ليست مهمتها أن نثبت أي شيء لأي كان، فقط يقتصر دورنا على تقديم الحقائق للقراء و ترك المجال لهم ليكونوا فكرهم الخاص.
علينا أن نبدأ بالمنطق البسيط. عندما يكون هناك شيء أمام أعيننا ، فمن الصعب أن ننكره ، أليس كذلك؟ طرح أسئلة منطقية قد يكون مفيدا جدا لعرض قضيتنا. نبدأ بطرح هذا السؤال: "هل تستطيع أن تثبت وجودك؟" نعم ، بالطبع يمكنك. يمكنك ببساطة استخدام حواسك لتحديد ما ترى ، تسمع ، تحس ، تشم، وما تتذوق، ولك أيضا عواطف. كل هذا هو جزء من وجودك. ولكن هذه ليس الكيفية التي ننظر بها إلى الله في الإسلام. يمكننا أن نتفكر في الأشياء التي خلقها، وكيف انه يدبر أمورنا لنعرف أن ليس هناك شك في وجوده.
وهناك طريقة بسيطة ولكنها مقنعة يمكن للجميع فهمها. على سبيل المثال ، إذا قيل لأحدهم ، "اعتبر أن هذه هي المرة الأولى التي تنظر فيها إلى القمر و النجوم في ليلة مقمرة، هل يمكنك إسقاط كوب من الماء على الرصيف وبارتطامه بالأرض، بفعل التماس ، لا ينكسر، ولكن يتجزأ إلى أكواب صغيرة مملوءة بالشاي المثلج؟ بالطبع لا. "
مثال آخر هو أن تنظر في ما يمكن أن يحدث إذا ضرب إعصار مستودع مخلفات واخترق السيارات القديمة... هل سيترك وراءه مرسيدس جميلة سليمة مع محرك مشغل وعدم وجود أجزاء من حولها؟ بالطبع لا.
أو اسأل شخصا عن رد فعله فيما لو أخبره شخص ما عن مطعم للوجبات السريعة يدير نفسه بنفسه دون أي شخص هناك. الطعام يطهى بنفسه، ويذهب من المطبخ إلى الطاولة بمفرده، وعند انتهائنا من الأكل تقفز الأطباق إلى المطبخ لتغسل نفسها. هذا لا يمكن أن يصدقه عاقل.
بعد التأمل في كل ما قيل، كيف يمكننا أن ننظر إلى الكون فوقنا من خلال التلسكوب أو مراقبة الخلايا تحت المجهر ، ومن ثم نعتقد أن كل هذا كان نتيجة "الانفجار الكبير" أو أي حادث؟
(انظر أيضا فى: "القرآن الكريم")

MAGIC7
2010-08-19, 03:29 PM
http://knowingallah.com/images/text/19.jpg
لماذا خلق الله كل شيء؟

يقول الله عز و جل في كتابه الكريم أنه لم يخلق كل ما هو موجود عبثا، قال تعالى:
(و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) سورة الذاريات، الآية: 56.
لقد خلقنا الله تعالى لنعبده وحده و لا نشرك بعبادته أحدا.








(و هو الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام و كان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا و لئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) سورة هود، الآية: 7.
لقد خلق الله جميع ما نسميه الكون كاختبار لنا، و هذه الدنيا ليست دار القرار، و ما يمكن أن نعتبره "خيرا" أو "شرا" يمكن في الواقع أن يكون عكس ذلك تماما.


(تبارك الذي بيده الملك و هو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور، الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسير.) سورة الملك، الآيات: 1 – 4.
يصف لنا القرآن الكريم طبيعة البشر، و السرعة التي ننسى بها كل هذه النعم الرائعة التي تقدم إلينا يوميا. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ( و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل و جعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار) سورة الزمر، الآية: 8.


و نحن ننسى لأننا إنسان، و الإنسان مشتق من النسيان، و هذا جزء من الاختبار بالنسبة لنا. هل سنستعمل فقط الذاكرة الانتقائية و نتغاضى عما ندين به لخالقنا؟ أم أننا سنكون من الشاكرين حتى عندما نكون في شدة أو كرب؟
(فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه و نعمه فيقول ربي أكرمن، و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن) سورة الفجر، الآية: 15 – 16.


و من ثم يوضح لنا الله عز و جل الأسباب الحقيقية وراء كل هذا: (كلا بل لا تكرمون اليتيم، و لا تحاضون على طعام المسكين، و تأكلون التراث أكلا لما، و تحبون المال حبا جما) سورة الفجر، الآيات: 17 – 20.
الله خلقنا و أسبغ علينا كرمه و نعمه، و مع ذلك، فإننا متهاونون كثيرا في حقه علينا أن نعبده وحده، و ننكر يوم الحساب الذي سيسألنا فيه عن نعمه.


(يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك، كلا بل تكذبون بالدين) سورة الانفطار، الآيات: 6 – 9.


فكيف سننظر إلى أوضاعنا و محيطنا؟ و كيف سنعامل الآخرين؟ و هل نحن مستعدون للمسامحة أم للإدانة؟
كل هذه الأشياء تشكل جزءا من الاختبار بالنسبة لنا، و التي سوف نسأل عنها يوم الحساب.

----------------

MAGIC7
2010-08-19, 03:31 PM
هذه الآيات من القرآن الكريم، وخصوصا عن "أهل الكتاب" (اليهود والنصارى):

(تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق و ما الله يريد ظلما للعالمين، و لله ما في السماوات و ما في الأرض و إلى الله ترجع الأمور، كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون) سورة آل عمران، الآية: 108 – 110.
ومن كان يؤمن بالله الواحد الذي لا شريك له، ويعمل الخير ما استطاع إلى ذلك سبيلا، واتبع خاتم الأنبياء الذي بعثه الله (صلي الله عليه وسلم) ، سيكون مسلما (التسليم لإرادة الله)، بالتالي، فإنه يسلم بقضاء الله و حكمه، تماما كما أنه عز و جل هو الحكم في جميع المسائل.



هل يعامل الله اليهود والنصارى كالمسلمين؟
قد يتساءل البعض ما إذا كان أهل الكتاب (اليهود والمسيحيون) الذين يعيشون الآن يمكن اعتبارهم "منقذين" أم لا.
في الواقع ، اليهود والنصارى الذين يؤمنون بالله الإله الواحد، ويسعون إلى طاعة أوامره و اتباع الرسالة التي بعثها مع رسله (كإبراهيم وموسى وعيسى ، الخ.) مذكورون مرات كثيرة في القرآن الكريم :
(ليسوا سواء، من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل و هم يسجدون، يؤمنون بالله و اليوم الآخر و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات و أولئك من الصالحين، و ما يفعلوا من خير فلن يكفروه و الله عليم بالمتقين) سورة آل عمران، الآية: 113 – 115.

فلنستمر في التمعن في ما قال الله تعالى في القرآن الكريم عنهم: (إن الذين كفروا و ماتوا و هم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا و لو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم و ما لهم من ناصرين). سورة آل عمران، الآية: 91.

أي، من مات على الكفر فلن يقبل منه خير أبدا، و لو كان قد أنفق ملء الأرض ذهبا فيما يراه قربة.
سئل النبي (صلى الله عليه و سلم) عن عبد الله بن جدعان- و كان يقري الضيف، و يفك العاني، و يطعم الطعام- هل ينفعه ذلك؟ فقال: (لا، أنه لم يقل يوما من الدهر: رب اغفر بي خطيئتي يوم الدين).
و قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحدا من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار).
يقول الله تعالى في القرآن الكريم انه "خير الحاكمين"، و بالطبع الحكم النهائي على كل واحد منا يرجع إليه.


هل الله طيب، ودود وعادل؟
إذا كان الأمر كذلك، فمن أين جاء الشر والكراهية والظلم؟ يخبرنا الله أنه طيب، ودود، وعادل جدا في كل الأمور. ويقول إنه أفضل القضاة. كما يخبرنا أن الحياة الدنيا هي اختبار. فقد خلق كل شيء موجود، وكذلك خلق كل ما سيحدث. كما ذكر في القرآن الكريم أنه خلق الشر (على الرغم من انه ليس سيئا). انه يستخدم هذا كواحدة من العديد من الاختبارات بالنسبة لنا.



الناس الذين يعيثون فسادا في الأرض ويعيشون إلى سن متقدمة في العز والثراء من مكاسب غير مشروعة و يموتون دون أن يعاقبوا على أفعالهم، أين هي العدالة والإنصاف في هذا؟ الله يقدم لنا إجابة واضحة في القرآن الكريم حول ما ينتظر الأشرار من الناس من جزاء: (متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون) سورة يونس، الآية: 70.
(يومئذ يصدر الناس أشتاتا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره) سورة الزلزلة، الآية: 6-8.


(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون، و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين، أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون، من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت و هو السميع العليم، و من جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين، و الذين آمنوا و عملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم و لنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون، و وصينا الإنسان بوالديه حسنا و إن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون، و الذين آمنوا و عملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين، و من الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله و لئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين، و ليعلمن الله الذين آمنوا و ليعلمن المنافقين) سورة العنكبوت، الآية: 2 – 11.


والثواب والعقاب هم بالتأكيد جزء دائم من حياة الآخرة، فأولئك الذين يعانون في هذه الحياة، و يعملون الصالحات ويقدمون التضحيات ويحافظون على إيمانهم، سيكون ثوابهم عظيما في الآخرة و لن يكون مؤقتا بل أبديا. و الذين يفسدون في الأرض بانتهاك الحرمات، وإلحاق الأذى بالناس وفعل الشر والتدمير، و يبدو أنهم نجوا من العقاب في الدنيا، سيرون ثمار أعمالهم في الحياة الآخرة، و يعاقبون وفقا لما فعلوا.
و بخصوص الظلم، فإن الله حرمه على نفسه، و يكره أكثر أن يظلم المرء أخاه. و الله لديه القدرة المطلقة على كل شيء، خلق المرض، العجز، الموت، و أيضا خلق الظلم، حتى يختبر كل واحد منا في أفعاله.

MAGIC7
2010-08-19, 03:32 PM
http://www.kaheel7.com/userimages/tear-324654.JPG

هل فكرت يوماً بفوائد الدموع التي سخرها الله لك؟ وهل فكرت بالنتائج النفسية للدموع وبخاصة إذا كانت من خشية الله؟....



ماذا لو لم يكن لدى الإنسان دموع في عينيه؟ وما فائدة هذه الدموع؟ وهل هي مجرد وسيلة للبكاء؟ هذا سؤال قد يخطر ببال من يتأمل خلق الله تعالى القائل: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 21].
لقد زود الله عيوننا بجفون ترمش كل عدة ثوان وتحرك السائل في العين لترطب العين وتحميها من الجفاف، وعندما تقل كمية السائل المفرز يشعر الإنسان بجفاف في عينيه وآلام شديدة لا تُحتمل! كذلك يقوم هذا السائل (الدموع) بغسل العين ووقايتها من الجراثيم وتعقيمها!
أما البكاء فقد ذكره الله كصفة جيدة للمؤمنين فقال: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [المائدة: 83]. وهنا نتأمل هذه العبارة (تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) فقد ثبُت علمياً أن في العين غدد خاصة مسؤولة عن إفراز الدمع ترتبط مع الدماغ وهي تشبه مجاري الماء التي تفيض عندما يتدفق الماء بغزارة!!
وقد مدح الله أولئك الذين يخشعون أثناء استماعهم للقرآن، يقول تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 109]. وأقول يا أحبتي إن البكاء من خشية الله تعالى ينتج أفضل أنواع الدموع على عكس الأنواع الأخرى الناتجة عن الخوف أو الحزن أو الاكتئاب. فالبكاء نعمة حقيقية والدموع نعمة لا نشعر بفوائدها إلا عندما تصاب أعيننا بالجفاف أو نفقد هذه النعمة، فالحمد لله رب العالمين.
http://www.kaheel7.com/userimages/skin-0.JPG
حتى إفرازات الجسم سخرها الله لخدمتنا ووقايتنا من شر الجراثيم، فانظروا إلى هذه الأسرار الإلهية وكيف تتجلى في كل شيء من حولنا... لنقرأ ونحمد الله تعالى....




العرق يحتوي على مواد مضادة للجراثيم
أظهرت دراسة ألمانية جديدة أن العرق الذي يفرزه الجسم في الطقس الحار, يحتوي على عامل قوي مضاد للجراثيم قد يمدّ يد المساعدة في الحرب ضد الميكروبات والأمراض الانتانية التي تسببها إفرازات جسم الإنسان.

وقد تمكن الباحثون من رصد وعزل الجين المسؤول عن هذا المركب البروتيني المعروف باسم (ديرميسيدين) الذي يوقف الإصابة الجرثومية بصورة مبكرة, فيكون العرق بهذه الطريقة أول خطوط الدفاع الطبيعية ضد العوامل المرضية.

وأوضح الباحثون في جامعة إبيرهارد-كارلس في مدينة توبينغن الألمانية, أن هذا البروتين يُصنّع في الغدد العرقية في الجسم ويفرز مع العرق ثم ينقل إلى سطح الجلد, مشيرين إلى أنه أول عامل مضاد للميكروبات تنتجه الخلايا في الجلد البشري بصورة دائمة تم اكتشافه, مما يعني أنه يقدم حماية ثابتة ومستمرة ضد الكائنات الدقيقة الغازية.

ولاحظ هؤلاء في دراستهم التي نشرتها مجلة "الطبيعة لعلوم المناعة", أن بروتين ديرميسيدين كان نشطاً ضد أنواع مختلفة من البكتيريا, كالمكورات المعوية وإي كولاي, التي تعيش بصورة طبيعية في الأمعاء, ولكنها تلوث الجروح والطعام وتسبب المرض, إضافة إلى المكورات العنقودية الذهبية المسؤولة عن الإنتانات الجلدية الشائعة وفطريات الكانديدا المبيضة التي تسبب الإصابات الفطرية للجلد.

http://www.kaheel7.com/userimages/skin-1.JPG


تشير الاكتشافات إلى أن العرق البشري يحتوي على مركب مضاد للميكروبات يلعب دوراً في حماية الجلد من الجراثيم, وقد يساعد في الحد من الإنتانات والإصابات الناتجة عن الجراثيم المرضية خلال الساعات القليلة الأولى التي تتبع تكاثر البكتيريا. ويؤكد العلماء أن الجلد والعرق ينتجان مضادات حيوية تكافح الالتهابات، وفي الدراسة الألمانية الجديدة تبين أن العرق لا يسهم فقط في تنظيم حرارة الجسم وإنما يشكل كذلك خط دفاع أولي لمكافحة الالتهابات الناجمة عن البكتيريا والفطريات, كما يتولى الجلد أيضا إنتاج مضاداته الحيوية الخاصة للغرض نفسه.

بروتين في العرق والدموع يمنع مقاومة الجراثيم للدواء
أظهر بحث جديد نشرته مجلة (الطبيعة) العلمية, أن أحد المكونات الطبيعية لإفرازات الجسم, مثل العرق والدموع, تمنع تحول البكتيريا إلى أنواع مقاومة للدواء, مما يساعد في تطوير عقاقير علاجية فعالة ضد الإصابات الإنتانية المزمنة.

وأوضح الباحثون أن الطبقات الحيوية الرقيقة الصلبة التي تشكلها البكتيريا تعتبر مشكلة صحية كبيرة, وهذه الطبقات شديدة المقاومة للمضادات الحيوية, وهي تغطي عادة المفاصل الصناعية, وتسبب التهابات مميتة في الرئتين عند المرضى المصابين بالتليف الكييسي.
http://www.kaheel7.com/userimages/skin-2.JPG


لاحظ الباحثون بعد تنمية سلالات بكتيرية من نوع "سودوموناس آريجينوزا" التي تعيش في الرئتين عند المرضى المصابين بالتليف الكييسي على شرائح زجاجية, أن البكتيريا تضاعفت وتكاثرت, ووصلت أعدادها للملايين خلال أسبوع واحد, أما عند معالجتها ببروتين "لاكتوفرين" فلم تستطع البكتيريا التضاعف وتكوين الطبقات الحيوية الصلبة.

ويرى الخبراء أن أثر هذا البروتين على البكتيريا يقدم طريقة جديدة للتخلص من الإصابات الانتانية الناتجة عن الطبقات الحيوية بتجويعها وحرمانها من غذائها, مشيرين إلى أن الكثير من الدراسات ركزت على إعاقة الإشارات الكيميائية التي تستخدمها المستعمرات البكتيرية للتواصل.

ولفت الاختصاصيون إلى أنه بالإمكان رش المزروعات الطبية والجروح ببروتين "لاكتوفرين" أو دواء آخر يمتص الحديد, لمنع تشكل الطبقات الحيوية من البكتيريا, ويمكن لمرضى التليف استخدامه عن طريق الاستنشاق.
http://www.kaheel7.com/userimages/skin-3.JPG


وجد العلماء في جامعة آيوا الأميركية, أن البروتين الطبيعي "لاكتوفرين", الموجود بتراكيز عالية في الدموع والمخاط وحليب الثدي, يمنع البكتيريا من التجمع, ويساعد في المحافظة على سلامة الرئتين والتجاويف. وفسروا ذلك بأن هذا البروتين يحرم البكتيريا من الحديد اللازم لتغذيتها وتكاثرها, فتترك الطبقات الحيوية التي كونتها وتنتقل لتبحث عن مصدر آخر, عندما تواجه هذا النقص.

هل نستطيع إحصاء نعم الله تعالى؟
يقول تبارك وتعالى مخاطباً الناس: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34]. بالفعل لا نستطيع أن نعدّ نعم الله عز وجل، لأن العلم في كل يوم يكشف عن فوائد جديدة لم نكن نشعر بها من قبل.

فقد يقول قائل: ما فائدة التعرق والدموع وغيرها مما يفرزه الجسد، والدراسات تبين الفوائد العديدة لهذه الإفرازات. وكأن هذا الجلد مسخر لخدمتنا. ومن هنا ندرك معنى جديداً لقوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الشورى: 13].

وأهمس في أذُن كل من لا يؤمن برسالة الإسلام وأقول: هذا الجلد سخره الله لحمايتك من الحرارة والجراثيم والفيروسات وصمَّمه لك بطريقة تناسب احتياجاتك فلا يعيق عملك بل يساعدك على أداء الأعمال بمرونة ويتحمل الصدمات. وسؤالي لك: أفلا تؤدي حق الله في هذه النعمة العظيمة؟ هل تحافظ على هذا الجلد فلا تمس شيئاً حرمه الله عليك؟ وهل تحفظ هذا الجلد فلا ترتكب فاحشة أو ذنباً يُغضب المولى تبارك وتعالى؟
وهل تعلم بأن هذا الجلد المخلص لك في الدنيا سيكون عدواً لك يوم القيامة عندما يشهد عليك؟ تصوَّر معي هذا الموقف المرعب، هل تحب أن تكون فيه؟ لنتأمل: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) [فصلت: 19-24].

هذا النص الكريم يتحدث عن أولئك الذين يحاربون الله ورسوله ويستهزئون برسالة الإسلام حيث تنطق جلودهم وتشهد عليهم وتخبر بمعصيتهم لله ورسوله، ولذلك فإن النار ستكون بمثابة الإقامة والمثوى لهم، سواء صبروا أم لم يصبروا، لا يوجد لديهم أي خيار، النار محيطة بهم من كل جانب!

ثم بعد ذلك فإن هذا الجلد الذي كان يدفع عنك أذى الجراثيم في الدنيا سيكون سبباً في تذوقك للألم والعذاب والذل، لنتصور معاً هذا المشهد حيث يصور لنا الله نتيجة كل من يستكبر ويكذب بالله وبرسوله، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء: 56]. وهذا أكبر أنواع العذاب أن يبدَّل الجلد باستمرار ليبقى العذاب مستمراً...

فإذا أردت لهذا الجلد الذي حماك في الدنيا أن يحميك في الآخرة، فما عليك إلا أن تعترف بصدق هذا الدين وأن تؤمن بالله العظيم القائل: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التغابن: 9].
وأخيراً ندعو بالدعاء الذي كان يكثر منه النبي صلى الله عليه وسلم، بل ينبغي أن نحفظ هذا الدعاء ونكرره باستمرار ونقول: "اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك".

MAGIC7
2010-08-19, 03:33 PM
http://www.kaheel7.com/userimages/co-operation-1.JPG

لا يوجد دين مثل الإسلام اهتم بمساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم حتى لدرجة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعتبر أن مساعدة الآخرين جزء من الإيمان.....




النبي يوصي بمساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم
أحاديث كثيرة جاء بها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يؤكد فها على أهمية التعاون ومساعدة الآخرين ومدّ يد العون لهم. حتى إن النبي الكريم اعتبر أن الإيمان لا يكتمل حتى تحب لأخيك ما تحبه لنفسك!! واعتبر أن الذي ينام وجاره جائع وهو يعلم فهو ناقص الإيمان، ومن زاره ضيف ولم يكرمه فهو ناقص الإيمان...

يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [صحيح الألباني 7384]. ويقول أيضاً: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) [صحيح الألباني 7988].

هذا حديث عجيب ندرك من خلاله مدى اهتمام النبي بمساعدة الآخرين وحب الخير لهم، حتى إن النبي اعتبر أن أي عمل تقوم به تفرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا أو تستر عليه عيباً أو تقضي له حاجة... فإن الله سيعطيك من الأجر أضعاف ما قمت به في الدنيا.

يقول النبي الأعظم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) [رواه البخاري ومسلم]. إن إكرام الضيف هو سنة يحبها الله ورسوله وإن الله يعطي عليها أجراً عظيماً. والإسلام لم يأمر بمساعدة الآخرين فحسب، بل بكفّ الأذى عنهم وعدم إيذائهم.

والآن وبعدما رأينا كيف اهتم الإسلام بهذا الجانب الاجتماعي وحافظ على سلامة المجتمع وتماسكه وانتشار المحبة والود والعطف والتراحم بين المؤمنين، نسأل: هل هناك من إعجاز علمي أو فوائد طبية ونفسية لمثل هذا العمل؟!

دراسة علمية تؤكد أن مساعدة الآخرين تعالج التوتر النفسي
أكد الخبراء في مجال علم النفس أن مساعدة الآخرين من شأنها أن تخفف توتر الأعصاب، حيث إن الانخراط في معاونة الآخرين يحفز إفراز هرمون "الإندورفين"، وهو هرمون يساعد على الشعور بالراحة النفسية والنشوة.

ويؤكد المدير السابق لمعهد "النهوض بالصحة" في الولايات المتحدة الأمريكية "آلان ليكس" أن معاونة الآخرين تساعد على تقليل حدة الضغط العصبي، حيث إن مساعدة الفرد للآخرين تقلل من تفكيره بهمومه ومشاكله الشخصية ومن ثم يشعر بالراحة النفسية.

وأشار الباحث إلى ضرورة توافر ثلاثة شروط أساسية عند مساعدة المرء للآخرين للتمتع بالجوانب الإيجابية للمساعدة، وهي أن تكون المساعدة منتظمة، وأن يتاح اتصال شخصي بين الشخص "المساعد" وطالب المساعدة وأن يكون طالب المساعدة خارج نطاق المعارف أو العائلة أو الأصدقاء.

ويؤكد الخبير أن الإنسان ليس مجبراً على مساعدة الغرباء، وهو حرّ تماماً في اتخاذ قرار المساعدة من عدمه وأن تلك الحرية تعد أمراً مهما للحصول على النتائج النفسية المرغوبة من مساعدة الآخرين. وعلى العكس من ذلك يكون الشخص "مجبراً" على مساعدة الأصدقاء والأقارب.


الاكتئاب هو مرض العصر، ملايين الإصابات سنوياً نجدها وبخاصة في العالم غير الإسلامي، منها ما يؤدي للانتحار أحياناً. ولكن الإسلام حرص على المؤمن وأمره بحب الخير ومساعدة الآخرين، لأن الله تعالى يعلم أن هذا العمل يعالج الاكتئاب ويرفع النظام المناعي لدى الإنسان... فانظروا معي إلى عظمة هذا الدين... ألا يستحق أن يُتَّبَع!

وفي دراسات علمية سابقة تبين أهمية التسامح والعفو عن الآخرين وعدم الغضب... كل ذلك يؤدي إلى تحسين كفاءة النظام المناعي لدى الإنسان وبالتالي وقايته من مختلف الأمراض. ويمكن القول إن أي عمل خير تقوم به يمكن أن يساهم في تحسين الحالة النفسية ورفع مستوى النظام المناعي وإعطاء جسمك جرعة مناعية إضافية ضد الأمراض وبخاصة التوتر النفسي.

إن الإسلام عندما اهتم بأعمال الخير إنما جاء هذا التشريع لمصلحة الإنسان والمجتمع وللفوز بثواب الدنيا والآخرة. ولذلك نجد آيات كثيرة تحض المؤمن على التعاون وتقديم الخدمات للآخرين مجاناً ودون مقابل. وانظروا كيف أن هذا الباحث وبعد تجارب كثيرة تبين له أن أفضل أنواع المساعدة عندما لا تطلب أجراً أو شكراً على مساعدتك، ومن هنا ندرك أهمية قوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) [الإنسان: 8-9].

الخوف والناصية
http://www.kaheel7.com/userimages/fear-00.JPG
لقد استطاع العلماء تحديد منطقة الناصية وأهميتها في علاج الخوف، ولكننا كمسلمين كيف ننظر إلى هذه الدراسة وكيف نستفيد منها؟ لنقرأ....




العلماء يحددون المنطقة المسؤولة عن الخوف
حدد عالمان منطقة في المخ تتصل بالشعور بالخوف مما قد يساعد في تطوير علاج للذين يعانون من اضطرابات بعد العمليات الجراحية أو من نوبات القلق.
وقال أحد العالمين وهو غريغوري كويرك من مدرسة الطب في بورتوريكو "اكتشفنا منطقة في المخ تنشط عندما يقل الخوف. ووفقا لذلك إذا ما حفزنا هذه المنطقة كهربيا يمكننا تقليل الخوف". وأضاف كويرك في مقابلة أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحفيز هذه المنطقة في هذا الجزء من القشرة الأمامية للمخ لتقليل الخوف.
ويعتقد كويرك وزميله ويدعى محمد ميلاد أن وظيفة القشرة الأمامية التي وجداها بدراسة سجلات الخلايا العصبية في مخ الفئران تمنع الخوف كرد فعل.
وقال العالمان إنه يبدو أن الذين يعانون من اضطرابات بعد العمليات الجراحية يضعف لديهم نشاط القشرة الأمامية من المخ. واعتقدا أن أسلوبا تجريبيا غير مؤلم يسمى التحفيز المغناطيسي للجمجمة يمكن أن يساعد في السيطرة على الخوف.

http://www.kaheel7.com/userimages/fear-01.JPG


الخوف هو رد فعل للإحساس بالخطر وغريزة لحب البقاء لدى الحيوان والإنسان. ويشكك العلماء في أن هناك نظاما بالمخ يقلل الخوف دون إلغاء الذاكرة الخاصة به بالكامل, ولكن حتى الآن لا يعرفون أين يكمن هذا النظام.

رائحة الخوف
أظهرت دراسة علمية حديثة أن للخوف فعلاً رائحة يمكن شمها، وأنه يمكن أن يُعدي الآخرين. وأوضحت الدراسة التي أعدها العلماء أننا لاشعورياً نكتشف ما ينتاب الآخرين من خوف عبر استنشاق ما تفرزه أجسادهم من مواد كيماوية. ويعتقد هؤلاء العلماء أن تلك الإفرازات يمكن أن تكون معدية وتسري لتصيب من يحيطون بصاحبها من أفراد.
وفي التجربة التي أجريت في إطار الدراسة وضع فريق من العلماء بجامعة دوسلدورف الألمانية بقيادة الدكتورة بتينا بوز، ضمادات قطنية تحت آباط مجموعة من الطلاب قبل جلوسهم لأداء امتحاناتهم الجامعية. كما جمعت الدكتورة بتينا العرق الذي تصبّب من مجموعة الطلاب المتطوعين أثناء أدائهم تمارين رياضية على دراجات هوائية.
ثم طّلب من مجموعة أخرى من الطلاب استنشاق الضمادات القطنيَّة، بينما جرى رصد الإشارات الصادرة من أدمغتهم بجهاز مسح بالرنين المغناطيسي. وكانت النتيجة أن أياً من أولئك الطلاب لم يستطع ملاحظة الفرق بين "التعرّق الناجم عن الخوف" و"التعرّق الناتج عن التمارين الرياضية".
http://www.kaheel7.com/userimages/fear-02.JPG


لاحظ العلماء أنه عند استنشاق "عرق الخوف" تكون فصوص الدماغ التي تتحكم في الإشارات العاطفية والاجتماعية أكثر حيوية ونشاطاً, وتومض أجزاء الدماغ المعنية بتوارد العواطف أيضاً. ويعتقد الباحثون أن الخوف والقلق يتسببان في إفراز مادة كيميائية هي التي تجعل الآخرين يتشاطرون نفس المشاعر أو ما يعرف بتوارد العواطف.

تعليق على هذه الدراسة
أحبتي في الله! تعودنا أن نقرأ أي خبر علمي قراءة إيمانية، فالغرب يكتشف أسرار العلم لمجرد حب المعرفة أو لعلاج مرض ما أو لكسب مزيد من المال أو غير ذلك من الأهداف الدنيوية، ولكننا كمسلمين نتعرف على أسرار العلم لنزداد إيماناً بالخالق العظيم. إذ أن كل ما في الكون هو من صنع الله وقد أتقنه وقال: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].
من ميزات الإسلام أنه يجعل كل أمر تقوم به عبادة لله تُثاب عليها، وربما يكون التفكر في أسرار الكون من العبادات المهمة التي تقوّي الإيمان وتزيد المؤمن قرباً من خالقه وتجعل المؤمن يدرك عظمة الخالق ويقول: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191].
والدراسة التي بين أيدينا اليوم تؤكد على أهمية منطقة الناصية وهي المنطقة الأمامية من قشرة الدماغ حيث يقول العلماء إنها من أهم مناطق الدماغ، فهي مسؤولة عن الإبداع والتوجه والقيادة والخطأ والكذب... واليوم يكتشف العلماء أهمية هذه المنطقة بالنسبة للشعور بالخوف.
ويمكن القول: إن تنشيط هذه المنطقة يقلل الخوف عند الإنسان، وهذه المنطقة تنشط كثيراً أثناء الخشوع وبخاصة في الصلاة – كما رأينا في أبحاث سابقة – ولذلك فإن تدبر القرآن والخشوع من العبادات التي تعالج الخوف... أي أن من يتبع تعاليم الإسلام يقل لديه الإحساس بالخوف، ولذلك قال تعالى: (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 38]، وقال أيضاً: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 112]!
تؤكد بعض الدراسات في علم البرمجة اللغوية العصبية أن الإنفاق والتصدق على الفقراء يمنح الإنسان إحساساً بالأمان والراحة النفسية ويقضي على الشعور بالخوف، وربما ندرك أهمية هذا الأمر عندما نقرأ قوله تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 274].
أما بالنسبة "لرائحة الخوف" التي تنتشر و"تعدي" من حولك، فإن هذه القضية تستحق التفكير، وهي تعني أن الخوف لا يتناول صاحبه بل يتعدّاه إلى من يحيطون به. فأنت عندما يسيطر عليك الخوف فإنك تؤثر على أبنائك وعلى أسرتك وعلى أصدقائك... ولذلك فإن الطريقة المثلى لعلاج الخوف هي الخوف من الله تعالى... لأنك عندما تخاف من خالق الكون وخالق البشر وتدرك عظمة هذا الخالق تبارك وتعالى، فإنك تستصغر كل المخلوقات بالنسبة له عز وجل.
وأود أن أقول إن الخوف ليس نوعاً واحداً إنما هناك "خوف إيجابي" وهو الخوف من الله تعالى!! وهذا الخوف هو اطمئنان للمؤمن ولذلك فإنه مطلوب ومحمود وكل مؤمن يسعى له. لأن الخوف من الله يعني النجاة من عذابه والسعادة في الدنيا والآخرة، أما الخوف من الناس يولد الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى... ولذلك يقول تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 173-175].
والخوف نعمة من الله تعالى! ولكن بشرط أن نعرف كيف نخاف وممن نخاف! وهو رد فعل طبيعي لتجنب المخاطر والأضرار وقد سخر الله للإنسان عمليات معقدة تحدث في أنظمة الجسد تقيه من المهالك، ومن التقنيات التي زوده الله بها "الخوف".
وقد علمنا الله كيف نخاف! فلا نخاف من الناس ولا نخاف من المستقبل ولا نخاف من الوهم، بل ينبغي أن نكون كما قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم يأمره أن يخاف من الله فقال: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الأنعام: 15]. إذاً الهدف من الخوف هو تجنب المعصية وتجنب غضب الله تعالى.
وأخيراً أود أن أتوقف مع موقف عصيب مرَّ به سيد البشر عليه الصلاة والسلام وهو في الغار والكفار يحيطون به وبالقرب منه ولو أن أحدهم نظر إلى أسفل قدميه لرأى النبي وصاحبه أبا بكر... ولكن هل خاف النبي أو صاحبه من الكفار؟؟
طبعاً لا! لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الله معه ولن يتركه، ولكن سيدنا أبا بكر رضي الله عنه حزن ولم يخَف، فقال له النبي: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40]. وهذا الموقف نحن بحاجة له اليوم، فنحن نخاف من الفقر ونخاف من المستقبل ونخاف من المرض... ولكن ينبغي أن نوجه خوفنا باتجاه واحد ألا وهو "الخوف من الله عز وجل".

MAGIC7
2010-08-19, 03:34 PM
الإحسان إلى الوالدين يزيد من حيويتهما



دراسة تؤكد أن العلاقات الاجتماعية والاهتمام بكبار السن تقيهم من الأمراض وتزيد مناعتهم وتساعدهم على الحياة السعيدة....



معجزات القرآن لا تقتصر على الجانب العلمي أو اللغوي أو العددي... لأننا لو تدبرنا القرآن لرأينا في كل آية معجزة حقيقية، وهذا ما شغل تفكيري لسنوات عندما كنتُ أتأمل قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23-24].
وكنتُ أتساءل: لو كان القرآن كلام محمد صلى الله عليه وسلم، فلماذا يخوض في مثل هذه المسائل؟ ولماذا يوصي بالأبوين إلى هذا الحدّ؟ ولماذا لم يأمر الشباب بالتمرد على الأبوين والتمرّد على الأفكار القديمة كما نشاهد في الغرب، حتى أصبحت دور العجزة ممتلئة بالآباء وكبار السنّ؟
ولذلك فقد بدأ العلماء حديثاً يدركون أهمية العناية بالوالدين حيث يساعدهم ذلك على الوقاية من الأمراض ويرفع النظام المناعي لهم. فالصداقة هي "إكسير الشباب الحقيقي" لكبار السن كما يعبر عن ذلك أحد العلماء، والنشاط الاجتماعي يحفظ سلامة أعصاب الدماغ حسب ما جاء في دراسة حديثة.
فقد أكدت دراسة حديثة أن نجاح كبار السن في تنويع صداقاتهم وإبقاء علاقاتهم الاجتماعية يمكن أن يساعدهم على الإحساس بأنهم أصغر من أعمارهم الحقيقية، كما تسمح لهم بالاحتفاظ بحيويتهم وقدرتهم على الحركة بنشاط.
وقالت الدراسة، التي نشرتها مجلة "وثائق الطب الداخلي" إن القدرات الحركية لكبار السن على صلة مباشرة بعلاقاتهم وممارساتهم اليومية التي كلما ازدادت تزداد تأثيراتها الإيجابية على الدماغ. ولفت الدكتور أرون بوشمان، المتخصص في طب الأعصاب بجامعة "راش" بمدينة شيكاغو الأمريكية، والذي أشرف على الدراسة، إلى أن ما دفعهم إلى إنجازها كان ملاحظة تراجع قدرات الحركة وسرعة السير لدى كبار السن مقارنة بما كانوا عليه في شبابهم.
وتابع: "يمكن لدراستنا أن تفتح آفاقاً جديدة أمام دراسة الرابط بين النشاطات الاجتماعية والقدرات الحركية" وبحسب الدراسة، فقد جرى تحديد مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن المشاركة في نشاطات محفزة للتفكير والمشاركة الاجتماعية وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تحد من تراجع الحركة المترافق مع الشيخوخة.
كما تضيف الدراسة أن هذه النشاطات تفرز بروتينات معينة قادرة على حماية أعصاب الدماغ من الموت السريع، كما تعزز قوة الروابط الموجودة بينها، وهذه الحماية هي التي تضمن للجسم القدرة على مواصلة الحركة النشطة، كما في مرحلة الشباب.
وتقول الدراسة التي شملت حالات 906 أشخاص يبلغ متوسط أعمارهم 80 عاماً، إن الذين حافظوا على علاقات الصداقة والروابط والنشاطات الاجتماعية تمكنوا من تأدية عدة حركات يعجز عنها معظم كبار السن، وبينها السير بخط مستقيم والوقوف على قدم واحدة والوقوف على أصابع القدمين والدوران. وبالمقابل، تعتبر الدراسة أن خلل الحركة لدى كبار السن يمثل إشارة مبكرة إلى وجود مشاكل تتعلق بقدراتهم الدماغية.
ماذا عن الإسلام؟
تأملوا يا أحبتي ما يقوله العلماء حول أهمية العلاقات الاجتماعية لكبار السن، لأنهم فقدوا الروابط الأسرية وليس لديهم أي تعاليم تأمرهم بالعناية بالأبوين. ولكن الإسلام لم يغفل عن ذلك، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاعتناء بالأبوين، وحتى بعد موت الأبوين أمرنا أن نبرَّ أصدقاءهما!!!
أما القرآن فقد اعتبر برّ الوالدين من أعظم الأعمال بعد عبادة الله، وانظروا معي إلى هذه الآية العظيمة الشاملة: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) [النساء: 36]. إنها تمثل قمة الاهتمام بالأبوين والأقرباء واليتيم والفقير والجيران وحتى العبيد والخدم!
ولذلك يمكن القول إن ما يكشفه العلماء حديثاً يمثل دليلاً ملموساً على أن الإسلام قد سبقهم إليه، وهذا يدل على أنه تشريع إلهي، وأنه دين الرحمة والسلام والمحبة، وليس دين التخلف كما يدَّعون! يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57].

<H2>ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه



http://www.kaheel7.com/userimages/heart-quran.JPG
هذه آية تشهد على إعجاز القرآن، لأنها تتحدث عن إحدى الحقائق الطبية اليقينية، فالرجل لا يمكن أن يحمل أكثر من قلب في جوفه، ولكن ماذا عن المرأة؟ لنقرأ....



لفت انتباهي هذا التحليل الذي وجدته على شبكة الإنترنت لقوله تعالى: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) [الأحزاب: 4]. فلماذا قال خصَّ الله تعالى الرجل دون المرأة؟ وهل يمكن للمرأة أن تحمل في جوفها قلبين؟
لقد شهدنا في التاريخ حالات شاذة لطفل رأسين أو عدة أذرع أو أرجل، وغير ذلك، ولكن لم نشهد أبداً رجلاً يعيش بقلبين، لأن القلب هو المسؤول عن تنظيم حركة الدم، ولا يمكن أن يعيش إنسان بقلبين، ولكن ماذا عن المرأة؟
المرأة إذا حملت فإنها تحمل في جوفها قلبها وقلب طفلها، وقد تحمل بأكثر من توأم ولذلك قد تحمل في جوفها عدة قلوب، ولكن الرجل لا يمكنه ذلك!
http://www.kaheel7.com/userimages/one-heart-man.JPG


القلب هو أهم عضو من أعضاء الجسد، فهو الذي ينظم الدورة الدموية ويحرك الدم في نظام معقد، والقلب يُخلق في مرحلة مبكرة جداً خلال الأسابيع الأولى من الحمل، ويبدأ في ممارسة نشاطه مباشرة، وقد كشفت بعض الأبحاث أ، للقلب دور في عملية التفكير والإبداع والإيمان.
وقد يولد طفل بقلبين (ربما يحدث هذا كحالة شاذة) ولكنه لن يصل لمرحلة أن يصبح رجلاً وسيموت وهو طفل، ولذلك تُعتبر هذه الآية معجزة طبياً، لأنه لا يمكن لأحد أن يقرر أنه لا يمكن العيش بقلبين! ولذلك قال تعالى في نفس الآية (وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ)، فهذه الحقيقة، حقيقة أنه لا يوجد رجل يمكن أن يحمل في جوفه أكثر من قلب، دليل على صدق القرآن

MAGIC7
2010-08-19, 03:35 PM
النوم يساعد على التعلم

يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) [الفرقان: 47]، فالنوم معجزة عظيمة لا يزال العلماء يكتشفون أسراره ....



توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن النوم، يريح الدماغ ويفسح المجال لتعلم أمور جديدة, فضلاً عن كونه يساعد على الاحتفاظ بالذكريات لفترة أطول. ويعتقد علماء الأعصاب, طبقاً للدراسة التي أجريت بكلية الطب في جامعة واشنطن أن نشوء نقاط اشتباك عصبية جديدة هو أحد المفاتيح الأساسية التي تسمح للدماغ بترميز الذكريات ومراكمة المعلومات.
وقال المعد الرئيسي للدراسة بول شاو إن ثمة أسباباً كثيرة تحول دون نشوء نقطة اشتباك عصبية في الدماغ ومن بينها المساحة المحدودة للجمجمة. وتمكن هذا الباحث من ملاحظة نشوء نقاط اشتباك عصبية جديدة عند الذباب خلال مرحلة التعلم، وقال إنه لاحظ أن النوم يساهم في ترك مساحات أكبر لتكوّن هذه النقاط.
واستخدمت الدراسة ذبابًا معدلاً جينيًّا من أجل التمكن من مراقبة نمو نقاط الاشتباك العصبية الجديدة، وهي النقاط التي تتواصل من خلالها خلايا الدماغ, وذلك لأن نوم الذباب شبيه إلى حد كبير بنوم البشر.


http://www.kaheel7.com/userimages/sleeping-learn.JPG

هذه الدراسة تذكرنا بقول الحق تبارك وتعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23]. فالنوم آية ومعجزة تشهد على قدرة الله تعالى، ولولا النوم لما أمكن للإنسان أن يستمر أن يستقر على هذه الأرض.
والنوم عملية استراحة لأجهزة الجسد واستراحة للدماغ أيضاً، لأن الدماغ يقوم بأعمال أخرى أثناء النوم بسبب الراحة التي تمنحها له عملية النوم، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) [النبأ: 9]. والسؤال: هل نحمد الله تعالى على نعمة النوم؟
والآن هل علمنا لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عندما يستيقظ من نومه (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)؟ فانظروا معي كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام أدرك أهمية النوم في زمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن أسرار النوم، ألا يدل ذلك على صدق رسالته عليه الصلاة والسلام؟

<H2>الحزن يزيد من خطر الموت

http://www.kaheel7.com/userimages/23658941100.JPG

إذا كنتَ ممن يحزنون فحاول أن تفرح لأن الحزن يؤدي إلى الموت المفاجئ!!! هكذا تقول الدراسات العلمية في القرن الحادي والعشرين، وهذا ما أكده القرآن قبل أربعة عشر قرناً....



دراسة يابانية تؤكد أن اليوم غياب البهجة يزيد خطر الموت المبكر!
فقد قال باحثون يابانيون إن غياب السعادة يزيد من أمراض القلب والأوعية الدموية ويدفع إلى الانتحار. وفي الأيام الماضية أظهر بحث من اليابان أن الذين يعتقدون أن الحياة لا تستحق أن تُعاش هم أكثر عرضة للموت خلال الأعوام القليلة القادمة. والاحتمال المتزايد للموت مرده إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والأسباب الخارجية وأكثرها شيوعاً الانتحار.
يقول الدكتور توشيماسا سوني وزملاؤه من كلية الطب في جامعة توهوكو إن البحث هو الأكبر من نوعه حتى اليوم الذي يحقق في كيفية تأثير البهجة والشعور بالرغبة في الحياة على احتمالات الموت، وهو البحث الثاني فقط الذي يبحث الموت نتيجة أسباب معينة.
ودرس الباحثون 43390 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم بين 40 و 79 عاماً يعيشون في إقليم أوساكي وتمت متابعتهم لمدة سبع سنوات توفى خلالها 3048 منهم. وتم توجيه سؤال إليهم جميعاً: "هل تشعر بالبهجة في حياتك؟" فأجاب 59 في المئة بنعم و36.4 في المئة قالوا لا ندري و4.6 في المئة قالوا لا.
وهؤلاء الذين لم يكن لديهم إحساس بالبهجة لم يكونوا في الأغلب متزوجين أو لديهم عمل وكانوا أقل تعليماً ويعانون من أحوال صحية أسوأ وأكثر اضطراباً على المستوى العقلي وأكثر شعوراً بالألم الجسدي. وكانوا على الأرجح ذوي أنشطة بدنية محدودة. ومن بين 186 حالة وفاة نتيجة أسباب خارجية من بين المشاركين في الدراسة الذين توفوا كانت هناك 90 حالة انتحار!!!
ولكن حتى بعد استخدام الباحثين للتقنيات الإحصائية لمعادلة هذه العوامل فان الناس الذين لم يكن لديهم شيء من البهجة كانوا مع ذلك عرضة لخطر الموت خلال فترة المتابعة مقارنة بالأشخاص الذين لديهم شعور بالبهجة. وكانت العلاقة مستقلة أيضاً عن التاريخ المرضي وتناول الكحوليات.
وبشكل عام فإن الأشخاص الذين ليس لديهم شعور بالبهجة كانوا أكثر عرضة بنسبة 50 في المئة للموت نتيجة أي سبب خلال فترة المتابعة مقارنة مع هؤلاء الذين لديهم شعور بأن الحياة تستحق أن تُعاش. هؤلاء كان لديهم خطر أكبر بنسبة 60 في المئة للموت نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية وأبرزها الجلطة الشائعة، وخطر أكبر بنسبة 90 في المئة للموت نتيجة أسباب خارجية.
مقارنة نتائج هذه الدراسة مع تعاليم الإسلام
نستنتج من هذه الدراسة عدة أمور تؤثر على صحة الإنسان وعلى سعادته وحياته سوف نلخصها في نقاط محددة وننظر إلى تعاليم ديننا الحنيف، هل تتفق مع ما يقوله العلم أم تناقضه؟
1- تؤكد الدراسة أن معظم الذين يعانون من أمراض القلب والذين شملتهم الدراسة كانوا غير سعداء وكانوا في معظمهم غير متزوجين! وهنا نستطيع أن نستنتج أن الزواج يؤدي إلى السعادة، وهذا ما أمرنا به الإسلام. فالزواج سنة نبوية من رغب عنها لم يكتمل إيمانه!
2- معظم الذين كانوا يشعرون بالتعاسة وكان لديهم مشاكل صحية وكان من بينهم أناس ماتوا موتاً مفاجئاً وآخرين انتحروا... هؤلاء لم يكن لديهم عمل. وهنا نتذكر أن الإسلام أمر بالعلم والعمل، بل غالباً ما يقترن العمل بالإيمان، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 82]. ونتذكر بأن القرآن رفع من شأن العلماء حتى جعلهم أشد خشية لله لأنهم أكثر معرفة بالله.
3- نلاحظ من خلال الدراسة أن عدداً من التعساء لم يكونوا متعلمين! وهذا يقودنا إلى أهمية العلم ودوره في سعادة الإنسان وصحته! يقول تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 28]، وفي آية أخرى نجد قوله تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران: 18]. ويقول تعالى مؤكداً أهمية العلم وشأن العلماء: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [المجادلة: 11].
3- الحزن يقود إلى الموت! هذا ما تؤكده عدة دراسات علمية موثقة، فقد تمت دراسة الكثير من حالات الموت المفاجئ والانتحار والجلطات الدماغية والقلبية وغير ذلك من حالات الإصابة بالسرطان... وقد وجد الباحثون أن الحزن له أضرار كبيرة على الجسد بشكل عام وبخاصة النظام المناعي، والذي تنخفض كفاءته بشدة أثناء الحزن.
ومن هنا ندرك لماذا أمر الله المؤمنين ألا يحزنوا، يقول تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]. وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يحزن، يقول تعالى: (وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [التوبة: 176].
كذلك بشر المؤمنين أنهم لن يحزنوا لحظة الموت وهي أهم لحظة في حياة الإنسان! يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30].
وبشر المؤمنين بأنهم لن يحزنوا يوم القيامة: (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) [الزخرف: 68], ولن يحزنوا لحظة دخول الجنة: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) [الأعراف: 49].
وهذا هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يأمر سيدنا أبا بكر رضي الله عنه ألا يحزن وهما في الغار وفي أصعب المواقف، يقول تعالى: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40].
ويأمر الله نبيه محمداً ومن ورائه كل مؤمن ألا يحزن لرؤية هؤلاء الملحدين الذين يهاجمون الإسلام وينتقدونه ويحاربونه ويتربصون به ويشوهون صورته، يقول تعالى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 127-128].
ويأمر سيدتنا مريم عليها السلام ألا تحزن فيقول: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) [مريم: 24]. وقد ثبُت في دراسة علمية أن الحزن يؤثر على الجنين وقد يؤدي إلى تشوهات خلقية، ولذلك أمر الله مريم ألا تحزن!!
كذلك أمر أم موسى ألا تحزن!! لأن الحزن يؤثر على نوعية حليب الأم سلبياً، وقد أراد الله لها أن ترضع ابنها وتقر عينها به، يقول تعالى: (وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص: 7]. ويذكر سيدنا موسى بهذا الموقف فيقول: (فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ) [القصص: 40].
ويأمر الله نبيه لوطاً ألا يحزن! يقول تعالى: (وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) [العنكبوت: 33].
وأخيراً يبشر الله كل مؤمن بأنه لن يحزن أبداً، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 277].
لاحظوا معي كيف تأتي كلمة (لا) قبل كلمة (تحزن) دائماً ليدلنا ذلك على أن المؤمن لا يحزن، بل يفرح برحمة الله ويتفاءل بالخير دائماً، نسأل الله تعالى أن نكون من الذين قال فيهم: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].

MAGIC7
2010-08-19, 03:35 PM
أربعون فائدة طبية ونفسية للخشوع

http://www.kaheel7.com/userimages/858862332.JPG
ربما يعجب المرء عندما يطلع على نتائج دراسات استمرت عشرات السنوات على التأمل (الخشوع في الإسلام)، فهو علاج وشفاء وعبادة رائعة، لنقرأ....




آية عظيمة تتحدث عن أنبياء الله عليهم السلام، وتصفهم بعدة صفات منها الخشوع، يقول تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. أما المؤمنين فقد شملتهم هذه الصفة أيضاً، يقول تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2]. وحتى الجبل فإنه يخشع أمام عظمة كلام الله تعالى، يقول البارئ سبحانه: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21].

والسؤال الذي كنتُ دائماً أطرحه: هل الخشوع مجرد عبادة أم أن له فوائد طبية تعود بالنفع على المؤمن؟ لقد درس العلماء حديثاً ما يُسمَّى بالتأمل، وبعد تجارب كثيرة على التأمل (ولدينا في الإسلام الخشوع) تبين وجود عدد كبير من الفوائد نلخصها في النقاط الآتية:

1- ينخفض استهلاك الأكسجين أثناء الخشوع مما يوفر للجسم حالة راحة مثالية.

2- يخفّض نسبة التنفس مما يساعد على الوصول لمستويات مثالية في الاسترخاء.

3- يحسِّن جريان الدم كما يحسّن أداء القلب.

4- ممارسة الخشوع مفيدة جداً لأولئك الذين يعانون من انفعالات عصبية مزمنة!

5- يخفض نوبات القلق، ويزيد من التفاؤل والأمل.

6- يخفض التوتر العضلي ويساهم في استرخاء العضلات.

7- يساعد على الشفاء من أمراض القلب وبخاصة الموت المفاجئ.

8- يساعد على شفاء بعض الأمراض المزمنة مثل الحساسية والتهاب المفاصل.

9- يقوّي النظام المناعي للجسم مما يساعد على مقاومة أي مرض كان.

10- يمنح الإنسان القوة والثقة بالنفس والطمأنينة.

11- يمكن ممارسة الخشوع لتخفيض الوزن!

12- يخفض تنكّس الخلايا مما يؤدي إلى إطالة العمر وتأخير الشيخوخة (بإذن الله)!

13- يمكن ممارسة الخشوع كعلاج للأوجاع والآلام المزمنة والصعبة، (السيطرة على الألم).

14- الخشوع أسهل علاج للصداع النصفي والشقيقة.

15- يساعد على علاج الربو.

16- يحسّ، النشاط الكهربائي للدماغ ويرفع طاقة الجسم.

17- يمنح الإنسان ثقة عالية بالنفس.

18- لمعالجة الخوف وبعض التوترات النفسية المتعلقة به.

19- يساعد على التركيز والسيطرة على القدرات العقلية.

20- يساعد على زيادة القدرة على التعلم والاستيعاب والتذكر.

21- الخشوع هو الطريق الوحيد للحصول على التفكير الإبداعي!

22- الخشوع يساعدك على الاستقرار العاطفي.

23- يساعد في صيانة الخلايا وبخاصة خلايا الدماغ.

24- يؤدي إلى تحسين العلاقات مع الآخرين (حسن الخلق).

25- يساعد على إهمال القضايا التافهة (لاحظ أن الله تعالى ذكر الخشوع ثم ذكر اللغو فلماذا؟).

http://www.kaheel7.com/userimages/326585520.JPG

لقد ربط القرآن بين الخشوع وبين الإعراض عن الأشياء التافهة (اللغو)، ويؤكد العلماء هذه القاعدة، حيث يقولون: إن أفضل طريقة لمعالجة التفكير السلبي والهموم المستعصية والاهتمامات غير المفيدة والكلام الكثير بدون فائدة... كل هذا يمكن علاجه بسهولة وبقليل من التأمل كل يوم، وبالنسبة لنا المسلمين نقول: أفضل طريقة لعلاج أي مشكلة نفسية أو جسدية أو اجتماعية أن تبدأ برياضة الخشوع فتقرأ القرآن وعلومه وتتفكر في خلق الله!!

26- الخشوع يساعدك على زيادة معدل إنتاجك في العمل.

27- يطوّر قوة الإرادة وينقّي الشخصية من المشاكل النفسية.

28- يساعد على تحسين أداء الدماغ، مما يساعد على اتخاذ القرار الصحيح.

29- يخفف من العدوانية لدى الأشخاص ذوي الميول العدوانية.

30- يساعد على الشفاء من "داء التدخين" !!

31- يساعد على نوم أفضل ويعالج الأرق، ويعالج اضطرابات النوم.

32- يزيد الشعور بالمسؤولية.

33- يطوّر مهارات الاستماع والتفاعل مع الآخرين وكسب ثقتهم.

34- الخشوع يمنحك قدرة غريبة على تحمل المصاعب ومواجهة الظروف الصعبة بهدوء!

35- يجعل الإنسان أكثر توازناً في حياته الاجتماعية.

36- يمنحك الهدوء النفسي والقدرة على حل المشاكل وبخاصة عندما تواجه أكثر من مشكلة في وقت واحد!

37- يحسن العلاقة بين الدماغ والقلب وبين النفس والروح.

38- يزيد من قدرتك على العطاء والحب والخير.

39- يساعدك على التأقلم مع مختلف الظروف، وبخاصة الواقع الذي تعيشه.

40- وأخيراً الخشوع علاج ودواء مجاني، لن يكلفك أكثر من دقائق كل يوم تجلس مع كتاب الله ومخلوقاته وتتفكر وتتأمل وتخشع وتزداد خشوعاً كما قال تعالى: (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا * قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 106-109].

فهل تبدأ بممارسة هذه الرياضة والعبادة منذ هذه اللحظة؟!

MAGIC7
2010-08-19, 03:36 PM
http://www.al-wed.com/pic-vb/309.gifhttp://www.al-wed.com/pic-vb/309.gifhttp://www.al-wed.com/pic-vb/309.gif


http://img135.imageshack.us/img135/4427/566908666.gif


من فوائد الصلاة الطبية والنفسية

لماذا لا نشعر بحلاوة الصلاة؟ ولماذا نشعر بأن الصلاة ثقيلة؟ السبب بسيط وهو أننا لا ندرك فوائد الصلاة للنفس والروح والجسد،


http://www.kaheel7.com/userimages/prayer-muslim.JPG
فوائد الصلاة طبياً، وقد أحببتُ أن أذكر ببعض الفوائد التي ينبغي علينا أن ندركها لنشعر بحلاوة ولذة الصلاة والعبادة. وإليكم بعض هذه الفوائد باختصار:
1- الصلاة هي أفضل رياضة عقلية وروحية وجسدية، والمحافظة عليها يعني المحافظة على جسد سليم وحالة نفسية هادئة ومستقرة. ولذلك فإن أهم صفة من صفات المتقين بعد الإيمان هي الصلاة، يقول تعالى في أول سورة بعد الفاتحة: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [البقرة: 2-3].
2- إذا أردتَ أن تعالج آلام أسفل الظهر والقدمين فعليك بالصلاة والحفاظ عليها. والصلاة ليست مجرد عبادة نتقرب بها إلى الله لنكون من المفلحين في الآخرة، بل هي نجاح في الدنيا أيضاً، وهي خير للمؤمن، وهذا ما نجده في قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة: 110].
3- الصلاة هي رياضة خفيفة ومفيدة للعضلات وتعالج الوهن الجسدي والعجز والضعف الذي يصيب الكثيرين. وهي أفضل علاج لمشاكل العصر إذا ما ترافقت بالصبر، فالصلاة والصبر علاج ناجع لكثير من الأمراض النفسية، ولذلك قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45].
4- في الركوع والسجود فائدة عظيمة للأوعية الدموية وتحسين دورة الدم، وتحسين أداء القلب، والمذهل أن هذه التأثيرات العجيبة لا تظهر إلا مع المحافظة على الصلوات، ومن هنا ربما ندرك لماذا أمرنا الله بالمحافظة على الصلاة! يقول تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238].
5- إن حركات الصلاة متنوعة وشاملة وتساعد على دوران الدم بشكل جيد وإيصاله لكافةأعضاء الجسد وبخاصة الدماغ، فانحناء الجسم أثناء الركوع وأثناء السجود يساعد على تنشيط الدورة الدموية. وأهم ما في الصلاة أنها عمل منتظم ومستمر وتستمر حتى آخر لحظة من حياة المؤمن. والصلاة تساعد على علاج الخوف والاضطرابات النفسية والقلق، ولذلك قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 277].
6- الصلاة تمنح المؤمن طاقة عجيبة بسبب اتصاله مع خالقه عز وجل، هذه الطاقة تزداد مع الخشوع، ولذلك أمرنا الله بالخشوع أثناء الصلاة فقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].
7- وأخيراً تعتبر الصلاة رياضة خفيفة لا تضر الجسم مثل الرياضة العنيفة التي تتطلب الجري السريع وإجهاد العضلات وتحميلها أكثر من طاقتها. لذلك فإن الصلاة راحة للإنسان وهذا ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لسيدنا بلال: (أرِحنا بها يا بلال)، وقد اعتبر النبي أن أحب الأعمال إلى الله: الصلاة على وقتها، فهل نقتدي بهذا النبي الكريم؟!

MAGIC7
2010-08-19, 03:37 PM
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا




http://www.kaheel7.com/userimages/love_2154.JPG


دراسة إيطالية جديدة تظهر المخاطر والأضرار الكبيرة الناتجة عن علاقات الهيام والعشق والحب غير المشروع، لنقرأ ما يقوله العلماء اليوم، وما جاء به القرآن والهدي النبوي الشريف قبل ذلك....



قال باحثون ايطاليون إن للحب بالفعل تأثيراً غريب على الأشخاص، وذلك بعد أن أجروا دراسة على 12 رجلاً و12 سيدة وقعوا في الحب خلال الشهور الستة الماضية. ووجد الباحثون أن هرمون "تيستوستيرون" يقل عن معدلاته الطبيعية عند الرجال، بينما يزداد عن معدلاته الطبيعية عند النساء.
وقالت دوناتيلا مارازيتي من جامعة بيزا لمجلة العلوم الجديدة: "يصبح الرجال بشكل ما أكثر شبهاً بالنساء، وتصبح النساء أكثر شبهاً بالرجال. فيبدو الأمر وكأن الطبيعة تريد أن تمحو ما يمكن أن يكون اختلافاً بين الرجال والنساء لأن الحياة في هذه المرحلة أكثر أهمية."
وطبعاً أود أن أقف معكم أحبتي لأصحح هذه العبارة: "وكأن الطبيعة"، وأقول إن الله تعالى الذي خلق البشر وضع لهم قانون الزواج وبالتالي المودة والرحمة، وهذا ما يؤدي للتقارب بين الذكر والأنثى وبالتالي تستمر الحياة. يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 20-21]. فعملية الانتشار تتطلب أن يحدث التقارب بين الذكر والأنثى، ومن أجل ضمان هذا التقارب لابد أن تحدث تغيرات في كلا الجنسين تؤدي لحدوث المودة والرحمة.
نعم للزواج، لا للحب المحرَّم
وتأتي نتائج الدراسة في الوقت الذي قالت فيه دراسة أخرى إن الحب قد يكون أعمى بالفعل، حيث اكتشف باحثون بجامعة "لندن كوليدج" أن الوقوع في الحب يؤثر بالفعل على دوائر رئيسية في المخ. وتوصل الباحثون إلى أن الدوائر العصبية التي ترتبط بشكل طبيعي بالتقييم الاجتماعي للأشخاص الآخرين تتوقف عن العمل عندما يقع الإنسان في الحب.
وقال الباحثون إن هذه النتائج قد توضح أسباب تغاضي بعض الأشخاص عن أخطاء من يحبّون. وتضيف الدراستان دليلاً جديداً إلى الأدلة المتزايدة بأن للحب تأثيراً غريباً على الجسم. وكانت دراسات سابقة للباحثين الإيطاليين في عام 1999 قد قالت إن الوقوع في الحب يلعب دوراً رئيسياً في تدمير مواد كيماوية رئيسية في المخ.
وتوصل الباحثون آنذاك إلى أن الأشخاص الذين يحبون لديهم معدلات أقل من هرمون سيروتونين. وقال الباحثون آنذاك إن هذه النتائج توضح السبب في قلق المحبّين في بعض الأحيان على من يحبّون.
وفي دراسات أخرى تبين أن الزواج هو الأفضل لصحة الإنسان، فالحب غير المشروع يدمر الوقت والجسد، ويضعف مناعة الإنسان، أما الزواج فقد لاحظ الباحثون أنه مفيد طبياً للإنسان حيث تزداد قدرته على الإبداع وتزداد مقاومة جسمه للأمراض!
هل من علاج للعلاقات العاطفية الفاشلة
ويقوم البروفيسور جاريث لينج بإجراء بحث حول هذا الموضوع أيضاً. ويقول: "يتعلق الأمر بفهم أنفسنا بشكل أفضل، فالبحث يمكن أن يؤدي يوماً ما إلى وسائل علاجية جديدة لمن يعانون من مشكلات عاطفية، فنحن نعلم أن نسبة كبيرة من البالغين غير راضين عن علاقاتهم العاطفية أو تجاربهم الجنسية. ولا يمكننا أن نستبعد التوصل إلى علاج لذلك في المستقبل".
ولكن يا أحبتي إن العلاج أوجده الإسلام وهو الزواج، وليس أي شيء آخر، إلا أن يشغل المؤمن نفسه بتلاوة القرآن وتدبره وحفظه وبالصيام والعبادات، ووضع هدف واضح ويعمل على تحقيقه. كأن ينوي القيام بأعمال مفيدة في نشر العلم النافع أو غير ذلك.
قد يمر الإنسان بعلاقة عاطفية، وأقول دائماً: إن أكبر مدمّر للوقت هو العلاقة العاطفية التي لا يُبتغى بها وجه الله، والعلاقة العاطفية الوحيدة المشروعة في الإسلام هي التي تهدف إلى الزواج، وتكون علنية وبمعرفة الأهل والمجتمع المحيط. وتصوروا معي كيف أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع مجتمعه المحيط به، بل مع أصحابه المقربين إليه.
فكلنا يذكر كيف كان النبي واقفاً مع إحدى زوجاته عندما مر نفر من الصحابة الكرام فأسرعوا فناداهم ****** قائلاً: إنها صفيةَّ! فخجلوا من النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله ما كنّا لنظن بك سوءاً، فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
لقد أراد النبي من خلال هذا الموقف أن يعلمنا كيف نبيّن للناس كل أمر قد يكون محلاً للظن والشكّ، وبالتالي ينبغي أن تكون علاقاتنا مبنية على محبة الله ومن أجل الله تعالى، وأن نلجأ إلى الاستخارة في كل شأننا، وأن تكون الآية الكريمة حاضرة في أذهاننا، وهي قوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216]. فكل ما يحدث معك عزيزي القارئ هو بأمر وتقدير من الله، والله يعلم أكثر منك ومني، فلذلك سلّم الأمر لله واترك التفكير السلبي المهلك، وسوف يهيء الله لك الخير بشرط أن تلجأ إليه وتتوكل عليه، فالله يحب التوكل عليه، يقول تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
وخلاصة القول:
يؤكد العلماء أن الهيام والحب غير المشروع (وهو أن يُغرم الإنسان بامرأة ويحلم بها ويفكر بها باستمرار)، هذا النوع يؤثر سلبياً على دماغ الإنسان وعلى إفراز الهرمونات لديه. وفي دراسات أخرى تبين للعلماء أن كثرة النظر إلى النساء بشهوة يؤدي إلى أمراض خطيرة، وهذا ما سنتناوله في مقالة قادمة إن شاء الله. ويكفي أن نلتزم قول الحق تبارك وتعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. فلو طبق كل واحد منا هذه الآية فقط، لزال عنه تسعين بالمئة من همومه ومشاكله وأمراضه، والله أعلم.

MAGIC7
2010-08-19, 03:37 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/zaj1.gif

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رحمة الله

للتفاؤل فوائد كثيرة لو علمناها لأقلعنا نهائياً عن الحزن والهموم، وهذه دراسة جديدة تربط بين التفاؤل وبين صحة الجسم وطول العمر، والعجيب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس تفاؤلاً... لنقرأ....




لا يوجد كتاب على وجه الأرض مثل القرآن يمنح المؤمن التفاؤل والفرح والسرور، ومهما تكن المصيبة ومهما تكن الهموم ومهما تكن الظروف، فإنك تجد في القرآن حلولاً لجميع مشاكلك، ويكفي أن تقرأ هذه الآية العظيمة التي تمنح الإنسان الرحمة والفرح والأمل، يقول تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53]. وانظر معي إلى هذه الكلمات الإلهية الرائعة: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].
ولو تأملنا القرآن نجد مئات الآيات التي تمنح الإنسان القوة والتفاؤل، مثلاً يقول تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139].... آيات كثيرة تبشر المؤمن بحسن الخاتمة وبالفرح الأكبر يوم لقاء الله، فتهون عليه أحزانه وتتضاءل أمامه المشاكل ويكفي أن تتذكر رحمة الله حتى تنسى كل هموم الدنيا: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 156-157].
هذه الآيات على كثرتها تزيد المؤمن تسليماً وفرحاً بلقاء ربه، وترد على كل ملحد يدعي أن القرآن من تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم! فهم يقولون إن النبي كان يريد السيطرة على العالم ويطمح للمجد والشهرة والعظَمَة! ولكن عندما نقرأ القرآن لا نجد آية واحدة يظهر فيها شيء كهذا، بل إن الله تعالى عاتب نبيه أحياناً وحذره أحياناً وعلَّمه وأمره أن يؤكد للناس أنه "بشر" وليس إلهاً!
فلو كان النبي كما يدَّعون إذاً لادعى الألوهية، بل لماذا يعاتب نفسه فيقول: (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى) [عبس: 1-2]؟ ولماذا يحذّر نفسه من الشرك فيقول: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]؟ ولماذا يعتبر نفسه بشراً مع العلم أنه يستطيع ادعاء الربوبية كما فعل فرعون، يقول تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ) [فصلت: 6].... إن هذه الآيات دليل على صدق هذا النبي وأنه جاء بأمر من الله وبلغ القرآن كما نزل عليه دون زيادة ولا نقصان.
واليوم يكشف العلماء بعض الحقائق عن التفاؤل وأهميته للوقاية من الأمراض بما يساهم في طول معدلات العمر (مع تأكيدنا بأن الآجال بيد الله تعالى، ولكننا نعرض نتائج دراسات علمية تدرس ظاهرة التفاؤل ومعدلات الوفيات في العالم وتخرج بنتائج يمكن أن نستفيد منها).
فقد قال باحثون أمريكيون في دراسة هي الأحدث من نوعها - ربما تعطي المتشائمين سبباً آخر للتذمر - إن الذين يتسمون بالتفاؤل يعيشون عمراً أطول وكذلك الأشخاص الأكثر صحة، وذلك بالمقارنة مع نظرائهم المتشائمين.
ودرس الباحثون في جامعة بيتسبورج معدلات الوفاة والظروف الصحية المزمنة بين المشاركات في دراسة "مبادرة الصحة للنساء" والتي تتبعت أكثر من 100 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 عاماً وأكثر منذ 1994. وكانت النساء اللائي يتسمن بالتفاؤل - يتوقعن حدوث الأمور الطيبة لا السيئة- أقل احتمالاً بواقع 14 % للوفاة لأي سبب مقارنة بالمتشائمات وأقل احتمالا بنسبة 30 % للوفاة من أمراض القلب بعد ثماني سنوات من المتابعة في هذه الدراسة. وكانت المتفائلات كذلك أقل احتمالاً للإصابة بارتفاع ضغط الدم والبول السكري أو الإقبال على تدخين السجائر.
ودرس الفريق الذي أشرفت عليه الدكتورة هيلاري تيندل النساء اللائي كن أكثر ارتياباً تجاه الآخرين - وهن مجموعة يطلق عليهن "معادون بشكل تشاؤمي" - وقارنوهم مع النساء اللائي يتسمن بأنهن أكثر ثقة في الآخرين. وكانت النتيجة أن النساء في مجموعة العِداء التشاؤمي يمِلن إلى الاتفاق مع أسئلة مثل "مِن الأكثر أمانا ألا أثق في أحد".
وقالت تيندل التي قدمت دراستها في (5 مارس 2009) للاجتماع السنوي للمنظمة الأمريكية للأمراض الجسدية النفسية: هذه التساؤلات تدل على ارتياب عام في الناس، فالنساء اللائي يتسمن بالعداء التشاؤمي كن أكثر احتمالاً بنسبة 16 % للوفاة (خلال فترة الدراسة) مقارنة بالنساء اللائي كن الأقل في العداء التشاؤمي. وهؤلاء النسوة أيضاً هنَّ أكثر احتمالاً بواقع 23 % للوفاة بسبب السرطان.
إن الدراسة لا تثبت أن الاتجاهات السلبية تسبب آثاراً صحية سلبية، لكن هذه النتائج يبدو أنها مرتبطة بطريقة ما. فالباحثون يؤكدون أن هناك حاجة حقيقية إلى مزيد من الدراسات لإعداد علاجات من شأنها أن تستهدف اتجاهات الناس لرؤية ما إذا كان يمكن إحداث تعديل لديهم وما إذا كان هذا التعديل مفيداً للصحة. إن المتشائم ينتابه تفكير: أنا محكوم علي بالإخفاق... ليس هناك ما يمكنني عمله... لا أدري هل هذا صحيح...
من فوائد التفاؤل
لو تتبعنا الدراسات حول التفاؤل وفوائده الطبية نجد العديد من الفوائد التي تجعلنا نتفاءل:
- فالتفاؤل يرفع نظام مناعة الجسد ضد جميع الأمراض.
- والتفاؤل يمنح الإنسان قدرة على مواجهة المواقف الصعبة واتخاذ القرار المناسب.
- إنه يحبب الناس إليك فالبشر يميلون بشكل طبيعي إلى المتفائل وينفرون من المتشائم.
- التفاؤل يجعلك أكثر مرونة في علاقاتك الاجتماعية وأكثر قدرة على التأقلم مع الوسط المحيط بك.
- من الفوائد العظيمة للتفاؤل أنه يمنحك السعادة، سواء في البيت أو في العمل أو بين الأصدقاء.
- التفاؤل مريح لعمل الدماغ!! فأن تجلس وتفكر عشر ساعات وأنت متفائل، فإن الطاقة التي يبذلها دماغك أقل بكثير من أن تجلس وتتشاءم لمدة خمس دقائق فقط!
- التفاؤل هو جزء من الإيمان، فالمؤمن يفرح برحمة ربه، ولو لم يفعل ذلك ويئس فإن إيمانه سيكون ناقصاً، وانظروا معي إلى سيدنا يعقوب الذي ضرب أروع الأمثلة في التفاؤل. فابنه يوسف قد أكله الذئب كما قالوا له، وابنه الثاني سَرَق وسُجن كما أخبروه... وعلى الرغم من مرور السنوات الطويلة إلا أنه لم يفقد الأمل من رحمة الله تعالى.
انظروا ماذا كان رد فعله وماذا أمر أبناءه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]... بالله عليكم! هل نسمي ديننا الحنيف "الإسلام" والذي جاء بمثل هذه التعاليم الراقية، هل نسميه دين إرهاب أم دين محبة وتفاؤل وسلام؟!
النبي كان يحب التفاؤل
كلّنا يعلم أن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان يعجبه الفأل، وكان يحب أن يستبشر بالخير، بل كان ينهى قومه عن كلمة (لو) لأنها تفتح عمل الشيطان، إنما أمرهم أن يقولوا: (قدَّر الله وما شاء فعل)، وكان منهجه في التفاؤل يتجلى في تطبيقه لقول الحق تبارك وتعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216].
وعندما رأى أحد الصحابة وقد أصابه الحَزَن والهموم وتراكمت عليه الديون، قال له: قل: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزَن ومن العجز والكسل ومن البخل والجبن ومن غلبة الدين وقهر الرجال ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال)، فإن الله سيّذهب عنك همَّك ويقضي عنك ديْنك، وبالفعل لم تمضِ سوى أيام قليلة حتى تحقق ذلك.
وأخيراً أود أن أدعو نفسي وإياكم لتعلم هذا الدعاء الذي دعى به سيدنا يونس وهو في أصعب المواقف، فاستجاب الله له، وكشف عنه الغم ونجَّاه من الهلاك، لتحفظ هذا الدعاء يا أخي كما تحفظ اسمك، وهذا هو الدعاء: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87].

MAGIC7
2010-08-19, 03:38 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/zaj1.gif
الخلية الدماغية تمتلك قدرة على حفظ المعلومات



http://www.kaheel7.com/userimages/brain_information.JPG
جميع الكشوفات العلمية تثبت يوماً بعد يوم خطأ الملحدين في اعتقادهم أن الطبيعة وُجدت بالمصادفة، وأن الإنسان تطور بشكل طبيعي......




سبحان الله! كلما تطوَّر العلم كشف لنا حقائق لم يكن أحد يتوقعها أبداً، ولكن عندما نتأمل كتاب الله نرى إشارات خفية لما يكتشفه العلماء كلَّ يوم. فقد أعلن علماء في جامعة تكساس في الولايات المتحدة أن الخلية الدماغية الواحدة لها القدرة على حفظ المعلومات القصيرة الأجل التي يحتاجها الإنسان للقيام بأعماله اليومية. حيث أظهرت التجارب التي أجريت على خلايا دماغ الفئران أنها قادرة على حفظ المعلومات المخزنة فيها لمدة دقيقة.

http://www.kaheel7.com/userimages/BRAINis_020011.JPG

تشبه المهام التي يقوم بها دماغ الإنسان في تخزين المعلومات ما يقوم به جهاز الكومبيوتر! حيث تشبه الذاكرة العشوائية RAM في الكومبيوتر ذاكرة الإنسان القصيرة الأجل والتي يحتاجها للقيام بأعماله اليومية، والقرص الصلب في الكومبيوتر يشبه الذاكرة طويلة الأجل.



وقد أمضى العلماء عدة عقود وهم يحاولون معرفة أجزاء الدماغ المسؤولة عن حفظ المعلومات التي يحتاجها الإنسان للقيام بأعماله اليومية وكيفية قيام الخلايا الدماغية بمهمة الحفظ. وكانت النظرية القديمة تقول إن المعلومات تحفظ داخل سلسلة من الخلايا التي تشكل حلقة مستقلة يحيط بها مجال كهرومغناطيسي يقوم بإصدار نبضات كهربائية للفترة المطلوبة.

لكن الأبحاث الأخيرة تركزت على فرضية إمكانية قيام حتى الخلية الدماغية الواحدة بحفظ المعلومات. وقد وجد الباحثون في جامعة تكساس أن أحد أجزاء الخلية الدماغية يقوم بتفعيل نظام تلقي الإشارات في الخلية الذي يقوم بمهام حفظ المعلومات عند تلقى نبضات كهربائية. ويؤكد العلماء أن الإنسان يحتاج إلى القدرة على حفظ كميات كبيرة من المعلومات بطريقة سريعة ومضمونة في ذاكرته للقيام بأعماله اليومية، أما كميات المعلومات التي يحتاج إلى حفظها على المدى الطويل فهي محدودة.

وأشار الباحثون إلى أن الخطوة التالية ستركز على معرفة المزيد حول النظام الداخلي في الخلية بحيث يتم التوصل إلى أدوية تهدف إلى تحسين قدرة الذاكرة. وصرح كبير الباحثين الدكتور دون كوبر الذي أشرف على البحث بأنه إذا نجحنا في معرفة الأجزاء الداخلية للخلية والتحكم بها يمكننا حينها تطوير أدوية تقوم بتحسين قدرات الذاكرة، وبالتالي تمكين الإنسان من القيام بأعماله اليومية دون مشاكل. إن هذه النتائج قد تساعد في تطوير أدوية لمعالجة المدمنين على المخدرات بحيث يتم إعطاؤهم أدوية تساعد دماغهم على تجاهل الإشارات التي تحثه على تعاطي المخدرات الصادرة عن أجزاء من الدماغ.

وصرح البروفيسور أيان فورسيز من جامعة ليسيستر البريطانية أن نتائج البحث تلقي الضوء على قدرات الدماغ على حفظ المعلومات على المدى القصير، والضرورية للقيام بالأعمال اليومية وحفظ المعلومات على المدى الطويل، وبالتالي فهم كيفية مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالذاكرة مثل مرض الزهايمر (خرف الشيخوخة) إذ من ليست لديه ذاكرة قصيرة الأجل لا يمتلك أي ذاكرة على الإطلاق.

لنحمد الله تعالى على هذه النعمة

تصوروا يا إخوتي أن جهاز الكمبيوتر لديكم قد تعطلت فيه الذاكرة، ماذا سيحدث؟ إنك لن تتمكن من تخزين أي كلمة أو حرف، لن تتمكن من معالجة أي بيانات أو معلومات، وبالتالي فإنك لن تقوم بأي عمل... وهكذا ذاكرة الإنسان التي جعلها الله نعمة للناس ليحمدوا الله تعالى، ولكنهم يجحدون بنعمة الله الذي خلقهم، فهو القائل: (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) العنكبوت: 67].

فالذاكرة هي نعمة عظيمة من نعم الخالق جل جلاله، لولاها لم يتمكن الإنسان من تنفيذ أي عمل، وهذا تكريم من الله تعالى القائل: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70]. وهذه النعمة تحدث عنها القرآن في قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78].

فالذاكرة ضرورية للتعلم لأن عملية التعلم تحتاج لتخزين المعلومات، وهذا ما نجده في الخلية العصبية، مع العلم أن الدماغ يحوي أكثر من تريليون خلية (1000000000000) وهذا العدد الضخم من الخلايا يعمل بدون أي خلل أو خطأ... إنه الله الذي أحسن كل شيء: (ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [السجدة: 6-9].

MAGIC7
2010-08-19, 03:39 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/zaj1.gif
العلاج بضوء الفجر



http://www.kaheel7.com/userimages/414252525.JPG
ضوء الفجر نعمة من الله تعالى، والآن يحاول العلماء الاستفادة منه في علاج بعض الأمراض المزمنة مثل القلق وقلَّة النوم والحزن، ونتذكر أن الله تعالى أقسم بالفجر.....




يقول تبارك وتعالى: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر: 1-2]. ويقول أيضاً: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) [الإسراء: 78]. ويقول جل وعلا عن ليلة القدر: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 5]. نلاحظ في هذه الآيات أن الله تعالى يقسم بظاهرة "الفجر" ويأمر بتلاوة القرآن في وقت الفجر... فما هو سر هذه الظاهرة؟

تتميز فترة بداية طلوع الشمس بأن الجو يكون مشحوناً بالأكسجين النقي، وتكون الأشعة الصادرة من الشمس في هذا الوقت خفيفة ومفيدة للعين، لأنها لا تصل مباشرة إلى العين بل نتيجة انعكاسات متعددة. وبما أن الله تعالى أقسم بالفجر، والله لا يقسم إلا بعظيم، فلابد أن تتميز ظاهرة الفجر بأشياء عجيبة وأن يكون لها منافع على حياة البشر، وهذا ما وجده العلماء أخيراً.

فقد أكدت مجموعة من العلماء البريطانيين أن جهازاً يقلّد ويحاكي أجواء الفجر قد يساعد على تقليص الإحساس بالكآبة المرتبطة بفقدان الشمس خلال الشتاء. ويزعم العلماء أن الآلة الجديدة، التي تقوم برفع مستويات الضوء خلال النوم، تشكل علاجاً فعالاً لحالة الاكتئاب التي تدعى "الاضطراب العاطفي الموسمي (إس آي دي)" . وتدعم دراسة نشرت في مجلة الطب النفسي الأمريكية اختراعات تقوم ببث جزيئات أوكسجين مشحونة بشوارد سالبة (إيونات). ويؤثر الواقع الذي يمكن أن تحدثه الآلة الجديدة على حياة الكثير من البشر.

وينصح الخبراء الآن بأنواع من العلاج، كالعلاج بالضوء وتغيير النظام الغذائي وزيادة التمارين الرياضية للتغلب على المشكلة. فالتعرض لأشعة الشمس يساعد الجسم على إنتاج مادة السيروتونين، وهي مادة كيماوية تعزز مشاعر الارتياح لدى الإنسان. ويمضي العديد من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشتوي قرابة ثلاثين دقيقة أو أكثر يومياً يجلسون خلالها تحت مصباح نور باهر ليتمكَّنوا من التغلب على حالة إس آي دي، إلا أن "آلة محاكاة الفجر" هذه تعمل عندما يكون الشخص نائما.

وتعمل الآلة الجديدة على إعادة إنتاج مستويات الضوء التي ترتفع بشكل تدريجي خلال النهار، بينما تحاول الأيونات على محاكاة الظروف الجوية خارج المنزل. ويقول الدكتور مايكل تيرمان، الذي أشرف على دراسة الآلة الجديدة، إنه قدم خمسة أنواع مختلفة من العلاج لـ 99 متطوعاً يعانون من اكتئاب إس آي دي، وهي العلاج بالنور التقليدي بعيد الاستيقاظ، ونوعان من التحريض بآلة الفجر الجديدة، ونوعان من العلاج بالأيونات المشحونة بشحنات سلبية. وكانت النتيجة أن كان العلاج بنوع واحد من التعرض للتحريض من خلال آلة الفجر ونوعاً آخر من العلاج بالأيونات على نفس الدرجة من النجاح.

http://www.kaheel7.com/userimages/52525252.JPG

يعتبر ضوء الفجر الأزرق من أفضل الألوان وأكثرها راحة للعين، ويؤكد العلماء أن وقت الفجر هو الوقت المناسب للتفكير والإبداع وصفاء الذهن، ولذلك فإن الاستيقاظ في وقت الفجر له فوائد طبية كثيرة، وذلك لعلاج مختلف الاضطرابات النفسية وعلى رأسها اضطرابات النوم.

إشارات قرآنية رائعة

بالنسبة للعلاج بضوء الفجر فقد وجد العلماء نتائج كثيرة ومبهرة لفوائد التعرض لنور الفجر وانتشار الأكسجين في هذه الفترة، ولذلك فقد أقسم الله تعالى بالفجر فقال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر: 1-2]. ولا ننسى أن صلاة الصبح من الصلوات المهمة جداً، فقد فرض الله هذه الصلاة في وقت ظهور أول الفجر ليكون المؤمن يقظاً ولا يفوته الخير الكثير.

فالصلاة في المسجد تمنح المؤمن أثناء مسيره وعودته قدراً كافياً من ضوء الفجر وبالتالي نجد المؤمن الذي يحافظ على صلاة الصبح في المساجد، يتمتع بصحَّة أفضل ويعيش حياة مستقرة. وهناك الكثير من الحالات النفسية التي فشل الطب في علاجها، ولكن بعض الأطباء نصح المرضى بالاستيقاظ مبكراً والتعرض قليلاً لضوء الفجر، وكانت النتائج مذهلة، حيث زال التوتر النفسي واختفى القلق واضطرابات النوم بسرعة!

ومن هنا ندرك أن الله عندما أمرنا بالمحافظة على الصلوات ومنها الصلاة الوسطى، إنما يريد لنا الخير والصحة الجيدة ويريد أن يبعدنا عن الاضطرابات النفسية والقلق! (وقد قيل بأن الصلاة الوسطى هي صلاة الصبح)، يقول تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238].

ولذلك أنصح كل من يعاني من اضطرابات في النوم، أو لا يتمكن من النوم إلا بعد عدة ساعات، أو يرى أحلاماً مزعجة، أو لديه قلق ووساوس... أن يستيقظ في وقت صلاة الصبح ثم يذهب إلى المسجد لأداء الصلاة، ثم يقرأ القرآن حتى تطلع الشمس، ويحافظ على هذه العادة الرائعة وسوف يزول عنه كل ما يعانيه بإذن الله تعالى.

MAGIC7
2010-08-19, 03:40 PM
http://www.al-sunna.net/Media/Image/fawasel0001.gif

الألوان والسعادة

وجد الباحثون في أحدث تجربة علمية أن الألوان مهمة جداً لإضفاء السعادة على حياة الناس، ولذلك قالوا إن وجود الألوان في الطبيعة هو أمر محير جداً، لنقرأ ....




الألوان آية من آيات الله جل جلاله، وقد استعرضنا في مقالات سابقة الأثر النفسي للألوان على الإنسان، واليوم نطلع على دراسة علمية جديدة تؤكد أن الألوان قد تكون وسيلة لإضفاء السعادة على حياة البشر، فقد وجد باحثون أن التعرض لبعض الألوان، منها الأزرق والأخضر والبرتقالي والبنفسجي قد يزيد من الإحساس بالسعادة والثقة بالنفس.

وعرض باحثون في الدراسة، التي نفذتها "مايند لاب،" وهي مؤسسة تضم مجموعة من العلماء في بريطانيا، لعدد مختلف من الألوان والأضواء، ووجدوا أن اللونين الأزرق والأخضر زادا من إحساس الذكور بالسعادة، فيما جاء تأثير الأزرق والبنفسجي والبرتقالي مماثلاً على فئة النساء.

وبحسب تقرير "التلغراف"، عزز اللونان الأزرق والأحمر من مستويات الثقة بالنفس بين الذكور، وكان للأزرق والبنفسجي ذات المفعول على النساء. كما اكتشف الباحثون أن التعرض للألوان البراقة عموماً له فوائد متعددة.

وعرَّض العلماء مجموعة متطوعين لتلك الأضواء، وجاءت نتائجهم أسرع في الاختبارات الذهنية بنسبة 25 في المائة، وفي ردة الفعل بنسبة 12 في المائة، إلى جانب تحسّن في القدرة على التذكر. بالإضافة إلى ذلك، كشف الباحثون أن قبضة من تعرضوا لألوان براقة، كانت أقوى من سواهم. وقال د. ديفيد لويس، مؤسس "مايند لاب" إن الدراسة تثبت أن إضفاء المزيد من الألوان على حياتنا، تحديداً في فصل الشتاء، قد تطرد كآبة الشتاء.

وفي دراسة أخرى تبيَّن أن النساء يولدن وهنَّ يفضلن اللون الزهر بالفطرة، وذلك بناء على اختبار أجرته الدكتورة آنيا هيلبرت، وهي خبيرة علم نفس في جامعة نيوكاسل على 208 أشخاص، طُلب منهم اختيار لونهم المفضل بسرعة فائقة بين مجموعة من الخيارات. وأظهرت الدراسة أن معظم الأشخاص اختاروا اللون الأزرق على أنه لونهم المفضل، غير أن النساء بينهم اخترن اللون الأزرق المظلل بالأحمر، بينما اختار الرجال اللون الأزرق القريب من الأخضر. وقالت الأخصائية يازو لينغ، التي أشرفت أيضاً على الدراسة: إن الأمر قد يعود إلى قدرة النساء البيولوجية على التمييز بصورة أفضل من الرجال بين اللونين الأحمر والأزرق.

ماذا يحدث عندما تختفي الألوان من حياتنا؟

إنه أمر حزين جداً أن تكون الحياة بلا ألوان، وهذا ما يحدث مع الأشخاص المصابين بما يسمى "عمى الألوان" وهو مرض ميؤوس من علاجه حتى الآن! ولكن الأطباء ينصحون المصابين به بإيجاد وسيلة ما للتعايش معه وتقبّله. وهذا المرض ينتج عن عيب جيني صغير. وقد يكون عمى الألوان كاملاً أو جزئياً، فقد يصاب الطفل بعمى لون محدد مثل الأزرق أو الأصفر، أو عمى عدة ألوان. ويشير البروفيسور هيرمان كراستل، المتخصص في طب وجراحة العيون في مدينة هايلدبيرغ الألمانية، إلى أن نحو 8 بالمائة من الذكور و0.4 من الإناث يولدون بعمى الأحمر والأخضر. ويوضح الطبيب الألماني أن عيباً جينياً صغيراً يتسبب في قيام مستقبلات الصورة في قرنية العين بإرسال معلومات ناقصة عن اللون من خلال العصب البصري إلى المخ.

Bildunterschrift: Gro&szlig;ansicht des Bildes mit der

Bildunterschrift: أول من اكتشف هذا المرض هو العالم جون دالتون، الذي لاحظ حالة القصور في رؤية الألوان، وهو أحد المصابين بالمرض. ويعدّ عمى اللونين الأحمر والأخضر من الأمراض المعروفة منذ زمن طويل، ويسمى أيضا بـ "الدالتونية" نسبة إلى الكيميائي والطبيب الإنجليزي جون دالتون الذي كان هو نفسه مصاباً بهذا الخلل، وكان من أوائل من وصفوا حالة القصور في رؤية الألوان. وكان دالتون، الذي توفي عام 1844، يرى البرتقالي والأصفر والأخضر على أنها ظلال مختلفة للون الأصفر.

وتمكن العلماء من إثبات أن دالتون يعاني من عمى ألوان بعد 150 عاماً من وفاته حسبما ذكر مدير معمل دراسات الجينات الجزيئية في مستشفى العيون بجامعة توبنغن بيرند فيسينغر، الذي يجرى أبحاثا على الأسباب الوراثية لعمى الألوان. وتم رصد المورثة المشوهة عند دالتون في حمض نووي DNA من نسيج محفوظ من عينه.

أما أخصائي البصريات في مدينة أولتن السويسرية فريتس بوسر، فيقول واصفاً إصابته بعمى الأحمر والأخضر: "إننا لا نرى كل شيء باللون الرمادي، لكننا فقط نرى بصورة مختلفة". ويقوم هذا الأخصائي بتدريب مختصين في الإعاقة البصرية ومدرسي ضعاف البصر في ألمانيا. ويضيف بوسر معلقاً على تعايشه مع المرض: "حينما أقوم بجمع ثمار التوت مع ابني فإنه يجمع كميات أكبر من التوت الأحمر، بينما أقوم بجمع التوت الأسود بصورة أفضل".

ويشير طبيب وجراح العيون كراستل إلى أن بعض المصابين بعمى الألوان يميزون بين ظلال الأصفر البني والأصفر الرمادي والبني أفضل من الذين يتمتعون بإبصار طبيعي. ويؤكد الباحثون أن تأثير مشكلات الألوان قليل على الحياة اليومية. إلا أن المصابين بعمى الألوان لا يناسبهم العمل كطيارين أو سائقي قطارات لأنها مهن تحتاج إلى التعرف على الإشارات اللونية.

Bildunterschrift: Gro&szlig;ansicht des Bildes mit der

Bildunterschrift:

وعلى الرغم من أن عمى الألوان لا شفاء منه وليس قابلاً للتصحيح، إلا أن المصابين به ممن يتطلعون إلى "وسيلة مساعدة" يمكنهم أن يجدوا بسهولة عروضاً عبر الانترنت عن عدسات خاصة ذات مصافي ألوان يفترض أنها قادرة على تصحيح عمى الأحمر والأخضر. وينصح الخبراء هؤلاء المصابين بعمى الألوان بتقبل المرض. كما ينصح الخبراء بإخضاع الأطفال لفحوص عمى الألوان مع بدء حياتهم المدرسية على أقصى تقدير حتى وإن لم تظهر عليهم أعراضه، لتجنب صعوبات التعليم. فالمواد المرتبطة بالألوان مثل الخرائط تستخدم باستمرار في المدارس، وإذا ما أظهر التشخيص إصابة الطفل بعمى الألوان فإنه يتعين إبلاغ المدرسين، ويجب كذلك أن يكون الطفل على وعي بالمشكلة.

http://www.kaheel7.com/userimages/color_happiness_01.JPG

الطبيعة تعبر عن نفسها بالألوان، فهذا انفجار بركاني مرعب ولكننا نرى فيه لوحة إلهية رائعة، وهذه صورة مصغَّرة عن نار جهنم، وانظروا كيف تتجلى الألوان الأحمر والأصفر والبرتقالي، ولكن نار جهنم شديدة الحرارة لدرجة أن الألوان اختفت وأصبحت سوداء، فهي مظلمة أعاذنا الله منها.

http://www.kaheel7.com/userimages/color_happiness_002.JPG

اللون الأخضر يعتبر من أكثر الألوان راحة للنظر، وهو اللون المميز للجنة التي وعدها الله للمتقين، وقد ثبُت أن اللون الأخضر يساعد على استقرار الحالة النفسية للإنسان، ويثير البهجة في النفوس، ومن رحمة الله تعالى بنا، أنه جعل هذا اللون هو اللون المميز للطبيعة من حولنا، وعلى الرغم من ذلك نجد بعض الملحدين يدعون أن كل شيء في الطبيعة جاء بالمصادفة!

http://www.kaheel7.com/userimages/color_happiness_003.JPG

من الطرق الحديثة للعلاج ما يحاول الباحثون استغلاله اليوم، ألا وهو العلاج بالألوان، فلكل لون خصائص أودعها الله فيه، وكل لون يحوي طاقة تثير في الإنسان شعوراً محدداً بالفرح أو السرور أو السعادة أو غير ذلك، ويؤكد الباحثون اليوم أن العلاج بالألوان يعتبر من الأساليب الهامة في الطب البديل.

http://www.kaheel7.com/userimages/color_happiness_004.JPG

انظروا إلى هذه الصورة! لو تأملناها بشيء من العمق نرى فيها الحزن والكآبة بل لا نكاد نرى أي سرور أو سعادة، والسبب هو اختفاء الألوان، ولو تأملنا هذه الصورة أكثر نلاحظ أنها نفس الصورة السابقة ولكن من دون ألوان، فانظروا كم الفرق هائل بين الصورتين، وانظروا إلى تأثير الألوان في حياتنا، إن هذا يدعونا لأن نحمد الله تعالى على هذه النعم: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 21-22].







هل من إشارات قرآنية؟

لقد ذكر الله "الألوان" في كتابه المجيد سبع مرات، وقد جعل الله من الألوان معجزة تستحق التفكر فقال: (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل: 13]. فالألوان هي آية يجب أن نتذكر من خلالها نعمة الخالق تبارك وتعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)، فلولا الألوان لكانت الحياة حزينة جداً، لأن وجود الألوان يمنح المرء إحساساً بالفرح والسعادة، وهذه نعمة معظم الناس غافلون عنها.

وكما رأينا فإن مشكلة عمى الألوان تضعف قدرات الإنسان في التمييز والتعلم، واختفاء الألوان من حياة هذا الإنسان نهائياً هو أمر محزن ينعكس سلبياً على قدراته وكفاءته وطاقاته. حتى إن الله تعالى ربط بين الألوان وبين ذكر العلماء وخشيتهم لله تعالى! يقول عز وجل: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 27-28].

فقد ذكر الله في هذا النص الألوان ثلاث مرات: ذكر ألوان الثمار: (ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا) وذكر ألوان الجبال: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا) وذكر ألوان الناس والحيوانات: (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ)، ولذلك فقد شمل هذا النص كل ما نراه حولنا من ألوان سواء في البشر أو الحيوانات أو النبات أو الجماد مثل الجبال. ثم ذكر بعد ذلك خشية العلماء لربهم، لأن العالم الذي أدرك عظمة الخلق لابد وأن يدرك عظمة الخالق تبارك وتعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، أي أن العلماء هم أشدّ خشية لله تعالى من غيرهم لأنهم عرفوا قدرة الله تعالى

MAGIC7
2010-08-19, 03:41 PM
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/148.gif

قوة التحكم بالألم



http://www.kaheel7.com/userimages/pain.JPG
وأخيراً أثبت العلماء أن الألم هو مجرد وهم! ويمكن لأي إنسان أن يتحكم فيه إذا عوّد دماغه على قبول الألم، والعجيب أن القرآن تحدث عن هذه الحقيقة بوضوح كامل....




يؤكد معظم العلماء أن الألم يبدأ في الدماغ ومقاومته تأتي من الدماغ أيضاً! ولذلك يتوجهون اليوم لمعرفة أسرار الدماغ وكيف يقوم بالتحكم بالألم، عسى أن يتوصلوا إلى طرائق طبيعية لعلاج الألم من دون أدوية أو مخدرات.

والشيء الذي أود أن أقوله أن القرآن والسنَّة أشارا إلى هذه القضية من قبل، فنجد أن المؤمن بمجرد سماعه لآيات من كتاب الله، يطمئن قلبه، ويخف ألمُه، ويزول همّه. بل إن القرآن يحدثنا عن أمر مهم وهو دور القلب في تخفيف الألم، وهذا ما يهمله علماء الغرب، لأن معرفتهم محدودة، ولم يتجاوزوا بعد حدود الدماغ.

وقبل استعراض الاكتشاف العلمي الجديد الذي قدّمه علماء ألمان، نستعرض بعض آيات الحق تبارك وتعالى حول هذه القضية، فنتذكر آية عظيمة لا يمكن لمؤمن صادق يسمعها إلا ويخف ألمٌه على الفور، يقول تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. فالقرآن يؤكد على دور القلب لأن أي خلل في نظام عمل القلب سوف ينعكس على نظام عمل الدماغ.

الألم ضروري لوقاية الجسم

يعتبر الألم آلية وقائية في الجسم، وعلى الرغم من اختلاف العوامل المرتبطة بشدة الآلام، إلا أن الأطباء يرون أن الإنسان قادر على التحكم ببعضها. وينصحون المرضى بالقيام بتدريبات معينة للتأثير على الطريقة التي يتعامل من خلالها المخ مع الألم. عدّاء المراثون مثلاً يمكنه السير بسرعة كبيرة ولمسافات طويلة، ولا يشعر بأي معاناة، لأنه يستطيع استبعاد الألم من عقله.

وعلى الرغم من ذلك، فإن المرء ليس بحاجة إلى أن يكون رياضياً من رياضيي القمة لكي يستخدم القوة الذهنية في الحيلولة دون الشعور بالألم. وهو ما يوضحه رويديغر فابيان، رئيس الجمعية الألمانية لعلاج الآلام في غرونيندايش قائلاً: "الألم هو رد فعل شعوري على عملية تقييم جرت في المخ"، مشيراً إلى أنه بمقدور أي إنسان أن يتحكم بهذه العملية.

أما البروفيسور رولف-ديتليف تريده، رئيس الجمعية الألمانية لدراسة الألم "دي.جي.إس.إس"، فيوضح أن الإحساس بالألم أمر شخصي، توضحه المسافة التي يقطعها منبه الألم ليصل إلى المخ. فالمستقبلات الحسية تنقل الإشارة إلى الحبل الشوكي، ثم يقوم الجهاز العصبي المركزي بتمريرها إلى المخ الذي يتعامل معها بواحدة من طرق مختلفة.

كيف يتعامل الدماغ مع الألم؟

ويشير فابيان إلى أنه "على المخ أن يقرر ما هو مهم وما هو غير ذلك". ويقول إن الألم آلية وقائية في الجسم وأن منبّه الألم في طريقه إلى المخ يكون له دوماً السبق على المنبهات الأخرى. لكن من الممكن مهاجمة منبه الألم قبل أن يصل إلى هناك بدواء على سبيل المثال. ومن يذهب إلى طبيب الأسنان يعرف ذلك، حيث أن المخدر الموضعي الذي يستخدمه الطبيب يمنع إشارات الألم من الوصول إلى المخ.

أما "تريده" فيرى أن العامل الأكثر تأثيراً هو كيفية تعامل المخ مع مؤثرات الألم عند وصولها إليه، ويوضح هذا الأمر قائلاً: "يمكن للمخ أن يتعلم أن هناك بعض الآلام غير الهامة فإذا أصيب شخص ما بخدوش في ذراعه، فإن الإصابة قد تبدو سيئة للغاية، لكن المصاب يعرف أنها ليست ضارة، وبالتالي لا يشعر بألم شديد. من ناحية أخرى، فإن المخ يمكنه أن يعتاد على الألم مع الوقت، مثلما يعتاد على فنجان القهوة الساخن في الصباح!

Bildunterschrift: ويشير البروفيسور فالتر تسيغلغينسبيرغر من معهد ماكس بلانك للصحة النفسية في ميونيخ إلى أنه من خلال التدريب يمكن للناس أن يؤثروا على كيفية تقييم المخ للألم. فينبغي على الأشخاص الذين يعانون من الألم القيام بدور إيجابي في هذه العملية. حيث إنه لا يوجد في المخ مفتاح لمحي الأشياء، كما هو الحال في الكمبيوتر! ولذلك فأنه من المهم أن يقوم المرضى –بعد تلقي العلاج- بالأشياء التي كانوا يتجنبونها نتيجة الألم، لأن هذا الأمر يجعل المخ يطمس الذكريات القديمة للألم ويستبدلها بذكريات جديدة إيجابية.

الخوف من الألم أسوأ من الألم نفسه!

وينطبق هذا الأمر بشكل كبير على الأطفال بالذات، حيث يكون الخوف من الألم عادة أكبر من الألم نفسه، وعندما يصاب الأطفال بجروح، فعادة ما يعتمد رد فعلهم على تصرفات الآباء حسبما يوضح أولريتش فيجلر، عضو رابطة أطباء الأطفال ويضيف: "كلما كانت صرخات الطفل أعلى وأقصر كانت الإصابة أقل ضررا في العادة". لذلك ينصح الخبراء الآباء بألا يظهروا فزعاً عند تعرض أطفالهم لإصابة. ويقول فابيان في هذا السياق: "الهدوء في رد الفعل يعطي الطفل إحساساً بأن الإصابة ليست خطرة"، وهذا يقلل بدرجة كبيرة من حجم الإحساس بالألم.

القرآن يعودنا على ألا نخاف إلا من الله تعالى، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) [الأحزاب: 39]. انظروا إلى هذه الآية كم تمنح الإنسان من قوة وتوكل على الله تعالى، وتبعد عنه شبح الألم والخوف والقلق والاضطرابات النفسية.

هذه آية تمنحك السعادة وبخاصة في مثل عصرنا هذا، فما أكثر المشاهد الحزينة، وما أكثر أولئك الملحدين والمشككين، وهؤلاء لن يضروا الله شيئاً، يقول تعالى: (وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 176].

أما هذه الآية فنجد فيها مثالاً رائعاً لعلاج الألم والخوف والحزن، عندما كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع صاحبه في الغار، يقول تعالى: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40]. وهنا نلاحظ أن القرآن يجعلك تعيش مع الله دائماً لتنسى همومك وآلامك وأحزانك، فأنت عندما تقرأ القرآن تكون مع خالق الكون جل جلاله، فهذا الإحساس لا يمكن لأحد أن يمنحك مثله إلا إذا قرأت القرآن!

ولذلك قال تعالى مخاطباً حبيبه محمداً ومن ورائه كل من يحب هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 127-128]. فعندما يعود الإنسان نفسه على الصبر فإنما يعطي رسائل إلى الدماغ لكبت الألم، وعندما يشعر بوجود الله إلى جانبه وأن الله معه ينسى كل شيء، إلا الله! وهذا الشعور يجعل صاحبه في قمة السعادة. فحيث يعجز علماء الدنيا عن منحه السعادة الحقيقية، فإن مثل هذه الآية كافية لجعل الإنسان فرحاً برحمة ربه.

يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-58].

الألم نعمة من الله!

وفي المواقف البالغة الخطر بحق، تتهيأ للجسم أقوى عوامل تسكين الألم، فعداء الماراثون مثلا يمكنه تعطيل ما يصيبه من الألم حتى نهاية السباق. ويؤكد تسيغلغينسبيرغر أن الدماغ يفرز مادتي الإنورفين والأدرينالين، اللتين تخلقان ما يسمى بمستوى العداء العالي في العدائين المدربين وتجعلهم لا يشعرون بالألم.

ويتفاعل الجسم بصورة مماثلة في حالات الإصابات الخطرة. ويشير البروفيسور الألماني إلى أنه بعد وقوع حادث مروري مثلا تمكن مادة الإندورفين الشخص من تحريك رجله المكسورة والخروج من السيارة. لكن الناقلات العصبية لا تطلق في المواقف البالغة الخطر فحسب، إذ يمكن أيضاً بتناول حبة علاج وهمي- ليس لها تأثير طبي- أن تغير من إدراك المريض للألم. ويضيف قائلاً: "المسألة إذن تتعلق بقناعة الشخص المصاب".

فالألم هو مؤشر ضروري على وجود خلل في الجسم مثل الإصابة بكسر أو مرض أو حروق أو غير ذلك، وكلما كان الألم أشد كانت الإصابة أكبر، وينبغي الإسراع في علاجها. ولولا هذه الميزة التي ميَّز الله بها الإنسان فإن البشر سيموتون ولا يشعرون بذلك. فالألم أمر ضروري لاستمرار الحياة، وهو يعمل مثل المنبه للإنسان على وجود مرض وضرورة العلاج. إذاً هذه نعمة من الله، وهنا نتذكر قول الحق تبارك وتعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34].

السيطرة على الألم

ويؤكد البروفسور الألماني أن المورثات تلعب هي الأخرى دوراً في الألم، فبعض الناس لا يشعرون بالألم مطلقاً منذ مولدهم بسبب استعدادات جينية خاصة. وكابحات الألم الخاصة في الجسم لا تطلق لدى عدائي الماراثون وحدهم، بل يمكن لأي إنسان أن يحفزها بالقوة الذهنية. ووفقا لما يراه تسيغلغينسبيرغر فإن الذين يريدون تأثيراً طويلاً على إحساسهم بالألم عليهم أن يتعلموا ألا يخافوه وألا ينظروا إليه على أنه أسوأ مما هو عليه حقاً. ويقول: "من الممكن لأي شخص يتمتع بروح المبادرة وبعقل يقظ أن يفعل ذلك".

http://www.kaheel7.com/userimages/brain_3265.JPG

كل شيء يتم في الدماغ، ولكن إذا تركت دماغك وشأنه فإنه سيعطي رسائل لأعضاء جسدك، فتتألم لدى حدوث أي مشكلة، ولكن إذا عودت دماغك على أن جميع المشاكل والأمراض والهموم، ما هي إلا أمور يسهل التحكم بها وعلاجها، فإن دماغك تدريجياً سيستجيب لهذه الرسائل وبالتالي تساعده على التحكم بالألم!

القرآن مليء بالآيات التي تساعدك على التحكم بالألم

طبعاً نرى أن العلماء يحاولون إدراك طبيعة الألم لإيجاد وسائل للتغلب عليه، ويرون أن أفضل الطرق أن يعود الإنسان نفسه على تحمل الألم، وقد نعجب إذا علمنا أن القرآن هو أكثر كتاب حدد لنا طرق التغلب على الألم، ومن خلال آيات كثيرة جداً، بل إن كل آية من آياته تعتبر بمثابة علاج وشفاء وراحة وطمأنينة.

يقول تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [يونس: 62-65]. فتأملوا معي هذه الآيات كيف تمنح المؤمن الثقة والقوة وتبعد عنه الحزن والخوف وهما أهم عاملين من عوامل الألم، الحزن على ما مضى والخوف مما سيأتي، أي أن الله تعالى شمل بهذه الآية الماضي والمستقبل: (لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وحتى نصل إلى هذه المرحلة يجب أن نحقق شرطين: الإيمان والتقوى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ).

وانظروا معي إلى ذلك النبي الكريم: سيدنا يعقوب عليه السلام الذي ضرب أروع الأمثلة في الصبر وعلاج الألم، فقد فقَد ابنه ثم فقد ابنه الثاني ثم فقَد بصرَه، وعلى الرغم من ذلك لم يفقد الأمل من الله تبارك وتعالى! انظروا ماذا قال لأبنائه بعد سنوات طويلة من الحزن والمعاناة: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. كلما قرأتُ هذه الآية أحس بسعادة لا يمكن للكلمات أن تصفها، ومهما كان حجم المشكلة التي أتعرض لها، فإنني كلما تذكرت هذه الكلمات: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) فإن الهموم تزول والآلام تتبدّد، ولا يبقى في ذاكرتي إلا الفرح والسرور بهذا الإله الرحيم.

أخي المؤمن، أختي المؤمنة! مهما كانت ذنوبكم وآلامكم ومشاكلكم، ومهما كانت لديكم مخاوف أو أمراض أو معاناة، فإن الله تعالى أكبر من همومكم، ورحمته أوسع من السموات والأرض، فلا تفقدوا الأمل من الله، لأنه معكم ولكن بشرط أن تكونوا معه! هذا الإله العظيم الذي خلق الكون بمجراته ونجومه وكواكبه، يخاطبك أيها الإنسان الضعيف الخاطئ البعيد عن الله ويقول لك: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53]. وأوجه الخطاب لأولئك الملحدين الذين يدعون أن "إله الإسلام" كما يقولون لا يعرف الرحمة، وأستغفر الله من هذا القول، وأتمنى منهم أن يستمعوا بقلوبهم وعقولهم إلى هذه الكلمات الإلهية الرائعة والمليئة بالرحمة: (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا).

ووالله لو أن أحداً أساء إليهم بكلمة لتمنوا زواله من الدنيا، وامتلأ قلبهم غيظاً وعداوة وحقداً عليه، ولكن الله تعالى على الرغم من نعمه علينا وعلى الرغم من أنه سخر لخدمتنا كل شيء في هذا الكون، تجد كثيراً من الناس يجحدون بنعمة الله، وينكرون فضله، والمصيبة أنهم لا يعترفون بخالق الكون جل جلاله!! وعلى الرغم من ذلك يخاطبهم ويناديهم: (لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ)!!! ألا يستحق هذا الإله العبادة والسجود والإيمان به؟

وأخيراً أتذكر دعاء سيدنا أيوب عندما أنهكه المرض والألم فنادى ربه بهذا الدعاء: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83]. فهذا الدعاء أنصح به كل من يعاني من ألم أو مرض أو مشكلة، وستزول سريعاً بإذن الله تعالى.

ملاحظة وإجابة على انتقاد لهذه المقالة:

أحبتي في الله! تأتينا أحياناً بعض الآراء التي تنتقد مقالة من مقالات الموقع وكعادتنا نتقبل أي انتقاد هدفه تطوير وتحسين هذه المقالات، وأحياناً تكون فكرة المقالة غير واضحة للبعض فتكون غير مقنعة لهم. وهذا أمر طبيعي، فالفقهاء اختلفوا والمفسرون تعددت تفاسيرهم، وهذه سنة إلهية في الكون. ولكننا نسعى دائماً للأفضل ولمات يرضي الله تعالى.

والانتقاد الذي ساقه أحد القراء الأفاضل يقول: لو كان الألم هو مجرد وهم، فكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس بلاءً؟ وكيف تحمل الأنبياء الألم وصبروا على أذى قومهم؟ ولذلك فإن هذه المقالة غير مقنعة، والألم لا يمكن أن يكون وهماً، إنما هو حقيقة ولا يمكن القضاء عليه نهائياً؟

وأقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أروع الأمثلة في علاج الألم! بل وأمرنا بالصبر على المصائب وأن نرضى بما قسم لنا الله تعالى ونحسن لمن أساء إلينا ونعفو عمن ظلمنا، وهذه وسائل علاجية ناجعة للألم. فالألم موجود ولكن الإنسان قادر على علاجه والتخفيف منه، والفرق بين المؤمن وغير المؤمن، أن المؤمن يصبر على الهموم والأحزان والأمراض، فيتذوق لذة الصبر وهذا هو سيدنا يعقوب يصبر على مصيبة فقدان يوسف وأخيه فيقول: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف: 83].

وإنني على يقين بأن سيدنا يعقوب كان في أقصى درجات السعادة وهو يقول هذه الكلمات، لماذا؟ لأنه يشعر بالقرب من الله ويثق به وبوعده وأنه سيعيد له ابنيه، وهذا الإحساس مليء بالأمل وهو ما يطرد الخوف والقلق والألم! وهكذا حال المؤمن يحوّل الألم إلى سعادة لأنه يصبر ابتغاء وجه ربه. أما غير المؤمن فعندما تصيبه مصيبة من مرض أو جوع أو موت قريب، فإنه لا يصبر ولا يرضى بقضاء الله، فيزداد ألماً على ألمه، وتتضاعف مصيبته، ومن هنا نتذكر قول الحق تبارك وتعالى يحدثنا عن أولئك الذين يصلّي الله عليهم (أي يرحمهم)، يقول تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 155-157]. فبالله عليكم! المؤمن الذي يصلّي الله عليه ويرحمه (على الرغم من مصائبه وابتلائه) هل يكون في حالة ألم، أم يكون في قمة السعادة والاطمئنان؟؟!

MAGIC7
2010-08-19, 08:47 PM
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/148.gif
قوة التحكم بالغضب

في هذا البحث نتأمل النتائج الخطيرة لظاهرة الغضب التي انتشرت بشكل كبير في هذا العصر، وكيف تحدث القرآن عن علاجها وكيف يتطابق ذلك مع الدراسات النفسية الحديثة....




الغضب من الصفات التي نهى عنها النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم، وكلنا يذكر قصة ذلك الأعرابي الذي جاء ليأخذ النصيحة من الرسول فأمره ألا يغضب فقال زدني قال لا تغضب فقال زدني قال لا تغضب... ولا زال النبي يكرر هذا الأمر حتى انتهى الأعرابي عن السؤال. وسؤالنا: لماذا كل هذا الاهتمام النبوي بموضوع الغضب، وما هي آثاره الخطيرة، وما هي وسائل العلاج؟ هذا هو موضوع بحثنا.

وقد فضّلتُ أن أضع نتائج الدراسات العلمية كما وردت على موقع بي بي سي حرفياً، والسبب في ذلك أن بعض الملحدين والمشككين يطلبون المرجع العلمي دائماً ويشككون في الحقائق العلمية التي نذكرها في أبحاث الإعجاز العلمي. وأفضل طريقة لدرء هذه الانتقادات أن نأتي بأقوال علماء الغرب من على مواقعهم ومن دون أن نعدل عليها شيئاً.

الغضب الإيجابي!

فقد جاء في دراسة أجراها بنك المعلومات "كاهوت" على شبكة الإنترنت أن فقدان الأعصاب يكلّف الاقتصاد البريطاني 16 مليار جنيه إسترليني في العام. وتقول الدراسة إن من يفقدون أعصابهم يحطمون أكثر ما يحطمون الأدوات الفخارية والكؤوس. وتقول الدراسة إن الرجال يفقدون أعصابهم أكثر من النساء. وقال 20 بالمئة من عينة بلغت 700 شخص أجريت عليهم الدراسة إن الازدحام في الشوارع يدفعهم إلى الغضب. ولكن أكثر من النصف قالوا إن الانتظار على الهاتف يدفعهم إلى الغضب. وإن ربع الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة يعرفون كيف يعبرون عن غضبهم بطريقة إيجابية.

وتقول "دونا دوسون" المتخصصة في علم النفس: إن الغضب شيء معقد جداً. وسببه في أكثر الأحيان هو الخوف من الخسارة، أو الخوف من الإصابة، أو حتى الخوف من خيبة الأمل. إنهم يعلموننا أن الغضب عاطفة سلبية، ولكنه في الواقع عاطفة إيجابية ومفيدة، ولكن الأمر يعتمد على الطريقة التي نعبّر بها عنه. فمن الأفضل بطبيعة الحال أن نعبّر عن العواطف وألا نكبتها في أجسامنا وعقولنا. ولكن يجب أن نحرص على أن نعبر عن الغضب بطريقة إيجابية وان نحولها إلى فعل يغير المواقف. إن الغضب السلبي يؤدي إلى إفراز هرمونات تضعف نظام المناعة بتدمير خلايا المناعة الرئيسية.

كيف عالج النبي غضب الأعرابي؟

وهنا نتذكر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغضب إلا في حالة واحدة وهي أن تُنتهك حرمة من حرمات الله، أي أن غضب النبي كان موجهاً في اتجاه محدد وهو الحفاظ على الحدود والحرمات، وهذا يضمن سلامة المجتمع وأمنه. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتميز بأسلوب تعليمي فيستغل المواقف التي يغضب فيها الإنسان العادي ليعطينا العبرة والموعظة.

وربما نذكر قصة ذلك الأعرابي الذي جاء غاضباً إلى النبي وكلمه بلهجة شديدة بل وجذبه إليه وصرخ في وجهه قائلاً يا محمد أعطني مما أعطاك الله... فغضب أصحاب النبي غضباً شديداً وهمّوا بقتل الأعرابي، ولكن النبي الرحيم قال لهم: خلّوا بيني وبينه...

لقد عرف المرض وعرف العلاج، الأعرابي يغضب والصحابة يغضبون ولكن النبي بكل هدوء يعالج الموقف ويعطينا درساً في علاج الغضب. ويأمر النبي ذلك الأعرابي أن يأخذ ما يشاء من بيت المال، وعند هذه اللحظة يدرك الأعرابي كرم محمد وأنه ليس رجلاً عادياً بل هو نبي مرسل، وهنا يعتذر للنبي ويعلن إسلامه...

وهنا تأملوا معي كيف يستغل النبي هذا الموقف ليعلم أصحابه – انظروا إلى البرمجة الإيجابية في أسلوب خير البشر، يقول لهم لو تركتكم تقتلوه لمات كافراً... ولكن هذا الأعرابي ذهب فجاء بقبيلته وكلها قد أعلنت إسلامها!!! بالله عليكم هل هذا نبي العنف أم نبي الرحمة؟

الغضب يضعف جهاز المناعة

ومواصفاتها وخصالها قد يكون لها جميعاً نفوذ على قدرة جهاز المناعة في الجسم على مواجهة المرض والتخلص منه. وتقول الدكتورة "آنا مارشلاند" من جامعة بيتسبره الأمريكية إن ذوي المعدلات العالية من التنبه العصبي (نيوروتيسيزم) قد لا يتمتعون بجهاز مناعة قوي بما فيه الكفاية.

فقد قام باحثون في كلية الطب بجامعة بيتسبره تحت إشراف الدكتورة مارشلاند، بفحص ردود فعل أكثر من ثمانين متطوعاً حقنوا بلقاح لمعالجة مرض التهاب الكبد الوبائي، وهو مرض فيروسي، واللقاح ينشّط جهاز المناعة في الجسم من خلال تعريضه لكمية صغيرة جداً من الفيروس، كما أُدخل المتطوعون في اختبار لقياس طبيعة شخصياتهم ودرجة تنبهها العصبي.

وتبين للعلماء أن من لديهم درجات عالية من التنبه العصبي يميلون إلى التقلبات المزاجية الشديدة، وإلى التعصب الكثير، كما تسهل استثارتهم وتعريضهم للضغط والاضطراب النفسي والإجهاد العصبي. وظهر أن المتطوعين من ذوي التنبه العصبي العالي يميلون أيضاً إلى تسجيل استجابات أقل من حيث جودة الأداء للقاح مرض التهاب الكبد الوبائي مقارنة بنظرائهم الذين لهم معدلات طبيعية من التنبه العصبي. وربما تفسر هذه النتائج ما خلصت إليه دراسات سابقة من أن ذوي التنبه العصبي العالي أكثر عرضة من غيرهم لمشاكل الأمراض وتعقيداتها.

وتقول الدكتورة مارشلاند إن نتائج الدراسة تدعم الفكرة القائلة بأن ذوي التنبه العصبي العالي يتمتعون بجهاز مناعة أقل كفاءة من غيرهم، مما يعرضهم أكثر من غيرهم للأمراض وأعراضها. وكانت دراسة سابقة أجريت في أوهايو بالولايات المتحدة، قد وجدت أن قوة تأثير اللقاحات والعقاقير الطبية المضادة لذات الرئة تقل عند من يعانون من الضغوط العصبية، وهو ما يؤيد النتائج الجديدة. كما ذكرت دراسة أوهايو أنه للضغط النفسي والقلق تأثير مباشر على حجم الهرمونات في الجسم، ومنها الكورتيزول الذي له تأثير فعال على أداء جهاز المناعة.

عدم التحكم بالغضب يؤدي إلى الوزن الزائد ومشاكل صحية

أفادت دراسة جديدة بأن عدم قدرة المراهق على التحكم في الغضب قد يسبب له مشكلات صحية في المستقبل. وخلصت الدراسة إلى أن المراهقين الذين يعانون من مشكلات في التحكم في غضبهم يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن. وقال العلماء في الاجتماع السنوي لجمعية القلب الأمريكية في سان فرانسيسكو إن المراهقين الذين يكتمون شعورهم بالغضب يتعرضون لخطر السمنة أو زيادة الوزن وهو ما قد يؤدي إلى تعرضهم لأمراض مثل مرض القلب أو السكري.

وقام أطباء من مركز علوم القلب في جامعة تكساس بدراسة 160 مراهق تتراوح أعمارهم ما بين 14 و 17 عاماً على مدى ثلاث سنوات. واستخدم الأطباء اختبارات نفسية لمعرفة كيفية استجابتهم للغضب. ووجد الأطباء أن المراهقين الذين يمكنهم التحكم في غضبهم والتصرف بشكل مناسب عند الغضب يكونون أقل عرضة لزيادة الوزن. أما من يعانون من مشكلات في التعامل مع الغضب سواء بكبت مشاعرهم أو فقدان أعصابهم فهم الأكثر عرضة لزيادة الوزن.

يقول البروفيسور "ويليام مولر" الذي قاد فريق البحث في الدراسة: ترتبط السمنة بالطرق غير الصحية في التعبير عن الغضب. فمشكلات التعبير عن الغضب يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الأكل وزيادة الوزن وهو ما قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بمرض القلب في سن مبكرة. إن الأمر لا يقتصر فقط على مجرد الأكل والتمرينات، ولكن يجب علينا أن ننتبه إلى الجانب الاجتماعي.

ويؤكد الدكتور "مايك فيشر" من الجمعية البريطانية للتحكم في الغضب إن العديد من المراهقين لديهم مشكلات تتعلق بالتحكم في الغضب. إن نحو 50 بالمئة من المكالمات التي نستقبلها هي لآباء يعربون عن مخاوفهم بشأن أطفالهم.

للغضب أنواع خفية يُصاب بها الملايين!

تقول دراسة نشرت حديثا في الولايات المتحدة إن مرضا يسمى عرض الانفعال المتقطع (آي إي دي) قد يكون السبب وراء قيام بعض الأشخاص بإظهار انفعالات فجائية عنيفة وغير مبررة. وتضيف الدراسة إن ما يقارب 10 مليون أمريكي يعانون من هذا المرض الذي طالما استُبعد عند محاولة تشخيص مثل تلك الانفعالات.

وتقول الدراسة إن 4% من سكان أمريكا يعانون من درجة حادة من "آي إي دي"، مما سبب لكل منهم مابين 3 إلى 4 انفعالات عصبية مشابهة خلال عام واحد. ولهذا المرض تعريف دقيق في مراجع الطب النفسي، ولكن يجهل العلماء حتى الآن مدى انتشاره بين بني الإنسان.

ويمكن للطبيب أن يقرر إذا ما كنت مصاباً بهذا المرض إذا تكرر قيامك بانفعالات غاضبة وعنيفة لأسباب لا تبدو ذات أهمية تستحق، ولعدة مرات. وعادة ما يفقد المصاب بهذا المرض تمالكه لأعصابه فجأة ويقوم بتدمير شيء ما، أو يعتدي أو يهدد بالاعتداء على أي شخص.

وأجرى باحثون من كليات الطب في جامعتي هارفارد وشيكاغو الأمريكيتين مسحاً مباشراً على عينة مكونة من 9282 شخص راشد خلال عامي 2001 و2003. وتوصلوا إلى أن 7.3% من عينة البحث مصابون بمرض "آي إي دي". وقدروا عدد المصابين بثمانية ملايين شخص في الولايات المتحدة لوحدها، وهو رقم أعلى بكثير من التقديرات السابقة. وتبدأ أعراض الإصابة بالمرض منذ سن الـ14 عاماً.

ويقول الدكتور "رونالد كيسلر" وهو قائد المجموعة التي أجرت البحث، إن ""آي إي دي" ليس معروفاً بين العامة كمرض، ولكن حجم الأرقام التي أشارت لها الدراسة يجعل من الضروري أن يقدر المرضى والأطباء على حد سواء حجم انتشار المرض وأن يسعوا لتطوير استراتجيات لعلاجه.

ويوضح زميله الدكتور "إيميل كوكارو" أن العامة ينظرون للانفعالات الحادة المرتبطة بهذا المرض على أنها مجرد سوء سلوك، وبالتالي فهم لا يعيرونها اهتماماً كمرض له أسباب جينية وفسيولوجية ويمكن علاجه. ويرى العلماء أن من الضروري تطبيق سياسات وقائية وتوفير العلاج المبكر مما قد يفيد في مساعدة الأشخاص على تجنب مشاكل لها ارتباط بالمرض مثل الإدمان على الكحول أو المخدرات أو الإصابة بالاكتئاب.

الغضب يسرع الإصابة بالسكتة القلبية

قال علماء أمريكيون إن المزاج السيئ لدى الشباب الذكور قد يؤدي إلى الإصابة بمرض القلب في وقت مبكر في الحياة. جاء ذلك في نتائج دراسة توصلت إلى أن الشباب الذكور الذين ينتابهم الغضب عند التعرض للتعب والإرهاق العصبي أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من غيرهم بنسبة تبلغ ثلاث مرات. وبينت الدراسة أن الشباب الغاضبين أكثر عرضة للإصابة المبكرة بالسكتة القلبية من أقرانهم الهادئين بنسبة تصل إلى خمس مرات، حتى لو كانوا ينحدرون من عائلات يخلو تاريخها من أمراض القلب.

وتؤكد الدكتورة "باتريشيا تشانج" التي قامت بالإشراف على جزء من البحث الذي تم إعداده في الولايات المتحدة أن عدداً من الشباب عبَّر عن غضبه، بينما تمكَّن عدد آخر من إخفائه، ولكن عدداً كبيراً من المشاركين كانوا سريعي الغضب وتنتابهم نوبات متكررة من التذمر. إن الدراسة بيَّنت أن المزاج السيئ يتنبأ بالأمراض قبل ظهور أعراضها مثل مرض السكري وضغط الدم.

وأكدت أن "أفضل شيء يستطيع الرجال الشباب الغاضبون عمله هو مراجعة أخصائيين لتعلم طرق السيطرة على الغضب، وبخاصة أن دراسات سابقة بيّنت أن الأشخاص المصابين بمرض القلب يسجلون تحسناً في صحتهم حين يتعلمون كيف يسيطرون على غضبهم. واستخدمت الدكتورة تشانج وزملاؤها في دراستها معلومات حول نحو 1300 طالب كانوا يدرسون في معاهد جون هوبكنز الطبية بين عامي 1948 و 1964.

وقالت الدكتورة تشانج إنه بالرغم من أنه لا يعرف بعد كيف يسبب الغضب أمراض القلب، فإن الأدلة تشير إلى أن الإرهاق يطلق كميات مفرطة من هرمونات تعرف باسم كاجولامينيس، منها الأدرنالين، الذي يتكون بشكل طبيعي في الجسم وينقل عادة الإيعازات. وتهيئ هذه الهرمونات الجسم في حالات الطوارئ مثل الإصابة بالزكام، أو الإرهاق العصبي أو الصدمة وذلك بتقليص جدران الأوعية الدموية والضغط على القلب للعمل أكثر لضخ كميات إضافية من الدم.

الغضب والمغفرة

انظروا معي كيف عالج القرآن ظاهرة الغضب الفتاكة، يقول تعالى عن صفات المتقين الذين استجابوا لربهم: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) [الشورى: 37]. فالمغفرة هي أفضل علاج للغضب، وأقول عزيزي القارئ هل فكَّرت يوماً أن تعالج انفعالاتك السلبية بأن تغفر لمن أساء إليك، وتعتبر أن الله سيرضى عنك ويعوضك خيراً من الانتقام بالجنة!!

إذاً انظر إلى هؤلاء الذين صبروا لربهم ماذا تكون عاقبتهم، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 22-24].

وانظروا معي إلى هذا العلاج الرائع: (وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ)! أين هم علماء البرمجة اللغوية العصبية الذين يدعون أنهم وضعوا أساساً علمياً لعلاج الانفعالات، أليس ما جاء به القرآن قبل أربعة عشر قرناً هو ما ينادي به علماء النفس اليوم، وذلك عندما يقولون إن أفضل طريقة لعلاج الانفعالات والغضب أن تفكر بالجانب الإيجابي وتتسامح؟

آيات كثيرة تؤكد هذه القاعدة، يقول تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: 34]. انظروا كيف يريد الله منا أن نحول المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية، وكيف تتحول العداوة إلى صداقة! هذه هي قواعد علم النفس الحديث، ولكنهم يسمونها بأسماء حديثة مثل: كيف تكسب الأصدقاء، أو كيف تكسب ثقة الآخرين، أو كيف تتحكم بالذات... وغير ذلك، وجميع ذلك جاء في كتاب الله تعالى.

العلاج بالصبر

مما سبق من دراسات رأينا كيف يؤكد الباحثون أن معظم حالات الغضب تأتي بسبب عدم وجود البديل المناسب، أو عدم وجود حل للمشكلة، أو عدم وجود شيء يستحق التسامح، وقد فشل علماء النفس في إيجاد بديل مناسب للغضب، إلا في حالة واحدة أن يحذروا الشخص الغاضب من مساوئ الغضب الطبية مثل أمراض القلب وضعف المناعة والوزن الزائد. وعلى الرغم من ذلك لا يجدون استجابة من قبل المرضى لنداءاتهم، فما هو الحل؟

لقد أعطانا القرآن الحل وهو بالصبر، ولكن الصبر من أجل ماذا ولمن نصبر وما هي المكافأة التي سنحصل عليها، وهل تستحق منا أن نكبت الغضب والانفعالات؟ يقول تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى: 40]. فهل هناك أجمل من هذه العبارة: (فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)! ماذا ستستفيد من غضبك... بالطبع لا شيء، ولكن البديل موجود وهو الأجر من الله تعالى هو سيعوضك عن كل شيء.

ولكن هل يكفي الصبر كعلاج ناجع؟ إذا ترافق الصبر مع المغفرة سيكون العلاج فعالاً جداً، ولذلك قال تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى: 43]، والرائع في هذه الآيات أن الله تعالى يصوّر لنا النتيجة التي سنحصل عليها مسبقاً، مثلاً يقول تعالى: (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) [الإنسان: 12]، إن أجمل شيء أن الله سيكون معك عندما تصبر على من أساء إليك، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 153].

هذه الآيات تصور لنا النتائج الإيجابية للصبر، وهو ما يؤكده علماء النفس عندما يقولون إن أسرع طريقة لعلاج الغضب أن تتصور النتائج السلبية للغضب، وتتصور النتائج الإيجابية فيما لو لم تغضب وتتسامح. ولذلك قال تعالى: (وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النساء: 25]. ويقول أيضاً: (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [هود: 11].

وهكذا آيات كثيرة تؤكد على أهمية الصبر بل وتصور لنا نتائج الصبر الرائعة، فهل نأخذ بالنصيحة الإلهية، ونجعل من حياتنا كلها صبراً على الشهوات وصبراً على أذى الآخرين، وصبراً على من حولنا؟ عليكم يا أحبتي أن تتصوروا في اللحظة التي تأتيكم إساءة من أحد، أن الله تعالى يريد منك الصبر وسيكون معك ويرضى عنك، والله لو أننا تصورنا ذلك وشعرنا بمراقبة الله لنا في لحظة الغضب وشعرنا بمدى محبة الله للصابرين، لتذوقنا حلاوة الصبر ولم يكن شيء أحب إلى قلوبنا من أن نصبر على أذى الآخرين وأن نعالج أي انفعال أو غضب بالتسامح والابتسامة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يعالج بها هذه الظاهرة.

يؤكد الباحثون في علم البرمجة اللغوية العصبية أن العلاج المثالي للغضب هو أن نأخذ ورقة وقلم ونتخيل ونسجل النتائج الخطيرة والمصائب التي ستحل بنا نتيجة الانفعالات السلبية والغضب، وبنفس الوقت نتخيل ونسجل النتائج الإيجابية التي سنحصل عليها عندما نصبر ونتقبل الواقع كما هو. القرآن الكريم جاء بهذه القاعدة قبل 14 قرناً، فإذا ما تأملنا آيات القرآن نلاحظ أن الله تعالى يصور لنا ما سنحصل عليه بنتيجة الصبر ثم يأمرنا بالصبر، يقول تعالى: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 96]، فهذه الآية وغيرها من الآيات تبشرنا بأن عطاء الله لا ينتهي، بينما عطاء البشر محدود، وكأنه يقول لك يجب أن تبقى مع الله وتثق به، ثم يأمرنا بالصبر وأن الجزاء سيكون أكبر بكثير وأحسن مما نقدمه من عمل.

ونختم هذا البحث بموقف رائع من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، عندما صبر على أذى إخوته، فماذا كانت النتيجة؟ لقد أصبح ملكاً لأعظم دولة في ذلك الزمن، لأنه اختار أسلوب الصبر والتقوى في حياته، ولذلك قال: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 90]. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين.

MAGIC7
2010-08-19, 08:48 PM
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/148.gif
الضغط النفسي والصبر

هذه دراسة حديثة وجد فيها الباحثون أن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الإنسان تقصر من عمره وتضعف الخلايا المناعية، ولكن ما هو أفضل علاج؟ لنقرأ....




دراسة جديدة

تؤكد الدراسات الطبية والنفسية الأثر الكبير للضغوط النفسية التي يتعرض لها الإنسان على أداء جهازه المناعي، فقد كشفت دراسة نشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Science وأثبت فيها العلماء أن الخلايا المناعية لدى المرأة تتعرض للهرم المبكر إذا كانت تعاني من ضغوطات نفسية عالية.

هذه النتيجة تضيف بعداً جديداً لتأثيرات الضغط النفسي التي كانت تنحصر سابقاً في التأثيرات الفيزيولوجية، طالما أن هناك تأثيراً واضحاً على الجهاز المناعي الداخلي للجسم. وقد ركزت الدراسة على التيلوميرز Telomeres الموجودة في المورثات لخلايا مناعية محددة لدى 58 امرأة تتراوح أعمارهن مابين 20-50 سنة. ويقوم التيلوميرز بتغليف نهايات الكروموزومات والتقليل من إنتاج الخلايا التي تعد مقياساً للعمر، فعندما تصل إلى أصغر قيمة للخلايا تتوقف عن الإنتاج.

وقد خلصت الدراسة إلى أن التيلوميرات في الخلايا عند النساء المعرضات للانفعال أو الشد النفسي قلَّت نسبة الحياة عندهن 10 سنوات عن اللواتي لا يتعرضن لتلك الضغوطات. فالضغط النفسي المزمن يقصر من عمر خلايا الجسم، وأهمها الخلايا المناعية، كما تقول الباحثة إليسا إيبيا من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو. وذكر الباحثون أن الآلية الحقيقية التي تربط بين العقل والخلايا مازالت مجهولة، وسيستمر الباحثون في العمل لمعرفة ما إذا كان هناك أنواع أخرى من الخلايا قد تتأثر بالشد النفسي.

الضغط النفسي والنوبة القلبية

قدمت دراسة جديدة دليلاً علمياً يؤيد أن الشدة النفسية العاطفية والجسدية الشديدتين، يمكن أن تحرضا على حدوث ألم في الصدر والأزمات القلبية لدى العديد من الأشخاص خاصة قليلي الحركة وممن لديهم عوامل الخطورة عالية. وقد راجع الباحثون دراسات عدة نشرت حول هذا الموضوع ووجدوا إثباتاً على أن الجهد الفيزيائي والشدة العاطفية والغضب والانفعال الشديد، كلها تحرض على ظهور تلك الأعراض مضافاً إليها توقف القلب المفاجئ لدى من ترتفع لديهم نسبة عوامل الخطورة. وقد تبدأ الأعراض خلال ساعة أو ساعتين من التعرض للانفعال، ويقول الباحثون إنهم بدأوا يفهمون الآليات التي يحدث فيها ذلك التحريض.

يضع الباحثون في هذه الدراسة التي نشرت في مجلة Psychosomatic Medicine تعريفاً للعامل المحرض على أنه عامل خارجي، ربما حالة نفسية، أو انفعال ما، قد ينجم عنه تبدلات تقود مباشرة إلى أزمة قلبية وغيرها. وتضمنت الدراسة مراجعة واسعة للعديد من الدراسات التي سبق ونشرت خلال الأعوام مابين 1970 و2004 حول المحرضات السلوكية والعاطفية، وأثبتت وجود حالات عديدة من الأمراض الواردة أعلاه تالية للكوارث الطبيعية والحروب والمناسبات الرياضية.

العوامل المحرضة الأخرى التي قد ترتبط بحدوث ألم صدري مفاجئ قد تشمل النشاط الجنسي، الإفراط في شرب الكحول، اضطرابات النوم، تناول وجبة دسمة، إلا أنها جميعها تحتاج إلى دراسات أوسع لإثباتها.

الضغط النفسي وسرطان الجلد

وجد الباحثون في دراسة أجريت على الحيوان، وتم نشر نتائجها في مجلة Journal of American Academy of Dermatology. أن تعرض الفئران للضغط النفسي، والأشعة فوق البنفسجية معاً، يؤدي لحدوث سرطان في الجلد، خلال نصف المدة الزمنية، التي يحدث بها، عند أولئك المعرضين للأشعة وحدها.

ويشير الباحثون إلى أنه في حال أظهرت دراسات إضافية نفس التأثيرات على الإنسان، أن برامج تقليل الشدة النفسية، مثل اليوغا، وتمارين التأمل، قد تساعد الأشخاص المعرضين لخطورة الإصابة بسرطان الجلد في الوقاية منها. وتساعد برامج تقليل الضغط النفسي العديد من الناس، ولكنها قد تكون أكثر أهمية لغيرهم ممن تكون نسبة خطورة الإصابة بسرطان الجلد لديهم أعلى، بحسب ما قاله فرانسيسكو توسك، الأستاذ المساعد في قسم أمراض الجلد، في مؤسسات جون هوبكنز الطبية.

وأجريت الدراسة على 40 فأراً، وظهرت الإصابة الأولى بالورم، في أحد الفئران المعرضين للشدة النفسية، والأشعة فوق البنفسجية، خلال ثمانية أسابيع فقط، أما الفئران المعرضة للأشعة فقط لم تصب بالورم إلا بعد مرور 13 أسبوعا على الأقل. وبعد مرور 21 أسبوعا على التعرض للعوامل المضرة، أصيب14 فأر من بين 40 بسرطان في الجلد، مقارنة مع اثنين من الفئران، غير المعرضة للشدة النفسية.

معظم سرطانات الجلد كانت من نوع الأورام الشائكة الخلايا، وهو نوع من الأورام الخبيثة غير الصباغية، ذات الاستعداد الكبير للانتشار إلى أقسام أخرى من الجسم. ويقول الباحثون، أنهم بصدد القيام باختبارات إضافية، لتقرير مدى تأثير التعرض للشدة النفسية، على تطور سرطانات الجلد لدى الإنسان.

وقال الدكتور توسك إن هناك دلائل كثيرة على وجود تأثيرات سلبية للضغط النفسي المزمن على جهازنا المناعي وأقسام أخرى من جسدنا، لكن للمساعدة على إيجاد استراتيجيات علاجية جيدة نحن بحاجة لفهم أفضل للآليات التي تؤثر فيها الشدة النفسية على حدوث تلك الأورام السرطانية.

الضغط النفسي وارتفاع الكولسترول

نشرت مؤخراً دراسة بيَّنت الصلة بين تغير نسبة الكولسترول في الدم، ومدى تأثر الفرد بالشدة النفسية، وطريقة تعامله معها .إذا تعرض شخص ما لضغط نفسي، واستسلم لتأثيرات الشدة عليه، فإن مستوى الكولسترول يتدهور ليزداد سوءاً خلال السنوات القليلة التالية، بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يتعرضوا لهذا النوع من الشدة.

الدراسة التي أشرف عليها أندرو ستبتو، من جامعة لندن، شملت 200 شخص من الجنسين في المرحلة المتوسطة من العمر، ولم يسبق لأحدهم أن تعرض لمشاكل قلبية أو ارتفاع في ضغط الدم. وتم أخذ عينات من دم كل منهم، مع تقييم مستوى الشدة النفسية لدى كل فرد. ومن بعدها تم تعريضهم لاختبارين نفسيين مختلفين، قيس بعدهما مباشرة مقدار الكولسترول في الدم، فظهرت زيادة عن المستوى الطبيعي له.

وعند تكرار المعايرة بعد ثلاث سنوات، كانت النتيجة معها أن ظهر نفس مستوى الارتفاع في الكولسترول لدى الجنسين بصورة متساوية، مع مراعاة بعض العوامل، مثل مؤشر حجم كتلة الجسم والتدخين والعلاج الهرموني وتناول الكحول.

يقول الباحث ستبتو في دراسته التي نشرت في العدد الاخير من مجلة Health Psychology إن تجاوب الكولسترول مع مستوى الشدة النفسية مخبرياً يعكس على الأغلب كيفية تفاعل الأشخاص مع التحديات التي يواجهونها في كل يوم. لذا كلما كان تفاعل الكولسترول للشدة أكبر تزداد الاستجابة للانفعالات النفسية اليومية. وتراكم هذه الاستجابات مع انفعالات الحياة المستمرة يؤدي إلى زيادة في نسبة الكولسترول أو الدهون عموما في السنوات الثلاث التالية.

وقال: لابد لنا أن نعرف أن تفاعل الشخص مع الجهد أو الشدة النفسية هو أحد الآليات التي قد ترفع من مستوى الكولسترول في الدم. واتضح أن للشدة النفسية أشكالاً عديدة، منها التعايش مع مرض مزمن، التقدم إلى وظيفة أو امتحان، التعافي من خسارة مالية، حساب المصروف اليومي، ويمكن أن تزداد تأثيراتها مع الزمن، علما أن تفاعل الأشخاص مع هذه الحالة يختلف من فرد لآخر.

وهكذا فإن العديد من الدراسات جميعها تؤكد على خطورة الضغوط النفسية وعدم علاجها والاستسلام لها، ومن هنا ربما ندرك لماذا كانت الآيات التي تتحدث عن الصبر كثيرة في القرآن الكريم، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الصابر الأول، وهو القدرة لنا في الصبر وعلاج الضغط النفسي.

ماذا عن المؤمن؟

المؤمن هو أبعد الناس عن الضغط النفسي، لماذا؟ لأن الله تعالى زوده بعلاج قوي ألا وهو الصبر، يقول تبارك وتعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران: 186]. فالملحد ينظر إلى الدنيا على أنها نهاية كل شيء، فلا حياة بعد الموت، وهذا ما يزيد من معاناته ويضاعف الضغوط النفسية التي يتعرض لها، لأنه لا يجد حلاً لمشاكله وهمومه.

بينما المؤمن نراه يصبر ابتغاء وجه الله، فهو يصبر ويعالج الضغوط النفسية بكل هدوء ورضا وسعادة، فتجده وهو في أشد حالات الضغط النفسي سعيداً راضياً بقضاء الله وقدره، ولذلك قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: (عجبت لحال المؤمن... إذا أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له).

ومن هنا ندرك أهمية الإيمان بالله تعالى، فقد توصل باحثون بريطانيون إلى أن الإيمان بالله يخفف من الشعور بالألم. وذكرت صحيفة دايلي مايل البريطانية أن أكاديميين في مركز أكسفورد للعلوم الذهنية في بريطانيا أجروا اختبارات على 12 كاثوليكياً و12 ملحداً لفحص تعاملهم مع الألم عبر تعريضهم للصدمات الكهربائية. وتبين أن الكاثوليكيين استطاعوا إعاقة الكثير من الألم الذي تسببت به الصدمات الكهربائية وكانوا قادرين على تنشيط جزء من الدماغ متعلق بالتحكم بالألم.

واكتشف الباحثون عبر مراقبتهم للجزء الأيمن من الدماغ أن الآليات العصبية المتعلقة بالتحكم بالألم كانت ناشطة.أما الملحدون فلم تشهد أدمغتهم أي نشاط يتعلق بالتحكم بمستويات الألم التي بقيت كما هي طوال فترة الاختبار.

فتأملوا كيف أن الإيمان بالله يمنح الإنسان الصبر والقدرة على التحمل، ولكن وللأسف معظم التجارب تجري على أناس غير مسلمين، ولكن لا بأس من التعريف بها، لأن الإسلام دين قوي جداً، وإذا كان المؤمن بالله من ديانات أخرى يستفيد من إيمانه فكيف بالمسلم الذي يتبع الدين الحق؟ لابد أن يكون تأثير الإيمان أقوى بمئة مرة، وكم تمنيت من علمائنا وأطبائنا أن يقوموا بتجارب مشابهة للتجارب التي يقوم بها الغرب، ولكن على أناس مسلمين!

وانظروا معي كيف أمرنا الله بالصبر وأكد لنا أنه معنا إذا صبرنا، يقول تعالى: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46]. فهل هناك أجمل من أن يكون الله معك في كل لحظة؟ أليس هذا الشعور كافياً لعلاج أي ضغط نفسي مهما كان نوعه؟

وتأملوا معي هذا النص الرائع الذي يمنح المؤمن القوة والقدرة على علاج أكبر الضغوط النفسية مهما كان نوعها، مادامت النتيجة ستكون الجنة ورضا الله، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 22-24].

MAGIC7
2010-08-19, 08:49 PM
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/148.gif

معجزة اختلاف الألوان وتأثيرها على الانسان







آيات كثيرة يمر عليها الإنسان ويراها وهو غافل عنها، ومن المعجزات ما سخَّره الله لنا من ألوان، فما هو الجديد الذي كشفه العلم في الألوان وكيف أشار القرآن لذلك؟ يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22]. هذه الآية تؤكد على وجود معجزة في الألوان. وأنه يجب علينا أن نتفكر فيها ونسبح الله تعالى، لنزداد إيماناً وتسليماً لهذا الخالق العظيم.

ما هو اللون؟

كل الألوان التي نراها أصلها واحد، وهي عبارة عن ضوء تتأثر به أعيننا، ولكل لون تردد محدد، ومن رحمة الله تعالى بنا أنه خلق لنا أعيناً لا ترى كل الترددات من حولنا! فقط نرى جزءاً صغيراً منها وهو الطيف المرئي، ولو رمزنا للضوء بطول موجته فإن الإنسان يرى فقط الألوان ذات طول الموجة من 400 نانو متر إلى 700 نانو متر تقريباً (والنانومتر هو جزء من بليون من المتر).

فعندما يسقط الشعاع الضوئي على مادة ما فتبدو بيضاء، فهذا دليل على أنها تعكس كل الألوان ولا تمتص شيئاً منها، وإذا رأينا مادة سوداء فهذا يعني أنها تمتص كل الألوان ولا تعكس شيئاً منها. أما المادة الحمراء فهي تمتص كل الألوان عدا الأحمر فتعكسه لنا فنراها حمراء وهكذا.

إن الضوء الذي نراه هو عبارة عن موجات لها تردد محدد، فالضوء الأحمر هو موجة لها تردد، واللون الأخضر هو نفس الموجة الضوئية ولكن لها تردد أكبر، وهكذا... إذاً تختلف الألوان عن بعضها باختلاف طول موجة كل منها أو تردده، وهذه آية تستحق التفكر. ولذلك ينبغي علينا أن نتدبر قول الحق تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ *وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 27-28].

والعجيب أن الله تعالى ذكر في هذا النص الكريم شيئاً غريباً لا يمكن أن يصدر من بشر، وذلك في قوله: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) وهذا يعني أن العلماء هو أشد خشية لله من غيرهم، وهذه الآية كانت سبباً في إسلام أحد العلماء لأنه أدرك أنه لا يمكن لبشر أن يعرف مثل هذه الحقيقة. وتأملوا معي كيف ربط الله بين العلم وخشية الله من جهة وبين معجزة الألوان من جهة ثانية، ليدلنا على أهمية هذا التنوع في عالم الألوان وتأثيرها على الناس.

وانظروا معي إلى هذا النص الكريم: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 21-22]. انظروا كيف يربط البيان الإلهي بين الألوان واختلافها في قوله (مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ) وبين الإيمان في قوله (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ)، وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة إلى أهمية التفكر في عالم الألوان واختلافها، وبخاصة أن التراب واحد والماء واحد ولكننا نرى عالماً مليئاً بالألوان لا تكاد تجد له نهاية.

الألوان والعين

يؤكد العلماء أنه لا يمكن تقليد العين البشرية مهما حاولوا لأنها تتميز بوجود ملايين الخلايا جميعها تعمل بتناسق مُحكم، وهذا لا يمكن تحقيقه في حيز بحجم العين! ولذلك فإنهم يقفون عاجزين منبهرين أمام آية البصر. ولذلك ينبغي أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة التي ذكرنا بها كثيراً في القرآن. يقول تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78]. ويقول أيضاً: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) [المؤمنون: 78].

كيف ينتج اختلاف الألوان؟

كل إنسان لديه لون مفضل يتناسب مع اهتزاز خلايا جسده (الرنين الطبيعي للجسد). فقد خلق الله الكون بحيث يتألف من ذرات والذرة تتألف من جسيمات أصغر منها، وجميع هذه المخلوقات الصغيرة تهتز بنظام محكم وعجيب. وقد درس العلماء ظاهرة اختلاف الألوان ودهشوا عندما رأوا هذا التنوع اللامنتهي في عالم النبات والحشرات والحيوان.

يقوم النبات أثناء عملية التركيب الضوئي بامتصاص الفوتونات الضوئية القادمة من الشمس وتحويلها إلى طاقة كيميائية تختزن في أوراق النبات، وأودع الله في هذه النباتات برنامجاً محكماً يعطي الأوامر للخلايا بامتصاص اللون الأخضر، ولذلك نجد أوراق النباتات خضراء!

أما النباتات في أعماق البحار حيث لا يصل الضوء الأخضر نجدها تمتص الضوء الأزرق ولذلك فإن هذه العملية معقدة جداً وقد دُرست من قبل علماء وكالة ناسا، وتبين لهم أن ألوان النبات تختلف مع اختلاف القدرة على امتصاص الطيف الضوئي. ويقول العلماء لولا هذه القدرة على امتصاص ضوء محدد في النباتات لبدى العالم أسود قاتماً، ولكنها بالفعل عملية مدهشة تستحق التفكير، ويؤكد علماء آخرون أن الطبيعة لا يمكن أن توفر مثل هذه البرامج المعقدة في عالم النبات لتعطي هذا التنوع الهائل والمتناغم بحث لا نجد أي خلل في عالم الألوان الطبيعي، لذلك لابد أن يكون هناك قوة مهيمنة على هذا الأمر!

ونقول إنها قدرة الله تعالى القائل: (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل: 13]. ومن خلال مراقبة العلماء للغطاء النباتي تبين أن النبات لا يمتص الأشعة تحت الحمراء، بل يعكسها، وهذا يساهم في تنظيم درجة حرارة الغلاف الجوي، ولا يزال هذا الأمر لغزاً محيراً لهم.

اللون والأثر النفسي

مما لاشك فيه أن للألوان تأثيراً نفسياً واضحاً، فكل لون له تردد خاص به، ومن خلال تردده يؤثر على العين، ولذلك عندما نرى لوناً محدداً فإن ترددات هذا اللون تنتقل عبر العين إلى الدماغ وتؤثر على خلايا الدماغ بشكل مختلف عن لون آخر. والألوان لها تأثير على شخصية الإنسان، ويمكن أن تحلل شخصية المرأة أو الرجل من خلال حبه لألوان محددة ومدى تفاعله معها (وتبقى المسألة نسبية). والحقيقة لا توجد دراسات علمية موثقة حتى الآن حول التأثير النفسي المؤكد على جميع البشر، ولكن هناك ملاحظات يراها الباحثون، ويعتبر التفاعل مع الألوان عملية معقدة جداً لم يتم تفسيرها حتى الآن، ولذلك تعتبر الألوان آية محيرة من آيات الخالق تبارك وتعالى أمرنا أن نتفكر فيها لندرك ونتذكر أن هذا الكون لم يأت عن طريق المصادفة: (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل: 13].

اللون الأحمر

لوحظ تأثير فيزيولوجي للون الأحمر حيث يؤدي التعرض لهذا اللون لفترة طويلة إلى زيادة ضغط الدم. وهو يملك تأثيراً على مختلف غدد الجسم، وبالتالي ينشط خلايا الجسم ويرفع طاقتها. وإذا قمنا بتخفيف اللون الأحمر ليصبح زهرياً فإن تأثيره سيقل. والذي يتأمل الطبيعة يلاحظ أن الله تعالى اختار ألواناً محددة لنباتات محددة بما يتناسب مع خصائص هذه النباتات.

اللون البرتقالي

يؤكد بعض الباحثين أن هذا اللون مرتبط بنظام المناعة للجسم حيث يؤدي التعرض للضوء البرتقالي لزيادة مناعة الجسم، وربما بسبب توافق الاهتزازات الخاصة بالخلايا المناعية مع ترددات اللون البرتقالي.

اللون الأصفر

بعض الباحثين يربط بين نشاط الدماغ وبين هذا اللون فاللون الأصفر ينشط خلايا الدماغ، أما الأثر النفسي فإن اللون الأصفر يزيد من السرور لدى الإنسان، وهناك من الباحثين من يربط اللون الأصفر بالخوف أو الموت، ولكن ليس لديهم دليل علمي على ذلك سوى ما يعبر عنه بعض الناس.

اللون الأخضر

وهناك بعض الآراء تؤكد على أن اللون الأخضر مفيد للقلب. ويساعد على التنفس بعمق. وهو لون يساعد على إعادة التوازن لخلايا الجسم. وهذا اللون يدخل على الإنسان السرور والبهجة، ولذلك نجد الأطباء في العمليات الجراحية يرتدون هذا اللون لتخفيف الألم عن مرضاهم، ولمنحهم الإحساس بالبهجة والسرور.

اللون الأزرق

يساعد على تخفيض ضغط الدم، وله تأثير مسكن للجسم وهو لون الهدوء، وهو ينشط الغدة النخامية ويساعد على النوم بعمق ويقوي نخاع العظام. وهناك وجهات نظر تؤكد على أن اللون الأزرق يساعد على الإبداع.

اللون البنفسجي

يساعد على هدوء الغضب وهو مرتبط بالاضطرابات العاطفية حيث يساعد على التخفيف منها. ويعتبر هذا اللون من أهم الألوان في الاستقرار العاطفي وإحداث تغيير في حياة الإنسان، وبالطبع قد نجد أناساً لا يتأثرون بالألوان! هذا أمر طبيعي، وبالمقابل نجد أناساً لديهم حساسية فائقة تجاه الألوان، يتذوقونها ويتفاعلون معها، مثل تفاعلهم مع الموسيقى مثلاً.

اللون البني

يؤكد بعض الباحثين أن اللون البني هو لون الاستقرار. ويمنح الإنسان بعض الهدوء والعودة للطبيعة، حيث نجد أن لون التراب يميل للون البني، وبالتالي هذا اللون يذكرك بالبساطة ويزيد من الإحساس بالتواضع – طبعاً المسألة نسبية تختلف من شخص لآخر حسب الحالة النفسية وحسب المعتقدات لديه.

اللون الأسود

هو لون سلبي وغير مفيد في العلاج ويقلل النمو. واللون الأسود هو رمز للوقار عند بعض الناس، وهو رمز للحزن عند آخرين، ولكن الإسلام لا يقر بذلك، لأن هذه الألوان هي نعمة من نعم الخالق عز وجل، وجميعها يكمل بعضها بعضاً. ولا يمكن الاستغناء عن أي واحد منها.

اللون الأبيض

هو اللون الذي ي*** الراحة والسلام ويبدد اليأس! ولذلك يفضل لمن يجد في نفسه اليأس والاكتئاب أن يحاول ارتداء قميص أبيض مثلاً، أي يدخل اللون الأبيض في جزء من لباسه، ليس بالضرورة أن يكون لباسه أبيض بالكامل ولكن يكفي التنويع.

الألوان تتكرر في القرآن بعدد ألوان الطيف الضوئي!!

نعلم أن الطيف الضوئي المرئي يتألف من سبعة ألوان ومن عجائب الألوان أن ذكرها ورد في القرآن بالجمع سبع مرات بعدد ألوان الطيف الضوئي، وذلك في الآيات التالية:

1- (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل: 13].

2- (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].

3- (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22].

4- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا) [فاطر: 27].

5- (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) [فاطر: 27].

6- (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 28].

7- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [الزمر: 21].

وسؤالي لكل من يظن أن القرآن من تأليف بشر: هل جاء ذكر الألوان سبع مرات بالمصادفة؟

اللون وسيلة للتذكر والتفكر

أخي القارئ! هل فكرت يوماً أن تتأمل الزهور التي خلقها الله لنتأملها؟ هل نظرت أو دققت النظر في الألوان الزاهية لزهرة جميلة؟ وهل تساءلتَ من الذي أعطى هذه الزهور ألوانها؟ تأمل معي الآيات السابقة لتجد أن الله تعالى ربط اختلاف الألوان بالتذكر فقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) وربطه كذلك بالتفكر فقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وربطه بالعلم فاختلاف الألوان يحتاج لعلماء يدرسوا هذه الظاهرة ليدركوا عظمة الخالق تبارك وتعالى ولذلك قال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) وخُتمت الآيات بأن هذه المعجزة (معجزة اختلاف الألوان) هي تذكرة لأولي العقول والألباب، فقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ).

ويؤكد الباحثون أن ظاهرة اختلاف الألوان هي ظاهرة محيرة ومذهلة، فكيف يمكن لزهرة أن تنظم هذه السلسلة الرائعة والمتناسقة من الألوان؟ ومَن الذي ينظم عملها؟ ومن أين جاءتها التعليمات لترسم هذه التناسقات اللونية المبهرة؟ والجواب ببساطة: إنه الله تعالى القائل: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 24].

العلاج بالألوان

بما أن اللون هو تردد لموجة كهرطيسية فإننا نستطيع باستخدام لون محدد تعديل ترددات الجسم وهذه فكرة العلاج بالألوان. لأن كل واحد منا لديه مجال كهرطيسي ينشره حول جسده، ويتأثر هذا المجال بألوان الملابس والألوان المحيطة بنا، ولذلك تجد الإنسان عندما يكون في نزهة بين الأشجار يحس براحة نفسية بسبب انعكاس الترددات الخضراء على جسده.

وهنا نتذكر آية عظيمة تشير إلى أهمية البهجة والسرور في حياة الإنسان من خلال النظر إلى الطبيعة الخضراء، يقول تعالى: (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) [النمل: 60]. أي أن الحدائق هي مصدر البهجة والفرح والسرور، وربما نعجب إذا علمنا أن بعض الباحثين في دول الغرب يعالجون مرضاهم (وبخاصة مرضى الاكتئاب) بالنظر إلى النباتات والطبيعة الخضراء.

ماذا يحدث عندما تختفي الألوان؟

إن الألوان نعمة من الله تعالى ويجب أن نشكره عليها، فلو كان العالم يظهر أمامنا باللونين الأسود والأبيض لسبّب ذلك القلق والإحباط والخوف للناس، فالألوان مصدر للفرح والتفاؤل. ومن الطرق المستخدمة في السجون من أجل نزع الاعتراف من خلال وضع السجين في غرفة ذات لون واحد فاقع مثلاً مثل الأحمر فيُصاب بنوع خطير من أنواع الاكتئاب مما يجبره على الاعتراف بالحقيقة من أجل التخلص من هذه الحالة. وبالفعل لو كان العالم بلون واحد أو لونين لكان أشبه بسجن كبير! فانظروا إلى هذه النعمة العظيمة التي لا ندركها إلا عندما نفقدها.

اللون الأصفر بين السرور والموت

يقول تعالى: (ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) [الزمر: 21]. لقد ذُكر اللون الأصفر في القرآن خمس مرات، وارتبط بأمرين الأول هو السرور، والثاني هو الموت، أو بعبارة أدق المرحلة التي تسبق الموت.

فاللون الأصفر الباهت علامة على الموت ونهاية الحياة، ولكن وسبحان الله فإن اللون الأصفر الفاقع هو علامة السرور والفرح، ولذلك قال تعالى في سورة البقرة: (إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) [البقرة: 69]. فتأملوا كيف كان اللون الأصفر وسيلة للسرور (تَسُرُّ النَّاظِرِينَ).

يقول تبارك وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا) [الأنعام: 99]. يؤكد بعض الباحثين أن اللون الأخضر يدل على الحياة، يقول تعالى: (وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) [يوسف: 43]. فاللون الأصفر الباهت هو علامة الموت، أما اللون الأخضر هو علامة الحياة (وربما نجد هذه الإشارات في عالم الأحلام!).

اللون الأخضر لباس أهل الجنة وفراشهم

يقول تعالى عن لباس أهل الجنة: (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) [الكهف: 31]. ويقول عن فراش أهل الجنة: (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) [الرحمن: 76]. وإن الذي يتأمل القرآن يرى بأن اللون الأخضر هو لون الجنة التي وُعد المتقون. وهنا نتذكر أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم حدّد لنا عدد أبواب الجنة وهي ثمانية أبواب، ولكن هل هناك علاقة بين اللون الأخضر وعدد أبواب الجنة؟ لنقرأ ونتأمل عسى أن ندرك عظمة هذا القرآن.

MAGIC7
2010-08-19, 08:50 PM
اللون الأخضر يتكرر 8 مرات بعدد أبواب الجنة!!

من عظمة القرآن الكريم أن الله تعالى جعل اللون المميز للجنة هو اللون الأخضر، وذكر هذا اللون مع مشتقاته في القرآن 8 مرات بعدد أبواب الجنة! والآيات هي:

1- (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا) [الأنعام: 99].

2- (وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) [يوسف: 43].

3- (وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) [يوسف: 46].

4- (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) [الكهف: 31].

5- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) [الحج: 63].

6- (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) [يس: 80].

7- (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) [الرحمن: 76].

8- (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) [الإنسان: 21].

وسؤالي هل هذه مصادفة أن يكون عدد أبواب الجنة ثمانية ونجد اللون الأخضر يتكرر ثماني مرات بالضبط؟

اللون الأسود يتكرر سبع مرات بعدد أبواب جهنم!!!

حدثنا النبي الأعظم وهو الذي لا ينطق عن الهوى أن جهنم سوداء مظلمة، والعجيب أن الله تعالى ذكر اللون الأسود مع مشتقات الكلمة سبع مرات في القرآن بعدد أبواب جهنم، يقول تعالى عن عدد أبواب جهنم: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) [الحجر: 43-44].

وذلك في الآيات التالية:

1- (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة: 187].

2- (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) [آل عمران: 106].

3- (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ) [آل عمران: 106].

4- (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) [النحل: 58].

5- (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) [فاطر: 27].

6- (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) [الزمر: 60].

7- (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) [الزخرف: 17].

ونقول سبحان الله! انظروا كيف ارتبط اللون الأسود بعدد أبواب جهنم فتكرر ذكره سبع مرات، وكيف ارتبط اللون الأخضر بالجنة فتكرر ذكره ثماني مرات! بالله عليكم هل يمكن لمصادفة عمياء أن تصنع مثل هذا التوافق العجيب؟!

اللون الأبيض أكثر الألوان ذكراً في القرآن

لقد كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يحب اللون الأبيض وهو لون يرمز للطهارة، فقد كان يدعو (اللهم نقِّني من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس)، واللون الأبيض هو رمز النجاح يوم القيامة عندما تبيض وجوه وتسودّ وجوه، يقول تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [آل عمران: 106-107]. إذاً اللون يحدد مستقبل الإنسان حسب عمله إما إلى الجنة أو إلى النار، فالكافر يكون وجهه مسوداً يوم القيامة، والمؤمن يكون أبيض الوجه يوم القيامة، والعجيب أن أكثر لون تكرر ذكره في القرآن هو اللون الأبيض، هل هذه مصادفة؟ ربما يكون في ذلك إشارة إلى أهمية هذا اللون، اللهم بيّض وجوهنا في الدنيا والآخرة.

MAGIC7
2010-08-19, 08:51 PM
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/148.gif
أهمية السلوك الإيجابي في حياة المؤمن
http://www.kaheel7.com/userimages/memory_mind_2154.JPG
لو تأملنا تعاليم القرآن والأوامر والنواهي نلاحظ أنها مليئة بالسلوك الإيجابي، ولذلك فإن المؤمن أكثر الناس سعاة في حياته، وهذا ما أثبته العلماء أخيراً ....




في مقالة نشرها موقع بي بي سي وجد الباحثون بجامعة تكساس أن السلوك الإيجابي يؤجل مراحل الشيخوخة. وأضاف الباحثون أن الأشخاص الذين ينظرون إلى الحياة بنظرة يملؤها الأمل تقل عندهم ظهور علامات الهرَم مقارنة بالمتشائمين. وقال الباحثون إن نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "سيكولوجي أند إدجينج"، تشير إلى أن العوامل النفسية بالإضافة إلى الجينات والصحة البدنية، تلعب مجتمعة دوراً في تحديد مدى سرعة بلوغ سنّ الشيخوخة.
وأجرى فريق البحث بجامعة تكساس تجارب على 1558 من كبار السن لبحث ما إذا كانت هناك علاقة بين الأحاسيس الإيجابية وبداية مرحلة الوهن. وفي بداية الدراسة قبل سبع سنوات كان جميع المتطوعين للمشاركة في الدراسة في صحة جيدة.
وقام الباحثون بقياس تطور أعراض الشيخوخة عند المشاركين من خلال قياس فقدانهم للوزن والجهد وسرعة السير وقوة قبضتهم. وتوصل الباحثون إلى أن المشاركين الذين يحملون رؤية إيجابية للحياة كانوا أقل عرضة لأعراض الوهن من غيرهم. وأكد الباحثون على الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لتوضيح السبب في هذه العلاقة.
غير أن الباحثين تكهنوا بأن المشاعر الإيجابية قد تؤثر بشكل مباشر على الصحة عن طريق تغيير التوازن الكيميائي في الجسم. وربما كان السبب في هذه الصلة هو أن التوجه المتفائل يساعد في تعزيز صحة الإنسان من خلال ترجيح نجاح هؤلاء الأشخاص في الحياة.
وهنا أود أن أتذكر معكم قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]. فهذه الآية تخبرنا بأن المؤمن يفرح برحمة الله تعالى، هذا الفرح هو نوع من أنواع السلوك الإيجابي وهو نوع من أنواع التفاؤل الذي يمنح المؤمن السعادة وطول العمر ويزيد من مناعة جسده ضد الأمراض.
يقول الدكتور جلين أوستير رئيس فريق البحث: أعتقد أن هناك علاقة بين العقل والجسم حيث أن أفكارنا وسلوكنا ومشاعرنا تؤثر على الوظائف البدنية وعلى الصحة بشكل عام، إما عن طريق آليات مباشرة مثل وظائف جهاز المناعة، أو عن طريق آليات غير مباشرة مثل شبكات الدعم الاجتماعية.
وقد أشارت دراسة أخرى نشرت في المجلة نفسها إلى أن التوجه العقلي قد يؤثر في الأداء البدني. وفي هذه الدراسة طلب فريق البحث بجامعة نورث كارولاينا من 153 شخصا من مختلف الأعمار إجراء اختبارات على الذاكرة بعد أن سمعوا كلمات إيجابية وسلبية.
وتضمنت العبارات السلبية الاضطراب والعته والخرف، أما العبارات الإيجابية فتضمنت الإنجاز والنشاط والتميز. وأظهرت النتائج أن أداء الذاكرة عند المشاركين في الدراسة من البالغين كان ضعيفا بعد أن تعرضوا لعبارات سلبية.
وعلى النقيض كان هناك اختلاف كبير في أداء الذاكرة بين الشباب والبالغين الذين تعرضوا لعبارات إيجابية. وقال الباحثون إنه دراستهم تشير إلى أنه إذا تم التعامل مع كبار السن على أنهم أعضاء فاعلون في المجتمع فإنهم سيكونون كذلك. وقال توماس هيس رئيس الفريق العلمي: قد تكون هناك أسباب اجتماعية ذات تأثير قوي على أداء ذاكرة البالغين.
وهنا نتذكر حديثاً نبوياً رائعاً ومليئاً بالتعاليم الإيجابية، يقول صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير). فهذا يحرِّض المؤمن على أن يكون قوياً ليس في جسده فقط بل في إيمانه وثقافته وأخلاقه وصبره.
والصبر هو سلوك إيجابي عظيم لم يدرك العلماء أهميته إلا حديثاً، ولكن الله تعالى جعل جزاء الصبر دخول الجنة بغير حساب، وانظروا معي إلى هذا الوعد الإلهي الرائع: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10].
كذلك فإن القرآن يخبرنا بأن المؤمن لا يحزن أبداً لأن الحزن سلوك سلبي، ولو تأملنا كلمة (تحزن) في القرآن وجدناها مسبوقة بكلمة (لا) دائماً، وهذا يدل على أن المؤمن لا يحزن. وانظروا معي إلى هذه الكلمات النبوية التي جاءت في أصعب الظروف التي مر بها النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو في الغار، يقول تعالى: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40]. انظروا كيف علَّم النبي سيدنا أبا بكر رضي الله عنه ألا يحزن، والله إن هذا الكلام لا يصدر إلا من نبي صادق يعلم أنه مرسل من خالق الكون سبحانه وتعالى.
التفاؤل لزيادة العمر
وقد عثر فريق من العلماء على دليل يثبت ما للتفاؤل من محاسن على حياة المرء. فقد توصل فريق من علماء النفس الأمريكيين إلى أن الأشخاص المنشرحي البال المتفائلين في نظرتهم إلى التقدم في السن، يعيشون لمدة أطول من أقرانهم الذين يستبد القلق بهم.
الآن تأملوا معي هذه الآية، يقول تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]. إنها آية تحث المؤمن على السلوك الإيجابي في عدم الوهن وعدم الحزن، ويقول العلماء إن إحساس الإنسان بالوهن يضعف من جهاز المناعة لديه، كذلك شعور الإنسان بالحزن الدائم يسبب له الاضطرابات النفسية المختلفة.
وجاء في بحث أنجزه الفريق التابع لجامعة ييل في ولاية كونيكتيكات، أن الأشخاص الذين يتملكهم الخوف من الشيخوخة تظهر عليهم أعراض التقدم في السن بسرعة اكبر. ويضيف العلماء في البحث الذين نشروه في مجلة (بيرسوناليتي أند سوشيال سايكولوجي) إن من يتقبلون الأمر برحابة صدر يمكن أن يعيشوا سنوات أطول ممن يحاولون الكف عن التدخين أو يمارسون التمارين الرياضية.
إن المؤمن لا يخشى الشيخوخة، بل يحب لقاء الله، ولذلك قال تعالى: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 5]. والمؤمن يكون سعيداً لحظة الموت فلا يخاف ولا يحزن، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30]. وتأملوا كم تحوي هذه الآيات من رسائل إيجابية للمؤمن تجعله يعيش فرحاً سعيداً، فلا يحزن ولا يخاف وبالتالي إن هذه الآيات تعالج القلق حيث تفشل وسائل علم النفس!
وقد تبين للباحثين الأمريكيين أن من لا يخيفهم تقدم قطار الحياة يعيشون في المتوسط سبع سنين ونصف أكثر من أولئك الذين يقضون وقتهم حسرة على ما مضى من أيامهم. كما أعرب الفريق الذي تقوده الدكتورة ريبيكا ليفي، عن اعتقادهم بأن التعامل السلبي مع عملية الشيخوخة يكون له تأثير مباشر على التشبث بالحياة.
وقال العلماء إن إيجابيات القبول بقانون الشيخوخة أكبر بكثير من العمليات ذات الطابع الفيزيولوجي كخفض ضغط الدم والكوليسترول الذين يعتقد أنهم يمنحان فرص حياة تبلغ أقصى درجاتها أربع سنوات إضافية.
وهذا يعني أن العامل النفسي أهم بكثير من العامل الفيزيولوجي، بمعنى آخر فإن التعاليم الإيجابية التي يتلقاها الإنسان ويمارسها لها أثر كبير على سعادته وطول عمره أكثر من تأثير الدواء والعناية الطبية! ولذلك فإن القرآن مليء بالتعاليم الإيجابية والتي لا يتسع لها هذا البحث، ولكن كمثال على ذلك نتأمل قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53]. إنها آية مفعمة بالرحمة، ومليئة بالتفاؤل وعدم اليأس، وهذا يذكرني بقصة سيدنا يعقوب بعدما فقد ابنيه يوسف وأخاه، فلم ييأس من رحمة الله، وانظروا كيف خاطب أبناءه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. انظروا كيف اعتبر القرآن أن اليأس هو كفر بالله تعالى!! لماذا ليعطينا رسالة قوية بأن اليأس من رحمة الله محرم في الإسلام، وهذا ما مارسه المسلمون الأوائل فمنحهم القوة وفتحوا به الدنيا!
كما أن تأثير التعامل الإيجابي مع التقدم في السن يكون أوضح من عوامل أخرى كالحفاظ على خفة الوزن والامتناع عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية- وهي عوامل يسود الاعتقاد بأنها يمكن أن تضيف في أقصى الأحوال ثلاث سنوات إلى حياة المرء.
وقد بنى الباحثون خلاصتهم على بحث شمل 660 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين خمسين عاماً فما فوق. وقد قورنت معدلات الوفاة عند من شملهم البحث بكيفية إجابتهم على استطلاع للرأي أجري قبل 32 عاما. فقد سئل المستجوبون عن موافقتهم أو اعتراضهم على مجموعة من المقولات من قبيل "بقدر ما تصبح كبيراً في السن بقدر ما تصبح عديم الفائدة". ويقول فريق الدكتورة ليفي إن التشبث الأكيد بالحياة يفسر بشكل جزئي العلاقة بين التفكير الإيجابي وطول العمر.
غير أن هؤلاء الباحثين يشيرون إلى أن هذا ليس السبب الوحيد لذلك، فبرأيهم يلعب الإجهاد دوراً آخر في التأثير على القلب. وكان بحث سابق قد أظهر أن قلوب وشرايين المتشائمين من التقدم في السنّ لا تستجيب بشكل جيد للإجهاد والضغط.
ويقول الباحثون إنه من المحتمل أن التشبع بمواقف المجتمع السلبية من الشيخوخة قد يكون لها تأثير على المرء وفيه من دون أن يعلم بذلك. ويؤكد العلماء إن دراستهم تحمل رسالتين، أولاهما محبطة ومفادها أن النظرة السلبية للذات تقلل من احتمالات الحياة، والأخرى مشجّعة، وفحواها أن النظرة الإيجابية للذات يمكن أن تطيل العمر. ونبه العلماء في الوقت ذاته إلى أن تعامل المجتمعات الغربية بشكل غير إيجابي مع المتقدمين في السنّ يمكن أن يفاقم المشاكل.
ونستطيع أن نستنتج من هذه الدراسات ما يلي:
1- التفاؤل يزيد من مقاومة الجسم للأمراض ويمنح الإنسان السعادة في حياته. وهذا سلوك نبوي رائع، لأن سيدتنا عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن أخلاق النبي قالت، كان خُلُقُه القرآن)، فقد طبق القرآن تطبيقاً كاملاً ولذلك حصل على السعادة الحقيقية، ويجب علينا أن نقتدي به في سلوكنا فتكون أخلاقنا هي القرآن.
وعلى سبيل المثال هناك قاعدة إلهية رائعة للتعامل مع المصاعب والمشاكل اليومية، وحيث يعجز الطب النفسي عن إعطاء الرضا بالواقع نجد القرآن يمنحنا هذا الرضا، يقول تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة: 216]. فلو طبقنا هذه الآية زالت جميع المشاكل والهموم وما تسببه من قلق وخوف، لأن المؤمن يرضا بقضاء الله ولو كان الظاهر أن فيه الشر والسوء، ولكن الخير قد يكون بعد ذلك، فينتظر المؤمن هذا الخير فيكون قد حقق التفاؤل المطلوب وابتعد عن الحزن، وهذا علاج ناجع للقلق.
2- التفكير الإيجابي أهم وأكثر فاعلية في علاج الأمراض من العلاج الطبي! بل إن أطباء الدنيا فشلوا في منح الأمل أو السعادة لإنسان أشرف على الموت، ولكن تعاليم القرآن تمنحنا هذه السعادة مهما كانت الظروف. وانظروا معي إلى ****** الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت، ماذا فعل؟ هل حزن؟ هل كان يائساً ؟ هل كان قلقاً أو مكتئباً أو خائفاً؟ أبداً.
لقد قالت ابنته فاطمة رضي الله عنها: (واكرباه) فقال لها (لا كرب على أبيك بعد اليوم)!! انظروا إلى هذا التفاؤل، النبي لحظة الموت كان سعيداً وفرحاً بلقاء ربه، فماذا عنا نحن، هل نقتدي بهذا الرسول الرحيم؟
3- التعامل مع الواقع برضا نفس وقناعة يجعل الإنسان أكثر سعادة، والإنسان الذي يتذمر ولا يرضى بما قسم له من الرزق نجده أكثر تعاسة ويكون نظامه المناعي ضعيفاً. وهذا يفسر لماذا التفكير بالأمراض والخوف والحزن والتفكير السلبي، كل ذلك يزيد من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة! فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تفاؤلاً برحمة الله، وكان يحضّنا على التفاؤل والرضا وكان يقول: (رضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً) فمن قالها كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة!
إن كل ما سبق تلخصه لنا آية عظيمة خاطب بها الله نبيه وليعلمنا كيف نسلك سلوكاً إيجابياً في حياتنا، يقول تعالى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) [النحل: 127]. الصبر وعدم الحزن وعدم التذمر والضيق، كل هذا له نتيجة ولكن ما هي؟ هذا ما نجد الجواب عنه في الآية التالية: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 128]. فهل هناك أجمل من أن يكون الله معك دائماً؟

MAGIC7
2010-08-19, 08:51 PM
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif

تأثير القول المعروف


http://www.kaheel7.com/userimages/412585825.JPG
هذه دراسة جديدة تؤكد الأثر الكبير الذي تتركه الكلمة الطيبة أو الكلمة الخبيثة على الآخرين، حيث وجد العلماء منطقة في الدماغ تختص بالذكريات المؤلمة، لنقرأ....




كثير من الناس يجهلون تأثير الكلمة على الآخرين، فالكلمة الطيبة قد تكون سبباً في شفاء إنسان أو سعادة آخر، وقد تكون الكلمة الخبيثة سبباً في إيذاء الآخرين أكثر من الضرب! والذي دعاني لكتابة هذه المقالة بحث أجراه علماء أمريكيون حول تأثير الكلمة الخبيثة، ولكن قبل أن نتحدث عن نتائج هذه الدراسة التي تم نشرها الدراسة في جريدة العلوم النفسية، أود أن أتذكر معكم آية كريمة حول تأثير الكلمة.
يقول تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) [إبراهيم: 24-26].
ويؤكد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هذا المعنى عندما أخبر بأن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يدخل بها الجنة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً تهوي به في جهنم سبعين خريفاً!
وهذا يعني أن المؤمن ينبغي أن يكون دقيقاً في كلامه ويختار الكلمة الطيبة دائماً لأن الكلمة لها تأثير كبير على الإنسان، فقد ذكر باحثون (على موقع بي بي سي) أن مقولة "إن العصا والحجارة يمكن أن تكسر العظام في حين أن الكلمات لا تؤذي" غير صادقة. فالذكريات المؤلمة المرتبطة بالتجارب العاطفية أكثر إيلاما من تلك المتعلقة بالألم البدني.
وقال الباحثون في هذه الدراسة إن التغيرات التي تطرأ على المخ وتسمح لنا بالعمل في إطار جماعي أو مجتمعي يمكن أن تكون المفتاح لفهم هذا الأمر. وطلب في هذه الدراسة من عينة البحث، وهم متطوعون جميعهم من الطلاب، أن يكتبوا عن تجاربهم المؤلمة البدنية والعاطفية ثم يجرى لهم اختبار ذهني صعب بعد كتابة تلك التجارب بوقت قصير.
والمبدأ الأساسي الذي اعتمدت عليه الدراسة أنه كلما كانت التجربة التي تذكرها الطالب أكثر إيلاما كلما كان أداؤه في الاختبار أسوأ. وكانت النتائج أفضل لدى تذكر تجارب الألم البدني عن الألم العاطفي. وقال الباحث شينسينج زين من جامعة بوردو في ولاية إنديانا الأمريكية إنه من الصعب إحياء ذكرى الألم البدني مقارنة بالألم العاطفي والاجتماعي.
http://www.kaheel7.com/userimages/brain_215487.jpg


إن هناك جانباً في المخ قد يكون مسؤولاً عن التجارب والكلمات المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان هو القشرة المخية التي تقوم بعمليات معقدة تشمل التفكير والإدراك واللغة. إن هذا الجزء من المخ يحسن قدرة الإنسان على التكيف مع الجماعات والثقافات كما أنه مسؤول عن رد الفعل على الألم الذي له علاقة بالجماعة.
ويقول مايكل هوجسمان الأخصائي في علم نفس الطفل في ألمانيا إنه من المرجح أن تكون عدة أجزاء في المخ تتعامل مع الألم العاطفي الذي يعتبر تأثيره أبعد مدى. أي أنه في الألم البدني يمكن رؤية الجراح والكدمات أما الألم العاطفي فهو يخلف في الغالب القلق والخوف. فلو قال تلاميذ لزميل لهم إنهم سيعتدون عليه بعد نهاية دوام المدرسة فهو سيعيش في قلق وخوف أكبر بكثير مما قد يحدث له بالفعل.
ماذا نستفيد من هذه النتائج
إن مثل هذه الدراسات والتي يقوم بها أناس غير مسلمين تؤكد صدق ما جاءت به رسالة الإسلام، فالله تعالى أمرنا أن نختار كلماتنا بحيث لا نؤذي بها الآخرين، وأن نؤثر إيجابياً على الآخرين، وهذه الآيات تدل على ذلك.
يقول تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة: 263]. ويقول أيضاً: (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [الحج: 30]. وقد أمرنا الله أن ندعو الناس بالتي هي أحسن وأن نجادلهم مجادلة طيبة ونختار الكلمة الأكثر تأثيراً بحيث نترك أثراً إيجابياً لديهم ليأخذوا فكرة صحيحة عن الإسلام، يقول تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل: 125].
إن مثل هذه الأبحاث يجب أن تزيدنا يقيناً بمدى تأثير الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة صدقة كما أخبر بذلك سيد البشر عليه الصلاة والسلام، وانظروا معي كيف قدَّم الله ذكر الكلمة الطيبة على الصلاة التي هي عماد الدين، في خطابه لبني إسرائيل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَوَآَتُوا الزَّكَاةَ) [البقرة: 83].
كذلك يجب عليك أخي المؤمن أن تعلم أن كل كلمة تطلقها إنما تترك أثراً في دماغ المتلقي، وهذا الأثر لا يزول بمرور الأيام بل يبقى، لذلك احرص على أن تترك الأثر الطيب في دماغ وقلوب الآخرين، فلا تدري قد تكون كلمة تقولها سبباً في دخولك الجنة يوم لقاء الله!

MAGIC7
2010-08-19, 08:52 PM
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif

المودة والرحمة بين الزوجين لعلاج الأمراض!

http://www.kaheel7.com/userimages/happieness.JPG
هناك العديد من الطرق للشفاء، ولكن هل تعلمون أن السعادة الزوجية والاستقرار العاطفي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لعلاج الأمراض وزيادة مناعة الجسم؟!!....



جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]. إنها آية عظيمة لا نزال نكتشف أسرارها يوماً بعد يوم. فالذي يتأمل هذه الآية يدرك أهمية العطف والرحمة والمودة بين الزوجين، ويدرك أيضاً أن الله وضع لنا طريقاً للنجاح والشفاء والسعادة في حياتنا الزوجية، وهو أن نسلك طريق المودة والرحمة.
ولكن وللأسف ابتعدنا كثيراً عن هذا الطريق فبدأت المشاكل بالظهور وبخاصة ظاهرة الطلاق التي انتشرت كالنار في الهشيم! وهناك العنف المنزلي وهناك ظاهرة التفكك الأسري، وهناك ملايين الأزواج لا يحسون بالسعادة مع أزواجهم، لماذا؟
الجواب نجده في الآية السابقة، وقد لخصه الله لنا بكلمتين: (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)، فطالما بقيت المودة والتعاطف والتراحم بين الزوجين كانت الحياة سعيدة وهادئة، وبمجرد غاب هذين "المؤشرين" عن المنزل اختفت السعادة وانقلبت الحياة إلى جحيم لا يُطاق.
ولكن الجديد الذي كشفت عنه الدراسات العلمية أن الشجار العائلي هو سبب واضح لضعف المناعة، وأن آثار هذا الشجار لا تنعكس فقط على الراحة النفسية، وإنما تؤدي إلى هشاشة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون منه. وقد أثبت ذلك دراسة واختبارات أجراها خبراء من الولايات المتحدة مؤخراً (حسب وكالة الأنباء الألمانية) فقد جاء على موقعهم ما يلي:
توصلت مجموعة من الخبراء الأمريكيين إلى نتيجة مفادها بأن مناعة الإنسان تتأثر سلبا في حال نشوب الخلافات العائلية. هذه هي نتيجة دراسة أُجريت على 42 عائلة تنشب فيها خلافات زوجية. في الوقت ذاته أكد الباحثون بأن الشجار العائلي وعدم الوفاق بين الزوجين يؤدي في غالب الأحيان إلى تردي الوضع الصحي للعائلة. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية. وكان بعض الباحثين السويديين قد أثبتوا أن الخلافات العائلية تؤدي في معظم الحالات إلى نوبات قلبية مضاعفة لدى أولئك الذين يعانون أصلاً من أمراض قلبية! كذلك بينت الدراسات أن ضغط العمل قد لا يؤدي إلى المضاعفات التي قد يؤدي إليها الشجار العائلي.
http://www.kaheel7.com/userimages/neurons_brain.JPG

صورة لخلايا عصبية في دماغ الإنسان وهي التي تخزن البرامج اللازمة لإعطاء الأوامر للنظام المناعي ليقوم بأداء مهامه، ولم يتعرف الخبراء حتى هذه الأيام على كيفية تأثير الضغط النفسي على النظام المناعي للجسم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل عائلية. لكن من المتوقع أن حركة الأعصاب غير الاعتيادية تلعب دوراً هاماً في إضعاف جهاز المناعة لديهم. وبما أن المناعة على علاقة في شفاء أنسجة الأوعية التالفة لدى الإنسان. وقد أثبت الباحثون أن اختفاء الرحمة بين الزوجين سبب رئيسي للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض المزمنة!
قامت الدكتورة جانيس كييكولت-غلازر وزملاؤها، من القسم النفسي والجراحة الداخلية في جامعة كولومبس في مدينة أوهايو، بإجراء فحوصات على شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يعانون من خلافات عائلية. وفي هذا الإطار قام الأطباء بوضع أجهزة قياس تحت إبط الأشخاص الذين سيتم إجراء البحوث حولهم. وكانت إحدى الممرضات تأخذ عينات من الدم قبل الجرح وبعده. وكان الخبراء يقومون بطرح أسئلة معينة على المعني فحصهم، إلى جانب إجراء اختبارات نفسية معينة، إضافة إلى الطلب من الأزواج النقاش حول مواضيع محددة، وكانت نتائج هذه الاختبارات تبين كيفية تعامل الزوجين مع بعضهما البعض، إضافة إلى تقييم العلاقة الزوجية بناء على هذه النتائج.
وقد أظهرت النتائج بأن أكثر من ثلث الأزواج الذين تم إخضاعهم للفحص يعيشون حالة عداء فيما بينهم. إذ قام هؤلاء بالتعبير عن غضبهم بكلمات نابية أثناء النقاشات في المواضيع المحددة. كما قاموا بحركات غير مألوفة في الحياة اليومية للزوجين مع اتهامات غريبة. وكان الأزواج الموضوعين تحت الاختبار لا يرغبون بالإصغاء لبعضهم أثناء الشجار. وقد أثبتت الدراسة بأن فترة شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يتعاركون فيما بينهم تطول أكثر منها لدى الأزواج الذين تسود حياة الفرح والسعادة بينهم.
نتائج هذه الدراسة
إننا كمسلمين أكرمنا الله بنعمة الإيمان نفرح بأن الله تعالى قد أوصانا بالنساء وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19]. والنبي يقول: (استوصوا بالنساء خيراً) [رواه البخاري]. فهذه هي عظمة الإسلام، أنه جاء بالنفع والخير والشفاء لنا.
وإذا بحثنا في أقوال علماء النفس ودراسات البرمجة اللغوية العصبية نجد نصائحهم للزوجين ومن أهمها أنك إذا كنتَ تشتكي من مشاكل زوجية في منزلك فحاول أن تقنع نفسك بأن زوجتك مثالية وفتش عن الأشياء الجميلة فيها، وحاول أن تبحث عن الأشياء التي تجذبك إليها، وأن تتذكر أن كل امرأة لديها الكثير من الأشياء الجميلة ولكن يجب أن تبحث وتنظر وترى الوجه المشرق، وعندها سيختفي الوجه المظلم!
أحبتي هذه النصائح صدرت عن علماء نفس تخصصوا في علاج المشاكل الزوجية، وهناك آلاف الكتب قد أُلّفت حول هذا الموضوع، ولكن القرآن لخص لنا كل ذلك بسطر واحد، لنتأمل ونتعمق في هذه الكلمات الإلهية الرائعة، والتي أنصح أي واحد يعاني من مشكلة عائلية أن يردد هذه الكلمات: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).

MAGIC7
2010-08-19, 08:53 PM
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif

وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ

في كل يوم يكشف العلماء حقائق جديدة عن أسرار النوم، وربما يكون أهم اكتشاف في هذا المجال أن العلماء وجدوا نشاطاً كبيراً للدماغ أثناء النوم، وأنه يمكن للإنسان الاستفادة من وقته وهو نائم في تعلم أشياء جديدة وهذا الأمر ربما يكون مهماً بالنسبة للطلاب والباحثين والمبدعين.

آخر الدراسات حول النوم

يعكف العلماء اليوم في معهد ماكس بلانك بألمانيا على تحرّي الذكريات وطرق تخزينها وآلية عمل الذاكرة. وقد فوجئوا عندما وجدوا أن النوم يمثل معجزة عظيمة في التذكر والتعلم! والنتائج التي نشرت في مجلة (Nature Neuroscience, November 2006) تمثل قفزة في معرفة كيفية التعلم والتذكر لدى الإنسان، حيث وجدوا أن قشرة الدماغ تنشط أثناء النوم!!!

وقد تبين بنتيجة هذه الدراسات أن المعلومات تخزن في منطقة عميقة من الدماغ تدعى hippocampus لفترة قصيرة ثم تتحرك خلال عدة أيام وبخاصة أثناء النوم العميق إلى قشرة الدماغ في منطقة تدعى neocortex لتصبح في مجال الذاكرة الطويلة الأمد. فقد أكد العلماء Thomas Hahn, Mayank Mehta, Bert Sakmann على أهمية النوم في عملية التعلم والتذكر حيث لاحظوا نشاطاً كبيراً للخلايا العصبية أثناء النوم.

http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_01.JPG

بينت دراسة أمريكية أن النوم العميق يقلل من مشكلة زيادة الوزن وخاصة عند الأطفال. وتقول الدراسة التي أجريت في جامعة إيفانستون في ولاية إلينوي إن كل ساعة نوم إضافية تقلل من مشكلة زيادة الوزن والسمنة. وأكدت إيميلي سنيل، الخبيرة المسؤولة عن الدراسة أن قلة النوم تؤثر على الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع وخاصة عند الأطفال.

النوم مفيد للطلاب من أجل ذاكرة أقوى

لعل أكثر الفئات التي تهمها مثل هذه الدراسة هم الطلاب الذين يعانون ليلة الامتحان من الإحساس بأنهم نسوا المعلومات التي درسوها، ويحتارون بين اختيار النوم أو مزيد من المراجعة، فقد وجد الباحثون أن النوم يساعد بصورة كبيرة على حدوث التغيرات المطلوبة مخياً في اتصال الخلايا العصبية والمخ، ولهذه الاتصالات دور أساسي في قدرة المخ على التحكم في السلوك والتعلم والذاكرة.

ويعتقد الباحثون أن النتائج قدمت دليلا قويا على أن النوم يساعد العقل على أداء وظيفته جيداً، وأنه يحول الخبرة إلى ذاكرة، وتظهر أهمية هذا الأمر أثناء طريقة استعدادنا للامتحانات. ووجد الباحثون أن التغيرات في المخ متصلة بالنوم العميق أكثر من النوم الخفيف، واكتشفوا أن النوم يلعب دوراً هاماً في تنمية العقل، وهذا الاكتشاف سوف يساعد الباحثين في الإجابة على التساؤل المعقد: لماذا ننام؟

http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_02.JPG

صورة كهربائية إحدى الخلايا العصبية في منطقة من الدماغ مسؤولة عن تخزين الذاكرة تدعى hippocampus ويبين المنحني الأحمر النشاط الكهربائي في هذه المنطقة، أما المنحني الأزرق فهو النشاط الكهربائي في قشرة الدماغ حلال نفس اللحظة. وتؤكد الدراسات في هذا المجال أن المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الإنسان يتم في البداية تخزينها في جزء من الدماغ يطلق عليه اسم "هيبو كامبوس" Hippocambus. وفي نهاية اليوم، لا يقوم الدماغ بحذف هذه المعلومات ونسيانها، بل أنه يتم استدعائها من جديد وتخزينها في الدماغ. المرجع Max Planck Institute for Medical Research

ويقول البروفيسور مايكل ستريكر من جامعة كاليفورنيا: لو راجع الطالب دروسه جيدا حتى نال منه التعب ثم نام، فإن المخ سيستمر في العمل أثناء النوم بنفس الطريقة، كما لو ظل الطالب طوال الليل يردد ما درسه! وهنا أيضاً نتذكر آية عظيمة لفت القرآن انتباهنا لها في عصر لم يكن أحد على وجه الأرض يدرك أهمية النوم وإعجازه، يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23]. فالنوم هو معجزة حقيقية لا يزال العلماء يقفون أمامها مندهشين حائرين، وليتهم اطلعوا على كتاب الله لتزول حيرتهم ودهشتهم!

http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_03.JPG

أوضح العلماء الدور الهام جداً الذي يلعبه النوم في أداء العقل لوظائفه الفعالة، وذلك من خلال دراسة أمريكية أجريت على القطط، وسوف تكون لها آثار على البشر الذين يريدون تحسين قدرات التعلم والتذكر لديهم، وبخاصة الطلاب. التجارب على القطط أثبتت أن أدائها يتحسن إذا نامت بشكل جيد حيث تصبح أكثر قوة ونشاطاً وحركة! أجرت الدراسة اختبارات على التغيرات التي تحدث في عقول القطط بينما إحدى عينيها مغطاة لمدة ست ساعات، فقد تبين أن عقول القطط التي سمح لها بالنوم لمدة ست ساعات بعد التجربة، أظهرت تغيراً وتكيفاً أكثر من تلك التي لم يسمح لها بالنوم.

الدماغ يسترجع الذكريات أثناء النوم

يؤكد الباحثون من جامعة شيكاغو أن الحقائق التي ينساها الناس خلال يوم حافل بالعمل ربما يمكن استرجاعها إذا أعقب ذلك النوم بشكل جيد. وطلب الباحثون من متطوعين تذكر كلمات بسيطة، ووجد كثيرون أن ذاكرتهم تخذلهم في نهاية اليوم لكن في صباح اليوم التالي استطاع أولئك الذين ناموا نوماً مريحاًً استرجاع المعلومات بشكل أفضل بكثير.

وهذا يعني أن المخ يمكن أن يسترجع خلال الليل الذكريات التي كادت أن تنسى. وعندما يطلب من المخ تذكر شيئاً لأول مرة تكون هذه المعلومة في حالة غير مستقرة وهو ما يعني أنها ربما تكون قد نسيت. وفي مرحلة ما يضع المخ المعلومات المهمة في حالة أكثر استقراراً وثباتاً. لكن الباحثين يرون أنه من الممكن أن تعود الذاكرة المستقرة إلى حالة عدم الاستقرار مرة أخرى عندما يتم استرجاعها. ويعني ذلك أن الذكريات يمكن تعديلها وحفظها مرة أخرى عند مواجهة تجارب جديدة. إن هذه القضية بالفعل تحير العقول، فهل الطبيعة هي التي صممت هذا النظام الدقيق للنوم؟ وهل المصادفة العمياء هي التي جعلت الكائنات الحية تنام، وهي تعلم أن النوم مفيد لها؟ ولا نملك إلا أن نقول سبحان الله القائل: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 21].

http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_04.JPG

صورة مأخوذة بجهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي، نرى في الصورة اليسرى دماغ النائم في بداية نومه ولا يبدو أي نشاط عليه، وبعدما تم إسماع النائم عبارات ومعلومات تجاوب دماغه مع هذه المعلومات وبدأ ينشط (انظر المناطق الحمراء على يمين الصورة) ومن هنا تأكد العلماء أن الدماغ يعمل أثناء النوم ويتلقى المعلومات ويخزنها ولذلك أنصح كل أخ وأخت أن يستغلوا فترة نومهم في الاستماع إلى القرآن!

النوم ينمي المواهب والمهارات

يقول الباحثون: إن النوم المريح والمترافق بمواصلة الممارسة واستمرارها، يمكن أن ينمي ويطور المهارات الفردية الخاصة والمواهب الشخصية، وخصوصا ما يتعلق بتنشيط الذاكرة وتنشيط استذكار ما حدث في الماضي، واستذكار التصورات.

يقول الدكتور ستيفان فيشر الذي ترأس هذه الدراسة: إن النوم مفيد بل ضروري لتحقيق مستوى أفضل من المهارات، ويقول رئيس جمعية النوم البريطانية نيل ستاندلي: إن الدراسة الجديدة تؤكد من جديد على أهمية النوم في حياة الإنسان وأنه من الخطأ أن يتصور البعض أن النوم مجرد مضيعة للوقت وبلا فائدة.

يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) [الفرقان: 47]. إن هذه الآية تؤكد أهمية النوم، وقد نزلت في عصر كان يُنظر فيه إلى النوم على أنه مجرد عادة ولا فائدة منه، ولكن القرآن حدثنا عن معجزة وآية عظيمة هي النوم، وهذا من إعجاز القرآن.

دراسة ألمانية تثبت وجود علاقة بين النوم والإبداع

لقد أثبتت سلسلة من الدراسات الألمانية وجود علاقة بين النوم والقدرة على الإبداع، وأن الدماغ يمارس نشاطات "إبداعية" أثناء النوم. ويقول الدكتور كارل هانت، رئيس المركز القومي لأبحاث اضطرابات النوم التابع للمعاهد القومية للصحة في ألمانيا: إن نتائج وانعكاسات مثل هذه الدراسات ستكون بالغة الأهمية على أداء الأفراد على الصعيدين الدراسي والعملي.

هناك دراسة قام بها علماء جامعة لوبيك أثبتوا فيها نظريات الكيمياء الحيوية biochemical التي تشير إلى أن المخ يعيد ترتيب الذاكرة قبيل التخزين، وترى النظرية أن تطوير القدرات والإبداع يحدث أثناء هذه المراحل، ويقول الدكتور بورن: قد تقع عملية إعادة الترتيب هذه بطريقة ما تسهل من عملية حل المشاكل والمصاعب. ولكن التفاعلات الدقيقة التي تؤدي لشحذ المخ بتلك المقدرات أثناء النوم مازالت غير واضحة.

http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_05.JPG



يهتم العلماء الألمان بظاهرة النوم ويحاولون الاستفادة من نتائج تجاربهم، ويقولون: تبدأ التغييرات في المخ التي تؤدي إلى الإبداع وتطوير القدرات في الحدوث أثناء ما يسمي بالموجات البطيئة slow waves أو النوم العميق التي تحدث أثناء الساعات الأربع الأولى من دورة النوم، وقد تفسر الدراسة الألمانية أيضاً فقدان الذاكرة مع التقدم في العمر الذي يرتبط باضطرابات وقلة النوم، خاصة العميق منه والضروري لعملية شحذ الذاكرة.



وكان الباحثون قد ربطوا منذ وقت طويل بين النوم وقدرته على شحذ الذاكرة وتقوية وترتيب الأفكار، بيد أنهم واجهوا صعوبة في تصميم تجربة تؤكد النظرية الشائعة، وتساهم اضطرابات النوم في التأثير بصورة سلبية على شريحة واسعة من المجتمع الأمريكي تبلغ 70 مليون نسمة، وذلك بتراجع حدة الذكاء وارتكاب الحوادث والإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض.

النوم الأقل هو الأفضل

النوم لمدة ثماني ساعات يوميا كان يعتبر لفترة طويلة المدة المثالية من النوم التي يحتاجها جسم الإنسان، إلا أن بحثاً جديداً يقول إنها قد تقصر من عمر الإنسان. وخلصت دراسة أجريت على أكثر من مليون شخص إلى أن من ينامون ثماني ساعات أو أكثر يومياً يموتون في سن أصغر من نظرائهم الذين ينامون عدد ساعات أقل.

كما أن من ينامون أربع ساعات أو أقل يوميا معرضون للموت المبكر أيضاً. إلا أن من ينامون ست أو سبع ساعات يوميا يعيشون حياة أطول. وقام علماء بجامعة كاليفورنيا بهذه الدراسة التي أظهرت علاقة واضحة بين فترات النوم الطويلة وارتفاع معدلات الوفاة. إلا أن فريق البحث لم يتوصل للسبب وراء هذه العلاقة بعد.

ويقول البروفيسور جيم هورني من مركز أبحاث النوم في جامعة لوبورو إن من يدافعون عن أقساط النوم الطويلة مضللون. ويمكننا أن نؤكد أن النوم ست أو سبع ساعات يوميا هي فترة كافية، ما يحدد عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم هو إذا ما كنت متيقظاً أو تشعر بالرغبة في النوم أثناء اليوم. كما أوضحت الدراسة أن إصابة البعض بنوبات من الأرق ليس له علاقة بارتفاع نسب الوفاة. لكنها خلصت إلى أن من يتناولون أقراصا منومة أكثر عرضة للوفاة مبكراً.

ومن جديد نقول سبحان الله! لقد نزل القرآن في زمن انتشرت فيه الأساطير وكان الاعتقاد السائد لدى كثير من الشعوب أن النوم لساعات طويلة هو الأفضل، حتى جاءت أبحاث القرن الحادي والعشرين لتثبت أن النوم لفترات قصيرة هو الأفضل للإنسان، ونقول: أليس هذا ما أكده القرآن كثيراً في آياته؟ انظروا معي إلى قول الحق تبارك وتعالى في حق المتقين: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 17-18].

كذلك أمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ألا يكثر من النوم وأن يعوض ما ينقصه من نوم الليل من خلال النهار، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا) [المزمل: 1-7].

ففي هذا النص الكريم أمر بعدم الإكثار من النوم في الليل، وتعويض ذلك في النهار، وهذا ما يؤكده عدد من الباحثين اليوم! حتى إن بعض الدراسات تقول بأن النوبات القلبية القاتلة غالباً ما تحدث بعد الصبح وتستمر حتى ما بعد طلوع الشمس، وربما ندرك لماذا كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يمضي هذه الفترة بالذات في ذكر الله والتسبيح وتلاوة القرآن!!

http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_06.JPG

يقول الدكتور دانييل كريبكي أستاذ الطب النفسي: لا نعرف إذا ما كان النوم لفترات طويلة يؤدي إلى الوفاة، ونحتاج لإجراء دراسات إضافية لتحديد إذا ما كان ضبط الشخص للمنبه ليوقظه بعد ساعات قليلة سيساعد في تحسين صحته. ويمكننا أن نؤكد لمن ينام متوسط ست ساعات ونصف الساعة يومياً أن هذه المدة كافية. ومن وجهة نظر صحية لا يوجد سبب يدعو للنوم لساعات أطول.

وهناك دراسات أخرى تؤكد أن الاستيقاظ في الليل مفيد للصحة وبخاصة القلب، فالنوم الطويل يضرّ القلب، حيث يتعرض القلب أحياناً لنقص الأكسجين نتيجة النوم الطويل، وبالتالي يقولون: إن الاستيقاظ في الليل ولو لمرة واحدة مفيد لإمداد القلب بالأكسجين الكافي وتجنب الموت المفاجئ! وسبحان الله، هذا ما أكده القرآن وهذا ما كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام عندما كان يستيقظ من الليل فيتفكر في خلق الله ويذكر الله ويقوم الليل!

النوم بالنهار لا يقل أهمية عن النوم بالليل

يقول الباحثون إن نوم القيلولة مفيد تماما مثل نوم الليل، ويؤكد الباحثون: من منظور التحسن السلوكي, يمكن اعتبار نوم القيلولة مفيداً مثل النوم خلال الليل فيما يخص وظائف الإدراك الحسية.وقد قام فريق البحث من جامعة لوبك الألمانية، بتجارب تشخيصية على 52 متطوعاً، أثبتوا أن المشاركين أدّوا ما طلب منهم خلال التجارب بنفس المستوى بصرف النظر عن موعد النوم، ليلاً كان أم نهاراً.

وهنا نعود فنتذكر تأكيد القرآن على أن النوم في الليل والنهار مفيد لنا بل إن النوم في النهار لا يقل أهمية عن الليل كما قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)، فهذه معجزة تشهد للقرآن على أنه كتاب منزل من لدن حكيم عليم، لأن هذه المعلومات جديدة على العلماء بل لم يدركوا أهمية النوم بالنهار إلا في القرن الحادي والعشرين، ولكن القرآن أكد على أهميته بل اعتبره معجزة وآية وذلك قبل أربعة عشر قرناً!! وسبحان الله، بعد كل هذه الحقائق يأتي من يقول إن القرآن كلام بشر!

الذاكرة تكون ضعيفة بعد الاستيقاظ مباشرة

قام العلماء من جامعة هارفارد بدراسة حول علاقة الذاكرة بالنوم، واستخدموا لذلك جهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI ولاحظوا نشاطاً للدماغ في منطقة محددة، ثم ينتقل النشاط لمنطقة ثانية وهكذا يبدو أن الدماغ يقوم بترتيب المعلومات وتنسيقها وتخزينها بحيث تتم استعادتها بسهولة بعد الاستيقاظ من النوم. ولكن دراسة ثانية أظهرت أن التركيز يكون في الحد الأدنى بعد الاستيقاظ مباشرة، ويتطلب من 15-30 دقيقة حتى يتمكن من استعادة قدراته الذهنية. ولذلك ينصح الباحثون أن يقوم الإنسان بعد الاستيقاظ مباشرة ببعض التمارين الرياضية الخفيفة ريثما يستعيد المخ نشاطه.

وهنا ربما ندرك لماذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يذكر الله كثيراً بعد الاستيقاظ مباشرة، ثم يتوضأ ويصلي، أي أنه كان ينفق جزءاً في الصلاة والذكر من وقته قبل أن يقوم بأي نشاط أو يتخذ أي قرار. ولو تتبعنا أقوال العلماء اليوم نجدهم يؤكدون أن الذاكرة تكون في أقل مستوى لها بعيد الاستيقاظ وأنه من الخطأ اتخاذ أي قرار مهم أو قيادة السيارة أو إعطاء رأي في مسألة ما.

فنجدهم يحذرون الأطباء المناوبين ورجال الإطفاء والعاملين ليلاً والذين يتطلب عملهم اتخاذ قرارات مهمة بعد الاستيقاظ، ينصحونهم بألا يتخذوا أي قرار أو يقوموا بأي عمل إلا بعد مضي ربع ساعة على الأقل، ونقول إن نبينا عليه الصلاة والسلام كان يقضي هذه الفترة بعد الاستيقاظ مباشرة في ذكر الله والصلاة تمهيداً لممارسة عمله اليومي واتخاذ القرارات.

ولذلك يقول تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر: 42]. فهذه الآية تشير إلى أهمية النوم، بل وتربط بين النوم والموت، ولذلك ينبغي أن نهتم بنومنا، وأن نذكر الله قبل النوم وبعد الاستيقاظ، مقتدين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

ماذا نتعلم من هذه الدراسات؟

1- ألا نكثر من النوم، وأن نستيقظ كل يوم لصلاة الفجر، وهذا سيزيد من قوة القلب ويزيدنا صحة ونشاطاً، وأن نعوض ما ينقصنا من نوم الليل خلال النهار.

2- أن نستغل فترة نومنا بالاستماع إلى القرآن، لأن الدماغ سيقوم بتخزين الآيات التي نستمع إليها أثناء النوم، وهذه الطريقة ستساعدنا على حفظ كتاب الله. وأقول إنني مارستُ هذه الطريقة وساعدتني على حفظ القرآن دون أي جهد يُذكر!

3- أول شيء ينبغي القيام به بعد الاستيقاظ مباشرة هو الأدعية المأثورة عن النبي مثل: (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)، ثم الوضوء والصلاة وتلاوة القرآن لمدة ربع ساعة على الأقل، إن هذا النشاط سيجعلنا أكثر قدرة على اتخاذ القرارات المهمة في حياتنا.

وأخيراً أقول يا أحبتي إن الإسلام أكثر من رائع، فوالله لم أحس بلذة الحياة إلا بعد حفظ القرآن، ولم أحس بالراحة النفسية التامة إلا عندما أحس بأنني قريب من الله، فإذا كنتَ مسلماً فاحمد الله كثيراً على هذه النعمة، وبالنسبة لمن لا يقتنع بالإسلام نقول له فقط اقرأ كتاب الله وتأمل هذه المعجزات، وتصور تلك الحياة التي ستعيشها قريباً من الله تعالى عندما تكون مؤمناً خاشعاً، وقارن ذلك بالحياة المليئة بالهموم التي تعيشها الآن وأنت بعيد عن ربك، ثم اختر الحياة التي تناسبك!

نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتنا على الحق، وأن يجعل هذه المعجزات وسيلة لكل من في قلبه شك ليتعرف من خلالها على حقيقة الإسلام، وليدرك عظمة هذا الدين، ويدرك الرحمة التي جاء بها سيد البشر صلى الله عليه وسلم. ونختم هذا البحث بهذه الآية العظيمة، يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].

MAGIC7
2010-08-19, 08:54 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif

النميمة والاكتئاب



إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نتجنب الظن السيء والنميمة والغيبة والتجسس وغير ذلك من العادات القبيحة، يقول تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات: 12]، إنها آية عظيمة شبه الله فيها من يتكلم على غيره بكلام يكرهه فكأنما أكل لحمه وهو ميت!
والهدف من هذا التشبيه أن ينفِّرنا من هذه العادة السيئة، لأن الله تعالى يريد لنا الحياة السعيدة. ولكن ما كشفت عنه الأبحاث مؤخراً تؤكد صدق ما جاء في القرآن الكريم. فقد ثبُت علمياً أن الإكثار من الظن بالآخرين وبخاصة المقريبن مثل ظن الزوج بالزوجة أو العكس، إنما يؤدي إلى الكثير من الوساوس التي تصبح مزمنة يصعب التخلص منها.
كما كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون في جامعة فلوريدا الأمريكية أن نشر الإشاعات، والنميمة الاجتماعية، قد لا يؤذيان طلاب المدارس المراهقين جسدياً إلا أنهما يؤديان إلى نتائج ضارة على صحتهم النفسية، و قد تمتد معهم لفترة طويلة من حياتهم من المحتمل أن تصل إلى مرحلة الشباب.
وأثبتت دراسات أخرى أن كثرة الكلام والثرثرة وحب التجسس ومراقبة الآخرين، يؤدي مع الزمن إلى ضعف الذاكرة ويؤثر على نظام عمل القلب، حتى إن الدماغ يتأثر بما يسميه العلماء "عقدة التجسس" والتي يعاني منها كثيرون اليوم.
وأثبتت الدراسة أن هناك صلة بين ما يصفه الباحثون بظاهرة "الوقوع ضحية العلاقات الاجتماعية" أثناء مرحلة المراهقة، وبين حدوث الكآبة والقلق في المرحلة الأولى من الشباب. ويلجأ بعض الأشخاص إلى تشويه المكانة الاجتماعية للفرد وعلاقاته الاجتماعية، وذلك بحجزه، أو منعه من الاندماج في النشاطات الاجتماعية، ونشر الإشاعات عنه هذا ما يتسبب في تزايد حالات الكآبة والقلق لدى بعض الشباب.
إن مرض الوسواس القهري انتشر كثيراً في هذا العصر بسبب التطورات التكنولوجية الرهيبة والمتسارعة، حيث نجد أن بعض الناس لا يستوعبون هذا التطور التقني فيصابون بنوع من أنواع الوسوسة، ونقول كمسلمين إن مصدر هذه الوساوس هو الشيطان الذي تهمله الأبحاث العلمية.
فالعلماء اليوم يتحدثون عن كل شيء باستثناء الشيطان! هذا المخلوق الذي هو ضعيف جداً ولكن تأثيره قوي على من غفل عن كتاب الله تعالى. والقرآن علمنا كيف نتقي شر هذا الشيطان ووسوسته بكلمات قليلة ولكنها كالقنبلة على الشيطان.
يقول تعالى يأمر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من وساوس الشيطان: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97-98]. فهل تردِّد هذه الآيات كل يوم عزيزي القارئ؟ وهل تدرك أهمية هذا السلاح في مواجهة أمراض العصر؟
إن المؤمن هو الأكثر سعادة في هذه الحياة، على عكس ما يروج الملحدون له، لأن التعاليم القرآنية جميعها تهدف إلى إسعاد المؤمن الذي رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، فهذه هي السعادة الحقيقية.
من هنا ندرك أهمية التعاليم القرآنية في الوقاية من الاكتئاب والإحباط وغيرها من الاضطرابات النفسية، ونقول لكل من لا تعجبه تعاليم هذا القرآن أو يعتبر أن القرآن لا يتماشى مع روح العصر والتطور: أليس ما يكشفه علماء النفس اليوم هو نفس ما جاء به القرآن قبل أربعة عشر قرناً؟!

MAGIC7
2010-08-19, 08:55 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif

الإنسان ذلك الكائن العجيب



http://www.kaheel7.com/userimages/human_body.JPG
هل فكرت يوماً أن تنظر إلى جسدك وتساءلت ممَّ يتركب، إنه بساطة عبارة عن ماء وتراب! يقول تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).....




الإنسان هو كائن حي من أعقد الأحياء على وجه الأرض، كشفت البحوث الطبية عن حقائق مذهلة تدل على عظمة الخالق تعالى القائل: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) [الذاريات: 21].
والإنسان يتألف من عدد ضخم من الأجهزة أهمها القلب. فالقلب هو من أعجب الآلات في جسم الإنسـان، فهـو يضخ كل يوم أكثـر من (8000) لتراً من الدم. في دماغ الإنسان أكثر من مئة ألف مليون خلية!! جميعها تعمل بنظام دقيق ومُحكم. وفي كل عين يوجد أكثر من مئة مليون من المستقبلات الضوئية. وفي كل أذن أكثر من ثلاثين ألف خلية سمعية! وفي دم الإنسان أكثر من(25) مليون مليون كرية حمراء وأكثر من (25) ألف مليون كرية بيضاء.
في معدة الإنسان يوجد أكثر من ألف مليون خلية! وفي اللسان توجد أكثر من تسعة آلاف حليمة ذوقية. وفي كل يوم يتنفس الإنسان أكثر من(25) ألف مرة يسحب خلالها اكثر من(180) ألف لتر من الهواء!
وهكذا حقائق لا تنتهي وأرقام ضخمة أكبر من التصور. كل هذه التعقيدات سخرها الله تعالى لراحة الإنسان واستمرار حياته على أحسن حال، يقول تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين) [السجدة: 7].
لقد برز علم الحياة أو الأحياء إلى الوجود مع اكتشاف الإنسان لأسرار الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان. والحقيقة الثابتة التي يؤكدها علماء الأحياء هي أنه لا وجود للحياة من دون ماء. فالماء يمثل نسبة جيدة في تركيب خلايا أي كائن حي، وانعدام الماء يعني الموت! حتى إن عمل هذه الخلايا يعتمد أيضاً على الماء، فهو المحرك للتفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان والحيوان والنبات.وهنالك شبه تأكيد لدى العلماء بأن الحياة بدأت من الماء، وهنا يأتي كتاب الله تعالى ليؤكد هذه الحقائق ويردّ جميع أشكال الحياة للماء، يقول تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30].
ويقول الله تعالى عن بداية خلق الدواب التي تدبُّ على الأرض وأنها مخلوقة من الماء: (والله خلق كل دابة من ماء) [النور: 45].
حتى إن الأرض الجافة الميتة التي لا يُرى فيها أي مظهرٍ للحياة عندما يُنْزِل الماء عليها تجد أن أشـكال الحياة قد بدأت من النباتات والحشرات والحيوانات وغير ذلك، يقول تعالى: (والله أنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون) [النحل: 65].
إن العلماء اليوم يقولون إن هنالك آثاراً للماء على كوكب المريخ وهذا ما يدفعهم للاعتقاد بأنه يمكن لحياة بدائية أن تكون موجودة على هذا الكوكب.
إذن الحقيقة العلمية المؤكدة هي أنه حيث يوجد الماء توجد الحياة، حتى إن الإنسان على سبيل المثال يتركب جسمه من الماء ومعادن وأشباه معادن. يشكل الماء في جسم الإنسان بحدود الثلثين! والثلث الباقي هو مواد جافة جميعها موجودة في التراب والماء أي الطين.
لقد تمَّ تحليل مكونات جسم الإنسان وعناصره الأساسية، والإنسان يتكون بشكل رئيسي من الماء فثلثي الإنسان هو ماء! وهنا نتذكر قول الحق عز وجل: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30]. ولكن ماذا عن مكونات الإنسان غير الماء؟ إنها بالضبط العناصر الموجودة في التراب. فمكونات الجسم البشري هي الكربون والكلور والكبريت والفوسفور والكالسـيوم والحديد.. وغيرها وجميع هذه المواد موجودة في تراب الأرض. وهذا دليل علمي على أن الإنسان مخلوق من التراب.
http://www.kaheel7.com/userimages/human.JPG


يعتبر الإنسان من أعقد المخلوقات على وجه الأرض، فجسده يحوي تريليونات الخلايا، وكل خلية أشبه بجهاز كمبيوتر فائق الدقة، وتعمل هذه الخلايا بالتناسق والتناغم فلا نجد أي خلل أو اضطراب، وهذا من رحمة الله تعالى بنا، هذا الإله العظيم ألا يستحق أن نسجد له شكراً؟!
يقول عز وجل مخاطباً أولئك الملحدين الذين لا يؤمنون بالحياة بعد الموت: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب) [الحج:5]. ويقول تعالى أيضاً عن خلق البشر: (ومن آياته أن خلقكم من تراب) [الروم:20].
وعندما يجتمع الماء والتراب يشكلان الطين، وهذا هو أصل الإنسان. يقول تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) [المؤمنون: 12]. ونتذكر قول الحق عز وجل هنا عن خلق البشر من الماء: (وهو الذي خلق من الماء بشراً) [الفرقان: 54].
إذن الإنسان مخلوق من الماء بنسبة الثلثين تقريباً، والتراب بنسبة الثلث تقريباً. والآيات القرآنية تؤكد هذه الحقائق. إن القرآن عندما يتحدث عن خلق الإنسان وتركيبه إنما يعطينا التفاصيل الدقيقة. إن القرآن يخبرنا بمراحل خلْق الإنسان وتطوره في بطن أمه وبشكل يوافق تماماً أحدث معطيات العلم. فقد ثبت تماماً أن الإنسان يمر بمراحل في بطن أمه وقد سمى القرآن هذه المراحل بالأطوار في قوله تعالى: (وقد خلقكم أطواراً) [نوح: 14].
وقد كان يُظن في الماضي أن عملية خلق الجنين في بطن أمه هي عملية مستمرة، ولكن بعد تطور العلم تأكد أن هنالك عمليات متعاقبة للخلق وفق أطوار محددة وبنظام دقيق وهذا ما نجده في قوله تعالى: (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق) [الزمر: 6].
فسبحان الله! هذا الكائن العجيب الذي يحتوي دماغه فقط على أكثر من تريليون خلية عصبية، ولديه قدرات هائلة من الذكاء والتطور والتحكم والسيطرة على كوكب الأرض، هذا الكائن الذي صعد إلى القمر، ووصل إلى المريخ، وتمكَّن من استغلال ثروات الأرض والسيطرة والتحكم بما سخره الله له، هذا الكائن العجيب في نهاية المطاف هو عبارة عن ماء وتراب!

MAGIC7
2010-08-19, 08:56 PM
http://i32.tinypic.com/r10u9j.gif

قلوب يعقلون بها



يؤكد بعض الباحثين اليوم أن داخل القلب هناك دماغ يفكر ويفهم ويشعر، والسؤال: هل هنالك إشارات قرآنية تؤكد على دور القلب في الفهم والإدراك؟ لنقرأ هذا البحث الشيق والجديد في طرحه وأسلوبه.....






ملخص البحث

نقدم في هذا البحث العلمي رؤية جديدة للقلب البشري، فعلى مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل. ولكن ومع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة القلب والقلب الاصطناعي وتزايد هذه العمليات بشكل كبير، بدأ بعض الباحثين يلاحظون ظاهرة غريبة ومحيرة لم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن!

إنها ظاهرة تغير الحالة النفسية للمريض بعد عملية زرع القلب، وهذه التغيرات النفسية عميقة لدرجة أن المريض بعد أن يتم استبدال قلبه بقلب طبيعي أو قلب صناعي، تحدث لديه تغيرات نفسية عميقة، بل إن التغيرات تحدث أحياناً في معتقداته، وما يحبه ويكرهه، بل وتؤثر على إيمانه أيضاً!!

ومن هنا بدأتُ بجمع معظم التجارب والأبحاث والمشاهدات والحقائق حول هذا الموضوع، ووجدتُ بأن كل ما يكشفه العلماء حول القلب قد تحدث عنه القرآن الكريم بشكل مفصّل! وهذا يثبت السبق القرآني في علم القلب، ويشهد على عظمة ودقة القرآن الكريم، وأنه كتاب رب العالمين.

مقدمة

هناك بعض الباحثين يعتقدون أن القلب مجرد مضخة وأنه لا يوجد أي أثر لتغيير قلب المريض، بل قد تحدث تغيرات نفسية طفيفة بسبب تأثير العملية. كما يعتقد البعض أن القلب المذكور في القرآن هو القلب المعنوي غير المرئي مثله مثل النفس والروح. فما هي حقيقة الأمر؟

والحقيقة أننا لو تتبعنا أقوال أطباء الغرب الذين برعوا في هذا المجال، أي مجال علم القلب، نرى بأن عدداً منهم يعترف بأنهم لم يدرسوا القلب من الناحية النفسية، ولم يعطَ هذا الجزء الهام حقه من الدراسة بعد.

يُخلق القلب قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان. ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم لاحظوا شيئاً غريباً وذلك أثناء عمليات زرع القلب، عندما يضعون القلب الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر الدماغ حتى يعطيه الأمر بالنبض.

وهذا يشير إلى استقلال عمل القلب عن الدماغ، بل إن بعض الباحثين اليوم يعتقد أن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، بل إن كل خلية من خلايا القلب لها ذاكرة! ويقول الدكتور Schwartz إن تاريخنا مكتوب في كل خلية من خلايا جسدنا.

حقائق القلب

القلب هو المحرك الذي يغذي أكثر من 300 مليون مليون خلية في جسم الإنسان، ويبلغ وزنه (250-300) غرام، وهو بحجم قبضة اليد. وفي القلب المريض جداً يمكن أن يصل وزنه إلى 1000 غرام بسبب التضخم.

يقوم قلبك منذ أن كنتَ جنيناً في بطن أمك (بعد 21 يوماً من الحمل) بالعمل على ضخ الدم في مختلف أنحاء جسدك، وعندما تصبح بالغاً يضخ قلبك في اليوم أكثر من سبعين ألف لتر من الدم وذلك كل يوم، هذه الكمية يضخها أثناء انقباضه وانبساطه، فهو ينقبض أو يدق كل يوم أكثر من مئة ألف مرة، وعندما يصبح عمرك 70 سنة يكون قلبك قد ضخ مليون برميل من الدم خلال هذه الفترة!

http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image1.JPG

يزود القلب عبر الدم جميع خلايا الجسم بالأكسجين، فالخلايا تأخذ الأكسجين لتحرقه في صنع غذائها، وتطرح غاز الكربون والنفايات السامة التي يأخذها الدم ويضخها عبر القلب لتقوم الرئتين بتنقية هذا الدم وطرح غاز الكربون. طبعاً تأخذ الرئتين الأكسجين الذي نتنفسه وتطرح غاز الكربون من خلال عملية التنفس (الشهيق والزفير)، إن شبكة نقل الدم عبر جسمك أي الشرايين والأوعية لو وصلت مع بعضها لبلغ طولها مئة ألف كيلو متر!!

علاقة الدماغ بالقلب

هل الدماغ يتحكم بعمل القلب كما يقول العلماء، أم أن العكس هو الصحيح؟ ينبغي عليك أخي القارئ أن تعلم أن علم الطب لا يزال متخلفاً!! وهذا باعتراف علماء الغرب أنفسهم، فهم يجهلون تماماً العمليات الدقيقة التي تحدث في الدماغ، يجهلون كيف يتذكر الإنسان الأشياء، ويجهلون لماذا ينام الإنسان، ولماذا ينبض القلب، وما الذي يجعل هذا القلب ينبض، وأشياء كثيرة يجهلونها، فهم ينشرون في أبحاثهم ما يشاهدونه فقط، ليس لديهم أي قاعدة مطلقة، بل كل شيء لديهم بالتجربة والمشاهدة والحواس.

ولكننا كمسلمين لدينا حقائق مطلقة هي الحقائق التي حدثنا عنها القرآن الكريم قبل 14 قرناً عندما أكد في كثير من آياته على أن القلب هو مركز العاطفة والتفكير والعقل والذاكرة. ومنذ ثلاثين عاماً فقط بدأ بعض الباحثين بملاحظة علاقة بين القلب والدماغ، ولاحظوا أيضاً أن للقلب دور في فهم العالم من حولنا، وبدأت القصة عندما لاحظوا علاقة قوية بين ما يفهمه ويشعر به الإنسان، وبين معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس في الرئتين. ومن هنا بدأ بعض الباحثين يدرسون العلاقة بين القلب والدماغ. ووجدوا بأن القلب يؤثر على النشاط الكهربائي للدماغ.

العلماء لم يثبتوا أن القلب ليس له علاقة بالعواطف بل لا يستطيع أحد أن يثبت ذلك، لأنهم لم يستطيعوا كشف جميع أسرار القلب، ولذلك عندما نقول إن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، فهذا الكلام منطقي ولا يوجد ما ينافيه علمياً، والأهم من ذلك أنه يتفق مع القرآن.

الشيء الثابت علمياً أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب، وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وتناغم عجيب ولو حدث أي خلل في هذا التناغم ظهرت الاضطرابات على الفور.

ويقول الدكتور Armour إن للقلب نظاماً خاصاً به في معالجة المعلومات القادمة إليه من مختلف أنحاء الجسم، ولذلك فإن نجاح زرع القلب يعتمد على النظام العصبي للقلب المزروع وقدرته على التأقلم مع المريض.

مشاهد مثيرة!

تقول المعالجة النفسية Linda Marks بعد عملها لمدة عشرين عاماً في مركز القلب: كان الناس يواجهونني بسؤال: ماذا تعملين في هذا المركز وأنت تعلمين أن القلب مجرد مضخة للدم ليس له علاقة بالحالة النفسية للإنسان؟ وكنتُ أجيب بأنني أحس بالتغيير الذي يحصل في نفسية المريض قبل وبعد عملة زرع القلب، وأحس بتغير عاطفته، ولكن ليس لدي الدليل العلمي إلا ما أراه أمامي. ولكن منذ التسعينات تعرفت على إحدى المهتمات بهذا الموضوع وهي "ليندا راسك" التي تمكنت من تسجيل علاقة بين الترددات الكهرطيسية التي يبثها القلب والترددات الكهرطيسية التي يبثها الدماغ، وكيف يمكن للمجال الكهرطيسي للقلب أن يؤثر في المجال المغنطيسي لدماغ الشخص المقابل!

البرفسور Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها أيضاً. وبالتالي فإن الذاكرة ليست فقط في الدماغ بل قد يكون القلب محركاً لها ومشرفاً عليها. قام الدكتور غاري ببحث ضم أكثر من 300 حالة زراعة قلب، ووجد بأن جميعها قد حدث لها تغيرات نفسية جذرية بعد العملية.

يقول الدكتور Schwartz قمنا بزرع قلب لطفل من طفل آخر أمه طبيبة وقد توفي وقررت أمه التبرع بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم: "إنني أحس دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل (الذي يحمل قلب ولدها) أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي"!

والذي أكد هذا الإحساس أن هذا الطفل بدأ يظهر عليه خلل في الجهة اليسرى، وبعد ذلك تبين أن الطفل المتوفى صاحب القلب الأصلي كان يعاني من خلل في الجانب الأيسر من الدماغ يعيق حركته، وبعد أن تم زرع هذا القلب تبين بعد فترة أن الدماغ بدأ يصيبه خلل في الجانب الأيسر تماماً كحالة الطفل الميت صاحب القلب الأصلي.

ما هو تفسير ذلك؟ ببساطة نقول إن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ، والخلل الذي أصاب دماغ الطفل المتوفى كان سببه القلب، وبعد زرع هذا القلب لطفل آخر، بدأ القلب يمارس نشاطه على الدماغ وطوَّر هذا الخلل في دماغ ذلك الطفل.

تقول الدكتورة ليندا: من الحالات المثيرة أيضاً أنه تم زرع قلب لفتاة كانت تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم بصدرها فتشكو لطبيبها هذه الحالة فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن تبين فيما بعد أن صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها وأن آخر كلمات نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها.

مئات ومئات الحالات التي حدثت لها تغيرات عميقة، فقد غرقت طفلة عمرها ثلاث سنوات في المسبح المنزلي، وتبرع أهلها بقلبها ليتم زراعته لطفل عمره تسع سنوات، الغريب أن هذا الطفل أصبح خائفاً جداً من الماء، بل ويقول لوالديه لا ترموني في الماء!!

MAGIC7
2010-08-19, 08:57 PM
القلب مسؤول عن العواطف

هناك أمر مثير للاهتمام ألا وهو أن أولئك المرضى الذين استبدلت قلوبهم بقلوب اصطناعية، فقدوا الإحساس والعواطف والقدرة على الحب! ففي 11/8/2007 نشرت جريدة Washington Post تحقيقاً صحفياً حول رجل اسمه Peter Houghton وقد أُجريت له عملية زرع قلب اصطناعي، يقول هذا المريض: "إن مشاعري تغيرت بالكامل، فلم أعد أعرف كيف أشعر أو أحب، حتى أحفادي لا أحس بهم ولا أعرف كيف أتعامل معهم، بوعندما يقتربون مني لا أحس أنهم جزء من حياتي كما كنت من قبل".

أصبح هذا الرجل غير مبال بأي شيء، لا يهتم بالمال، لا يهتم بالحياة، لا يعرف لماذا يعيش، بل إنه يفكر أحياناً بالانتحار والتخلص من هذا القلب المشؤوم! لم يعد هذا الإنسان قادراً على فهم العالم من حوله، لقد فقَد القدرة على الفهم أو التمييز أو المقارنة، كذلك فقد القدرة على التنبؤ، أو التفكير في المستقبل أو ما نسميه الحدس. حتى إنه فقد الإيمان بالله، ولم يعد يبالي بالآخرة كما كان من قبل!!

حتى هذه اللحظة لم يستطع الأطباء تفسير هذه الظاهرة، لماذا حدث هذا التحول النفسي الكبير، وما علاقة القلب بنفس الإنسان ومشاعره وتفكيره؟ يقول البرفسور Arthur Caplan رئيس قسم الأخلاق الطبية في جامعة بنسلفانيا: "إن العلماء لم يعطوا اهتماماً بهذه الظاهرة، بل إننا لم ندرس علاقة العاطفة والنفس بأعضاء الجسم، بل نتعامل مع الجسم وكأنه مجرد آلة".

القلب الاصطناعي هو عبارة عن جهاز يتم غرسه في صدر المريض يعمل على بطارية يحملها المريض على بشكل دائم ويستبدلها كلما نفدت، هذا الجهاز أشبه بمضخة تضخ الدم وتعمل باستمرار، وإذا وضعت رأسك على صدر هذا المريض فلا تسمع أي دقات بل تسمع صوت محرك كهربائي!

إن أول قلب صناعي تم زرعه في عام 1982 وعاش المريض به 111 يوم، ثم تطور هذا العلم حتى تمكن العلماء في عام 2001 من صنع قلب صناعي يدعى AbioCor وهو قلب متطور وخفيف يبلغ وزنه أقل من كيلو غرام (900 غرام) ويتم زرعه مكان القلب المصاب. أما أول قلب صناعي كامل فقد زرع عام 2001 لمريض أشرف على الموت، ولكنه عاش بالقلب الصناعي أربعة أشهر، ثم تدهورت صحته وفقد القدرة على الكلام والفهم، ثم مات بعد ذلك.

http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image2.JPG

زرع القلب الصناعي لمريض، ويقول العلماء إن النتائج التي وصلوا إليها، والخلل الكبير في الإدراك والفهم الذي يعاني منه صاحب القلب الصناعي يؤكد بأن القلب له دور أساسي في الفهم والإدراك، وأن القلب هو أكثر من مضخة، إن قلب الإنسان أكثر تعيداً مما نتصور!

لقد فشل القلب الصناعي كما أكدت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية لأن المرضى الذين تمت إجراء عمليات زرع هذا القلب لهم ماتوا بعد عدة أشهر بسبب ذبحة صدرية مفاجئة،

دماغ في القلب

إن التفسير المقبول لهذه الظاهرة أنه يوجد في داخل خلايا قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة يتم فيها تخزين جميع الأحداث التي يمر فيها الإنسان، وتقوم هذه البرامج بإرسال هذه الذاكرة للدماغ ليقوم بمعالجتها.

نلاحظ أن معدل نبضات القلب يتغير تبعاً للحالة النفسية والعاطفية للإنسان، ويؤكد الدكتور J. Andrew Armour أن هناك دماغاً شديد التعقيد موجود داخل القلب، داخل كل خلية من خلايا القلب، ففي القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات وتخزين المعلومات ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك.

إذن المعلومات تتدفق من القلب إلى ساق الدماغ ثم تدخل إلى الدماغ عبر ممرات خاصة، وتقوم بتوجيه خلايا الدماغ لتتمكن من الفهم والاستيعاب. ولذلك فإن بعض العلماء اليوم يقومون بإنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية، بعدما أدركوا الدور الكبير للقلب في التفكير والإبداع.

ذبذبات من القلب

يقول الدكتور بول برسال Paul Pearsall إن القلب يحس ويشعر ويتذكر ويرسل ذبذبات تمكنه من التفاهم مع القلوب الأخرى، ويساعد على تنظيم مناعة الجسم، ويحتوي على معلومات يرسلها إلى كل أنحاء الجسم مع كل نبضة من نبضاته. ويتساءل بعض الباحثين: هل من الممكن أن تسكن الذاكرة عميقاً في قلوبنا؟

إن القلب بإيقاعه المنتظم يتحكم بإيقاع الجسد كاملاً فهو وسيلة الربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم، حيث تعبر كل خلية دم هذا القلب وتحمل المعلومات منه وتذهب بها إلى بقية خلايا الجسم، إذن القلب لا يغذي الجسد بالدم النقي إنما يغذيه أيضاً بالمعلومات!

ومن الأبحاث الغريبة التي أجريت في معهد "رياضيات القلب" HeartMath أنهم وجدوا أن المجال الكهربائي للقلب قوي جداً ويؤثر على من حولنا من الناس، أي أن الإنسان يمكن أن يتصل مع غيره من خلال قلبه فقط دون أن يتكلم!!!

http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image3.GIF

أجرى معهد رياضيات القلب العديد من التجارب أثبت من خلالها أن القلب يبث ترددات كهرطيسية تؤثر على الدماغ وتوجهه في عمله، وأنه من الممكن أن يؤثر القلب على عملية الإدراك والفهم لدى الإنسان. كما وجدوا أن القلب يبث مجالاً كهربائياً هو الأقوى بين أعضاء الجسم، لذلك فهو من المحتمل أن يسيطر على عمل الجسم بالكامل. المنحني الأسفل يمثل ضربات القلب، والمنحنيات الثلاثة فوقه تمثل رد فعل الدماغ وكيف تتأثر تردداته بحالة القلب.

كما وجدوا أن دقات القلب تؤثر على الموجات التي يبثها الدماغ (موجات ألفا)، فكلما زاد عدد دقات القلب زادت الترددات التي يبثها الدماغ.

القلب والإدراك

في بحث أجراه الباحثان Rollin McCraty و Mike Atkinson وتم عرضه في اللقاء السنوي للمجتمع البافلوفي عام 1999، وقد جاء بنتيجة هذا البحث أن هنالك علاقة بين القلب وعملية الإدراك، وقد أثبت الباحثان هذه العلاقة من خلال قياس النشاط الكهرطيسي للقلب والدماغ أثناء عملية الفهم أي عندما يحاول الإنسان فهم ظاهرة ما، فوجدوا أن عملية الإدراك تتناسب مع أداء القلب، وكلما كان أداء القلب أقل كان الإدراك أقل.

إن النتائج التي قدمها معهد رياضيات القلب مبهرة وتؤكد على أنك عندما تقترب من إنسان آخر أو تلمسه أو تتحدث معه، فإن التغيرات الحاصلة في نظام دقات القلب لديك، تنعكس على نشاطه الدماغي!! أي أن قلبك يؤثر على دماغ من هو أمامك.

http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image4.JPG

في هذه الصورة رجل يعيش بقلب صناعي، إنه يرتبط بشكل دائم بأشرطة من أجل التغذية بالبطارية، إن الذي تجري له عملية تركيب قلب اصطناعي يفقد الإحساس بكثير من الأشياء من حوله وتصبح ردود أفعاله شبه منعدمة، وتحدث تغييرات كبيرة جداً في شخصيته. وهذا يثبت عمل القلب في التفكير وفي ردود الأفعال وفي توجيه الدماغ أيضاً.

السبق القرآني في علم القلب

إن المشاهدات والتجارب التي رأيناها في هذا البحث تثبت لنا عدة نتائج في علم القلب يمكن أن نلخصها في نقاط محددة، وكيف أن القرآن حدثنا عنها بدقة تامة:

1- يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. وهذه الآية حدّدت لنا مكان القلب لكي لا يظن أحد أن القلب موجود في الرأس وهو الدماغ، أو أن هناك قلباً غير القلب الذي ينبض في صدرنا، وهذه أقوال لا تعتمد على برهان علمي.

2- يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179]. أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم.

3- معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان والمشاعر والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب اليهود: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74]. فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين، ولذلك قال عن الكافرين: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. ثم قال في المقابل عن المؤمنين: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) بالزمر: 23].

4- يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحدث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].

5- يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في عملية السمع، بل إن الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع، وهذا ما رأيته بنفسي عندما كان في أحد المشافي رجل لم يكن يصلي وكان يفطر في رمضان ولم يكن يسمع نداء الحق، وقد أصابه احتشاء بسيط في عضلة القلب ثم تطور هذا الخلل حتى فقد سمعه تماماً ثم مات مباشرة بعد ذلك، وكانت آخر كلمة نطقها "إنني لا أسمع شيئاً"، ولذلك ربط القرآن بين القلب وبين السمع فقال: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100].

6- يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93].

7- تؤكد التجارب الجديدة أن مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ، وأن هذه المنطقة تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه، فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات، ولذلك قال تعالى: (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 11]. فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [العلق: 16].

8- رأينا ذلك الرجل صاحب القلب الصناعي كيف فقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة، وهذا يعطينا مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41].

9- بينت أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب، وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف، لم يعد يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) [الحشر: 2].

الإعجاز في السنة النبوية

لقد سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في صلاح النفس، بل إنه جعل للقلب دوراً مركزياً فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسد ستصلح، وإذا فسد فسوف تفسد جميع أنظمة الجسم، وهذا ما نراه اليوم وبخاصة في عمليات القلب الصناعي، حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [متفق عليه].

أفضل علاج للقلب

يؤكد جميع العلماء على أن السبب الأول للوفاة هو اضطراب نظم عمل القلب، وأن أفضل طريقة للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب، وقد ثبُت أن بعض الترددات الصوتية تؤثر في عمل القلب وتساعد على استقراره، وهل هناك أفضل من صوت القرآن؟ ولذلك قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وقد وجدتُ بالتجربة أن تلاوة هذه الآية سبع مرات صباحاً ومساءً تؤدي إلى استقرار كبير في عمل القلب، والله أعلم.

وأخيراً نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، ونتذكر أكثر دعاء النبي: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، وندعو بدعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].


http://farm1.static.flickr.com/45/131493183_4ee083cdca_m.jpg

MAGIC7
2010-08-20, 10:30 PM
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif

تأثير القول المعروف


http://www.kaheel7.com/userimages/412585825.JPG
هذه دراسة جديدة تؤكد الأثر الكبير الذي تتركه الكلمة الطيبة أو الكلمة الخبيثة على الآخرين، حيث وجد العلماء منطقة في الدماغ تختص بالذكريات المؤلمة، لنقرأ....




كثير من الناس يجهلون تأثير الكلمة على الآخرين، فالكلمة الطيبة قد تكون سبباً في شفاء إنسان أو سعادة آخر، وقد تكون الكلمة الخبيثة سبباً في إيذاء الآخرين أكثر من الضرب! والذي دعاني لكتابة هذه المقالة بحث أجراه علماء أمريكيون حول تأثير الكلمة الخبيثة، ولكن قبل أن نتحدث عن نتائج هذه الدراسة التي تم نشرها الدراسة في جريدة العلوم النفسية، أود أن أتذكر معكم آية كريمة حول تأثير الكلمة.
يقول تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) [إبراهيم: 24-26].
ويؤكد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هذا المعنى عندما أخبر بأن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يدخل بها الجنة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً تهوي به في جهنم سبعين خريفاً!
وهذا يعني أن المؤمن ينبغي أن يكون دقيقاً في كلامه ويختار الكلمة الطيبة دائماً لأن الكلمة لها تأثير كبير على الإنسان، فقد ذكر باحثون (على موقع بي بي سي) أن مقولة "إن العصا والحجارة يمكن أن تكسر العظام في حين أن الكلمات لا تؤذي" غير صادقة. فالذكريات المؤلمة المرتبطة بالتجارب العاطفية أكثر إيلاما من تلك المتعلقة بالألم البدني.
وقال الباحثون في هذه الدراسة إن التغيرات التي تطرأ على المخ وتسمح لنا بالعمل في إطار جماعي أو مجتمعي يمكن أن تكون المفتاح لفهم هذا الأمر. وطلب في هذه الدراسة من عينة البحث، وهم متطوعون جميعهم من الطلاب، أن يكتبوا عن تجاربهم المؤلمة البدنية والعاطفية ثم يجرى لهم اختبار ذهني صعب بعد كتابة تلك التجارب بوقت قصير.
والمبدأ الأساسي الذي اعتمدت عليه الدراسة أنه كلما كانت التجربة التي تذكرها الطالب أكثر إيلاما كلما كان أداؤه في الاختبار أسوأ. وكانت النتائج أفضل لدى تذكر تجارب الألم البدني عن الألم العاطفي. وقال الباحث شينسينج زين من جامعة بوردو في ولاية إنديانا الأمريكية إنه من الصعب إحياء ذكرى الألم البدني مقارنة بالألم العاطفي والاجتماعي.
http://www.kaheel7.com/userimages/brain_215487.jpg


إن هناك جانباً في المخ قد يكون مسؤولاً عن التجارب والكلمات المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان هو القشرة المخية التي تقوم بعمليات معقدة تشمل التفكير والإدراك واللغة. إن هذا الجزء من المخ يحسن قدرة الإنسان على التكيف مع الجماعات والثقافات كما أنه مسؤول عن رد الفعل على الألم الذي له علاقة بالجماعة.
ويقول مايكل هوجسمان الأخصائي في علم نفس الطفل في ألمانيا إنه من المرجح أن تكون عدة أجزاء في المخ تتعامل مع الألم العاطفي الذي يعتبر تأثيره أبعد مدى. أي أنه في الألم البدني يمكن رؤية الجراح والكدمات أما الألم العاطفي فهو يخلف في الغالب القلق والخوف. فلو قال تلاميذ لزميل لهم إنهم سيعتدون عليه بعد نهاية دوام المدرسة فهو سيعيش في قلق وخوف أكبر بكثير مما قد يحدث له بالفعل.
ماذا نستفيد من هذه النتائج
إن مثل هذه الدراسات والتي يقوم بها أناس غير مسلمين تؤكد صدق ما جاءت به رسالة الإسلام، فالله تعالى أمرنا أن نختار كلماتنا بحيث لا نؤذي بها الآخرين، وأن نؤثر إيجابياً على الآخرين، وهذه الآيات تدل على ذلك.
يقول تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة: 263]. ويقول أيضاً: (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [الحج: 30]. وقد أمرنا الله أن ندعو الناس بالتي هي أحسن وأن نجادلهم مجادلة طيبة ونختار الكلمة الأكثر تأثيراً بحيث نترك أثراً إيجابياً لديهم ليأخذوا فكرة صحيحة عن الإسلام، يقول تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل: 125].
إن مثل هذه الأبحاث يجب أن تزيدنا يقيناً بمدى تأثير الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة صدقة كما أخبر بذلك سيد البشر عليه الصلاة والسلام، وانظروا معي كيف قدَّم الله ذكر الكلمة الطيبة على الصلاة التي هي عماد الدين، في خطابه لبني إسرائيل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَوَآَتُوا الزَّكَاةَ) [البقرة: 83].
كذلك يجب عليك أخي المؤمن أن تعلم أن كل كلمة تطلقها إنما تترك أثراً في دماغ المتلقي، وهذا الأثر لا يزول بمرور الأيام بل يبقى، لذلك احرص على أن تترك الأثر الطيب في دماغ وقلوب الآخرين، فلا تدري قد تكون كلمة تقولها سبباً في دخولك الجنة يوم لقاء الله!

MAGIC7
2010-08-20, 10:31 PM
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif

المودة والرحمة بين الزوجين لعلاج الأمراض!

http://www.kaheel7.com/userimages/happieness.JPG
هناك العديد من الطرق للشفاء، ولكن هل تعلمون أن السعادة الزوجية والاستقرار العاطفي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لعلاج الأمراض وزيادة مناعة الجسم؟!!....



جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]. إنها آية عظيمة لا نزال نكتشف أسرارها يوماً بعد يوم. فالذي يتأمل هذه الآية يدرك أهمية العطف والرحمة والمودة بين الزوجين، ويدرك أيضاً أن الله وضع لنا طريقاً للنجاح والشفاء والسعادة في حياتنا الزوجية، وهو أن نسلك طريق المودة والرحمة.
ولكن وللأسف ابتعدنا كثيراً عن هذا الطريق فبدأت المشاكل بالظهور وبخاصة ظاهرة الطلاق التي انتشرت كالنار في الهشيم! وهناك العنف المنزلي وهناك ظاهرة التفكك الأسري، وهناك ملايين الأزواج لا يحسون بالسعادة مع أزواجهم، لماذا؟
الجواب نجده في الآية السابقة، وقد لخصه الله لنا بكلمتين: (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)، فطالما بقيت المودة والتعاطف والتراحم بين الزوجين كانت الحياة سعيدة وهادئة، وبمجرد غاب هذين "المؤشرين" عن المنزل اختفت السعادة وانقلبت الحياة إلى جحيم لا يُطاق.
ولكن الجديد الذي كشفت عنه الدراسات العلمية أن الشجار العائلي هو سبب واضح لضعف المناعة، وأن آثار هذا الشجار لا تنعكس فقط على الراحة النفسية، وإنما تؤدي إلى هشاشة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون منه. وقد أثبت ذلك دراسة واختبارات أجراها خبراء من الولايات المتحدة مؤخراً (حسب وكالة الأنباء الألمانية) فقد جاء على موقعهم ما يلي:
توصلت مجموعة من الخبراء الأمريكيين إلى نتيجة مفادها بأن مناعة الإنسان تتأثر سلبا في حال نشوب الخلافات العائلية. هذه هي نتيجة دراسة أُجريت على 42 عائلة تنشب فيها خلافات زوجية. في الوقت ذاته أكد الباحثون بأن الشجار العائلي وعدم الوفاق بين الزوجين يؤدي في غالب الأحيان إلى تردي الوضع الصحي للعائلة. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية. وكان بعض الباحثين السويديين قد أثبتوا أن الخلافات العائلية تؤدي في معظم الحالات إلى نوبات قلبية مضاعفة لدى أولئك الذين يعانون أصلاً من أمراض قلبية! كذلك بينت الدراسات أن ضغط العمل قد لا يؤدي إلى المضاعفات التي قد يؤدي إليها الشجار العائلي.
http://www.kaheel7.com/userimages/neurons_brain.JPG

صورة لخلايا عصبية في دماغ الإنسان وهي التي تخزن البرامج اللازمة لإعطاء الأوامر للنظام المناعي ليقوم بأداء مهامه، ولم يتعرف الخبراء حتى هذه الأيام على كيفية تأثير الضغط النفسي على النظام المناعي للجسم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل عائلية. لكن من المتوقع أن حركة الأعصاب غير الاعتيادية تلعب دوراً هاماً في إضعاف جهاز المناعة لديهم. وبما أن المناعة على علاقة في شفاء أنسجة الأوعية التالفة لدى الإنسان. وقد أثبت الباحثون أن اختفاء الرحمة بين الزوجين سبب رئيسي للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض المزمنة!
قامت الدكتورة جانيس كييكولت-غلازر وزملاؤها، من القسم النفسي والجراحة الداخلية في جامعة كولومبس في مدينة أوهايو، بإجراء فحوصات على شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يعانون من خلافات عائلية. وفي هذا الإطار قام الأطباء بوضع أجهزة قياس تحت إبط الأشخاص الذين سيتم إجراء البحوث حولهم. وكانت إحدى الممرضات تأخذ عينات من الدم قبل الجرح وبعده. وكان الخبراء يقومون بطرح أسئلة معينة على المعني فحصهم، إلى جانب إجراء اختبارات نفسية معينة، إضافة إلى الطلب من الأزواج النقاش حول مواضيع محددة، وكانت نتائج هذه الاختبارات تبين كيفية تعامل الزوجين مع بعضهما البعض، إضافة إلى تقييم العلاقة الزوجية بناء على هذه النتائج.
وقد أظهرت النتائج بأن أكثر من ثلث الأزواج الذين تم إخضاعهم للفحص يعيشون حالة عداء فيما بينهم. إذ قام هؤلاء بالتعبير عن غضبهم بكلمات نابية أثناء النقاشات في المواضيع المحددة. كما قاموا بحركات غير مألوفة في الحياة اليومية للزوجين مع اتهامات غريبة. وكان الأزواج الموضوعين تحت الاختبار لا يرغبون بالإصغاء لبعضهم أثناء الشجار. وقد أثبتت الدراسة بأن فترة شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يتعاركون فيما بينهم تطول أكثر منها لدى الأزواج الذين تسود حياة الفرح والسعادة بينهم.
نتائج هذه الدراسة
إننا كمسلمين أكرمنا الله بنعمة الإيمان نفرح بأن الله تعالى قد أوصانا بالنساء وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19]. والنبي يقول: (استوصوا بالنساء خيراً) [رواه البخاري]. فهذه هي عظمة الإسلام، أنه جاء بالنفع والخير والشفاء لنا.
وإذا بحثنا في أقوال علماء النفس ودراسات البرمجة اللغوية العصبية نجد نصائحهم للزوجين ومن أهمها أنك إذا كنتَ تشتكي من مشاكل زوجية في منزلك فحاول أن تقنع نفسك بأن زوجتك مثالية وفتش عن الأشياء الجميلة فيها، وحاول أن تبحث عن الأشياء التي تجذبك إليها، وأن تتذكر أن كل امرأة لديها الكثير من الأشياء الجميلة ولكن يجب أن تبحث وتنظر وترى الوجه المشرق، وعندها سيختفي الوجه المظلم!
أحبتي هذه النصائح صدرت عن علماء نفس تخصصوا في علاج المشاكل الزوجية، وهناك آلاف الكتب قد أُلّفت حول هذا الموضوع، ولكن القرآن لخص لنا كل ذلك بسطر واحد، لنتأمل ونتعمق في هذه الكلمات الإلهية الرائعة، والتي أنصح أي واحد يعاني من مشكلة عائلية أن يردد هذه الكلمات: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).

MAGIC7
2010-08-20, 10:33 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif

النميمة والاكتئاب



إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نتجنب الظن السيء والنميمة والغيبة والتجسس وغير ذلك من العادات القبيحة، يقول تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات: 12]، إنها آية عظيمة شبه الله فيها من يتكلم على غيره بكلام يكرهه فكأنما أكل لحمه وهو ميت!
والهدف من هذا التشبيه أن ينفِّرنا من هذه العادة السيئة، لأن الله تعالى يريد لنا الحياة السعيدة. ولكن ما كشفت عنه الأبحاث مؤخراً تؤكد صدق ما جاء في القرآن الكريم. فقد ثبُت علمياً أن الإكثار من الظن بالآخرين وبخاصة المقريبن مثل ظن الزوج بالزوجة أو العكس، إنما يؤدي إلى الكثير من الوساوس التي تصبح مزمنة يصعب التخلص منها.
كما كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون في جامعة فلوريدا الأمريكية أن نشر الإشاعات، والنميمة الاجتماعية، قد لا يؤذيان طلاب المدارس المراهقين جسدياً إلا أنهما يؤديان إلى نتائج ضارة على صحتهم النفسية، و قد تمتد معهم لفترة طويلة من حياتهم من المحتمل أن تصل إلى مرحلة الشباب.
وأثبتت دراسات أخرى أن كثرة الكلام والثرثرة وحب التجسس ومراقبة الآخرين، يؤدي مع الزمن إلى ضعف الذاكرة ويؤثر على نظام عمل القلب، حتى إن الدماغ يتأثر بما يسميه العلماء "عقدة التجسس" والتي يعاني منها كثيرون اليوم.
وأثبتت الدراسة أن هناك صلة بين ما يصفه الباحثون بظاهرة "الوقوع ضحية العلاقات الاجتماعية" أثناء مرحلة المراهقة، وبين حدوث الكآبة والقلق في المرحلة الأولى من الشباب. ويلجأ بعض الأشخاص إلى تشويه المكانة الاجتماعية للفرد وعلاقاته الاجتماعية، وذلك بحجزه، أو منعه من الاندماج في النشاطات الاجتماعية، ونشر الإشاعات عنه هذا ما يتسبب في تزايد حالات الكآبة والقلق لدى بعض الشباب.
إن مرض الوسواس القهري انتشر كثيراً في هذا العصر بسبب التطورات التكنولوجية الرهيبة والمتسارعة، حيث نجد أن بعض الناس لا يستوعبون هذا التطور التقني فيصابون بنوع من أنواع الوسوسة، ونقول كمسلمين إن مصدر هذه الوساوس هو الشيطان الذي تهمله الأبحاث العلمية.
فالعلماء اليوم يتحدثون عن كل شيء باستثناء الشيطان! هذا المخلوق الذي هو ضعيف جداً ولكن تأثيره قوي على من غفل عن كتاب الله تعالى. والقرآن علمنا كيف نتقي شر هذا الشيطان ووسوسته بكلمات قليلة ولكنها كالقنبلة على الشيطان.
يقول تعالى يأمر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من وساوس الشيطان: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97-98]. فهل تردِّد هذه الآيات كل يوم عزيزي القارئ؟ وهل تدرك أهمية هذا السلاح في مواجهة أمراض العصر؟
إن المؤمن هو الأكثر سعادة في هذه الحياة، على عكس ما يروج الملحدون له، لأن التعاليم القرآنية جميعها تهدف إلى إسعاد المؤمن الذي رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، فهذه هي السعادة الحقيقية.
من هنا ندرك أهمية التعاليم القرآنية في الوقاية من الاكتئاب والإحباط وغيرها من الاضطرابات النفسية، ونقول لكل من لا تعجبه تعاليم هذا القرآن أو يعتبر أن القرآن لا يتماشى مع روح العصر والتطور: أليس ما يكشفه علماء النفس اليوم هو نفس ما جاء به القرآن قبل أربعة عشر قرناً؟!

MAGIC7
2010-08-20, 10:34 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif

الإنسان ذلك الكائن العجيب



http://www.kaheel7.com/userimages/human_body.JPG
هل فكرت يوماً أن تنظر إلى جسدك وتساءلت ممَّ يتركب، إنه بساطة عبارة عن ماء وتراب! يقول تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).....




الإنسان هو كائن حي من أعقد الأحياء على وجه الأرض، كشفت البحوث الطبية عن حقائق مذهلة تدل على عظمة الخالق تعالى القائل: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) [الذاريات: 21].
والإنسان يتألف من عدد ضخم من الأجهزة أهمها القلب. فالقلب هو من أعجب الآلات في جسم الإنسـان، فهـو يضخ كل يوم أكثـر من (8000) لتراً من الدم. في دماغ الإنسان أكثر من مئة ألف مليون خلية!! جميعها تعمل بنظام دقيق ومُحكم. وفي كل عين يوجد أكثر من مئة مليون من المستقبلات الضوئية. وفي كل أذن أكثر من ثلاثين ألف خلية سمعية! وفي دم الإنسان أكثر من(25) مليون مليون كرية حمراء وأكثر من (25) ألف مليون كرية بيضاء.
في معدة الإنسان يوجد أكثر من ألف مليون خلية! وفي اللسان توجد أكثر من تسعة آلاف حليمة ذوقية. وفي كل يوم يتنفس الإنسان أكثر من(25) ألف مرة يسحب خلالها اكثر من(180) ألف لتر من الهواء!
وهكذا حقائق لا تنتهي وأرقام ضخمة أكبر من التصور. كل هذه التعقيدات سخرها الله تعالى لراحة الإنسان واستمرار حياته على أحسن حال، يقول تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين) [السجدة: 7].
لقد برز علم الحياة أو الأحياء إلى الوجود مع اكتشاف الإنسان لأسرار الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان. والحقيقة الثابتة التي يؤكدها علماء الأحياء هي أنه لا وجود للحياة من دون ماء. فالماء يمثل نسبة جيدة في تركيب خلايا أي كائن حي، وانعدام الماء يعني الموت! حتى إن عمل هذه الخلايا يعتمد أيضاً على الماء، فهو المحرك للتفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان والحيوان والنبات.وهنالك شبه تأكيد لدى العلماء بأن الحياة بدأت من الماء، وهنا يأتي كتاب الله تعالى ليؤكد هذه الحقائق ويردّ جميع أشكال الحياة للماء، يقول تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30].
ويقول الله تعالى عن بداية خلق الدواب التي تدبُّ على الأرض وأنها مخلوقة من الماء: (والله خلق كل دابة من ماء) [النور: 45].
حتى إن الأرض الجافة الميتة التي لا يُرى فيها أي مظهرٍ للحياة عندما يُنْزِل الماء عليها تجد أن أشـكال الحياة قد بدأت من النباتات والحشرات والحيوانات وغير ذلك، يقول تعالى: (والله أنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون) [النحل: 65].
إن العلماء اليوم يقولون إن هنالك آثاراً للماء على كوكب المريخ وهذا ما يدفعهم للاعتقاد بأنه يمكن لحياة بدائية أن تكون موجودة على هذا الكوكب.
إذن الحقيقة العلمية المؤكدة هي أنه حيث يوجد الماء توجد الحياة، حتى إن الإنسان على سبيل المثال يتركب جسمه من الماء ومعادن وأشباه معادن. يشكل الماء في جسم الإنسان بحدود الثلثين! والثلث الباقي هو مواد جافة جميعها موجودة في التراب والماء أي الطين.
لقد تمَّ تحليل مكونات جسم الإنسان وعناصره الأساسية، والإنسان يتكون بشكل رئيسي من الماء فثلثي الإنسان هو ماء! وهنا نتذكر قول الحق عز وجل: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30]. ولكن ماذا عن مكونات الإنسان غير الماء؟ إنها بالضبط العناصر الموجودة في التراب. فمكونات الجسم البشري هي الكربون والكلور والكبريت والفوسفور والكالسـيوم والحديد.. وغيرها وجميع هذه المواد موجودة في تراب الأرض. وهذا دليل علمي على أن الإنسان مخلوق من التراب.
http://www.kaheel7.com/userimages/human.JPG


يعتبر الإنسان من أعقد المخلوقات على وجه الأرض، فجسده يحوي تريليونات الخلايا، وكل خلية أشبه بجهاز كمبيوتر فائق الدقة، وتعمل هذه الخلايا بالتناسق والتناغم فلا نجد أي خلل أو اضطراب، وهذا من رحمة الله تعالى بنا، هذا الإله العظيم ألا يستحق أن نسجد له شكراً؟!
يقول عز وجل مخاطباً أولئك الملحدين الذين لا يؤمنون بالحياة بعد الموت: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب) [الحج:5]. ويقول تعالى أيضاً عن خلق البشر: (ومن آياته أن خلقكم من تراب) [الروم:20].
وعندما يجتمع الماء والتراب يشكلان الطين، وهذا هو أصل الإنسان. يقول تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) [المؤمنون: 12]. ونتذكر قول الحق عز وجل هنا عن خلق البشر من الماء: (وهو الذي خلق من الماء بشراً) [الفرقان: 54].
إذن الإنسان مخلوق من الماء بنسبة الثلثين تقريباً، والتراب بنسبة الثلث تقريباً. والآيات القرآنية تؤكد هذه الحقائق. إن القرآن عندما يتحدث عن خلق الإنسان وتركيبه إنما يعطينا التفاصيل الدقيقة. إن القرآن يخبرنا بمراحل خلْق الإنسان وتطوره في بطن أمه وبشكل يوافق تماماً أحدث معطيات العلم. فقد ثبت تماماً أن الإنسان يمر بمراحل في بطن أمه وقد سمى القرآن هذه المراحل بالأطوار في قوله تعالى: (وقد خلقكم أطواراً) [نوح: 14].
وقد كان يُظن في الماضي أن عملية خلق الجنين في بطن أمه هي عملية مستمرة، ولكن بعد تطور العلم تأكد أن هنالك عمليات متعاقبة للخلق وفق أطوار محددة وبنظام دقيق وهذا ما نجده في قوله تعالى: (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق) [الزمر: 6].
فسبحان الله! هذا الكائن العجيب الذي يحتوي دماغه فقط على أكثر من تريليون خلية عصبية، ولديه قدرات هائلة من الذكاء والتطور والتحكم والسيطرة على كوكب الأرض، هذا الكائن الذي صعد إلى القمر، ووصل إلى المريخ، وتمكَّن من استغلال ثروات الأرض والسيطرة والتحكم بما سخره الله له، هذا الكائن العجيب في نهاية المطاف هو عبارة عن ماء وتراب!

MAGIC7
2010-08-22, 08:03 PM
القلب مسؤول عن العواطف

هناك أمر مثير للاهتمام ألا وهو أن أولئك المرضى الذين استبدلت قلوبهم بقلوب اصطناعية، فقدوا الإحساس والعواطف والقدرة على الحب! ففي 11/8/2007 نشرت جريدة Washington Post تحقيقاً صحفياً حول رجل اسمه Peter Houghton وقد أُجريت له عملية زرع قلب اصطناعي، يقول هذا المريض: "إن مشاعري تغيرت بالكامل، فلم أعد أعرف كيف أشعر أو أحب، حتى أحفادي لا أحس بهم ولا أعرف كيف أتعامل معهم، بوعندما يقتربون مني لا أحس أنهم جزء من حياتي كما كنت من قبل".

أصبح هذا الرجل غير مبال بأي شيء، لا يهتم بالمال، لا يهتم بالحياة، لا يعرف لماذا يعيش، بل إنه يفكر أحياناً بالانتحار والتخلص من هذا القلب المشؤوم! لم يعد هذا الإنسان قادراً على فهم العالم من حوله، لقد فقَد القدرة على الفهم أو التمييز أو المقارنة، كذلك فقد القدرة على التنبؤ، أو التفكير في المستقبل أو ما نسميه الحدس. حتى إنه فقد الإيمان بالله، ولم يعد يبالي بالآخرة كما كان من قبل!!

حتى هذه اللحظة لم يستطع الأطباء تفسير هذه الظاهرة، لماذا حدث هذا التحول النفسي الكبير، وما علاقة القلب بنفس الإنسان ومشاعره وتفكيره؟ يقول البرفسور Arthur Caplan رئيس قسم الأخلاق الطبية في جامعة بنسلفانيا: "إن العلماء لم يعطوا اهتماماً بهذه الظاهرة، بل إننا لم ندرس علاقة العاطفة والنفس بأعضاء الجسم، بل نتعامل مع الجسم وكأنه مجرد آلة".

القلب الاصطناعي هو عبارة عن جهاز يتم غرسه في صدر المريض يعمل على بطارية يحملها المريض على بشكل دائم ويستبدلها كلما نفدت، هذا الجهاز أشبه بمضخة تضخ الدم وتعمل باستمرار، وإذا وضعت رأسك على صدر هذا المريض فلا تسمع أي دقات بل تسمع صوت محرك كهربائي!

إن أول قلب صناعي تم زرعه في عام 1982 وعاش المريض به 111 يوم، ثم تطور هذا العلم حتى تمكن العلماء في عام 2001 من صنع قلب صناعي يدعى AbioCor وهو قلب متطور وخفيف يبلغ وزنه أقل من كيلو غرام (900 غرام) ويتم زرعه مكان القلب المصاب. أما أول قلب صناعي كامل فقد زرع عام 2001 لمريض أشرف على الموت، ولكنه عاش بالقلب الصناعي أربعة أشهر، ثم تدهورت صحته وفقد القدرة على الكلام والفهم، ثم مات بعد ذلك.

http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image2.JPG

زرع القلب الصناعي لمريض، ويقول العلماء إن النتائج التي وصلوا إليها، والخلل الكبير في الإدراك والفهم الذي يعاني منه صاحب القلب الصناعي يؤكد بأن القلب له دور أساسي في الفهم والإدراك، وأن القلب هو أكثر من مضخة، إن قلب الإنسان أكثر تعيداً مما نتصور!

لقد فشل القلب الصناعي كما أكدت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية لأن المرضى الذين تمت إجراء عمليات زرع هذا القلب لهم ماتوا بعد عدة أشهر بسبب ذبحة صدرية مفاجئة،

دماغ في القلب

إن التفسير المقبول لهذه الظاهرة أنه يوجد في داخل خلايا قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة يتم فيها تخزين جميع الأحداث التي يمر فيها الإنسان، وتقوم هذه البرامج بإرسال هذه الذاكرة للدماغ ليقوم بمعالجتها.

نلاحظ أن معدل نبضات القلب يتغير تبعاً للحالة النفسية والعاطفية للإنسان، ويؤكد الدكتور J. Andrew Armour أن هناك دماغاً شديد التعقيد موجود داخل القلب، داخل كل خلية من خلايا القلب، ففي القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات وتخزين المعلومات ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك.

إذن المعلومات تتدفق من القلب إلى ساق الدماغ ثم تدخل إلى الدماغ عبر ممرات خاصة، وتقوم بتوجيه خلايا الدماغ لتتمكن من الفهم والاستيعاب. ولذلك فإن بعض العلماء اليوم يقومون بإنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية، بعدما أدركوا الدور الكبير للقلب في التفكير والإبداع.

ذبذبات من القلب

يقول الدكتور بول برسال Paul Pearsall إن القلب يحس ويشعر ويتذكر ويرسل ذبذبات تمكنه من التفاهم مع القلوب الأخرى، ويساعد على تنظيم مناعة الجسم، ويحتوي على معلومات يرسلها إلى كل أنحاء الجسم مع كل نبضة من نبضاته. ويتساءل بعض الباحثين: هل من الممكن أن تسكن الذاكرة عميقاً في قلوبنا؟

إن القلب بإيقاعه المنتظم يتحكم بإيقاع الجسد كاملاً فهو وسيلة الربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم، حيث تعبر كل خلية دم هذا القلب وتحمل المعلومات منه وتذهب بها إلى بقية خلايا الجسم، إذن القلب لا يغذي الجسد بالدم النقي إنما يغذيه أيضاً بالمعلومات!

ومن الأبحاث الغريبة التي أجريت في معهد "رياضيات القلب" HeartMath أنهم وجدوا أن المجال الكهربائي للقلب قوي جداً ويؤثر على من حولنا من الناس، أي أن الإنسان يمكن أن يتصل مع غيره من خلال قلبه فقط دون أن يتكلم!!!

http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image3.GIF

أجرى معهد رياضيات القلب العديد من التجارب أثبت من خلالها أن القلب يبث ترددات كهرطيسية تؤثر على الدماغ وتوجهه في عمله، وأنه من الممكن أن يؤثر القلب على عملية الإدراك والفهم لدى الإنسان. كما وجدوا أن القلب يبث مجالاً كهربائياً هو الأقوى بين أعضاء الجسم، لذلك فهو من المحتمل أن يسيطر على عمل الجسم بالكامل. المنحني الأسفل يمثل ضربات القلب، والمنحنيات الثلاثة فوقه تمثل رد فعل الدماغ وكيف تتأثر تردداته بحالة القلب.

كما وجدوا أن دقات القلب تؤثر على الموجات التي يبثها الدماغ (موجات ألفا)، فكلما زاد عدد دقات القلب زادت الترددات التي يبثها الدماغ.

القلب والإدراك

في بحث أجراه الباحثان Rollin McCraty و Mike Atkinson وتم عرضه في اللقاء السنوي للمجتمع البافلوفي عام 1999، وقد جاء بنتيجة هذا البحث أن هنالك علاقة بين القلب وعملية الإدراك، وقد أثبت الباحثان هذه العلاقة من خلال قياس النشاط الكهرطيسي للقلب والدماغ أثناء عملية الفهم أي عندما يحاول الإنسان فهم ظاهرة ما، فوجدوا أن عملية الإدراك تتناسب مع أداء القلب، وكلما كان أداء القلب أقل كان الإدراك أقل.

إن النتائج التي قدمها معهد رياضيات القلب مبهرة وتؤكد على أنك عندما تقترب من إنسان آخر أو تلمسه أو تتحدث معه، فإن التغيرات الحاصلة في نظام دقات القلب لديك، تنعكس على نشاطه الدماغي!! أي أن قلبك يؤثر على دماغ من هو أمامك.

http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image4.JPG

في هذه الصورة رجل يعيش بقلب صناعي، إنه يرتبط بشكل دائم بأشرطة من أجل التغذية بالبطارية، إن الذي تجري له عملية تركيب قلب اصطناعي يفقد الإحساس بكثير من الأشياء من حوله وتصبح ردود أفعاله شبه منعدمة، وتحدث تغييرات كبيرة جداً في شخصيته. وهذا يثبت عمل القلب في التفكير وفي ردود الأفعال وفي توجيه الدماغ أيضاً.

السبق القرآني في علم القلب

إن المشاهدات والتجارب التي رأيناها في هذا البحث تثبت لنا عدة نتائج في علم القلب يمكن أن نلخصها في نقاط محددة، وكيف أن القرآن حدثنا عنها بدقة تامة:

1- يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. وهذه الآية حدّدت لنا مكان القلب لكي لا يظن أحد أن القلب موجود في الرأس وهو الدماغ، أو أن هناك قلباً غير القلب الذي ينبض في صدرنا، وهذه أقوال لا تعتمد على برهان علمي.

2- يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179]. أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم.

3- معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان والمشاعر والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب اليهود: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74]. فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين، ولذلك قال عن الكافرين: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. ثم قال في المقابل عن المؤمنين: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) بالزمر: 23].

4- يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحدث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].

5- يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في عملية السمع، بل إن الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع، وهذا ما رأيته بنفسي عندما كان في أحد المشافي رجل لم يكن يصلي وكان يفطر في رمضان ولم يكن يسمع نداء الحق، وقد أصابه احتشاء بسيط في عضلة القلب ثم تطور هذا الخلل حتى فقد سمعه تماماً ثم مات مباشرة بعد ذلك، وكانت آخر كلمة نطقها "إنني لا أسمع شيئاً"، ولذلك ربط القرآن بين القلب وبين السمع فقال: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100].

6- يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93].

7- تؤكد التجارب الجديدة أن مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ، وأن هذه المنطقة تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه، فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات، ولذلك قال تعالى: (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 11]. فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [العلق: 16].

8- رأينا ذلك الرجل صاحب القلب الصناعي كيف فقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة، وهذا يعطينا مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41].

9- بينت أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب، وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف، لم يعد يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) [الحشر: 2].

الإعجاز في السنة النبوية

لقد سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في صلاح النفس، بل إنه جعل للقلب دوراً مركزياً فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسد ستصلح، وإذا فسد فسوف تفسد جميع أنظمة الجسم، وهذا ما نراه اليوم وبخاصة في عمليات القلب الصناعي، حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [متفق عليه].

أفضل علاج للقلب

يؤكد جميع العلماء على أن السبب الأول للوفاة هو اضطراب نظم عمل القلب، وأن أفضل طريقة للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب، وقد ثبُت أن بعض الترددات الصوتية تؤثر في عمل القلب وتساعد على استقراره، وهل هناك أفضل من صوت القرآن؟ ولذلك قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وقد وجدتُ بالتجربة أن تلاوة هذه الآية سبع مرات صباحاً ومساءً تؤدي إلى استقرار كبير في عمل القلب، والله أعلم.

وأخيراً نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، ونتذكر أكثر دعاء النبي: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، وندعو بدعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].


http://farm1.static.flickr.com/45/131493183_4ee083cdca_m.jpg

MAGIC7
2010-08-22, 08:04 PM
http://i32.tinypic.com/r10u9j.gif


الطرُق في السماء

هذا ما اكتشفه العلماء حديثاً وهو بالضبط ما أشار إليه القرآن في آيات عظيمة تؤكد لنا وجود طرق في السماء... لنقرأ....




في مقالة نشرها موقع وكالة ناسا يؤكدون أن الكون مليء بالمادة المجهولة التي يسمونها المادة المظلمة، هذه المادة تشبه الطرق في السماء، وهذه الطرق تتحرك عليها المجرات.. ويقول الباحث غراي:
But in our case the city is a supercluster, the roads are dark matter, and the people are galaxies."


يشبّه هذا الباحث التجمعات الهائلة للنجوم بالمدن، أما المادة المظلمة فهي الطرق، وأما المجرات فهي الناس الذين يتحركون عبر هذه الطرق.
إذاً الحقيقة العلمية اليوم تقول بأن المجرات والنجوم لا يمكن أن تتحرك في فراغ!! كما كان الاعتقاد في السابق، بل لابد من وجود طرق خاصة بها تسبح عبرها. فالفراغ لا وجود له، إنما هناك مجرات وهناك مادة أخرى تسير المجرات عبرها.
إن وجود طرق في السماء ليس غريباً على علمائنا رحمهم الله تعالى قبل مئات السنين، فهذا هو ابن منظور يقول في معجمه "لسان العرب" في معنى قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ): قال أبو إسحاق: وأهل اللغة يقولون: ذات الطرائق الحسنة. وهذا يدل على أن علماءنا استنبطوا من هذه الآية وجود طرق في السماء، وشكلها يشبه النسيج المحكم!
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic-5489.JPG
المادة في الكون موزعة على ما يشبه النسيج المؤلف من طرق ضخمة جداً تمتد لملايين السنوات الضوئية (كل سنة ضوئية تساوي 10 مليون مليون كيلو متر)، وتتدفق المجرات عبر هذه الطرق وكأننا في مدينة مزدحمة بالمجرات، ولكن ليس هناك أي خلل أو فوضى، بل نظام مذهل ... فسبحان الخالق العظيم!
وهنا أود أن أتذكر معكم هذه الآيات التي تأتي مطابقة تماماً لهذا الاكتشاف:
1- يقول تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) [المؤمنون: 17]. هذه الآية تشير بوضوح إلى وجود طرق في السماء، وهو ما يتحدث عنه العلماء اليوم!
2- يقول تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فُصّلت: 12]. هذه الآية تتحدث عن شيئين: المصابيح والسماء، وهذا يطابق ما يقوله العلماء اليوم، فالمادة المجهولة هي السماء والمجرات والنجوم هي المصابيح!
3- يقول تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. هذه الآية تشير إلى أن السماء قد بُنيت بناءً حقيقياً، وأنها تتسع وتكبر باستمرار، والعلماء اليوم يؤكدون أن المادة المجهولة عبارة عن طرق تمَّ بناؤها بإحكام وقوة وإتقان، وأنها تكبر وتتسع مع مرور ملايين السنين... سبحان الله انظروا إلى التطابق الكامل... ألا يشهد ذلك على صدق القرآن!1

MAGIC7
2010-08-22, 08:04 PM
http://i32.tinypic.com/r10u9j.gif


العلماء يتمكنون من رؤية النسيج الكوني لأول مرة

في عام 2000 رأى العلماء ما يسمى النسيج الكوني من خلال الكمبيوتر، واليوم رصدوه بأعينهم من خلال المراصد العملاقة، فهل من إشارة قرآنية إلى هذا الأمر......




تمكن علماء فلك في تشيلي واليابان للمرة الأولى (عام 2009) من رؤية جزء من شبكة مجرات ترسم خريطة كونية لمجموعة تبعد نحو سبعة مليارات سنة ضوئية عن الأرض. وأشار المرصد الأوروبي الجنوبي، إلى أن هذا الاكتشاف الذي يمكن رؤيته من خلال أكبر أجهزة التنظير في العالم يعتبر الأول من نوعه لبنية مجرات بهذا الحجم وعلى هذه المسافة، ويعطي هذا الاكتشاف مزيداً من المعلومات عن الخريطة الكونية وكيفية تكونها.

وأوضح المرصد أن مجموعة المجرات تشكل خيوطاً تمتد على ملايين السنوات الضوئية وتشكل خريطة الكون، مؤكدين أن المجرات تتجمع حتى تشكل كتلاً كبيرة تبدو وكأنها عنكبوت على شباكها بانتظار المزيد لتبتلعه.

http://www.kaheel7.com/userimages/7527257.JPG

وأشار العلماء إلى أن الخيوط تبتعد مسافة 7،6 مليار سنة ضوئية عن الأرض وتمتد على نحو 60 مليون سنة ضوئية، ومن المرجح أن تكون هذه البنية ممتدة إلى ما بعد المنطقة التي رصدوها لذا تعهدوا بالقيام بالمزيد من الأبحاث. وأكد المرصد أن الفضل في هذا الاكتشاف يعود إلى "استخدام أكبر منظارين أرضيين في العالم"، وهما منظار مرصد "بارانال" في تشيلي ومنظار "سوبارو" من المرصد الوطني الياباني.

http://www.kaheel7.com/userimages/01010255.JPG

انظروا معي إلى هذه الخيوط القوية والعظيمة، فالخيوط التي نعرفها على الأرض يكون سمكها أقل من مليميتر واحد، ولكن تصوروا معي خيطاً كونياً سماكته 100000000000000000 كيلو متر (مئة ألف مليون مليون كيلو متر)، هذه سماكة الخيط فقط فتصوروا معي كم يبلغ طوله!! وهذا أرفع خيط يمكن أن نصادفه في الكون... لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله!

عندما نخرج خارج الكون وننظر إليه نرى خيوطاً تم نسجها بإحكام مذهل. ولكن مادة هذه الخيوط ليست الحرير بل المجرات، والسؤال الذي يطرحه العلماء: مَن الذي صمّم هذا النسيج ومَن الذي حرَّك هذه المجرات وجعلها تصطف على هذه الخيوط المحكمة؟

إنه بلا شك الله تعالى الذي خلق هذه المجرات وأعطاها هذه البنية النسيجية الرائعة، وجعلها أشبه بخيوط العنكبوت حتى إن العلماء اليوم عندما رأوا هذه الخيوط قالوا بالحرف الواحد: إننا نرى خيوط الكون وهي تتشكل وتتباعد عن بعضها مثل خيوط النسيج والكون لا يزال في مراحله الأولى! وهذا يعني أن الخيوط ليست ثابتة بل تتباعد وكأننا نفتق قطعة من النسيج ونباعد خيوطها عن بعضها!

إن هذا بالضبط ما أخبر عنه القرآن عندما قال: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. تأملوا معي هذه الآية العظيمة التي نزلت في القرن السابع الميلادي، في ذلك الزمن لم يكن لدى أحد من البشر فكرة عن النسيج الكوني والرتق والفتق، فكيف تمكن النبي الكريم، لو لم يكن رسولاً من عند الله، من التنبؤ برؤية غير المسلمين لهذا النسيج وهذه الخيوط؟؟!

فالآية شديدة الوضوح في أن الكفار (وبالفعل العلماء الذين رأوا هذا النسيج هم غير مسلمين بل ملحدين)، وهؤلاء هم الذين تمكّنوا من رؤية الفتق (أي تباعد هذه الخيوط) ووصلوا إلى نتيجة هي اليوم شبة حقيقة، أن هذه الخيوط كانت مضغوطة على بعضها أشبه بقطعة القماش وهي ما سماه القرآن (رَتْقًا)، وبدأت هذه الخيوط بالتباعد أشبه بفتق هذه القطعة من القماش حيث بدأت خيوطها بالانفصال والتباعد بنظام كوني مدهش!

العلماء اليوم غير متأكدين بالضبط من حدوث انفجار كبير نشأ عنه الكون، ولكنهم متأكدون ولا يشكون أبداً في وجود نسيج محكم تتباعد خيوطه باستمرار، وهذا يطابق تماماً الوصف القرآني (كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)، فسبحان الله!

MAGIC7
2010-08-22, 08:06 PM
http://i32.tinypic.com/r10u9j.gif


الصعود إلى السماء عبر "سلّم فضائي": إعجاز قرآني قادم
http://www.kaheel7.com/userimages/53898754.JPG

هل تتخيل عزيزي القارئ أنه سيأتي يوم تستطيع فيه أن تصعد على سلم فضائي وتخرج خارج الأرض بسهولة!! لنقرأ ونتدبر ....



طرح القرآن العديد من الإشارات الكونية لم يكن أحد يتصورها وقت نزولها. ومنها الصعود إلى السماء، يقول تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) [الحجر: 14-15]. فهذه الآية الكريمة تؤكد إمكانية صعود البشر إلى السماء واستمرارهم حتى يصلوا إلى منطقة تسكَّر فيها الأبصار وتغلق وتنعدم الرؤيا، وبالفعل خرج الإنسان خارج الغلاف الجوي ورأى الظلام الدامس الذي يحيط بالأرض، وتبين له أن النهار مجرد طبقة رقيقة جداً.
ولكن هناك آية ثانية تتحدث عن تقنية الصعود وتؤكد إمكانية الصعود إلى السماء من خلال "سلم فضائي"، يقول تعالى: (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [الأنعام: 35]. ففي قوله تعالى: (سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ) إشارة إلى إمكانية تحقق الصعود من خلال السلّم.
والعجيب أنه لفتت انتباهي مقالة جاءت تحت نفس العنوان: "سُلَّم إلى السماء Stairway to heaven " فقد أكد الباحثون أن الصعود إلى السماء من خلال سلّم يتم تركيبه هو أمر ممكن علمياً، ولا غرابة في ذلك!
فقد كشف العلماء أنهم يعملون منذ أعوام على تطوير مصعد يماثل ذلك المستخدم في الأبنية العادية، لكنه مخصص لنقل ركاب من الأرض إلى محطات ومركبات في الفضاء، مشددين على أن ذلك سيفتح الباب أمام حقبة جديدة في تاريخ العالم، يمكن خلالها تناول طعام العشاء أو حضور السينما في محطات فضائية!!
وذكر العلماء أن تطوير هذا النظام - الذي كان حتى فترة قريبة من بنات أفكار الخيال العلمي- ممكن خلال سنوات قليلة مقبلة، سيتمكن بعدها البشر من الوصول إلى الفضاء بصورة أسرع وأرخص وأكثر أمناً من وسائل النقل الحالية المتمثلة في الصواريخ.
وقال ديفيد سميثرمن، المهندس في مركز جورج مارشال للأبحاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إن البحث في تطوير هذا النظام جائر علمياً، وإن كان هناك بعض العقبات الواجب تجاوزها. فالفكرة تعتمد على فرضيات بسيطة، أولها أن الأقمار الصناعية أو المحطات الفضائية يمكن تثبيتها في الفضاء عند نقطة معينة، وبالتالي يمكن مد أسلاك منها إلى سطح الأرض، وستثبت تلك الأسلاك في مكانها بالاعتماد على قانون "القصور الذاتي" الفيزيائي.
http://www.kaheel7.com/userimages/Space_Lift_1.JPG
http://www.kaheel7.com/userimages/st.space.elevator3.JPG
يقول العالم الأمريكي "ديفيد سميثرمن" إن أبحاث بناء مصعد فضائي مهمة للغاية، لأنها تتيح لها بناء جسر مع الفضاء عوض شحن كل ما نرغب به عبر الصواريخ. والعقبات التي تعترض تطوير هذا النظام ما تزال كبيرة، أبرزها عدم وجود مادة معروفة قوية لدرجة تتيح استخدامها في بناء أسلاك ستحمل الأوزان الثقيلة من الأرض إلى الفضاء، علماً أن طول الأسلاك قد يصل إلى 22 ألف كيلومتر.
ويحتاج العلماء إلى تطوير مادة خفيفة للغاية وأقوى بـ25 مرة من المواد المعروفة حالياً على الأرض. وهناك مشاكل لابد من معالجتها مثل حماية المصعد والأسلاك من حطام المركبات والأقمار الصناعية الذي يطوف في مدار الأرض، إلى جانب الكلفة الباهظة للنظام، والتي قد تصل إلى 20 مليار دولار. ويمكن إنجازه خلال عشر سنوات من الآن!
وتجدر الإشارة إلى أن وكالة ناسا عرضت مبلغ مليوني دولار لمن يقدم دراسة عملية لمشروع "المصعد الفضائي" وهذا يعني أن الأمر مأخوذ على محمل الجد، وهناك علماء يدرسون بالفعل هذا المشروع... الذي طرحه القرآن قبل أربعة عشر قرناً!!!
http://www.kaheel7.com/userimages/carbon_nanotube2.JPG
http://www.kaheel7.com/userimages/spaceelevator1.JPG
سوف يستخدم العلماء تقنية النانو فيما يسمى nanotubes أي أنابيب دقيقة مصنوعة من الكربون، وهي أقوى من الفولاذ بمئة مرة. ولكي نتصور مدى دقة هذه الأنابيب فإن كل خمسين ألف أنبوب يساوي سمك شعرة واحدة فقط! والطريقة التي ستستخدم هي مدّ حبال من هذه الأنابيب من الأقمار الاصطناعية المثبتة في الفضاء باتجاه الأرض، ويمكن التسلق عليها والارتفاع بشكل آلي أشبه بإنسان يتسلق على سلّم، ولكن هذا السلم يمتد لـ 35000 كيلو متر!!
إن نقل كيلو غرام واحد إلى الفضاء الخارجي بالطريقة التقليدية (الصواريخ) يكلف ثمانين ألف دولار، بينما بطريقة السلّم الفضائي سوف تكلف 200 دولار فقط. ومن الفوائد الكبيرة لمصعد الفضاء تزويد الأرض بطاقة كهربائية لا تنفذ من خلال استثمار أشعة الشمس في الفضاء وتحويلها إلى كهرباء وإمداد الأرض بها. ومن الفوائد إزالة النفايات النووية والتخلص منها إلى الفضاء الخارجي لعدم تلويث الأرض.
إن عرض السلم سيكون بحدود متر واحد، ولكن سماكته نصف سنتمتر. وسوف يحمل في كل مرة بحدود 20 طن، ويرفعها للفضاء الخارجي. وقد عرضت اليابان مبلغ خمسة مليارات دولار لهذا المشروع، ويقول البروفسور Yoshio Aoki مدير جمعية المصعد الفضائي في اليابان، إن هذا المشروع ممكن التحقيق إذا توافرت لدينا مادة قوية جداً ومرنة جداً من أجل بناء هذا السلم الفضائي.
أحبتي في الله! ربما يقول بعض المشككين إن فكرة الصعود في سلم إلى السماء مطروحة من قبل نزول القرآن، وعلى عادة المشككين يقولون: إن محمداً صلى الله عليه وسلم اقتبس هذه الفكرة ممن سبقه. ولكي لا ندع مجالاً للشيطان فإن العلماء يؤكدون أن كاتب الخيال العلمي Arthur C Clarke هو أول من طرح فكرة الصعود إلى السماء عبر السلم الفضائي وذلك عام 1979 من خلال كتابه The Fountains of Paradise (المقالة موجودة على موقع مجلة Telegraph) ...
لذلك فإن القرآن قد سبق هذا العالم بأربعة عشر قرناً كاملة إلى طرح فكرة المصعد الفضائي في قوله تعالى: (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ) بل إن الآية الكريمة تطرح فكرة جديدة وهي حفر نفق داخل الأرض يمكن أن يصل لأعماق كبيرة جداً قد يسهّل عملية السفر والتنقل بين القارات...
وأخيراً
ينبغي أن يعلم الجميع أن كل ما يطرحه القرآن هو الحق ولا يوجد في القرآن "خيال علمي" أو أساطير أو أوهام كما يدعي بعض المشككين. فالقرآن ذكر كلام النملة وبالفعل أثبت العلماء أن النمل يصدر ترددات صوتية يتخاطب بها، والقرآن تحدث عن احتمال الكذب عند الطيور وبالفعل كشف العلماء أن بعض الطيور تكذب!
والقرآن تحدث عن أمواج عميقة في البحر، وجاء العلم وكشف هذه الأمواج بدون أي شك، والقرآن تحدث عن وجود دخان في الكون، وبالفعل اكتشف العلماء هذا الدخان... وهكذا لم يتحدث القرآن عن شيء إلا وثبُت صدقه عاجلاً أم آجلاً.
ولذلك يا أحبتي فإن القرآن عندما يحدثنا عن حالة الضيق التي يعاني منها شخص يصعد في السماء، هذا المثال لم يكن من خيال محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو مثال واقعي من الممكن أن يتحقق... يقول تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 125].
وهذا يقودنا إلى طريقة جديدة في البحث، فكل الأمثلة التي ضرها الله في القرآن هي أمثلة حقيقية وقابلة للتطبيق، ولذلك فإن القرآن يفتح أمانا أبواباً جديدة للبحث. فكل ما جاء في القرآن واقعي ممكن التحقق. فعلى سبيل المثال يقول تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. والسؤال: هل قسوة القلب مجازية أم حقيقية؟
إننا نقول إنها قسوة حقيقية، ولو أُجريت قياسات دقيقة على قلوب مؤمنين وقلوب ملحدين، سوف نرى الفرق واضحاً، لأن قلب المؤمن يكون ليناً كما قال تعالى: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ) [الزمر: 23].... وهكذا مئات الأمثلة.
ونقول: إن المصعد الفضائي عندما يتحقق (إن شاء الله) فهذا يعني أن القرآن هو أول كتاب يتحدث عن مثل هذا الإنجاز العلمي، وتجدر الإشارة إلى أن شكل هذا السلم لابد أن يكون متعرجاً وليس مستقيماً، لأن الله تعالى يقول: (يَعْرُجُونَ) أي يصعدون بخط منحنٍ ومتعرج، والله أعلم، وستكون هذه معجزة قرآنية تشهد بصدق هذا الكتاب العظيم، نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع وأن يبصّرنا بهذا القرآن، إنه على كل شيء قدير.

MAGIC7
2010-08-22, 08:07 PM
http://i32.tinypic.com/r10u9j.gif


الألماس في الفضاء



في مقالة بعنوان Diamonds in Space وجد العلماء أن الألماس موجود في الفضاء بكميات كبيرة جداً، وهو يتشكل على الأرض في درجات الحرارة والضغوط العالية. ولكنه يتشكل في الفضاء تحت ظروف مختلفة، حيث درجات الحرارة منخفضة جداً (240 درجة تحت الصفر) والضغط شبه معدوم! طبعاً الألماس ببساطة هو نفسه عنصر الفحم الذي نعرفه، ولكنه يختلف عن الفحم العادي أن ذراته تتوضع بطريقة خاصة لتمنحه الصلابة والبريق.

http://www.kaheel7.com/userimages/752727.jpg

في هذه الصورة التخيلية نرى حبيبات الألماس الصغيرة جداً تسبح بالقرب من أحد النجوم. وسبحان الله حتى السماء لم يتركها الخالق تبارك وتعالى، فزينها بالنجوم وزينها بالألماس!! وهنا أتذكر قوله تعالى مخاطباً المشككين: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ق: 6]، ومعظم حبات الألماس توجد بالقرب من النجوم الحارة وكأنها تزينها.

وفي هذه الآية يتجلى معنى جديد لكلمة (وَزَيَّنَّاهَا) التي تعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه السماء، فكما أن الألماس هو زينة للنساء، كذلك هو زينة للسماء، والله أعلم!

http://i50.tinypic.com/2w57pxt.gif

MAGIC7
2010-08-22, 08:08 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif

السماء والجاذبية



http://www.kaheel7.com/userimages/gravity-sky-1.JPG

لو درسنا جميع آيات القرآن التي تتحدث عن السماء لوجدناها مطابقة لما نراه اليوم رؤية يقينية لهذا الكون الواسع، ماذا يدل ذلك؟ لنقرأ ....





يقول عز وجل: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) [الروم: 25]. في هذه الآية إشارة قوية إلى الجاذبية، وكما نعلم فإن الجاذبية لم يتم اكتشافها إلا في القرن العشرين، وتبين أن قوى الجاذبية تربط أجزاء الكون فلا يتفكك أو ينهار. وفي عام 1912 أعطى آينشتاين تفسيراً علمياً لسرّ ترابط الكون من خلال أمواج الجاذبية.

ولكن القرآن تحدث عن هذا السر قبل أربعة عشر قرناً في قوله تعالى: (أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) فقوى الجاذبية هي مخلوق من مخلوقات الله يعمل بأمر الله، فالسماء والأرض وكل محتويات الكون لا يمكنها القيام والاستمرار والتماسك إلا بوجود هذه القوى الجاذبة، وهي أمر من عند الله تعالى.

http://www.kaheel7.com/userimages/gravity-sky.JPG

وفي هذه الصورة نرى "سديم النسر" وهو مجموعة من النجوم حديثة الولادة، وغيوم من الدخان الكوني، إنه بناء محكم. وفي مركز الصورة نرى ما يسميه العلماء "Pillars of Creation" أعمدة الخلق. والعلماء يتحدثون عن أعمدة من الجاذبية لا تُرى، ويمكن أن نتذكر قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) [الرعد: 2].

فكثير من الآيات تشير إلى حقيقة الجاذبية الكونية، وهذه النجوم لا يمكن أن تتماسك لولا قوة الجاذبية. والعلماء من غير المسلمين يعتبرون أن قوة الجاذبية وُجدت هكذا بمجرد المصادفة، ولكن القرآن يحدثنا عن قدرة الله تعالى وتسخيرة لقوة الجاذبية لإمساك هذه النجوم، يقول عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41].

كذلك فإن العلماء يتحدثون في أبحاثهم عن "أبنية كونية عملاقة" تتألف من المجرات والقرآن سبقهم للحديث عن هذه الأبنية وسماها "البروج" يقول عز من قائل: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) [الحجر: 16].... وهكذا عشرات الآيات تأتي مطابقة لما يراه العلماء اليوم بأحدث التلسكوبات.

ونقول لأولئك المشككين: بالله عليكم هل يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم وهو نبي أمي أن يقدم وصفاً دقيقاً للكون كما نراه اليوم؟ إن هذه الآيات هي دليل صادق على أنه نبي مرسل من عند الله تعالى، وأن كل كلمة في هذا القرآن هي الحق من عند الله، وأذكر في هذا المقام قوله تعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) [يونس: 53].

ملاحظة:

لفت انتباهنا أحد الإخوة جزاهم الله خيراً إلى أن الجاذبية هي اكتشاف إسلامي وليس غربي! وهذا ما نراه واضحاً في كلام البغدادي الذي تحدث عن قوانين الجسم المقذوف والسقوط الحر فقال: "فكذلك الحجر المقذوف فيه ميل مقاوم للميل القاذف؛ إلا أنه مقهور بقوة القاذف؛ ولأن القوة القاسرة عرضية فيه، فهي تضعف لمقاومة هذه القوة والميل الطبيعي ولمقاومة المخروق.. فيكون الميل القاسر في أوله على غاية القهر للميل الطبيعي، ولا يزال يضعف ويبطئ الحركة ضعفًا بعد ضعف وبطئًا بعد بطء حتى يعجز عن مقاومة الميل الطبيعي، فيغلب الميل الطبيعي فيحرك إلى جهته".

وهذا يشير بوضوح إلى أن البغدادي يتحدث عن تأثير الجاذبية الأرضية. وكذلك تناول عدد من علماء المسلمين موضوع تسارع الجاذبية الأرضية مثل الخازن في كتابه "ميزان الحكمة"، وهذا يدل على سبق علماء المسلمين للغرب في هذا المجال.




http://sub3.rofof.com/img5/012uqwft11.jpg

MAGIC7
2010-08-22, 08:09 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif
النجم القطبي بوصلة السماء



http://www.kaheel7.com/userimages/polar-star-0.JPG

كم من النعم من حولنا ولا ندركها ولا نحمد الخالق عز وجل عليها، ومن هذه النعم نعمة النجم القطبي وهو نجم عجيب... لنقرأ ونتأمل....


من رحمة الله تعالى بنا أنه سخر كل شيء لخدمتنا، فسخر الأنهار والبحار والنباتات والحيوانات... وحتى النجوم سخرها لنا كوسيلة للتوجه ومعرفة الاتجاهات. ومن الأشياء التي سخرها الله لنا النجم القطبي.
http://www.kaheel7.com/userimages/polar-star-1.JPG

هذه صورة لنجم القطب الذي طالما اهتدى به الناس في ظلمات البر والبحر. يقول العلماء إن النجم القطبي (A) هو نجم عملاق ويبث ضوءاً يفوق ضوء الشمس بألفي مرة، ولكن هذا النجم ليس وحيداً إنما خلق الله له نجماً قزماً (Ab) قريباً منه ليؤنس وحدته، ونجماً آخر بعيداً عنه (B)، ولذلك فهو يشكل منظومة ثلاثية تدور وتسبح بنظام رائع!

هذا النجم يبعد عنا مسافة تقدر بـ 430 سنة ضوئية، أي أن الضوء الصادر من هذا النجم يستغرق 430 سنة حتى يصل إلى الأرض، ولو فرضنا أن هذا النجم انفجر اليوم فلن يرى سكان الأرض هذا الحدث إلا بعد مرور 430 سنة!
http://www.kaheel7.com/userimages/polar-star-2.JPG

صورة للنجم القطبي ويظهر قريباً من النيزك في هذه اللقطة، وهذا النجم نراه في جهة الشمال دائماً، وقد سخره الله للبشر طيلة آلاف السنين كبوصلة أثناء رحلاتهم في الليل سواء في الصحراء أو في البحار.
لقد سخر الله لهذا النجم مساراً محدداً يتوافق مع حركة دوران الأرض أي أن النجم يقع على محور دوران الأرض وبالتالي لا نراه يدور حول الأرض مثل بقية النجوم بل نراه ثابتاً (مع العلم أنه يتحرك مثله مثل بقية النجوم)، وقد اختار الله له المسافة الصحيحة عن الأرض ليُرى بوضوح في الليل، واختار له حجماً مناسباً وقوة إشعاع مناسبة ولولا ذلك لم يتمكن البشر من رؤيته والاهتداء به لآلاف السنين!!
كل هذه الصفات جعلت من هذا النجم بوصلة في السماء يهتدي بها البشر ويعرفون الاتجاهات وبخاصة أثناء السفر في البحر، وحتى يومنا هذا يستخدم علماء الفلك هذا النجم لتحديد مواقع النجوم الأخرى ويستخدمه الطيارون ورواد الفضاء أيضاً... وهذه النعمة العظيمة حدثنا عنها الله تعالى، يقول تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) [النحل: 16]، فهل نقدّر هذه النعم العظيمة؟ وسبحان الله! على الرغم من هذه الآيات الواضحة نجد من ينكر نعمة الله ويجحد وجود الخالق العظيم، ولذلك قال تعالى في الآية التاليةhttp://www.sohbanet.com/vb/images/smilies/frown.gifأَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 17-18]
http://img512.imageshack.us/img512/5513/is0041lw9.gif

MAGIC7
2010-08-22, 08:11 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif

والليل إذا يغشى

http://www.kaheel7.com/userimages/night-000.JPG
من خلال الصور سوف نكتشف دقة كلمات القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) ونرى عظمة الخالق تتجلى في كلمات كتابه، لنقرأ ونتأمل....







يقول تبارك وتعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) [الليل: 1-2]. سؤال يخطر بالبال: لماذا جاء هذا النص الكريم بهذا الشكل؟ بكلمة أخرى: لماذا استخدم الله مع الليل كلمة (يَغْشَى) ومع النهار كلمة (تَجَلَّى)، وهل توجد معجزة وراء ذلك؟
والجواب أن الأساس في الكون هو الظلام، وأن النهار هو حالة خاصة، ويؤكد العلماء أن معظم الكون يغشاه الظلام، ونسبة الضوء أو النهار في الكون أقل من 1 % من حجمه! ولذلك فإن الليل يغشى كل شيء في الكون، أما النهار فهو ينجلي في أماكن محددة من الكون.
http://www.kaheel7.com/userimages/night-001.JPG


صورة لمجرة تسبح في الكون ويغشاها الظلام من كل جانب، بل إن الظلام يغشى الكون بالكامل، ونسبة الضوء الذي نراه في الكون أقل من 1 بالمئة! إن شمسنا تنتمي لمجرة تشبه المجرة التي نراها في الصورة.

انظروا كيف أن الظلام يحيط بهذه المجرة ويغشاها، وعندما نبتعد عن هذه المجرة تظهر مثل نقطة باهتة في الظلام السحيق، انظروا معي إلى هذه المجرات البعيدة والتي يغشاها الظلام من كل جانب:
http://www.kaheel7.com/userimages/night-002.JPG


صورة لعدد من المجرات (وكل مجرة تحوي مئات المليارات من النجوم) هذه المجرات تسبح بنظام دقيق، ويغشاها الظلام ويشكل أكثر من 99 % من الجزء المدرك من الكون.
ولذلك فإن وجود هذا القسم بالليل وبهذه الصياغة: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)، هو دليل على أن صاحب هذا القسم يرى الكون من فوق، أي هو خالق الكون عز وجل. والدليل على ذلك أن الناس في زمن نزول القرآن لم يكونوا يفرقون بين الليل والنهار علمياً.
فكما نعلم فإن النهار هو الضوء وهو عبارة عن "فوتونات" بينما الظلام هو غياب هذه الفوتونات الضوئية. وبالتالي فإن القرآن عندما يستخدم كلمة (يَغْشَى) مع الليل فهذا استخدام صحيح علمياً لأن الليل بالفعل يحيط بالضوء من كل جوانبه. بينما نجد أن هذه الكلمة لا تُستخدم مع النهار أبداً، أي أن الله تعالى لم يقل "والنهار إذا يغشى" بل قال: (وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) ليدلنا على أن النهار أو الضوء يزيح الظلام ويبعده ويأخذ مكانه، وهذا بالضبط ما يحدث. إذاً كلمات القرآن دقيقة من الناحية العلمية.
http://www.kaheel7.com/userimages/night-003.JPG


صورة بالأبعاد الحقيقية للأرض والقمر، تأملوا معي كيف أن الظلام يغشى الحجم الأكبر وبالتالي يناسبه كلمة (يغشى)، أما الضوء (أو النهار) فلا يشغل إلا مساحة صغيرة جداً، وبالتالي تناسبه كلمة (تجلى).
وتحضرني قصة طريفة عن دقة كلمات القرآن عندما جاء أحد الملحدين الغربيين إلى عالم مسلم وقال له إن كتابكم يحوي خطأً كبيراً؟ فقال له العالم المسلم ما هو؟ فقال: إن كتابكم يقول: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]، وقد جعل الله لنا سبيلاً عليكم فنحن نتفوق عليكم في جميع المجالات ونسيطر عليكم وعلى أمم الأرض سيطرة تامة؟
فقال العالم المسلم: صدق الله سبحانه وتعالى! فأنتم كفار ونحن مسلمون ولسنا بمؤمنين!! ولو كنا مؤمنين حق الإيمان لما استطعتم أن تسيطروا علينا!! ولو أن الله تعالى قال: " على المسلمين" لكان كلامك صحيحاً ، ولكنه قال: (عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) والمسلمون اليوم كثير، ولكن المؤمنين قليل!
وهكذا لو تأملنا أي كلمة في كتاب الله تعالى لوجدنا أنه لا يمكن إبدالها بأي كلمة أخرى، وهذا دليل مادي على أن هذا القرآن ليس كلام بشر، يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].

MAGIC7
2010-08-22, 08:12 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif


نظرية التطور الكوني: رؤية جديدة للزمن والقوانين الكونية

http://www.kaheel7.com/userimages/time-law-space-0.JPG
بعد رحلة طويلة مع كتاب الله تعالى تدبراً ودراسة تبين لي أن الكون ليس كما ينظر إليه العلماء اليوم، بل هناك أشياء كثيرة تحتاج لرؤية جديدة... نرجو الاطلاع على هذا البحث الهام....



مقدمة
نقدم لإخوتنا القراء رؤية جديدة للزمن والكون والقوانين الفيزيائية التي وضعها الله لتنظم هذا الكون وتحفظ توازنه. وأود أن أخبركم في البداية بأن هذه النظرية مستوحاة بالكامل من القرآن الكريم وهي في معظمها تنقد الأفكار السائدة اليوم والتي يعتبرها العلماء ثوابت كونية.
فبعد رحلة طويلة مع كتاب الله تعالى تبين أنه لا وجود لشيء ثابت في الكون، ومن هنا بدأت فكرة البحث، فالزمن يتغير ويتطور باستمرار، والقوانين الفيزيائية تتغير وتتطور، والمادة أيضاً تتغير وتتطور. وهذا يتفق مع قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) [الروم: 8]. ثم يقول بعد ذلك: (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الروم: 11].
وبناءً على هذه الآية فإن الخلق يبدأ من الصفر ثم يتطور ويتغير ثم يعود كما بدأ، أي أن هناك "دورة" كل مخلوق في الكون، والزمن هو مخلوق، والقوانين التي تحكم المادة مخلوقة، وكذلك المادة مخلوقة، وجميعها بدأت من الصفر وستعود إلى الصفر، ويبقى الله تعالى!
لقد بدأت فكرة هذا البحث منذ 19 عاماً أي في عام 1990 عندما كنتُ أحفظ القرآن الكريم وبنفس الوقت أتابع جديد الاكتشافات العلمية في علم الفيزياء، وقد استوقفني حديث عظيم للنبي عليه الصلاة والسلام يؤكد أن المسافة التي تفصلنا عن السماء الدنيا هي مسيرة 500 سنة، وبين كل سماء والتي تليها مسير 500 سنة.
ولكن الأرقام التي كنتُ أقرأها حول المسافة التي تفصلنا عن المجرات كانت أكبر من ذلك بكثير، حيث يعتقد العلماء اليوم أن في الكون مجرات يستغرق ضوؤها حتى يصل إلينا أكثر من 20000000000 (عشرين ألف مليون) سنة! ومن هنا نشأت فكرة لدي تقول: إن سرعة الضوء غير ثابتة بعكس ما يعتقده العلماء بناء على النظرية النسبية، ومن ثم تطورت الفكرة فوجدتُ أن القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون (مثل قانون التجاذب الكوني وغيره) هي أيضاً غير ثابتة.
وبعد ذلك تطورت هذه الفكرة لأصل إلى نظرية ملخصها أن المسافات الكونية الكبيرة ليست كالمسافات الصغيرة، أي أن هناك تغيراً في المكان أو الفضاء، بحيث أننا لا يمكن أن نستمر في قياس المسافة إلى ما لا نهاية، بل هناك مسافة محددة يتوقف عندها الكون، وهناك زمن محدد لا يمكن تجاوزه، وهناك سرعة محددة في الكون لا يمكن تجاوزها.
النظرية الجديدة المستنبطة من القرآن والسنة
طبعاً يا أحبتي لدينا الكثير من الأفكار الإبداعية وكذلك الكثير من الشباب المسلمين، ولكن وبسبب "تخلفنا العلمي" لا نملك وسائل عرض هذه الأفكار إلا من خلال المجلات العلمية الغربية التي تقوم على الإلحاد أصلاً، وهذا لا يتفق مع مبادئ ديننا الحنيف، فأنا مثلاً أرفض أن أطرح أي بحث علمي إذا لم يرتبط بقدرة الله تعالى وبأن القرآن هو الأصل وأنه لا يمكن الفصل بين العلم والدين أبداً. وبسبب ذلك لا نجد من يتبنَّى مثل هذه النظريات المستمدة من القرآن والسنة!!
ولذلك فإنني أقدم هذه النظرية اليوم ليتأكد كل من ينتقد الإعجاز العلمي أننا لا نجلس وننتظر الغرب حتى يكشف الحقائق، بل نسعى ونحاول ونجاهد في اكتشاف هذه الحقائق حسب الإمكانيات المتوافرة لنا، والقاعدة التي نعتمد عليها هي آيات القرآن الثابتة، على عكس علماء الغرب الذين لا يملكون أي قاعدة للبحث سوى ما يرونه ويلمسونه.
النظرية الجديدة تتألف من ثلاثة أجزاء تتعلق بالمكان والزمن والقوانين كما يلي:
تطور الزمن
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الزمن قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض)، وفي هذا الحديث إشارة مباشرة وقوية إلى أن الزمن يتغير وليس ثابتاً، ولكن ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن "تيار الزمن" يجري بسرعة متغيرة مع مرور السنين، ويمكن أن طرح بناءً على الحديث الشريف، نظرية "دورة الزمن" أي للزمن دورة يتكرر فيها تشبه دورة الماء على الأرض (الدورة الهيدرولوجية).
ولكن الدورة الهيدرولوجية تتكرر كل عام، أما "دورة الزمن" فتتكرر عبر مليارات السنين. وهذا يعني بالنتيجة أن سرعة الضوء ليست ثابتة كما يعتقد العلماء (300 ألف كيلو متر في الثانية)، بل تتغير باستمرار مع مرور الزمن. لأننا مثلاً لا يمكن أن نسير بالسيارة بسرعة مئة كيلو متر فجأة، لابدّ أن نبدأ من الصفر ثم نسرع ثم نبطئ ونتوقف! وكذلك الضوء عندما خلقه الله تعالى بدأ بسرعة تساوي صفراً ثم تطورت حتى وصلت إلى السرعة التي نراها اليوم، ثم ستتباطأ حتى الصفر.
ولكي نفهم هذه النظرية ينبغي أن ننظر إلى الزمن على أنه "كائن حي" له بداية وله نهاية!! وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في آية عظيمة: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) [الأنعام: 2]. فالأجل هو الزمن، فكما أن الله تعالى حدَّد لكل مخلوق أجلاً كذلك حدَّد للزمن أجلاً ينتهي ويتوقف عنده، وذلك يوم القيامة، حيث إما خلود في النار أو خلود في الجنة.
ومن هنا يمكن أن نقول إن الزمن بدأ من الصفر عند بداية خلق الكون، ثم تسارع حتى وصل إلى السرعة القصوى، ثم بدأ بالتباطؤ حتى يصل إلى الصفر من جديد، وهذه هي الفكرة الجديدة التي أود أن أطرحها من خلال هذا البحث. وبالتالي فإن سرعة الضوء في بداية خلق الكون كانت صفراً، ثم تسارعت حتى الحدود الحرجة، وهي الآن تتباطأ حتى يأتي زمن يتوقف الضوء عن الحركة ويتلاشى مثله مثل بقية المخلوقات في الكون، وهذا ما نجد له إشارة في قوله تعالى: (هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88].
تطور القوانين
القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون مثل قانون التجاذب الكوني، غير ثابتة أيضاً، وفي بداية خلق الكون لم يكن هناك أصلاً أية قوانين، ولكن الله خلقها مع المادة الأولية التي خُلق منها الكون (يمكن أن نقول مجازاً لحظة الانفجار الكبير، وأود أن أسميه الفتق الكوني). وبعد ذلك تطورت هذه القوانين وهي تتغير باستمرار.
ولابد أن ننظر إلى القوانين الفيزيائية على أنها "كائن حي" يتطور وأن لها دورة كذلك مثل الزمن. فعلى سبيل المثال فإن قانون الجاذبية الذي يقضي بأن أي جسمين في الكون تنشأ بينهما قوة تجاذب تتناسب عكساً مع مربع المسافة بينهما، هذا القانون ليس ثابتاً، بل في بداية الخلق لم يكن موجوداً أصلاً، وقد خلَقه الله مع المادة والزمن، وسوف يأتي زمن تزول فيه هذه القوانين، وتتلاشى وهنا نجد آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [إبراهيم: 48]. فالأرض سوف تتغير والسموات تتغير يوم القيامة.
وفي هذه الآية إشارة إلى تغير طبيعة المادة، وبالتالي تغير طبيعة القوانين التي تحكم هذه المادة مصداقاً لقوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ).
تطور المكان
لكي تكتمل هذه النظرية لابد أن نتناول "المكان"! أو ما يسميه العلماء "الفضاء" فالمكان أصلاً لم يكن موجوداً في بداية الخلق، وبالتالي نشأ من نقطة صغيرة جداً وبدأ يكبر ويتطور ولازال يتوسع وهذا ما أخبر عنه القرآن في آية عظيمة: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. وللمكان دورة خاصة به يمكن أن أسميها "دورة المكان"، أي أن المكان بدأ من الصفر وسيعود إلى الصفر وفق دورة كونية محكمة تشهد على عظمة خالقها عز وجل. وهنا تتجلى آية لطيفة يقول فيها تبارك وتعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104].

http://www.kaheel7.com/userimages/time-law-space-1.JPG

الفكرة الجديدة التي يقدمها هذا البحث هي أن كل شيء في هذا الكون متغير، وأن الله تعالى وكلامه لا يتغير. ويمكن تمثيل الكون المرئي بثلاثة محاور: الأول يمثل المكان، والثاني يمثل القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون، والثالث يمثل الزمن. وهناك معادلات تحكم تغير المكان والزمان والقوانين: القانون الأول: تغير القوانين/تغير الزمن (ق/ز)، والقانون الثاني هو: تغير المكان/تغير الزمن (م/ز). إن كل شيء في هذا الكون هو مخلوق مثله مثل الإنسان، يتطور ويتغير ثم يفنى، وهذا ينطبق على الزمن وعلى القوانين الرياضية وعلى المكان أيضاً.
المعادلات الرياضية المطلوب إثباتها
ينبغي أن نبحث عن نسبة تغير "انسياب الزمن" مع مرور مليارات السنين، ويمكن أن نضع المعادلات البسيطة التالية:
القانون الأول: نسبة تغير القوانين الفيزيائية إلى تغير الزمن.
القانون الأول: نسبة تغير المكان إلى تغير الزمن.
فإذا ما تمكَّنا من معرفة هذين القانونين فسيكون من السهل علينا إعادة حساب عمر الكون، وعمر الأرض وعمر الإنسان على الأرض وغير ذلك من الأرقام التي تم قياسها على أساس أن القوانين ثابتة لا تتغير.
http://www.kaheel7.com/userimages/time-law-space-2.JPG

يمثل هذا الشكل تغير سرعة الضوء مع مرور الزمن، حيث بدأت من الصفر ثم تطورت وتسارعت حتى تصل إلى الحدود القصوى ومن ثم تتباطأ حتى تتوقف. ونحن الآن ربما نقف بعد منتصف الطريق أي بعد السرعة القصوى في مرحلة تباطؤ الزمن حتى يتوقف يوم القيامة. إن هذا التغير لسرعة الضوء وللقوانين سوف يؤدي إلى إعادة تصحيح جميع القوانين الفيزيائية المعروفة اليوم، لمراعاة تغير الزمن وتغير هذه القوانين مع مرور الزمن.
نتائج البحث
فيما لو صحَّ هذا البحث ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني الكثير والكثير، وسوف نعدد ذلك في هذه النقاط:
1- بما أن سرعة الضوء غير ثابتة فهذا يعني أن جميع القياسات الكونية مثل حجم الكون ومواقع المجرات وسرعتها وبعدها عنا... كل ذلك سيتغير وسوف تبرز أرقام جديدة أكثر دقة من الأرقام التي بين أيدينا اليوم. أي أن عمر الكون لن يكون 13 مليار سنة كما يقدّره العلماء اليوم، بل سيكون أقل من ذلك بكثير.
2- كل الأرقام التي تحدد عمر الأرض وعمر الآثار وعمر الصخور وتاريخ وجود الإنسان وعمر الكائنات الحية... كل ذلك سيتغير وستكون هناك أرقام جديدة أقلّ من الأرقام الحالية. أي أنه سيتوجَّب على العلماء أن يدخلوا في حساباتهم الجديدة تغير القوانين الفيزيائية وتغير المكان وتغير انسياب أو تيار الزمن.
وأخيراً ربما يتساءل القارئ الكريم: هل يتفق علماء الفيزياء مع هذه النظرية، أم أن هناك ما ينقدها وأقول: بناءً على المعرفة الحالية لا يمكن نقد أو إثبات هذه النظرية، وتبقى محل اختبار ودراسة حتى نتوصل إلى الأدلة الرياضية على ذلك. ولكنني كمسلم أعتقد بها لأنها تتفق مع ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع

MAGIC7
2010-08-22, 08:13 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif
طبقات الغلاف الجوي السبعة

http://www.kaheel7.com/userimages/earths-atmosphere.jpg
هل طبقات الغلاف الجوي السبعة هي نفسها السموات السبع التي حدثنا عنها القرآن الكريم؟ سوف نصحح من خلال هذه المقالة هذا المفهوم الخاطئ....


لقد وجد العلماء أن الغلاف الجوي للأرض ليس كتلة مستمرة إنما هو طبقات بعضها فوق بعض، وكل طبقة تتميز بكثافة تختلف عن سابقتها. ولذلك فقد صنَّف العلماء طبقات الغلاف الجوي إلى سبع طبقات كما نرى في الشكل التالي. مع العلم أن الرقم سبعة له دلالات كثيرة في القرآن وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
http://www.kaheel7.com/userimages/atmosphere-7-layers.JPG

ولكن بعض الباحثين اعتبر أن هذه الطبقات هي ذاتها السموات السبع التي جاء ذكرها في القرآن الكريم. ولكن هذا الباحث غفل عن قوله تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]. والمصابيح هي النجوم، والنجوم كما نعلم تقع خارج الغلاف الجوي بل خارج المجموعة الشمسية، وأقرب نجم إلينا يبلغ بعده 4.3 سنة ضوئية، كما نرى في الشكل التالي!
http://www.kaheel7.com/userimages/alpha_centauri_9604-1-4med.jpg

ولو تأملنا المجرات في الكون نرى بأن هذه المجرات تتألف من مليارات النجوم، وهي تزين السماء أيضاً، ولذلك يمكن القول إن كل ما نراه من نجوم ومجرات هو في السماء الدنيا لأن الله يقول: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ)، أي أن هذه النجوم تزين السماء الأولى (الدنيا) أي الأقرب إلينا، وبقية السموات لا يعلم حدودها إلا الله تعالى
وخلاصة القول: إن طبقات الغلاف الجوي تقع في السماء الدنيا، ومجموعتنا الشمسية تقع في السماء الدنيا، وكل المجرات تقع في السماء الدنيا كذلك، أما السماء الثانية والثالثة والرابعة... حتى السابعة فلم نتمكن من رؤيتها بعد، ولكن قد يكشف الله للعلماء أسرار هذه السموات في المستقبل، والله أعلم

MAGIC7
2010-08-22, 08:13 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif
انفجار أقدم نجم في الكون



http://www.kaheel7.com/userimages/explode-star-old.JPG
رصد العلماء مؤخراً أحد النجوم الذي يقع على حافة الكون المرئي، وبسبب انفجار النجم فقد أمكن رؤية الأشعة الصادرة منه، ولكن هل للقرآن حديث عن ذلك؟ لنتأمل....




العلماء يرصدون أقدم نجم يمكن رؤيته حتى الآن
في سابقة لا مثيل لها، تمكن عالم الفضاء بجامعة هارفارد، إيدو بيرغر من رصد انفجارات لأشعة غاما صدرت عن نجمة عملاقة يزيد عمرها على 13 مليار سنة، مما يجعلها أقدم شيء يتمكن العلماء من رؤيته في تاريخ الكون.
وقد أشار بيرغر إلى أن الانفجار استغرق 10 ثوان فقط، بحيث تمكن العلماء من رصد الضوء الناتج عن انفجارها والذي وقع قبل 13 مليار سنة، وذلك بعد مرور 600 مليون عام على نشأة الكون.
http://www.kaheel7.com/userimages/sun-star-explode.JPG


انفجر هذا النجم قبل مرور 95 في المائة من عمر الكون الحالي، وبالتالي فهو أقدم شيء تمكن علماء الفلك من رصده حتى اليوم. إن هذا النجم المسمى GRB 090423، أكبر من شمسنا بحوالي 30 إلى 100 مرة، وعند أفوله كان قد أطلق كمية من الطاقة تتجاوز تلك الموجودة في الشمس عندنا بمليون مرة.

وقد أكد هذا الباحث أن العلماء طالما ظنوا أن بعد نشوء الكون بستمائة مليون سنة، كانت هناك نجوم عملاقة ولكن "كان يعوزنا الدليل"، وهو ما توافر الآن بعد رصدنا هذا الانفجار الذي وقع قبل هذه المدة الطويلة.
وأكد بيرغر أنه في السنوات القليلة المقبلة سيتمكن العلماء من تحديد أعمار المجرات وفي أي مرحلة من عمر الكون تشكلت، وذلك بصورة دقيقة، مما ينهي جميع الخلافات والنظريات المتباينة حول هذا الشأن.
يذكر أن الانفجار والذي استغرق 13 مليار سنة كي تصل أشعته إلى الأرض، كان قد رصد بواسطة قمر "سويفت" الصناعي التابع للإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء الأمريكية (ناسا)، وذلك في مرصد "جيمني" بهاواي.
http://www.kaheel7.com/userimages/star-exploison.JPG


انفجار النجوم هو أحد الحقائق الأكثر يقيناً في هذا الكون، وهذه النهاية للنجوم أخبرنا عنها القرآن في العديد من آياته، في زمن كان الناس ينظرون إلى الكون على أنه أزلي ولا يمكن أن يزول!
تعليق على هذا الاكتشاف العلمي
دائماً نقول إن القرآن لا يناقض العلم اليقيني، وكل ما يكشفه العلماء لابد أن نجد فيه إشارة قرآنية ما تدل على إعجاز هذا القرآن وسبقه العلمي في كل المجالات، وهو ما نحاول إثباته بالبراهين العلمية. ولذلك فإننا نلخص ما يمكن استنتاجه في نقاط محددة كما يلي:
1- إن حقيقة انفجار ونهاية النجوم تحدث القرآن عنها في زمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن هذا الموضوع، بل كان الاعتقاد السائد أن الكون وُجد هكذا منذ الأزل وسيبقى هكذا بنجومه وكواكبه وشمسه وقمره. ولكن القرآن صحح ذلك في قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) [النجم: 1-2]. وقوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88].
ويقول أيضاً: (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) [المرسلات: 8]. وفي آية أخرى يقول عز وجل: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) [التكوير: 1-2].
2- يقول العلماء إن هذا النجم انفجر قبل 13 مليار سنة (طبعاً هذه حسابات بشرية والرقم الحقيقي لا يعلمه إلا الله تعالى)، ولذلك فإن العلماء لا يمكنهم معرفة موقع هذا النجم وأين مصيره، ولذلك فقد أقسم الله تعالى بمواقع النجوم وهو قَسَم عظيم فقال: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ) [الواقعة: 75-77].
3- يقول العلماء إن هذه النجوم كانت وسيلة في الماضي لهداية البشر إلى التوجه أثناء الليل في ظلام الصحراء أو البحر، ولكنهم اليوم يستخدمون هذه النجوم للهداية إلى حقيقة الكون وتاريخه وكيفية نشوئه، وهنا يتجلى معنى جديد لقوله تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) [النحل: 16].
4- يؤكد العلماء أنه لولا هذه النجوم لم يكن بالإمكان معرفة حقيقة وبداية نشوء الكون، ولذلك فإن هذه النجوم مسخَّرة للدراسة والبحث والاكتشاف، ولذلك قال تعالى: (وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54]. فالنجوم مسخرة لهداية البشر في الليل، ومسخرة لهم لمعرفة أسرار الكون
5- في رحلات الفضاء وبخاصة بعيداً عن كوكب الأرض تفشل جميع الوسائل في التوجه، ولا يمكن التوجه إلا بالاعتماد على النجوم ومواقعها، ولذلك تبقى هذه النجوم وسيلة للتوجه في الفضاء الخارجي مهما تطورت وسائل العلم، وهنا نجد معنى جديداً لقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [الأنعام: 97].

MAGIC7
2010-08-22, 08:14 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif
بغير عمد ترونها



http://www.kaheel7.com/userimages/galaxy_universe.JPG
هل هناك أعمدة غير مرئية تربط أجزاء الكون وهو ما تحدثت عنه الآية الكريمة؟ وهل يمكن أن تكون هذه الأعمدة هي قوى الجاذبية؟ لنتأمل....


يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) [الرعد: 2]. وهنا أود أن أتوقف مع كلمة (عَمَدٍ) وهي الأعمدة التي تقوم عليها السماء، ولكن ما هي السماء؟ السماء هي كل شيء من فوقنا. وتمتد من الغلاف الجوي للأرض حتى آخر مجرة في الكون. والذي ينظر إلى السماء من خارج الكون يرى نسيجاً محكماً. هذا النسيج هو عبارة عن بناء لبناته هي المجرات!
http://www.kaheel7.com/userimages/universr-colomn.JPG

صورة تحاكي الكون وكأننا ننظر إليه من الخارج! ونرى مجموعات من المجرات تتوضع على خيوط، وكأنها لبنات بناء وقوى الجاذبية تربط بين هذه المجرات وتتحكم بتوزعها بهذا النظام الرائع، والذي يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى.
فكلّ خيط من خيوطه يمتد لملايين السنوات الضوئية وتتوضع عليه مئات المجرات. وجميعها تقوم على قوى الجاذبية التي خلقها الله لضمان تماسك الكون، وعدم انهياره، ولذلك نجد في هذه الآية الكريمة معجزتين:
1- نفهم من هذه الآية أن الله تعالى خلق السماوات من غير أعمدة، وبالفعل فإن الذي ينظر إلى الكون من الخارج يرى كتلاً ضخمة من المجرات ترتبط وتتحرك بنظام وكأنها مجموعة واحدة، وهذه المجرات تم رفعها وتوضعها في أماكنها المخصصة لها من دون أعمدة، بل بمجموعة قوانين فيزيائية خلقها الله وسخرها لاستمرار الكون.
2- ويمكن أن فهم الآية بطريقة أخرى: أن هناك أعمدة ولكنها غير مرئية! ويكون معنى الآية "رفع السماوات بعَمَدٍ ولكن لا ترونها" وهنا وجه إعجازي أيضاً. فقوى الجاذبية التي لا نواها هي الأعمدة التي خلقها الله، ولولاها لما استمر الكون ولما توزعت المجرات بهذه الطريقة
وسبحان الله! كيفما فهمنا الآية يبقى الإعجاز مستمراً، وهذا يدل على أن هذه الآية تنزيل من حكيم خبير: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. بينما نجد في الكتب التي كانت سائدة زمن نزول القرآن معلومات كونية خاطئة. فقد كان الاعتقاد السائد أن الأرض تقوم على سلحفاة أو حوت أو ثور... ولم يكن لأحد علم بوجود أعمدة غير مرئية تربط أجزاء الكون وهي قوى الجاذبية!

http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/26720/31302/392556.gif

MAGIC7
2010-08-22, 08:15 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif
نجم يهوي في قلب المجرة

http://www.kaheel7.com/userimages/falling_star_00.JPG
رصد العلماء نجماً يهوي في قلب المجرة، وربما نجد إشارة قرآنية رائعة في قوله تعالى: (والنجم إذا هوى) لنقرأ ونتأمل ....



بدأ علماء الفضاء والمجرات في فحص معلومات جديدة قادمة من وسط المجرة التي تضم الكرة الأرضية، وهي معطيات أولية قد تلقي مزيداً من الضوء على مركز هذه المجرة العملاقة. وشرع العلماء في تحليل تلك المعلومات المثيرة التي تم الحصول عليها من مراقبة مستمرة ومدروسة عبر تلسكوب الجوزاء الشمالي الضخم الموجود في مرصد بجزر هاوائي الأمريكية في المحيط الهادئ
وتظهر هذه الصور المثيرة نجما يهوي في سحابة كونية بالغة الضخامة موجودة في قلب مجرة درب التبانة، ويعتقد العلماء أن الكشوف التي أتت بها هذه الصور الجديدة قد تغير الفهم الحالي عن قلب هذا المجرة.
وكان النجم الغريب الأطوار، المصنف باسم آي أر أس 8 العلمي، في نظر العلماء مجرد كتلة غازية متجمعة حتى اقترب منها تلسكوب الجوزاء، حيث أظهرت التقنيات البصرية المستخدمة فيه أن هذا الشكل هو لنجم يهوي في سحابة من الغاز والغبار الكوني قريبة من مركز المجرة!!
ويعتبر الكشف عن هذا النجم بمثابة فتح في جهود فهم طبيعة مركز المجرة من خلال معرفة العلماء للكيفية التي تتحرك بها النجوم والغازات الكونية نسبة لبعضها البعض، كما أن الدراسة المكثفة لمكونات سحب الغازات والظروف والشروط المناخية التي تحيط بالنجم ستعني أن أسلوباً علميا جديداً في البحث عن تفاصيل قلب مجرة درب التبانة سيتطور لاحقاً.
ومركز المجرة يعد في أعين العلماء مكانا غريباً ومثيراً، فمن الممكن مراقبة حلقات من الغازات الكونية وهي تدور حول نفسها، وكذلك نجوم ترتحل بسرعات عظيمة حول ثقب أسود غاية في الضخامة بالمقاييس الكونية.
http://www.kaheel7.com/userimages/falling_star_01.JPG
صورة لنجم لامع جداً يتحرك في الفضاء الواسع، ويقول العلماء إن جميع النجوم تتحرك بسرعات كبيرة، حيث لا يوجد نجم ساكن، كما كان الاعتقاد في الماضي، بل كما قال تعالى (كل في فلك يسبحون)، فسبحان الله! مصدر الصورة NASA
http://www.kaheel7.com/userimages/falling_star_02.JPG


صورة للمجرة اللامعة M101 ويقول العلماء إن الكون يحوي مليارات المجرات والتي بدورها تحوي مليارات النجوم، وجميع هذه النجوم تتحرك وتدور ومنها ما يهوي إلى قلب المجرة، ومنها وما يصطدم بنجوم أخرى، وهناك أشياء لا يعلمها إلا الله تعالى.

والمذهل في هذا الكشف أن القرآن قد أشار إلى حقيقة سقوط النجوم وتحركها بسرعة هائلة، يقول تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: 1-5].
وهذه الآية تشير إلى عدة خصائص تتمتع بها كل النجوم، وهي أن جميع النجوم تهوي وتتحرك بسرعات كبيرة، وكل النجوم لابد أن تستنفذ وقودها وتتهاوى على نفسها وتنفجر، ولذلك فإن كلمة (هَوَى) الواردة في الآية تعبر عن هذه العمليات بدقة.
ولذلك فقد أقسم الله تعالى بهذه الظاهرة الخفية التي لم ندركها إلا مؤخراً على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، بل كل كلمة جاء بها هي وحي من الخالق تبارك وتعالى، وكأن الله يريد أن يقول لكل من يشك بصدق رسالة هذا النبي الكريم: سوف يأتي زمن تكتشفون فيه ظاهرة سقوط النجوم وسوف تسجل مراصدكم هذه الصور لنجم يهوي، فكما أنكم لا تشكّون أبداً في صدق هذه الظاهرة الكونية العجيبة، كذلك ينبغي أن تدركوا أن قائل هذا الكلام هو الله، الذي أخبركم عن أشياء لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن!
ولذلك فإن مثل هذه الأبحاث والدراسات العلمية هي دليل مادي على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام


http://img210.imageshack.us/img210/335/123yv5.gif

MAGIC7
2010-08-22, 08:15 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif

الانهيار الكوني










اعتمد الملحدون في عقيدتهم على مبدأ مهم وهو أن الكون وُجد بالمصادفة وسيبقى إلى ما لا نهاية، فجاء القرآن لينفي هذه العقيدة ويكذب هؤلاء الملحدين ويخبرهم بأن الكون سينهار ولن يبقى إلا الله تعالى. ولذلك قال سبحانه: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88]. ويقول أيضاً: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن: 26-27].
وكلما تطور العلم اكتشف العلماء حقائق جديدة وإشارات علمية تؤكد نهاية الكون وانهياره بشكل مرعب، وهذا هو البروفسور آندريا ليندي في جامعة ستانفورد الأمريكية في قسم علوم الفيزياء وزوجته ريناتا كاوش، يؤكدان أن العالم سيتوقف عن التوسع وينهار في المستقبل القريب نسبياً. ويقول الباحثون إن النظرية الجديدة تشير إلى أن "الطاقة المظلمة" أو الغامضة التي تبدو وكأنها تدفع الكون، هذه الطاقة قد تفقد قوة دفعها تدريجياً، مما يؤدي إلى انهيار الكون، وكأن كل شيء سيقع في "الثقوب السوداء."
وهنا نتذكر نعمة عظيمة من نعم المولى جل جلاله، ألا وهي بقاء الكون متماسكاً وعدم تفككه، ولو كانت المصادفة هي التي تحكم الكون، لأدى ذلك إلى تصادمات عنيفة بين أجزاء الكون، ووقوع الحجارة والنيازك والمذنبات وغيرها على الأرض، ولكنها رحمة الله بنا، ولذلك قال تعالى: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج: 65].
يُذكر أن فريقين من علماء الفضاء اكتشفا في عام 1998 أن الكون ليس يتمدد فقط، بل أنه يتمدد بسرعة قصوى. وهذه الحقيقة أصبحت اليوم من المسلمات، وهي تنقض ادعاءات الملحدين أن الكون ثابت، وهذا ما أخبر عنه القرآن قبل أربعة عشر قرناً في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47].
وقد اعتمد الباحثون في نتائجهم المدهشة التي توصلوا إليها على ملاحظات ما يطلق عليه "السوبر نوفا" وهي النجوم المتفجرة التي يمكن مشاهدتها في الجانب الآخر من الكون. ومن أجل تفسير سر هذه الظاهرة استمد العلماء فكرة من العالم اينشتاين تقول إنه يوجد، في فضاء يبدو فارغاً، نوع من الطاقة الفارغة يشار إليها أحيانا بالطاقة المظلمة، التي تدفع كل شيء على حدة.
ويتوقع العلماء أن تنفصل المجرات عن بعضها البعض، وتصبح مثل جزر منفصلة من نجوم ميتة يصعب رؤية بعضها البعض أيضاً. أي أن النجوم ستنطفئ تدريجياً ويختفي ضوؤها وهذا ما أخبر عنه القرآن أيضاً في قوله تعالى: (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ) [المرسلات: 8-9]. فهذه الآية تؤكد أن النجوم لن تدوم إلى الأبد بل سينفد وقودها وتنخفض شدة إضاءتها تدريجياً حتى تنطمس كلياً، والتعبير القرآني دقيق علمياً لأنه يتفق مع العلم الحديث. وتؤكد الآية الثانية أن السماء ستنفرج وتتشقق وهذا ما يصرح به العلماء اليوم أيضاً.
ويقول العلماء: ستصبح مجرتنا "درب التبانة" مثل جزيرة منفصلة في بحر غير متغير من فضاء أسود تماماً في غضون 15 مليار عام القادمة (والمدة الحقيقية لا يعلمها إلا الله تعالى)، يقول عز وجل: (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) [التكوير: 2]. وهذا ما يعتقد به العلماء فيقولون: مع مرور الزمن ستنطفئ النجوم في جميع المجرات تدريجياً، تاركة مجاميع باردة من كواكب مجمدة ستبلعها "الثقوب السوداء".
ويقول العالمان من جامعة ستانفورد إن عمر الكون يقدر بـ 14 مليار عام، لذا فقد وصل الآن في مرحلة منتصف العمر. أما البروفسور ليندي فيقول: إن علماء الفيزياء يعرفون أن الطاقة المظلمة يمكن أن تكون سلبية، وأن الكون يمكن أن ينهار في المستقبل البعيد جداً، ربما في تريليونانت من الأعوام، لكننا نرى الآن أن الكون ليس في بداية دورة حياته، بل في منتصفها. ويستدرك العالم بالقول "إن الخبر السارّ هو أنه لا يزال لدينا الكثير من الوقت لنتحقق من وقوع ذلك."
وهنا أود أن أقول: إن الساعة ستأتي بغتة وسيحدث الانهيار الكوني بشكل مفاجئ، وليس كما يتوقع بعض العلماء أن الكون لا يزال أمامه مليارات السنين، لأن الله يقول: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النحل: 77]. ويقول أيضاً: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) [الأحزاب: 63].
دراسة جديدة تؤكد أن الكون مسطح
لقد تمكن علماء الفضاء الذين يعملون في تلسكوب متطور منصوب في هضبة بعيدة في الصحراء التشيلية من الحصول على أكثر الصور تفصيلاً ووضوحاً لما يعرف بأول ضوء ظهر في الكون. والدراسة التي تم من خلالها الوصول إلى هذه النتائج الصورية الباهرة توفر أول التأكيدات المستقلة للنظريات التي تتحدث عن أصل المادة والطاقة وكينونتهما. وتعتبر الصور الملتقطة أول الاختبارات العلمية التطبيقية لنظريات نشوء الكون وتطوره، وهي أول دليل علمي يفيد بأن الكون مسطح، وتهيمن عليه المادة والطاقة المظلمة.
وقد نجح التلسكوب، الذي يعرف باسم جهاز تصوير خلفيات الفضاء السحيق، في التقاط أدق وأبسط الاختلافات بين الموجات المتناهية الصغر في عمق الفضاء، أو ما يعرف لدى العلماء باسم "أصداء الانفجار (الانبلاج) العظيم". وتلك الموجات الفائقة الصغر عبارة عن إشعاعات سابقة تسبح في الفضاء منذ مدة تقدر بنحو 14 مليار عام، أي منذ ظهور أول الذرات في الكون، حسب نظرية الانفجار العظيم.
وتبيّن الخرائط المصورة للذبذبات والاختلافات أول تشكيلات الكون المحيط بنا، بمعنى أنها البذور أو الأصول الأولى للمادة والطاقة، التي تطورت وتحولت بدورها إلى ما نعرفه الآن من مئات الآلاف من التجمعات الكونية للمئات من المجرات والبرازخ والتجمعات النجمية والكوكبية. هذه التجمعات أخبر عنها القرآن وسمَّاها "البروج" يقول تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) [الحجر: 16]. وكما نعلم فإن البرج هو عبارة عن بناء ضخم ومتقن الصنع، ومثل هذه الأبنية موجودة في الكون بكثافة عالية، ويطلق عليها العلماء اسم "البناء الكوني".
يتكون هذا الجهاز الكبير من 13 تلسكوبا تعمل بالموجات الفائقة الصغر متصلة ببعضها، وهي منصوبة على ارتفاع 5080 متراً فوق سطح البحر في أكثر الصحارى جفافا في العالم، وهي صحراء أتاكاما في تشيلي. وتقول "ريتا كولويل" مديرة المؤسسة الأمريكية القومية للعلوم: إن نتائج هذه الدراسة تعتبر الأفضل والأكثر أهمية من نوعها حتى الآن "فكل صورة جديدة للكون في بدايته تزيد من معرفتنا بكيفية مولد الكون وبداياته، ومع استمرار تمدد الكون واتساعه تزداد وتتوسع معرفة الإنسان بأصل الكون وكيفية تمدده".
ويقول رئيس فريق البحث انتوني ريدهيد: "لقد رأينا، وللمرة الأولى، كيف منحت تلك البذور الأولى الحياة للمجرات والتجمعات الكونية الهائلة الحجم، وهو ما يضع النظريات التي تجتهد في إثبات كيفية نشوء الكون تحت المجهر. إن الصور الدقيقة التي التقطها هذا التلسكوب تعتبر أول الاختبارات العلمية التطبيقية لنظريات نشوء الكون وتطوره، وهي أول دليل علمي يفيد بأن الكون مسطح ببعدين فقط، وتهيمن عليه المادة والطاقة المظلمة". ونقول: إن القرآن أشار بوضوح إلى أن الكون مسطح في قوله تعالى عن نهاية الكون: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104]. وانظروا معي إلى الكلمات (نَطْوِي، السِّجِلِّ) والتي تشير إلى شكل الكون المسطح، وهذا سبق علمي للقرآن.
http://www.kaheel7.com/userimages/2124547845455.JPG


تدعم المعطيات التي توصل إليها العلماء مستفيدين من التلسكوب، وخصوصا تلك المتعلقة بتوزيع درجات الحرارة، التعديلات التي جرت على فكرة نظرية الانفجار العظيم، وهي الفكرة التي تعرف باسم "نظرية التضخم". يذكر أن فريقا من علماء الفضاء الدوليين كان قد كشف في أبريل/ نيسان من عام 2000 عن أول أدلة دامغة تدعم النظرية القائلة بأن الكون مسطح، وهو ما يعني أن خطوطه المتوازية لا تلتقي ولا تتداخل.
ومنذ ذلك الوقت واصل العلماء، مستخدمين أكثر من أسلوب للرصد والمتابعة العلمية، في تحليلاتهم لأصغر وأضعف التبدلات والتغييرات التي يمكن أن تطرأ على درجات الحرارة في الموجات الكونية الفائقة الصغر. وتساعد المعطيات والمعلومات العملية الجديدة العلماء على توسيع معرفتهم بالأسرار العصية التي تحتويها الطاقة السوداء أو المظلمة، والتي يبدو أنها تقاوم الجاذبية ولا تتأثر بها، بل وتجبر الكون على التمدد والتوسع بسرعات متزايدة باستمرار.
الكون لن يتفتت إلى أجزاء صغيرة
كشفت دراسة علمية جديدة نشرت في مجلة الطبيعة، عن واحد من أعقد أسرار الكون، إذ بينت أن كوننا مسطح وليس محدباً كما كان يعتقد. وجاءت هذه النتائج بفضل رحلة قام بها منطاد هوائي فوق القارة القطبية الجنوبية. وبالنسبة لعلماء الفلك فإن وصف الكون بأنه مسطح يعني أن القواعد التقليدية للهندسة تنطبق عليه، أي أن الضوء يسافر في خطوط مستقيمة وليست منحنية. ويميل الرأي العلمي منذ بعض الوقت إلى القول بأن الكون يتخذ شكلاً مسطحاً، لكن المعلومات الأخيرة جاءت لتضفي مصداقية أكبر على هذا الرأي.
وقد تنبأت الدراسة نفسها بأن الكون سوف يتوقف في نهاية المطاف عن التمدد طبقاً لنظرية الانفجار الكبير التي نجم عنها، لكنه لن ينهار إلى قطع صغيرة! وويقول البروفيسور بيتر أيدي أحد أعضاء الفريق الذي أجرى الدراسة: إن هذه النتيجة مذهلة للغاية، وإنها ستؤدي إلى إعادة كتابة ما ورد عن تاريخ الكون. وتحتوي المعلومات التي أوردتها الدراسة خريطة دقيقة للتوهج الباهت الذي أعقب الانفجار الكبير. وهو ما يسمى بخلفية الموجات الكونية متناهية الصغر.
ويقول العلماء إن هذه الحرارة تعادل الدفء الضئيل الذي يمكن أن ينجم عن شيء تقل درجة حرارته عن الصفر المئوي. ويسمح التنوع الصغير في درجات حرارة هذه الموجات، وهي لا تزيد عادة عن 0.1%، يسمح للعلماء باختبار أنماط مختلفة لكيفية نشوء الكون وتمدده. وقد صممت هذه الخريطة بواسطة فريق دولي يقوده البروفيسور الإيطالي باولو دي بيرنارديس الذي يعتبر رؤية بعض المكونات الٍرئيسية في حالتها الجنينية، أمراً مثيراً بالفعل.
وقد تم تصميم هذه الخريطة باستخدام تلسكوب حساس للغاية علق في منطاد هوائي على ارتفاع أربعين ألف متر فوق القارة المتجمدة. وعكف الفريق العلمي منذ انتهاء المهمة وحتى كشف نتائج الدراسة على معالجة مليار مقياس سجلها المنطاد. وكان من الممكن أن تستغرق الفترة اللازمة لحساب هذه المقاييس حوالي ست سنوات إذا تمت الاستعانة بجهاز كمبيوتر عادي، لكن فريق الدراسة استعان بالكمبيوتر العملاق في معمل الأبحاث الوطني الأمريكي -لورانس بيرلنكي- الأمر الذي اختصر زمن الحسابات إلى ثلاثة أسابيع!
وعلق "واين هو" الأستاذ في مدرسة العلوم الطبيعية الأمريكية عليها قائلاً: إن نتائج الدراسة تؤيد الرأي القائل بأن الكون مسطح في ظل كثافة عالية وأنه لا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأنه سينهار إلى قطع صغيرة. ونقول يا أحبتي إن القرآن أكد هذه الحقائق حيث أن الله تبارك وتعالى لم يتحدث في كتابه عن تفتت الكون إلى أجزاء، بل تحدث عن طيّ للكون! يقول تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) وهذا يتفق مع المشاهدات الجديدة.
إعادة خلق الكون
يتحدث العلماء اليوم عن إعادة خلق الكون كما بدأ، ويقوم العالم Neil Turok من جامعة كامبردج بوضع الأساس لنظرية جديدة تقول بأن الكثير من الظواهر الكونية تعتمد على عملية إعادة الخلق، مثل دورة الماء، ودورة المناخ، ودورة الكربون ودورة حياة النجوم ودورة الصخور وغير ذلك كثير. وهنا نجد الآية القرآنية التي تحدثنا بوضوح شديد عن هذا الأمر: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104].
ويؤكد أن هذه العملية أي عملية إعادة الكون هي عملية مناسبة وتتناسق مع النظام الكوني العام. وقد لاحظ العلماء أن هنالك تسارعاً في توسع الكون بسبب وجود المادة المظلمة التي تشكل أكثر من 96 بالمئة من مادة الكون. هنالك الكثير من الآيات التي تؤكد على إعادة الله للخلق وتكرار هذه العملية وهذا ما يتحدث عنه العلماء اليوم، يقول تبارك وتعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [العنكبوت: 19]. ويقول أيضاً: (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الروم: 11].
الانشقاق الكبير
وجد العلماء أن الكون يتسارع في توسعه، أي أن المجرات تسير بسرعة متغيرة مع الزمن، أو بمعنى آخر تتغير سرعة المجرات مع الزمن وتصبح أسرع. ويمكننا أن نتخيل سيارة تسير بسرعة 100 كيلو متر في الساعة، فهذه سرعة ثابتة. ونتخيل سيارة ثانية تسير بسرعة متزايدة تبدأ من الصفر ثم تصبح10 كيلو متر في الساعة ثم 20 كيلو متر في الساعة ثم 30 ثم 40 ثم 50 وهكذا... فهذه تسير بحركة متسارعة، وكذلك يفعل الكون في توسعه، فهو لا يتوسع بنسبة ثابتة بل متزايدة بشكل كبير.
والسؤال الذي طرحه العلماء: ما الذي يجعل هذا الكون يتسارع في حركته؟ افترضوا في البداية وجود مادة مظلمة تؤثر على المجرات وتشدها بعنف فتتسارع في حركتها، وبعد إجراء الحسابات وجدوا أن حجم هذه المادة يجب أن يكون 96 بالمئة من حجم الكون! ومن هنا بدأ العالم Robert R. Caldwell بطرح نظريته حول الانشقاق الكبير أو التمزق الكبير Big Rip فقال إن كل شيء في الكون اعتباراً من الذرات وما هو أصغر منها مروراً بالبشر والكواكب والنجوم إلى المجرات... كل شيء سوف يتمزق ويتجزَّأ إلى قطع صغيرة، ويبدأ ذلك بانشقاق كبير.
يقول روبرت كالدويل إن الطاقة المظلمة التي تملأ الكون والتي لا تزال مجهولة بالنسبة للعلماء، سوف يكون لها أكبر الأثر على انكماش الكون وتقلّصه ومن ثم النهاية المرعبة له ضمن انسحاق كبير. ولو تأملنا الآيات القرآنية نلاحظ أنها تؤكد على انشقاق الكون، يقول تعالى: (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37]. ويقول أيضاً: (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) [الحاقة: 15-16]. فالسماء القوية والشديدة ستضعف وتصبح "واهية" وهذا ما يتفق مع الدراسات الحديثة في علم الفلك. بل إن الله تعالى وبسبب أهمية هذا الحدث الكوني أنزل سورة كاملة هي سورة الانشقاق، يقول تعالى في بداية السورةhttp://www.sohbanet.com/vb/images/smilies/frown.gifإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) [الانشقاق: 1-2]، ليخبرنا بأن الكون لن يدوم للأبد، بل سيتشقق وينهار، وقد شاء الله أن يكتشف العلماء أدلة مادية على ذلك، لتكون برهاناً ملموساً للمشككين، بأن يوم القيامة آت لا ريب فيه.
http://www.alshamsi.net/islam/sign/a1.gif

MAGIC7
2010-08-22, 08:16 PM
http://img257.imageshack.us/img257/4597/66279113se3.gif
شموس تبتلع كواكبها

http://www.kaheel7.com/userimages/21548752.JPG

كشف العلماء أن الكون ليس هادئاً كما نتصور، بل هناك نجوم تنفجر وأخرى تبتلع الكواكب، على عكس النظام الشمسي المحكم، والذي يثير دهشة العلماء، وهذا ما جاء في خبر علمي، لنقرأ....



دراسات كثيرة تؤكد أن نظامنا الشمسي مميز عن بقية الأنظمة، وأن مجموعتنا الشمسية مستقرة جداً في عملها، على عكس مجموعات شمسية كثيرة، فقد عثر علماء فلك إسبان على أدلة تشير إلى احتمال ابتلاع عدد من النجوم الشبيهة بالشمس كواكبها الدائرة في مدارها، وعثر فريق من العلماء في معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري على نجم يطلق عليه إتش دي 82943 ، تنبعث في محيطه غازات من نوع نظائر ليثيوم 6 التي لا توجد عادة في الطبقات الخارجية للنجوم الشبيهة بالشمس لأنها تتلاشي في المراحل المبكرة من عملية نشوء النجوم، لكنها تبقى غير متغيرة في الكواكب. ونشر العلماء تقريرهم هذا حول الاكتشاف، الذي تمكّنوا من التوصل إليه بمساعدة مقياس طيفي حسّاس للغاية، في مجلة نيتشر العلمية البريطانية.
يؤكد الفريق العلمي أن التفسير الوحيد لوجود هذه الغازات هو أن النجم ابتلع مجموعة أو مجموعتين من كواكبه، ويعتبر هذا النجم شبيهاً جداً بالشمس، ولكنه أكبر منها قليلاً وأكثر إشعاعاً، ويقع على بعد ثماني وسبعين سنة ضوئية مما يجعله قريباً نسبياً من كوكب الأرض. وللنجم كوكبان يدوران حوله، أحدهم تبلغ كثافته ضعف كوكب المشتري، والآخر أقل منه بقليل. وقد حيرت النجوم خارج مجموعتنا الشمسية عدداً من الفلكيين منذ اكتشافهم لها عام اثنين وتسعين لأنها تدور في فلك قريب جداً من النجوم التي انبثقت عنها.
والتفسير الوحيد الممكن هو احتمال أن تكون هذه النجوم لها جاذبية دفعت عدداً من الكواكب نحو النجوم التي انبثقت عنها، وأحيانا ابتلعتها بينما دفعت عدداً آخر إلى مدار غريب الأطوار أو قذفت بها خارج النظام تماماً، وقد تم اكتشاف أكثر خمسين نظاماً خارج مجموعتنا الشمسية حتى الآن، وبينت دراسة تحليلية مقدار غرابة نظامنا الشمسي بكواكبه العملاقة مثل المشتري وزحل البعيدين عن الشمس.
ولا يعرف الفلكيون ما إذا كان اكتشافهم هذا له علاقة بكون النظم الشبيهة بنظامنا الشمسي هي نادرة حقاً أو هي مشكلة بسيطة متعلقة بالتكنولوجيا الحديثة المتوفرة لدينا القادرة على التقاط النظم الغريبة. وتشير الدراسات إلى وجود عدد كبير من النجوم التي تحوم في فلكها بقايا عناصر فضائية. وبينت دراسة لأكثر من 450 نجماً شبيهاً بالشمس احتواءها على عنصر الحديد في الجزيئات المحيطة بها أو على سطوحها، مما يدل على أن تلك النجوم قد أتخمت نفسها بابتلاع العناصر الفضائية.
http://www.kaheel7.com/userimages/sun_planets_0.JPG

رسم يمثل المجموعة الشمسية: الشمس في المركز وتدور حولها الكواكب بنظام لا يمكن أن يحدث معه أي تصادم أو خلل أو خطأ، وهذا ما يثير دهشة العلماء عندما يتأملون هذا النظام الدقيق، على عكس كثير من الأنظمة الكونية الهائجة وغير المستقرة، ويتساءلون: ما الذي يجعل مجموعتنا الشمسي مستقرة وتسلك نظاماً محدداً؟ نقول إنه الله تعالى القائل: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40].
لحظة تأمل
لقد وضع الله لنا هذا المشهد ليكون إشارة إلى رحمته عندما حفظنا على هذه الأرض، بل إن الله تعالى قد جهز الأرض بعدة طبقات مغنطيسية محيطة بها (المجال المغنطيسي للأرض) لحفظ الأرض من شر الشمس. يقول تعالى: (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل: 61]. فهذه الآية تحدثنا عن نعمة من نعمه عز وجل، وكيف هيَّأ لنا كوكب الأرض ليكون صالحاً للحياة، ووضعه في المدار المناسب حول الشمس، فلو أن الأرض كانت قريبة من الشمس لاحترقت المخلوقات على ظهرها بسبب حرارة الشمس. ولو أنها كانت بعيدة عن الشمس لماتت المخلوقات بسبب تجمدها.
وهناك نعمة أخرى أيضاً، وهي أن الله برحمته جعل النظام الشمسي مستقراً، على عكس الكثير من الأنظمة النجمية، فكل شيء يدور بنظام، لا تصادم، ولا انفجارات، ولا انحراف عن المسار الذي قدَّره الله لكل كوكب من كواكب مجموعتنا الشمسية، ولذلك يقول تعالى: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]. ويقول أيضاً متحدثاً عن نعمة عظيمة وهي أن السماء المحيطة بنا تحفظنا، وهي محفوظة بأمر الله تعالى من الانهيار أو أن تتصادم أجزاؤها، يقول عز من قائل: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32].
فمثل هذه الاكتشافات العلمية ينبغي أن تكون حافزاً لنا أو وسيلة نتذكر نعمة الخالق تبارك وتعالى، وبنفس الوقت نتذكر إعجاز القرآن عندما حدثنا عن مثل هذه النعم العظيمة. بل إن وجود هذه الآيات في كتاب الله تعالى هو أصدق دليل على أنه كتاب منزل من لدن حكيم عليم. ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو من ألَّف القرآن (كما يدعي بعض الملحدين)، فما حاجته للخوض في مثل هذه القضايا؟ ولماذا يحدثنا عن قانون كوني (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ)، ولماذا يحدثنا عن نعمة استقرار الأرض (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا)، ولماذا يحدثنا مثلاً عن نعمة الغلاف المغنطيسي (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا)... هذه الآيات تدل على أن قائلها هو الخالق تبارك وتعالى، فسبحان الله العظيم!

MAGIC7
2010-08-22, 08:17 PM
http://img257.imageshack.us/img257/4597/66279113se3.gif

لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس

http://www.kaheel7.com/userimages/galaxy_21548.JPG
لنتوقف لحظة تأمل في كوننا الذي نعيش فيه، ونقارن حجمه وعمره بأعمارنا وأحجامنا، عسى أن ندرك ضآلة هذا الإنسان المتكبر، وأنه بالفعل لا يساوي شيئاً أمام عظمة الخالق تبارك وتعالى....

إنه كون عظيم توجد فيه مسافات شاسعة لا يتصورها عقل، تتجمع فيه النجوم بشكل رائع يدل على إتقان صنع الله تعالى، وقد خلق الله هذا العدد الهائل من المجرات والنجوم ليؤكد لنا أن الله أعظم وأكبر. ولكن الملحدين يقولون إن الأرض لا تشكل إلا "ذرة" صغيرة من حجم الكون، فلماذا تُعطى هذه الأهمية في القرآن، ونقول: إن القرآن نزل ليخاطب عقولنا، ولولا الأرض لما وُجد الإنسان أصلاً!
http://www.kaheel7.com/userimages/universe_stars_galaxy.JPG
والآن لنتأمل هذه الصورة لجزء صغير من مجرتنا درب التبانة لمنطقة تسمى M13 وهي عبارة عن تجمع للنجوم يحوي أكثر من 100000 نجم، ويبعد عنا 25000 سنة ضوئية. وهذا التجمع هو واحد من 150 تجمعاً في مجرتنا. إن كل نجم من هذه النجوم هو شمس كشمسنا أو أكبر منها. هذه الشموس تقترب من بعضها إلى مركز العنقود وتصطدم وهناك نجوم تموت ونجوم تُخلق نتيجة الاصطدامات، وفق نظام مهيب لا يعلم حقيقته إلا الخالق تبارك وتعالى.
لذلك عندما نرى مثل هذا المشهد المهيب يجب أن نتذكر عظمة الخالق تبارك وتعالى، وبالمقابل نتذكر ضآلة حجمنا أمام هذا الكون! فطول الإنسان مقارنة بأبعاد الكون هو أقل من:
1 / 100000000000000000000000000
أي جزء من مئة تريليون تريليون (التريليون واحد بجانبه 12 صفراً)
أما عمر الإنسان مقارنة بعمر الكون فيبلغ أقل من:
1 / 100000000
أي جزء من مئة مليون.
إن هذه الأعداد تثبت أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، وهذا ما أخبرنا به القرآن بقوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [غافر: 57]. والله تعالى أكبر وأعظم!

ملاحظة:
يقدر العلماء عمر الكون بحوالي 13 بليون سنة، ويقدرون حجم هذا الكون بأكثر من عشرين بليون سنة ضوئية، والسنة الضوئية هي ما يقطعه الضوء في سنة كاملة (سرعة الضوء في الفراغ بحدود 300000 كيلو متر في الثانية الواحدة).

MAGIC7
2010-08-22, 08:18 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif

الشهاب الثاقب: آية من آيات الخالق عز وجل



http://www.kaheel7.com/userimages/asteroids_00.JPG
نتأمل حقيقة من الحقائق الكونية ونحمد الله تعالى أن جعل الغلاف الجوي حافظاً لنا من هذه الشهب التي تضرب الأرض في كل ثانية، ومع ذلك لا نكاد نحس بها، لنتأمل....


يقول تعالى: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) [الصافات: 10]. لماذا سمَّى الله هذه الأجسام التي تخترق جو الأرض بالشهب الثاقبة، وماذا تثقب؟ وهل تتطابق هذه الصفة مع ما كشفه العلماء حديثاً من أسرار حول الشهب التي تخترق الغلاف الجوي وتحترق على حدوده؟
إن الإنسان العادي الذي يراقب السماء يرى جسماً يلمع فجأة في السماء ثم يختفي، وبالتالي لا يمكن له أن يصف هذا الجسم إلا إذا درسه دراسة علمية صحيحة. وحديثاً تبين للعلماء أن الشهب ما هي إلا حجارة تسبح في الفضاء فإذا ما اقتربت من الغلاف الجوي للأرض حاولت اختراقه ولكن الغلاف الجوي يتصدى لها ويحدث احتكاك كبير ينتهي بتبدد هذه الشُّهب واحتراقها كما يلي:
عندما يدخل النيزك غلافنا الجوي يخترق الهواء بسرعة عالية جداً وهذه السرعة كافية لتسخين الهواء لدرجات حرارة عالية وكافية لتبخير جزء من النيزك وبالتالي انتشار حرارة كبيرة نرى أثرها من خلال الومضة التي يصدرها النيزك قبل تفتته وتبدده وذوبانه.
كذلك كلمة (ثاقب) تشير إلى السرعة الهائلة التي يسير بها هذا الشهاب، وقد تبين بالفعل أن تسبح بسرعات كبيرة جداً في الفضاء. وتقول الدراسات إنه في كل يوم هناك 1000 طن من النيازك تسقط على الأرض ومعظمها بحجم ذرات الغبار.
http://www.kaheel7.com/userimages/asteroids_01.JPG

الشهاب الثاقب هو عبارة عن حجر مثل هذا يسير في الفضاء بسرعات هائلة وفجأة يقترب من الأرض ولكن الغلاف الجوي يكون له بالمرصاد، وتصوروا لو أن حجراً بهذا الحجم سقط على رؤوسنا فجأة ماذا ستكون النتيجة؟؟ ويؤكد العلماء إن معظم الأحجار التي تصطدم بالغلاف الجوي بحجم الحصى، وهو ما يسمى بالحاصب، فهل ندرك بعد هذه الحقائق معنى قوله تعالى: (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) [الملك: 17].
وهنا نود أن نقول إن صفة (ثاقب) التي أوردها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، هي صحيحة جداً من الناحية العلمية، لأن السرعة التي يتحرك بها هذا الشهاب تكفي لثقب أي مادة مهما كانت صلبة!! وهذه المعلومة لم يكن أحد يعرفها زمن نزول القرآن. فلو فرضنا أن القرآن كلام بشر لكان الأجدر به أن يصف الشهب بالمضيئة وليس بالثاقبة!
http://www.kaheel7.com/userimages/asteroids_02.JPG

صورة لشهاب ثاقب لحظة اختراقه للغلاف الجوي، انظروا كيف يتبدّد ويحترق ولا تتأثر الأرض به، ولو أن هذه الشهب هبطت على الأرض لأحرقتها، لأن الأرض تتعرض كل يوم لملايين الشهب، ولكن الله جعل السماء سقفاً محفوظاً ونحن غافلون ومعرضون عن هذه المعجزة المبهرة والآية العظيمة، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32].
إن هذه النيازك تسلك مسارات معقدة في الفضاء حول الشمس، وتسبح بنظام مذهل ولولا وجود هذا النظام ما بقينا على وجه الأرض حتى الآن! لأن الحجارة تحيط بنا من كل جانب، وتسبح حول الأرض ولكن الله تعالى يصرفها عنا، ويوجهها باتجاه الشياطين الذين يحاولون الخروج خارج الأرض للاطلاع على ما تحمله الملائكة من أخبار المستقبل.
وهنا يتجلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) [الحجر: 16-17].فهذه الآيات العظيمة تتطابق بشكل مذهل مع الحقائق العلمية، فالسماء تبدو لنا بواسطة المراصد العملاقة بألوان زاهية وكأن المجرات تزينها! والسماء تحوي بروجاً كونية مثل النسيج الكوني الذي يزين السماء وهو عبارة عن بلايين المجرات التي تصطف وفق مشهد مهيب وبديع يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى. وقد حفظ الله هذه السماء بواسطة ملاين الشهب التي تصطدم يومياً مع غلاف الأرض (سماء الأرض) وتحترق وتحرق معها الشياطين الذين يحاولون الصعود خارج الأرض.
طبعاً نحن لم ندرك بعد حقيقة الشياطين علمياً ولكن قد يأتي ذلك اليوم عندما يكتشف العلماء أسراراً كونية جديدة تكشف عن حقيقة الجن والشياطين، ونحن كمؤمنين نؤمن بكل ما جاء في القرآن بغض النظر عن الدليل العلمي. ولكن الملحد يطلب دائماً الدليل العلمي، ولذلك أودع الله في كتابه هذه العجائب لتكون دليلاً على صدق كتاب الله، وحجّة على كل من ينكر صدق رسالة الإسلام، والله أعلم.

MAGIC7
2010-08-22, 08:19 PM
http://img151.imageshack.us/img151/6891/swahlcom477agq0.gif
العلماء يؤكدون جهلهم بأسرار الكون

http://www.kaheel7.com/userimages/Earth_dark_horizon.jpg
لا يزال العلماء يبحثون عن أسرار الكون ولكنهم أخيراً ورغم التطور الكبير يعترفون بأنهم لم يعلموا أكثر من 5 % عن الكون، فهل من إشارة قرآنية لذلك؟....







كلما تقدم العلم وتطورت الاكتشافات الكونية أدرك العلماء ضعفهم وعجزهم أمام عظمة الكون، وأدركوا جهلهم بأسراره وعجائبه. ومهما تطور العلم سيبقى علم العلماء محدوداً وقليلاً، وهذا ما أكده القرآن في قوله تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].
وهاهم علماء الغرب اليوم يعترفون بأن علمهم محدود وأنهم لا يزالون يجهلون الكثير من أسرار الكون، فقد قال رئيس مركز الطيران والفضاء في ألمانيا يوهان ديتريش فورنر إن العالم بما وصل إليه من تقدم لم يكتشف أكثر من 5% من أسرار هذا الكون العجيب. والطريف أن العلماء لم يفهموا أيضاً سوى 5% من هذه الاكتشافات المتوافرة لديهم وتبقى نسبة 95% مجهولة يمكن أن نطلق عليها مواد داكنة وطاقة مجهولة. وتوقع فورنر وجود كائنات فضائية خارجية لن يمكن للبشر التعرف عليها من خلال الوسائل والقوانين الطبيعية السارية حاليا.
أما مايكل جريفن رئيس وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) فيرفض الأفكار التي تتبنى وجود مخلوقات كونية، وقال إنها من قبيل الخيال ولم تثبت صحتها علمياً ولكنها تساعد على أي حال في فهم البشر للكون. ويدافع العالمان عن التكاليف المذهلة لمشروعات الفضاء والرحلات المكوكية، فهذه الأبحاث تقدم خدمات كثيرة، حيث أن الطائرات تسير حالياً بمساعدة الأجهزة الملاحية المرتبطة بالأقمار الصناعية، كذلك القنوات التلفزيونية الفضائية والاتصالات وتوقعات الطقس والأبحاث الطبية حول أمراض المناعة والدورة الدموية، وجميعها تعتمد في عملها على أبحاث علم الفضاء.
http://www.kaheel7.com/userimages/galaxy_326589.jpg
يعتقد العالمان بعدم وجود أي كوكب آخر غير الأرض يمكن للبشر في الوقت الحالي العيش فيه، ولكن الرغبة في كشف الغموض والبحث عن المجهول ستدفع البشر في رأيهما إلى مواصلة البحث في المستقبل. ونقول إن معرفة البشر بالكون هي أقل من 5 % بكثير فهناك كواكب كثيرة لم يكتشفها الإنسان، وهناك عوالم كثيرة مثل عالم الجن وعالم الملائكة وغير ذلك، لا تزال مجهولة للعلماء!
ومع أن بعض العلماء يعتبر أن فكرة المخلوقات الكونية غير موجودة في عالم الواقع، إلا أن هناك رغبة ملحة في داخلهم تدفعهم للبحث عن مثل هذه المخلوقات. وهذا يدل على أنه في داخل الإنسان أسئلة كثيرة حول نشوء الكون ومن خلق الوجود ولماذا خُلق الكون وهل توجد كائنات حية أخرى؟
ومثل هذه الأسئلة لا يمكن أن تكون الطبيعة قد أودعتها في الإنسان، بل إن الذي وضعها هو خالق الإنسان تبارك وتعالى، وهنا ربما ندرك معنى جديداً لقول الحق تبارك وتعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 172]. ويمكننا أن نقول إن البرامج الضرورية لاستمرار الحياة، ولإدراك الإنسان قدرة الخالق تبارك وتعالى، قد أودعها الله في كل خلية من خلايا جسدنا! أي أن الإنسان بفطرته يجد نفسه يتساءل عن سر الخلق وعن خالق الكون ولماذا وُجد في هذه الحياة وإلى أين يسير وماذا بعد الموت... كلها أسئلة لم تقم الطبيعة بتخزينها داخل الإنسان بل هو الله تعالى القائل: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى) فالله تعالى قبل أن يخلق البشر وضع في أعماق خلايا هذا الكائن أسئلة ينبغي أن تقوده للإيمان بالله تعالى، ولكن الإنسان يتكبر ويجحد ويُنكر!
إن اعتراف العلماء بقلة معلوماتهم عن الكون رغم التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث، يعني أن الله تبارك وتعالى –خالق الكون- لا يسمح لأحد من خلقه أن يحيط بشيء من العلم إلا بإذنه، ولذلك قال تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) [البقرة: 255]. ويقول تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) [الكهف: 51], فمهما حاول البشر فلن يعرفوا أسرار الكون إلا بما يسمح به الله تعالى لهم.
وأود أن أتوقف مع هذه الآية الكريمة وأقول إنها تدل على أن كل ما يكتشفه العلماء هو محاولة لفهم الكون، ولكن الحقيقة المطلقة لا يعلمها إلا الله، وهذه الحقيقة موجودة في كتاب الله فهو كتاب الحقائق، ونحن عندما نتدبر آيات القرآن من الناحية الكونية إنما نحاول فهم هذه الآيات ولا يعني أن فهمنا هذا صحيح مئة بالمئة! إنما هو من قبيل الاجتهاد فإن أصبنا فلنا أجران وإن أخطأنا فلنا أجر إن شاء الله، مادام الإخلاص هو منهجنا في البحث.
ونقول إن العلماء لن يصلوا إلى الحقيقة إلا إذا اطلعوا على القرآن واتبعوا منهجه، فالقرآن يخبرنا عن الحقائق ويضع لنا الأساس العلمي للبحث، بينما نجد العلماء اليوم يتخبطون في أبحاثهم، من دون هدف ومن دون قاعدة، أما القرآن فيحدد لنا الهدف ويبين لنا الطريق، يقول تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20]. فهذه الآية تتألف من أربعة أجزاء:
1- (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) توجيه إلهي لنا لكي نسير في الأرض ونبحث ونكتشف، ولكن ماذا نكتشف؟ الإجابة نجدها في الجزء الثاني من الآية.
2- (فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) حدد لنا طريقة البحث، أي أن نبحث في أسرار بداية الخلق ونشوء الكون، ولكن لماذا نبحث وما هو الهدف؟ الإجابة في الجزء الثالث من الآية.
3- (ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ) هنا نجد الهدف من هذا البحث ألا وهو إدراك أن الله تعالى كما بدأ خلق الكون قادر على إعادة الخلق من جديد!
4- (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وهذا هدف ثانٍ ألا وهو أن ندرك قدرة الله على كل شيء، فهو قادر على خلق الكون، وقادر على إعادة خلق البشر، وقادر على محاسبتهم، فلا تحزن أيها الإنسان، لأن الله سيعطيك حقك في الدنيا والآخرة.
ولذلك في آية واحدة رأينا منهجاً متكاملاً للبحث عن أسرار الخلق والهدف من هذا البحث والنتيجة، بالله عليكم، هل يمكن لبشر أميّ يعيش في القرن السابع الميلادي أن يتكلم بكلام مثل هذا؟!

MAGIC7
2010-08-22, 08:20 PM
تعدد الأقمار والشموس في الكون

http://www.kaheel7.com/userimages/galaxy_sun_0.JPG
تحدث القرآن عن الشمس والقمر ولكن أثبت العلماء أن الكون يحوي بلايين الشموس والأقمار، فهل من إشارة قرآنية لهذا الأمر؟....




يتساءل بعض القراء حول معنى قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [فصلت: 37]، يخبرنا رب العزة تبارك وتعالى عن سجود كل شيء له، ويقول الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: يقول تعالى ذكره: ومن حجج الله تعالى على خلقه ودلالته على وحدانيته وعظيم سلطانه اختلاف الليل والنهار ومعاقبة كل واحد منهما صاحبه والشمس والقمر... ونلاحظ من خلال هذه الآية أن الله تعالى قال: (خَلَقَهُنَّ) بصيغة الجمع، وفي ذلك دلالة على تعدد الشموس.
فالحديث في الآية عن الشمس والقمر، والذي يقرأ سياق الآية يظن أن الكلمة ستأتي بصيغة المثنى (خلقهما)، فلماذا قال (خَلَقَهُنَّ) مع العلم أن الحديث عن الشمس والقمر؟
في القرآن يا أحبتي توجد إشارات خفية لا يمكن أن تظهر مباشرة، بل يجب أن ننتظر حتى يتطور العلم ويكشف حقائق علمية وكونية لنتمكن من فهم الآية بشكل صحيح. فالله عز وجل يتحدث في هذه الآية عن الليل والنهار والشمس والقمر، هذه كلما من معجزات الخالق التي أمرنا أن نتفكر فيها. ولكن أمرنا الله تعالى أن نسجد له، ولا نسجد للشمس ولا للقمر.
ولكن التعبير القرآني جاء كما يلي: (لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) فلو كان الحديث في هذه الآية عن الشمس والقمر في مجموعتنا الشمسية فقط لقال (خلقهما) ولكن كلمة (خَلَقَهُنَّ) تدل على الجمع إذاً هناك أكثر من شمس وأكثر من قمر!!
وفي زمن نزول القرآن أي قبل 1400 سنة لم يكن أحد يعرف شيئاً عن وجود أقمار غير قمرنا وشموس غير شمسنا، ولكن الاكتشافات الجديدة في علم الفلك أثبتت وجود ما لا يقل عن مئة ألف مليون شمس مثل شمسنا، وهذه موجودة في مجرتنا فقط، فكيف لو أحصينا عدد الشموس في الكون؟! طبعاً كل نجم نراه في السماء هو شمس!
كذلك أثبت العلماء وجود كواكب غير الأرض بل هناك كواكب شبيهة بالأرض، وبعض من هذه الكواكب يوجد لها أقمار تدور حولها تماماً مثل القمر الذي يدور حول الأرض، ويؤكد العلماء أن عدد الأقمار في الكون يقدر بالبلايين وأكثر.

http://www.kaheel7.com/userimages/galaxy_sun.JPG
صورة تخيلية لمجرتنا درب التبانة، وهي مجرة تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم وكل نجم يشبه الشمس في عمله، ويقول العلماء يوجد في هذه المجرة بلايين الكواكب وكذلك بلايين الأقمار، كل هذا في مجرة واحدة فكيف إذا أحصينا عدد الشموس والأقمار في الكون والذي يحوي أكثر من مئة ألف مليون مجرة!!!
وجه الإعجاز
إذا تأملنا الآية الكريمة نلاحظ أنها تشير إلى وجود عدد من الشموس من خلال قوله تعالى: (وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ)، ويخبرنا العلماء أيضاً أن الأقمار متعددة وكثيرة، فجميع الكواكب تقريباً لها أقمار تدور حولها. وهناك بلايين الكواكب تنتشر في الكون في المجرات البعيدة، ومعظمها لها أقمار، ولذلك قال تعالى: (لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ). وهذا يدل على أن القرآن قد أشار إلى تعدد الشموس والأقمار قبل أن يكتشف ذلك العلم بأربعة عشر قرناً.
ومن هنا ندرك الإشارة القرآنية الرائعة لتعدد الشموس والأقمار في قوله تعالى: (وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) فسبحان الله الذي خلق كل شيء، في كلمة واحدة تتجلى معجزة لمن يفهمها ويدركها، يقول تعالى: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) [العنكبوت: 49].

MAGIC7
2010-08-22, 08:21 PM
إخوة يوسف وعدد الكواكب


http://www.kaheel7.com/userimages/planets_11.JPG
هل هناك إعجاز علمي في قصة سيدنا يوسف عليه السلام يتعلق بعدد الكواكب في المجموعة الشمسية؟ وهل صحيح أنه يوجد أحد عشر كوكباً فقط؟ ....




انتشرت في الآونة الأخيرة معجزة مزعومة عن عدد الكواكب في المجموعة الشمسية وأن القرآن قد أشار إليها في قوله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) [يوسف: 4]. فما هي حقيقة هذا الأمر؟
أقول يا إخوتي إن بعض الناس يتسرع في إطلاق كلمة "معجزة" على أي ظاهرة يراها أو يظنها، والمؤمن كيِّس فطِن وينبغي عليه أن يتثبَّت من صدق المعلومة قبل نشرها أو الاعتقاد بها. فالآية الكريمة ليس من الضروري أن تشير إلى عدد الكواكب في المجموعة الشمسية، فسيدنا يوسف رأى 11 كوكباً، والله تعالى لم يخبرنا أنه لا يوجد في مجموعتنا الشمسية إلا 11 كوكباً، بل هذه الكواكب هي رموز لإخوة سيدنا يوسف عليه السلام.
يقول أحد علماء الغرب الذين تعمقوا في دراسة الكون والمجرات، وبعد أن قام بدراسة إحصائية لعدد المجرات والنجوم في الكون، واحتمال وجود كواكب أخرى خارج المجموعة الشمسية: إن عدد الكواكب في الكون والتي تشبه الأرض يبلغ أكثر من عدد النجوم في مجرتنا، بل هناك آلاف البلايين وربما أكثر!!
ولذلك لا يمكن أن نحصر عدد الكواكب بأحد عشر كوكباً فقط، فعدد الكواكب التي تدور حول الشمس عشرة بما فيها الأرض، وإذا استثنينا الأرض نجدها تسعة، وربما يكشف العلماء عن كواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية، لأننا لم نتمكن بعد من الخروج خارج حدود النظام الشمسي.
http://www.kaheel7.com/userimages/planet_sun.JPG
هذا هو النظام الشمسي الذي قدَّره الله لنا، ويتألف من الشمس وعشرة كواكب رئيسية بالإضافة إلى عدد من الأقمار تدور حولها، وكذلك آلاف الكويكبات الصغيرة، وملايين الحجارة التي تسبح حول الشمس بنظام محكم، فلا تصادم ولا خلل ولا مشاكل، بل نظام مقدَّر يدل على قدرة الخالق تبارك وتعالى.
ولذلك لا تزال معلوماتنا ضئيلة وحتى لو اكتشف العلماء أن عدد الكواكب في النظام الشمسي هو أحد عشر، فهذا لا يدعونا للقول إن القرآن حدد هذا العدد قبل أربعة عشر قرناً، بل ربما يكشف العلماء كواكب جديدة، ويمكن أن نقدم النصائح التالية:
1- إن الآية الكريمة (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا) لا تتحدث عن عدد الكواكب في المجموعة الشمسية، ولكن تتحدث عن عدد إخوة يوسف، والكوكب هو رمز في الحلم يرمز للأخ، أما العدد 11 فيرمز إلى عدد إخوة يوسف. والأحلام تأتي مرمزة أو مشفَّرة كما نعلم.
2- إن عدد الكواكب التي تدور حول الشمس مجهول وقد علمنا منه عشرة ولا يزال العلماء يكتشفون المزيد. وهناك بلايين الكواكب تنتشر في أرجاء الكون والعدد لا يقتصر على أحد عشر.
3- ينبغي التأكد من أي معلومة قبل بثها عبر الإنترنت استجابة لقول الحق تبارك وتعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [الأنبياء: 7]. ولذلك لا نريد أن يكون الإعجاز العلمي مدخلاً للمشككين والملحدين لنقد هذا الدين الحنيف.

MAGIC7
2010-08-22, 08:21 PM
ما مصير من يموت على سطح القمر؟



http://www.kaheel7.com/userimages/moon_77.JPG
هناك سؤال يتردد كثيراً حول مصير من يموت في رحلات الفضاء خارج الأرض وكيف سيُبعث يوم القيامة، ونقدم من خلال هذه المقالة إجابة علمية




سؤال طرحه أحد الإخوة الأفاضل: كيف سيُبعث يوم القيامة من يموت في الفضاء الخارجي أو على سطح القمر أو على كوكب آخر فيما لو تمكن الإنسان من الصعود إلى الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية؟
والجواب أن الله تعالى يقول: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) [طه: 55]. فهذه الآية تؤكد أن الله خلق الإنسان من تراب الأرض وسوف يعيده إليها ميتاً ثم يخرجه من الأرض ليحاسبه على أعماله يوم القيامة.
ويقول أيضاً: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) [الروم: 25]. وهذه آية تؤكد هذه الحقيقة أيضاً، أي حقيقة إخراج الناس من الأرض.
وهناك آية عظيمة تشير إلى أن الإنسان لابد أن يموت على الأرض ويخرج منها يوم القيامة، يقول عز وجل في قصة سيدنا آدم: (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ) [الأعراف: 24-25]. وهذه الآية تؤكد ثلاث حقائق:
1- حياة الإنسان لا تكون إلا على الأرض: (فِيهَا تَحْيَوْنَ).
2- الإنسان لابد أن يموت على الأرض: (وَفِيهَا تَمُوتُونَ).
3- سوف يحيي الله الموتى ويبعثهم من الأرض: (وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ).
وقد يقول قائل: كيف يمكن لمن يموت في الفضاء أن يعود جسده إلى الأرض؟ ونقول: إن الفضاء الخارجي يحوي بلايين الأحجار والغبار والدخان الكوني وغير ذلك وجميعها عندما تقترب من الأرض فإنها تدخل عبر الغلاف الجوي ولكن من رحمة الله تعالى بنا أنها تتبدد وتحترق ولا يدخل منها إلا القليل.
وقد أثبت العلماء أن الإنسان عندما يموت ويتحلل جسده فإن منطقة صغيرة فيه اسمها (عجب الذنب) وهي موجودة في أسفل العمود الفقري، هذه الكتلة الصغيرة لا تفنى مهما كانت الظروف. وقد قام أحد العلماء بإجراء اختبار على مادة (الجزيئات العضوية) وهي أساس الحياة، حيث عرضوا هذه المادة لأقصى الضغوط ودرجات الحرارة فصمدت ولم تتغير، ولم يتمكنوا من تحطيمها، وبالفعل فإن هذه المواد تأتي إلى الأرض محملة على النيازك.
فقد وجد العلماء أن النيازك الساقطة على الأرض تحوي مواد عضوية حية، وهذه المواد لم تحترق أثناء احتكاكها مع الغلاف الجوي على الرغم من الحرارة الهائلة، وبالتالي نقول: إن البقايا الإنسان الذي يموت في الفضاء تبقى تدور حول الأرض ولابد أن تدخل الغلاف الجوي وتعود إلى الأرض وسوف يبعث الله هذه البقايا من جديد، لأن الإنسان كما قلنا بعد أن يفنى جسده يبقى جزء صغير (عجب الذنب) منه خُلق الإنسان ومنه يُبعث من جديد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
http://www.kaheel7.com/userimages/moon_human_33.JPG
أول إنسان يصعد على سطح القمر عام 1969 ويرتدي بدلة واقية من الأشعة القاتلة القادمة من الشمس وليتزود بالأكسجين. لاحظوا معي الأرض الجافة والصحراء القاحلة على وجه القمر، لا يمكن للحياة أن تبدأ أو تستمر، القمر مليء بالحفر، والغبار القمري الخانق، مليء بالجبال والشقوق وله تضاريس متعرجة وهو غير ممهد وغير صالح للحياة.

MAGIC7
2010-08-22, 08:22 PM
انفجار نجم في حافة الكون

http://www.kaheel7.com/userimages/inspire-wishes.JPG
في كل لحظة هناك انفجار لنجم يحدث في مكان ما من الكون، ولا يدركها العلماء إلا بعد مرور سنوات طويلة عليها، لنقرأ هذا الخبر العلمي والتعليق عليه. ....




في خبر علمي جديد ( حسب CNN ) فقد سجل انفجار ضخم لنجم كان في منتصف طريقه نحو حافة الكون، رقماً قياسيا من حيثإمكانية مشاهدة جسم بعيد من الأرض بالعين المجردة. والنجم الهرم، الذي كان ضمن مجرة غير معروفة، انفجر مُطلقاً حزماً من أشعة "غاما" على بعد 7.5 بليون سنة ضوئية من الأرض، ليبلغ سطوع الانفجار الأرض فجرالأربعاء.
فقد استطاع القمر الصناعي "سويفت" التابع لوكالة علوم الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" من رصد الأشعة الناتجة عن الانفجار، بينما قال أحد مديري الوكالة، نيلغيريلز: لم يصدف أن شاهدنا سابقا انفجارا بهذا السطوع ومن هذه المسافة. وأضاف أن مشاهدته بالعين المجردة كانت واضحة بشكل كافٍ، بينما لم يصل "ناسا" أيةتقارير عن احتمال ان يكون هواة الفلك ومراقبة المجرات، قد شاهدوا الانفجار الذي دامأقل من ساعة.
http://www.kaheel7.com/userimages/Supernova77.JPG
يقول عالم الفلك في جامعة بنسلفانيا ديفيد بوروز: إن اللافت في الحدث ليس حجمالانفجار إنما المسافة التي كان يتحرك بها النجم، مضيفاً أنه كان في منتصف الطريقإلى حافة الكون. وقد أوضح غيريلز أن النجم كان قبل انفجاره أكبر من كوكب الشمس بأربعينضعفاً، كما أن شدة الانفجار أدت إلى تبخر أي كوكب قريب منه.
وتجدر الإشارة إلى أن مسافة 7.5 بليون سنة ضوئية تفوق بكثير أبعد نجم أمكن مشاهدته بالعينالمجردة، والبالغ 2.5 مليون سنة ضوئية، علماً أن السنة الضوئية تبلغ 10 مليون مليون كيلو متر تقريباً.
ومن هذا الخبر العلمي يمكن أن نأخذ النتائج التالية:
1- إن الكون أكبر بكثير مما نتصور، وكلما تصور العلماء أنهم وصلوا إلى حافة الكون يكتشفون نجوماً جديدة تجعلهم يعتقدون أن الكون أكبر، ولذلك قال تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [غافر: 57].
2- يقول العلماء إن هذا الانفجار وقع قبل بلايين السنين، ولم يصلنا ضوء الانفجار ولم نعلم به إلا مؤخراً، بل إن العلماء لا يمكنهم أن يعلموا أين يقع هذا النجم الآن! وهذا يؤكد أن المواقع الحقيقية للنجوم لا يعلمها إلا الله تعالى، ولذلك أقسم بها أن القرآن حق، يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ) [الواقعة: 75-77].
3- لقد حدثنا الله عن حقيقة انهيار النجوم بل وأقسم بانهيار النجوم أن النبي على حق، ولم يكن أحد يعلم زمن نزول القرآن شيئاً عن انهيار النجوم، يقول تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 1-4].
ولذلك يا أحبتي ينبغي علينا كمؤمنين أن نقرأ أي خبر علمي قراءة إيمانية، ونستفيد من هذه الأخبار في تطوير مداركنا وتوسيع فهمنا للكون، ليس من باب حب المعرفة، بل لأن الله تعالىأمرنا أن ندرس السماء والأرض ونتعمق في أسرار الكون لنزداد إيماناً ويقيناً، لأن الغرب لم يستفد شيئاً من هذه الحقائق ولن تغن عنه من الله شيئاً، لأن علومه قائمة على الإلحاد. ولذلك قال تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) [يونس: 101].
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أولي الألباب الذين قال فيهم: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190-191].

MAGIC7
2010-08-22, 08:23 PM
بناء السماء وزينتها: من معجزات الله في الكون

http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_heaven_00.JPG
ما أكثر الحقائق الكونية التي جاء بها القرآن وأثبتها العلماء يقيناً في القرن العشرين والحادي والعشرين، وفيما يلي بعض الحقائق في بناء السماء والمادة المظلمة وغيرها...


ما أكثر الآيات التي تستحق التدبر والتفكر، وما أكثر المعجزات التي جاء بها القرآن لتكون دليلاً وشاهداً على عظمة هذا الكتاب، وأنه لا يناقض العلم أبداً. ففي زمن نزول القرآن ومنذ أول آية نزلت اعترض الكفار على هذا الكتاب! لقد اتهموا النبي عليه الصلاة والسلام بأنه هو من كتب القرآن، وقالوا: إن هذا القرآن هو أساطير الأولين، وأن هنالك أناساً علموا النبي صلى الله عليه وسلم كيف يكتب هذه الآيات.
ويصف لنا القرآن هذا الموقف بقول الحق تبارك وتعالى على لسان المشركين: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفرقان: 5]، وهنا نتساءل: كيف ردّ القرآن عليهم هذا القول؟ وكيف أقام عليهم الحجة، لقد أمر الله تبارك وتعالى نبيه أن يقول لهم (قل) يعني قل يا محمد: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 6]، وكأن الله تبارك وتعالى يريد أن يخبرهم بأنهم إذا أرادوا أن يستيقنوا بصدق هذا القرآن لا بد لهم أن يدرسوا أسرار الكون، فإذا ما رأوا هذه الآيات الكونية ورأوا التطابق الكامل مع آيات القرآن فهذا يدل على أن القرآن كما قال الله تبارك وتعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
فإذا ما وجدنا هذا الكتاب العظيم مطابقاً للعلم فهذا يعني أنه كتاب الله، وإذا ما وجدنا فيه التناقضات فهذا يعني أنه من عند غير الله، لأن الله تعالى الذي خلق الكون هو أعلم به وأعلم بخلقه ولا يمكن أن يخطئ المولى تبارك وتعالى ولكن البشر من الطبيعي أن تجد الخطأ في كتاباتهم.
وفي آية أخرى أنكر المشركون البعث يوم القيامة، وأنكروا عودتهم للحياة مرة أخرى يوم الحساب فقالوا: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ ق: 3]. أي لا يمكن أن نعود للحياة، فماذا خاطبهم الله تعالى؟ قال لهم: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ ق: 6]، والفرج كما يقول الإمام القرطبي في تفسيره هو الشق، وقال أيضاً ما لها من فروج أي ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق، فهي بناء محكم.
عندما جاء القرن العشرين، رصد العلماء مساحة كبيرة من السماء فوجدوا أن هنالك عدداً كبيراً من المجرات تتوضع في هذا الكون ولكن هنالك فراغات كبيرة بينها، ووجدوا أن هنالك مناطق من السماء ليس فيها أي مادة، فقالوا إن في السماء فروجاً أي مناطق فارغة ليس فيها أي مادة أو أي مجرات أو أي غبار كوني أو أي شيء آخر. وهنا حدث تصادم (ظاهري) بين العلم والقرآن، كما زعم بعض المشككين في ذلك الوقت، فقد قالوا إن القرآن يقول عن السماء (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) وها نحن نكشف هذه الفروج في السماء، فالسماء فيها فتحات، أو فيها مناطق فارغة وهذا يناقض القرآن، ولذلك فإن القرآن ليس كتاب الله تبارك وتعالى.
عندما نتأمل هذا القول نقول دائماً: أن القرآن هو الصحيح دائماً، مهما تطور العلم يبقى القرآن هو الأساس، وهذا ما حدث فعلاً أنه بعد تطور هذه العلوم بدأ العلماء يلاحظون أن حركة المجرات في الكون لا تتناسب مع حساباتهم، فالمجرة التي رصدوها مثلاً ينبغي أن تسير بسرعة معينة حسب بعدها والحسابات والمجرات المحيطة بها، ولكنهم وجدوا أن هنالك مادة تؤثر بشدة على هذه المجرات فأسموها "المادة المظلمة".
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_heaven_01.JPG

بعدما تطور علم الفلك وهذا منذ سنوات قليلة فقط، قالوا هنالك مادة مظلمة تملأ الكون بنسبة أكثر من 96 %، وقالوا أيضاً إن ما كنا نظنه فراغات أو فجوات في السماء إنما هي مادة مظلمة لا تُرى وهي مادة كثيفة وقوية جداً ومتينة بل إنها تسيطر على الكون بأكمله، وهنا يلتقي العلم مع القرآن فعندما قال تبارك وتعالى: (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) فهذا هو القول الحق وهو ما كشفه العلماء أخيراً!!
ولكن على الرغم من ذلك اعترض بعض المشككين وقالوا: إن نظرية المادة المظلمة هي مجرد نظرية، لم يتم إثباتها لأن العلماء يقولون إن هذه المادة لا يمكن أن ترى، ولا يعرفون ما هي طبيعتها فهي مادة مجهولة بالنسبة لهم، وقال هؤلاء المشككون: إن هذه مجرد نظريات..
ولكن وأخيراً وفي منتصف العام 2007 تمكن العلماء من التقاط صورة للكون وصوروا هذه المادة المظلمة. ويقول علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء: إن هذه الحلقة من المادة المظلمة هي حلقة ضخمة جداً يبلغ طولها أو قطرها اثنان ونصف مليون سنة ضوئية ونحن نعلم أن الضوء يسير بسرعة 300 ألف كم في الثانية الواحدة، والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة عندما يسير بهذه السرعة الكبيرة 300 ألف كم في الثانية الواحدة. فتأملوا معي كم يقطع هذا الضوء خلال 2.5 مليون سنة، إنه يقطع مسافة هائلة جداً هذه مجرد حلقة صغيرة من المادة المظلمة كشفها العلماء وصوّروها بأجهزتهم حديثاً. وهنا تتجلى أمامنا حقيقة جديدة هي أن الكون عبارة عن بناء محكم، وأن الله تبارك وتعالى قد أحكم بناء هذا الكون ووزع المادة فيه بنظام دقيق جداً.
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_heaven_02.JPG

يقول العلماء إن معظم مادة الكون هي المادة المظلمة، وتشكل المادة المظلمة مع الطاقة المظلمة بحدود 96% أو أكثر بقليل، والمادة العادية التي نعرفها، مثل المجرات الدخان الكوني، الغبار الكوني، المذنبات، الكواكب، النجوم، هذه لا تشكل إلا أقل من 4 % ومعظمها لا يرى لأنها نجوم ومجرات بعيدة خافتة لا تكاد تُرى، ويقولون إن كل ما نراه من الكون هو أقل من 1 % ولذلك فإن الله عز وجل عندما أكد لهؤلاء المشككين أن هذا القرآن هو قول رسول كريم ماذا قال لهم؟ يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [الحاقة: 38-40] فالله تبارك وتعالى يستخدم آياته الكونية ويقسم بها على أن هذا القرآن هو كلام الله رسول كريم وليس قول بشر كما يدعي هؤلاء.
لقد حدثنا الله تبارك وتعالى عن السماء في كثير من آيات القرآن: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12]. ويقول أيضاَ: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11]. ويقول أيضاً: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12].
وهنا لاحظ العلماء حديثاً جداً أيضاً أن هذه المجرات متوضعة عبر المادة المظلمة التي لا ترى ولكنها مادة قوية وشديدة وتتحكم بتوزع المجرات في الكون، أي أن المادة المظلمة غير المرئية تتحكم بما هو مرئي في الكون، وهنا قد نجد إشارة إلى أن هذه المادة قد تكون هي السماء التي حدثنا الله عنها، لأن الله تبارك وتعالى يقول: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) [الملك: 5]، والعلماء يقولون إن المادة المظلمة تملأ الكون، وهذه النجوم والمجرات والنجوم البعيدة اللامعة هي مثل المصابيح المعلقة، يسمونها في اللغة الإنكليزية Flash-Lights أي مصابيح كاشفة تكشف ما حولها من دخان وغبار وغير ذلك.
والشيء الآخر أنهم وجدوا طرقاً في هذه السماء، فقد وجدوا أن المادة المظلمة تنتشر على شكل طرق، أي أنها ليست مادة مسمطة أو كتلة واحدة، بل هي محبوكة على شكل طرق، أو على شكل نسيج، وهنا تتجلى معجزة القرآن أيضاً عندما حدثنا عن هذا الأمر فقال تبارك وتعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]وبعض المفسرين فسر هذه الآية بقوله: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) أي ذات الطرق، وفعلاً يقول العلماء وبالحرف الواحد: (إن المادة المظلمة تنتشر على شكل طرق تتخلق فيها المجرات وتجري أشبه بطرق سريعة في مدينة مزدحمة).
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_heaven_03.JPG

هذه صورة الكون كما وجدها علماء وكالة (ناسا)، حيث أنهم وجدوا أن هذه المادة المظلمة أو السماء تنتشر على شكل طرق، والله تبارك وتعالى حدثنا عن هذا الأمر عندما قال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) [المؤمنون: 17]، ويقولون أيضاً إن هذه المادة المظلمة محكمة وشديدة وتم بناؤها بإحكام شديد. الله تبارك وتعالى أيضاً ذكر هذا الأمر عندما قال: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12] وصف هذه السماوات بأنها شديدة، وقوية ومتماسكة.
ولذلك فإن هذه المادة المظلمة قد تكون هي السماء التي حدثنا عنها القرآن، والتي خاطب الله تبارك وتعالى بها الناس على لسان نبيه نوح عليه السلام عندما قال: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا) [نوح: 15-16] فسيدنا نوح يحدثنا عن سبع سماوات، والقرآن دقيق في هذه الآية، عندما قال: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ) لأننا لا يمكن أن نرى هذه السماء رؤية مباشرة، إنما نستطيع أن نراها من خلال الحسابات والأرقام والأجهزة ونستطيع أن نعرف كيف تم بناؤها، كما قال تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا) تأملوا كلمة كيف، أي: أيها الإنسان ابحث في الكيفية التي تمت فيها بناء هذه السماء (كَيْفَ)، وهذا النداء الذي أطلقه القرآن قبل أربعة عشر قرناً يطبقه اليوم علماء الغرب وهم لم يقرؤوا القرآن.
ففي بحث علمي حديث لثلاثة من كبار الباحثين والذي نال جائزة (كارفورد) لعام 2005 وأطلقت هذا البحث الأكاديمية السويدية للعلوم يقول فيه الباحثون: (إن هذا الكون يظهر غنىً في البناء) أي ليس هو مجرد بناء، بل هو أكثر من بناء حتى، من الذرة إلى المجرة إلى الكواكب إلى الغبار الكوني إلى كل شيء في هذا الكون تم بناؤه بإحكام عجيب، وهذا ما قاله القرآن عندما أمرنا أن ننظر ونتفكر. وخرجوا بنتيجة بحثهم أنه لا توجد أي فراغات في هذا الكون، وهذا ما قال به القرآن: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ).
لماذا ذكر الله هذه الحقيقة الكونية في كتابه؟
ولماذا حدثنا عن مادة مظلمة لا ترى؟ ولماذا حدثنا عن السماء ونحن نعلم أن السماء الدنيا هي كل ما نراه من مجرات هو ما دون السماء الدنيا؟ هنالك أناس يسمون طبقات الغلاف الجوي السماوات السبع، وهذا خطأ يقيناً، لأن السماوات السبع هي أبعد بكثير من مجال رؤيتنا، فأبعد مجرة مكتشفة ويبلغ بعدها بحدود أكثر من 20 ألف مليون سنة ضوئية، ونحن لا زلنا ضمن حدود السماء الدنيا لأن الله تبارك وتعالى يقول: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12].وهنا يأتي الهدف! كأن الله تبارك وتعالى يقول: أيها الإنسان انظر إلى هذا الكون الذي حدثتك عنه، فإذا ما رأيت هذا الإحكام، وهذا الإعجاز الكوني يتجلى في خلق الله تبارك وتعالى، وقد حدثتك الله عنه في القرآن، فلا بد أن تدرك أن صاحب هذا الكون، هو صاحب هذا الكتاب وأن خالق الكون تبارك وتعالى هو من أنزل هذا القرآن.
كذلك فإن الله تبارك وتعالى عندما يقول: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [الحاقة: 38-40]. تماماً كأن الله تبارك وتعالى يريد أن يرسل لك رسالة خفية، أيها الإنسان المشكّك: كما أن الله تبارك وتعالى حدثك عن أشياء لا تراها، وحدثك عن آيات كونية لا يمكن رؤيتها، وأنت اليوم في القرن الحادي والعشرين بعد تطور الأجهزة بشكل مذهل، وبعد اكتشاف هذه الحقائق من قبل آلاف العلماء، وذلك باستخدام مئات المراصد الكونية المتوضعة على الأرض وخارج الأرض وملايين الأجهزة من الكمبيوتر جميعها تعمل ليلاً نهاراً بهدف اكتشاف هذه الحقائق الكونية، عندما تدرك أن الله تبارك وتعالى حدثك عنها، فلا بد أن تدرك أن هذا الكلام هو قول رسول كريم، ليس كلام بشر، لأن البشر لا يمكن أن يجزموا بهذه الحقائق
فنحن نعلم أن القرآن نزل في القرن السابع الميلادي، وعندما نجد فيه حديثاً عن السماء وأنها ذات حبك، وذات طرق، وأن الله بنى فوقنا سبع طرائق وأنه أيضاً تبارك وتعالى وصفها بأنها شديدة (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12]، ويأتي العلماء اليوم ليصفوا هذه المادة المظلمة بنفس الصفات التي أطلقها القرآن قبل أربعة عشر قرناً..
فماذا يعني ذلك؟!
إنه يعني شيئاً واحداً: أن هذا القرآن هو كتاب من عند الله تبارك وتعالى وليس لبشر أي حرف فيه، كذلك فإن الله تبارك وتعالى يعلمنا كيف نرد على أعداء القرآن بشكل علمي، فالله تعالى يقول: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ). ويقول أيضاً: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [يونس: 101]. ويقول أيضاً: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) [العنكبوت: 20].
وهكذا آيات كثيرة إنما يعلمنا كيف نخاطب غير المسلمين بلغة العلم ولغة الحقائق العلمية لأننا عندما نقول لهؤلاء العلماء إن ما تكشفونه من أبحاث عن (المادة المظلمة) وصفاتها قد ذكرها الله في القرآن الكريم، فهذا دليل قوي ومقنع على أن هذا القرآن كتاب الله تبارك وتعالى

MAGIC7
2010-08-22, 08:24 PM
هل تحدث القرآن عن سرعة الضوء

http://www.kaheel7.com/userimages/300px-PrismAndLight1.JPG
هناك آية عظيمة تخفي وراءها إشارة إلى سرعة الضوء التي لم يتوصل العلماء إليها إلا حديثاً وهي قوله تعالى: (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون)....



لقد وضع رواد الفضاء أثناء رحلتهم إلى القمر عام 1969 مرايا زجاجية على سطح القمر، وبواسطة هذه المرايا يرسل العلماء من الأرض شعاعاً ليزرياً لينعكس عليها ويعود إلى الأرض، وبعملية حساب بسيطة يمكنهم أن يعرفوا المسافة الدقيقة التي تفصلنا عن القمر.
إن الذي يراقب القمر من خارج المجموعة الشمسية يرى بأن القمر يدور دورة كاملة حول الأرض كل 27.3 يوماً، ولكن بسبب دوران الأرض حول نفسها نرى القمر يتم دورة كاملة كل 29.5 يوماً.
http://www.kaheel7.com/userimages/orbit41414.jpg
يدور القمر حول الأرض بالنسبة لنا كل شهر دورة كاملة، ولكن بسبب دوران الأرض وبنفس الاتجاه أيضاً فإن الشهر يظهر لنا بطول 29.5 يوماً، بينما الحقيقة أن القمر يستغرق فقط 27.3 يوماً. والسؤال: ما هي المسافة التي يقطعها القمر أثناء رحلته حول الأرض في ألف سنة؟
إن الفكرة التي طرحها أحد العلماء المسلمين* هي أن الآية الكريمة تشير إلى زمنين متساويين، وهذا نوع من أنواع النسبية، يقول تعالى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [الحج: 47]. إذاً لدينا يوم ولدينا ألف سنة، فكيف يمكن أن نساوي بينهما؟ وما هو العامل المشترك؟
يعتبر العلماء أن سرعة الضوء هي سرعة كونية مميزة لا يمكن لأي جسم أن يصل إليها عملياً، وكلما زادت سرعة الجسم تباطأ الزمن بالنسبة له، ومتى وصل أي جسم إلى هذه السرعة (أي سرعة الضوء) توقف الزمن بالنسبة له، وهذا ملخص النظرية النسبية.
http://www.kaheel7.com/userimages/earth-moon1414.jpg
صورة تظهر المسافة والحجم الحقيقي للأرض والقمر، وأثناء دوران القمر حول الأرض يدور بمدار غير دائري (مفلطح) فيبلغ بعده عن الأرض 384 ألف كم وسطياً. ويدور القمر حول الأرض بسرعة وسطية تبلغ 1 كيلو متر في الثانية.
إن سرعة الضوء في الفراغ حسب المقاييس العالمية هي 299792 كيلو متر في الثانية، لنحفظ هذا الرقم لأننا سنجده في الآية بعد قليل.
إذا سمينا اليوم الذي ذكرته الآية باليوم الكوني (تمييزاً له عن اليوم العادي بالنسبة لنا) يمكن أن نكتب المعادلة التالية وفقاً للآية الكريمة (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ):
اليوم الكوني = ألف سنة عادية
إذاً لدينا علاقة خفية بين طول اليوم وطول الألف سنة، فما هي هذه العلاقة الخفية التي أرادها القرآن؟
1- حساب طول الألف سنة:
بما أن حساب الأشهر والسنين عادة يكون تبعاً لحركة القمر فإن الشهر بالنسبة لنا هو دورة كاملة للقمر حول الأرض. فكما هو معلوم فإن القمر يدور حول الأرض دورة كل شهر وبعد 12 دورة يتم السنة، وهكذا في نظام بديع ومحكم حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فالله تعالى يقول: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا) [التوبة: 36].
بعملية حساب بسيطة على أساس الشهر الحقيقي نجد أن القمر يقطع مسافة تقدر بـ 2152612.27 كيلو متر حول الأرض في دورة حقيقية كاملة. وهذه المسافة تمثل طول المدار الذي يسير فيه القمر خلال دورة كاملة أي خلال شهر.
وإذا أردنا حساب ما يقطعه القمر في سنة نضرب هذا المدار في 12 (عدد أشهر السنة):
2152612.27 × 12 = 25831347 كيلو متر.
وإذا أردنا أن نعرف ما يقطعه القمر في ألف سنة نضرب الرقم الأخير بألف:
25831347 × 1000 = 25831347000 كيلو متر
2- طول اليوم الواحد:
اليوم هو 24 ساعة تقريباً أما قيمة هذا اليوم يالثواني فتبلغ حسب المقاييس العالمية 86164 ثانية.
الآن أصبح لدينا قيمة الألف سنة هي 25831347000 كيلو متر وهي تمثل "المسافة". ولدينا طول اليوم وهو 86164 ثانية وهذا الرقم يمثل "الزمن".
ولكي ندرك العلاقة الخفية بين المسافة والزمن، نلجأ إلى القانون المعروف الذي يقول:
السرعة = المسافة ÷ الزمن
لدينا المسافة معلومة، والزمن معلوم:
مدار القمر في ألف سنة (المسافة) = 25831347000 كيلو متر.
طول اليوم الواحد (الزمن) = 86164 ثانية.
بقي لدينا المجهول الوحيد في هذه المعادلة وهو السرعة، نقوم بتطبيق هذه الأرقام حسب هذه المعادلة لنجد المفاجأة:
السرعة الكونية = 25831347000 ÷ 86164 = 299792 كيلو متر في الثانية، وهي سرعة الضوء بالتمام والكمال!!!
إذاً الآية تشير إشارة خفية إلى سرعة الضوء من خلال ربطها بين اليوم والألف سنة، وهذا سبق علمي للقرآن لا يمكن أن يكون قد جاء بالمصادفة أبداً!
تساؤلات
هناك بعض التساؤلات التي يمكن أن تصادف الإخوة القراء بعد قراءة هذا البحث ويمكن أن نلخصها في نقاط:
1- لماذا اعتبرنا أن هذه الآية تشير إلى سرعة الضوء؟
2- لماذا لم يتحدث القرآن صراحة عن سرعة الضوء؟
3- هل يعني هذا البحث أن الأمر الإلهي يسير بسرعة الضوء؟
والحقيقة أن القرآن يحوي إشارات خفية لا يمكن لأحد أن يراها مباشرة، بل تبقى مئات السنين حتى يأتي العصر المناسب لتنكشف المعجزة وتكون دليلاً على صدق هذا القرآن وأنه الرسالة الخالدة المناسبة لكل زمان ومكان.
إن الآية ربطت بين "يوم" و "ألف سنة" وكما لاحظنا فإن العلاقة بين اليوم الكوني والألف سنة العادية (مما نعد) هي رقم قيمته 299792 وهذا العدد يمثل سرعة الضوء بدقة شبه تامة، فكيف نفسر وجود هذا العدد في القرآن؟
أسرع من الضوء
يقول تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [السجدة: 5]. وقد طرح المشككون سؤالاً: هل يسير الأمر الإلهي بسرعة الضوء؟ ونقول إن الآية الكريمة تشير إشارة خفية إلى سرعة الضوء، أما قوله تعالى: (ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) فهذا يعني أن الأمر الإلهي يعرج إلى السماء السابعة في يوم واحد، أو ألف سنة مما نعد، ولكن ماذا يعني ذلك؟
إنه يعني إشارة خفية إلى وجود سرعة أكبر بكثير من سرعة الضوء!!! فنحن نعلم أن أبعد مجرة مكتشفة بحدود عشرين ألف مليون سنة ضوئية، أي أن الضوء يحتاج إلى عشرين ألف مليون سنة، وهذه المجرة هي دون السماء الدنيا، لأن كل ما نراه من مجرات هي زينة للسماء الدنيا لأن الله يقول: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) [فصلت: 12].
إن الضوء يقطع في يوم واحد مسافة مقدارها: 25831347000 كيلو متر، وهذه المسافة ضمن حدود المجموعة الشمسية، ولذلك فإن سرعة الضوء غير كافية لعبور السماء الدنيا في يوم واحد ولابد من وجود سرعة أعلى من سرعة الضوء بكثير، وهذا ما يعتقده بعض العلماء اليوم!
فقد بدأ العلماء يلاحظون بعض الظواهر الكونية مثل ظاهرة المادة المظلمة، وبدأ الاعتقاد لديهم ينمو بأن الضوء ليس هو الأسرع في الكون بل هناك سرعة كونية أعلى بكثير! وقد طرحت الفكرة لأول مرة من قبل عالمين في بريطانيا وأمريكا في أواخر القرن العشرين، هكذا يقول العلماء.
وحتى تاريخ كتابة هذا البحث لا توجد أية قياسات تثبت هذه النظرية، ولكن القرآن يؤكد وجود سرعة كونية أعلى من سرعة الضوء، ولذلك يمكن أن نقول إن القرآن أشار إلى هذه النظرية قبل أربعة عشر قرناً، وهذا نوع من أنواع الإعجاز.
بقي لدينا إشارة خفية في الآية إلى شكل الطريق الذي يسلكه أي جسم في الفضاء وهو الطريق المتعرج، فجميع المراكب الفضائية والنيازك غير ذلك من الأجسام تسير في الفضاء وفق مسار متعرج وليس بخط مستقيم، بسبب وجود مجالات قوية من الجاذبية تغير مسار أي جسم في الفضاء، وحتى الأشعة الكونية والضوء وغير ذلك من أنواع الطاقة فإنها تسلك طرقاً متعرجة أيضاً لأنها تتأثر بحقول الجاذبية العنيفة في الكون، والله أعلم.

لفت انتباه
لقد لفتت انتباهنا إحدى الأخوات الفاضلات إلى ملاحظة وهي إلى أننا اعتبرنا اليوم الكوني 24 ساعة (تقريباً) وكل ساعة 3600 ثانية، فمن أين جئنا بهذا التقسيم؟ وأقول: إن هذا التقسيم هو اجتهاد بشري والهدف منه استخراج الإشارة القرآنية لسرعة الضوء، وليس بالضرورة أن يكون اليوم الكوني كذلك، وقد يكون في هذه الآية العظيمة إشارات أخرى لسرعات كونية كبيرة.
فقد حدثنا الله تعالى عن سرعة الأمر الهي وقرنها بسرعة البصر فقال تعالى: (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر: 50]. وهناك آية ثانية تتحدث عن لحظة حدوث القيامة وأنها تأتي مفاجئة بلمج البصر، يقول تعالى: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النحل: 77].
وقد تحوي هذه الآيات إشارة إلى السرعة الكونية القصوى التي يبحث عنها العلماء ويتحدثون عنها، ولكن هذه المسألة تحتاج لمزيد من البحث والتدبر.
يقول تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [السجدة: 5]. ويقول أيضاً: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج: 4]. لنتأمل التعبيرين في الآيتين:
1- (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ).
2- (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ).

والسؤال الذي نود أن نختم به هذا البحث: لماذا ذكر الله في الآية الأولى (مِمَّا تَعُدُّونَ) بينما الآية الثانية لم يذكر فيها هذه العبارة؟ ماذا يعني ذلك؟ هذا السؤال سيكون موضوع بحث قادم بإذن الله تعالى، ونرجو من جميع الإخوة والأخوات التدبر والتفكر في هاتين الآيتين وتزويدنا بأي فكرة تصلح لبناء بحث علمي، نسأل الله أن يتقبل من الجميع

MAGIC7
2010-08-22, 08:25 PM
البروج الكونية

http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_towers_00.JPG

ما هي حقيقة البروج الكونية؟ ماذا يقول علماء القرن الحادي والعشرين؟ وماذا يقول القرآن الذي نزل في القرن السابع الميلادي؟ لنقرأ ونـتأمل ونتدبر هذه الآيات العظيمة...


يقول تبارك وتعالى في محكم الذكر: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 64]. سوف نعيش في رحاب هذه الآية الكريمة وما تحويه من معجزات كونية مبهرة، وهذه المعجزات أيها الأحبة لم تتضح إلا حديثاً جداً في القرن الحادي والعشرين، وقد أودع الله تبارك وتعالى هذه المعجزات في آيات كتابه لتكون دليلاً على صدق هذا الكتاب، والله تبارك وتعالى هو القائل: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53]. ولكن قبل ذلك دعونا نأخذ فكرة عن الكون، وما يحويه من بناء محكم ومجرات لا يعلم عددها إلا الله تعالى، وغبار كوني ودخان كوني ومادة مظلمة لا يعلم طبيعتها إلا الخالق تبارك وتعالى.
ففي البداية.. طالما نظر الناس إلى كوننا على أنه كون ثابت، وأن الأرض التي نعيش عليها هي في مركز الكون، وأن الشمس والقمر والكواكب والنجوم تدور حول هذه الأرض، وهكذا تصور العلماء الكون على أنه كون ثابت وأن الأرض تقع في مركز الكون وهي ثابتة لا تتحرك، وأن النجوم تدور حولها في أفلاكها.
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_towers_01.JPG

عندما جاء العصر الحديث، اكتشف العلماء أن كل ما نراه من نجوم في السماء هو جزء ضئيل من مجرتنا درب التبانة. هذه النجوم التي نراها في السماء بالعين المجردة هي جزء من هذه المجرة والمجرة هي تجمع من النجوم يحوي مئات البلايين من النجوم. وبعد ذلك اخترع العلماء العدسات المقربة أو التلسكوبات فاستطاعوا أن ينظروا خارج مجرتنا، فرأوا أن الكون يزهر بالمجرات، وقدروا عدد هذه المجرات بأكثر من مائة ألف مليون مجرة كلها تسبح في هذا الكون الواسع بنظام دقيق.
ولكن في البداية ظن العلماء أن هنالك فضاءً كونياً كبيراً، واعتبروا أن المسافات التي بين النجوم والمجرات فارغة لا تحوي شيئاً ولذلك أطلقوا مصطلح Space أي "فضاء" ولكن بعد ذلك تبين لهم أن هذا الفضاء ليس فضاءً بكل معنى الكلمة، اكتشفوا وجود مادة مظلمة تملأ الكون، حتى إن بعض الحسابات تخبرنا بأن نسبة المادة المظلمة والطاقة المظلمة وهي مادة غير مرئية لا نراها ولا نعرف عنها شيئاً تشغل من الكون أكثر من 96 % والمادة المرئية والطاقة المرئية أيضاً الطاقة العادية يعني لا تشغل إلا أقل من 4 % من حجم هذا الكون.
لقد بدأ العلماء يكتشفون بنية معقدة لهذا الكون، فاكتشفوا بأن المجرات تتوضع على خيوط دقيقة وطويلة تشبه نسيج العنكبوت، واكتشفوا أيضاً أن المادة المظلمة تنتشر في كل مكان وتسيطر على توزع المجرات في الكون.
وبعد ذلك أدركوا أنه لا يوجد أي فراغ في هذا الكون فأطلقوا كلمة Buildingأي "بناء" على هذا الكون، وهذه الكلمة جديدة عليهم لأنهم رؤوا في هذا الكون بالفعل بناءً محكماً، ولكن هذه المعلومة ليست جديدة على كتاب الله تبارك وتعالى، فقد وصف الله عز وجل السماء في آيات القرآن بأنها بناء، لا توجد ولا آية واحدة تتحدث عن السماء وتصفها بأنها فضاء، لا.. إنما دائماً نجد القرآن يستخدم كلمة البناء، يقول تبارك وتعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ ق: 6]، ويقول في آية أخرى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [البقرة: 21-22]، ويقول في آية أخرى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ) أي بقوة (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47] هذه الآية تتحدث عن التوسع الكوني الذي ينادي به العلماء اليوم.
وفي آية أخرى يقول تبارك وتعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ) [غافر: 64]، ويقول أيضاً مقسِماً بالسماء: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا) [الشمس: 5]، وهكذا آيات كثيرة تأتي دائماً بصيغة البناء لتؤكد لنا أن الكون بناء، وهذا ما وجده العلماء يقيناً في القرن الحادي والعشرين.
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_towers_02.JPG

وجد العلماء بأن الكون عبارة عن بناء محكم، ولذلك فالأبحاث الصادرة حديثاً، والتي ينال أصحابها الجوائز عليها، تهدف بالدرجة الأولى الأبحاث الكونية الحديثة إلى اكتشاف بنية الكون، تهدف إلى اكتشاف البناء الكوني. وهنا تتجلى معجزة القرآن، فالعلماء عندما أطلقوا على الكون اسم (فضاء) كانوا مخطئين، واليوم يعدلون عن هذه التسمية إلى ما هو أدق منها فيستخدمون كلمة (البناء) من أجل وصف الكون، ولكن هذه الكلمة موجودة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً في كتاب الله تعالى تبارك وتعالى، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القرآن الكريم دقيق من الناحية العلمية واللغوية، فجميع كلماته تأتي مناسبة تماماً للحقيقة الكونية التي يصفها.
ولكن.. ماذا يعني قوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا) ما معني كلمة (قَرَارًا)، وكيف نحسُّ بهذا القرار؟ إننا نعيش على هذه الكرة الأرضية، والله تبارك وتعالى زوّد هذه الأرض بحقل للجاذبية بحيث أنه يجذبنا إليها في كل لحظة، فنحس بالاستقرار.
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_towers_03.JPG

إن رواد الفضاء مجرد أن غادروا الغلاف الجوي، وارتفعوا خارج الأرض فإنهم على الفور يفقدون أوزانهم ويحس رائد الفضاء وكأنه يسبح في بحر عميق، فإذا أراد أن يأكل اضطرب لديه نظام الأكل، لأنه تعود على نظام الجاذبية الأرضية، وإذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم لأنه ليس لديه أرض يستقر عليها وينام عليها، بل إنهم أحياناً يضعون نوابض على رؤوسهم ليضغطوا هذه الرؤوس فيحسّون بشيء من الثقل ليتمكنوا من النوم، وتضطرب لديهم الذاكرة، وتضطرب لديهم الدورة الدموية، ونظام عمل القلب يضطرب، وكثير من الأشياء.
كل هذه النعم لم نحس بها إلا بعد أن غادر رواد الفضاء وخرجوا خارج الأرض ووصفوا لنا ما يحسون به، وهناك علم قائم بذاته اليوم، يدرس المشاكل التي يسببها فقدان الجاذبية الأرضية، وهذا العلم يهتم بالدرجة الأولى برواد الفضاء، وبالناس الذين يمضون فترات طويلة سواء في الفضاء الخارجي أو في الغواصات في أعماق البحار.
ومن هنا ندرك أهمية هذه الجاذبية وأهمية هذا القرار وهذا الأمر لم يكن أحد يدركه في زمن نزول القرآن ولكن الله تبارك وتعالى ذكرنا بهذه النعمة فقال: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [غافر: 64]. لو تأملنا جميع الأبحاث الكونية الصادرة حديثاً، نلاحظ أن هذه الأبحاث تؤكد أن الكون ليس فيه أي فراغ على الإطلاق، وهذا ما وصفته لنا الآية في قول الحق تبارك وتعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ) [ ق: 6].
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_towers_04.JPG

في البداية اعتقد علماء الفلك عندما رأوا فجوات في السماء أن الكون يحوي هذه الفجوات العميقة والضخمة جداً، فأطلقوا عليها اسم (الفجوات الكونية ) أو (الثقوب الكونية ) واعتبروا أنها عبارة عن فراغات لا يوجد فيها أي شيء، ولكن بعد أن اكتشفوا المادة المظلمة ماذا وجدوا؟ وجدوا أن هذه الفراغات ليست بفراغات حقيقة، إنما تحوي مادة مظلمة غير مرئية تساوي أضعاف ما يحويه الكون من المادة العادية المرئية، وهنا أيضاً يتجلى القسم الإلهي عندما قال تبارك وتعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ، وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ) [الحاقة: 39] إذاً هناك أشياء لا نبصرها وهي أعظم من الأشياء التي نبصرها.
البروج
إذا تأملنا هذه الآية الكريمة (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ) [ ق: 6] نلاحظ أن الكون فعلاً فيه بناء هندسي رائع، فالعلماء بعدما اكتشفوا النسيج الكوني، يتحدثون عن (حُبُك) موجودة في هذا الكون، يتحدثون عن نسيج محكم يملأ هذا الكون، يتحدثون عن أعمدة كونية، حتى أنهم اكتشفوا منذ مدة جدران كونية كل جدار يبلغ طوله ملايين السنوات الضوئية، جدار مليء بالنجوم والمجرات (جدار كوني) وهنالك أعمدة كونية أيضاً، وهنالك جسور كونية، وهنا ربما نتذكر قول الحق تبارك وتعالى عندما قال عن نفسه: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ) [الفرقان: 61] فما هي البروج الكونية؟
لقد فسر بعض العلماء هذه الآية على أن البروج الكونية هي: النجوم التي تصطف بطريقة معينة توحي إليهم ببعض الحيوانات مثل الثور والعقرب والجدي وغير ذلك، فأطلقوا على هذه أسماء البروج وعددها اثنا عشر برجاً، ولكن تبين للعلماء بعدما اكتشفوا الكون وأسراره والأبعاد بين المجرات والنجوم: أن هذه النجوم التي تظهر لنا وكأنها على نفس المستوى، تبين أن هذه النجوم لا علاقة فيما بينها، قد يكون هنالك نجم نرى بجانبه نجماً آخر وقد يكون هذان النجمان بعيدين عن بعضهما جداً، وليس بينهما أي علاقة أو قوى جذب، إنما فقط الذي يصلنا هو الإشعاع، وقد يكون بعض هذه النجوم مات واختفى، وبعضها لا زال موجوداً، فجمعيها الله أعلم بمواقعها الحقيقية.
ولذلك عندما أقسم الله بالنجوم لم يقل: (فلا أقسم بالنجوم) (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) [الواقعة: 75-78]. إذاً النجوم التي اعتبرها العرب قديماً، وبعض الحضارات القديمة بروجاً، ليست هذه التي يتحدث عنها القرآن، فعندما قال الله تبارك وتعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا) لا يقصد هذه البروج التي لا يوجد أي صفة علمية لها، إنما يقصد الله تبارك وتعالى – والله أعلم – الأبنية الكونية وهي التي ما يتحدث عنها العلماء اليوم.
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_towers_05.JPG

يتحدث العلماء اليوم عن جدار عظيم بطول 500 مليون سنة ضوئية، ويتحدثون عن جسور كونية هائلة تمتد لمئات الملايين وأحياناً لآلاف الملايين من السنوات الضوئية، ويتحدثون عن بناء كوني مبهر، فهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ) بل إن الله تبارك وتعالى أقسم بهذه السماء فقال: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ) [البروج: 1].
إن هذا البناء الكوني، وهذه الأبراج الكونية عظيمة جداً، ومع أن العلماء لا يتحدثون اليوم عن بناء متكامل (برج متكامل) إنما يتحدثون عن أعمدة، وجسور، وجدران، وقد يكتشفون حديثاً أو بعد مدة أن في الكون أبنية كل بناء يشبه البرج في بناءه وهندسته وارتفاعه، وسوف يكون بذلك القرآن أول كتاب يتحدث عن هذه الأبنية الكونية العظيمة في قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ).
اكتشف العلماء حديثاً بناء كونياً عظيماً يبلغ طوله 200 مليون سنة ضوئية، ويتألف هذا البناء الذي يدعى Lyman من عدة مجرات تصطف على خطوط تشبه البناء الهندسي الجميل، وبين هذه المجرات هناك فقاعات من الغاز الكوني يبلغ قطر كل منها بحدود 400 ألف سنة ضوئية، أي ضعفي طول مجرة الأندروميدا!
هذه الفقاعات تشكلت بنتيجة انفجار النجوم، ويقول العلماء إن هذه الفقاعات سوف تقوم بتشكيل نجوم أخرى لاحقاً. ويقول الباحث "رويسوكي ياماوتشي" من جامعة توهوكو إن أي جسم بهذا الحجم والكثافة هونادر الحصول حين تكوّن الكون في الماضي.
ويحاول العلماء اكتشاف المزيد من البنى الكونية، ولديهم إحساس بأن هذا الكون هو عبارة عن مجموعة من الأبنية الضخمة! إن هذا البناء تشكل بعد نشوء الكون بـ 2000 مليون سنة، وقد تم اكتشاف هذه البنية الضخمة بواسطة تلسكوبي سوبارو وكيك.
ا

http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_towers_06.JPG

اكتشف علماء من أستراليا وتشيلي مجموعة مجرات جديدة تبعد بحدود 10800 مليون سنة ضوئية، ويقولون إن المجرات التي شاهدوها تمثل شكل الكون قبل 10800 مليون سنة، وكما نعلم فإن السنة الضوئية هي ما يقطعه الضوء في سنة كاملة، علماً بأن الضوء يسير بسرعة تقدر بـ 300 ألف كيلو متر في الثانية، وبالتالي يقطع في سنة واحدة 9.5 تريليون كيلو متر، أي أن السنة الضوئية هي 9.5 تريليون كيلو متر.
ما هو الهدف من ذكر هذه الحقائق الكونية؟
لماذا ذكر الله تبارك وتعالى حقيقة البناء الكوني: هل لمجرد حب المعرفة؟ أم هناك هدفاً عظيماً من وراء هذه الحقيقة؟ يقول تبارك وتعالى مذكراً عباده: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) تأملوا معي هذا الخطاب للناس جميعاً مهما كانت عقيدته أو لغته، الخطاب هنا ليس للمؤمنين فحسب بل يشمل الناس جميعاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: 21]، والسؤال: ما هو الدليل على أن الله تعالى هو قائل هذه الكلمات؟
يأتيك الدليل مباشرة: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا)وبالفعل يقول العلماء إن الأرض ممهدة ومفروشة بطريقة دقيقة جداً تصلح للحياة بعكس القمر مثلاً، القمر غير صالح للحياة على الإطلاق بسبب الفوهات الكثيرة فيه، وبسبب الحفر والجبال والوديان والشقوق التي فيه. ثم يقول تبارك وتعالى في الآية التالية: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) أي إذا كنتم في شك من هذا القرآن: (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 22-23]، فهذه الحقائق الكونية التي أودعها الله في كتابه هي أصدق دليل في هذا العصر على صدق هذا الكتاب وأن الله تعالى قد رتبه بطريقة لا يمكن لأحد أن يأتي بمثلها.
وخلاصة القول:
ذكر القرآن حقيقة البناء الكوني الذي اكتشفه العلماء حديثاً، وذكر حقيقة الجاذبية الأرضية وفائدتها وأهميتها في استقرار البشر، وهي أمر لم يكتشف إلا في العصر الحديث، وذكر كذلك حقيقة البروج الكونية وهي ما يتحدث عنه العلماء اليوم، وأكد أنه لا فراغات أو فجوات أو فروج في السماء، وهو ما يؤكده العلماء اليوم... وهكذا حقائق لا تُحصى تأتي جميعها لتشهد على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام

ونقول لكل من لم يقتنع بعد بإعجاز القرآن العلمي: ماذا نسمي هذه الحقائق السابقة؟ هل نسميها إعجازاً أم أنها كلام عادي؟ عندما يصف القرآن السماء بكلمة (بناء) ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليطلقوا الكلمة ذاتها على الكون أي كلمة Building أي (بناء)، ماذا نقول عن هذا التطابق الكامل؟ هل يمكن لإنسان عاقل أن يصدق أن هذا التطابق جاء بالمصادفة؟! إن هذا التطابق هو دليل مادي ملموس على أن القرآن نزل ليكون صالحاً لكل زمن ومكان، وهو صالح لعصرنا هذا ويخاطب علماء العصر بلغتهم: لغة الحقائق العلمية، فهل تقتنع معي يا صديقي الملحد بأن هذا القرآن هو الحق؟ إذاً استمع معي إلى هذا البيان الإلهي العظيم: (وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ * وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) [يونس: 37-41

MAGIC7
2010-08-22, 08:26 PM
الفتق الكوني: حقائق جديدة



http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_rip_00.jpg

هل نظرية الانفجار العظيم صحيحة؟ وهل يمكن أن نفسر بها آية الرتق والفتق في القرآن؟ وما هي الحقائق الجديدة التي تثبت أن الكون كان أشبه بنسيج ثم تباعدت خيوطه وانفتقت، لنقرأ.....



أرسل لي أحد الإخوة الأفاضل (جزاه الله خيراً وكل من يساهم معنا ولو بمعلومة نافعة) ببحث جديد نشر على موقع science news بعنوان: From Dark Matter to Light أي: من المادة المظلمة إلى الضوء، وهذا البحث نشر أساساً على مجلة Astrophysical Journal والذي لفت انتباهي أن الباحثين مقتنعون اليوم تماماً أن هناك خيوط كونية تتوضع عليها المجرات، وهذه الخيوط تتباعد عن بعضها تماماً كما تتباعد خيوط النسيج!!
ولكن دعونا نقف لحظة عند قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. (الرتق) في اللغة هو عكس (الفتق)، وفي معجم القاموس المحيط: فتقه أي شقَّه، وهاتين الكلمتين تُستخدمان مع النسيج، فعندما يمزق النسيج ويباعد بين خيوطه نقول (فتق الثوب)، والرتق هو العكس، أي جمع وضم هذا النسيج.
وفي تفسير ابن كثير: "ألم يروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً أي كان الجميع متصلاً بعضُه ببعض، متلاصق متراكم بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر".
إذاً فهم ابن كثير من الآية أن الكون (السموات والأرض) كان عبارة عن مادة متلاصقة متقاربة من بعضها متراكمة فوق بعضها، وطبعاً هذا كان في بداية الخلق. ثم باعد الله بين السماء والأرض وفصل بينهما.
ولو تأملنا ما جاء في البحث السابق نرى بأن الباحثين يتحدثون بدقة عما تحدث عنه ابن كثير!! فهم يقولون إن الكون في بداية أمره كان عبارة عن مادة على شكل نسيج متقارب ومتراكم بعضه فوق بعض، ثم بدأت خيوط هذا النسيج تتباعد خلال بلايين السنين.
والعجيب أنهم صوَّروا هذه العملية (أي عملية الفتق وتباعد خيوط النسيج) باستخدام السوبر كمبيوتر، ووصلوا إلى نتيجة شبه يقينية أن خيوط النسيج الكوني تتباعد عن بعضها باستمرار تماماً كما تتباعد خيوط القماش نتيجة تمزقه!
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_rip_01.JPG

صورة تبين لنا بواسطة الكمبيوتر أن الكون في بداياته (450 مليون سنة بعد خلقه) كان عبارة عن خيوط من المادة متماسكة ومتقاربة مثل خيوط القماش (الصورة اليمنى)، ثم بدأت هذه الخيوط بالتباعد وكأننا نمزق هذا القماش والصورة اليسرى تصور لنا الكون بعد 6000 مليون سنة من خلقه تأمل الفراغات السوداء كيف كبُرت وكيف تتباعد الخيوط عن بعضها، وهذه الخيوط هي مجرات. والله أعلم. المصدر http://www.sciencenews.org/articles/20080322/bob10.asp
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_rip_02.JPG

تأملوا معي الصورة اليمنى التي تمثل الخيوط الكونية، وتأملوا معي الصورة اليسرى التي تمثل هذه الخيوط ولكن بعد فترة من الزمن، ونلاحظ أن الخيوط تتباعد وكأننا أمام قطعة نسيج تنفتق وتتمزق ولكن بإحكام مذهل! ويلاحظ العلماء أن المجرات تتدفق على طول الخيوط، باتجاه العقد في هذا النسيج، وكل نقطة مضيئة في هذه اللوحة هي تجمع للمجرات، فتأملوا عظمة هذا الرتق الكوني! المرجع: مختبر ماكس بلانك ألمانيا.
التفسير الحديث للآية
القرآن نزل قبل 1400 سنة ولا زال المسلمون يحاولون فهمه وتدبره واستخراج عجائبه، والقرآن مليء بالآيات الكونية، وهذه الآيات لا يجوز لنا أن نهملها بحجة أنه لا يجوز تفسيرها بالنظريات العلمية، لأن المؤمن مطلوب منه أن يتدبر القرآن باستمرار، وعندما يصل لآية كونية لا يجوز له أن يتجاوزها بل يتفكر فيها لأنها جزء من القرآن.
فقد فسر علماؤنا في العصر الحديث هذه الآية على أنها تتحدث عن الانفجار العظيم، وهي نظرية لم تثبت بعد ولكنها أفضل الموجود لتفسير نشوء الكون. وملخصها أن الكون كان كتلة صغيرة ثم انفجر وتباعدت أجزاؤه ثم شكل الذرات ومنها تشكلت النجوم والمجرات والشمس والقمر والأرض كما هو الوضع عليه اليوم.
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_rip_03.JPG

نظرية الانفجار الكبير صحيحة جزئياً، فهي من حيث المبدأ صحيحة أي أن الكون كان كتلة واحدة ثم انفصلت أجزاؤها مشكلة المجرات والنجوم والكواكب، ولكن يوجد بها خطأ لأن الانفجار لا يُنتج النظام الذي نراه في الكون، بل الانفجار ينتج الفوضى والدمار.
ولكن مشكلة هذه النظرية أنها لا تقول لنا من أين جاءت الكتلة الأولية؟ مَن الذي أحدث الانفجار؟ وكيف يمكن لانفجار عشوائي أن يخلق كوناً منظماً بهذه الدقة الفائقة؟ ولذلك استأنس علماؤنا بهذه النظرية على الرغم من عيوبها لأنها أفضل الموجود.
ولكن بعدما تطور العلم وبدأ العلماء يتحدثون عن الخيوط العظمى، وأن هذه الخيوط من المادة كانت متماسكة وقريبة من بعضها في بداية نشوء الكون، ثم بدأت تتباعد وفق نظام محكم يعتبره العلماء من أعظم الظواهر الكونية، هذه النظرية الجديدة والتي هي أقرب للحقيقة اليقينية، لأنها مشاهدة، فالمجرات تم رصدها في الكون ووضعها على شبكة ثلاثية الأبعاد على الكمبيوتر العملاق، وطُلب منه أن يضع كل مجرة في مكانها فكانت المفاجأة للعلماء أنهم رأوا خيوطاً من المجرات تتشابك وتتباعد عن بعضها عبر بلايين السنين.
ولذلك يا أحبتي نستطيع أن نقول إن وجود هذه الخيوط الكونية المتقاربة في بداية الخلق هو الرتق الذي حدثنا عنه القرآن، وتباعد هذه الخيوط بنظام محكم هو الفتق، وهكذا يتحقق معنى الآية لغوياً وتفسيرياً.
كيف فهم ابن عباس هذه الآية
هناك تفسير رائع لابن عباس رضي الله عنه يقول فيما معناه: كانت السماء رتقاً لا تمطر، وكانت الأرض رتقاً لا تُنبت، ففتق الله السماء بالمطر، وفتق الله الأرض بالنبات. وبالفعل ثبُت علمياً أن الأرض كانت في بداية خلقها ملتهبة لا تنبت، والغلاف الجوي لم يكن قد تشكل أي لا توجد أمطار، ثم تشكل الغلاف الجوي للأرض وتشكلت الغيوم وبدأت السماء تمطر، وبدأت الأرض تنبت بعد أن تبردت وتشكلت الجبال والأنهار والبحار.
هذه عظمة القرآن أن كل إنسان يستطيع أن يفهمه حسب ثقافة عصره، ولا نجد أي تناقض في فهم كتاب الله تعالى وهذا ما حدثنا عنه القرآن بل أمرنا بالتدبر من أجله، يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
هل هناك تناقض في القرآن؟
وهنا أود أن أتوقف معكم لأقول يا أحبتي: لا مشكلة إذا أخطأ مفسر في تفسير آية، لأن القرآن هو الحقيقة المطلقة التي لا تتغير، أما التفسير فهو يمثل فهم البشر للآية. وبما أن الناس يختلفون في مستوى فهمهم وبما أن العلم يتطور فلابد أن يكون هناك تطور في التفسير، وهذا لا يسيء للقرآن، بل يؤكد على أن هذا القرآن مناسب لكل عصر من العصور، لأنه لا يوجد كتاب على وجه الأرض (إلا القرآن) يمكن تفسيره بشكل منطقي وبما يتفق مع العلم مهما تطور العلم!
وفي هذا رد على من ينكر الإعجاز العلمي بحجة حرصه على القرآن، فالأخطاء التي تصدر من البشر تبقى للبشر، ويبقى القرآن منزهاً عن الخطأ. والمؤمن إذا اجتهد فأخطأ فله أجر (بشرط أن يكون مخلصاً) وإذا اجتهد فأصاب فله أجران. وهذا يثبت أنه لا تناقض في القرآن ولا اختلاف، بل تعدد في التفاسير وتعدد في فهم النص القرآني، لأن القرآن نزل للبشر كافة.
وأقول يا إخوتي بصفتي باحث في هذا العلم إن من يكتب في الإعجاز العلمي لا يجزم بأن تفسيره العلمي للآية هو الصواب المطلق، وحسب اعتقادي أن معظم كتاب الإعجاز العلمي يعرفون ذلك، ويدركون أن أبحاثهم هي اجتهادات وليست قرآناً!!! القرآن مطلق وثابت ولكن التفسير يتغير حسب تطور العلم وهذا لا يسيء للقرآن أبداً، إلا أولئك الذين في قلوبهم زيغ ومرض فنجدهم يتتبعون أخطاء الباحثين بهدف التشكيك في كتاب الله تعالى، ولكن من عظمة القرآن أنه حدثنا عن أمثال هؤلاء قبل أربعة عشر قرناً. تأملوا معي هذا النص القرآني العظيم: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 7].
وقد يقول قائل: لماذا أنزل الله الآيات المتشابهات؟ هل ليضلنا عن الحق؟ أليس هذا ظلم للناس؟ إذاً لماذا يعذبهم؟ وأجيب بسؤال: هل تعرفون أحدث طريقة للامتحانات في الجامعات الأمريكية؟ إنها طريقة الإجابات المضللة!! حيث يطرحون على الطالب سؤالاً ويضعون له أربع إجابات مضللة أي خاطئة وإجابة واحدة صحيحة، وعليه أن يختار، وهنا يظهر الطالب المجد من الطالب الكسول. ولا أتوقع أن أحداً يقول إن الأساتذة يضلون الطلاب! مع العلم يحاول الأساتذة وضع الإجابات المضللة قدر الإمكان، لذلك يضعون عدة إجابات مضللة.
ولكن الله تعالى وضع لنا طريقاً شديد الوضوح، ووفر علينا العناء والتفكير فأنزل هذا القرآن، وأمرنا أن نطبق ما فيه، فهل هذا إضلال أم هداية؟؟ إن وجود وسائل الضلال مثل الشيطان والشر والشهوات هي أمور لابد منها، ليختبر الله صدق إيماننا به ومدى طاعتنا له.
فالملحدون والمشككون ماذا يفعلون: (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) أما المؤمنون ماذا يقولون: (يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا). ولذلك ماذا قال تعالى بعد ذلك؟ لقد علمنا دعاء عظيماً ينبغي أن نكرره، فالله تعالى هنا كأنما يعطيك الإجابة الصحيحة ويلقنك ما ينبغي عليك قوله وفعله، ولذلك علمنا هذا الدعاء: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران: 8-9].
فبالله عليكم! بعد أن بين لنا الله طريق الهدى وسخر لنا أسباب الهداية، علَّمنا كل شيء من خلال الكتاب والسنة، ووضح لنا طريق الشر ونهانا عن الفواحش وعن الضلال وحذرنا من الشيطان وأساليبه في الإغواء وأراد لنا الخير، فهل نسمي هذا إضلالاً أم نسميه هداية؟ بالله عليكم لو أن طالباً في قاعة امتحان، جاءه الأستاذ وأعطاه الجواب الصحيح، وأصرّ الطالب على وضع الإجابة الخاطئة، فرسب في الامتحان، فماذا نسمي ذلك؟ ومن هنا الذي ظلم نفسه؟ هل نقول إن الأستاذ ظلم الطالب أم أن الطالب ظلم نفسه؟
هذا هو الله تعالى! يريد لنا الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، فيا ربنا لا تؤاخذنا بظلم هؤلاء لأنفسهم، واجعلنا من عبادك الطائعين الفائزين في الدنيا والآخرة: (رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [آل عمران: 53

MAGIC7
2010-08-22, 08:26 PM
الأنهار الكونية

http://www.kaheel7.com/userimages/060320221139asa.JPG

وهذا اكتشاف علمي جديد يستخدم فيه الغرب نفس الكلمة القرآنية، لنقرأ عن هذه الأنهار من النجوم والتي تتدفق في مجرتنا، وندرك عظمة هذا الدين....



علماء أمريكيون اكتشفوا مؤخراً نهراً طويلاً تتدفق فيه النجوم وتجري بشكل يسحر العقول ويحير الألباب، وهذا النهر يبعد عنا 76000 سنة ضوئية، ويجري في هذا النهر بحدود 50000 نجم! ويؤكد العلماء أن مثل هذه الأنهار تنتشر بكثرة في الكون وتجري عبرها النجوم بشكل يشبه جريان الماء في الأنهار على الأرض.
ولو تأملنا اكتشافاتهم نلاحظ أنهم يستخدمون كلمة Stream وهذه الكلمة تعني بالضبط (يجري)، وهي الكلمة التي يستخدمها القرآن للتعبير عن حركة الشمس وكما نعلم الشمس هي نجم من النجوم، ويوجد في مجرتنا أكثر من مئة ألف مليون شمس جميعها تجري بنظام محكم. وقد عبَّر الله تعالى عن حركة الشمس بكلمة (تجري) فقال: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38].
الذي لفت انتباهي في الدراسة المنشورة في مجلة Astrophysical Journal Letters في آذار/مارس 2006 أن صاحب الاكتشاف وهو الباحث Carl Grillmair وهو باحث أمريكي يعمل في California Institute of Technology's Spitzer Science Center أنه يحاول أن يربط بين الأنهار التي في السماء والأنهار التي على الأرض!
http://www.kaheel7.com/userimages/cena_peng_c144.JPG

صورة من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا يؤكدون فيها وجود أنهار غزيرة من النجوم تتدفق في مجرتنا، سبحان الله!
ويقول في بحثه: إن دراستنا للأنهار التي تجري فيها النجوم ضرورية جداً لمعرفة كيف تشكلت المجرات، تماماً مثل دراستنا للأرض والجبال لمعرفة كيف تشكلت الأنهار. والعجيب يا أحبتي أن الله تعالى عندما حدثنا عن جريان الشمس جاء في الآية التالية مباشرة الحديث عن أنهار الأرض وجبالها وحركة القشرة الأرضية عليها! يقول تعالى في سورة الرعد: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) [الرعد: 2]، ثم قال في الآية التالية مباشرة: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3].
وهنا ندرك أن الحديث عن جريان الشمس والقمر، والأنهار لم يأت عبثاً إنما هناك إشارات قرآنية تدل على أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون من عند بشر بل هو كلام رب البشر سبحانه وتعالى. بل إن العلماء يقولون إن هذه الأنهار الكونية لا يمكن لأحد أن يراها أو يتنبأ بها قبل عام 2006 وذلك بعد أن استخدم العلماء تقنية تعرف باسم الترشيح المتناظر matched filtering ولا زالت الاكتشافات في بداياتها، وأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بوجود نجوم تجري في السماء قبل مجيء القرن الحادي والعشرين.
وهذا يدل على أن القرآن سبق العلماء بهذا التعبير (يجري) عندما استخدمه مع الشمس، فهو دقيق ومطابق للواقع، ومقبول علمياً اليوم. وانظروا معي إلى هذا النص الإلهي الرائع وكيف جاء الحديث عن جريان الشمس ثم عن جريان السفن في البحار، يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [لقمان: 29-31].
وبالفعل يقول العلماء إن حركة النجوم في المجرة (ومن ضمنها الشمس) تشبه إلى حد بعيد حركة السفينة في البحر، فكلاهما يجري ويسبح ضمن تيار أشبه بالأمواج، والحركة تكون صعوداً وهبوطاً، ولذلك قال تعالى: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]. وكلمة (يَسْبَحُونَ) دقيقة جداً من الناحية العلمية.
ولولا ذلك لما رأينا العلماء يدرسون الأنهار في السماء، ولو أن العلماء لم يجدوا هذه المصطلحات دقيقة لم يستخدموها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التطابق الكامل بين القرآن والعلم، ونقول كما قال الله عن كتابه: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].

MAGIC7
2010-08-23, 05:56 PM
المصابيح الكونية

http://www.kaheel7.com/userimages/flash_lights_0.JPG
لقد سمى الله تعالى النجوم بالمصابيح في قوله (وزينا السماء الدنيا بمصابيح) فهل جاء هذا للتشبيه فقط، أم أن هذه النجوم هي مصابيح بالفعل؟ هل تصدقون أن العلماء اليوم يسمونها "مصابيح"؟؟!...


في بحثٍ أجراه العلماء مؤخراً وجدوا أن أول نجوم تشكلت في هذا الكون هي (الكوازارات) أو النجوم اللامعة (شديدة اللمعان)، وهذه النجوم قديمة جداً يبلغ عمرها عدة بلايين من السنين. والسؤال ماذا وجد العلماء حول هذه النجوم؟
عندما التقطوا صوراً للكون البعيد بمجراته ونجومه، وجدوا وكأن هذه المجرات تظهر بألوان زاهية، ويقول العالم الألماني بول ميلر في بحث له بعنوان (لمحة عن النسيج الكوني في الكون المبكر):
إن هذه المجرات التي خلقت في بداية الكون وهذه النجوم تزين السماء كاللآلئ على العقد.
لأننا إذا نظرنا إليها من خلال المراصد نجد بالفعل أن هنالك ما يشبه الأحجار الكريمة (أحجاز الزينة) متوضعة ومتناثرة بألوان زاهية تدل على عظمة هذا الخالق سبحانه وتعالى. ويقول العلماء:
إن هذه الكوازرات أو النجوم اللامعة تعمل مثل المصابيح في الكون، إنها تعمل مثل المصابيح لأنها تضيء ما حولها.
فعندما صور العلماء غيوماً من الدخان الكوني غيوم كثيفة جداً رأوا هذه الغيوم بواسطة تلك النجوم يعني هذه النجوم تعمل مثل المصباح الذي يضيء الدخان وهذا الوصف يتجلى قول الحق تبارك وتعالى عندما قال: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) [فصلت: 12] فانظروا إلى هذه الكلمات العلمية الدقيقة (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فهذه النجوم التي سماها الله تبارك وتعالى مصابيح يسميها اليوم علماء الغرب مصابيح أيضاً - الكلمة القرآنية ذاتها.
http://www.kaheel7.com/userimages/flash_lights_1.JPG

صورة للنجوم اللامعة أو المصابيح الكونية وهي تبدو بألوان رائعة تظهر مثل مجموعة من المصابيح التي تزين السماء! ويعجب العلماء من الطاقة الهائلة التي تبثها هذه النجوم لتضيء ما حولها لبلايين الكيلو مترات، ويقول عنها أحد العلماء: إنها حقاً تعمل مثل مصابيح كاشفة تكشف لنا الطريق!
إذاً يسمي القرآن هذه النجوم بالمصابيح، والعلماء اليوم بعدما تأكدوا يقيناً أن هذه النجوم تعمل عمل المصابيح أسموها (بالمصابيح). فهذا هو الدكتور تشارلز يقول:
إننا للمرة الأولى نرى كمية هائلة من الدخان حول إحدى المجرات، فهذه الكمية الكبيرة من الدخان والتي تلف المجرة فإن ضوء النجوم يصل إلى هذا الدخان لنرى هذا الدخان، ولولا هذه النجوم لم نتمكن أبداً من رؤية الدخان الكوني.
http://www.kaheel7.com/userimages/flash_lights_2.JPG

النجوم اللامعة تضيء الكون من حولها بشكل أذهل العلماء، حتى إن بعض هذه المصابيح الكونية لها شدة إضاءة تعادل ألف مجرة مثل مجرتنا، وبعبارة أخرى إن مصباحاً كونياً واحداً يبث من الضوء ما يبثه تريليون نجم معاً، فتأمل شدة إضاءة هذا المصباح الكوني!!
يقول تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) إن مصطلح (الزينة) يستخدمه العلماء اليوم لأنهم رأوا هذه المجرات كاللآلئ تزين السماء، كذلك فإن كلمة (مصابيح) أيضاً يستخدمها العلماء اليوم (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) هنا تتضح أمامنا الصورة الكونية الرائعة التي رسمها لنا القرآن، فهذا يعتبر من الإعجاز التصويري للقرآن لأن القرآن يصور لنا الأشياء قبل أن نراها أو نكتشفها.
http://www.kaheel7.com/userimages/flash_lights_3.JPG

تظهر هذه الصورة التي التقطتها وكالة ناسا وعرضتها بتاريخ 21/9/2007 أن الغبار الكوني وبكلمة أدق الدخان الكوني هو المسؤول عن تشكل النجوم، وبخاصة تلك النجوم اللامعة التي تشكلت في بداية الكون. وأن هذه المصابيح الكونية هي التي تضيء الدخان من حولها، ولولا وجودها لم نتمكن من رؤية الدخان الكوني.
الدخان هو أصل الكون!
يؤكد القرآن في آية رائعة أن السماء كانت ذات يوم دخاناً، وهذا ما أثبته العلماء اليوم، بل ويتحدثون كل يوم عن اكتشاف جديد يتعلق بهذا الدخان. ويقول العلماء بالحرف الواحد:
The dust particles that are mixed with the gas are tiny, only a fraction of a micrometer in size, and could therefore better be described as ``smoke´´.
وهذا يعني: أن ذرات الغبار الممزوجة بالغاز دقيقة فقط أجزاء من الميكرو متر، ومن الأفضل أن نصفها كـ "دخان"!!!!
انظروا معي، هؤلاء علماء غير مسلمين يقولون إنه من الأفضل أن نسمي الغبار الكوني (دخان) إنهم يستخدمون الكلمة القرآنية ذاتها، ولا أملك إلا أن أقول صدقت يا الله في كل كلمة أنزلتها، فسبحان الله!
http://www.kaheel7.com/userimages/flash_lights_4.JPG

صورة للغبار المنتشر بين النجوم بكميات ضخمة جداً، وقد تبين أنه عبارة عن جزيئات قطرها عدة ميكرونات من السيلكون والفحم والأكسجين وهذه مركبات الدخان. هذا الدخان كان يملأ الكون ومنه تشكلت الأرض والكواكب والشمس والنجوم...
وهذا هو موقع CNN يعرض لسؤال قديم جديد يطرحه العلماء: "من أين أتينا؟" فالنباتات والإنسان تشكلا من الدخان الكوني، الذي جاء معظمه من بقايا النجوم المحتضرة،ولكن من أين جاء الدخان الذي ساعد في تكوين النجوم تلك؟ وقد يكون أحد التلسكوبات التابعة لوكالة ناسا الفضائية، تمكن من الكشف عن أحدالأجوبة، وهو الرياح المندفعة من الثقوب السوداء هائلة الحجم. فقد تعرف تلسكوب "سبيتزر" الفضائي على كميات كبيرة من غبار فضائي صادر عن شبهنجم، يبعد عنا ثمانية مليارات سنة ضوئية.
http://www.kaheel7.com/userimages/flash_lights_5.JPG

وقام علماء الفلك باستعمال التلسكوب لتحليل الموجات الطولية لضوء النجم، لمعرفة ماذا كان يوجد في الغبار الفضائي، فعثروا على دلائل تفيد بوجود زجاج ورمل وبلور ورخام وياقوت أحمر وآخر أزرق، وفقا لما صرحت به "سيسكا ماركويك كيمبر" من جامعة مانشستر في انجلترا، حيث يعتبر الدخان مهماً في عملية التبريد لتكوين النجوم، والتي تكون في الغالب غازاً، وعادة ما تتماسك بقايا الدخان معا مشكلة كواكب ومذنبات وكويكبات، كما أوضحت بذلك الفلكية "سارة غالاغر" من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.

وقالت ماركويك كيمبر:
"في النهاية، كل شيء مصدره الغبار الفضائي (الدخان الكوني)، فهو يجمع قطع الأحجية بالكامل لمعرفة من أين أتينا."
ويذكر بأن علماء الفلك يظنون بأن النباتات التي تشكلت خلال مليارات السنين، وتلكالبعيدة عن أشباه النجوم، جاءت من الدخان الذي أفرزته النجوم المحتضرة، وذلك ما حدثمع كوكب الأرض.ولكن ذلك يترك سؤالا مطروحا، وهو المتعلق بمصدر الدخان الذي تشكّل في السنين الأولى من الكون، وهو الدخان الذي ساعد في تكوين الأجيال الأولى من النظمالنجمية.تقول الباحثة ماركويك كيمبر:
لقد تشكل في رياح الثقوب السوداء"، وتتصادم جزيئات الغاز في حرارة النجم الشديدة، لتشكل عناقيد، ثم تنمو هذه العناقيد أكبر وأكبر، حتى يصبح بمقدورنا أن نسميهاذرات غبار (والأدق دخان).
ويقول علماء من وكالة ناسا:
Cosmic dust particles are very small. To understand their size and consistency, they may best be visually compared to cigar smoke
وهذا يعني أن ذرات الغبار الكوني صغيرة جداً ولكي نفهم حجمها وتركيبها من الأفضل أن نقارنها بدخان السيجارة.
http://www.kaheel7.com/userimages/flash_lights_6.JPG

إن هذه السحب الكونية لو كانت مؤلفة من الغبار لاحترقت، ولذلك فإن المنطق العلمي يفرض أن تكون مؤلفة من الدخان، وهذا ما أكده أحد علماء وكالة ناسا بقوله: Cosmic dust particles are about the size of a particle of smoke and because of their small sizes, most survive without 'buring up. أي أن ذرات الغبار الكوني هي بنفس حجم ذرات الدخان، وبسبب حجمها الصغير نجدها تسلم من الاحتراق أو الاشتعال. وتأملوا معي كيف تقوم النجوم (المصابيح) بإضاءة السحب الدخانية.

انظروا معي كيف أن علماء أشهر وكالة فضاء في العالم يحاولون أن يفهموا طبيعة الغبار الكوني الذي تشكل في الكون المبكر، ولم يجدوا أفضل من كلمة (دخان) ليعبروا بها عن حقيقة هذه المادة، فما معنى ذلك؟ وما معنى أن نجد كتاباً مثل القرآن أنزل في القرن السابع الميلادي يعطينا الكلمة ذاتها، بل ويحدد زمن تشكل هذا الدخان وهو بداية نشوء الكون؟ إن هذا التطابق ليس له إلا تفسير واحد: القرآن كتاب الله! يقول تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) [فصلت: 11].
http://www.kaheel7.com/userimages/flash_lights_7.JPG

لنتأمل هذا الإعصار الكوني الذي حدث على مسافة 450 مليون سنة ضوئية (حسب وكالة ناسا) ولولا وجود الدخان لم يكن لهذه الأعاصير أن تحدث، لنتأمل أيضاً النص الإلهي الرائع ونتصور كم من الآيات يحوي: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 11-12].
ما الذي يدرينا أن هذه الحقائق يقينية؟
قد يقول قائل: هذا الدخان الكوني يبعد عنا ملايين السنوات، ويستغرق ضوء هذه النجوم الذي انعكس على هذا الدخان ليصل إلى الأرض عدة ملايين من السنوات بل أحياناً مئات الملايين حسب بعد النجوم والمجرات. والسؤال الذي قد يثيره البعض: كيف تقحمون هذه النظريات العلمية في كتاب الله تبارك وتعالى؟
وأقول: إن القرآن الكريم هو كتاب الحقائق المطلقة، فكل كلمة في هذا الكتاب هي الحق من عند الله تبارك وتعالى، ونحن عندما نجداً تعارضاً بين العلم والقرآن، أي إذا خرج أحد العلماء بنظرية قال: إن الكون سيتمدد إلى ما لا نهاية، وهذه النظرية موجودة اليوم ويطرحها بعض علماء وكالة ناسا يقولون: إن الكون سيتمدد إلى ما لا نهاية ولن يكون له نهاية أبداً، هذا الكلام يناقض القرآن، هناك نظرية ثانية يقول فيها بعض العلماء: إن الكون سيعود وينطوي وينغلق على نفسه كما بدأ، وهذا الكلام نحن نتبناه ونعتقد به، لماذا؟ لأن الله عز وجل حدثنا عنه عندما قال: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104] وهذه الآية من الآيات المبهرة التي تحدثنا بدقة عن الأحداث التي سيمرّ فيها الكون في نهاية حياته.
عندما نرى هذه الآيات المبهرة ينبغي علينا أن نحمد الله أن نقول: (الحمد لله). لماذا نحمد الله تبارك وتعالى؟ لأنه منَّ علينا بهذه الآيات لتثبتنا على الحق، ولنكون أكثر إيماناً، وأكثر يقيناً بهذا الكتاب العظيم.

MAGIC7
2010-08-23, 05:58 PM
بحث رائع: الدخان الكوني

http://www.kaheel7.com/userimages/10101017.JPG

حقائق جديدة يكشفها لنا العلماء حول الدخان الكوني تأتي لتشهد على صدق هذا القرآن، وأن الكلمة التي اختارها القرآن للتعبير عن بداية خلق الكون دقيقة علمياً، بينما نجد العلماء يتخبطون في ذلك..


في هذا البحث تتجلى أمامنا معجزة حقيقية في كلمة واحدة هي كلمة (دُخان) الواردة في القرآن الكريم أثناء الحديث عن بداية خلق الكون. وعلى الرغم من اعتراض المشككين على هذه الكلمة بحجة أن العلماء يسمون السحب الكثيفة المنتشرة بين النجوم يسمونها بالغبار، وهذا هو المصطلح العلمي، إلا أن القرآن يثبت يوماً بعد يوم صدق كلماته ودقة تعابيره، وهذا ما سنراه رؤية يقينية بالصور الحقيقية بالمجهر الإلكتروني.
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_smoke_quran_01.JPG

صورة لما كان يعتقده العلماء غباراً كونياً، هذه السحابة تمتد لبلايين الكيلو مترات، ولكن ماذا تبين حديثاً؟ وهل كلمة (غبار كوني) دقيقة علمياً؟ ولماذا لم يستخدم القرآن كلمة (غبار)، بل استخدم كلمة (دخان)؟
يقول تبارك وتعالى في كتابه المجيد متحدثاً عن بداية خلق هذا الكون، وكيف أن السماء كانت في بداية خلقها دخاناً، وأن الله تعالى فصل بين هذه السماوات إلى سبع سماوات، يقول تبارك وتعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 11-12]. هذا النص القرآني العظيم فيه عدة معجزات علمية لم تتجلى إلا حديثاً جداً.
فطالما نظر العلماء إلى الكون على أنه مليء بالغبار الكوني، وكانوا كلما اكتشفوا سحابة يقولون إن هذه السحابة أو هذه الغيمة تتألف من ذرات الغبار. ولكن بعدما تطورت معرفتهم بالكون واستطاعوا إحضار هذه الجزيئات التي كانوا يسمونها غباراً كونياً جاؤوا بها إلى الأرض وأخضعوها للتحليل المخبري، فماذا كانت النتيجة؟
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_smoke_quran_002.JPG

صورة لسحابة كثيفة من الدخان وقد كشفت لنا هذه السحابة الدخانية المظلمة النجوم القريبة منه، والتي تعمل مثل المصابيح التي تكشف الطريق أمام العلماء. وسبحان الله حتى هذه النجوم سخرها الله لنا لنرى بها الدخان الكوني ونستيقن بصدق هذا القرآن، وهنا ندرك ونفهم أكثر معنى قوله تعالى: (وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54].
http://www.kaheel7.com/userimages/414152500.JPG

طائرة مجهزة بوسائل اختبار من أجل التقاط ذرات الغبار الكوني من حدود الغلاف الجوي والقادمة مع النيازك الصغيرة جداً، من أجل تحليلها في مختبرات وكالة ناسا. تأملوا معي كيف سخَّر الله لنا نحن البشر هذه الوسائل لنتعرف على بداية الخلق، ولكن للأسف القرآن يوجه النداء لنا نحن المسلمين (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ)، ولكن الذي يستجيب له هم من غير المسلمين!!
يقول العالم الذي أشرف على هذا التحليل في مختبرات وكالة الفضاء الأمريكية ناسا:
"إن هذه الجزيئات التي كنا نسميها غباراً كونياً لا تشبه الغبار أبداً، وإذا أردنا أن نصف بدقة فائقة هذه الجزيئات فإن أفضل كلمة هي كلمة (دخان) وباللغة الإنكليزية تعني Smoke ".
http://www.kaheel7.com/userimages/42157288725.JPG

صورة لمختبر تحليل الغبار الكوني The cosmic dust laboratory at the Johnson Space Center ويظهر العلماء الذين التقطوا ذرات من الغبار الكوني وأجروا تحليلاً دقيقاً له، وهذا الغبار التقطته إحدى مراكب الفضاء، وتبين بما لا يقبل أدنى شك أن ما كانوا يظنونه غباراً لا علاقة له بالغبار وأن هذه التسمية خاطئة، وأن أفضل كلمة يمكن أن نعبر عن هذه الذرات هي (دخان)!
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_smoke_quran_005.JPG

جهاز التحليل لذرات الغبار الكوني في مختبرات جامعة واشنطن، وهو أول جهاز في العالم يتم تصميمه لدراسة الكون داخل المختبر بدلاً من المناظير. وقد أثبت هذا الجهاز الطبيعة الدخانية للسحب الغازية والغبارية المنتشرة في الكون.
والعجيب أن هذه الكلمة (Smoke) يضعونها بين قوسين، لأنها كلمة جديدة عليهم ولكنها ليست بجديدة على كتاب الله تبارك وتعالى، كتاب العجائب الذي حدثنا عن هذا الأمر قبل أربعة عشر قرناً. ولذلك فإن الله تبارك وتعالى عندما حدثنا عن هذا الأمر حدثنا بكلمة دقيقة وهي الكلمة ذاتها التي يستخدمها العلماء اليوم للتعبير عن حقيقة هذا الدخان الكوني.
ويقول العلماء اليوم بالحرف الواحد:
إن انفجار السوبر نوفا (انفجار النجوم) والتي تبث كميات كبيرة من الدخان، تعطينا حلاً لسر من اسرار الكون ألا وهو وجود كميات ضخمة من الدخان الكوني في بدايات نشوء الكون.
إذاً العلماء يؤكدون أن الكون في بداياته كان مليئاً بالدخان!! أليس هذا ما يقوله القرآن في قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ )؟!
http://www.kaheel7.com/userimages/07070711.JPG

من الحقائق الهامة في علم الفلك اليوم أن الدخان الكوني ينتشر بكميات هائلة في الكون، وهو يحجب الضوء الصادر عن معظم النجوم. هذا الدخان يغطي سطح الكواكب، ويمكن لسحب الدخان العملاقة أن تشكل النجوم والمجرات، إذاً الدخان هو أساس مهم في بناء الكون. ويؤكد العلماء أن هذا الدخان موجود منذ بدايات خلق الكون.
طالما تحدث علماء الغرب عن "سحب من الغبار" منتشرة في هذا الكون الواسع، ولكنهم أخيراً بدأوا يعترفون أن هذه التسمية ليست دقيقة علمياً، بل إن كلمة "دخان" هي الأدق، ولذلك يقولون بعدما اكتشفوا الدخان المنبعث من انفجارات النجوم Smoking Supernovae :
"إن الغبار الكوني هو عبارة عن جزيئات دقيقة من المادة الصلبة تسبح في الفضاء بين النجوم. إنها ليست مثل الغبار الذي نراه في المنازل، بل شديدة الشبه بدخان السيجارة. إن وجود هذا الدخان الكوني حول النجوم الناشئة يساعدها على التشكل، كذلك الدخان الكوني هو حجر البناء للكواكب".
والآن لنتأمل بعض الصور الحقيقية لجزيئات الدخان الكوني، سواء التي التقطتها عدسات مرصد هابل الفضائي، أو التي خضعت للتحليل المباشر تحت المجهر الإلكتروني.
http://www.kaheel7.com/userimages/770070777.JPG

جزيئة دخان كوني كما تبدو من خلال المجهر الإلكتروني، ونلاحظ أنها تتألف من عدد كبير من الجزيئات الصغيرة، وهذه الجزيئة تشبه إلى حد كبير جزيئات دخان السيجارة. وقد التقطت على سطح أحد النيازك الساقطة على الأرض. وهي أول صورة لجزيئات الغبار الكوني وتبين أن قطرها بحدود 3 مايكرو متر (وقد تصل إلى 50 مايكرو متر)، وأنها تتركب بشكل أساسي من الكربون والسيلكون وهما المركبان الأساسيان للدخان الذي نعرفه.
هذا الدخان نتج عن انفجارات النجوم، وقد يكون نتج عن الانفجار الكوني الكبير في بداية الخلق، ويؤكد العلماء أن حجم السحب الدخانية قد يكون أكبر من حجم النجوم في الكون! وهي تسبح بشكل دائم، وهناك احتمال كبير أن يقترب هذا الدخان الكوني من رؤوسنا!!
أي أن العلماء لا يستبعدون أن تقترب منا سحابة دخانية تظلُّ الأرض بل وتخترق الغلاف الجوي! والعجيب أن القرآن قد أخبر عن حدوث هذا الأمر وهو من علامات الساعة، وأن الله سيكشف هذا الدخان ويمهل الناس لأن الناس وقتها سيلجأون إلى الله تعالى، يقول تعالى: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ * إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ) [الدخان: 10-15].
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_smoke_quran_008.JPG

صورة تمثل انفجار أحد النجوم في مجرتنا، هذا الانفجار يبث كميات هائلة من الدخان الكوني التي تُقذف بعيداً عن النجم، طبعاً هذه الصورة التقطت بواسطة الأشعة تحت الحمراء، لأن هذا الدخان لا يُرى بسبب بعده عنا. الدخان الصادر عن الانفجارات النجمية ينتشر بكميات هائلة في الكون من حولنا.
أحبتي في الله! لقد تقصَّدتُ وضع كمية من الصور وعدد من أقوال العلماء بحرفيتها في هذا البحث لتكون الحقائق التي نقدمها يقينية لا تقبل الجدل، ولو سألنا اليوم أي عالم في وكالة ناسا أيهما تفضل أن تطلق على هذه السحب الكونية: غبار أو دخان، سيقول على الفور إن كلمة "دخان" هي التي تعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه السحب، وسؤالنا لأولئك المشككين: أليس هذا ما فعله القرآن عندما أطلق كلمة (دخان) قبل علماء وكالة ناسا بأربعة عشر قرناً؟؟!

MAGIC7
2010-08-24, 08:15 PM
الحياة في الكون

http://www.kaheel7.com/userimages/universe_life_00.JPG
ما أكثر الآيات التي تستحق الوقوف أمامها طويلاً، ومن الآيات العظيمة التي حدثنا الله فيها تبارك وتعالى عن معجزة من معجزاته في رحاب هذا الكون يقول عز وجل: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) .....




إن الذي يتأمل كلمات هذه الآية يدرك أن هنالك مخلوقات كونية تعيش في الفضاء الخارجي، لأن الله تبارك وتعالى يقول: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا) أي في السماوات وفي الأرض. والسؤال: نحن الآن أمام حقيقة قرآنية يقينية، ونحن كمؤمنين نؤمن بكل ما جاء في هذا القرآن ونعتقد اعتقاداً جازماً أن هنالك مخلوقات تعيش في هذا الكون الواسع، قد تكون على كواكب أخرى أو في مجالات أخرى غير الأرض.
ولكن ماذا وجد العلماء حديثاً؟ في بداية القرن الماضي - القرن العشرين، بدأ سباق الفضاء، فبدأ الإنسان يخترع الطائرات، ثم اخترع المراكب الفضائية، وهكذا ففي عام 1962 قام أول رجل بالدوران حول الأرض، وهو رجل اسمه (غاغارين) طاف حول الأرض في مركبة فضائية، ثم تبعه بعد سبع سنوات في عام 1969 هبوط أول إنسان على سطح القمر، ثم توالت الرحلات الفضائية بشكل كثيف جداً، وأصبح هنالك تطور مذهل في علم الفضاء، فأصبح الإنسان يطور هذه الوسائل وسائل النقل إلى الفضاء الخارجي، وأصبح في كل يوم يخترع شيئاً جديداً ومراكب فضائية جديدة.
وهذا الأمر قد لفت انتباهي في آية أو في نص قرآني معجز يقول تبارك وتعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) [الانشقاق: 16]. الله سبحانه وتعالى يقسم بالشفق (بظاهرة الشفق) وهي ظاهرة جميلة جداً، ومحيرة أيضاً للعلماء، وربما يكون أجمل أنواع الشفق ذلك الذي يتجلى في منطقة (القطب الشمالي) للكرة الأرضية، وهو ما سماه العلماء الشفق القطبي، حيث تظهر السماء بألوان زاهية بالأخضر والأحمر والأصفر والأزرق وغير ذلك.
http://www.kaheel7.com/userimages/universe_life_01.JPG
سبب هذا الشفق هو وجود جسيمات تأتي من الشمس (جسيمات كونية) أشعة كونية أو رياح شمسية تأتي من الشمس وتتفاعل مع طبقات الغلاف الجوي العليا وتتفاعل مع المجال المغنطيسي المحيط بالأرض وتنتج هذه الصور الإلهية الرائعة التي أقسم الله بها فقال: (فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) [الانشقاق: 16]. (وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ) [الانشقاق: 17] أقسم الله بالشفق، وكذلك بالليل وما حوى هذا الليل، هذا فعل القسم فما هو جواب القسم؟ يقول تبارك وتعالى: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ) [الانشقاق: 19].
وهنا يتجلى أمامنا إعجاز إلهي ونبوءة بعصر الفضاء، فالقرآن الكريم عندما نزل في القرن السابع الميلادي لم يكن أحد يتخيل أبداً أنه سيأتي زمن وتتطور وسائل (هذه الوسائل المتاحة للخروج إلى الفضاء الخارجي) لم يكن أحد يتخيل ذلك، ولولا أن القرآن كتاب الله تبارك وتعالى لو كان كلام بشر لما رأينا فيه هذه الأحاديث التي تنبئنا بما يحدث أمامنا اليوم. وهذا الكتاب قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تنقضي عجائبه) وما هذه الآيات الكونية التي تتجلى في القرآن الكريم إلا عجائب من عجائب هذا القرآن التي لا حدود لها.
http://www.kaheel7.com/userimages/universe_life_1.JPG
هذا قسَم من الله تبارك وتعالى أنه سيأتي يوم وتأملوا معي هذه السلسلة من هذه الآيات الحديث عن ظاهرة الشفق، ثم الحديث عن ظاهرة الليل وما حوى في داخله، ثم الحديث عن القمر وظاهرة تناسق القمر بين يوم وآخر عندما يكون هلالاً ثم يصبح بدراً وهكذا يعود كما كان في نظام متناسق بديع، يقسم الله تعالى بهذه الظواهر الكونية أنكم أيها البشر (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ) أي أن الإنسان لن يقتصر على ركوب الدواب والسفن والإبل التي سخرها الله له خلال آلاف السنين بل سيأتي زمن تتطور فيه العلوم ويركب هذا الإنسان طبقاً بعد طبق أي تتطور هذه الوسائل المستخدمة للنقل من القطار مثلاً، إلى الطائرة، ثم إلى المراكب الفضائية، ثم إلى المراكب الفضائية المتطورة جداً.
ولكن.. عندما خرج الإنسان إلى الكون ماذا وجد؟ عندما خرج الإنسان أولاً بدا بالصعود صعد على الجبال، ثم صعد بالمناطيد، ثم خرج خارج الغلاف الجوي. لقد وجد العلماء عندما صعدوا خارج الغلاف الجوي أن هذا الغلاف المؤلف من نسب محددة من الأوكسجين وغاز النيتروجين وغازات أخرى وجدوا أن نسبة الأوكسجين تتناقص في هذا الغلاف، فكلما صعدنا للأعلى وجدنا أن هذه النسبة تنخفض حتى تبلغ حدوداً حرجاً يستحيل معها على الإنسان أن يتنفس.
http://www.kaheel7.com/userimages/universe_life_2.JPG
ولذلك فإننا نرى كيف أن المتسلقين على الجبال يحملون على ظهورهم اسطوانات الأوكسجين لأن نسبة الأوكسجين في أعالي هذه الجبال نسبة منخفضة فهم يلجؤون إلى هذه الطريقة. وهنا نحن أمام حقيقة علمية ثانية، وهي أن هذا الأوكسجين يتناقص كلما صعدنا في الجو.
ولكن السؤال: هل هناك إشارة قرآنية أيضاً إلى هذا الأمر؟ يقول تبارك وتعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 125] والصدر هو مستودع الذاكرة ومستودع العقل ومستودع الفقه.ففي هذه الآية الكريمة عدة حقائق علمية، فقد قررت أن الصعود في السماء والارتفاع عن الأرض يؤدي إلى تضيق الصدر، ونحن نعلم أن الإنسان لا يمكنه أن يعيش من دون هواء أو أوكسجين ولذلك عندما يصعد في هذه الطبقات تتناقص هذه النسب ولكنه يبقى على قيد الحياة يستطيع أن يتنفس، حتى يضيق صدره بسبب فارق الضغط لأن الضغط على سطح الأرض أو سطح البحر أكبر منه من الطبقات العليا، يعني على ارتفاع مثلاً 1000 متر الضغط أقل منه على سطح الأرض، وكلما ارتفعنا قلت نسبة الأوكسجين ونقص هذا الضغط (ضغط الهواء) نقص، وبالتالي الإنسان الذي تعود على نسبة معينة من الأوكسجين وضغط معين عندما يرتفع يصبح لدينا ضغط أقل مما يؤدي إلى استهلاك الكمية من الأوكسجين التي تبقى دائماً في الرئتين تخرج بشكل لا إرادي ويضيق هذا الصدر ويصل إلى الحدود الحرجة حتى يصل إلى الموت.
هذه الظاهرة الطبية والفيزيائية الدقيقة جداً وصفها لنا القرآن بعدة كلمات (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام: 125] وفي هذه الآية أيضاً مما يلفت الانتباه أن الله تعالى قال: (كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) وليس (يصْعَدُ) لماذا؟ لأن هذه الكلمة تشير إلى جاذبية الأرض، كيف ذلك؟ نحن نعلم أن الأرض جعله قراراً وقال في ذلك: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) [غافر: 64]فهذه الأرض لها حقل جاذبية تجذب الناس إليها فيستقرون عليها، ولولا ذلك، لم تستقم الحياة أبداً.
فإذا أراد الإنسان أن يصعد في الجو فإن العملية تكون سهلة في البداية، يعني أول مئة متر، ثم تكون أصعب، وهكذا تزداد صعوبة حتى يخرج من الغلاف الجوي، لذلك يقول تبارك وتعالى: (كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ) للدلالة على صعوبة الصعود وأن هنالك قوة الجاذبية التي تجذبه إلى الأرض.
وهكذا أصبح لدينا في آية واحدة عدة معجزات: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ) تجد أن هذا الصدر منشرح، وكأنه يأخذ الهواء والأوكسجين بشكل مريح جداً، (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 125] من هنا نستطيع أن نستنتج أن الله تبارك وتعالى يستخدم الحقائق العلمية ليشبه لنا حالة هؤلاء الكفار، حالة هؤلاء البعيدين عن كتاب الله تبارك وتعالى، دائماً يعطينا الحقيقة العلمية، ويعطينا الهدف منها يعني: انظر أيها الإنسان إذا أردت أن تعيش بغير هذا القرآن وبغير التعاليم التي جاء بها سيد البشر عليه الصلاة والسلام فإنما حالك كحال ذلك الإنسان الذي يعيش في جوٍّ ليس فيه أي هواء وصدره ضيق، وحرج، (كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ). لذلك إذا علمت أن هذا القرآن فيه الحياة لك، (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا) [الأنفال: 24] لأن هذا القرآن وتعاليمه حياة بالنسبة للإنسان البعيد عن ذكر الله، حياة لكل خلية من خلايا جسدنا.
والآن نعود إلى الآية: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29] لقد أيقن العلماء حديثاً أننا لسنا نحن الوحيدين في الكون، هنالك مخلوقات أخرى، وأدركوا ذلك من خلال دراستهم للنيازك المتساقطة على الأرض.
فقبل عدة سنوات قام العلماء بتحليل عدد من النيازك، هذه النيازك استطاعت أن تخترق الغلاف الجوي وتستقر على الأرض، ووجدها العلماء وقاموا بفحصها بالمجاهر الالكترونية، وكانت نتيجة هذا الفحص أنهم وجدوا أن هذه النيازك تحتوي مواد عضوية، والمواد العضوية هي أساس الحياة، هي أساس تركيب الخلية، هي أساس البروتينات، فقالوا: لا بد أن الحياة منتشرة في كل مكان من هذا الكون، لا بد أن يكون هناك حياة بدائية موجودة خارج الأرض، حتى إنهم وجدوا آثاراً لماء على بعض النيازك، فقالوا: إن هذه النيازك التي سبحت في الكون لملايين السنين وهي تسبح ثم شاء الله تبارك وتعالى أن تقترب من الأرض وتخترق الغلاف الجوي وتدخل، هذه النيازك كانت ذات يوم محملة بالماء وكانت هذه النيازك قطعاً من كواكب أخرى مثل المريخ وغيره وانفصلت عن هذه الكواكب وسبحت في الكون حتى وصلت إلينا.
http://www.kaheel7.com/userimages/universe_life_3.jpg
وقام بعض العلماء برصد كميات هذه النيازك المتساقطة ومنها غبار ومنها أحجار صغيرة وأحجار كبيرة. فوجد أن هنالك في كل يوم أكثر من ثلاثمائة كيلو غرام من المواد تدخل إلى الغلاف الجوي للأرض، هذه الكمية الكبيرة عندما حللها العلماء وجدوا أن معظمها يحوي هذه المواد العضوية فنشأت نظرية حديثة جداً لا زال العلماء يدرسونها ولكننا نجد لها صدىً في القرآن الكريم لذلك نحن نعتقد بهذا الكلام مع أنه لا يوجد إثبات مائة بالمائة عليه ولكن نعتقد به لأن الله تبارك وتعالى أورده في كتابه قالوا: (إن الحياة منتشرة ومبثوثة في كل أجزاء الكون، بل وموزعة بانتظام في الكون).
وهذا ما أكده القرآن في قوله تبارك وتعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ) أي نشر في كل مكانودائماً كلمة (دابة) ترتبط بالماء لأن الماء هو أساس الحياة، فالله تبارك وتعالى أكد في آية من آياته قبل علماء الغرب بسنوات طويلة، علماء الغرب يقولون اليوم (الماء هو الحياة وحيث توجد الحياة يوجد الماء والعكس) والله تبارك وتعالى ماذا قال؟ قال: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30].
إذاً يؤكد العلماء وجود مخلوقات غيرنا تعيش على الماء، هذه المخلوقات منتشرة في كل مكان من الكون، لأن الكون يحوي أكثر من مائة ألف مليون مجرة، وفي كل مجرة هنالك أكثر من مائة ألف مليون نجم، لذلك فإن أحد علماء الفلك عندما سئل عن الحياة في الكواكب الأخرى، وعن احتمال وجود الحياة قال: إن وجود هذه الحياة هو الأمر الطبيعي، وإذا قلنا إن الحياة غير موجودة في الفضاء الخارجي، فإن هذا الكلام لا يمكن أن يكون منطقياً.
من هنا ندرك أن الله تبارك وتعالى حدثنا بدقة فائقة عن نظام من أنظمة الحياة ينتشر في كل مكان لأن السماء كما نعلم ذات حبك، (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]، فالمجرات لا تتوزع عشوائياً إنما تتوزع في هذا الكون وفق نسيج محكم.
http://www.kaheel7.com/userimages/universe_life_5.JPG
هناك اعتقاد بأن الحياة كما يقول بعض العلماء تتوزع وفق نسيج محكم يتناسب مع النظام الكوني وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن خالق الكون هو خالق الحياة سبحانه وتعالى، وأن الله تبارك وتعالى عندما حدثنا عن هذه الحقيقة الكونية إنما يهدف لتعريفنا بأن هذا القرآن فيه بيان لكل شيء وأن هذه المخلوقات تسبح الله تبارك وتعالى فهل تسبحون الله أنتم أيضاً أيها البشر؟
وختم هذه الآية بقوله: (وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29] والعلماء اليوم يبذلون بلايين الدولارات ويبذلون الأبحاث الكثيرة والوقت بهدف الالتقاء مع هذه الكائنات الكونية المجهولة.ويقولون: إن احتمال أن نجتمع مع كائنات أخرى هو احتمال كبير جداً، وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى عندما قال: (وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29]، وتأملوا معي هنا كلمة (إذا) فيها نوع من التأكيد، كما أن العلماء يؤكدون إمكانية اجتماع هذه الأحياء، كذلك الله تبارك وتعالى أكد هذا الأمر، وقال: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29].

MAGIC7
2010-08-24, 08:16 PM
الحُبُك: صور كونية تسبح الله

http://www.kaheel7.com/userimages/cosnic_weave_00.GIF
من الآيات العظيمة قول الحق تبارك وتعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ* إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) هذه الآية تحدثنا عن خاصية موجودة في السماء وهي أنها ذات حُبُك أي: ذات نسيج محكم، لنتأمل روعة الخلق وقدرة الخالق عز وجل......



طرح العلماء سؤالاً عن شكل الكون: ما هو شكل كوننا الذي نعيش فيه؟ فبعدما اكتشفوا أن مجرتنا ليست هي الوحيدة في الكون، وجدوا أن الكون مليء بالمجرات، وأن هذه المجرات تصطف على ما يشبه خيوط النسيج!
http://www.kaheel7.com/userimages/cosnic_weave_1.JPG

المجرة هي: تجمع من النجوم يحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم، ومجرتنا هي مجرة درب التبانة وتحوي هذا العدد الهائل من النجوم، ولو نظرنا إلى السماء في ليلة صافية فإن معظم النجوم التي نراها تنتمي إلى هذه المجرة ولكن هذه المجرة ليست هي الوحيدة في الكون إنما هنالك أكثر من أربع مئة ألف مليون مجرة!
هذه المجرات تتوضّع كما كان يعتقد العلماء عشوائياً يعني ظل الاعتقاد السائد أنها تتوضع عشوائياً وليس هناك أي نظام يربط بينها، ولكن في العام الماضي قام علماء من الولايات المتحدة الأمريكية ومن كندا ومن ألمانيا بأضخم عملية حاسوبية على الإطلاق كان الهدف من هذه العملية معرفة شكل الكون ولكن هذه المهمة تطلبت تصميم كمبيوتر عملاق هو السوبر كمبيوتر.
السوبر كمبيوتر هو جهاز كمبيوتر عملاق يزن أكثر من مائة ألف كيلو غرام وهذا الجهاز يحتاج إلى مبنى ضخم وتكاليف باهظة والعجيب أن سرعة هذا الجهاز في معالجة المعلومات أو البيانات أنه ينجز في ثانية واحدة ما تنجزه الحاسبات الرقمية العادية في عشرة مليون سنة، فتأملوا معي ضخامة هذا الجهاز الذي سموه العلماء بـ (سوبر كمبيوتر).
لقد أدخل العلماء عدداَ ضخماً من البيانات حول هذا الكون فأدخلوا بياناتٍ حول أكثر من عشرة آلاف مليون مجرة وبيانات حول الدخان الكوني وبيانات حول المادة المظلمة في الكون وبقي هذا الكمبيوتر العملاق وعلى الرغم من سرعته الفائقة بقي شهراً كاملاً في معالجة هذه البيانات وكانت الصورة التي رسمها للكون تشبه تماماً نسيج العنكبوت.
http://www.kaheel7.com/userimages/cosnic_weave_3.JPG

إن الذي يتأمل هذه الصورة وما فيها من نسيج محكم يلاحظ على الفور أن المجرات لا تتوضع عشوائياً إنما تصطف على خيوط طويلة ودقيقة ويبلغ طول الخيط الواحد مئات الملايين من السنوات الضوئية، عندما رأى العلماء هذه الصورة أدركوا على الفور وجود نسيج محكم في السماء فأطلقوا مصطلح (النسيج الكوني). بدأ العلماء بعد ذلك بدراسة تفاصيل هذا النسيج وبدؤوا يصدرون أبحاثاً ومقالاتٍ حول هذا النسيج ومن أهمها مقالة بعنوان(كيف حُبِكَت الخيوط في النسيج الكوني) وقد لفت انتباهي في هذا البحث أن هؤلاء العلماء يستخدمون الكلمة القرآنية ذاتها يستخدمون كلمة Weave باللغة الإنكليزية وهي تماماً تعني حبك، وأدركت مباشرة أن هذه الآية تصوّر لنا تماماً هذا النسيج في قوله تعالى (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ).
يقول الإمام الزمخشري رحمه الله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ:إذا أجاد الحائك الحياكة قالوا ما أحسن حبكه). إذاً الإمام الزمخشري تحدث عن نسيج تم حبكه بإحكام. والإمام القرطبي تناول هذه الآية أيضاً وقال فيها: (ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب فأجاد نسجه يقال منه حبَك الثوب يَحبِكُه حَبكاً أي: أجاد نسجه)، ولكن الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى له تفسير جميل وعجيب ويطابق مئة بالمئة ما يقوله اليوم علماء الغرب! فالإمام ابن كثير يقول: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ أي: حُبكت بالنجوم، ولو تأملنا المقالات الصادرة حديثاً عن هذا النسيج نلاحظ أن العلماء يقولون: إن الكون حُبك بالمجرات.
http://www.kaheel7.com/userimages/cosnic_weave_4.JPG

تحدث العلماء عن هذا النسيج طويلاً، ووجدوا بأن هذا النسيج هو نسيج مُحكم لأننا إذا تأملنا صورة النسيج الكوني نلاحظ أن لدينا كل خيط تتوضع عليه آلاف المجرات ولا ننسَ أن كل مجرة فيها مائة ألف مليون نجم وهي تبدو في هذه الصورة كنقطة صغيرة لا تكاد ترى فالنقاط الصغيرة في هذه الصورة النقاط المضيئة هي مجرات، ونلاحظ أن هذه المجرات تصطف على خيوطٍ دقيقة جداً وكل خيط يبلغ طوله ملايين بل مئات الملايين من السنوات الضوئية والسنة الضوئية!!
إن هذا النسيج يتحدث عنه علماء الغرب بقولهم إن خيوطه قد شُدّت بإحكام مذهل أي أنه نسيج وأنه محكم وهو أيضاً متعدد، يعني هذا النسيج الكوني لا يتألف من طبقة واحدة، إنما هنالك طبقات بعضها فوق بعض ولو تأملنا الصور التي رسمها السوبر كمبيوتر لهذا النسيج وما فيه من تعقيد وإحكام مُبهر نلاحظ أن الله تبارك وتعالى قد أحكم صناعة هذا النسيج بشكل يدلّ على أنه عز وجل قد أتقن كل شيء، كيف لا وهو القائل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].
http://www.kaheel7.com/userimages/cosnic_weave_5.JPG

السنة الضوئية: هي ما يقطعه الضوء في سنة كاملة، فالضوء يسير بسرعة تبلغ ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة، ففي سنة كاملة يقطع مسافة تساوي: سنة ضوئية واحدة. إن مجرتنا والتي تحوي أكثر من مائة ألف مليون نجم يبلغ قطرها أو طولها مائة ألف سنة ضوئية أي أن الضوء يحتاج حتى يقطع مجرتنا من حافتها إلى حافتها مائة ألف سنة كاملة، فتأملوا كم يحتاج الضوء ليقطع الكون من حافته إلى حافته والعلماء يقدرون حجم هذا الكون بحدود ثلاثين ألف مليون سنة ضوئية، طبعاً هذا الكون المرئي وما بعد هذا الكون لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى.
لو تأملنا كلمة (الحُبُك) نلاحظ أنها تتضمن عدة معانٍ: الشد، والإحكام، والنسيج، وأيضاً تتضمن معاني الجمع لأن كلمة الحبك جاءت بالجمع وليست بالمفرد، يعني الله تبارك وتعالى لم يقل (والسماء ذات الحبيكة الواحدة) بل قال (الحُبُك) وكلمة الحبك هي جمع لكلمة (حبيكة) ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قد جمع في كلمة واحدة عدة معانٍ لهذا النسيج، فالنسيج قد يكون محكماً أو هزيلاً وقد يكون قوياً وقد يكون ضعيفاً وقد يكون مفككاً أو مترابطاً، ولكن كلمة (الحبك) تعني النسيج المحكم، و(حَبك) تعني أنه أتقن وأحكم صناعة هذا النسيج وهذا ما يقوله العلماء اليوم يؤكدون أن النسيج الكوني ليس نسيجاً عادياً، إنما هو نسيج محكم وقد شُدّت خيوطه بإحكام.
ومن هنا نستطيع أن نستنج أن الله تبارك وتعالى قد أودع في كل كلمة من كلمات كتابه معجزة مبهرة، ففي كلمة واحدة هي كلمة (الحُبُك) تتجلى أمامنا معجزة عظيمة، هذه المعجزة العظيمة تتضح أمامنا من خلال أن الله تبارك وتعالى عبّر بكلمة واحدة عن حقيقة هذا النسيج، بينما العلماء يستخدمون كلماتٍ متعددة حتى يصلوا إلى النتيجة ذاتها.
http://www.kaheel7.com/userimages/cosnic_weave_6.JPG

من الأشياء الغريبة التي لاحظتها أننا لو جئنا بمقطع من دماغ إنسان مثلاً وقمنا بتكبير خلايا الدماغ العصبية نلاحظ أن الصورة الناتجة صورة نسيج الدماغ تشبه تماماً صورة النسيج وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الخالق واحد: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الزمر: 62].
لماذا ذكر الله تبارك وتعالى هذه الحقيقة في كتابه المجيد؟!
نعلم أن علماء اليوم يندفعون باتجاه اكتشاف أسرار الكون ودافعهم في ذلك حب الفضول وحب المعرفة، ولكن القرآن لا نجد آية واحدة إلا ومن وراءها هدف عظيم. فلو تأملنا سلسلة الآيات في قوله تعالى: { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) [ الذاريات: 7-9] والإفك هو الكذب، أي أن هؤلاء الذين يفترون على الله كذباً ويقولون إن هذا القرآن ليس من عند الله إنما كلامهم مضطرب ولا يستقيم أبداً، ولو تأملنا سلسلة الآيات نلاحظ أن الله تبارك وتعالى يقول بعد ذلك: (وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ* فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) [الذاريات: 20-23].
وهنا نصل إلى الهدف من هذه الحقيقة الكونية: (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ)، أي: أيها الملحدون المشككون بكتاب الله تبارك وتعالى كما أنكم لا تشكون أبداً في رؤيتكم لهذا النسيج المحكم، وكما أنكم لا تشكُّون في أنكم تنطقون، كذلك ينبغي أن تدركوا وتتأكدوا أن هذا الكلام هو كلام الله تبارك وتعالى، لأنه لا يمكن لبشر أن يتنبأ بالبنية النسيجية للكون قبل أربعة عشر قرناً

MAGIC7
2010-08-24, 08:16 PM
http://img252.imageshack.us/img252/4349/506bismellahtp8.gif
عجائب صنع الله.
http://knowingallah.com/images/text/11.jpg

هداية النحل وشيء من عجائب صنع الله فيه



ويحدثنا ابن القيم (1) رحمه الله تعالى عن بدائع صنع الله في خلقه ، مبيناً هداية الله للنحل في أمور معاشه : " وأمر النحل في هدايتها من أعجب العجب وذلك أن لها أميراً ومدبراً ، وهو اليعسوب ، وهو أكبر جسماً من جميع النحل ، وأحسن لوناً وشكلاً .وإناث النحل تلد في إقبال الربيع (2) ، وأكثر أولادها يكنّ إناثاً ، وإذا وقع فيها ذكر لم تدعه بينها ، بل إما أن تطرده ، وإما أن تقتله ، إلا طائفة يسيرة منها ، وذلك أن الذكور منها لا تعمل شيئاً ولا تكسب .




والنحل تقسم فرقاً ، فمنها فرقة تلزم الملك ، ولا تفارقه ، ومنها فرقة تهيئ الشمع وتصنعه ، والشمع هو ثفل العسل ، وفيه حلاوة كحلاوة التين ، وللنحل فيه عناية شديدة فوق عنايتها بالعسل ، فينظفه النحل ، ويصفيه ، ويخلصه مما يخالطه من أبوالها وغيرها ، وفرقة تبني البيوت ، وفرقة تسقي الماء , وتحمله على متونها ، وفرقة تكنس الخلايا وتنظفها من الأوساخ والجيف والزبل ، وإذا رأت بينها نحلة مهينة بطالة قطعتها وقتلتها حتى لا تفسد عليهن بقية العمال ، وتعديهن ببطالتها ومهانتها .


وأول ما يبنى في الخلية مقعد الملكة وبيتها ، فيُبنى لها بيت مربع يشبه السرير والتخت ، فتجلس عليه ، ويستدير حوله طائفة من النحل يشبه الأمراء ، والخدم والخواص ، لا يفارقنه ، ويجعل النحل بين يديها شيئاً يشبه الحوض يصب فيه من العسل أصفى ما يقدر عليه ، ويملأ منه الحوض ، ويكون ذلك طعاماً للملكة وخواصها .


ثم يأخذن في ابتناء البيوت على خطوط متساوية كأنها سكك ومحال ، وتبني بيوتها مسدسة متساوية الأضلاع ، كأنها قرأت كتاب إقليدس ، حتى عرفت أوفق الأشكال لبيوتها ؛ لأنّ المطلوب من بناء الدور هو الوثاقة والسعة ، والشكل المسدس دون سائر الأشكال إذا انضمت بعض أشكاله إلى بعض صار شكلاً مستديراً كاستدارة الرحى ، ولا يبقى فيه فروج ولا خلل ، ويشد بعضه بعضاً ، حتى يصير طبقاً واحداً محكماً ، لا يدخل بين بيوته رؤوس الإبر .




فتبارك الذي ألهمها أن تبني بيوتها هذا البناء المحكم الذي يعجز البشر عن صنع مثله ، فعلمت أنها محتاجة إلى أن تبني بيوتها من أشكال موصوفة بصفتين :

إحداهما : أن لا تكون زواياها ضيقة حتى لا يبقى الموضع الضيق معطلاً .

والثانية : أن تكون تلك البيوت مشكلة بأشكال إذا انضم بعضها إلى بعض ، وامتلأت العرصة منها فلا يبقى منها ضائعاً ، ثم إنها علمت أن الشكل الموصوف بهاتين الصفتين هو المسدس فقط ؛ فإن المثلثات والمربعات ، وإن أمكن امتلاء العرصة منها إلا أن زواياها ضيقة ، وأما سائر الأشكال وإن كانت زواياها واسعة إلا أنها لا تمتلئ العرصة منها ، بل يبقى فيما بينها فروج خالية ضائعة ، وأما المسدس فهو موصوف بهاتين الصفتين ، فهداها – سبحانه – إلى بناء بيوتها على هذا الشكل من غير مسطرة ولا آلة ، ولا مثال يحتذى عليه ، وأصنع بني آدم لا يقدر على بناء بيت المسدس إلا بالآلات الكبيرة .فتبارك الذي هداها أن تسلك سبل مراعيها على قوتها وتأتيها ذللاً لا تستعصي عليها ، ولا تضل عنها ، وأن تجتني أطيب ما في المراعي وألطفه ، وأن تعود إلى بيوتها الخالية ، فتصب فيها شراباً مختلفاً ألوانه ، فيه شفاء للناس ، إن في ذلك لآيات لقول يتفكرون .فإذا فرغت من بناء البيوت خرجت خماصاً تسيح سهلاً وجبلاً ، فأكلت من الحلاوات المرتفعة على رؤوس الأزهار وورق الأشجار ، فترجع بطاناً .



وجعل – سبحانه – في أفواهها حرارة منضجة تنضج ما جنته ، فتعيده حلاوة ونضجاً ، ثم تمجه في البيوت ، حتى إذا امتلأت ختمتها ، وسدت رؤوسها بالشمع المصفى ، فإذا امتلأت تلك البيوت عمدت إلى مكان آخر إن صادفته ، فاتخذت فيه بيوتاً ، وفعلت كما فعلت في البيوت الأولى ، فإذا برد الهواء ، وأخلف المرعى ، وحيل بينها وبين الكسب ، لزمت بيوتها ، واغتذت بما ادخرته من العسل ، وهي في أيام الكسب والسعي تخرج بكرة وتسيح في المراتع ، وتستعمل كل فرقة منها بما يخصها من العمل ، فإذا أمست رجعت إلى بيوتها .
وأما الملكة فلا تكثر الخروج من الخلية إلا نادراً إذا اشتهت التنزه ، فتخرج ، ومعها أمراء النحل والخدم ، فتطوفُ في المروج والرياض والبساتين ساعة من النهار ، ثم تعود إلى مكانها .


ومن عجيب اأنه ربما لحقها أذى من النحل أو من صاحب الخلية أو من خدمه ، فتغضب وتخرج من الخلية ، وتتباعد عنها ، ويتبعها جميع النحل ، وتبقى الخلية خالية .
فإذا رأى صاحبها ذلك ، وخاف أن يأخذ النحل ، ويذهب بها إلى مكان آخر احتال لاسترجاعها وطلب رضاها ، فيتعرف موضعها الذي صار إليه بالنحل ، فيعرفه باجتماع النحل إليها ، فإنها لا تفارقها ، وتجتمع عليها حتى تصير عليها عنقوداً ، وهي إذا خرجت غضبى جلست على مكان مرتفع من الشجرة ، وطافت بها النحل ، وانضمت إليها ، حتى يصير كالكرة ، فيأخذ صاحب النحل رمحاً أو قصبة طويلة ، ويشد على رأسه حزمة من النبات الطيب الرائحة العطر النظيف ، ويدنيه إلى محل الملكة ، ويكون معه إما مزهر أو يراع أو شيء من آلات الطرب فيحركه ، وقد أدنى إليه ذلك الحشيش ، فلا يزال كذلك إلى أن يرضى الملكة ، فإذا رضيت طفرت ووقعت على الضغث ، وتبعها خدمها وسائر النحل ، فيحملها صاحبها إلى الخلية ، فينزل ويدخلها هو وجنوده ، ولا يقع النحل على جيفة ولا حيوان ولا طعام .



ومن عجيب أمرها أنها تقتل الملوك الظلمة المفسدة ، ولا تدين لطاعتها ، والنحل الصغار المجتمعة الخلق هي العسالة ، وهي تحاول مقاتلة الطوال القليلة النفع وإخراجها ونفيها عن الخلايا ، وإذا فعلت ذلك جاد العسل ، وتجتهد أن تقتل ما تريد قتله خارج الخلية صيانة للخلية عن جيفته .


ومنها صنف قليل النفع كبير الجسم ، وبينها وبين العسالة حرب ، فهي تقصدها وتغتالها وتفتح عليها بيوتها ، وتقصد هلاكها ، والعسالة شديدة التيقظ والتحفظ منها ، فإذا هجمت عليها في بيوتها حاولتها وألجأتها إلى أبواب البيوت فتتلطخ بالعسل ، فلا تقدر على الطيران ، ولا يفلت منها إلا كلّ طويل العمر ، فإذا انقضت الحرب وبرد القتال عادت إلى القتلى ، فحملتها وألقتها خارج الخلية .


وفي النحل كرام عمال لها سعي وهمة واجتهاد ، وفيها لئام كسالى قليلة النفع مؤثرة للبطالة ، فالكرام دائماً تطردها وتنفيها عن الخلية ، ولا تساكنها خشية أن تعدي كرامها وتفسدها .
والنحل من ألطف الحيوان وأنقاه ، ولذلك لا تلقي زبلها إلا حين تطير ، وتكره النتن والروائح الخبيثة ، وأبكارها وفراخها أحرس وأشد اجتهاداً من الكبار ، وأقل لسعاً وأجود عسلاً ، ولسعها إذا لسعت أقل ضرراً من لسع الكبار .


ولما كانت النحل من أنفع الحيوان وأبركه فقد خصت من وحي الرب تعالى وهدايته بما لم يشركها فيه غيرها ، وكان الخارج من بطونها مادة الشفاء من الأسقام والنور الذي يضيء في الظلام بمنزلة الهداة من الأنام كان أكثر الحيوان له أعداء ؛ وكان أعداؤه من أقل الحيوان منفعة وبركة ، هذه سنة الله في خلقه وهو العزيز الحكيم " . (3)


الباحثون المعاصرون يتحدثون عن عالم النحل (4)
تقدم العلم اليوم ، وبتقدمه تعرفنا على كثير من عجائب الخلق وأسرار الكون ، لقد أكد لنا العلماء ما عرفناه من قبل أن من أن عالم النحل ينقسم إلى ثلاثة أقسام : النحلة الملكة ، والنحلة الذكر ، والنحلة الشغالة .


أما ملكة النحل فهي أم الخلية كلها ، وجميع النحل في الخلية أبناؤها ، ويكفي أن تعلم أن الملكة تضع في كل يوم تطلع فيها الشمس ما بين (1500) بيضة إلى (2000) بيضة ، بل يزيد العدد إلى (3500) بيضة . ويستمر هذا على امتداد موسم التكاثر الذي يبدأ من إقبال الربيع ، وينتهي بانتهاء الصيف .
وما هذا العدد الهائل من البيض إلا لمواجهة النقص المستمر الذي يصيب خلية النحل ، فالنحلة عمرها قصير ، فهو يتراوح بين خمسة أسابيع وسبعة أسابيع ، ولذلك فإنّ الخلية تحتاج إلى أجيال جديدة ترفد الخلية بأعداد كبيرة تواجه النقص الذي يلحق بها ، كي تستمرّ الخلية في القيام بالواجبات التي يحتاج إليها عالم النحل ، وحتى تستطيع الدفاع عن نفسها في مواجهة الأعداء والأخطار ، ولولا ذلك لا نقرضت الخلية وبادت .
ومن بديع صنع الله في ملكة النحل أنها تضع بيضها في البيوت التي تبنيها الشغالة بمقاسات مختلفة ، فالمقاس الكبير يعده النحل لملكة المستقبل ، والبيضة التي تضعها الملكة فيه تكون ملكة ، والبيضة التي تضعها الملكة في البيت الأصغر حجماً ومقاسه ربع إنش تصبح نحلة ذكراً ، أما البيضة التي تضعها في البيت الصغير ومقاسه خمس إنش فتنتج نحلة شغالة ، بقي أن نعلم أن الملكة تضع مع بيضة النحلة الشغالة ثلاثة إلى أربعة حيوانات منوية لإخصابها ، فتكون نحلة شغالة ، بينما تضع ، في بيت النحلة الذكر بيضة غير مخصبة .


ومن عجيب صنع الله في النحلة الملكة أنها لا تُلِّقحُ إلا في الهواء في أثناء طيرانها ، ولذلك سّر عجيب ، فالنحلة الذكر لا يمكنها تلقيح الملكة وهي رابضة على الأرض ، ذلك أن عضو التذكير عندها كامن ، ولا يمكن ظهوره إلا إذا حلقت في الفضاء ، وعند ذلك تمتلئ أكياس موجودة في النحلة الذكر بالهواء ، فتنتفخ في أثناء الطيران ، ويؤدي انتفاخها إلى الضغط على عضو التذكير ، فيخرج من مكمنه .



ومن عجائب صنع الله في الملكة العذراء قدرتها على دعوة الذكر لتلقيحها ، وذلك بأصوات تصدرها تدعو بها الذكور إليها ، وتخرج من خليتها حائمة حولها مصدرة تلك الأصوات ، وتستقبل الذكور هذه الدعوة لا في الخلية وحدها ، بل في جميع الخلايا المجاورة ، وتنطلق أسراب الذكور خلف الملكة ، وهي تغذ السير منطلقة في الفضاء الرحب ، ويفوز بتلقيحها أقوى الذكور وأشدها وأسرعها ، ولكنه يفقد حياته بعد ذلك ، ذلك أنه بعد تلقيحه الملكة يفقد عضو تذكيره ، إذ يبقى عضوه فيها مما يسبب له نزيفاً يفقده حياته .


ويسأل القارئ عن كيفية سماع الذكور لدعوة الملكة ، والجواب : أن الله زود كل نحلة بقرني استشعار ، وهذان القرنان يتألفان من حلقات متصل بعضها ببعض ، عليها عدد كبير من الثقوب ، ويبلغ عدد الحلقات في الذكر اثنتا عشرة حلقة ، في حين أن عددها في الشغالة أو الملكة إحدى عشرة حلقة .
وتبلغ عدد ثقوب الحواس الكائنة على قرن الاستشعار عند الذكر (2800) ثقبٍ ، وفي الشغالة (2400) ، وفي الملكة (1600) .والحقيقة أن قرني الاستشعار في النحلة بمنزلة هوائي الإذاعة يستخدمه لالتقاط الأصوات الصادرة من الملكة ، ولغير ذلك من الأصوات ، كما تستخدمه في الشم والسمع واللمس .وإذا فقدت النحلة الشغالة أو الذكر أو الملكة قرني الاستشعار فإنها لا تستطيع أن تقوم بدورها ، ففيه يتركز معظم حواسها : السمع والشم واللمس كما سبق .وتكوين النحلة الذكر يتناسب مع المهمة التي خلق من أجلها ، فهو كبير قوي ، يأكل كثيراً ، ولا يعمل شيئاً ، فلا يجمع الرحيق ، ولا يصنعه ، ولا يبني ، ولا يحرس ، حتى طعامه ، تضعه النحلة الشغالة في فمه ، كل ما يستطيع القيام به هو تلقيح الملكة ، ولذا فإن النحلة الشغالة بعد انتهاء مهمته تمتنع عن إمداده بالغذاء ، وأكثر من هذا تهاجم الشغالة الذكور فتقتلها أو تطردها .




بقي أن نعلم أن عدد الذكور من النحل قليل بالنسبة لتعداد النحل ، فلا يتجاوز عددها في الخلية الواحدة المائتين .أما النحلة الشغالة فإنها تكون العدد الأكثر في الخلية ، كما أنها العنصر الفعال فيها ، وهي التي تقوم بالأعمال المختلفة ، والمهمات الصعبة .فهي التي تجني الرحيق ، وتجمع غبار الطلع ، وتصنع العسل ، وتمدّ الملكة بغذائها الخاص ، وتبني الأقراص التي يحفظ فيها العسل ، وتربي فيها الأجيال الجديدة من النحل ، وتحرس الخلية ، وتقوم بتنظيفها ، والمحافظة عليها ، بل تقوم بتهويتها وتدفئتها .


والمهمات في الخلية موزعة في تخصصات وهذه التخصصات ترتبط بعمر النحلة ، فلكل سن من النحل عمل يقوم به ، وكلما امتد العمر بالنحلة فإنها تتحول إلى عمل آخر ، وبذلك تقوم النحلة بعد أن تستكمل عمرها بالمرور على كل الأعمال والمهمات التي تحتاج إليها الخلية ، ويلاحظ أن النحلة تبدأ بالأعمال السهلة التي لا تحتاج إلى جهد كبير ، وتنتهي إلى أشق الأعمال وأصعبها وهي الجولان في الحقول ، وجني الرحيق وغبار الطلع والماء ، ثم صنع العسل وتخزينه ، ونلاحظ أيضاً أنها تتدرج في الوظائف بحسب تكامل الخصائص التي يهبها الله إياها ، فكل مهمة تصير إليها وتعمل فيها تتواءم مع تكامل أجهزتها التي تمكنها من القيام بالدور الجديد والمهمة الجديدة .


فالنحلة الشغالة في يومها الأول والثاني تقوم بمهمة تنظيف البيوت التي خرجت منها أجيال النحل التي تكامل خلقها ، فتنظف هذه البيوت ، وتعدها لأجيال أخرى ، ولا تضع الملكة البيض في هذه البيوت إلا بعد أن تتفحصها وتجدها نظيفة تماماً .
وفي يومها الثالث والرابع تقوم بدور الحاضنة ليرقات النحل الشغالة والذكور التي يزيد عمرها على ثلاثة أيام ، فتقدم لها ما يسميه العلماء ( بخبز النحل ) وهو مزيج من العسل وحبوب اللقاح ، تأخذه مما خزنته النحل في العيون السداسية .

وبعد اليوم الخامس حتى اليوم الثاني عشر من عمر النحلة تقوم بتغذية النحلة الملكة بالغذاء الملكي طيلة عمرها ، كما تمدّ الغذاء الفاخر صغيرات الشغالة والذكور في يومهن الأول والثاني والثالث ، والنحل يقوم بهذه المهمة في هذه السن (5-12) لنمو غدد خاصة في هذه الفترة في جانبي البلعوم ، تتمكن بها النحل من صناعة الغذاء الملكي .وبعد اليوم الثاني عشر تتمكن النحلة من الطيران ، ولكنها لا تذهب بعيداً ، كل ما تفعله أن تتعلم وتتمرن ، ومهمتها الرئيسية من اليوم الثاني عشر إلى اليوم الثامن عشر هو بناء الأقراص الشمعية التي تعد لتخزين العسل ، وتربية أجيال النحل الجديدة .


والسبب في تخصصها بهذا الدور في هذه السن هو نمو أربعة أزواج من الغدد الموجودة على حلقات البطن ، ومن هذا الشمع تقوم النحلة باستخدام فكيها في هذه السن ببناء تلك البيوت التي بلغت الغاية في الدقة والإتقان بأبعاد محددة وأشكال هندسية في غاية الروعة والتنظيم .وفي اليوم التاسع عشر واليوم العشرين تقوم النحلة بتنظيف الخلية وحراستها ، وبعد اليوم العشرين تقوم النحلة بالانطلاق إلى الحقول وجمع الرحيق وغبار الطلع وصنع العسل ، و*** الماء إلى الخلية ، وهذه المرحلة الأخيرة تمثل الجزء الأكبر من عمر النحلة .




أجيال تذهب من النحل ، وأجيال تأتي ، ويترقى النحل في سلسلة متوالية من الأعمال تضمن القيام بالأعمال كلها باستمرار من غير أن تتخصص طائفة من النحل بعمل طيلة عمرها ، ولكن التخصص يأتي في كل مرحلة من مراحل العمر .سبحان الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي خلق هذه الكائنات الصغيرة ، وعلمها أن تقوم بهذه الأعمال بمثل هذه الدقة والإتقان ، إنه إبداع وإعجاز يدل على العليم الخبير .




ومن الإبداع الإلهي في النحلة هذا التكوين الذي أعطاه الله إياها ، فقد جعل لها الباري سبحانه معدتين ، إحداهما تستعملها لجمع المواد الأولية التي تستخلصها من رحيق الأزهار ، أو تحمل بها الماء ، وتنقله إلى الخلية ، والمعدة الأخرى مخصصة للطعام الذي تهضمه وتتغذى به .


ومن عجب أن النحلة إذ تجمع في معدتها الأولى ما تجنيه من الرحيق ، لا تكتفي بنقله ، ولكنها في أثناء حملها له وتوصيله للخلية تقوم بعملية أولية لتحويله إلى العسل ، وذلك بإفراز الخمائر اللازمة لتحقيق ذلك .
والنحلة تحتاج إلى غبار الطلع لأمور مختلفة في الخلية ، وقد زودها خالقها بتجويف خاص لخزن هذه الحبوب في الوجه الخارجي لساق الرجل الخلفية ، تسمى سلة الطلع ، وجعل لها على الوجه الداخلي لرسغ الرجل الخلفية ما يشبه الفرشاة تستعملها الشغالة في تمشيط غبار الطلع وتكتيله تمهيداً لجمعه في سلة الطلع .


ومن العجائب المذهلة التي اكتشفها العلماء في النحلة ، تلك الغدة التي في مؤخرة البطن ، وقد سماها العلماء ( غدة ناسانوف) ، وهذه الغدة تفرز رائحة خاصة ، ومن العجيب أن نحل كل خلية يتعارف على رائحة تميز نحلها عن غيره ، وتستطيع النحلة أن تعود إلى بيتها من مكان بعيد تهديها تلك الرائحة المميزة عن رائحة غيرها من النحل ، وبوابو الخلية وحراسها يعرفون النحلة التي تتبع الخلية عن طريق تلك الرائحة المميزة المنبعثة من النحلة .


والعجب أن النحل قادر على التعارف على رائحة جديدة عندما يحصل ما يستدعي ذلك ، فمثلاً عندما تخرج طائفة من النحل لتشكل خلية جديدة ، فإن الخلية الجديدة تتعارف على رائحة جديدة ، وعندما مزج العلماء بطريقة علمية طائفة من النحل مع طائفة أخرى وجدوا أن النحل بعد دمجه تعارف على رائحة واحدة جديدة تميزه عن غيره .



ومن عجائب هداية النحل أنه يبني جدران البيوت السداسية من الشمع الخالص الذي لا ينفذ منه الهواء ، ولكنه عندما يغلق أبواب البيوت التي تحوي يرقات النحل يخلط الشمع بحبوب اللقاح ، وبهذا يتسرب الهواء من خلال حبوب اللقاح ، فتبقى اليرقات حيّة ، ولو لم يهدها ربها إلى ذلك لماتت اليرقات ، وزال النحل من فوق ظهر البسيطة .وقد حدثنا ربنا فيما حدثنا عنه من آياته الباهرة التي تستدعي التأمل والتفكر إلى هدايته العجيبة للنحل ( وأوحى ربُّك إلى النَّحل أن اتَّخذي من الجبال بيوتاً ومن الشَّجر ومما يعرشون – ثُمَّ كلي من كل الثَّمرات فاسلكي سبل ربك ذُللاً يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للنَّاس إنَّ في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكرون )[النحل: 68-69] .




وقد اهتدى المسلمون للمنافع العظيمة التي في العسل ، ولكن الضالون عن هدى الله لم يكتشفوا ما فيه من المنافع إلا في هذه الأيام ، وقد اكتشف الباحثون حقائق مذهلة ، فوجدوا أن العسل غذاء ودواء ، وهو غذاء من نوع راق ، يحوي على خصائص لا تكاد توجد في غيره ، ووجدوا أنه علاج يكاد يصلح لجميع أنواع الأمراض ، ولا يزال العلم يكتشف في كل يوم في العسل نفعاً جديداً .




كيف يدل النحل بعضه بعضاً على مكان الغذاء ؟




مما لاحظه العلماء المعاصرون الطريقة التي يدل بها النحل بعضه بعضاً على مكان الغذاء ، يقول الدكتور يوسف عز الدين : " لو اكتشف أحد عمال النحل حقلاً أو كمية من النباتات تعتبر مصدراً للغذاء ، فإنّه يعود للمستعمرة ليخبر باقي العمال ، عن هذا الكنز الذي اكتشفه ، وذلك عن طريق طقوس رقص عجيبة تفعلها النحلة بطريقة غريزية دون أن تدري لماذا تفعل هذا .إنها ترقص رقصات غريبة ذات مدلولات معينة ، إذ إن جسمها يصنع في أثناء الرقص زاوية تدل على زاوية الشمس ،وإذا كان الحقل الذي اكتشفه قريباً من المستعمرة فإنّ الرقصة في هذه الحالة تختلف عنها في حالة بُعد الحقل مسافة أطول .



ومن هذه الرقصات يفهم النحل أنّ حقلاً من البرسيم أو غيره من النباتات ذات الأزهار التي يحضر النحل غذاءه منها ، يقع على بعد معين ، والطريق إليه يقتضي السير بزاوية معينة بالنسبة لمكان الشمس .
فيؤدي بعض العمال الرقصة نفسها ، عند ذلك تطمئن النحلة التي اكتشفت الحقل إلى أنّ باقي النحل قد فهم ما تريد أن تقوله ، فيطير باقي الأفراد ، ويصلون مباشرة إلى ذلك الحقل لإحضار مزيد من الغذاء .
إنّ النحلة المكتشفة قد نقلت إلى النحل الذي في المستعمرة عدداً من المعلومات برقصتها ، ولو حاولنا نحن البشر أن نتوصل إلى ما توصل إليه النحل من فهم لهذه الطلاسم عن طريق رسم بياني لاستغرق منا وقتاً لا يقل عن ثلث ساعة إن كان لدينا إلمام كاف بالعلوم الرياضية ، ولكن النحل يفهم كلّ ذلك في الحال ، ويطير نحو الحقل في خط مستقيم ليحضر ما يلزمه من غذاء .شيء مذهل لا يمكن تفسيره إلا إذا آمنا بوجود نفحة إلهية أودعها خالق الكون في هذه الكائنات الصغيرة التي لا تملك قدراً من العقل أو قدرة على التفكير تمكنها من القيام بما يلزمها " .


رؤية النحل ما لا نراه من الألوان


ويذكر لنا الدكتور يوسف أن من عجائب النحل رؤيته " لوناً لا نراه نحن البشر ، ولا يمكن أن نتصوره ، وهو اللون فوق البنفسجي الذي نراه نحن أسود ، فالنحل يرى الأشعة فوق البنفسجية " ، ثم يبين لنا الحكمة من وراء رؤية النحل لذلك اللون فيقول : " والحكمة في ذلك هي أن تلك الأشعة هي الوحيدة القادرة على اختراق السحاب .


والنحل قد يعيش في مناطق يكسوها السحاب معظم شهور السنة ، ورؤية الشمس ضرورية لمعرفة مكان الحقول التي بها الغذاء ، وهنا تكمن الحكمة في رؤية النحل لذلك اللون فوق البنفسجي ، فإنها بذلك يصبح في إمكانها رؤية الشمس من خلال السحب ، فلا يموت النحل جوعاً في حالة اختفاء الشمس خلف الغمام ، حقيقة مذهلة تدلّ على وجود خالق مدبر ومقدر يعلم ما يصنع ، إذ إن القدرة على رؤية ذلك اللون لا يمكن أن تكون قد اكتسبها النحل مع مرور الزمن ، بل لا بد أن تكون قد وجدت منذ أول لحظة خلق الله فيها النحل ، إذ لو لم توجد من أول الأمر ، لانقرض النحل في تلك المناطق منذ أمد بعيد " .

--------------

(1) شفاء العليل :101 وما نقلناه عن ابن القيم يدلنا ان السلف الصالح كانوا يعنون بالتأمل في خلق الله ويدلنا على ان ملاحظة علماء المسلمين بلغت مبلغا كبيرا

(2) الذي يبيض من النحل هو ملكة النحل فحسب

(3) شفاء العليل :101

(4)المعلومات التي أوردناها في هذا المبحث مأخوذة من كتاب النحلة تسبح لله لمحمد حسن حمصي ولكن بتصرف كثير في الصياغة والتقديم والتأخير والاختصار

MAGIC7
2010-08-24, 08:17 PM
هداية النمل وعجائب صنع الله فيه

ويحدثنا ابن القيم عن نوع آخر من مخلوقات الله ، ويبين لنا هداية الله لها في معاشها فيقول :
" وهذا النمل من أهدى الحيوانات ، وهدايتها من أعجب شيء ، فإن النملة الصغيرة تخرج من بيتها وتطلب قوتها ، وإن بعدت عليها الطريق ، فإذا ظفرت به حملته وساقته في طرق معوجة بعيدة ذات صعود وهبوط في غاية من التوعر حتى تصل إلى بيوتها ، فتخزن فيها أقواتها في وقت الإمكان .
فإذا خزنتها عمدت إلى ما ينبت منها ففلقته فلقتين ؛ لئلا ينبت فإن كان ينبت مع فلقه باثنتين فلقته بأربعة ، فإذا أصابه بلل وخافت عليه العفن والفساد انتظرت به يوماً ذا شمس فخرجت به ، فنشرته على أبواب بيوتها ، ثم أعادته إليها ، ولا تتغذى منها نملة مما جمعه غيرها .

ويكفي في هداية النمل ما حكاه الله – سبحانه – في القرآن عن النملة التي سمع سليمان كلامها وخطابها لأصحابها بقولها : ( يا أيَّها النَّمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنَّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) [ النمل : 18 ] ، فاستفتحت خطابها بالنداء الذي يسمعه من خاطبته ، ثم أتت بالاسم المبهم ، ثم أتبعته بما يثبته من اسم الجنس إرادة العموم ، ثم أمرتهم بأن يدخلوا مساكنهم فيتحصنون من العسكر ، ثم أخبرت عن سبب هذا الدخول ، وهو خشية أن يصيبهم مضرّة الجيش ، فيحطمهم سليمان وجنوده ، ثم اعتذرت عن نبي الله وجنوده بأنهم لا يشعرون بذلك ، وهذا من أعجب الهداية .
وتأمل كيف عظم الله – سبحانه – شأن النمل بقوله : ( وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطَّير فهم يوزعون ) [ النمل : 17 ] ، ثم قال : ( حتَّى إذا أتوا على واد النَّمل ) [ النمل : 18 ] ، فأخبر أنهم بأجمعهم مروا على ذلك الوادي ، ودل على أن ذلك الوادي معروفٌ بالنمل كوادي السباع ونحوه ، ثم أخبر بما دل على شدة فطنة هذه النملة ودقة معرفتها حيث أمرتهم أن يدخلوا مساكنهم المختصة بهم ، فقد عرفت هي والنمل أن لكل طائفة منها مسكناً لا يدخل عليهم فيه سواهم ، ثم قالت : ( لا يحطمنَّكم سليمان وجنوده ) [ النمل : 18 ] ، فجمعت بين اسمه وعينه ، وعرفته بهما ، وعرفت جنوده وقائدهم ، ثم قالت : ( وهم لا يشعرون ) [ النمل : 18 ] فكأنها جمعت بين الاعتذار عن مضرة الجيش بكونهم لا يشعرون وبين لومة أمة النمل حيث لم يأخذوا حذرهم ، ويدخلوا مساكنهم ، ولذلك تبسم نبي الله ضاحكاً من قولها ، وإنه لموضع تعجب وتبسم .


وقد روى الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عيينة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( نهى عن قتل النمل والنحلة والهدهد والصرد )) (1) ، وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة ، فلدغته نملة ، فأمر بجهازه فأخرج ، وأمر بقرية النمل فأحرقت ، فأوحى الله إليه : أن قرصتْك نملة أحرقت أمة من الأمم تُسبحُ ! فهلا نملة واحدة !) . (2)
وروى عوف بن أبي جميلة عن قسامة بن زهير ، قال : قال أبو موسى الأشعري : إن لكل شيء سادة حتى للنمل سادة .
ومن عجيب هدايتها أنها تعرف ربها بأنه فوق سمواته على عرشه ، كما رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد من حديث أبي هريرة يرفعه ، قال : ( خرج نبيٌّ من الأنبياء بالناس يَسْتَسْقُون ، فإذا هم بنملة رافعة قَوائِمها إلى السماء تدعو مُستلقية على ظهرها ، فقال : ( ارجعوا فقد كفيتم أو سقيتم بغيركم ) ولِهذا الأثر عدة طرق ، ورواه الطحاوي في التهذيب وغيره .

وفي مسند الإمام أحمد : ( أن سليمان بن داود خرج يستسقي ، فرأى نملة مُستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقولُ : اللهم إنا خلق من خلقك ، ليس بنا غنى عن سقياك ورزقك ، فإما أن تُسقينا وترزقنا ، وإما أن تهلكنا ، فقال : ارجعوا فقد سُقيتُمْ بدعوة غَيركم ) .

ولقد حُدّثت أن نملة خرجت من بيتها ، فصادفت شق جرادة ، فحاولت أن تحمله فلم تطق ، فذهبت وجاءت معها بأعوان يحملنه معها ، قال : فرفعتُ ذلك من الأرض ، فطافت في مكانه فلم تجده ، فانصرفوا وتركوها .
قال : فوضعته ، فعادت تحاول حمله فلم تقدر ، فذهبت ، وجاءت بهم ، فرفعته ، فطافت فلم تجده فانصرفوا ، قال : فعلت ذلك مراراً ، فلما كان في المرة الأخرى استدار النمل حلقة ووضعوها في وسطها ، وقطعوها عضواً عضواً ، قال شيخنا : وقد حكيت له هذه الحكاية فقال : هذا النمل فطرها الله – سبحانه – على قبح الكذب وعقوبة الكذاب .


والنمل من أحرص الحيوانات ، ويضرب بحرصه المثل ، ويذكر أن سليمان صلوات الله وسلامه عليه لما رأى حرص النملة وشدة ادخارها للغذاء استحضر نملة ، وسألها : كم تأكل النملة من الطعام كل سنة ؟ فقالت : ثلاث حبات من الحنطة ، فأمر بإلقائها في قارورة ، وسد فم القارورة ، وجعل معها ثلاث حبات حنطة ، وتركها سنة بعد ما قالت : ثم أمر بفتح القارورة عند فراغ السنة ، فوجد حبة ونصف حبة ، فقال : أين زعمك ؟ أنت زعمت أن قوتك كل سنة ثلاث حبات .فقالت : نعم ، ولكن لما رأيتك مشغولاً بمصالح بني جنسك حسبت الذي بقي من عمري فوجدته أكثر من المدة المضروبة ، فاقتصرت على نصف القوت ، واستبقيت نصفه استبقاء لنفسي ، فعجب سليمان من شدة حرصها ، وهذا من أعجب الهداية والعطية .


ومن حرصها أنها تكدّ طول الصيف ، وتجمع للشتاء علماً منها بإعواز الطلب في الشتاء ، وتَعَذّرِ الكسب فيه ، وهي على ضعفها شديدة القوى ، فإنها تحمل أضعاف أضعاف وزنها ، وتجره إلى بيتها .
وليس للنمل قائد ورئيس يدبرها كما يكون للنحل إلا أن رائداً يطلب الرزق ، فإذا وقف عليه أخبر أصحابه فيخرجن مجتمعات ، وكل نملة تجتهد في صلاح العامة منها غير مختلسة من الحب شيئاً لنفسها دون صواحباتها .
ومن عجيب أمرها أن الرجل إذا أراد أن يحترز من النمل لا يسقط في عسل أو نحوه ، فإنه يحفر حفيرة ويجعل حولها ماء أو يتخذ إناء كبيراً ، ويملؤه ماء ، ثم يضع فيه ذلك الشيء ، فيأتي الذي يطيف به فلا يقدر عليه ، فيتسلق في الحائط ، ويمشي على السقف إلى أن يحاذي ذلك الشيء ، فتلقي نفسها عليه ، وجربنا نحن ذلك .
وأحمى صانع مرة طوقاً بالنار ورماه على الأرض ليبرد . واتفق أن اشتمل الطوق على نمل ، فتوجه في الجهات ليخرج ، فلحقه وهج النار ، فلزم المركز ووسط الطوق ، وكان ذلك مركزاً له ، وهو أبعد مكان من المحيط " . (3)


النمل الأبيض غذاؤه ومساكنه :


يحدثنا الأستاذ يوسف عز الدين : عما كشف العلم من أسرار هذا الكائن : " ومن الغرائز التي وهبها الله لمثل هذه الكائنات الضئيلة ما هو مذهل ، يجعل كل ذي عقل من البشر يخرّ ساجداً للخالق العظيم .
على سبيل المثال ما نراه في مستعمرة نوع من الحشرات نطلق عليه اسم ( النمل الأبيض ) ، تعيش هذه الحشرات أيضاً في مستعمرات ، إذا زاد أفراد المستعمرة عن الحد المعقول بالنسبة لكمية الغذاء المتاحة ، فإنّ هذه الحشرات تدرك هذه الحقيقة عن طريق الغريزة ، فتبدأ الأفراد في التهام عدد كبير من البيض ، وبذلك يسهم في حلّ مشكلة زيادة أفراد المستعمرة ومشكلة الغذاء ، إذ أن التهام البيض يعتبر تغذية ، وفي الوقت نفسه يقلل من عدد الذرية .

إنّ هذه الحشرات لا تدرك لماذا تفعل ذلك ، ولكنّها النفحة الإلهية التي تلهمها لعمل ما لا يمكن أن تدركه من الأشياء التي تعود عليها بالفائدة وتجنبها الفناء .هذه الحشرات نفسها تتغذى على الأخشاب وتلتهمها بشراهة ، إذ في بعض الأماكن الموبوءة بها قد يتناول أفراد الأسرة طعامهم على منضدة الطعام ، ثم يذهبون في الصباح لتناول إفطارهم ، فيجدون تلك المنضدة قد تقوضت أركانها ، وانهارت في ليلة واحدة .
وفي بعض جهات استراليا الموبوءة بتلك الحشرات المدمرة قد يسأل أحد السائحين وهو ناظر من نافذة القطار عن اسم القرية التي رآها على مدى البصر ، فيعتريه الذهول عندما يخبرونه أن تلك القرية لا تضم آدميين ، ولكنها المساكن التي أقامها النمل الأبيض ليعيش بها .
هذه المساكن ترتفع عن سطح الأرض عدة أمتار وتصنعها الحشرات من مادة غريبة ، هي خليط من لعابها وبعض المواد الأخرى ، وهي أقوى من الإسمنت المسلح ، ولا يمكن أن تخترقها الحشرات أو يتسرب إليها الماء من خلال جدرانها ، وبداخلها أنفاق متشعبة يعيش فيها النمل الأبيض .



وتستخدم هذه الحشرات للتخابر عن بعد نوعاً من الشيفرة تشبه شيفرة التلغراف ، إذ تدق على جدران النفق برأسها عدة دقات فيفهم باقي النمل ما تريد عن طريق تلك الدقات الشفرية ، تفعل ذلك دون أن تدري ماذا تفعل ، إذ إنها تفعلها عن طريق الإلهام المسمى الغريزة .
ولقد احتار العلماء فترة طويلة من الزمن في تفسير إمكان حياة مثل هذه الحشرات عن طريق الغذاء على الأخشاب ، والخشب لا يحتوي على أية مواد عضوية قابلة للهضم ، وأخيراً اكتشفوا السر .
لقد وجدوا في داخل الجهاز الهضمي لأفراد هذه الحشرات حيوانات دقيقة أولية يتكون جسمها من خلية واحدة ، وهذه الحيوانات الأولية تفرز أجسامها إفرازات تحول الخشب إلى مواد غذائية قابلة للهضم هي التي تغذي النمل الأبيض .

ومن العجيب أنّه لم يحدث إطلاقاً أن اكتشفت نملة بيضاء واحدة تخلو أمعاؤها من هذه الحيوانات الأولية ، ولو لم توجد هذه الحيوانات داخل أمعاء النمل الأبيض منذ بدء خلقها لما أمكنها الحياة ، ولانقرضت منذ أول جيل من أجيالها ، هل من الممكن أن يحدث هذا عن طريق المصادفة أم هو شيء مقدر مدبر مرسوم ؟ " .


النمل يربي المواشي ويفلح الأرض :

ومن عجائب النمل ما ذكره الدكتور يوسف عز الدين ، فقد ذكر أن النمل استأنس مئات من الأجناس من الحيوانات الأدنى منه شأناً ، بينما لم يستأنس الإنسان سوى نحو عشرين من الحيوانات الوحشية التي سخرها لمنفعته ومتعته ، ولقد عرف النمل الزرع والرعي عن طريق الغريزة .إنَّ حشرات المن التي يطلق عليها أحياناً ( قمل النبات ) التي نراها على أوراق بعض النبات يرعاها النمل ليستفيد منها . ففي الربيع الباكر يرسل النمل الرسل لتجمع له بيض هذا المن ، فإذا جاؤوا به وضعوه في مستعمراتهم حيث يضعون بيضهم ، ويهتمون ببيض هذه الحشرات كما يهتمون ببيضهم ، فإذا فقس بيض المن وخرجت منه الصغار أطعموها وأكرموها ، وبعد فترة قصيرة يأخذ المن يدر سائلاً حلواً كالعسل كما تدر البقرة اللبن ، ويتولى النمل حلب هذا المن للحصول على هذا السائل وكأنها أبقار .


ولا يعتني النمل بتربية ((المواشي)) هذه وحدها ، بل يعتني كذلك بالزرع وفلاحة الأرض ، لقد شاهد أحد العلماء في إحدى الغابات قطعة من الأرض قد نما بها أرز قصير من نوع نصف بري ، كانت مساحة القطعة خمسة أقدام طولاً في ثلاثة عرضاً ، وكان طول الأرز نحو ستة ((سنتيمترات)) ، ويتراءى للناظر إلى هذه البقعة من الأرض أنّ أحداً لا بد يعتني بها ، فالطينة حول الجذور كانت مشققة ، والأعشاب الغريبة كانت مستأصلة ، والغريب أنّه لم يكن على مقربة من هذا المكان عود آخر من الأرز ، فهذا الأرز لم ينم من تلقاء نفسه ، وإنّما زرعه زارع .ولوحظ أن طوائف النمل تأتي إلى هذا المزروع وتذهب عنه ، فانبطح العالم على الأرض يلاحظ ما يصنعه ، ولم يلبث أن عرف أنّ هذا النمل هو القائم بزراعة الأرز في تلك البقعة من الأرض ، وأنه اتخذ من زراعتها مهنة له ، تشغل كل وقته ، فبعضه كان يشق الأرض ويحرثها ، وبعض آخر كان يزيل الأعشاب الضارة ، فإذا ظهر عود من عشب غريب قام إليه بعض النمل ، فيقضمونه ، ثم يحملونه بعيداً عن المزرعة ...نما الأرز حتى بلغ طوله ستين سنتيمتراً ، وكانت حبوب الأرز قد نضجت ، فلما بدأ موسم الحصاد شاهد صفاً من شغالة النمل لا ينقطع متجهاً نحو العيدان ، فيتسلقها إلى أن يصل إلى حبوب الأرز ، فتنزع كل شغالة من النمل حبة من تلك الحبوب ، وتهبط بها سريعاً إلى الأرض ، ثم تذهب بها إلى مخازن تحت الأرض .بل الأعجب من ذلك أنّ طائفة من النّمل كانت تتسلق الأعواد ، فتلتقط الحب ، ثم تلقي به ، بينما طائفة أخرى تتلقاه ، وتذهب به إلى المخازن ..

ويعيش هذا النوع من النمل عيشة مدنية في بيوت كبيوتنا ذات شقق وطبقات ، أجزاء منها تحت الأرض ، وأجزاء فوق الأرض ، في هذه المدن نجد الخدم والعبيد .

بل الأعجب من ذلك نجد الممرضات اللاتي تعني بالمرضى ليلاً ونهاراً ، ونجد منها من يرفع جثث من يموت من النمل ....

يفعل ذلك النوع من النمل كلّ هذا بدون تفكير ، إذ يتم بالغريزة التي أودعها الله في أجسامهم الصغيرة .
--------------
(1) عزاء المجد ابن تيمية في المنتقي ص : 759 الى احمد وابي داود وابن ماجة بلفظ " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل اربع النملة والنحلة والهدهد والصرد "
(2)صحيح مسلم : 6/154 ورقمة 3019 وانظر 6/356 ورقمة 3318 ورواه مسلم : 4/1759 ورقمة 2241 والحديث مأخوذ من مجموع الروايات الواردة فيه
(3) شفاء العليل لابن القيم صفحة 104

MAGIC7
2010-08-24, 08:18 PM
هداية الهدهد وعجائب صنع الله فيه


ويحدثنا ابن القيم بأسلوبه السهل الأخاذ عن نوع آخر من مخلوقات الله التي لها في كتاب الله ذِكْر ، ألا وهو الهدهد ، متحدثاً عن هداية الله له فيقول :" وهذا الهدهد من أهدى الحيوان وأبصره بمواضع الماء تحت الأرض ، لا يراه غيره ، ومن هدايته ما حكاه الله عنه في كتابه أنه قال لنبي الله سليمان ، وقد فقده وتوعده ، فلما جاء بَدَره بالعذر قبل أن ينذره سليمان بالعقوبة ، وخاطبه خطاباً هيجه به على الإصغاء إليه والقبول منه ، فقال : ( أحطت بما لم تُحط به ) [ النمل : 22 ] ، وفي ضمن هذا أني أتيتك بأمر قد عرفته حق المعرفة بحيث أحطت به ، وهو خبر عظيم له شأن ، فلذلك قال : ( وجئتك من سبإ بنبإٍ يقينٍ ) [ النمل : 22 ] ، والنبأ هو الخبر الذي له شأن ، والنفوس متطلعة إلى معرفته ، ثم وصفه بأنه نبأ يقين ، لا شك فيه ولا ريب ، فهذه مقدمة بين يدي إخباره لنبي الله بذلك النبأ استفرغت قلب المخبر لتلقي الخبر ، وأوجبت له التشوق التام إلى سماعه ومعرفته ، وهذا نوع من براعة الاستهلال وخطاب التهييج .

ثم كشف عن حقيقة الخبر كشفاً مؤكداً بأدلة التأكيد ، فقال : ( إنّي وجدت امرأةً تملكهم ) [ النمل : 23 ] ، ثم أخبر عن شأن تلك الملكة ، وأنها من أجلّ الملوك بحث أوتيت من كل شيء يصلح أن تؤتاه الملوك ، ثم زاد في عظيم شأنها بذكر عرشها الذي تجلس عليه ، وأنه عرش عظيم ، ثم أخبره بما يدعوه إلى قصدهم ، وغزوهم في عقر دارهم بعد دعوتهم إلى الله ، فقال : ( وجدتُّها وقومها يسجدون للشَّمس من دون الله ) [ النمل : 24 ] .
وحذف أداة العطف من هذه الجملة ، وأتى بها مستقلة غير معطوفة على ما قبلها ، إيذاناً بأنها هي المقصودة ، وما قبلها توطئة لها ، ثم أخبر عن المغوي لهم ، الحامل لهم على ذلك ، وهو تزيين الشيطان لهم أعمالهم ، حتى صدهم عن السبيل المستقيم ، وهو السجود لله وحده ، ثم أخبر أن ذلك الصد حال بينهم وبين الهداية والسجود لله الذي لا ينبغي السجود إلا له .


ثم ذكر من أفعاله – سبحانه – إخراج الخبء في السماوات والأرض ، وهو المخبوء فيهما من المطر والنبات والمعادن وأنواع ما ينزل من السماء ، وما يخرج من الأرض ، وفي ذكر الهدهد هذا الشأن من أفعال الرب تعالى بخصوصه إشعار بما خصه الله به من إخراج الماء المخبوء تحت الأرض .

قال صاحب الكشاف : وفي إخراج الخبء إمارة على أنه من كلام الهدهد لهندسته ومعرفته الماء تحت الأرض ، وذل بإلهام مَنْ يخرج الخبء في السماوات والأرض جلت قدرته ولطف علمه ، ولا يكاد يخفى على ذي الفراسة الناظر بنور الله مخايل كل شخص بصناعة أو فن من المعلم في روائه ومنطقه وشمائله ، فما عمل آدمي عملاً إلا ألقى عليه رداء عمله "

MAGIC7
2010-08-24, 08:19 PM
هداية الحمام وعجائب صنع الله فيه

أما حديث ابن القيم عن الحمام وبدائع صنع الله فيه ، وعجيب هدايته إلى ما هداه إليه فحديث طويل ممتع ، يدل على أن التفكير في خلق الله منهج أخذ به أهل العلم أنفسهم تحقيقاً لأمر الله لعباده ، وفي هذا يقول ابن القيم :وهذا الحمام من أعجب الحيوان هداية ، حتى قال الشافعي : أعقل الطير الحمام ، وبُردُ الحمام هي التي تحمل الرسائل والكتب ، وربما زادت قيمة الطير منها على قيمة المملوك والعبد ، فإن الغرض الذي يحصل به لا يحصل بمملوك ولا بحيوان غيره ؛ لأنه يذهب ويرجع إلى مكانه من مسيرة ألف فرسخ فما دونها ، وتنهي الأخبار والأغراض ، والمقاصد التي تتعلق بها مهمات الممالك والدول .
والقيمون بأمرها يعتنون بأنسابها اعتناء عظيماً ، فيفرقون بين ذكورها وإناثها وقت الفساد ، وتنقل الذكور عن إناثها إلى غيرها ، والإناث عن ذكورها ، ويخافون عليها من فساد أنسابها وحملها من غيرها ، ويتعرفون صحة طرقها ومحلها ، ولا يأمنون أن تفسد الأنثى ذكراً من عرض الحمام فتعتريها الهجنة ، والقيمون بأمرها لا يحفظون أرحام نسائهم ويحتاطون لها كما يحفظون أرحام حمامهم ويحتاطون لها .


والقيمون لهم في ذلك قواعد وطرق يعتنون بها غاية الاعتناء بحث إذا رأوا حماماً ساقطاً لم يخف عليهم حسبها ونسبها وبلدها ، ويعظمون صاحب التجربة والمعرفة ، وتسمح أنفسهم بالجعل الوافر له .
ويختارون لحمل الكتب والرسائل الذكور منها ، ويقولون : هو أحن إلى بيته لمكان أنثاه ، وهو أشد متناً ، وأقوى بدناً وأحسن اهتداء ، وطائفة منهم يختار لذلك الإناث ، ويقولون : الذكر إذا سافر وبعد عهده حنّ إلى الإناث وتاقت نفسه إليهن ، فربما رأى أنثى في طريقه ومجيئه فلا يصبر عنها ، فيترك السير ، ومال إلى قضاء وطره منها .

وهدايته على قدر التعليم والتوطين ، والحمام موصوف باليُمْن والإلف للناس ، ويحب الناس ويحبونه ، ويألف المكان ويثبت على العهد والوفاء لصاحبه ، وإن أساء إليه ، ويعود إليه من مسافات بعيدة ، وربما صد فترك وطنه عشر حجج ، وهو ثابت على الوفاء ، حتى إذا وجد فرصة واستطاعة عاد إليه .
والحمام إذا أراد السفاد يلطف للأنثى غاية اللطف ، وإذا علم الذكر أنه أودع رحم الأنثى ما يكون منه الولد يقوم هو والأنثى بطلب القصب والحشيش وصغار العيدان ، فيعملان منه أفحوصة ، وينسجانها نسجاً متداخلاً في الوضع الذي يكون بقدر حيمان الحمامة ، ويجعلان حروفها شاخصة مرتفعة ، لئلا يتدحرج عنها البيض ، ويكون حصناً للحاضن ، ثم يتعاودان ذلك المكان ، ويتعاقبان الأفحوص يسخنانه ، ويطيبانه وينفيان طباعه الأول ، ويحدثان فيه طبعاً آخر مشتقاً ومستخرجاً من طباع أبدانهما ورائحتهما ، لكي تقع البيضة إذا وقعت في مكان هو أشبه المواضع بأرحام الحمام ، ويكون على مقدار من الحر والبرد والرخاوة والصلابة .
ثم إذا ضربها المخاض بادرت إلى ذلك المكان ، ووضعت فيه البيض ، فإن أفزعها رعد قاصف رمت بالبيضة دون ذلك المكان الذي هيأته كالمرأة التي تُسقط من الفزع .


فإذا وضعت البيض في ذلك المكان لم يزالا يتعاقبان الحضن ، حتى إذا بلغ الحضن مداه وانتهت أيامه انصدع عن الفراخ ، فأعاناه على خروجه ، فيبدآن أولاً بفتح الريح في حلقه حتى تتسع حوصلته ، علماً بأن الحوصلة تضيق عن الغذاء ، فتتسع الحوصلة بعد التحامها ، وتنفتق بعد ارتتاقها .
ثم يعلمان أن الحوصلة وإن كانت قد اتسعت شيئاً فإنها في أول الأمر لا تحتمل الغذاء ، فيزقانه بلعابهما المختلط بالغذاء ، وفيه قوى الطعم .

ثم يعلمان أن طبع الحوصلة تضعف عن استمرار الغذاء ، وأنها تحتاج إلى دفع وتقوية ، لتكون لها بعض المتانة ، فيلقطان من الغيطان الحب اللين الرخو ، ويزقانه الفرخ ، ثم يزقانه بعد ذلك الحب الذي هو أقوى وأشد .
ولا يزالان يزقانه بالحب والماء على تدريج بحسب قوة الفرخ ، وهو يطلب ذلك منهما ، حتى إذا علما أنه قد أطاق اللقط منعاه بعض المنع ، ليحتاج إلى اللقط ويعتاده ، وإذا علما أن رئته قد قويت ونمت ، وأنهما إن فطماه فطماً تاماً قوي على اللقط وتبلغ لنفسه ضرباه إذا سألهما الزق ، ومنعاه .ثم تنزع تلك الرحمة العجيبة منهما ، وينسيان ذلك التعطف المتمكن حين يعلمان أنه قد أطاق القيام بالتكسب بنفسه ، ثم يبتدآن ابتداء ذلك النظام .


ومن عجيب هداها أنها إذا حملت الرسائل سلكت الطرق البعيدة عن القرى ومواضع الناس ؛ لئلا يعرض لها من يصدها ، ولا يرد مياههم ، بل يرد المياه التي لا يردها الناس .

ومن هداية الحمام أن الذكر والأنثى يتقاسمان أمر الفراخ ، فتكون الحضانة والتربية والكفالة على الأنثى ، و*** القوت والزق على الذكر ، فإنّ الأب هو صاحب العيال والكاسب لهم ، والأم هي التي تحبل وتلد وترضع .


ومن عجيب أمرها ما ذكره الجاحظ : أن رجلاً كان له زوج حمام مقصوص ، وزوج طيار ، وللطيار فرخان ، قال : ففتحت لهما في أعلى الغرفة كوة للدخول والخروج وزق فراخهما ، قال : فحبسني السلطان فجأة ، فاهتممت بشأن المقصوص غاية الاهتمام ، ولم أشك في موتهما ؛ لأنها لا يقدران على الخروج من الكوة ، وليس عندهما ما يأكلان ويشربان .
قال : فلما خلي سبيلي ، لم يكن لي هم غيرهما ، ففتحت البيت فوجدت الفراخ قد كبرت ، ووجدت المقصوص على أحسن حال ، فعجبت ، فلم ألبث أن جاء الزوج الطيار ، فدن الزوج المقصوص إلى أفواههما يستطعمانهما كما يستطعم الفرخ فزقاهما .


فانظر إلى هذه الهداية ، فإن المقصوصين لما شاهدا تلطف الفراخ ، للأبوين وكيف يستطعمانهما إذا اشتد بهما الجوع والعطش ، فعلا كفعل الفرخين ، فأدركتهما رحمة الطيارين ، فزقاهما كما يزقان فرخيهما .
ومن هدايتها أيضاً أنه إذا رأى الناس في الهواء عرف أي صنف يريده ، وأي نوع من الأنواع ضده ، فيخالف فعله ليسلم منه ، ومن هدايته أنه في أول نهوضه يغفل ، ويمر بين النسر والعقاب ، وبين الرخم والبازي ، وبين الغراب والصقر ، فيعرف من يقصده ، ومن لا يقصده ، وإن رأى الشاهين فكأنه يرى السم الناقع ، وتأخذه حيرة كما يأخذ الشاة عند رؤية الذئب ، والحمار عند مشاهدة الأسد .





مزيد من عجائب هداية الله مخلوقاته_كلبة ترضع طفلاً مات أهله


قال الجاحظ : لما وقع الطاعون الجارف أتى على أهل دار ، فلم يشك أهل تلك المحنة أنه لم يبق منهم أحد ، فعمدوا إلى باب الدار فسدوه ، وكان قد بقي صبي صغير يرضع ، ولم يفطنوا له ، فلما كان بعد ذلك بمدة تحول إليها بعض ورثة القوم ، ففتح الباب ، فلما أفضى إلى عرصة الدار إذا هو بصبي يلعب مع جراء كلبة قد كانت لأهل الدار فراعه ذلك ، فلم يلبث أن أقبلت كلبة قد كانت لأهل الدار ، فلما رآها الصبي حبها إليها ، فأمكنته من أطبائها ، فمصها ، وذلك أن الصبي لما اشتد جوعه ورأى جراء الكلبة يرتضعون من أطباء الكلبة حبا إليها ، فعطفت عليه ، فلما سقته مرة أدامت له ذلك ، وأدام هو الطلب .

http://www.knowingallah.com/images/icon1.gif

MAGIC7
2010-08-24, 08:20 PM
المكاء يقتل الأفعى


وذكر ابن الأعرابي قال : أكلت حية بيض مكاء ، فجعل المكاء يصوت ويطير على رأسها ، ويدنو منها ، حتى إذا فتحت فاها وهمت به ألقى حسكة ، فأخذت بحلقها حتى ماتت ، وأنشد أبو عمر الشيباني في ذلك قول الأسدي :
إن كنت أبصرتني عيلاً ومصطلماً ××× فربما قتل المكاء ثعباناً

<h2>هداية الثعلب وحيله

ومن عجيب هداية الثعلب أنه إذا امتلأ من البراغيث أخذ صوفة بفمه ، ثم عمد إلى ماء رقيق ، فنزل فيه قليلاً ، حتى ترتفع البراغيث إلى الصوفة ، فيلقيها في الماء ويخرج .
ومن عجيب أمره أن ذئباً أكل أولاده ، وكان للذئب أولاد وهناك زبية ، فعمد الثعلب وألقى نفسه فيها ، وحفر فيها سرداباً يخرج منه ، ثم عمد إلى أولاد الذئب فقتلهم ، وجلس ناحية ينتظر الذئب ، فلما أقبل وعرف أنها فعلته هرب قدامه ، وهو يتبعه ، فألقى نفسه في الزبية ، ثم خرج من السرداب ، فألقى الذئب نفسه وراءه فلم يجده ، ولم يطق الخروج ، فقتله أهل الناحية .


ومن عجيب أمره أن رجلاً كان معه دجاجتان ، فاختفى له ، وخطف إحداهما وفر ، ثم أعمل فكره في أخذ الأخرى ، فتراءى لصاحبها من بعيد وفي فمه شيء شبيه بالطائر ، وأطعمه في استعادتها بأن تركه وفر ، فظن الرجل أنها الدجاجة ، فأسرع نحوها ، وخالفه الثعلب إلى أختها ، فأخذها وذهب .

ومن عجيب أمره أنه أتى إلى جزيرة فيها طير ، فأعمل الحيلة كيف يأخذ منها شيئاً فلم يطق ، فذهب وجاء بضغث من حشيش وألقاه في مجرى الماء الذي نحو الطير ففزع منه ، فملا عرفت أنه حشيش رجعت إلى أماكنها ، فعاد لذلك مرة ثانية ، وثالثة ، ورابعة ، حتى تواظب الطير على ذلك وألفته ، فعمد إلى جرزة أكبر من ذلك ، فدخل عليها وعبر إلى الطير ، فلم يشك الطير أنه من جنس ما قبله ، فلم تنفر منه ، فوثب على طائر منها وعدا به .

ومن عجيب أمره أنه إذا اشتد به الجوه انتفخ ، ورمى بنفسه في الصحراء كأنّه جيفة ، فتتداوله الطير ، فلا يظهر حركة ولا نفساً ، فلا تشك أنه ميت ، حتى إذا نقر بمنقاره ، وثب عليها ، فضمها ضمة الموت .
ومن عجيب أمره أنه إذا أصاب القنفذ ، قَلَبَهُ لأجل شوكه ، فيجتمع القنفذ حتى يصير كبة شوك ، فيبول الثعلب على بطنه ما بين مغرز عجبه إلى فكيه ، فإذا أصابه البول اعتراه الأسر ، فانبسط ، فيسلخه الثعلب من بطنه ، ويأكل مسلوخه .

<h2>من عجائب الذئاب

ومن عجيب الذئب أنه عرض لإنسان يريد قتله ، فرأى معه قوساً وسهماً ، فذهب وجاء بعظم رأس جمل في فيه ، وأقبل نحو الرجل ، فجعل الرجل كلما رماه بسهم اتقاه بذلك العظم حتى أعجزه ، وعاين نفاد سهمه ، فصادف من استعان به على طرد الذئب .

<h2>من عجائب القرود

ومن عجيب أمر القرود ما ذكره البخاري في صحيحه ، عن عمرو بن ميمون الأودي ، قال : رأيت في الجاهلية قرداً وقردة زنيا ، فاجتمع عليهما القرود فرجموهما حتى ماتا ، فهؤلاء القرود أقاموا حد الله حين عطله بنو آدم

<h2>من عجائب البقر


وهذه البقر يضرب ببلادتها المثل ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنّ رجلاً بينما هو يسُوق بقرة إذ ركبها فقالت : ( لم أخلق لهذا ) فقال الناس : سبحان الله بقرة تتكلم ؟! فقال : ( فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر ، وما هما ثَمّ ) .
قال : ( وبينما رجل يرعى غنماً له إذا عدا الذئبُ على شاة منها فاستنفذها منه ، فقال الذئب : هذه استنفذتها مني ، فمن لها يوم السبُع يوم لا راعي لها غيري ) ، فقال الناس : سبحان الله ذئب يتكلم ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني أومنُ بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثمّ ) .

<h2>من عجائب الفئران

ومن عجيب أمر الفئران أنها إذا شربت من الزيت الذي في أعلى الجرة فنقص وعزّ عليها الوصول إليه ذهبت ، وحملت في أفواهها ماءً وصبته في الجرة ، حتى يرتفع الزيت فتشربه .

<h2>من عجائب الحيوان استخدامه الدواء

والأطباء تزعم أن الحقنة أخذت من طائر طويل المنقار ، إذا تعسر عليه الذرق جاء إلى البحر المالح ، وأخذ بمنقاره منه واحتقن به ، فيخرج الذرق بسرعة .

وهذا ابن عرس والقنفذ إذا أكلا الأفاعي والحيات عمدا إلى الصتر النهري ، فأكلاه كالترياق لذلك .

وهذا الثعلب إذا أصابه صدع أو جرح يأتي إلى صبغ معروف ، فيأخذ منه ، ويضعه على جرحه كالمرهم ، والدبّ إذا أصابه جرح يأتي إلى نبت قد عرفه ، وجهله صاحب الحشائش ، فيتداوى به فيبرأ !

MAGIC7
2010-08-24, 08:22 PM
تعلم الإنسان من الحيوان

وكثير من العقلاء يتعلم من الحيوانات البهم أموراً تنفعه في معاشه وأخلاقه وصناعته وحربه وحزمه وصبره ، وهداية الحيوان فوق هداية أكثر الناس قال تعالى : ( أمّ تحسب أنَّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلاَّ كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلاً ) [ الفرقان : 44 ] قال أبو جعفر الباقر : والله ما اقتصر على تشبيههم بالأنعام ، حتى جعلهم أضل سبيلاً منها ، فمن هدى الأنثى من السباع إذا وضعت ولدها أن ترفعه في الهواء أياماً تهرب به من الذر والنمل ، لأنها تضعه كقطعة من لحم ، فهي تخاف عليه الذر والنمل ، فلا تزال ترفعه وتضعه وتحوله من مكان إلى مكان حتى يشتد .
وقال ابن الأعرابي : قيل لشيخ من قريش : مَنّ علمك هذا كله ، وإنما يعرف مثله أصحاب التجارب والتكسب ؟ قال : علمني الله ما علم الحمامة تقلب بيضها حتى تعطي الوجهين جميعاً نصيبهما من حضانتها ، ولخوف طباع الأرض على البيض إذا استمر على جانب واحد .

وقيل لآخر : مَنْ علمك اللجاج في الحاجة والصبر عليها وإن استعصت حتى تظفر بها ؟ قال : مِنْ علم الخنفساء إذا صعدت في الحائط تسقط ، ثم تصعد ، ثم تسقط مراراً عديدة ، حتى تستمر صاعدة .
وقيل لآخر : مَنْ علمك البكور في حوائجك أول النهار لا تخل به ؟ قال : من علم الطير تغدو خماصاً كل بكرة في طلب أقواتها على قربها وبعدها ، لا تسأم ذلك ، ولا تخاف ما يعرض لها في الجو والأرض .


وقيل لآخر : مَنْ علمك السكون والتحفظ والتماوت حتى تظفر بأربك ، فإذا ظفرت به وثبت وثوب الأسد على فريسته ؟ فقال : الذي علم السِّنَّورة أن ترصد جحر الفأرة ، فلا تتحرك ولا تتلوى ، ولا تختلج كأنها ميتة ، حتى إذا برزت لها الفأرة وثبت عليها كالأسد .

وقيل لآخر : مَنْ علمك الصبر والجلد والاحتمال وعدم السكون ؟ قال : من علم ابا أيوب صبره على الأثقال والأحمال الثقيلة ، والمشي والتعب وغلظة الجمّال وضربه ، فالثقل والكل على ظهره ، ومرارة الجوع والعطش في كبده ، وجهد التعب والمشقة ملأ جوارحه ولا يعدل به ذلك عن الصبر .


وقيل لآخر : مَنْ علمك حسن الإيثار والسماحة بالبذل ؟ قال : من علم الديك يصادف الحبة في الأرض ، وهو يحتاج إليها فلا يأكلها ؛ بل يستدعي الدجاج ويطلبهن طلباً حثيثاً ، حتى تجيء الواحدة منهن فتلقطها ، وهو مسرور بذلك طيب النفس به ، وإذا وضع له الحب الكثير فرّقه هنا و هنا ، وإن لم يكن هناك دجاج ، لأن طبعه قد ألف البذل والجود ، فهو يرى من اللؤم أن يستبد وحده بالطعام .

وقيل لآخر : مَنْ علمك هذا التحيل في طلب الرزق ووجوه تحصيله ؟ قال : من علم الثعلب تلك الحيل التي يعجز العقلاء عن علمها وعملها ، وهي أكثر من أن تذكر .
ومَنْ علم الأسد إذا مشى وخاف أن يقتفى أثره ويطلب ، عفى أثر مشيته بِذَنَبِه ، ومن علمه أن يأتي إلى شبله في اليوم الثالث من وضعه ، فينفخ في منخريه ، لأن اللبوة تضعه جرواً كالميت ، فلا تزال تحرسه حتى يأتي أبوه فيفعل به ذلك ! .
ومن ألهم كرام الأسود وأشرافها أن لا تأكل إلا من فريستها ، وإذا مر بفريسة غيره لم يدن منها ولو جهده الجوع !


ومن علم الأنثى من الفيلة إذا دنا وقت ولادتها أن تأتي إلى الماء فتلد فيه ، لأنها دون الحيوانات لا تلد إلا قائمة ، لأن أوصالها على خلاف أوصال الحيوان ، وهي عالية ، فتخاف أن تسقطه على الأرض فينصدع أو ينشق ، فتأتي ماء وسطاً تضعه فيه يكون كالفراش اللين والوطاء الناعم .
ومن علم الذباب إذا سقط في مائع أن يتقي بالجناح الذي فيه الداء دون الآخر !

ومَنْ علم الكلب إذا عاين الظباء أن يعرف المعتل من غيره ، والذكر من الأنثى ، فيقصد الذكر مع علمه بأنّ عدوه أشد وأبعد وثبة ، ويدع الأنثى على نقصان عدوها ؛ لأنّه قد علم أن الذكر إذا عدا شوطاً أو شوطين حقن ببوله ، وكل حيوان إذا اشتد فزعه فإنه يدركه الحقن ، وإذا حقن الذكر لم يستطع البول مع شدة العدو ، فيقل عدوه ، فيدركه الكلب ، وأما الأنثى فتحذف بولها لسعة القبل وسهولة المخرج ، فيدوم عدوها !.


ومَنْ علمه أنه إذا كسا الثلج الأرض أن يتأمل الموضع الرقيق الذي قد انخسف ، فيعلم أن تحته جحر الأرانب ، فينبشه ، ويصطادها علماً منه بأن حرارة أنفاسها تذيب بعض الثلج فيرق !
ومن علم الذئب إذا نام أن يجعل النوم نوباً بين عينيه ، فينام بإحداهما ، حتى إذا نعست الأخرى نام بها ، وفتح النائمة ! حتى قال بعض العرب :
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ××× بأخرى المنايا فهو يقظان نائم

ومَنْ علم العصفورة إذا سقط فرخها أن تستغيث ، فلا يبقى عصفور بجوارها حتى يجيء ، فيطيرون حول الفرخ ، ويحركونه بأفعالهم ، ويحدثون له قوة وهمة وحركة ، حتى يطير معهم !

قال بعض الصيادين : ربما رأيت العصفور على الحائط ، فأومي بيدي كأني أرميه فلا يطير ، وربما أهويت إلى الأرض كأني أتناول شيئاً فلا يتحرك ، فإن مسست بيدي أدنى حصاة أو حجر أو نواة طار قبل أن تتمكن منها يدي .

ومن علم (( اللبب )) وهو صنف من العناكب أن يلطأ بالأرض ، ويجمع نفسه ، فيرى الذبابة أنه لاه عنها ، ثم يثب عليها وثوب الفهد !


ومن علم العنكبوت أن تنسج تلك الشبكة الرفيعة المحكمة ، وتجعل في أعلاها خيطاً ثم تتعلق به ، فإذا تعرقلت البعوضة في الشبكة تدلت إليها فاصطادتها !
ومن علم الظبي أن لا يدخل كناسه إلا مستدبراً ، ليستقبل بعينه ما يخافه على نفسه وخشفه !
ومن علم السنور إذا رأى فأرة في السقف أن يرفع رأسه كالمشير إليها بالعود ، ثم يشير إليها بالرجوع ، وإنما يريد أن يدهشها فتزلق فتسقط !

ومن علم اليربوع أن يحفر بيته في سفح الوادي حيث يرتفع عن مجرى السيل ليسلم من مدق الحافر ومجرى الماء ، ويعمقه ثم يتخذ يف زواياه أبواباً عديدة ، ويجعل بينها وبين وجه الأرض حاجزاً رقيقاً ، فإذا أحس بالشر فتح بعضها بأيسر شيء ، وخرج منه ، ولما كان كثير النسيان لم يحفر بيته إلا عند أكمة أو صخرة علامة له على البيت ، إذا ضل عنه!

ومن علم الفهد إذا سمن أن يتوارى لثقل الحركة عليه حتى يذهب ذلك السمن ، ثم يظهر !
ومن علم الأيل إذا سقط قرنه أن يتوارى ، لأنّ سلاحه قد ذهب ، فيسمن لذلك ، فإذا كمل نبات قرنه تعرض للشمس والريح ، وأكثر من الحركة ليشتد لحمه ، ويزول السمن المانع له من العدو .
وهذا باب واسع جداً ، ويكفي فيه قوله – سبحانه – ( وما من دابَّةٍ في الأرض ولا طائِرٍ يطير بجناحيه إلاَّ أمم أمثالكم مَّا فرَّطنا في الكتاب من شيء ثمَّ إلى ربهم يحشرون – والَّذين كذَّبوا بِآيَاتِنَا صمٌّ وبكمٌ في الظُّلمات من يَشَإِ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراطٍ مستقيمٍ ) [ الأنعام : 38-39 ] .


وجه المماثلة بين الحيوانات وبني الإنسان :


قال ابن عباس في رواية عطاء : ( إلاَّ أمم أمثالكم ) [ الأنعام : 38 ] ، ويريد : يعرفونني ، ويوحدونني ، ويسبحونني ، ويحمدونني ، مثل قوله تعالى : ( وإن من شيءٍ إلاَّ يسبح بحمده ) [ الإسراء : 44 ] ، ومثل قوله : ( ألم تر أنَّ الله يسبح له من في السَّماوات والأرض والطَّير صافاتٍ كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه ) [ النور : 41 ] .
(1/76)

ويدل على هذا قوله تعالى : ( ألم تر أنَّ الله يسجد له من في السَّماوات ومن في الأرض والشَّمس والقمر والنُّجوم والجبال والشَّجر والدَّواب ) [ الحج : 18 ] وقوله : ( ولله يسجد ما في السَّماوات وما في الأرض من دابّةٍ والملائكة وهم لا يستكبرون ) [النحل : 49 ] ، ويدل عليه قوله تعالى : ( يا جبال أوّبي معه والطَّير ) [ سبأ : 10 ] ، ويدل عليه قوله : ( وأوحى ربُّك إلى النَّحل ) [ النحل : 68 ] ، وقوله : ( قالت نملةٌ يا أيُّها النَّمل ) [ النمل : 18 ] ، وقول سليمان ( عُلّمنا منطق الطَّير ) [ النمل : 16 ] .


وقال مجاهد : أمم أمثالكم ، أصناف مصنفة تعرف بأسمائها ، وقال الزجاج : أمم أمثالكم في أنها تبعث .
وقال ابن قتيبة : أمم أمثالكم في طلب الغذاء ، وابتغاء الرزق ، وتوقي المهالك .
وقال سفيان بن عيينة : ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من البهائم ، فمنهم من يهتصر اهتصار الأسد ، ومنهم من يعدو عدو الذئب ، ومنهم من ينبح نباح الكلب ، ومنهم من يتطوس كفعل الطاووس ، ومنهم من يشبه الخنازير التي لو ألقي عليها الطعام الطيب عافته ، فإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه ، فلذلك تجد من الآدميين من لو سمع خمسين كلمة لم يحفظ واحدة منها ، وإن أخطأ رجل ترّواه وحفظه .
قال الخطابي : ما أحسن ما تأول سفيان هذه الآية واستنبط منها هذه الحكمة ، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعاً لظاهره وجب المصير إلى باطنه ، وقد أخبر الله عن وجود المماثلة بين الإنسان وبين كل طائر ودابة ، وذلك ممتنع من جهة الخلقة والصورة ، وعدم من جهة النطق والمعرفة ، فوجب أن يكون منصرفاً إلى المماثلة في الطباع والأخلاق .


والله – سبحانه – قد جعل بعض الدواب كسوباً محتالاً ، وبعضها متوكلاً غير محتال ، وبعض الحشرات يدخر لنفسه قوت سنته ، وبعضها يتكل على الثقة بأن له في كل يوم قدر كفايته رزقاً مضموناً وأمراً مقطوعاً ، وبعضها لا يعرف ولده ألبتة ، وبعض الإناث تكفل ولدها لا تعدوه ، وبعضها تضيع ولدها ، وتكفل ولد غيرها ، وبعضها لا تعرف ولدها إذا استغنى عنها ، وبعضها يدخر ، وبعضها لا تكسب له ، وبعض الذكور يعول ولده ، وبعضها لا تزال تعرفه وتعطف عليه .


وجعل بعض الحيوانات يُتمها من قِبل أمهاتها ،وبعضها يُتمها من قبل آبائها ، وبعضها لا يلتمس الولد ، وبعضها يستفرغ الهم في طلبه ، وبعضها يعرف الإحسان ويشكره ، وبعضها ليس ذلك عنده شيئاً ، وبعضها يؤثر على نفسه ، وبعضها إذا ظفر بما يكفي أمة من جنسه لم يدع أحداً يدنو منه .
وبعضها يألف بني آدم ويأنس بهم ، وبعضها يستوحش منهم ، وينفر غاية النفار ، وبعضها لا يأكل إلا الطيب ، وبعضها لا يأكل إلا الخبائث ، وبعضها يجمع بين الأمرين .
وبعضها لا يؤذي إلا من بالغ في أذاها ، وبعضها يؤذي من لا يؤذيها ، وبعضها حقود لا ينسى الإساءة ، وبعضها لا يذكرها ألبتة ، وبعضها لا يغضب ، وبعضها يشتد غضبه ، فلا يزال يسترضى حتى يرضى ، وبعضها عنده علم ومعرفة بأمور دقيقة لا يهتدي إليها أكثر الناس ، وبعضها لا معرفة له بشيء من ذلك ألبتة ، وبعضها يستقبح القبيح وينفر منه ، وبعضها الحسن والقبيح سواء عنده ، وبعضها يقبل التعليم بسرعة ، وبعضها مع الطول ، وبعضها لا يقبل ذلك بحال .


وهذا كله من أدل الدلائل على الخالق لها سبحانه ، وعلى إتقان صنعه ، وعجيب تدبيره ، ولطيف حكمته ، فإن فيما أودعها من غرائب المعارف ، وغوامض الحيل ، وحسن التدبير ، والتأني لما تريده ، ما يستنطق الأفواه بالتسبيح ، ويملأ القلوب من معرفته ومعرفة حكمته وقدرته ، وما يعلم به كل عاقل أنه لم يخلق عبثاً ، ولم يترك سدى ، وأن له – سبحانه – في كل مخلوق حكمة باهرة وآية ظاهرة وبرهاناً قاطعاً ، يدل على أنه رب كل شيء ومليكه ، وأنه المتفرد بكل كمال دون خلقه ، وأنه على كل شيء قدير ، وبكل شيء عليم

MAGIC7
2010-08-24, 08:23 PM
هداية الخالق الكائنات لطريقة التكاثر

من الأشياء العجيبة التي تشترك فيها جميع الكائنات الحية القدرة على التكاثر ، لتكوين ذرية يكون من شأنها الاستمرار بالحياة ، واستمرار بقاء النوع وعدم انقراضه .
وتتم عملية إنجاب الذرية في الكائنات الحية المختلفة بطرق شتى ، ولكنّها تصل إلى الهدف المنشود . (فالبكتريا) (وهي من النباتات) تتكاثر ، وكذلك تفعل باقي النباتات والحيوانات على اختلاف درجة فيها . ولا يمكن من وجهة نظر العلوم الرياضية أن تحدث مصادفات يكون من شأنها إيجاد ذكر أو أنثى في آلاف من النباتات والحيوانات لهدف مرسوم ومحدد وهو إنجاب ذرية تبقى بعد الفناء .

ومن الحيوانات والنباتات ما لا يتميز فيها ذكر وأنثى ، ومع ذلك فإنّها تتكاثر وتنجب ذرية ، فحيوان صغير الحجم أوّلي مثل حيوان (الأميبا) الذي يعيش في الماء والمكّون جسمه من خلية واحدة يتكاثر بطريقة عجيبة ، إذ إنّ الحيوان الواحد ينقسم إلى قسمين ، وكل قسم يتحول إلى حيوان ، والحيوانات المتكونة من الانقسام تنقسم بدورها إلى حيوانين وهكذا ... يحدث هذا عندما تكون ظروف الحياة ملائمة وعادية .


أمَّا إذا شعر هذا الحيوان بما ينذر بالخطر فإنّه يتحوصل ؛ أي يفرز حول جسمه حوصلة ، وينقسم إلى حيوانين ، بل عشرات الحيوانات داخل الحوصلة ؛ لكي يعوض الوقت الذي قد يضيع هباء داخل الحوصلة إلى حين رجوع الظروف الملائمة لحياته .

ويحدث التكاثر عن طريق الانقسام في الحيوانات أولية عديدة غير ( الأميبا ) مثل الحيوان المسمى : (البراميسيوم) وهو يعيش في الماء ، ويتكاثر أيضاً بالانقسام الثنائي في الظروف الملائمة كما تنقسم (الأميبا) ، ولكنه من آن لآخر يحتاج إلى تجديد نشاطه وحيويته ، فيلجأ إلى طريقة أخرى للتكاثر بالغة التعقيد يكون من شأنها تجنيد النَّوى ( ولكل خلية نواة كما هو معلوم ) حيث ينجب كل فرخ في هذه الحالة أربعة أفراد بدلاً من انقسام حيوان إلى حيوانين فقط .

وفي الحيوانات الأرقى من هذه الحيوانات الأولية ، إذا كانت ظروف الحياة تحول دون سهولة التقاء الأنثى بالذكر لإنجاب الذرية ، فإنّ الحيوان في هذه الحالة يصبح أنثى ذكراً في الوقت نفسه ، أي يصبح خنثى حيث يضم جسمه أعضاء التناسل الأنثوية والذكرية جنباً إلى جنب ، فيستطيع بذلك أن ينجب ذريته دون حاجة إلى انتظار فرصة التقاء الجنسين ، يحدث هذا مثلاً في الدودة الكبدية التي تعيش في القنوات المرارية لبعض الحيوانات حيث يصعب على أحد الجنسين التنقل والتجول في هذا المكان الضيق للعثور على الجنس الآخر ، وفي الوقت نفسه إذا حدث أن التقى حيوانان من هذه الديدان من الممكن أن يلقح أحدهما الآخر حيث يصبح أحدهما وكأنه أنثى ، ويصبح الآخر وكأنه ذكر .

إن حدوث ملايين المصادفات في آن واحد لهدف معين مشترك وفي حيوانات مختلفة وبوسائل متباينة شيء لا يقره العلم ، ولا تقره علوم الرياضيات ، وفي هذه الحالة لا بدّ أن يسلم بوجود قوة خالقة عاملة وراء هذا كله .



ومنذ وجود أول حيوان ثديي على هذه الأرض ، والأنثى مزودة بمصنع لإنتاج اللبن ، وذلك لكي يضمن الصغير الحصول على غذائه بمجرد خروجه من بطه أمه ، ولو لم يجد هذا الثدي الذي يبرز من جسم الأم منذ أول حيوان ثديي لما أتيحت فرصة النمو والبقاء على قيد الحياة لأول مولود ، أي أنها عملية مدبرة ومقدرة منذ البداية ، ولا تخضع للتجربة والخطأ ، إذ أنها لا تحتمل الخطأ مرة واحدة .

فهل يمكن أن يتصور أيّ إنسان عاقل أن تزويد الأم بطعام الصغير المولود يأتي نتيجة مصادفة عمياء ؟ ولبن أنثى الحيوانات الثديية – علاوة على فائدته الغذائية – نجده مزوداً بمواد تحمل للمولود مناعة ضد الأمراض إلى أن يشب عن الطوق ، ويمكن جسمه من الدفاع عن نفسه . وجميع الجهود التي تضافرت لصنع الألبان اللازمة لتغذية الصغار فشلت في صنع الألبان التي تحمل نفس صفات اللبن الذي أمد الله به الأنثى " .


أهمية الغريزة الجنسية :

ويحدثنا الدكتور يوسف عن الغريزة الجنسية وأهميتها وعظيم أثرها فيقول : " ومن الأشياء التي حيرت العلماء كنه الغريزة الجنسية ، تلك الغريزة التي تجعل الذكر ينجذب إلى الأنثى ، والأنثى تنجذب إلى الذكر .
والغريزة الجنسية هي أقوى الغرائز ؛ لأنها أهما بالنسبة لبقاء النوع وعدم انقراضه ، والهدف الرئيسي لبقاء بعض الحيوانات هو إتمام الالتقاء الجنسي ، ثم يموت بعد ذلك .
فالطور الكامل للحشرات المسماة (ذباب مايو) ، لا يزيد عن بضعة أيام ، وهي في طورها الكامل هذا لا تتغذى إذ لا توجد بها أجزاء للفم تصلح لتناول الطعام إطلاقاً ، وإنما وظيفتها الرئيسية في هذه الفترة القصيرة من العمر هي التقاء الذكر بالأنثى لإنجاب الذرية ، حيث تموت الأم بعد ذلك مباشرة بعد أن تكون أدّت رسالتها وكذلك يموت الأب .

MAGIC7
2010-08-24, 08:24 PM
هداية الخالق تعويض ما يفقده من أجزاء جسمه

زود الله به مخلوقاته من خاصية تعويض الحيوان عما يفقده من أجزاء جسده فيقول : " ومن الصفات الأخرى المذهلة التي نجدها في جميع الحيوانات والنباتات القدرة على تعويض الأجزاء المفقودة ، وتوجد بدرجات مختلفة في الكائنات الحية .

ففي حيوانات عديدة مثل ذلك الحيوان المسمى ((الهيدرا)) نجد شيئاً عجيباً يكتفي العلم بوصفه ، ولكنّه لا يستطيع له تفسيراً ، هذا الحيوان يعيش في الماء ، وهو أنبوبي الشكل لا يزيد طوله عن بضعة مليمترات ، ذو قاعدة مقفلة وفتحة أمامية تستخدم كفم لدخول الطعام ، وفي الوقت نفسه تستعمل كفتحة (( است )) تخرج منها الفضلات . وحول تلك الفتحة نجد عدداً من الزوائد المجوفة ، يتصل تجويفها بتجويف الجسم .

إذا قطعنا هذا الحيوان إلى نصفين ، نصف علوي ، ونصف سفلي ، فإننا نجد أنّ بعض الخلايا في كل نصف تتكاثر بحث تستكمل الأجزاء الناقصة ، فتكون النتيجة تكوين حيوانين يشبهان الحيوان الأصلي ، ولا يقتصر الأمر على ذلك ، إذ أننا لو قطعنا ذلك الحيوان ، إلى عدة أجزاء فإنّ كل جزء ينمو ويعوض جميع الأجزاء المفقودة ، ويصبح حيواناً كامل التكوين .

ويتركب جدار الجسم لهذا الحيوان من طبقتين من الخلايا : طبقة خارجية وطبقة داخلية تحيط بالتجويف الداخلي للجسم ، وفي كل طبقة من الطبقتين توجد أنواع مختلفة من الخلايا لكل نوع منها وظيفة محددة ، ومعظم خلايا الطبقة الخارجية وظيفتها الأساسية حماية جسم الحيوان ، أما الطبقة الداخلية فوظيفتها الرئيسة هضم الغذاء الذي يبتلعه الحيوان من خلال فتحة الفم .


ولو قلبنا ذلك الحيوان كما يقلب الجورب ، فإنّ الخلايا التي كانت خارجية تصبح داخلية ، أي تحيط بتجويف الجسم ، بينما الخلايا التي كانت داخلية تصبح خارجية ، فماذا يحدث في هذه الحالة ؟ لقد وجد العلماء الذين أجروا هذه التجارب أن الخلايا التي أصبحت الآن خارجية تهاجر نحو الداخل ، بينما الخلايا التي أصبحت داخلية تهاجر نحو الخارج لكي يعود تركيب الحيوان إلى ما كان عليه ، ولو لم يحدث ذلك لمات الحيوان ، إذ إن الخلايا التي تحيط بتجويف الجسم لا بدّ أن تكون الخلايا الهاضمة ، لتتم عملية هضم المواد الغذائية التي في تجويف الجسم ، بينما الخلايا الخارجية لا بدّ أن تكون الخلايا الوقائية التي تحفظ الجسم وتقيه من التلف .
وإذا قطعنا دودة الأرض إلى جزءين ، فإنّ كل جزء ينمو ، ويعوض الجزء المفقود .

وفي حيوانات أخرى ( كالجمبري ، أو الكابوريا ) وغيرهما إذا فقدت إحدى الأرجل فإنّ رجلاً جديدة تتكون بدلاً من المفقودة .
والبرص إذا استشعر خطراً أو أمسكه من ذنبه إنسان أو حيوان فإنه يفصل ذلك الذنب عن جسمه ، وينجو من الخطر ، وينمو له ذنب جديد .
ونحن إذا جرحنا أنفسنا في أثناء الحلاقة أو لأي سبب آخر ، فإن خلايا جديدة تتكون بدلاً من الخلايا التي أتلفها الجرح ، ولو لم يحدث ذلك لما أصبح في الإمكان إجراء أية عملية جراحية .
وإذا كسرت لنا عظمة فإنّ خلايا جديدة تتكون ويلتئم الكسر .

لا يمكن أن يحدث هذا نتيجة للمصادفة ، بل لا بدّ أن يكون نتيجة تدبير يتجه نحو هدف معين ، وهو المحافظة على حياة الفرد ، وتحكمه قوى كامنة في الحيوان لم يتوصل العلم إلى كنهها ، إنها قوى أودعها الله في الحيوان ، والحيوان لا يعلم عنها شيئاً ، ولا يدرك ماذا يفعل " .



اتفاق جميع الأحياء في التنفس وإن اختلفت طرائقه

إن عملية التنفس التي نجدها في جميع الكائنات الحية من أدناها إلى أرقاها عملية عجيبة ، وهي في جميع الحالات ليست سوى عملية أكسدة ، أي اتحاد الأكسجين بالمواد الغذائية التي في خلايا الجسم ، ونتيجة لهذه الأكسدة تنطلق طاقة اللازمة للكائن الحي التي لولاها ما استطاع القيام بأيّ نشاط من أنشطته المختلفة .

تتم هذه الأكسدة في الحيوانات المختلفة بطرق متباينة ، ولكن النتيجة في جميع الأحوال واحدة ، وهي انطلاق الطاقة ، وفي الوقت نفسه يتكون الماء ( وثاني أكسيد الكربون ) نتيجة لهذه العملية ، ولذا فالمظهر الواضح لعملية التنفس هو أخذ (الأكسجين) اللازم (لأكسدة) المواد الغذائية وبإخراج (ثاني أوكسيد الكربون) والماء الناتجين عن هذه العملية .




ففي حيوان بسيط (كالأميبا) حيث يتكون الجسم من خلية واحدة ، تتم عملية التنفس بطريقة غاية في البساطة ، إنّ هذا الحيوان الذي يشبه قطعة دقيقة من (الجيلاتين) الرخو يعيش في الماء ، ويوجد بالماء المحيط به قدر من (الأوكسجين) المذاب ، هذا (الأوكسجين) الذائب في الماء ينفذ إلى جسم (الأميبا) حيث يؤكسد المواد الغذائية التي في جسمها ، فتنطلق الطاقة اللازمة لحركتها ونموها ، وغيرها من العمليات الضرورة للحياة .ويتكون (ثاني أوكسيد الكربون) والماء نتيجة لعملية (الأكسدة) ، علاوة على انطلاق الطاقة .
وتتخلص (الأميبا) من الماء الزائد بطريقة تثير الدهشة ، حيث تتجمع قطيرات الماء حتى تتكون فجوة مليئة بالماء ، هذه الفجوة تتحرك نحو حافة جسم الحيوان ، ثم تنفجر ملقية بالماء خارج الجسم ، ثم تعود لتتكون من جديد ... وهكذا .أما ثاني (أوكسيد الكربون) فينفذ من داخل الجسم إلى الماء المحيط به .


وتحدث عملية التنفس في الحشرات عن طريق فتحات على جانبي الجسم توصل إلى شبكة من الأنابيب الدقيقة تتفرع داخل جسم الحشرة إلى أنابيب أصغر فأصغر ، حتى تصل في النهاية إلى جميع الخلايا تقريباً ، وبهذا التنظيم يدخل (الأوكسجين) من الفتحات الخارجية ، ويصل مباشرة إلى خلايا الجسم .
أمّا في الإنسان وفي عديد من الحيوانات الأخرى فإنّ (الأوكسجين) يصل إلى أنسجة الجسم عن طريق الخلايا الدموية الحمراء التي تسبح في الدم ، ويوجد بداخل هذه الخلايا الدموية المادة المسماة (بالهيموجولبين) .
الخواص العجيبة لهذه المادة سرعة اتحادها ( بالأوكسجين ، وثاني أوكسيد الكربون ) والقدرة على الانفصال عنهما بسهولة . فإذا وصلت هذه الخلايا الدموية إلى الرئتين ، فإنها تتحمل الأوكسجين ، وتسير مع الدورة الدموية حتى تصل إلى الشعيرات الدموية الدقيقة التي في الأنسجة ، فينفصل الأوكسجين عنها وينفذ إلى الأنسجة من خلال الجدران الرقيقة للشعيرات الدموية حيث يستخدم (لأكسدة) المواد الغذائية ، وينفذ إليها من الأنسجة ( ثاني أوكسيد الكربون ) الناتج من عملية ( الأكسدة ) الذي تحمله إلى الرئتين حيث ينفصل عن ( الهيموجلوبين ) ، ويتخلص منه الجسم عن طريق الزفير ، ثم يتحمل من جديد (بالأوكسجين) ...وهكذا .
ويحدث التنفس بوسائل عديدة في الحيوانات المختلفة ، ولكن النتيجة في جميع الحالات واحدة ، وهي وصول (الأوكسجين) إلى خلايا الجسم ، والتخلص من ( ثاني أوكسيد الكربون) .


وهذا يدل دلالة قاطعة على شيئين :

الأول : أنّ هذا التقدير الدقيق لا بد أن يكون من فعل خالق مدبر مقدر ، إذ إنّه لا يمكن أن يحدث شيء بطرق مختلفة ، ليؤدي لنتيجة واحدة عن طريق المصادفة .
والشيء الثاني : أنّ الخالق واحد أحد ، إذ أن أسلوب الخلق مبني على أساس واحد ، ويؤدي إلى نتيجة واحدة لا تتغير " .

MAGIC7
2010-08-24, 08:24 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/zaj1.gif
صفات الله.
معجم صفات الله عز وجل _ الجزء الأول

من المعلوم أن شرف العلم بشرف المعلوم، وليس هناك علم أشرف ولا أجل من علم تعلق بالله وصفاته، فهو يورث المسلم خوفاً وخشيةً وحباً وشوقاً لربه؛ ولمنزلة هذا العلم كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يفتخر به على أصحابه فيقول: ( إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ) رواه البخاري . ويعود فضل هذا العلم إلى أن الغاية التي خلق الناس من أجلها هي عبادة الله سبحانه، وعبادته لا تتم إلا بمعرفته، وكلما عظمت معرفة العبد بربه عظمت عبادته له، فحريٌ بمن أراد ولوج أبواب المعارف والطاعات أن يسلك في سبيل ذلك التفكر في أسماء الله وصفاته، فهما بابان عظيمان من أبواب العلم بالله سبحانه، يقربان العبد من ربه، ويعرفانه به "وتسهيلاً لهذه المعرفة وتقريباً لها جمعنا هذا المعجم في صفات الله، وحرصنا أن نذكر في هذا المعجم ( معجم الصفات ) أغلب ما ثبت في الكتاب والسنة، واتفق عليها سلف الأمة، مع ذكر معاني تلك الصفات التي نص عليها العلماء">وقبل أن نبدأ بسرد الصفات نذكر ببعض القواعد الهامة لضبط هذا الباب حتى يفهم فهما صحيحاً.
وأولى هذه القواعد: أن إثبات الصفات المقصود منه إثباتها لفظاً ومعنى مع السكوت التام عن الكلام في كيفياتها، وإيكال علم ذلك إلى الله سبحانه، فالاستواء معلوم لفظا ومعنى لكن كيفيته مجهولة لنا، فيحظر على المسلم الكلام في ذلك، لأنه قول على الله بغير علم :
والقاعدة الثانية: وجوب نفي التمثيل عند الإثبات، فلا يجوز أن نثبت الصفات مع تشبيهها بصفات المخلوقين .
:

">والقاعدة الثالثة: أن صفات الله لا يجوز أن يشتق منها أسماء لله فلا يشتق من صفة المشيئة اسم الشائي، ولا من صفة المجيء اسم الجائي
-">والقاعدة الرابعة: عدم جواز التعبيد بالصفات فلا يقال عبد الاستواء ولا عبد المشيئة .-">والقاعدة الرابعة: عدم جواز دعاء صفات الله، فلا يقال يا عزة الله وحكمته وسمعه.</; -">والقاعدة الخامسة: جواز الاستعاذة بصفات الله كالقول: أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك: 0;">وبعد ذكر هذه القواعد الهامة نشرع في سرد الصفات ونبتدأ بالأولية كون الله هو الأول الذي ليس قبله شيء، ثم نسير وفق حروف المعجم
الأولية: وهي أول صفاته – سبحانه - التي نقدمها على غيرها ثم نتبع بعد ترتيب المعجم: وهي صفة ذاتية لله - عز وجل - مأخوذة من اسمه الأول الوارد في قوله تعالى:{هو الأول والآخر والظاهر والباطن }( الحديد:3) والوارد في قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( ..اللهم أنت الأوَّل؛ فليس قبلك شيء.. ) رواه مسلم . وتعني صفة الأولية: أولية الله على كل ما سواه، فمهما تصور الإنسان موجوداً قديما فالله أقدم منها، ولا يعني هذا الأولية النسبية بل هي أولية مطلقة، فهو الأول بإطلاق فلم يسبقه عدم البتة
الأحدية: وهي صفة مأخوذة من اسمه الأحد، الوارد في قوله تعالى:{ قل هو الله أحد}(الإخلاص:1)، والوارد في الحديث القدسي الذي يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال فيما يرويه عن ربه: ( كذبني بن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد، ولم أولد، ولم يكن لي كفأ أحد ) رواه البخاري ومعنى صفة الأحدية تفرد الله عن كل خلقه لا شيء مثله ولا نظير له ولا مثيل ولا شبيه، فهو المتفرد حقاً والواحد صدقاً
الإحسان: وهي صفة من صفات الفعل وهي ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى:{ الذي أحسن كل شيء خلقه }(السجدة:7) وقال أيضاً:{وصوركم فأحسن صوركم }(غافر:64) وقال - صلى الله عليه وسلم -http://www.sohbanet.com/vb/images/smilies/frown.gif إذا حكمتم؛ فاعدلوا، وإذا قتلتم؛ فأحسنوا؛ فإن الله مُحْسِنٌ يحب الإحسان ) رواه الطبراني . ومعنى الإحسان التفضل والاتقان، وهذان المعنيان لله الغاية منهما فالله هو المتفضل حقا فهو الذي خلق ورزق وأعطى، وهو الذي يجزي المحسنين بأفضل مما قدموا وأعطوا، فهو يجزي على الحسنة بعشر أمثالها، ولا يجزي على السيئة إلا بمثلها، والله هو المتقن صدقاً فلا يعمل عملاً إلا كان في غاية الإتقان والإحكام، فانظر إلى خلق الإنسان والحيوان والسموات والأرض تجد إتقان خلقها جلياً وواضحاً، ويدل دلالة واضحة على عظمة الخالق وحكمته وإتقانه .</
الإحياء: وهي صفة فعل مأخوذة من قوله تعالى: { وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور }(الحج:66) ومن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعائه عند استيقاظه من النوم: ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ). رواه البخاريوفي معناه يقول الإمام البيهقي في ( الاعتقاد )( ص 62):" المحيي: هو الذي يحيي النطفة الميتة، فيخرج منها النسمة الحية، ويحي الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث، ويحيي القلوب بنور المعرفة، ويحيي الأرض بعد موتها؛ بإنزال الغيث، وإنبات الرزق ".</
الإرادة: وهي صفة ذات دليلها قوله تعالى:{ إن الله يحكم ما يريد }(المائدة:1) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( إذا أراد الله بقوم عذاباً؛ أصاب العذاب من كان فيهم ثم بُعثوا على أعمالهم ) رواه مسلم . ومعنى صفة الإرادة إثبات القصد لله في كل ما يفعله، ففعله سبحانه صادر عن إرادته، وإرادته نافذة في كل خلقه، فما أراد الله شيئا إلا قال له كن فكان { بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون }(البقرة: 117
الاستواء على العرش، وهو صفة فعلية خبرية، ثابتة لله تعالى بدليل الكتاب والسنة، قال تعالى: { الرحمن على العرش استوى }( طه:5 )،وقال تعالى:{ ثم استوى على العرش}(الأعراف:54) وقال - صلى الله عليه وسلم - ( إن الله خلق السماوات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش.. ) رواه النسائي في ( التفسير ) ومعنى الاستواء علو الله على خلقه وارتفاعه على عرشه من غير تكييف ولا تمثيل
الإلهية: وهي صفة ثابتة لله عز وجل ومأخوذة من اسميه ( الله ) و ( الإله ) وهما اسمان ثابتان في مواضع عديدة من الكتاب والسنة، قال تعالى: { وهو الله لا إله إلا هو له}(القصص:70 ) ومعنى الإلهية تفرده سبحانه باستحقاق العبادة وحده فلا يعبد إلا هو، ولا يخضع إلا له، وهو المألوه الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه .
الانتقام: وهي صفة من صفات فعله تعالى بالكافرين والمعتدين والمتجبرين،قال تعالى: { إنا من المجرمين منتقمون }(السجدة:22) والانتقام صفة من تجليات العدل الإلهي الذي يجري على المجرمين إما في الدنيا أو في الآخرة على حسب مقتضى حكمته سبحانه، قال تعالى: { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار}(إبراهيم:42) .</
الباطنية: وهي صفة من صفات الله تعالى مأخوذة من اسمه ( الباطن ) الوارد في قوله تعالى:{ هو الأول والآخر والظاهر والباطن }(الحديد:3 ) والوارد في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر ) رواه مسلم ومعنى صفة الباطنية: احتجاب الله عن الخلق في الدنيا فلا يرونه ولا يحسونه .
الإبداع وهي صفة فعل مأخوذة من قوله تعالى: { بديع السموات والأرض }(البقرة: 117)، ومن قوله في الحديث: ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، المـنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام ) رواه الترمذي وأبو داودوغيرهما، ومعنى صفة الإبداع أي الخلق والاختراع على غير مثال سابق مع كون خلقه غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع، والنظام العجيب المحكم .</
=البِرُّ : وهي صفة لله ثابتة مأخوذة من اسمه تعالى البَّر الوارد في قوله تعالى: { إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البَرُّ الرحيم }(الطور: 28 ) ومعنى صفة البر أي: الرفق فهو – سبحانه - الرفيق بعباده يريد بهم اليسر، ولا يريد بهم العسر، ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم، ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها، ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها، ويكتب لهم الهمَّ بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهَمَّ بالسيئة .
البركة: وهي صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى: { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت }(هود:73)، وقال تعالى:{ تبارك الذي بيده الملك }(الملك: 1 ) وفي مخاطبة أيوب - عليه السلام – ربه بقوله: ( لا غنى بي عن بركتك ) رواه البخاري . ومعنى صفة البركة كثرة خيره، وعظيم منه، وواسع عطاءه، فهو يغدق على عباده أنواع الخيرات والمنافع من غير فائدة تعود إليه منهم .</; البسط والقبض وهما صفتان ثابتان لله مأخوذتان من قوله تعالى:{ والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون }( البقرة: 245 ) ومعنى هاتين الصفتين أن الله يضيق الرزق بقبضه عمَّن يشاء من خلقه، ويوسِّع الرزق على من يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه

MAGIC7
2010-08-24, 08:26 PM
معجم صفات الله عز وجل الجزء الثانى

( 14 ) البصر: صفة لله مأخوذة من اسم الله "البصير" الوارد في آيات وأحاديث كثيرة منها قوله تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }(الشورى:11) ومن الأحاديث قوله - عليه الصلاة والسلام -: ( يا أيها الناس! أربعــوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بَصيراً ) رواه البخاري ومعنى صفة البصر أن الله يرى كل مرئي مهما عظم أو دق فلا يحتجب عنه شيء.



( 15 ) البقاء: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى:{ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }(الرحمن:27 ) ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالبقاء الدائم الذي لا يلحقه عدم ولا فناء .



( 16 ) التشريع: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى:{ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك }(الشورى: 13) ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي يبين للناس ما يحل لهم فيأتوه، وما يحرم عليه فيجتنبوه، وما يباح لهم فيكون لهم الخيار في فعله أو تركه .



( 17 ) التقديم والتأخير: وهما صفتان لله مأخوذتان من قوله - صلى الله عليه وسلم - في دعائه: ( اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هاتين الصفتين أن الله هو الذي ينزل الأشياء منازلها، فيقدم ما يشاء فضلاً ويؤخر ما يشاء عدلا، ويرفع من يشاء، ويذل من يشاء، لا مقدم لما أخر ، ولا مؤخر لما قدم .



( 14 ) التَّوب: صفة لله مأخوذة من اسمه التواب، الوارد في قوله تعالى: { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم }(البقرة: 37 ) وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها؛ تابَ الله عليه ) رواه مسلم وقوله أيضا: ( لو أنَّ لابن آدم وادياً من ذهب؛ أحب أن يكون له واديان ، ولن يملأ فاه إلا التراب ، ويتوبُ الله على من تاب ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى هذه الصفة ( التوب ) أي الذي يتفضل على عباده فيوفقهم للتوبة بالإقلاع عن ذنوبهم، ثم يقبل منهم توبتهم، ويجزيهم عليها، ويبدل سيئاتهم التي تابوا منها حسنات .



( 15 ) الجبروت: صفة لله مأخوذة من اسمه الجبار، الوارد في قوله تعالى: { العزيز الجبار المتكبر }(الحشر: 23) والوارد في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) رواه أبو داود والنسائي . ومعنى هذه الصفة: أن الله سبحانه متصف بالتعالي والقهر فهو سبحانه فوق كل شيء وليس فوقه شيء، وهو سبحانه الذي قهر العباد بأمره الكوني فلا يخرج أحد عن سلطانه، فهو الذي يحيي ويميت، ويرزق ويفقر، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء في خلقه لا راد لأمره، ولا ناقض لقضائه .



(16) الجلال: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى:{ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }(الرحمن:27)، ومأخوذة أيضاً من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( يقول - أي الله -: وعزَّتي وجلالي وكبريائي وعظمتي؛ لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالغاية من عظم القدر والرفعة والشرف والسؤدد .


( 17 ) الجمال: صفة لله مأخوذة من اسمه الجميل، الوارد في قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله جميل يحب الجمال ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله له الحسن المطلق والجمال المتفرد الذي لا يشبهه أحد فيه، ويكفي لبيان جمال الله أن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم، وأفانين اللذات والسرور التي لا يُقدر قدرها، إذا رأوا ربهم، وتمتعوا بالنظر إلى وجهه الكريم؛ نسوا كل ما هم فيه، واضمحل عندهم هذا النعيم، وودوا لو تدوم لهم هذه الحال، ولم يكن شيء أحب إليهم من الاستغراق في شهود هذا الجمال، واكتسبوا من جماله ونوره سبحانه جمالاً إلى جمالهم، وبقوا في شوق دائم إلى رؤيته، حتى إنهم يفرحون بيوم رؤية الله فرحاً تكاد تطير له القلوب .


( 18 ) الجود: صفة لله مأخوذة من اسمه الجواد، الوارد في قوله - صلى الله عليه وسلم -http://www.sohbanet.com/vb/images/smilies/frown.gif إن الله جواد يحب الجود ) رواه الترمذي ومعنى هذه الصفة اتصاف الله بكثرة العطاء والإحسان فجوده وفضله عم الوجود كله .



( 19 ) الحُكم: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { أفغير الله أبتغي حكماً }(الأنعام: 114) ومن قوله تعالى:{ فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين }(الأعراف:87) وفي حديث هانئ بن يزيد - رضي الله عنه -؛ أنه لما وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع قومه؛ سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( إنَّ الله هو الحَكَم، وإليه الحُكم ) رواه أبو داود والنسائي . ومعنى هذه الصفة أن الله هو المشرّع المبين لأحكام الحلال والحرام، وأن الناس إنما تصدر عن تشريعه وحكمه، فلا يُحلل إلا ما حلله الله، ولا يُحرّم إلا ما حرمه الله .



( 20 ) الحب: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين }(البقرة: 195 ) وقوله:{ فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه }(المائدة:54) وفي الحديث قال - صلى الله عليه وسلم يوم خيبر -: ( .. لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يُحـبُّ اللهَ ورسولهَ، ويحبُّه اللهُ ورسولـهُُ ) رواه البخـاري، ومسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله يود أولياءه، ويلطف بهم ،ويحسن إليهم، ويتفضل عليهم بأنواع اللطائف والمنن .



( 21 ) الحسيب: صفة لله مأخوذة من اسمه الحسيب الوارد في قوله تعالى: { إن الله كان على كل شيء حسيباً }(النساء:86 ) والوارد في حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( إن كان أحدكم مادحاً لا محالة؛ فليقل: أحسب كذا وكذا - إن كان يرى أنه كذلك -، وحسيبه الله، ولا يُزكِّى على الله أحداً ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يعلم مقادير الأشياء وأعدادها، فهو يعلم مقادير ذرات الرمال، وعدد قطر البحار والأمطار، ويعلم عدد ما عمل الناس من حسنات وسيئات لا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عنه شيء .



( 22 ) الحِفْظُ: صفةٌ لله مأخوذة من اسميه الحافظ والحفيظ الثابتين بالكتاب والسنة قال تعالى:{ إن ربي على كل شيء حفيظ }(هود: 57 ) وقوله:{ فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين }(يوسف:64) وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - المشهور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( .. احفظ الله يحفظك.. ) رواه الترمذي ومعنى هذه الصفة أن الله الحافظ للسموات والأرض وما فيهما مدة بقائهما فلا تزول ولا تدثر، وهو الذي يحفظ عباده من المهالك والمعاطب ويقيهم مصارع الشر، ويحفظ على الخلق أعمالهم ، ويحصي عليهم أقوالهم، ويعلم نياتهم وما تكن صدورهم، فلا تغيب عنه غائبة، ولا تخفى عليه خافية، ويحفظ أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذنوب، ويحرسهم من مكائد الشيطان، ليسلموا من شره وفتنته .



( 23 ) الاحتفاء: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى:{ قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً }(مريم: 47 )، ومعنى الاحتفاء أي المبالغة في الإكرام واللطف والعناية بأمر عبده المؤمن .



( 24 ) الحق: صفة لله مأخوذة من اسمه الحق قال تعالى:{ ذلك بأن الله هو الحق }(الحج: 6 ) وقال تعالى: { فتعالى الله الملك الحق }(طه: 114 ) وفي حديث ابن عباس - رضــي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( .. أنت الحق وقولك الحق ) رواه البخاري ، ومعنى الحق الأمر الثابت الذي لا يسع إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به، ووجود الباري عز ذكره أولى ما يجب الاعتراف به ولا يسع أحد جحوده؛ إذ لا مثبت تظاهرت عليه من الدلائل البينة الباهرة ما تظاهرت على وجود الباري جل ثناؤه .



( 25 ) الحكمة: صفة لله مأخوذة من اسمه الحكيم، قال الله عز وجل: { والله عليم حكيم }(النساء: 26 ) وفي الحديث عن مصعب بن سعد ، عن أبيه، قال: جاء إلى رسول الله أعرابي فقال: علمني كلاما أقوله: قال: ( قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .. ) رواه مسلم ومعنى الحكمة: يشمل القوة والمنع والعلم والإتقان وكلها في حق الله ثابتة، فالله هو القادر القوي المانع، وهو العالم حقاً الذي وسع كل شيء علماً، وهو الذي وضع كل شيء موضعه، وهو الذي خلق الخلق فأحسن خلقه وأتقنه.



( 26 ) الْحِِلْمُ: صفة لله ثابتة مأخوذة من اسمه الحليم، قال تعالى: { والله غني حليم }(البقرة: 263) وقوله: { إنه كان حليما غفوراً }(فاطر: 41) وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما – أنه كان من دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم - قوله: ( لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالصفح والأناة مع القدرة على إيقاع العقوبة، فهو سبحانه لا يستفزه غضب غاضب، ولا يستخفه جهل جاهل، ولا عصيان عاص، ولا يستحق وصف الحلم من صفح عن ضعف، وإنما الحليم هو الصفوح مع القدرة ، المتأني الذي لا يعجل بالعقوبة .

MAGIC7
2010-08-24, 08:27 PM
معجم صفات الله عز وجل _ الجزء الثالث

( 27 ) الحميد: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ وإن الله لهو الغني الحميد }(الحج:64) وعلّم النبي – صلى الله عليه وسلم - الصحابة أن يقولوا في التشهد في الصلاة: ( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ) ومعنى هذه الصفة أن الله محمود بكل حال، مشكور في كل وقت وآن، وحمده وشكره لكمال ذاته وجميل أفعاله، فكل فعله حسن، والخير كله بيديه، والشر ليس إليه، وما يتوهمه الإنسان شراً من أفعال الله، فذلك راجع إما لسوء فهمه، أو لغفلته عن غايته، فالبراكين والفيضانات والآلام البشرية كلها خير على اعتبار أنها مذكرات للناس حتى يرجعوا إلى ربهم، وهي في ذات الوقت مكفرات للخطايا والسيئات .




( 28 ) الحَنَانُ: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى معدداً فضائله على نبيه يحيى – عليه السلام - :{ وحناناً من لدنا وزكاةً وكان تقياً }(مريم:13) وفي الحديث عندما ذكر النبي مواقف القيامة فذكر الصراط وشفاعة الأنبياء ثم قال: ( ثم يتحنَّن الله برحمته على مَن فيها، فما يترك فيها عبداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها ) رواه أحمد ، ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالرحمة والعطف والشفقة على المؤمنين.




( 29 ) الحياء: صفة لله دل عليها الكتاب والسنة قال تعالى: { والله لا يستحيي من الحق }(الأحزاب: 53)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( إنَّ ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أنَّ يردهما صفراً خائبتين ) رواه الترمذي وآثار هذه الصفة تتمثل في إجابة دعاء المحتاجين، وقبول توبة التائبين مهما ارتكبوا من ذنوب ومعاص .




( 30 ) الحياة : صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه الحي، قال تعالى: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(البقرة: 255 ) وفي الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: ( اللهم لك أسلمت، وبك آمنت .. أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله موصوف بالحياة الكاملة التي لا نقص فيها، ولم يسبقها عدم، ولا يلحقها فناء.




( 31 ) الخِبْرة: صفة لله مأخوذة من اسم الله الخبير، قال تعالى:{ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:118) وفي حديث عائشة رضي الله عنها؛ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم – سألها عن سبب تتبعها له عندما خرج لزيارة المقابر في البقيع ؟ فقالت: لا شيء . قال: ( لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله هو العالم بكنه الأشياء وحقائقها، والفرق بين الخبرة والعلم أن العلم قد يطلق على العلم بالظاهر والباطن في حين أن الخبرة لا تطلق إلا على العلم بالباطن.




( 32 ) الخَلْق: صفة لله مأخوذة من اسميه "الخالق" و"الخلاق " قال تعالى: { هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر: 24 ) وقال تعالى:{ إن ربك هو الخلاّق العليم }(الحجر:86) وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قالhttp://www.sohbanet.com/vb/images/smilies/frown.gif قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كَخَلْقي؛ فليخلقوا ذرَّة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة ) متفق عليه . ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي اخترع الخلق وأنشأهم وأوجدهم من العدم.




( 33 ) الخُلَّة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ واتخذ الله إبراهيم خليلاً }(النساء: 125 ) وفي الحديث: ( ولقد اتخذ الله صاحبكم خَلِيلاً )؛ يعني نفسه - صلى الله عليه وسلم - رواه مسلم ومعنى الخلة شدة المحبة وصفاء المودة واختص الله إبراهيم ومحمداً – عليهما السلام – بالخلة لشدة حبه لهما.




( 34 ) الديَّان: صفة لله وردت في حديث عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ينادي الله العباد.. أنا الملك، أنا الدَيَّان ) رواه أحمد . ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي يحاسب العباد على أعمالهم، فيجزي المحسنين إحساناً، والمسيئين ما يستحقونه من عقاب جزاء ذنوبهم.




( 35 ) الرأفة: صفة لله مأخوذة من اسمه تعالى الرؤوف، الوارد في قوله تعالى: { إن الله بالناس لرءوف رحيم }(البقرة:143) ومعنى هذه الصفة أن الله عطوف بعباده، رفيق بهم، شرع لهم ما يقوم بمصالحهم ويكون سبب سعادتهم في الدنيا والآخرة .




( 36 ) التجلي: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا }(الأعراف: 341) وقال تعالى:{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }(القيامة: 22 – 23 ) وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - : أن أناساً في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم – قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم: ( نعم ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يظهر نفسه لأوليائه في الآخرة فيرونه في أرض المحشر، وفي الجنة، فتكون رؤيتهم له أفضل ما أعطوا على الإطلاق .




( 37 ) البصر: صفة لله ورد بها الكتاب والسنة قال تعالى: { إنني معكما أسمع وأرى }(طه:46) وقال تعالى:{ ألم يعلم بأن الله يرى }(العلق:4)، وقال تعالى:{ إن الله هو السميع البصير }( غافر: 20 ) ومعنى هذه الصفة أن الله يرى كل مُبْصَرٍ لا يغيب عنه شيء .




( 38 ) الربوبية: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه ( الرب ) قال تعالى: { الحمد لله رب العالمين }(الفاتحة:1) وفي حديث العباس بن عبد المطلب ، - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – نبياً ) رواه مسلم . ومعنى صفة الربوبية أن الله مالك الخلق ومنشؤهم، وصاحب الأمر فيهم، وهو مصلح أمورهم والقائم على أرزاقهم .




( 39 ) الرحمة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }(البقرة: 64) وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( لما خلق الله الخلق، كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي ) رواه البخاري ومسلم ، ومعنى هذه الصفة أن الله يعطف على عباده ويرفق بهم .




( 40 ) الرَّزْقُ: صفة لله مأخوذة من اسمه الرزاق والرازق قال تعالى: { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }(الذاريات: 58 ) ومأخوذة من فعله الرَّزْقُ قال تعالى: { والله يرزق من يشاء بغير حساب }( البقرة: 212 ) وفي الحديث عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( إن الله هو المسعِّر القابض الباسط الرَّازق .. ) رواه أحمد ومعنى هذه الصفة أن الله هو المتكفل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها.




( 41 ) الرضا: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم }(المائدة:119 ) وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله يقبل المؤمنين، ويُسَرُّ بهم وبأعمالهم، ويجازيهم بأحسن ما كانوا يعملون.




( 42 ) الرفق: صفة لله مأخوذة من اسم "الرفيق" الوارد في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( إنَّ الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله ) رواه البخاري ومسلم . والوارد أيضاً في قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فَشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم، فارفق به ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة: أن الله لطيف بعباده يرفق بهم، فهو خالقهم ورازقهم، وإذا عصوه دعاهم إلى التوبة ولم يعجل عليهم.




( 43 ) الرِّقابة: صفة لله مأخوذة من اسمه الرقيب، قال تعالى: { إن الله كان عليكم رقيبا }(النساء:1 )، ومعنى هذه الصفة أن الله لا يغفل عما خلق، فيلحقه نقص أو يدخل عليه خلل، وهذه الصفة راجعة إلى العلم والسمع والبصر؛ فإن الله تعالى رقيب على الأشياء بعلمه المقدس عن مباشرة النسيان، ورقيب للمبصَرات ببصره الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ورقيب للمسموعات بسمعه المُدرِكِ لكل حركة وكلام ؛ فهو سبحانه رقيب عليها بهذه الصفات، لا يخرج شيء عن علمه وسمعه وبصره .




( 44 ) السُّبُوح: صفة ثابتة لله في السنة المطهرة، والدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - في ركوعه وسجوده: ( سُبُّوح قُدُّوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله مطهر عن كل دنس، مبرأ من كل نقص، خال من كل عيب، فهو كامل في ذاته وصفاته وأفعاله.

MAGIC7
2010-08-24, 08:28 PM
معجم صفات الله عز وجل _ الجزء الرابع

( 45 ) السِّتر: صفة ثابتة لله بالسنة الصحيحة فعن يعلى بن أمية - رضي الله عنـه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( إن الله عَزَّ وجَلَّ حليـم، حيي، سِتِّير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم؛فليستتر ) رواه أبو داود ، والنسائي، وأحمد وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة ). رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله يستر عباده فلا يفضحهم بما ارتكبوا من معاص وسيئات، وستره – سبحانه - على لا يقتصر على الدنيا، بل من ستره في الدنيا ستره في الآخرة وغفر ذنوبه .



( 46 ) سرعة الحساب: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه "سريع الحساب" قال تعالى:{ والله سريع الحساب }(البقرة: 202 ) وقوله:{ فإن الله سريع الحساب }(آل عمران:19) وقال – صلى الله عليه وسلم – في دعائه على الكفار في غزوة الأحزاب: ( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم ) متفق عليه . وهذه الصفة تتضمن معنيين: الأول سرعة الإحصاء فهو سبحانه يحصي أعمال عباده بغير تكلف ولا مشقة بخلاف ما عليه أمر الخلق إذ لا يستطيعون ذلك إلا بجهد وإعمال فكر، والثاني: المجازاة، فهو سبحانه يجزي كل ذي عمل بما يستحق، لا يتأخر في ذلك، ولا يشغله حساب أحد عن حساب غيره .



( 47 ) السَّلامُ: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى:{ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام }(الحشر: 23 )،وعن ثوبان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يدعو الله بقوله: ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله سالم من كل المعائب ومنها الظلم فالخلق سلموا أن ينالهم منه ظلم أو جور .



( 48 ) السمع: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ إنه هو السميع العليم }(الأنفال:61) وقال تعالى:{ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله }(المجادلة:1)، وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن النبي وعظ أصحابه في ألا يرفعوا أصواتهم في الدعاء فقال: ( أيها الناس اربعوا – أرفقوا - على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بصيراً ) رواه البخاري ، ومعنى هذه الصفة: أن الله - عز وجل - يسمع أصوات الخلق على اختلاف لغاتها، وتباين درجاتها، لا يخفى عليه شيء منها.



( 49 ) السؤدد: صفة لله ثابتة في السنة المطهرة في قوله - صلى الله عليه وسلم -http://www.sohbanet.com/vb/images/smilies/frown.gif السيد الله تبارك وتعالى ) رواه أبو داود ومعنى هذه الصفة: أن الله هو المتصف بكل معاني السؤدد من الملك والشرف والرفعة والنصرة والولاية.



( 50 ) الشفاء: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى:{ وإذا مرضت فهو يشفين }(الشعراء: 80 ) وعن أبي هريرة وعائشة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعالج أصحابه بهذا الدعاء: ( اللهم رب الناس! اذهب البأس، واشف أنت الشَّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الطبيب حقاً، والمعالج صدقاً، وما يفعله الناس إنما هي أسباب يتعاطونها، لكن الله هو الفاعل الحقيقي الذي يبرئ الأسقام، ويزيل الأوجاع .



( 51 ) الشدِّة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى: { وهو شديد المحال }(الرعد: 13) وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه: ( اللهم اشْدُدْ وطأتك على مضر ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله متصف بالقوة، فهو – سبحانه – إذا أخذ الظالم بظلمه أخذه بقوة، وإذا عاقب الكفار عاقبهم بقوة كما قال سبحانه: { ولئن كفرتم إن عذابي لشديد }(إبراهيم: 7 ).



(52) الشُّكر: صفة لله مأخوذة من اسمه الشاكر والشكور، قال تعالى: { فإن الله شاكر عليم }(البقرة: 158 ) وقال تعالى: { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً }(الإسراء: 19) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة الرجل الذي سقى كلباً، وفيه: ( فشكر الله له ، فغفر له ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى هذه الصفة: أن الله يُسَرُّ بالعمل الصالح، ويثني على صاحبه، ويجزيه بأحسن مما كان يعمل .



(53) الشهيد: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى: { والله شهيد على ما تعملون }( آل عمران: 98) وقال تعالى:{ إن الله كان على كل شيء شهيداً }(النساء: 33 ) وفي قصة الرجل من بني إسرائيل الذي اقترض ألف دينار فطلب منه مقرضه أن يأتي بشهداء فقال: ( كفى بالله شهيداً ) والقصة أخرجها البخاري في صحيحه . ومعنى هذه الصفة: أن الله مطلع على كل شيء، لا تخفى عليه خافية، يسمع كل الأصوات، ويرى كل المدركات، ويعلم كل شيء فلا يغيب عنه شيء.


( 54 ) الصبر: صفة لله مأخوذة من قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أحـدٌ أصبر على أذى سمعه من الله؛ يدَّعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة: أن الله قد يترك العصاة في الدنيا دون عقوبة، ويمهلهم فيها على كفرهم وفسادهم، وليس هذا فحسب بل ويرزقهم ويعافيهم كي يتوبوا ويرجعوا إليه .



( 55 ) الصِّدْق: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { ومن أصدق من الله حديثا }(النساء: 87 ) ومن قوله – صلى الله عليه وسلم - : ( صدق الله وعده ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة: أن كل أقوال الله صدق، وكل وعوده حق، فلا يتخلف قوله ولا يُخلف وعده .



( 56 ) الصمدية: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى:{ قل هو الله أحد الله الصمد }(الإخلاص: 1- 2 ) وقال - صلى الله عليه وسلم - قال الله في الحديث القدسي: ( .. أنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفواً أحد ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة: أن الله هو السيد المطاع الذي بلغ غاية السؤدد، فلجأت الخلائق إليه لقضاء حاجاتها وسدِّ خلاتها .



( 57 ) الضحك:صفة لله ثابتة بالسنة المطهرة فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة ) رواه البخاري ومسلم وهذه الصفة: مما استأثر الله بعلم حقيقتها، ويكفينا في معرفتها أن نقول كما قال الأعرابي:لن نعدم خيراً من رب يضحك .



(58) الطيِّب: صفة لله ثابتة في السنة المطهرة في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( أيها الناس! إنَّ الله طَيَّبٌ لا يقبل إلا طَيَّباً ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة:أن الله منزه عن النقائص، مقدّس عن الآفات .



( 59 ) العدل: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى: { ولا يظلم ربك أحداً }(الكهف: 49 ) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( فمَن يعدل إذا لم يَعْدِل الله ورسوله ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة: أن الله لا يجور في حكمه، بل أحكامه كلها حق، لا ظلم فيها بوجه من الوجوه.



( 60 ) العزة: صفة لله مأخوذة من اسمه العزيز، قال تعالى:{ إنك أنت العزيز الحكيم }(البقرة: 129 ) وقال تعالى:{ وتعز من تشاء وتذل من تشاء }(آل عمران: 26 ) وعن ابن عباس - رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله بقوله: ( اللهم أعوذ بعِزَّتك )رواه مسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله عز وجل منيع لا يُغْلَبُ، قويٌ لا يُقْهَرُ .



( 61 ) العطاء والمنع:صفتان ثابتتان لله في الكتاب والسنة، قال تعالى:{ إنا أعطيناك الكوثر }(الكوثر:1) وقال تعالى:{ قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى }(طه: 50 ) وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الانتهاء من صلاته: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد » رواه البخاري ومسلم ومعنى هاتين الصفتين: أن الله هو المتفضل بالعطاء، فهو يعطي المواهب والنعم لمن يشاء من عباده بغير حساب، وهو الذي يمنع من عطائه من شاء من عباده، فهو يملك المنع والعطاء، وليس منعه بخلا منه، لكن منعه حكمة، وعطاؤه جود ورحمة.

MAGIC7
2010-08-24, 08:29 PM
معجم صفات الله عز وجل _ الجزء الخامس

( 61 ) العظمة: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه العظيم، قال تعالى: { وهو العلي العظيم }(البقرة: 255 ) وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند الكرب: ( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرضين، ورب العرش الكريم ) متفق عليه . ومعنى هذه الصفة: أن الله له كل معاني الشرف والرفعة فإن عظيم القوم مالكهم وصاحب الأمر فيهم .



( 62 ) العفو: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى: { إن الله كان عفواً غفوراً }(النساء: 43 ) وقال تعالى:{ ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم }(آل عمران: 155 ) وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - علمها أن تقول ليلة القدر: ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) رواه الترمذي ومعنى هذه الصفة: أن الله يتجاوز عن خطايا العباد، ويصفح عنهم بمحض فضله عليهم، أو بتوبتهم ورجوعهم إليه .



( 63 ) العلم: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى:{ إن الله كان عليماً حكيماً }(النساء:11) وقال تعالى:{ عالم الغيب والشهادة }(الأنعام:73) وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي ) رواه أبو داود ومعنى هذه الصفة هو أن الله مطلع على كل شيء، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .

( 64 ) العلو: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى: { وهو العلي العظيم }(البقرة: 255 ) وقال تعالى:{ سبح اسم ربك الأعلى }(الأعلى: 1 ) وعن عبد الرحمن بن قرط أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - ليلة أسري به - سمع تسبيحاً في السماوات العلىhttp://www.sohbanet.com/vb/images/smilies/frown.gif سبحان العلي الأعلى ) رواه الطبراني البيهقي ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالعلو المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله فذاته أعلى الذوات فالله فوق العالم ولا شيء فوقه، وصفاته وأفعاله أعلى الصفات والأفعال وأرفعها جمالا وحسنا وكمالاً .



( 65) الغضب: صفة لله ثابتة في الكتاب والسنة، قال تعالى: { وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق }(البقرة:61 )، وقال تعالى: { ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً }(النساء: 93 ) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوماً في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله ) رواه مسلم ومعنى غضب الله سخطه على من خالف أمره .



( 66 ) الغَلَبة: صفة لله ثابتة في الكتاب والسنة قال تعالى:{ والله غالب على أمره }( يوسف: 21 ) وقال تعالى: { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز }(المجادلة: 21 ) وعن أبي هريرة - رضي الله عنــه -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: ( لا إله إلا الله وحده، أعَزَّ جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده ) رواه البخاري . ومعنى هذه الصفة أن الله قوي لا يهزم، منصور لا يغلب، فلا يحاربه أحد إلا هزمه وغلبه.



( 67 ) الغنى: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى: { وربك الغني ذو الرحمة }(الأنعام: 133) وعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه كان يقول في دعاء الاستسقاء: ( اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوةً وبلاغاً إلى حين ) رواه أبو داود ومعنى هذه الصفة أن الله كامل فلا يحتاج إلى غيره، ولا تشوبه شائبة فقر أو حاجة، بل الخلق هم من يحتاج إليه .



( 68 ) القدرة: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة، قال تعالى: { إن الله على كل شيء قدير }(البقرة: 20 ) وعن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يقول: ( أعوذ بعِزَّة الله وقدرته من شر ما أجدُ وأحاذِر ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله له القدرة المطلقة والإرادة النافذة { وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون }(البقرة: 117 ).



( 69 ) القُدُّوس: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس }(الحشر: 23 ) وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الممدوح بالفضائل والمحاسن على وجه الإطلاق الذي لا يلحقه نقص ولا عيب .



( 70 ) القهر: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:18) ومعنى هذه الصفة أن الله قهر العباد بحكمه وأخضهم لسلطانه فلا يخرج أحد عن أمره الكوني والقدري .



( 71 ) القوة: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { إن ربك هو القوي العزيز }(هود: 66) وقال تعالى: { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }(الذاريات: 58 ) ومعنى هذه الصفة: أن الله تام القوة، كامل القدرة، لا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال .



( 72 ) القيّومية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(البقرة:255) وقال تعالى: { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت }(الرعد: 33 ) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف ) رواه أبو داود ومعنى هذه الصفة: أن الله هو القَيِّم بحفظ كل شيء ورزقه وتدبيره وتصريفه .



( 73 ) الكفاية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { أليس الله بكاف عبده }(الزمر: 36 ) وعن أنس - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه؛ قال: ( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا؛ فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الذي يكفي عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه.



( 74 ) الكبرياء: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة، قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر }(الحشر: 23 ) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) رواه أبو داود ومعنى هذه الصفة: أن الله تعالى متصف بغاية العظمة وقوة السلطان فلا ينازعه أحد في عظمته وقوته إلا قصمه وأهلكه .



( 75 ) الكبير: مأخوذ من الكِبَرِ وهو ضد الصغر، فالله كبير في كل شيء في ذاته وصفاته، فمهما تصور الإنسان كبيراً فالله أكبر منه، فالله أكبر الذوات ذاتاً، وأعلاها شرفا ومنزلة، وقد وردت هذه الصفة في قوله تعالى: { وأن الله هو العلي الكبير }(لقمان:30 ) .



( 76 ) الكرم: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم }(الانفطار: 6 ) وعن سهل بن سعد الساعدي ، - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( إن الله عز اسمه كريم يحب مكارم الأخلاق ويبغض سفسافها ) رواه الحاكم والبيهقي ومعنى هذه الصفة: أن الله كثير الخير، جواد معط ، لا ينفد عطاؤه ، ولا ينقطع جوده .



( 77 ) كره المعاصي: قال تعالى: { ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين }(التوبة: 46 ) وعن المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله لا يحب ما يصدر من العباد من الذنوب والمعاصي .

MAGIC7
2010-08-24, 08:30 PM
معجم صفات الله عز وجل _ الجزء السادس

78 ) الكفيل: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً }(النحل:19) ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي يتكفل بعباده فيحفظهم ويرعاهم .


( 79 ) الكلام: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة، قال تعالى: { وكلم الله موسى تكليماً } (النساء: 164 ) وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم ؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله يتكلم متى شاء وكيف شاء وبما شاء وكلامه حرف وصوت .



( 80 ) اللُّطف: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { وهو اللطيف الخبير }( الأنعام: 103 ) وقال تعالى:{ الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز }(الشورى: 19 ) وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي سألها عن أمر فترددت في إجابته، فقال لها: ( لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير ) رواه النسائي ومعنى هذه الصفة أن الله رحيم بعباده يرفق بهم من حيث لا يعلمون، وييسر لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون .



( 81 ) المؤمِّن: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { السلام المؤمن المهيمن }(الحشر: 23) ومعنى هذه الصفة أن الله يصدِّق عباده المؤمنين فيما يصدقون فيه من الإيمان والعمل الصالح، ويؤمنهم من عقوبته وعذابه .



( 82 ) المُبيَِّن: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { ويعلمون أن الله هو الحق المبين }(النور:25) ومعنى هذه الصفة أنَّ الله بين وجوده؛ وذلك في الدنيا من خلال دلائله وآياته الظاهرة والمنتشرة في خلقه وكونه، وفي الآخرة بما يكشف عن نفسه لعباده المؤمنين.


( 83 ) المجد: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد }(البروج: 14- 15) وقال تعالى:{ إنه حميد مجيد }(هود:73) وعن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قولوا: ( اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ) رواه البخاري . ومعنى هذه الصفة أن الله له الشرف العالي، والكرم الرفيع.



( 84 ) الإحاطة: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى:{ والله محيط بالكافرين }(البقرة: 19 ) وقال تعالى:{ وكان الله بما يعملون محيطا }(النساء: 108) ومعنى هذه الصفة أن الله عز وجل قوي لا يُغلب، قادر لا يُهزَم، لا تخفى عليه خافية ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، أحاطت قدرته بجميع المقدورات، وأحاط علمه بجميع المعلومات .



( 85 ) الإحياء والإماتة: صفتان ثابتان لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون }(البقرة: 28 ) وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هاتين الصفتين أن شأن الحياة والموت مما اختص الله به، فلا يهب الحياة إلا هو، ولا ينتزعها إلا هو .



( 86 ) الإعانة: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ إياك نعبد وإياك نستعين }(الفاتحة: 5 ) وقال تعالى:{ والله المستعان على ما تصفون }(يوسف: 18) وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال: أخذ بيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( إني لأحبك يا معاذ، فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلا تدع أن تقول في كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه النسائي وأبو داود . ومعنى هذه الصفة أن الله هو المعين عباده على القيام بشؤونهم، فيمنحهم القوة لأداء أعمالهم، ويزيل من طريقهم ما يعوقها ويحول دون تحقيقها .



( 87 ) التصوير: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى:{ هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر: 24 ) وقال تعالى:{ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم }(آل عمران: 6 ) ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي أعطى المخلوقات صورها، وشكلها بأشكالها، وميز كلاًّ منها بهيئة لتتعارف فيما بينها.



( 88 ) المغفرة: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ إن الله عزيز غفور }(فاطر: 28) وقال تعالى: { والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم }(البقرة: 268 ) وعن أبي بكر الصديق ، - رضي الله تعالى عنه - أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: ( قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يكثر من ستر ذنوب عباده، ويكون عفوه عنهم أكثر من مؤاخذته لهم.



( 89 ) مقت المعاصي والسيئات وفاعليها: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشةً ومقتاً وساء سبيلا }(النساء: 22) وقال تعالى: { كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }(الصف: 3 ) وعن عياض المجاشعي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم في خطبته: ( .. وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يبغض الكفار وما يرتكبون من الكفر والمعاصي .



( 90 ) المُقِيت: صفة ثابتة لله في الكتاب، قال تعالى:{ وكان الله على كل شيء مقيتاً }(النساء: 58 ) ومعنى هذه الصفة: أن الله هو القدير الذي ييسر لكل حي قوته .


( 91 ) المُلْك: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة، قال تعالى:{ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك }(الحشر: 23 ) وقال تعالى:{ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك }(آل عمران: 26) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ) متفق عليه . ومعنى هذه الصفة أن الله هو مالك الخلق جميعاً، وملكه هو الملك الحقيقي، وغيره - وإن ملك - فملكه منقوص من جهة فنائه هو وفناء ملكه، ومن جهة ضعفه عن المحافظة عما يملك، ومن جهة خوفه من أن ينتزع منه ملكه.



( 92 ) المنُّ: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا }(آل عمران: 164 ) وقال تعالى: { ولكن الله يمن على من يشاء من عباده }(إبراهيم: 11) وعن أنس - رضي الله عنه - قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه: ( اللهم لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - تدرون بم دعا الله ؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ) رواه الترمذي والنسائي . ومعنى هذه الصفة أن الله هو صاحب المواهب العظيمة، والعطايا الجزيلة، وعطاياه لا تنقص من ملكه، ولا تزيده إلا كرماً، ويعطيها بسبب ودون سبب { والله يرزق من يشاء بغير حساب }(البقرة: 212 ).



( 93 ) الواسع: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم }(البقرة: 115 ) وقال تعالى: { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم }(البقرة: 268 ) ومعنى هذه الصفة أن الله واسع الذات، وواسع الفضل والعطاء، يعطي من يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب .



( 95 ) النصر: صفة ثابتة في الكتاب والسنة قال تعالى: { وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم }(آل عمران: 126 ) وقال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }(محمد: 7 ) وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قال: ( اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل ) رواه أبو داود . ومعنى هذه الصفة أن الله هو الميسر للغلبة والفوز، وأنه سبحانه لا يسلم أولياءه ويخذلهم إن هم بذلوا جهدهم في الأخذ بأسباب النصر المادية والمعنوية .



( 96 ) الهداية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { وكفى بربك هادياً ونصيراً }(الفرقان: 32 ) وعن أبي ذر - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: ( يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي: كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى أهدكم .. ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الذي يدل البشر على سبل الهداية والرشاد فهو الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب لتحقيق هذه الغاية، وهو الذي يوفق ويعين ويثبت من صلحت نيته واستقامت سريرته لنيل تلك الهداية.



( 97 ) الهيمنة: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه المهيمن قال تعالى: { السلام المؤمن المهيمن }(الحشر: 23 ) ومعنى هذه الصفة أن الله هو الرقيب والشاهد على أفعال خلقه يحصيها ويحاسبهم عليها .



( 98 ) الوحدانية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { إنما الله إله واحد }(النساء:171 ) وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال له حين بعثه لليمن: ( فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة أن الله واحد لا شريك له ولا نظير له ولا ند له ولا شبيه له .



( 99 ) الوارث: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون }(الحجر: 23 ) وقال تعالى:{ إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون }(مريم: 40 ) ومعنى هذه الصفة أن الله له البقاء المطلق الذي لا يلحقه عدم، ولا يجري عليه فناء .



( 100 ) الود: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { وهو الغفور الودود }(البروج:14) وقال تعالى:{ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود }(هود: 90 ) ومعنى هذه الصفة أن الله مُحِبٌّ ومُحَبٌّ فهو يحب أولياءه ويقربهم ويحبه أولياؤه ويتقربون إليه.





( 101 ) الوكيل: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل }(آل عمران: 173) وقال تعالى: { وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً }(النساء: 81 ) ومعنى هذه الصفة أن الله هو القيم الكفيل بأرزاق العباد، وهو الذي يكفي من توكل عليه فيحفظه وييسر له أمره .



( 102 ) الولاية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور }( البقرة: 257 ) وعن البراء بن عازب في قصة معركة أحد أن النبي – صلى الله عليه وسلم - أمر أصحابه أن يقولوا للمشركين: ( الله مولانا ولا مولى لكم ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة أن الله هو المتكفل بالقيام بمصالح عباده المتقين فهو الذي يهديهم ويثبتهم على الحق، وهو الذي يحفظهم وينصرهم وييسر أسباب معاشهم .



( 103 ) الوهاب: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب }(آل عمران: 8 ) ومعنى هذه الصفة أن الله عز وجل هو صاحب العطايا والمنن، يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، بيده الخير .



( 104 ) الآخرية: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه الآخر، قال تعالى: { هو الأول والآخر }(الحديد: 3 ) وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند نومهhttp://www.sohbanet.com/vb/images/smilies/frown.gif اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء؛ اقضِ عنا الدَّيْنَ، وأغننا من الفقر ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله باق لا يفنى، فكما أنه ليس لوجوده بداية كذلك ليس لوجوده نهاية .



وبهذه الصفة نكون قد أنهينا الكلام في هذا المعجم، سائلين الله أن ينفع به من قرأه وتدبر معانيه، فهو على صغر حجمه قد حوى جل صفات الله عز وجل، التي من علمها عرف ربه وخالقه، فازداد حبه له وقربه منه، فعبده بقلب مقبل محب، وذلك لما علم من جميل صفاته، وعظيم فعاله، وسعة ذاته سبحانه وتعالى.

MAGIC7
2010-08-24, 08:31 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/zaj1.gif
اسماء الله الحسنى
عدد اسمائه
أسماء الله الحسنى (1)
لله تعالى أسماء كلها حسنى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) [ الأعراف : 180 ] منها ما ذكره الله في سورة الحشر ( هو الله الَّذي لا إله إلاَّ هو عالم الغيب والشَّهادة هو الرَّحمن الرَّحيم – هو الله الَّذي لا إله إلا هو الملك القدُّوس السَّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبَّار المتكبر سُبحان الله عمَّا يشركون – هو الله الخالق البارئُ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السَّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) [ الحشر : 22-24 ] .


1- عدد أسمائه

ورد في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً ، مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة ، وإن الله وِتْرٌ يُحبّ الوتْر ) . (2)
هذا الحديث يدل على أنّ لله – سبحانه – عدداً محدداً من الأسماء وقد نصّ على أنّها تسعة وتسعون .
ولكن يشكل على هذا ما رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما أصاب أحداً قط همّ ولا حزنٌ فقال : اللهم إني عبدُك ، ابن عبِدك ، ابن أمتِك ؛ ناصيتي بيدك ، ماض فيّ حكمك ، عدلٌ فيّ قضاؤك ، أسألك بكلّ اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو علمتْهُ أحداً من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أنْ تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونُورَ صدري ، وجلاء حُزني وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه ، وأبدله مكانه فرحاً ) . (3)

وجاء في ثناء الرسول على ربه سبحانه ( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) (4) . والإشكال في هذا الحديث أنّه يدلّ على أنّ من أسماء الله تعالى أسماء لم ينزلها في كتابه ، بل اختص بها بعض عباده ، أو اختص بها نفسه ، فلم يعرّفها أحداً من خلقه ، بينما حديث أبي هريرة يدلّ على أن أسماء الله التسعة والتسعين كلها منزلة معروفة بدلالة قوله ( من أحصاها ) ، فالإحصاء لها لا يمكن ما لم تكن منزلة معروفة معلومة ، ومن هذا ينتج أنّ ما استأثر الله بعلمه أو اختص به بعض خلقه غير التسعة والتسعين .

والحق الذي ينبغي أن يصار إليه أنّ عدد الأسماء التي عرّفنا الله إياها في كتابه ، أو ذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم ، تسعة وتسعون لا تزيد ، لنصّ الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا العدد ، ولقوله : ( مَنْ أحصاها ) ، وأنّ ما زاد على هذه التسعة والتسعين فهو مما لا نعرفه ، لأنّه من مكنون علم الله أو مما اختص الله به بعض خلقه ، وإلا فما فائدة تحديد عدد أسماء الله بتسعة وتسعين ؟!
----------------------

MAGIC7
2010-08-28, 11:25 PM
تحديد أسماء الله الحسنى
تحديد أسماء الله الحسنى


أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ أسماء الله تعالى المنزلة التي يمكننا معرفتها وإحصاؤها تسعة وتسعون اسماً .ولم يرد حديث صحيح يسرد هذه الأسماء سرداً لا يترك مجالاً للخلاف في تحديدها ، بل وردت هذه الأسماء متفرقة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، تذكر الآية الاسم والاسمين أو أكثر ، أو تختم الآية بواحد أو أكثر ، وقد تسرد الآيات جملة من هذه الأسماء .
وقد عني العلماء بجمع أسماء الله من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما عنوا بتفسيرها وشرحها .فالقرطبي له كتاب ( معاني أسماء الله الحسنى ) ، وقد سردها ابن جرير الطبري ، وأبو بكر ابن العربي ، وابن حجر العسقلاني ، وغيرهم . وقد اتفق العلماء في عدّ جملة كبيرة من أسماء الله تعالى ، واختلفوا في جملة قليلة ، فبعضهم عدّها من أسمائه تعالى ، ومنهم من نازع في ذلك . (1)

والسبب في هذا الخلاف أن بعض العلماء ظن أنّ كلّ ما أطلقه القرآن على الله – سبحانه – يجوز عده اسماً ، ويجوز إطلاقه مجرداً على الله تعالى . فأبو بكر ابن العربي عدّ في أسمائه : رابع ثلاثة ، وسادس خمسة ، أخذاً من قوله تعالى : ( ألم تر أنَّ الله يعلم ما في السَّماوات وما في الأرض ما يكون من نَّجْوَى ثلاثةٍ إلاَّ هو رابعهم ولا خمسةٍ إلاَّ هو سادسهم ) [ المجادلة : 7 ] .
كما عدّ في أسمائه الفاعل والزارع أخذاً من قوله : ( كما بدأنا أوّل خلقٍ نعيده وعداً علينا إنَّا كنَّا فاعلين ) [ الأنبياء : 104 ] .ومن قوله : ( أَفَرَأَيْتُم ما تحرثون – أَأَنتُمْ تزرعونه أمّ نحن الزَّارعون ) [ الواقعة : 63-64] .
والحق أن هذه ليست أسماء لله تعالى ، بمعنى أنّه لا يطلق على الله تعالى رابع ثلاثة ، وسادس خمسة ، والفاعل ، والزارع . (2)


وقد ورد في القرآن أفعال أطلقها الله – عزّ وجلّ – على نفسه على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة ، وهي فيما سيقت فيه مدح وكمال ، ولكن لا يجوز أن يشتق لله تعالى منها أسماء ، ولا تطلق عليه في غير ما سبقت فيه من الآيات كقوله : ( إنَّ المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ) [ النساء : 142 ] وقوله : ( ومكروا ومكر الله ) [ آل عمران : 54 ] وقوله : ( نسو الله فنسيهم ) [ التوبة : 67 ] ، وقوله : ( وإذا لقوا الَّذين آمنوا قالوا آمنَّا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنَّا معكم إنَّما نحن مُسْتَهْزِؤُونَ – الله يستهزئ بهم ) [ البقرة : 14-15 ] .فلا يطلق على الله مخادع ، ماكر ، ناس ، مستهزى ، ونحو ذلك مما يتعالى الله عنه ، ولا يقال : الله يستهزى ، ويخادع ، ويمكر ، وينسى ، على سبيل الإطلاق . وقد أخطأ الذين عدوا ذلك من أسمائه الحسنى خطأ كبيراً ، لأنّ الخداع والمكر يكون مدحاً ويكون ذماً ، فلا يجوز أن يطلق على الله إلا مقيداً بما يزيل الاحتمال المذموم منه كما ورد مقيداً في الآيات . (3)

ومن أجل ذلك لم يرد في أسمائه تعالى : المتكلم ، المريد ، الفاعل ، الصانع ؛ لأنّ مسمياتها تنقسم إلى ممدوح ومذموم . ولو جاز أن يشتق لله من أفعاله أسماء مثل : الماكر ، المخادع ، بحجة إطلاق أفعالها في القرآن على الله لجاز أن يجعل من أسمائه : الداعي ، والآتي ، والجائي ، والذاهب ، والقادم ، والناسي ، والقاسم ، والساخط ، والغضبان ، واللاعن ... وغير ذلك من تلك التي أطلق القرآن أفعالها على نفسه .
فالله لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ، والمجازاة على ذلك تعدّ حسنة من المخلوق فكيف من الخالق ؟ .


ومن أسماء الله تعالى ما لا يُطلق عليه إلا مقترناً بمقابله ، فإنه إذا أطلق وحده أوهم نقصاً ، فمن ذلك : المانع ، الضار ، القابض ، المذل ، الخافض ، فلا تطلق على الله منفردة ، بل يجب قرنها بما يقابلها ، فيقال : المعطي المانع ، الضارّ النافع ، القابض الباسط ، المعزّ المذل ، الخافض الرافع .
ومن ذلك المنتقم ، لم يأت في القرآن إلا مضافاً إلى : (ذو) كقوله تعالى : ( والله عزيزٌ ذو انتقامٍ ) [ المائدة : 95 ] أو مقيداً بالمجرمين : ( إنَّا من المجرمين منتقمون ) [ السجدة : 22

MAGIC7
2010-08-28, 11:26 PM
الاسم الأعظم

أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث أنّ لله اسماً أعظم له مميزات عن بقية أسمائه سبحانه وتعالى ، فمن هذه الأحاديث :
1- عن زبيدة الأسلمي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول : " اللهمّ إني أسألك بأنك أنت الله ، لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد " ، فقال : ( دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دُعِي به أجاب ) . رواه الترمذي وأبو داود . (1)

2- وعن أنس قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ورجل يصلي ، فقال : " اللهمّ إني أسألك بأنّ لك الحمد ، لا إله إلا أنت الحنان المنان ، بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حيّ يا قيوم ، أسألك " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعا الله باسمِه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب ، وإذا سُئلَ به أعطى ) . رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة والدارمي . (2)

3- وفي سنن ابن ماجة عن أبي أمامة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اسمُ الله الأعظم في سُور من القرآن الثلاث : في ( البقرة ) ، وَ ( آل عمران ) ، وَ (طه) . أخرجه ابن ماجة ، والطحاوي في مشكل الآثار ، وابن معين في التاريخ والعلل ، وغيرهم . (3)
(1/138)



4- وقد ورد تحديد آيتي البقرة وآل عمران اللتين ورد فيهما اسم الله الأعظم ، فقد روى الترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجة ، والدارمي عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين : ( وإلهكم إلهٌ واحدٌ لا إله إلاَّ هو الرَّحمن الرَّحيم ) [ البقرة : 163 ] وفاتحة ( آل عمران ) : ( الم – الله لا إله إلاَّ هو الحيُّ القيُّوم ) [ آل عمران : 1-2 ] . (4)

والذي يظهر من المقارنة بين النصوص التي ورد فيها اسم الله الأعظم أنّه : ( الله ) ، فهذا الاسم هو الاسم الوحيد الذي يوجد في جميع النصوص التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم إنّ اسم الله الأعظم ورد فيها .
ومما يُرجِّح أن ( الله ) هو الاسم الأعظم أنه تكرر في القرآن الكريم (2697) سبعاً وتسعين وستمائة وألفين ( حسب إحصاء المعجم المفهرس ) وورد بلفظ ( اللهم ) خمس مرات في حين أنّ اسماً آخر مما يختص بالله تعالى وهو (الرحمن) لم يرد ذكره إلا سبعاً وخمسين مرة ، ويرجحه أيضاً ما تضمنه هذا الاسم من المعاني العظيمة الكثيرة .
-----------------------

(1) مشكاة المصابيح : 1/703 ، ورقمه : 2289 ، وحكم محقق المشكاة على إسناده بالصحة .
(2) مشكاة المصابيح : 1/704 ، ورقمه : 2290 ، وحكم محقق المشكاة على إسناده بالصحة .
(3) انظر تخريجه في سلسلة الأحاديث الصحيحة ، للشيخ ناصر الدين الألباني 2/382 ، ورقمه : 746 .
(4) مشكاة المصابيح : 1/704 ، ورقمه : 2291 .

MAGIC7
2010-08-28, 11:26 PM
وجوب الإيمان بأسمائه

وقد اتفق السلف الصالح على أنه يجب الإيمان بجميع أسماء الله الحسنى ، وما دلت عليه من الصفات ، وما ينشأ عنها من الأفعال ، فمثلاً : اسم الله القدير يجب الإيمان بأنّه سبحانه على كل شيء قدير ، والإيمان بكمال قدرته ، والإيمان بأنّ قدرته نشأت عنها جميع الكائنات .

MAGIC7
2010-08-28, 11:27 PM
كيف يحصي المسلم أسماء الله الحسنى (1)

ورد في الحديث الترغيب بإحصاء أسماء الله الحسنى ، فقد وعد من أحصاها بدخول الجنة .
واختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحصاها " .
قال الخطابي يحتمل وجوها ً :
أحدها : أن يعدّها حتى يستوفيها بمعنى أن لا يقتصر على بعضها فيدعو الله بها كلها ، ويثني عليه بجميعها ، فيستوجب الموعود عليها من الثواب .وهذا الوجه هو الذي اختاره البخاري ، فقد فسّر الإحصاء بالحفظ ، وذلك لورود رواية أخرى فيها " من حفظها " .

ثانيها : المراد بالإحصاء الإطاقة ، والمعنى من أطاق القيام بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها ، وهو أن يعتبر معانيها ، فيلزم نفسه بموجبها ، فإذا قال : " الرزّاق " وثق بالرزق ، وكذا سائر الأسماء .
ثالثهما : المراد بها الإحاطة بجميع معانيها .
وقيل : أحصاها عمل بها ، فإذا قال : " الحكيم " سلم لجميع أوامره وأقداره ، وأنها جميعها على مقتضى الحكمة .

وقال ابن بطال : طريق العمل بها :
1- ما يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم ، فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها ، يعني فيما يقوم به .

2- وما كان يختص به نفسه كالجبار والعظيم ، فعلى العبد الإقرار بها ، والخضوع لها ، وعدم التحلي بصفة منها .

3- وما كان فيها معنى الوعد يقف فيه عند الطمع والرغبة .

4- وما كان فيها معنى الوعيد يقف منه عند الخشية والرهبة .

والظاهر أنّ معنى إحصائها حفظها ، والقيام بعبوديتها كما أنّ القرآن لا ينفع حفظ ألفاظه من لا يعمل به ، بل جاء في صفة المرَّاق من الدّين أنّهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم . (2)
----------------------------

(1) راجع في هذا الموضوع : معارج القبول : 1/84 . وما بعدها .
(2) يقول أ . د . عمر الأشقر : تبين لنا بعد أن توسعنا في دارسة هذا الموضوع في كتابنا ( أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة ) أن القول الراجح في معنى ( أحصاها ) : حفظها .

MAGIC7
2010-08-28, 11:28 PM
سرد أسماء الله تعالى
ولعلّ ابن حجر العسقلاني قد قارب الصواب عندما عدّ تسعة وتسعين اسماً آخذاً إياها من القرآن الكريم ، وبذلك يوافق حديث أبي هريرة في عددها ، ونحن نسوقها كما سردها :

5- الرحمن ... 4- الواحد ... 3- الإله ... 2- الرب ... 1- الله
10- المؤمن ... 9- السلام ... 8- القدوس ... 7- الملك ... 6-الرحيم
15- الخالق ... 14- المتكبر ... 13- الجبار ... 12- العزيز ... 11- المهيمن
20-الظاهر ... 19- الآخر ... 18-الأول ... 17-المصور ... 16-البارى
25-العظيم ... 24-العليّ ... 23-القيوم ... 22-الحي ... 21-الباطن
30- الشاكر ... 29- الحكيم ... 28-الواسع ... 27-الحليم ... 26-التواب
35- القدير ... 34- العفو ... 33- الكريم ... 32- الغني ... 31- العليم
40- المولى ... 39- البصير ... 38- السميع ... 37- الخبير ... 36-اللطيف
45- الحسيب ... 44- الرقيب ... 43- المجيب ... 42- القريب ... 41- النصير
50- المحيط ... 49- المجيد ... 48- الحميد ... 47-الشهيد ... 46-القوي
55- القهار ... 54- الغفّار ... 53- المبين ... 52- الحقّ ... 51- الحفيظ
60- الرؤوف ... 59- الغفور ... 58- الودود ... 57- الفتاح ... 56- الخلاق
65- المستعان ... 64- المقيت ... 63- المتعال ... 62- الكبير ... 61-الشكور
70- القائم ... 69- الولي ... 68- الوارث ... 67- الحفي ... 66- الوهاب
75- الحافظ ... 74- البر ... 73- القاهر ... 72- الغالب ... 71- القادر
80- الوكيل ... 79- المقتدر ... 78- المليك ... 77- الصمد ... 76- الأحد
85- الأعلى ... 84- الأكرم ... 83- الكافي ... 82- الكفيل ... 81- الهادي
90- شديد العقاب ... 89-قابل التوب ... 88-غافر الذنب ... 87- ذو القوة المتين ... 86- الرزاق
95-بديع السماوات والأرض ... 94-فاطر السماوات والأرض ... 93- سريع الحساب ... 92-رفيع الدرجات ... 91-ذو الطول
... 98 ، 99 – ذو الجلال والإكرام ... 97-مالك الملك ... 96-نور السماوات والأرض

MAGIC7
2010-08-28, 11:28 PM
خواص أسماء الله الحسنى

ذكر الشيخ حسن البنا في كتابه : ( العقائد ) (1) ، أن بعض النّاس يذكر لكلّ اسم من أسماء الله تعالى خواصّ وأسراراً تتعلق به على إفاضة فيها أو إيجاز ، وقد يغالي بعض الناس فيتجاوز هذا القدر إلى زعم أن لكل اسم خادماً روحانيّاً يخدم من يواظب على الذكر به .ويذكر أن بعض النّاس يدعي أن اسم الله الأعظم سرّ من الأسرار ، يمنح لبعض الأفراد ، فيفتحون به المغلقات ، ويخرقون به العادات ، ويكون لهم به من الخواص ما ليس لغيرهم من الناس .


وهؤلاء الذين أشار إليهم الشيخ قالوا بغير علم ، ونطقوا بأمور لم يأت بها نص صحيح من كتاب ربنا ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما كان كذلك فلا اعتبار له ، ولا حجّة فيه ؛ عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كُلّ عملٍ ليس عليه أمرُنا فهو ردٌّ ) .وهذه الأقوال والادعاءات فتحت الباب للخرافة ، فبذلت الجهود وضاعت الساعات في سبل خاطئة ، وحصل من ذلك ضلال كبير .والفضيلة التي نصّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم لاسم الله الأعظم أنه إذا دعي به أجاب ، وإذا سُئل به أعطى .

---------------------------

MAGIC7
2010-08-28, 11:29 PM
فائدة العلم بهذه الأسماء

أمّا الفوائد الحقيقية التي يجنيها المسلم من هذه المعرفة بأسماء الله وصفاته فيمكن أن نوجزها في عدة أمور :

1- التعرف على الله سبحانه وتعالى ، فأسماء الله وصفاته هي أعظم وسيلة تعرفنا بربنا سبحانه وتعالى ، وبدون ذلك سيبقى الإيمان بالله فكرة غامضة لا تعطي ثماراً طيبة ، وقد فصّلنا القول في صفاته وأسمائه فيما سبق ، ولله الحمد والمنة.

2- تمجيده والثناء عليه بأسمائه وصفاته ، وتمجيد الله بأسمائه وصفاته أعظم ما نمجد الله به ونثني عليه به ، وهو من أعظم الذكر الذي أمرنا به في قوله : ( يا أيَّها الَّذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً ) [ الأحزاب : 41 ] .

3- دعاؤه بأسمائه وصفاته ، كما قال : ( وللهِ الأسماءُ الحسنى فادعوه بها ) [ الأعراف : 180 ] . وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة أنّ واحداً من الصحابة دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أجاب .

4- زيادة الإيمان : فكلما علم العبد شيئاً عن الله وصفاته ازداد إيمانه .

5- الشعور بالقوة والثبات ؛ لأن العبد يركن إلى القوي القادر الغالب .

6- تعليق القلب بالله ، فالذي يعلم أن الرزق من عند الله يطلب منه الرزق ، والذي يعلم أن الله جبار يخاف منه ، والذي يعلم أن الله عليم يراقبه …وهكذا .


7- الأجر العظيم الذي نحصله من وراء هذه المعرفة ، فتعلم هذه الأسماء والصفات أشرف ما يمكن أن يدرس ، وتعلمها وتعليمها خير عمل يقام به .


نماذج من تمجيد الرسول عليه السلام لربه وثنائه عليه ودعائه له :

أحب أن نسوق نماذج من الكلام النبوي فيه تمجيد وثناء وحمد الله بأسمائه وصفاته ، ودعاء له بها علاوة على ما تقدم :

1- عن أبي هريرة : أن أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت . قال : ( قل : اللهم عالمَ الغيب والشهادة ، فاطر السماوات والأرض ، ربّ كلّ شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه ) . رواه الترمذي وأبو داود والدارمي . (1)

2- عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال : ( ربّنا لك الحمدُ ، ملءُ السماوات والأرض ، ومِلءُ مَا شِئْتَ من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحقّ ما قال العبدُ ، وكُلّنا لك عبدٌ ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجدّ ) . (2)

3- عن ثوبان – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً ، وقال : ( اللهم أنت السلامُ ، ومنكَ السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) . (3)

4- عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : ( لا إله إلا الله العظيمُ الحليمُ ، لا إله إلا الله ربّ العرشِ العظيم ، لا إله إلا الله ربّ السماوات وربّ الأرض ، ربّ العرش الكريم ) . (4)


5- عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبّ الكلام إلى الله أربعٌ : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت ) وفي وجه آخر : ( أفضلُ الكلام : سُبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) . (5)

6- وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمنِ : سبحان الله وبِحمدِهِ ، سُبْحانَ الله العظيم ) . (6)
------------------------

(1) مشكاة المصابيح : 1/734 . ورقمه : 2390 .
(2) رواه مسلم : 1/347 . ورقمه : 477 .
(3) رواه مسلم : 1/414 . ورقمه : 592 .
(4) صحيح البخاري : 11/145 . ورواه مسلم : 4/2093 . ورقمه : 2730 .
(5) رواه مسلم : انظر مشكاة المصابيح : 1/706 ، ورقمه : 2294 .
(6) رواه مسلم : 4/2072 ، ورقمه : 2694 .

MAGIC7
2010-08-28, 11:33 PM
http://www.alfrasha.com/up/1307645581240870345.gif
سوف اعرض هنا مقالة وشرح مفصل لصفة من صفات الله عز وجل
الا وهى الوكيل

اسم الله الـوَكيل (1)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وصحبهِ أجمعين، الحمد لله الذي يسر لنا هذا اللقاء وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعله لقاءا مباركاً مرحوما، اللهم آمين.

لازلنا في أسماء الله، واليوم إن شاء الله الاسم الذي سنتكلم عنه هو اسم الوكيل، الآن كما تعلمون أن أسماء الله ـ عز وجل ـ كلها لها علاقة معاً ومرتبطة ببعض، وأسماء الله ـ عز وجل ـ كلها تُسَددِ في نَفسِ الإنسان ثغرات متَّصلة بِبَعض، وكما تعلمون أن الله ـ عز وجل ـ عرَّفَ نفسهُ إلى عبادهِ من أجل أن تستقيم حياتهم ويفهموا ما هو المُراد من عَيشِهم، وذكرنا في قواعد في بناء النفس القاعدة الأولى التي تعتبر أهم القواعد في التعامل مع الحياة : أن ابتلاءك في الحياة ليس اختباراً لقوتك الذَّاتية إنما اختباراً لقوة استعانتك.
وهذه بالنسبة لَنا قاعدة ذهبية، على أساسها تختلف تعاملاتنا مع الحياة، يعني إذا فهمت أن حياتك وممارستك للحياة عبارة عن اختبار لقوتك الذاتية، فمــــاذا ستفعل؟ ستصارع بنفسك، ستدافع بنفسك، ستدبر نفسك،ستتخيل أنك أنت المسئول عن تدبير نفسك، هذا لو تصورت أن الاختبار واقع في قُواك الذاتية، لكن لو فَهِمت أنه أنت أصلاً ليس لك قُوى، وهذا الكلام ليس وَصفَنا لأنفُسِنا، إنما هو وصف الله ـ عز وجل ـ لعبادهِ، في أوائل سورة الإنسان قال الله تعالى {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ} ما بهِ؟ ما وصفهُ؟{لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } مرَّ علينا دهراً طويل لسنا بشيء، وسيمر على العالم دهر طويل ونحن لسنا فيه، فأنت الآن كما وصفكَ الله في سورة النساء{ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً } فكونك تفهم أنه أنت لستَ الوحيد الضَّعيف، لأنه أحياناً أحد يقول : أنا ضعيف الشخصية، أنا ضعيف ..." نقول : (( لا )) لست أنت الضَّعيف فقط، بل كل النَّاس خُلِقوا ضُعفاء، لكن في شخص يَلتقط لنفسهِ صورة خارجية أنه قَوي ويقوم بتمثيل هذا الدُّور، وهناك شخص يكتشف أنه ضعيف لكن ما يَعرف ما مصدر قوته، وآخر يعرف ما مصدر قوتهُ، فأنت اختبارك ليس في قواك الذاتية، فأنت ليسَ لك قوة ذاتية، إنما اختبارك في قوة استعانتك، قَوة الاستعانة هذه كيـــف تأتي؟ == > تأتي بقوة المعرفة عن الله، يعني أنت الآن لمَّا تريد أن تذهب إلى طبيب، والناس يمدحوا لك هذا الطبيب، فتذهب وأنت قلبك ممتلئ بهِ ثقةً، أنا أقول هذا الكلام في الأوضاع العادية، يعني الناس العادية لمَّا أنت تُخاطبهم وتُوَثِّقُهم في طبيب، فيذهبوا له وهم به واثقين، من أجل ذلك يذهبون له وهم مرتاحون، الآن نحن ما مشكلتنا مع الله ـ عز وجل ـ، لمـــاذا لا نستعين به ؟؟ لأننا لا نَعرفهُ، ولم يأت أحد فَيُثني عليه عِندنا، لِذلك ما امتلأت قلوبنا ثقةً بهِ، ولذلك ما استعنا بهِ، فالجهل الآن بالله هو الذي سَبَّبَ ضعف التعلق به، هو سَبَّبَ إلى أن نأتي إلى دَورَنا الحقيقي الذي يجب أن نقوم بهِ ونتركه، لأنه أنت لو اعتقدت أن أنت لك قوة مــاذا ستفعل في نفسك؟ ستبقى طوال الوقت تُصارِع، مُتخيِّل أنه أنت بقواك الذَّاتية ستفعل، لست متصور أن المطلوب منك هو قوة استعانتك، طيب، عندما يُقال لك: لابــد من أخذ الأسباب، والشَّريعة أمرت بالأخذ بالأسباب ؟!! ماذا نقول؟ نقول : نعم، أخذ الأسباب هو قلب الاستعانة، لكــــن كيف آخذ الأسباب؟ أولاً لابد من الاستعانة بالله أن يُهيأ لي الأسباب، أصلاً هذه الأسباب أنت ماذا تعتقد بها ؟؟ أليست هذه الأسباب من عطاء الله؟ نعم، هي أصلاً من عطاء الله، يعنى لو تعاملتِ باسمه ((الفتاح)) مثلاً، أولاً هذا الاسم ما معناه؟ من معانيه أنه سبحانه وتعالى يفتح مغاليق أسباب الخير، و أنه يفتح مغاليق القلوب،فأنت لو جئت تكلميني عن الأسباب، سأقول لك : نعم، أنا أعلم أن الله خلق الكون على مبدأ التَّسبب، ولا يوجد شيء إلا وله سبب، لكـــن أيضاً اعلم هذه المعلومة المهمةأن الأسباب هذه مُلك لله ـ عز وجل ـ ، مـــاذا تعتقد؟ هل تعتقد أن الأسباب تَسبق الله أم تعتقد أن الله هو الأول الذي ليس قبله شيء؟ بل الله ـ عز وجل ـ الأول الذي ليس قبله شيء، إذاً كل الأسباب أنا أتوسل إلى الله الفتاح، الأول أن يرزقني إياها، وأن َيفتحها علي، وأن َيشرَح صدري للتَّعامل معها، وأن ينفعني بها، وبعد ذلك تأتيك آية واضحة تقول لك{أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }إذا نظرت إلى حقيقة المسألة ستجد أن البذرة والماء والحول والقوة التي عندك، هذه كلها من عند الله، ثم مَن فَالق الحَّب والنَّوى؟ ومَن مُخرِج الثَّمرات؟ ستجيب نفس الإجابة، إذاً من الذي على الحقيقة يزرعه؟{أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }إذاً قوة تعلقك بالله معناها أن تتعلق به أن يُهيأ لك الأسباب، تتعلق به أن ينفعك بالأسباب، تتعلق به أن يُعطيك نتائج الأسباب، فلا تتصور أن اختبارك في قُواك الذَّاتية، بل كل اختبارك دائر في قوة استعانتك به، لكــــن لمــاذا لا نستعين؟ لِضَعفِ معرفتنا به، فضعف المعرفة يُوَلِّد ضَعف الثِّقة به، ثم تَشعر أنك ممكن أن تُدَبِّر نفسك أحسن من تدبير الله، يعني بَدل ما تَحمل كل هُمومك وتَضَعها عِندَ بَابِ الله، تقوم تشعر أنك لابد أن تقوم بتدبير شأن نفسك، وبعد ذلك تقوم تَقنَع نَفسك وتقول : ربنا قال خذوا بالأسباب..." نعم لمَّا ربي قال لك خذ بالأسباب، أمرك أولاً أن تَنزِع قلبك إليه،{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} في نفس الحالة،{ فَإِذَا عَزَمْتَ } هذا فعل ماذا البدن أم القلب؟ القلب، ما معنى [ إذا عزمت ]؟ يعني إذا اجتمعت إرادتك، مثلاً : قررت غداً أن تستضيف أصدقائك، وغداً هو اليوم المناسب، خلاص عَزَمت وهو الذي على تعبيرنا قررت، في هذه اللحظة، لحظة اتخاذ القرار وليس في لحظة تنفيذه بل في لحظة اتخاذه، مـــاذا تفعل؟ تتوكل على الله، والأمر صريح أنه وقت ما تَعزِم على الأمر، وقت ما تريد أن تؤدب أولادك، وقت عزمك على هذا، مــــــاذا تفعل؟ توكــل على الله، إذاً معنى هذا أنك قبل ما تكلمني عن أسباب تحقيق مُرادك، وعن أسباب تأديب أولادك، وعن الأسباب التي تُنجِح لك موقفك مع ضيوفك غداً، كل هذا قبل ما تكلمني عن الأسباب == > افزع إلى الله، فهو نِعمَ الوكيل، نِعمَ من وَكَّلت، يعني أنت عزمت الآن، فإذا أَردْت

MAGIC7
2010-08-28, 11:34 PM
التَّنفيذ كأنك تُوكِّل عَنك من يُنفذ، فهو سبحانه وتعالى وكيلٌ على عباده، ما معنى أنه وكيلٌ على عبادةِ؟ يعني تَكفَّلَ أن يُدبِّرهُم أَحسًن تَدبير ويُصلِحهُم أحسَن إصلاح، ويَشرَح صُدورَهم ويُيَسَّر أمورهم، لكــن العَجَبْ أن تَجدهُ وكيلاً للعباد، عالماً بأحوالهم، وهو العزيز الذي أمره ينفذ ولا أحد يرده، كل هذه الصفات فيه، وبعد ذلك لا نتخذه وكيلا، يعني هذا عَيب في التفكير، لأنه أنت لمَّا يأتي أحد يقول لك : هذا وكيل العمارة " ما معنى وكيل العمارة؟ يعني الذي يهتم بشئونها ويراعيها ويراجعها، ولازم منه أن يعرف تفاصيل الذي فيها، فَمَهما كنت تَثِق أن هذا سَتُوَكِّلُهُ على عِمارَتك ويأتي لك بنتائج جيده، مهما كان، لكنه لابد أن يكون فيه نقص وعيب، لكــن أنت تقول : الحمد لله أن ربي رزقني هذا وكيل، أحسن من أني أنا أقوم بمتابعه أموري ..." وهذا وهو جاهل، ناقص العلم، ينام، ضعيف الإرادة، ضعيف القدرة، ليس كل ما يريده يحصل، فكيف بمن لا تأخذه سنة ولا نوم، فكيف بمن هو على كل شيء قدير، فكيف بالعزيز الذي إذا أراد أمر أنفذهُ ولابد، كيف لا يُتَّخذ وَكيلا ؟!! ثم إذا لم تتخذه وكيلا مــــاذا فعلت بنفسك؟ أَهلَكتَ نَفسك، لأن أنت تقول في أذكار الصباح والمساء ( لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) ، وفي رواية أحمد ( إن تكلني إليها تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة ) يعني أنا لو جئت دبَّرت نفسي، مــاذا يكون ناتج التدبير؟ سأُضيع نفسي، أو أدبر تدبير يَظهَر فيه عَواري، أو أَدبِر تَدبير أقع فيه بذنب، أو أدبِّر تدبير يحصل مني فيه خطيئة، إذاً هذا تدبيرك لنفسك، فلماذا تقتنع بنفسك برغم أنك أنت جَربتَها، و رأيت كيف أنك لمَّا تدبر لنفسك ماذا يحصل لك.
إذاً أنت لابد أن تتصور ضعفك، هذا أول وصف لك، وليس ضعفك أنت فقط، بل أنت وكل الناس الذين حولك، فلا تتشبث بأحدٍ من الخلق، فكلهم على حدٍ واحد لهم واصفٌ واحد وهو الفقر{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } فكلهم على حدٍ سواء من جهة فقرهم، فإذا كانوا كلهم على حدٍ سواء من جهة فقرهم فلمـــاذا تُعَلِّق نَفسَك بالفقراء ؟!! و لمــاذا تَنتَظِر مِنهُم إمدادَك، وتنتظر مِنهُم إسعادك ؟!! لا تنتظر منهم، إنما الإيجاد من الله و الإعداد من الله والإمداد من الله والإسعاد من الله، ألست تعلم أنه هو أضحك وأبكى، فإذا كان هو الذي أضحك وأبكى تَوَسَّل إليه أن يَشرَح صدرك وأن يُهَدِّئ نفسك، وأن يَجعلك ترضى عنه، فمن رضي فَلَهُ الرِّضا، طيب أنت مـمكن تقول: هو وكيلي وأنا وَكلتهُ ومع ذلك يأتيني في مواطن كثيرة شيء أنا ما أرغبه .." نقول : هذا الذي لا ترغبه أنت في أول لحظة تتصور أنك لا ترغبه، لكن إذا استسلمت له ورضيت عنه كشَفَ لَك ما يُثَبِّتَك على رِضاك، لأن العَبد جاهل بما يُصلح نُفسه، وأنا اضرب لكم مثل في تعاملنا مع أبنائنا: الآن ألسنا نُدَبَّر لأبنائنا ما نَراهُ فيه صَالِحُهم، هل كل ما نراه فيه صالحهم يناسب آرائهم وأفكارهم؟ كلكم تتفقوا أنه (( لا )) وقد يأتي قرار يكون ما فيه مصلحة إلا لهم أمَّا أنا خارج المصلحة، ويَنزُل عليهم هذا القَرار مثل الصَّاعِقة، ويَردُوه ويَدفَعوه بِكل ما يَملِكون مِن قُوة، وأنا أنظر إليهم مُستَعجِبة، يعني أنا من سأدفع ثمن هذا القرار، وأنا من سأتعب، وأنتم المنتفعين، فما بالكم تدافعون ما ينفعكم ؟! لمـــاذا تدفعوا شيء أنا متأكدة أنه سينفعكم ؟!! أنت ستقول لقصور عقولهم، ما يفهموا، ونحن دائما نقول لنفسنا : غدا يكبروا ويفهموا .. " فالرَّب سبحانه وتعالى الكامل يُعاملك بنفس الصورة، ولمَّا وَضَعَ تَحتَك سفهاء، يعني أنت كبير وهمً صِغار سُفهاء، من أجل أن تفهم نفس الصورة، من أجل أن تفهم أنه لمَّا تأتيك أفعال الله، لابد أن تؤمن أنه حكيم، ثم تَتَريث وتَنتظر ، وأنه لا يمكن أن يأتي من عند الله إلا الخير، لكن المهم == > من رضِيَ فَلهُ الرضا، ومن سَخِط فَلَهُ السِّخَط.
سَخَط الله ـ عز وجل ـ عندما ينزل على أحد يجعل العبد يَنقَلب، فكل ما يكون خيراً ينقلب في تصوره فيصبح في تصورهُ شراً، إذاً العبد لو وَكَّلَ ربه لابد أن يقع في قلبه الثقة، لأن الله ـ عز وجل ـ موصوف بالكمال فما يأتي منه إلا كل خير، لكن نُفوسنا هي التي فيها أمراض تحتاج إلى علاج وأنت تعلم أننا لو أردنا أن نعالج أبداننا نذهب للطبيب وممكن يقول الطبيب : أن المسألة فيها شَق، فيها عمليه .." أنت الآن وأنت ذاهب للعميلة أو حامل ابنك للعملية، مــاذا تشعر؟ تشعر أنك ستهلكه أم أنك ستذهب به إلى الشفاء ؟ بالطبع ستذهب به إلى الشفاء، بالرغم أنك أنت فَاهم أنهم سيشقون بطنـه وسيفعلون ويفعلون، فأحياناً النَّفس هذه فيها أمراض لن تُشفى إلا بِمِشرَط، لن تشفي إلا إذا أتاك من الأقدار ما تؤلمك فَتُخرِج مِن نَفسِكَ المَرض.

إذاً الآن اسم (( الوكـيـــل )) متى نحتاجه؟ بِعَدَدِ أنفاسَنا، نوكلهُ يدبر شؤوننا، وأنت الآن تعلم أنك طوال الوقت تتقلب في التدبير، تُدَبِّر نَفسك، تُدَبِّر أولادك، تُدَبِّر أَكلَك، تُدَبِّر ضُيوفك، تُدَبِّر بيتك، طوال هذا الوقت كل ما كَثُرَت حاجَتَك للتَّدبير كُلما كَثُرت حاجتك لاستعمال اسم الوكيل.
سنرى قصة وردت في البخاري تُبَيِّن التَّعامل مع اسم الوكيل، من عَجيب ما قصه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن بني إسرائيل في هذا الباب، ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فأتني بالكفيل قال كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر
يعني هذا الآن استلف من صاحبه، أخذ المال وذهب إلى بلد آخر، وانتهى وقضى حاجته، فجاء الوقت الذي يجب أن يرد فيه المال، فلمَّا بحث عن مركب ينقله من تلك الجزيرة إلى هنا لم يجد، فأخذ خشبتاً فنقرها فأدخل فيها ألف دينار، الذي هو الدَّين الذي عليه، يعني مَسَك هذه الألف دينار ولَفَّها بالصحيفة ثم وَضعها في خشبه ثم أدخلها في زجاجة.
فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك وأني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني أستودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا فلما نشرها وجد المال والصحيفة ثم قَدِمَ الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه قال هل كنت بعثت إلي بشيء قال أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف بالألف الدينار راشدا ( صحيح وقد علقه البخاري في أماكن من صحيحه 1498 ، 2063 ، 2291 ، 2404 ، 2430 ، 2734 و 6261)
.الآن لو وَكَّلت الله ـ عز وجل ـ بأمر حتى لو كان بينهم مثل هذه البُحور سيوصلهُ الله ـ عز وجل ـ لصاحبهِ، يعني لا أحد ثاني أخذ الخشبة، ولا أحد ثاني فتح الورقة، ولا أحد ثاني استلم هذه الدنانير، وهذا مما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من قصص بني إسرائيل، و وردت في صحيح البخاري، فهو جعل الله ـ عز وجل ـ عليه وكيلاً ونعمَ الوكيل، بيدهِ الأمر، بيدهِ مقاليد كل شيء، الآن أنت استوعب هذا المفهوم، أنه أنت لمَّا اتخذته وكيل، وَكلته على أَمرِك، يعني قلت : يا رب دَبِّرني أنا عاجز لا أستطيع أن أدبر شأن نفسي .." ننظر الآن ما صفاتهُ؟ على كل شيء قدير، بكل شيء عليم، حكيم، رحيم، فلمَّن يدبرك سَيُدَبِّرك بهذه الصفات، فأنت الآن لمَّا تأتي ويكون قوة تعلقك بهِ، يعني لمَّا تتخذه وكيلاً على الحقيقة ويكون قوة تَعلُقك به صادقه لا يمكن أن يَخذِلك، لكــن لابد أن تتصور أن المسألة تحتاج إلى توحيد، يعني مــاذا[ توحيد في التوكيل] ؟ أنه أنت ما تتخذ غيره وكيلا، أصلاً الله ـ عز وجل ـ يختبرك، وقت ما يتعلق قلبك به توكلا عليه، يأتك من الناس من يقول لك : تعال أنا أفعل لك، تعال ترى أنا عندي واسطة، تعال ترى أنا أفعل كذا وكذا أو أنا عندي كذا وكذا ..." أنت ستقول لي أن هذه من الأسباب، نقول : قبل أن تقفز إليها، لأن هذه ممكن يكون اختبار وليست أسباب،فقط اختبار، فأنت ألان من أجل أن تعرف تفرق، يجب عليك قبل أن تقفز إليها تعلق بهِ سبحانه وتعالى، واستعن به، و استهده، أخذه يا رب أم لا آخذه، استخير، المهم أنك أنت تعلم أنك لمَّا توحده بكونه وكيل لك، تأتيك البلاءات، والصعوبة كلها في أن تجعلهُ وَحدَهُ وَكيلك، لأن في مواقف تَجد نَفسَك أنك أنت عاجز، لكـــن في مواقف أَجِد نَفِسي فيها قوة، فتخيل لمَّا تكن نفسك فيها قوة أن تُدَبر نفسك، وتأتي تقول : أنا مُعتاد أن أفعل هذا الأمر،وأنا طوال عمري أقوم به وهذه ليست المرة الأولى أقوم بهِ...." يعني نفسك ستكون حاجز بينك وبينَ أن توكل الله، لأنا نحن اتفقنا سابقاً أن خبرتك نقطة بلائُكَ، بمعنى أنه كلَّما ازددت خبرة في أمر، مـــا الذي يحصل لك؟ كلما زادت ثقتك في نفسك وكلما شعرت أنك في غنى عن الاستعانة بالله، وهذا ما هو إلا خُذلان، فكلما ازددت خبرة قَلَّت استعانتك بالله ـ عز وجل ـ ثقةً بنفسك، مع أنك في أذكار الصباح والمساء تقول ( لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) يعني أنت تقول يا رب لا تجعلني أدبر نفسي ولا بمقدار طَرفة عين، يعني ولا حتى في اقل الأمور، وفي أول الدعاء تقول ( أصلح لي شأني كله ) أنت يا رب أصلح لي شأني كله، دبرني واجعله صالحاً لي، وبعد ذلك لو تأملت في [ أصلح لي شأني كله ] وفهمت ما معنى الصًّلاح وما معنى أن تكون صالحاً، فهمت أن [ أصلح لي شأني كله ] ليس معناه أنه يجب أن يوافق هواك، لا، يعني يا رب دَبرني في شأني ما يَزيدَني صَلاحاً أن أُجاوِرَك في جَنَّتَك، لأن ما معنى " هذا عبدٌ صالح " صالح لمــاذا؟ يعني عبدٌ صالح لمجاورة الله في الجنًّة، فالعِباد يَصلِحونَ للمجاورة بعد أن يُصلِحّهم الله، فأنت تقول ( أصلح لي شأني كله ) يعني أجري عليَّ في شئوني وتدبيري ما يجعلني، صالحاً لمجاورتك، ثمًّ بدأت بِدَفعِ عَدوَّك الأكبر الذي لو تُرِكتَ له لفسدت، (ولا تكلني لنفسي طرفة عين ) وفي رواية لأحمد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها : ( إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورةٍ وذنب وخطيئة وأني لا أثق إلا برحمتك) فهذا كلام واضح أن العبد إذا اتَّكل على نفسهِ في تدبير شؤونه ضَــــاعْ.
نحن اتفقنا أن النسيان هذا أمر طبعي وعادي، و من أجل ذلك قال الله تعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55، يعني أنت مثل هذه المفاهيم لن تستملك قلبك من أول ما تسمعها، وأنت تسمعها أول مرة تكون كأنها خاطر، ثم مع تكرارها تَتشبع بها، ثم مع تكرارها والصَّدق في إرادة التمسك بها فالله ـ عز وجل ـ يسددك في المواقف، التسديد ما يأتي إلا من عند الله ـ عز وجل ـ لكن مِثل هذا ما يَنفع فيه إلا الإعادة والزيادة حتى يتشبع قلبك، وكلما زِدَّت كلما زادت عدد المواقف التي تُوَفَّق فيها، لكن ليس من مره واحده، خلال اليوم كل ما زِدَّتَ سَماعاً عن وصف الله، كل ما زدَّتَ لجوءاً له، قَلَّت عَدد السَّاعات التي ينفصل فيها قلبك عن اللجوء لله، نحن تأتينا ساعات ولحظات ودقائق تنفصل فيها قلوبنا عن التعلق بالله، كل ما ازددت ذكراً كلما تذكرت بالعلم، وكلما فهمت عن صفاته ـ سبحانه وتعالى ـ كلما قلًّت هذه الساعات التي ينفصل عقلك فيها عن ذكر الله عز وجل.
أنت عندما يُمكِّنَك الله يعني يُصبح عندك خبرة مــــــــاذا تفعل؟ أولاً ذَكِّر نفسك أنك لم تكن تعلم وأن الله علَّمك، لابد أن تُذكر نفسك بأُصولك، يعني أنت لو ما فعلت هذا ستدفع الثَّمن قريباً، مِثل أي واحد، مثلا : في النساء، تكون وحده متمكنة من طبختها، ومتمكنة من هذا الفعل، فتقول لها : افعلي لي كذا و كذا .. " فهيَ ترد تــقول : هذا أمر سهل، فقط أعطيني ربع ساعة، ..." مثل هذه ماذا يفعل الله بها؟ في الغالب أن الله يَخذلها، يخذلها تأديباً، لأن هيَ نَكَبَت نَفسها، نكبت نفسها بماذا ؟ بأنها شعرت بقوة قدرتها، ولأن الله تعالى يعاملك بحلمهِ، فأنت أمام الناس تتكلم تقول : هذا الشيء سهل عليَّ وأنه هذا الأمر مثل شربة الماء..." ويتركك الله ـ عز وجل ـ ويعاملك بحلمهِ، لكـــن كلما ازددت عِبادةً وطاعةً كُلما تَأَدَّبتَ بِسُرعَة قَبل ما تَفلِت، وهذه كلما أتت بسرعة كلما دلَّ على أنك من الله قريب، طيب خلاص أنا تمكنت من الشيء، أولاً دائماً ذَكِّر نفسك أن الله علمك، ثم اعلم أن هذا الذي تمكنت منه ممكن بكل سهوله تأتيه عوائق لا تستطيع أنت أن تصلحها، قليل صداع يأتيك في رأسك ما تستطيع أن تنظر على الجهاز، أو الناس الذين يشتغلوا على النت وواثقين أنهم سيرسلوا أغراضهم ، ففي لحظة وحدة ينقطع النَّت، وأحياناً تقول: انقطع من عندي، سأذهب إلى الجيران .." فيكون الكيبل في البحر الأحمر انقطع، هذا الكيبل لمَّا انقطع مرتين وراء بعض في سنتين وراء بعض، الناس الذين كانت قلوبهم معلقة بالنِّت أتتهم صدمة، لأن أناس كثير سافروا ومعتمدين على أن فلان سيرسل له كذا و فلان سيعطيه كذا، وفجأة يقول لك لازم ننتظر على الأقل ثلاث أو أربع أيام إلى أن يَصلح، يعني أنت خارج مُطمَأِن أنك أنت مُدبر كل شؤونك، وأنه أنا الآن سأفتح بريدي وأُلاقي على بريدي كذا وكذا، وبعد ذلك أصل في النهاية ولا أجد بريد يفتح ولا أي شيء من هذا يحقق، أنت المفروض تتأدب من هذا الموقف وتفهم أنك أنت ما تستطيع أن تُدبِّر شأنك، ما تستطيع أن تُدَبِّر أُمورَك، إنما اجَعل نفسك قَوي في تَوكلُك على الله، يعني أحياناً كثيرة نأتي نتوضأ

MAGIC7
2010-08-28, 11:35 PM
ونتذكر أشياء كثيرة وأنه انتبه لا تنسه، وأنه لو نسيته شيء كثير سيذهب، وبعد ذلك ونحن نصلي نتذكره، وبعد ما نسلم من الصلاة أيضاً نتذكره، ونحن نلبس ملابسنا نقول أنه لو نسيت هذا الشيء سأرجع له من أخر الدنيا، وفي الأخير نركب سيارتنا ونحن قد نسيناه، أليس هذا ما يحصل معنا ؟!! هذا تأديب عام == > أنه أنت لو ما اتخذته وكيلا حتى لمَّا تتذكر ويكون بينك وبين المشوار دقيقة واحدة، يعني كم من المرات أخذنا أشياء نريد أن نأخذها معنا ووضعناها عند باب البيت حتى لا ننساها، وبعد ذلك نخرج وننساها ونحن أصلاً خارجين من بيوتنا لأجلها، ونخرج ونركب سياراتنا ونحن لم نأخذها، من أجل أن تعرف أنت مَن، فلو اتخذته وكيلا كان ذَكَّرَك بها في الوَقت المُناسِب وكان شَعَرت بِمنَّتُه فَتَشعُر بِضَعفَك، لا تقول لي : أنا ذاكرتي ضعيفة .." لا تقول مثل هذا الكلام، الآن لا يوجد أحد ذاكرته ليست ضعيفة، لكن الذاكرة الضعيفة هذه ما سببها؟ ليس سببها أنك أنت ما أكلت جيداً أو نمو خلايا مُخَّك، هذا الكلام كله يُعامَل بهِ أشخاص ما مَعَهم قُلوب، أنت ذاكرتك في قلبك، فقلبك هذا بقدر امتلائهِ بكمال الله، وبقدر امتلائه بالتعلق بالله، بقدر ما يُذَكِّرَك الله ما ينفعك، ولَمَّن ما يذكرك تفهم لماذا لم يذكرك، لحالةٍ أو لأخرى.

على كل حال أنت لا تُرهِق نَفسَك، كَونَك تَتَصور أنك تُدبِّر شؤونك كلها، وأن تبقى ذاكراً للأشياء وما تخطأ، وتحمل بكفيك الاثنين مسئولياتك ومسئوليات أولادك، أنت الآن لو حملت كأسين ماء مع بعض وتريد أن تتحرك، معك كأس ماء وتريد أن تحمل شيء من الأرض، تحتاج قوة إتقان أن لا تسكب الماء وأنت نازل تأخذ ورقة من الأرض، تدبيرك لشئونك بنفس هذه الطريقة،يعني من أجل أن لا اسكب الماء وآخذ الذي في الأرض يحتاج له تركيز، وبعد ذلك في النهاية مع قوة التركيز لابد أن يَسكُب من الماء قليلاً، هذا هو تدبيرك لنفسك، مهما بذلت جهودك، مهما كان معك أوراق وأقلام و تخطط وتخطط، في النهاية ما يَحصُل إلا الذي يريده الله، هل معنى هذا الكلام >> يعني ما نُخطط ؟!! يعني ما نَكتُب لِنَفسَنا ؟!! لا تفهم خطأ، نحن من أول الكلام نقول == > أنت أول ما يشتعل في قلبك إرادة شيء استعن بالله، لمَّا تأتي تقول: أنا جاءتني فكرة و ما رأيكم أن نفعل كذا وكذا .." سأناقش كلمة [ جاءتني فكرة ] سنـــعربها :-
- جاء == > فعل
- الياء == > ضمير مفعول به ( أنا)
- الفكرة == > فاعل
من أين أتت هذه الفكرة ؟ وكيف ستكون هذه الفكرة فاعل؟ ومن أين تأتي الفكر إلا أنها مواهب يهبها الله ؟!! يعني أصلاً مَن قَدَحَ في ذِهنَك هذا المَخرَج أو هذه الفكرة؟ ما قَدحها إلا الله، فأنت أول ما تشتعل في نَفسك الحاجة، أول ما تَعِزم على طول تعلق به فهو الوكيل، فيسددك، فما تَكتب إلا ما يَنفعك، وما تُخطط إلا ما يُناسِبَك، وأنت طوال الوقت في ضيق، الآن أنت في عُنق الزُّجاجة، من أجل أن تتوسع هذه عنق الزجاجة استعن فيُفَرِّج عليك، إلى أن تصل إلى القرار السليم.
نضع الآن القاعدة مرة الأخرى التي مَرَّت علينا سابقاً، كيف أن العِباد كلهم يُختبروا هذا الاختبار، ثلاث اختبارات في حياة العَبد مُتكررة، مَرْ مَعنا آية الزمر وآية يونس {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو } هذا أول اختبارين، والثَّالث سيأتي في الزُّمَر، ما معنى {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ }؟ الاختبار الأول الآن أن تعلم أنه هو الذي مسَّكَ بالضر، هل أنت راضِ عنه أم لست راضٍ، يعني الاختبار الأول في الرِّضا == > هل ترضى عنه أم لا ترضى بعد ما مسَّك بالضر، سواء وقت وقوع الضُّر أو بعده، ليس فقط الرضا في وقت وقوع الضر ومن ثم انتهى، والرسول عليه الصلاة والسلام قال كما صح: ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) رواه البخاري، فهنا سيتبين رضاك، طبعاً الذي يصبر عند الصدمة الأولى هذا أعلى شيء، والذي يتصبر ولكن ليس عند الصدمة الأولى يعني بعدها بقليل أفضل من الذي لا يتصبر نهائياً، والذي يتصبر في اليوم الثاني أفضل من الذي لا يتصبر أصلاً، والذي يتصبر في اليوم الثالث أفضل من الذي يتصبر في اليوم الخامس، لكن الصبر الحقيقي هو : إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
{وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ } أنتم لمَّا تأتيكم هذه الكلمة لا تكلموني عن الضُّر العالي حتى لا تُحجِّموه في مكان بعيد، الضُّر هذا أي شيء، بتفاصيل الحياة، يعني لا يُعقل أن أحد يسير فيصطدم في الباب فيقوم يَسُب الباب، وهذا الكلام موجود، والآن لمَّا يَصُعب عليهم شيء يَلعنوه، طيب قل بسم الله، استحضر الاستعانة يفتحها الله لك، لكن كل شيء بالمقلوب أصبح عندنا، على كل حال {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو} يأتي الاختبار الثاني الآن == > تطلب مِمن الكشف؟ { فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو} وهنا يُناسب اسم الوكيل،{ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو} ممكن تأتي تقول لي : كيف يكشفه الله؟ نقول: نعم، الله ـ عز وجل ـ يعاملك بلطفه وألطافه لها صورتين :-
1) صورة : لطف محض لا علاقة لك به، أنت توكلهُ وهو يأتيك بالخير من حيث لا تحتسب وأنت ولا حركت ساكنا، طُرق بابك فأتاك الخير، هذا نوع من اللطف.
2) صورة: من اللطف وكشف الضُّر هو التَّسخير، يعني يُسخر في عقلك فكرة، يسخر لك شخص، يأتي في بالك مثلاً جِهة معينة تذهب لها، هذا هو التَّسخير، ما معنى التسخير؟ أن يسخر الله ـ عز وجل ـ لعباده فكر أو أشخاص أو ملاجئ حوله تكون سَبباً في جَرَيان الرِّزق منها، يعني أنت يكون عقلك غافل تماماً عن هؤلاء ثم يُلقيه الله ـ عز وجل ـ في قلبك إلقاءً، أنت هكذا تشعر، بعد ذلك تأتي تقول: والله أنا جاءتني فكرة .." أو تقول : أنا في ميزة خطيرة، لو يأتيني ضيق على طول يُلقى في ذهني المخرج .." يعني لمَّا الله ـ عز وجل ـ يزيدك عطاءً تقوم أنت تزيد نِسبةً،وهذا هو موطن الاختبار الثالث الذي هو في سورة الزمر {فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ } مثل ما قال قارون، يعني واحد يَمُسُه ضُر، ويدعوا الله، إلى هنا مشى في الاختبارين الأولين صح، {إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً } إذا أتيناه فكره أو سخرنا له أحد يُساعده، مــاذا يفعل؟ يقول{ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ } يعني أنا، يعـني يقول : أنا أصلاً دائما في المواقف قوي ثابت، عندي حكمة .. إلى آخر هذه الوصوفات التي يصف الإنسان بها نفسه، لكن انظر ماذا قال الله ـ عز وجل ـ ؟ { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } اختبار، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } هذه هي القضية أن أكثرهم لا يعلمون، فهذا ثالث اختبار، يعني مسَّك الله بضر، علمت أنه منه، ورضيت عنه، ودعوته، إلى هنا أنت ماشي صح، لكن لمَّا أتتك النِّعمة هنا إغتريت أتى الاختبار الثالث، من أجل ذلك ترى هذا الاختبار نحن ندخل فيه بِعدد أنفاسك، يعني تضيع أقلامنا، أو وَلدنا يخرج ويتأخر ونقول يا رب أأتي بهِ، وبعد ذلك لمَّا يــــأتي، نقول : أصلاً كنت حاسة أنه كذا أو كذا .." أو أولادنا يدخلوا الاختبارات وندعو الله يا رب نجحهم، وكل أحد يتصل علينا نقول له : ادع لنا أن أولادنا ينجحوا .." ولمَّا ينجحوا، تقوم تقول : أصلاً أنا كنت أذاكر لهم، أصلاً أنا كنت أسهر عليهم .." كل هذا يقال عنه { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} لمَّا تفتحوا كتاب الله بقدر ما تستطيعوا انظروا لهذه الصفات {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }،{وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }، َ{لَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ،{وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } فالآيات لمَّا تُختم بهذا ابحث عن الوصف، يعني من هذا الذي الله ـ عز وجل ـ قال عنه { َلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }، انتبه يعني معناه أنه يجب أن تكون ضِد هذا الوصف من أجل أن تكون ممن يعلم، ِمثل ما ذَكرنا سابقاً في مسألة الأمثال وأنه {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } فلمَّا تأتيك الأمثال في القرآن وتجد نفسك ما تَعلقِها معناه أنك جاهل، وهذا هو الجهل الحقيقي، لأنه أنت في قبرك ستُسأل من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ هذا الذي ستُسأل عنه.
على كل حال المقصد الآن أنك أنت متى تتخذ الله وكيلا؟ في كل وقت، بعدد تدبيرك لشئونك، طيب ستقول لي : مره وحده في كل وقت، هذا أمر صعب ؟!! نقول : ابدأ مع نفسك ببرنامج، ابدأ بالشيء الذي تراه مُهم، يعني فَيّصَل، جَوهَري في حياتك، مثلاً: صلاح أبناءك، صلاح زوجك لَمَّن يكون هذا الشيء من مُهِماتَك،أو صلاح نفسك، هذه نفسك اشتكيها إلى الله، واتخذه على نفسك وكيلاً واطلب منه أن يُهيأ لَك الظروف، ويسددك ويكون سمعك الذي تسمع به، وبصرك الذي تُبصر به، لأنك الآن تبحث عن الحكمة في التصرفات، نحن الآن نكبر ونرى أن كثير من قراراتنا السابقة كانت عبارة عن طَيش، فلمَّا تبدأ تدخل في هذا النُّضج، وأنه كثير من قراراتك السابقة كانت طَيش، من أين لك الحكمة ؟!! إذا كنت ستبقى في نفس الطريقة ونفس التفكير لا تتصور أن السِّن سيزيدَك شيئا، لا، السن في العادة لَمَّن يَزيد من غير دين يَزيد معه الحُقد ويزيد معه الطَّيش، تزيد القسوة، يعني أنت الآن تأتيك مواقف مع الناس، وتلاقي هذا يَطعنك في ظَهرك، وهذا يَفعل كذا وهذا يفعل كذا، وهذهِ كُلها تَجارب ماضية، والآن بعد أربعين سنه وبكل التجارب الماضية التي عِشتَها فلمَّا أأتي أتعامل مع أحد يكون أنا في قلبي كَمية من الأحقاد على من مَضى فَأُعامِل هذا الذي أمامي بكمية الأحقاد الماضية، لمـــاذا؟ لأني أنا أنظر فيه وأقول: عسى ما تكون مثل فلان الذي فعل فيني كذا، أو ربما تكون مثل ذاك وأنت شكلك مثله، أو تصرفاتك مثل تصرفات كذا .. " و أأتي بسلسلة من التاريخ الماضي،من أجل ذلك التوحيد لَمَّا يأتي يقوم العبد يعلم أنه يعامل الله، وأن ـ عز وجل ـ إذا وَكلتَه على أمرك ما أتاك إلا من كل خير، فيأتي من هذا الشخص الذي أمامك بالخير ويصرف عنك شرهُ، أنت في الماضي خُذلت لأنك على نفسك اعتمدت، و بقراراتك وثقت، وأني صاحب خبره وأفهم أو أني أنا لست جديد على هذا البرنامج أو أني لست جديد في معاملة الناس، كلما ازددت ثقةً كلما أتت من جهة ما تنتظرها أبدا، مع أن الله ـ عز وجل ـ ما يتركك هكذا إلا ويعطيك إشارات، لكن الواحد لمَّا يثق في نفسه يصبح أَعمى عن هذه الإشارات، ونحن اتفقنا أن طريق الهدى يُعرض على كل أحد، حتى الهُدى في الأحوال يُعرض على كل أحد، لكـــن في واحد من استعان واستهدي فأرشده الله، وهناك من اعتمد على نفــسه ووثق بها فخذله الله.
مثال : الآن يأتيني أشخاص يشبهوا بعض في سلوكهم، الآن هذا أخاها وله تصرفات قاسية وهي عانت من أخيها، فجاء ولدها يشبه أخاها في طِباعِهِ، وهذا أمراً أبداً ما ننكره ونحن سابقاً ذكرنا أن الإنسان عبارة عن طَبائع يُبتلى بها، وعبارة عن عقائد يكتسبها، طيب الآن هذا الشخص كيف سأعاملهُ؟ هل سأُعاملهُ بالطريقة التي كنت أعامل بها أخي؟ طيب هل أصلاً أن أخي هذا نجحت معه عندما عاملتهُ بهذه الطريقة ؟ (( لا)) فأنا لو عاملته بنفس الطريقة لن أنجح والدليل أني لم أنجح مع أخي، فلآن لمَّا يأتيك بلاء مثل هذا النوع، المفروض بالعكس، تشعر أنك فشلت، فما دام أنك فشلت في التعامل يجب أن يزيدك هذا تعلقاَ بالله، على الأقل في هذا الموقف استعمل اسم واحد من أسماء الله، استعمل اسم الفتاح أن يَفتح لكِ مغاليقَ قلبهِ وأن يُسددِك في التَّصرفات معه، فنحن الذي نقوله، أن المفروض بالعكس، كلما ازددت خبرة وفهمت أني ما أستطيع أن أفهم، يعني في أشخاص تعيش معهم ما تفهم من أين تأتي بهم، تأتي بهم من اليمن ما يطلع معهم، وتأتي بهم من اليسار أيضاً ما تطلع معهم بشيء، فبالعكس المفروض أن مثل هؤلاء يَزيدوك تَعلق بالله، من أجل ذلك نقول لك، لمَّا يأتي التوحيد وتأتي الخبرة، تقول : أنا لمَّا جربت نفسي وتعاملت بعقلي فشلت، ما في إلا الفتاح أن يفتح لي قلبك .." ونحن دائما نعبر أن فلان سُلطة على فلان، يعني يتسلط عليه، يعني طوال الوقت صوته عالي وكلامهُ كثير، وهذا بنفسهِ يأتي إلى حَد فلان ويَتكلم بِأدب، وهذه المواقف أنت تعيشها، ترى أحد متسلط على أحد، طوال الوقت مع الناس تعاملاته غير، لكن لمَّا يأتي عند هذا يتهذب، هذا من فتح الله لهذا العبد في قلب هذا العبد، يعني هذا ما يَضعهُ إلا الله، مع أن هذا الشخص ليس فيه شيء زائد عن الناس ولا هو قوي الشَّخصية، لكن الثاني هذا الذي معه شر مؤدب لمَّا يتعامل مع هذا، لمـــــــــــاذا؟ هذا أمر ليس هو بيد أحد، إنما الله ـ عز وجل ـ يفتح على قلب فلان، مِثل من هُزِم بالرُّعب على مسيره شهر، بمعنى أن هذا شيء يلقيه الله ـ عز جل ـ في قلب الذي أمامك.

MAGIC7
2010-08-28, 11:36 PM
يعني أنتم الآن تجدون كثير من الشَّرِكات، سواءً التغذية أو المطاعم، لو أنا أتكلم عن المطاعم >> هل مع تساوي المُنتَّج الناس يُقِبلوا عليهم نفس الإقبال؟ (( لا )) ، ناس يفتح عليهم باب الرزق، وناس يعملوا مثل هذا المنتج ويقلد اسمه وأيضاً يُخرج منتج بنفس لون منتجه، وأيضاً لا أحد يقبل عليه، لمـــــاذا؟ لأن الله ـ عز وجل ـ فتح لهذا وأغلق على ذاك.
فأنت الآن جَرَّبت وأُغلِقَ بينك وبين هذا الشخص مثلا أخوك، فأنت لا تعيد التجربة وتربط بينه وبين ابنك، طيب أنت ممكن تقول : هم نفس الشخصية .. " نقول : طيب نحن فشلنا في التعامل الأول. فالفشل هذا يجعلنا نعيد تفكيرنا، وأنا أقول لكم هذا الكلام وأنا أعلم أنه ليس سهلاً، لأن نحن نرتبط بشخصية معينه أُبتلى بها، وألاقي أحد يشبهه له، قبل ما يتكلم الذي أمامي أنا أبدأ أُخرج الذي في نفسي،خصوصاً لو أعلم أن منه سُلطة، يعني الآن هذا أخ وابن، فأكيد الابن هذا سأُفرغ فيه كل الذي عندي، أنا أتكلم عن الواقع، لكن الواقع هذا باطل، خاطئ، المفروض أنه لمَّا يأتيني أحد مثل هذا، يجب علي أن أزيد تعلقاً بالله وأزيد رجاءً، خصوصا لو رأيت نتائج الخيرة من هذا، ما دام رأيت النتائج تصل إلى هذا الحد فأقوم أنطرح بين يدي الله، أن يفتح لي في قلب هذا، خصوصاً أن الابن أغلى وأهم من الأخ، فكونك ترى هذا فالمفروض أنك تزداد تعلقاً بالله.
ومن أجل هذا نقول == > انتبه > لا تزداد خبرة وأنت بعيد عن التوحيد، لا تزداد خبرة وأنت ما تتصور أن الله ـ عز وجل ـ هو سبحانه وتعالى الذي يُلقي في قَلوب العِباد تعاملاتهم، وحسن التصرف والحكمة، فلا تتصور أنك حكيم بنفسك، ولا يأتي أحد يتصور أنه سيكسب أبنائه بِفكرهُ وعقله، ولا سيكسب زوجه بشطارتهِ أو بجمالهِ أو تصرفاته، لا، ترى التَّسديد من عند الله، فاتخذه وكيلا هو نعمَ الوكيل، يعني لو وَكلتَهُ على نفسك يُسَددك أن تتصرف كما يُحب ويرضى، والتي تشعر أنها ملكت زوجها وملكت قلبه بِشطارِتها ستأتيها قاصمة في نهاية الأمر، لكن كونك تعرف أنه لست أنت،وأنه في الدعاء يا رب سخره لي وأصلح قلبه، يعني هذه من النعم أن الله ـ عز وجل ـ يُبَيِّن للعبد في ثنايا حياته أنه هناك ثغرة، وأنه أنت ناقص ولست كامل، لا أحد يتصور هذا الشخص طول عمره صالح ولن يَخرَب، وأنه لو صلح سيصلح بجمالهِ أو بأسلوبي أو بكلامي أو بلباقتي، يعني حتى لمَّا ندخل على الناس ونكلمهم أحيان كثيرة والواحد لمَّا يدخل على أحد يتصور أنه ما دام أنهم سيفهموا ويقبلوا، وهذا موجود حتى في طلاب العلم والذين يدعون إلى الله، كلمه ( ما دام أنا ) == > هذه ستأتي بالطَّامة، لأنه أنت ستأتي بالطَّامة، سيأتي الكلام من غيرك أكثر ذلاً وتواضعاً لله، سيشرح الله الصدور له، وستنتفي أنت تماماً من الحياة.
ونحن لمَّا نُطلِق ألسنتنا على أولاد الناس أنهم ما عرفوا يربونهم، وننتقد، هذا مثل الإمام المالك، الإمام مالك شيخ الدنيا في زمنه، فكان ولد ليس على سلوك تام ومستقيم، فكانوا دائما ينتقدونه، ينتقدون الإمام مالك، فكان يقول :" أن المُرَبي الله " يعني أن الله هو الذي يربي عباده، يعني أنت تعجز ليس لك حول ولا قوة، ونحن الأباء نعلم يقيناً أن المُرَبي الله، لأنه نَعجَز نأتي بهم من اليمن ما يَردوا، نأتي بهم من اليسار ما يَردوا، نعمل لهم كذا يأتوا بعكسهِ، وانتم ترون ما ترون، وهذا كله يجب أن يزيدنا تعلقاً، ومن أجل ذلك ( الزم قدميها فثمة الجنة ) عارف لمــــاذا؟ لأنك أنت ترتفع عند الله بقدر ما عندك من تعلق بالله، ترى لمَّا يأتونا أولادنا المفروض يزيدنا لله ذلاً وانكسارا.
على كل حال أبنائنا هؤلاء من أسباب زيادة ذُلَنا واستعمالنا لاسمه الوَكيل،بأن نتخذه عليهم وكيلاً ليسددهم ويسددنا في التصرف معهم.

نبدأ الآن في دراسة الاسم من جهة وُرودهِ، ورد الاسم في القرآن [ 14] مرة، وهذا العدد الكثير يبين لك أن تَكراره يَدل على أهميته وحَاجته، والمواطن المتعددة التي نستعمل فيها هذا الاسم، ونحن اتفقنا أن كل اسمم يتضمن صفة ويستلزم صفات.
كأنَّ السؤال يقول لك، متى تتعامل مع اسم الله (الوكيل)؟ نبدأ الآن بآية آل عمران
1- {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } آل عمران 173
أنتم تعلمون هذه القصة أنه قيل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن قريش اجتمعت لك، فماذا كان موقفهم؟ يعني هم الآن يُخَوِفُون النَّاس، ولمَّا يُخَوِّفَك أَحد مِن النَّاس مـــاذا تقول؟ >> حسبنا الله ونعمَ الوكيل، إذاً متى تستعمل اسم الوكيل؟ إذا خَشيتَ من ضررٍ يقع عليك من أحد، خصوصاً لو كان هذا الضَّرر جاء بصورة التَّخويف، يعني أحد جاء يُخَوفِك من هذا الضرر، يقولك مثلاً: عامل فلان جيداً وإلا ترى هذا ورائه شر ..."

أنت الآن لابد أن يكون في داخلك معتقد، الآن كل الأدعية هذه مثل السيف، والسيف بضاربهِ، يعني السيف يقطع وما فيه أي مشكله، يعني نفس السيف ينفع، لكــن أنت ماذا تحتاج؟ تحتاج يَد قوية تَضرب بالسَّيف، والأدعية كلها مِثل السيف، والسيف متى ينفع؟ بقلب، على حسب قوة اعتقادك ينفعك الدعاء، من أجل ذلك أحيان كثيرة الناس يأتون إلى أدعية معينه ويذكرونها في مواطن، وقد تكون المواطن صحيحة وقد لا تكون صحيحة، اترك الآن صحتها أو عدم صحتها، ننظر الآن، هو يدعوا بالدعاء ويكون في موطن صحيح وبعد ذلك ما يخرج بنتيجة، مِثل أناس كثير لمَّا يقرئوا آية الكرسي عند النوم وأتى الوعد أنه لا يَقرَبك شيطان، وبعد ذلك لمَّا تقرأ آية الكرسي تَنام وتحلم أحلام مزعجة، فمــــاذا نقول لها؟ نقول هذه آية الكرسي مثل السَّيف، والسَّيف بقوة ضاربهِ، فأنت لابد مـــاذا تفعل في قلبك؟ أولاً تعتقد كل الموجود في آية الكرسي ثم تَتلوها بِلسَانك، ومِثله لمَّا تأتي تَخاف من أحد لا تتخيل أن حروف هذا الدعاء هي التي سَتنفَعك، حروف هذا الدعاء عبارة عن تَرجمة لاعتقاد قامَ في قلبك، وعلى ذلـــك كل الأدعية استعملوها بهذه الصورة، من أجل ذلك لمَّا تأتيك وعود عظيمة على أدعية لا تستغربِ، لأنه هذه الوعود العظيمة مَبنية على فَهمك لهذا الدُّعاء، مِثل سَيد الاستغفار الآن، يعني أنت لمَّا يأتيك وعد مِثل وَعد سيد الاستغفار أنك إذا قلته في الصباح ومِتَّ، مـــاذا سيحصل؟ تدخل الجنًّة، ما بينك وبين الجنَّة إلا الموت، ولو قلته في المساء أيضاً ما بينك وبين الجنًّة إلا الموت، وهذا الدُّعاء كُله على بعضهِ مجرد سطرين، ويأخذ من الوقت بالكثير دقيقتين، لمــاذا هذا الوعد العظيم على هذا النص؟ لأنك لو فهمت تفاصيلهُ، لو وَقَعَ في قلبك قوة الذُّل، وقوة البَراءة وقوة الخوف من ذنبك، كل هذا مُؤهِلٌ لك أن يُغفَر لك، فَتُقبِل على الله مغفوراً لك، فأنت الآن ماذا تفعل؟ نَشٍّط اعتقادك، يعني أنت نفس هذا النَّص ارجع مرة أخرى اقرأ معانيه، واقرأ ما يدل عليه، نشِّط اعتقادك مثلاً في اسمه الغفور، لمَّا تنشط اعتقادك في اسمه الغفور ويأتيك سيد الاستغفار سَيَنشِط، أنتم الآن في الطِّب ألا تَعلمون أن النَّاس يأخذوا ابر مُنَشِّطة، مُنَشطة مثلاً لضد الأمراض، الإبر المُّنشِّطة ماذا تفعل في الجسم؟ تُحركــهُ، وأنت أيضاً العلم الجديد هذا ردائك، وتكرار العلم القديم هذا مُنَشِّط، يُحَرِّك في قلبك، ولا تنسوا الآية {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55
هنا في هذه الآية في آل عمران أتوا الناس إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم وقالوا لهم { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ} يعني جاء الذي يُخيفَك بالمواجهة، وقال فيها {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

2- {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء81
الكلام هنا عن من ؟ هؤلاء المنافقون بالباطن، يعني أناس ما تعرف مَن هُم، ماذا يقول الله؟{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ } يعني هؤلاء المنافقون يقولون طاعة، سمعاً وطاعة سنفعل،{ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ} يعني إذا خرجوا من عندك،{بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}،{ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} هذا على وجهة التهديد، { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } يعني اتركهم لا تحمل هَمَّهُم ، يعني هم يكونوا في صفوفك وهذه مشكلة النفاق، أنهم يكونوا في صفوفك في داخل بيتك، في داخل مجتمعك، في داخل طلابك لو كنت معلم، في داخل مدرستك لو كنت مدير، في داخل حلقتك لِمَن له حلقات وله اجتماعات، المهم أنت مجتمعك الصغير هذا يكون في داخلهُ واحد منافق يبيت لك ما لا يرضى الله من القول، لكن من هو؟ وما حالهُ؟ وماذا يبيت؟ وكيف يريد أن يَصِل؟ كل هذه هموم ستجعلك لا تنام الليل، وهي ليست مثل الحالة الأولى، الحالة الأولى على الأقل واضح فيها عَدوَّك، لكن الحالة الثانية أشد صعوبة لأنها من الدَّاخل وخفية، وكل واحد يقولك في هذا الذي تَشُك فيه رأي وكل واحد يوجهك فيه توجيه، وما تعرف في النهاية ماذا تفعل، وما يريدون أن يفعلون وماذا يدبرون وماذا يخططون إلى آخرهِ، يعني هذا الكلام مَكائد، وهذه تكون بين النساء أيضاً، تحصل في مسائل تتصل بالتعدد، وليس شرطاً بالتعدد، ممكن لمَّا يكون نساء الإخوان مع بعض،حريم الاخوان0 هؤلاء لوحدهم عندهم مؤامرات وقصص وحكاوي، فتجد أنهم يجلسون في المجلس ما شاء الله ما في أحسن منهم، وتعاملك وتقول لك : تعالى أذهب بك إلى كذا.. " وتكون كأنها صاحبتك، وبعد ذلك تنقلب، ويصبح هذا يقول لك رأي، وهذا يقول لك رأي، وأحد يقول لك : أنا زعلانه منها، طوال المجلس أحسها منافقة تقول لك كلام ومن ورائي تقول كلام .." هل تصدقي هذه التي قالت لك هذا الكلام، أم تصدقي هذه التي ظاهر معاملتها لك بالطيب، مـــاذا تفعل؟ الحل == > هو ثلاث حلول :-
* { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ }
* {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ}
* واعتقد يقينا أنه { وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }
نحن مشكلتنا هذه الجُملة الأخيرة { وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }نحن لسنا مُتَيقِنين بها, من أجل ذلك نقول لك افعل أفعالا، ما هي؟ أول شيء اعرض عنهم، يعني لا تدخل في الخوض في الكلام معهم، اتركهم، يعني عاملهم ما في مشكلة لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عامل المنافقين، لكن من الدَّاخِل اعرض عن كُل كَلامَهُم، لا هذا الذي يقول لك هذا الكلام، ولا ذاك الذي يقول لك هذا الكلام، لأنه أنت لو شغلت نفسك بهم،خلاص انتهى لا تستطيع أن تعبد ولا تدعي ولا تصلي، ولا تعرف طريقك المستقيم، وهذا من أصعب البلاء >> أن يأتيك البلاء من أحد مَدفون ما تَعرِف مَن هو، أو ممكن تعرفه لكنه ليس ظاهر و ليس باطن، وتصبح بين أن تظلم نفسك وبين أن تظلم الآخرين، كل هذه كأنها دَوامة، لا تشغل نفسك بهذا كلهُ لأنه ليس من أجل هذا أنت خُلِقت، إنما أتاك هذا امتحاناً لك، لو آمنت أن هذا امتحان، افعل ثلاث أفعال، فِعلَين بقلبك، وفِعل بِبَدَنك، اعرض عنهم ولا تدخل في نقاشات، واملأ قلبك توكلاً عليه، ثم مــاذا سيفعل بك؟ سَيَرُد عنك، سَيشغِلهم بِنَفسَهم، وسَيجعَل تَدبيرَهم تَدميراً لهم، وسَيُنجيك وإن فعلوا ما فعلوا، وسَيُخرجكَ مِنها كُلها،هذا التوكل الآن، وبعد هذا لمَّا يتحرك في قلبك شيء سَكِّنْ نَفسَك أنه أنا يكفيني أني وكلت الله، وكفى بالله وكيلا، هو سيأخذ لي بحقي، وسَيَرُد عني.

انظروا ما جاء الحل مجرد أنك فقط تتوكل على الله وكفى بالله وكيلا، أيضاً جاء في الحل أنك تعرض عنهم وما تُدخِل نفسك في نقاشات، وتُدخِل نَفسَك في كَلام كثير، ترى هذا الكلام الكثير هو الذي يُدَخِّل أطراف ليس لها علاقة بالموضوع، و كل المشكلة هي أننا نتوازن بين مفاهيم كثيرة >> هنا الصعوبة، يعني مثلاً : نتوازن بين توكلي على الله واكتفائي به وكيلا
هذا بالنسبة لي يعتبر غاية في الطمأنينة، وبين أني أنا ضعيف أصلاً ليس لدي القدرة والنَّفس أن أُنافح ولا أُدافع، وبين أن النَّاس يتهموك بالضعف، وأحياناً أنت تكون من الداخل أصلاً ما فيك حَيل أن تناقش ولا تتكلم، وغير أنك أنت تُعرض وتأتمر بأمر الله وتتوكل على الله وتكتفي به وكيلا، هذه الصعوبات التي تجدها في الدنيا، لابد أنك تجد حولك من يؤذيك، فتتعرض إلى أن تُؤمَر بِمِثل هذا الأمر{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }.

MAGIC7
2010-08-28, 11:37 PM
2-{وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء132
الآن لَك أُمنية، عِندك رَغبة تَوَد تَحقيقها، سَواء صَلاح أبناء أو إلى آخر ما يَتَمنى النَّاس، وتَجِد أنك أنت ما تستطيع تحقيقها لنفسك، أو تراها في الأفق لكن تغتم خائفاً أن تفوت أو ترى أمامها عوائق، أو ترها قد تفوت لسببٍ ما، مــاذا يُقال لَك؟ >> أنت مُناك هذا أليس ملكاً لله ؟! هل يأتي به أحد غير الله ؟! مُناك لا يأتي به إلا الله، وأنت تعلم أن له ما في السماوات وما في الأرض، إذاً اتخذه وكيلا، وَكِّلهُ أن يأتي لك بِمُناك، مثال : واحد يريد أن يترقى وشاعر أن هذه الترقية في العمل أمنية يحبها ويتمناها، أنا لن أناقشه أنها هذه أمنيه في الدنيا، أنا سأناقشه حول أنه ما دام أنها ظَهرت لك أُمنية، إذاً كيف تعاملها؟ لا تَشغِل نَفسَك ليلاً ونهارا، أنه سيقبلون فلان لو تكلم، وهذا أتى بشهادته وسيتفوق على شهادتي، لا تفكر هذه التفكيرات، إنما أُمنِيتك التي تريدها تَمنَّاها على الله، واتخذه وكيلاً يأتيك بها، فإذا اتخذته وكيلا كفى به وكيلا، طبعاً أنت تتخذه وكيل وأنت تعتقد أنك لو وكلته ما يَخذِلَك، فإذا ما أَتاك مُرادك سيأتيك ولو بعد حين، وسيأتيك في أَحسَنِ وَضع، وسيأتيك مُرادك بل أعظمُ منه، لو أنت رضيت به ربا، فكونك تتخذ الله وكيل، هذا معتمد على ماذا؟ معتمد على رضاك بالله.
مثلاً: تمنيت تخصص في عِلم مُعَيَّن، وما قُدِّر لك وذهبت إلى مكان آخر، بعد ما اتخذت الله وكيلا، وطلبت الله و رَجَوته، وقلت أنت يا رب حسبي ونعم الوكيل، سأوكلك أمري، لن أشغل نفسي ولن أدمر نفسيتي، مشكلة الذي ما يتخذ الله وكيلا، مـــاذا يفعل في نفسه؟ يعمل تدمير من الدَّاخل، لأنه طوال الوقت يبقى في قَلَق، طوال الوقت تحسب حِسابات، لو فلان ذهب قبل فلان، ولو فلان دخل قبل فلان، ولو ما رضوا أن يأخذوا هذه الورقة، لو أخرجوا قانون جديد، وتأتيك الخيالات، خلاص فأنت من بداية الأمر رَحمت نفسك وقلت يا رب أنت حسبي ونعم الوكيل أنا إليك أفوض أمري، لأن نحن سيأتينا فعل التفويض الذي هو بنفسه هذا الفعل فيه صعوبة، يعني لحظة ما يأتيك الأمر، ماذا يجب عليك أن تفعل؟ تفوض أمرك إلى الله، التفويض هذا فعل فيه صعوبة، المهم >> أنت الآن فوضت وقلت حسبي الله ونعم الوكيل، ولم تدخل الكلية التي تتمناها وأتاك بدلها بديل، البديل هذا هو اختيار الوكيل الذي هو أعلم منك وأحكم منك وأرحم بك، يعني أنا أريد منكم أن تتصوروا الوكيل بالضبط بنفس المفهوم الذي نحن نعيشه، انظري كيف لمَّا تأتي تُــوَكِّلي أحد وتقولي له: اذهب أنت وخذ بَدَل عني قرار، وأنا أثق في قرارك، وأثق في عِلمك، وأثق في حكمتك، أثق في كذا .." مثل ما يأتي الناس يأخذوا موكل ومحامي، أنت لمَّا تريد أن توكل محامي، هل تبحث عن أي محامي ويكون أي كلام أم تذهب تبحث عن أحد ثقة، وأفضل واحد في القانون وإلى آخره ؟!! ثم تعطيه القضية، وأنت نائم مرتاح شاعر أنه هناك وكيل عنك يفعل، هذا وأنت في وكالتك للبشر، فكيف بالعليم، الحكيم، الرحيم، الذي ما يريد لك إلا خيرا، البر ، الكريم ؟!
يعني أنت لازم في اسم الوكيل تأتي بكل أسماء الجمال في عَقلك، من أجل ذلك سيأتينا إن شاء الله في فعل التفويض كيف يَحصل التَّفويض بعد ما يمتلأ قلبك ماذا عن الله، فالبديل الثاني الذي أتاك هو العَوض لو أنت تركت عن عقلك كونك تفهم، يعني أنت استخرت الله فاختار لك، لمَّا يأتيك اختيار الله لا تقول : لا، الذي نفسي فيه أفضل من الذي اختاره ليَ الله .." لا تقول مثل هذا الكلام، من أجل ذلك في أخر دعاء الاستخارة تقول ( وقدِّر لي الخير ورضني به ) الرضا عن الله مهم في هذه الحال.
ولمَّا يأتينا اسم الوكيل سنجد أنه يستلزم صفات الجمال، الأسماء التي فيها جمال، يعني هذا الاسم لو فهمته جيداً، ستقول لي ما دام أني سألته ويجب علي أن أتخذه وكيلا إذاً هو بَر، ورحيم، وكريم، ودود، إلى آخر هذه الصفات.

3- {إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء171
ما علاقة نفي الولد وإثبات المِلكِية للوَكالة؟ لأنه { وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }، نحن نتكلم عن التوحيد بأنه وحده الإله، وليس له ولد يفوض إليه الأمر، أو يطلب منه، ولهُ وحده الملك، إذاً أنت علمت أنه وحده الإله، ما معنى الإله؟ الإله يعني المألوه الذي تتعلق به القلوب وتعظمه، في بداية آية الكرسي {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ } وفي آخرها {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} ، إذاً هو الإله العَليْ الذي تتعلق به القلوب، والعظيم الذي تعظمه القلوب، إذن إذا علمت أنه وحده يجب أن تتعلق به القلوب وتعظمه وليس له الولد وله وحده الملك، إذاً مـــا المطلوب منك؟ >> أن لا تتخذ غيره وكيلا، يعني هنا هذه الآية أتت في سياق الكلام عن تَوحيده فكما أنك تُوَحِّدُهُ في الإلوهية وتنفي عنه الولد وتُوَحَّدهُ في الملك، فَوَحَّدهُ في كفايتك بوكالته، يعني هو يقول لك { وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً } يعني لا تتخذ غيره وكيل وَحِّدهُ باتخاذه وكيلا، اجعله كافيا لك، ما معنى{ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }؟ يعني أنت المطلوب منك أن تَكتفي به وَكيلا لأنه الوكيل ولأن له ملك السماوات والأرض وليس له ولد، لكـــن الآن مناقشتنا كيف أكتفي به وكيلا وهذه هي الصعوبة، يعني أنت الآن الذي يزاحمك في المسألة كَون أن قلبك لازال يتحرك حول الموضوع الذي وكلته فيه.
نضرب مثال في الواقع : لو هذا محامي وقع منك أنك وَكلته وأنت تعلم أنه على تعبيرنا ( شاطر ) فلو بقيت كل يوم تتصل على مكتبه تقول : ماذا فعلتم ... " ماذا سيقول لك؟ هل سيقبل منك؟ لا، لن يقبل، سيقول لك : أنت تثق فيني أم لا تثق، أنت وكلتني أم لا .." فهو على طول سَيَصُدك، لأنه كونك أن تبحث ورائه هذا دليل على عدم ثقتك فيه، ثم لو اكتشف أنك ذهبت سالت غيره ماذا سيفعل؟ سيعطيك ملفك و يقول لك: الله يسهل عليك، أنا لست إليك بحاجة .." والله المثل الأعلى، العبد الآن لمَّا يُوكل ربه على الأمر يجب أن لا يتعامل معه بالقلق لا ترتكب هذه الجريمة في نفسك، لا تعامل ربك الذي وكلته وطلبت منه أن يدبرك أن تقلق من تدبيرهِ، كيف يقع في قلبك القلق والذي تولى أمرك الحكيم، العليم، الكريم، الرحيم، كيف ؟!! لكن هذا الواقع في قلوبنا نسأل الله أن يغفر لنا، يعني نوكل ربنا ونطلب منه ونقول أنت نعمَ الوكيل يا رب ودَبِّر أمري و يسر لي هذا الأمر، وبعد ذلك نرى أنفسنا لا نستطيع أن ننام، وكل لحظة تأتينا أفكار أنه لو مثلا حصل كذا وكذا، لازم تفهموا أن هذا من الشيطان، فاستعيذوا بالله منه أولاً ثم أعيد على نفسك [ حسبي الله ونعمَ الوكيل ] هذه الكلمة للأسف ليست مفهومة، من أجل ذلك حتى لمَّن تقولوها ما يكون في عقلك فهما، ما معنى [ حسبي الله ونعمَ الوكيل ] ؟ يعني أنا يكفيني الله، وكلتهُ وأنا على ثقة أنه يكفيني، سيدبر شؤوني أَحسَن تَدبير، وأنت اِبحَث عن هُمومَك، فَتِّش همومك، وهمومك هذه عامل الله فيها باسمه الوكيل، وبعد أن توكلهُ استحي أن تعاملهُ بالقلق، لايقع في قلبك قلق لكمال صفاته ألا تقول أنت { وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} و {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } هو نعمَ الوكيل وأنت تعلم أنه، حكيم، كريم، رحيم، ودود يحب عبادهُ وعباده يحبونَه، تعلم عنه هذا كله ثم يقع في قلبك اتجاه فعلهُ قلق، أو تنتظر غداً يأتي شيء فتقلق، أنت ممكن تقول لي : هذا شيء غصبن عني .." لا بأس، أنت لابد أن تعلم أن هذا خطأ أولاً، ولا تسمح لنفسك به ما دام أنك وكلت ربك، يعني تشعر أنك في حقهِ أَذنبت، لأنه أنت الآن أقل واحد >> مثلاً الخادمة لو أنت في البيت تثقِ فيها وتعلمي أن طبخها تمام، لو جئت وذهبت عليها، ستتضايق و تقول لك أنا أعرف وأنا أفهم ومن هذا الكلام.
فيعني أنه قَلقَك دليل على عدم ثقتك فيه، فانظري البشر الآن يرفضوا أن تعاملهم بالقلق فكيف برب الأرباب الذي له ما في السماوات وما في الأرض، حقيقةً هذا نوع من الاعتداء على الرَّب، أنك أنت بعد ما تتخذه وكيلا، وأنت ممكن لا تصل إلى هذه الدرجة أن تتخذه وكيلا وإن كان هو سَيُدبر سَيُدبر، لكن لمَّن تصل إلى درجة الإيمان هذه وتعلم أنه وكيلك، وتقول يا رب أنا فوضت إليك الأمر، ادفع عني ودبرني، واجعل هذه الليلة تمر بسلام، أو اجعل هذا الأمر يمر بسلام، وسددني في تصرفاتي وكلامي، بعد ما تقول هذا الكلام وتقول أنت حسبي ونعمَ الوكيل، ثم تعامله بالقلق! هذا هو الكذب على النفس الآن، ومن أجل هذا قد يُحَيطك أشخاص مَيِّتين القلوب أو مرضين القلوب، وأنت تكون هادئ، ويقولوا لك : ما شاء الله أنت فيك برود .." وإلى آخر هذه التعبيرات، ثم أنت مثلاً تُنَظِّم لِنفسك جدول على أنك أنت متأكد أن الله ـ عز وجل ـ ما يخذلك، فتقول : لو ربي قدر وصار هذا الأمر سيكون كذا وكذا .." سيقول لك : ما شاء الله عليك متفائل .." يعني لازم يُعطوك كلمة يفقدوك بها ثقتك بالله، وهؤلاء يؤسفنا أن مع طغيان المادِّية أصبحوا هم الغَلَبة الكثيرة الموجودة حولنا، فنتيجة علمنا بأسماء الله وصفاته يصبح بيننا وبينهم انفصام في التفكير، تشعر أنهم في وادي وأنا في وادي، أنا بتعامل بهذا الموقف على أني وكلت أمري لله ـ عز وجل ـ وأعلم أنه سَيُهيأ لي الأسباب، فأتوسل إليه أن يهيأ لي الأسباب، وهذا أبداً لا تتصور أنه لا يقابل الحركة، بل هذا الذي يوكل ربه يُفتَح لهُ من الأسباب ما يأتي بأدنى حَركة من هذا الذي يوكل ربه يأتي له منها الرِّزق.
أيضاُ هناك مشكلة ممكن تصادمنا، أن فلان و فلان لا يتكلموا عن التوكل ولا يعرفوا عنه، ويخططوا وينجحوا ؟!! نقول >> نعم، من أجل ذلك يأتي يُسأل يوم القيامة { مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ }
يعني الآن الله ـ عز وجل ـ لمَّا يَرحمك يُعلمك عنه بالعلم ، ويؤدبك لمَّا تبعدي عن ما تعلمتِ، فهؤلاء القوم يُعاملهم الله بحلمهِ، يخططون فَيوجِد لهم تخطيطهم، يُرتبون فتنجح ترتيباتهم، فالمفروض أنهم بعد ما انتهوا يزدادوا تعلقاً بربهم حمداً وشكرا، والحاصل أنهم يزدادوا انتفاخا بأنفسهم ، ينتفخوا ويعاملهم الله بحلمه، ثم يخذلهم في مواقف، فيقول لك :أنا خسرت هذه الصفقة لأني ما أعطيتها كل تفكيري .." تجديه دائر حول نفسه، إلى أن تأتيه قاصمة وينتهي موضوعه، فلمَّا يأتي يوم القيامة يُسال { مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} يعني لمَّا عاملك الله بكرمه وأعطاك و أعطاك ما الذي غرَّك؟ لماذا اغتــررت ؟!!
فأنت الآن مُشكِلَتَك شخصين :-
1) مشكلتك ترى ناجح بلا توكل
2) ومشكلتك من يثبطك ويَبُث في قلبك القلق، و يقول لك :أكيد أنت تعبان نفسياً، وقلق .." ،يعني لو ما كنت هكذا ستثبت عليك التُّهمة، مع أن من يعلم عن الله أشفَى النَّاس قلوبا، لأنهم يتعاملون مع كتابهِ الذي هو شفاء لِما في الصُّدور.
س: أنا أستخير في شيء مثلا في الزواج ثم يفشل هذا الزواج، فممكن أحد يقول نحن استخرنا، يعني متوقع أن الله اختار له فالمفروض ما تفشل الزَّيجة، فأنا استخرت في دخول الزواج، فلو كان شراً كان أعرضه الله عني؟ لماذا لم يعرضه؟
ج: هذه المسألة تَنظُر لها من زاويتين : -
1 – الزاوية الأولى : أنك تكون رُبَّما عَزَمت وأصررت ثم استخرت من باب تكميل الصورة، يعني أنت مُقَرر وفي رأسك الموضوع وكل شيء، فاستخرت فقط مجرد تحصيل حاصل، هذه صورة من الاستخارة.
2- الزاوية الثانية: أنك كنت حاضر القلب في الاستخارة غير مقررٍ إلا بعد أن تستخير، فهذا امتحان، سنضرب مثال: مثال الشريعة التي تأمر الذي طلق زوجته ثلاثا، أن تتزوج هي غيره ثم تطلق منه طبعاً على المنهج الشرعي، طب لمـــاذا مثل هذا؟ لأنه ربما لم تكن لتحتمل زوجها الأول وصفاته إلا لمَّا تتزوج غيرهُ وتتأدب فتعود له وتَعمُر حياتها، وهو أيضاً ربما لا يُؤدبهُ إلا أن يَعلم أن زوجته قادرة على أن تتزوج غيره وتذهب، ففي ناس ما يُؤدبهم ولا يعدَّل نفسيتهم إلا دخولهم في تجربة، فهذا استخار الله وطلب منه فأدخله الله هذه التجربة تأديباً له، تعديلاً لشيء في نفسهِ، رفعاً لدرجتهِ، فهذا من الحِكَم الأخرى.

4- {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}الأنعام102
أنت الآن اعبده وانشغل بعبادته، وكل الذي يَهُمَّك ماذا تفعل بِه ؟ وَكَّل الله عليه، يعني هنا واضح فيها { فاعبدوه } لأنه انشغالك بتحصيل مصالحك، ولا نقصد انشغال بدنك، ترى انشغال بدنك سهل لأنك تذهب وتنتهي من أشغالك وترجع تنام وأنت مرتاح، المشكلة ليست في انشغال بَدَنَك إنما في انشغال قلبك، واهتمامك به، وكل يوم تُخطط لغدِ، لا، اسمع أنت يقال لك { وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }بمعنى أنك لا تعتني إلا بإصلاح دارك الآخرة، طيب والدنيا التي نعيش بها ؟!! لا بأس، اتخذه وكيلا سيرزقك وييسر لك، ويأتيك من الموافقات العجيبة في الأسباب مالا تستطيع إدراكهُ، والآن أنت طول النهار تسمع عن دورات تكلمك عن النجاح وماذا تفعل من أجل أن تنجح، ويقولوا لك لو فعلت كذا ستنجح والحياة تصبح سهلة، طيب الآن أنا سأقول لك وَصْفَة تُسَهِّل عليك الحياة أكثر بكثير من كل التفكيرات، مــاذا تفعل؟ >> اذهب لِمَن يملك كل شيء وهو الذي عَرَض عليك أن يكون عليك وكيل ويُنفق عليك ويُعطيك ويهيأ ويحدد لك أين تذهب من أجل أن تأتي بِمُرادك، فاذهب إلى من يملك كل شيء وتوسل إليه أن يرشدك من أين تأتي بمرادك، واطمأن إليه فهو الذي يهيأ لك الأسباب من أجل أن تأتي بمرادك، يعطيك الحول والقوة من أجل أن تذهب تأتي بمرادك، لمَّا تَصِل إلى مرادك فهو الذي ينفعك بمرادك، مــاذا تقول أنت وأنت خارج من بيتك؟ ( بسم الله، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ) أخرجه أبو داود (4/325 ، رقم 5095) ، والنسائي فى الكبرى (6/26 ، رقم 9917(وغيرهم ، ما معنى قولك [ لا حول ولا قوة إلا بالله ] لمَّا تخرج من المنزل؟ يعني أنا أعترف يا رب ليس لي حول ولا قوة على تحصيل مصلحتي إلا بِك.
فلا أيسر من أن تعيش على الله معتمد، ومنه منتظر أن يريك الأسباب وييسرها لك فتأخذها، يعني أنت الآن مثلا ً نفترض أن هذا زوج ابنتي أو هذه جارة أو هذا معلم أو هذه شابة الآن دخلت على زوج، ما مفاتيحهُ؟ ما الذي يرضيه؟ ما الذي يوصِلنِي إلى قلبهِ؟ هذا سر ، يعني أنت مهما كنت تفهم لا يمكن أن تأتي بمفتاح قلبه، لكن الذي خلقه، الذي {لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ} انكسر عنده، {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} فهو الوكيل الذي يُسَددَك أن تتصرف مع هؤلاء كما ينبغي وتنفتح قلوبهم لك، أليس هو الفَتَّاح الذي يَفتَح مَغاليق القلوب، فإذا كان هَمك قلوب من حولك فهو الفتاح الذي يفتح مغاليق القلوب، وإذا كان همَّك الرزق فهو الفتاح الذي يفتح مغاليق الأرزاق ومغاليق الأسباب، وإذا كنت تريد علم فهو العلم الفتاح الذي يفتح مغاليق الفِكِر، فارتاح وتوكل على الحَيّ الذي لا يموت وقُم بوظيفتك {فَاعْبُدُوهُ} و فوق هذا كله، اعلم أن توكلك عليه == > يزيد مكانك عنده، وهي عبادة من العبادات، وسبب لكفارة ذنوبك، ورفع درجاتك، وذِكر الملائكة لك.
فأنت الآن ليس فقط ستستفيد في الدُّنيا، أنت بهذا الطريق تَسير فيما يُرضى الله عنك، يعني الله ـ عز وجل ـ ما كلفك مالا تستطيع، بل فتح عليك أبواب الارتفاع عنده، بصورة لا تتصورها، حتى تَحصِيلَك لِشؤون دُنياك أَصبح في ميزان حَسناتك ما دام اتَّخذتَه وكيلا.
فمن أجل ذلك نستعمل اسم الوكيل في كل ما أَهَمَّنا، فننشغل بالتعلق به أن يفتح علينا مغاليق القلوب، من أجل ذلك نقول يا جماعة ترى أكثر ما يُتعِب الناس أن يستغيث سَجين بِسَجين، وغَريق بِغَريق، ومحبوس بمَحبوس، فأنت كل الناس مِثْلَك بالضبط ،محبوسين، سجناء، غرقى،يعني مثلاُ هذه زوجة ويأتي زوجها يقول لها : أنا منتظر السعادة عندك .." فتقول : طب وأنا منتظرة السعادة عندك .." وكل واحد ينتظر من عند الثاني السَّعادة، الآن هذا ينتظر من هذا وهذا ينتظر من هذا فمـــاذا نفعل؟ هل أنا أستطيع أن أعطيه أم هو الذي سيعطيني ؟!!
فالله ـ عز وجل ـ وكيلنا هو الذي يفتح لي في قَلبِه ما يجعلني سبباً لسعادتهِ، والعكس.
[حسبنا الله ونعم الوكيل] معناها أنك توكل أمرك إلى الله، أما بلسانك فلا تتكلم بها لأنها على فهم الناس حسبنا الله ونعم الوكيل هذه مصيبة، أما بوجدانكم فانفعلوا بها. يتبع
يتبع------

MAGIC7
2010-08-28, 11:38 PM
اسم الله الـوَكيل(2)




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



لازلنا في شرح اسم الله الوكيل، ونحن اتفقنا في المرة الماضية أن نَمُر على الآيات التي فيها الدلالة على اسم الوكيل، مَر معنا ورود اسم الوكيل في كتاب الله [14] مرة، وهذا دليل على شِدَّة الحاجة إليه،يعني أنا محتاجة أن أتعامل معه بصورة دائمة ومستمرة في حياتي، فصار الأمر الآن يدور حول حاجتك، أي شيء يتكرر ذِكرهُ في كتاب الله ويتكرر التَّعريف بهِ، هذا دَليل على أنك مُحتاج إليه، وأنت الآن لمًّا تتأمل في المسألة تجد حقيقةً أنك محتاج إلى أن تجعل لك وكيلا، لمــاذا أحتاج أن أجعل لي وكيلا؟ لِأن وَصفي الضعف، {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً }النساء28 لابد أن تُؤمِن أن وَصفك الضَّعف، لا يَغُرَّك الصورة التي يعتبرها الناس مثالية، يعني الناس يعتبرون الصورة المثالية هي أنه يحب أن تكون قوياً، طب أنت وُصِفت أَن أصل حالك أنك ضعيف، حتى على الطاعة أنت ما وصفك وما حالك؟ ضعـيـــــف، فإذا كان وصفك أنت الضعف، يصبح ماذا يجب عليك أن تفعل إذا كان وصفك الضعف وتريد أن تَقوَى وتُحقق مُرادك؟ >> تستعين بالقَوِي، من أجل ذلك لَمَّا أُمرت بإياك نعبد، ما أُمرت بأن تستعمل قوتك، يعني أنت لمَّن تريد أن تستقيم، الاستقامة هي {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وهذه ما تأتي وحدها إنما تأتي ب { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فإذاً أنت لابد أن تتصور حقيقة نفسك أن الله وهبك مواهب، وطبائع في نفسك، وَهَبَك صِفات خاصة، لَكن لمَّا وَهبك هذه المواهب ما تستطيع الانتفاع بها إلا بِعَونٍ مِنه، والحديث صريح (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم) رواه مسلمفهذه هي الصورة الحقيقة التي يجب أن تنكشف لك، طيب نحن نرى قوم لا يستطعمون الله يعني لا يطلبون منه الطعام وعندهم، نقول {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ }الانفطار 6 يعني أن الله من أسماءه الحليم، الكريم، الرحمن، فهو يعامل عباده برحمته وبكرمه وبلطفه إلى أن ينتهي الاختبار، متى ينتهي الاختبار؟ لحظة قبض الرُّوح، لحظة قبض الرُّوح هذه كلمة معناهاانتهى الاختبار، فأنت طول ما أنت تعيش في الدنيا، طول ما تُعطَى مِن أَجل أن تَرجِع إلى بابه، تُعطى من أجل أن تُصلِح حياتك، من أجل أن لا تأتي اللحظة التي تقول فيها {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }الفجر24 فأنت تعيش بعون من الله، في رحمة الله، حتى مشاعر وأحاسيسك هذه ما هي إلا من رحمة الله، الآن النبي صلى ـ لله عليه وسلم ـ كيف لَانَّ للنَّاس؟ يقول الله ـ عز وجل ـ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ}آل عمران159يعني من رحمة الله، الله وهبك أن تكون لَيَّنا، فَلينَك مَع النَّاس هذه موهبة ليست من صفاتك الشخصية، ممكن تقول : لا، هذه من صفاتي الشخصية. نقول : صح، طب من الذي أعطاك الصفات الشخصية ؟! و بعد ذلك تأتي في مواقف تقول : أنا بتصرف عكس شخصيتي. هذه المواقف تحصل من أجل أن تفهم أنه حتى لو كنت تتصور أن طبيعتك التي خلقك الله عليها لَيِّنَة تأتي لحظة ممكن تُصبح عَكسً ذلك، فأنت تتصور أن هذه الطبيعة مِلكَك،يعني أنا هكذا طوال عمري، نقول : هذه الطبيعة أنت ما تملكها، بل الله ـ عز وجل ـ هو الذي يُيَسَّر لَك، ممكن تأتي تقول : ما دام الأمر هكذا، طب أنا ماذا أفعل في الحياة؟ نقول دورك في الحياة هو الاستعانة >> هنا اختبارك، بأن تستعين، وتجعل الله لك وكيلا، هذا هو المطلوب منك وهذا هو الاختبار، في ناس ما اتخذوه وكيل معتقدين أنهم يُصَرِّفون أَنفسهم، فَصَرَّفهُم الله وهو الذي دَبرهم هم في الحقيقة لم يُدبروا أنفسهم لكن عاشوا أغبياء طـــول الحياة، متصورين أنهم هم يُدَبِّروا أنفسهم، و في ناس ربي كشف عنهم هذه الغُمَّة {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا}الأنعام122 فهذا الذي في الظلمات دائماً يَصف نفسه أنه ذكي وفاهم، والذي أراه الله النور دائما يكون عاقل، يفهم أنه لولا أن تَداركه الله بالرحمة وباللطف ما كان انكشف له هذا الخبيث، ولا انكشف له هذا السَّيئ، ولا انكشف له هذا الطَّيب.
وصلنا الآن إلى أن ((الوكيل)) اسم من أسماء الله التي نحتاجها بعدد حاجاتنا، أنت الآن تعرف أن الله ـ عز وجل ـ لمَّا جعلك في الحياةِ موجودا أنشأ لك الحاجات من أجل أن يَنشَأ مِنك التَّعلقات والتَّوسلات به، يعني كل مره تَعتَصر وتدخل في حَاجة، وأنت طوال الوقت محتاج تأكل وتشرب وتنام، و أولادك ينجحوا ويتربوا تربية جَيَّدة وإلى آخر ما نتكلم عنه، كل هذه الحاجات التي تحتاجها لمـــــاذا الله ـ عز وجل ـ ينشئها لك؟ من أجل أن يبقى منك التَّوسل به، والتَّعلق به، طيب لمَّا تتوسل به وتتعلق به، نشأت لك حاجة ماذا تحتاج الآن ؟ تحتاج إلى أحد يُحَقق لك الحاجة،لأن أنت بنفسك لا تستطيعها أنت فاهم أنك لا تستطيعها، أوراقي هذه في مكتب فلان، و فلان هذا القاسي الذي لا يتعامل مع الناس كما ينبغي، أنت الآن مشاعرك أنك لو ذهبت طرقت باب فلان، هذا ما يأتي معه الكلام الطيب، ستسال من؟ ممكن تسأل الذي أقل منه سكرتيره، تقول له : ممكن تترجى لنا هذا من أجل أن يعطينا.أو ممكن تأتي بواسطة من أجل أن يعطيك، وممكن تطلب رَب الأرباب، وانظر الآن للمقارنة التي تكون في القلب، أولاً من الذي يَخطُر على بَالَك أَوَّل مَرَّة؟ يعني أنت الآن عرفت أن أوراقك في مكتب فلان الموصوف والمعروف أنه صعب الوصول إليه، مَنْ الذي يَمر على خاطِرَك مُباشرة لأن يأتي لك بمرادك؟ على حسب النفسيات وعلى حسب التَّعلقات، في واحد يأتي في بَاله على طول السكرتير، أو فلان الواسطة الذي يعرفه، يُمَرر في خاطرة ويقول : أنا أتذكر أن لي قرابة عند فلان وإن شاء الله ما يكون مسافر. وفي واحد أول ما يأتي على خاطرة، يفزع قلبه إلى الله، فهذا أول اختلاف، طيب بعد ما فزع قلبك إلى الله بعد ما تذكرت الله ـ عز وجل ـ مـــــــــــاذا تظن به؟ كلامنا الآن في اسم الوكيل دائر حول ماذا نظن به
يتبع

MAGIC7
2010-08-28, 11:39 PM
لأنه من أعظم الذنوب التي يقترفها العبد وهو لم يتحرك من مكانهِ، ذنب سوء الظن بالله، تُوَكَّلهُ على أمرك ثم لا تثق بهِ أنه يَعطيك أو تَظُن فيه أنه يخذلك هذا من أعظم الذنوب وهو ذنب سوء الظن بالله.
نحن الآن نقرأ من كلام الله ـ عز وجل ـ ما يبين لنا ما يجب أن يقع في قلوبنا لمَّا تنشأ الحاجات لنا، ماذا نفعل؟ ماذا يكون في قلوبنا من ظنٍ في الله؟

مثلاُ هنا {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }الأحزاب48 لاحظوا هذا ثالث موطن يَتَبَيَّنْ لنا فيه أنه لمَّا يكون في من يُريد إيذائك ظاهراً كان أو باطناً، وهذه الآية جمعت الآن بين الكافرين والمنافقين، ونحن مر معنا سابقاً آيتين وحدة كانت في الكافرين وأخرى كانت في المنافقين، لكن هذه الآية الآن جمعت بين الكافر الظَّاهر العداوة وبين المنافق الذي يكون معك ويكيد لك، الآن لمـــاذا تتوكل على الله وتعتقد أنه كافيك؟ لأنه من وَصفهِ أن وكيل، أنه يتوكل شؤون عباده، فإذا كان الآن لك عدو في الظاهر أو عدو في الباطن، ماذا يُقال لك بالتَّكرار؟ لا تَقلق، انتبه ترى أعدى أعداء حسن الظن بالله القلق، مرض القلق إشارة إلى عدم حُسن الظَّن بالله، ولا تقول لي : أن هذا طبيعي . لا تَقنع نفسك أن القلق طبيعي، لازم تظنون أن القلق ظاهرة مرضية، مرض نفسي، عارف لماذا هو مرض نفسي؟ لأنك لمَّا تَسمع عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا قال (حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليهالسلام حين ألقي في النار) الآن أنت مهما كانت مصيبتك هل مصيبتك تساوي أنك أُلقيت في النار ؟!
أنت الآن خذ من ما فَتَح الله به على الأنبياء ما يُنَاسِبَك، هذا نبي وابتُلى بأن يُلقى في النار، وأنت بلائك هل وصل أن تلقى في النار؟ (( لا )) هل أنتم الآن في عُرضتاً لأن تُلقوا في النار؟ الجواب (( لا )) أنتم الآن عندكم جزء من البلاء، هذا واحد على مليون من بَلاء أن يُلقى الإنسان في النَّار، الآن هو يُقال لك إذا كان إبراهيم ـ عليه السلام ـ سيقلى في النار فقال " حسبي الله ونعم الوكيل " فَنَجَّاه الله، نحن نريدك أن تنظر لِتَنجِية الله له، (وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادههمإيمانا وقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل)رواه البخاريفي الحالتين لمًّا اتخذوا الله وكيل مـــاذا فعل بهم؟ نَجَّاهُم
فأنت مشكلتك ما هيَ؟ قلقك سَببهُ ليس هَول ما تُقدِم عليه، بل سبب قلقك ضَعف ثِقَتك بالوكيل، لأنه أحياناً نكون نحن في زمنٍ ماضي دخلنا في هذه القضية ودخلنا في أقوى منها أيضاً، ودخلنا بها من دون تفكير يعني لا توكلنا على الله ولا توكلنا على غيرهِ، المهم دخلنا فيها ومشينا ولم يكن عندنا هذا القلق، لكن لمَّا أصبح عندناخبرةمن موقف اكتسبناه وبقي في نفوسنا فصار عندنا الرُّعب، ونحن قلنا أن [[ خبرتك بلاءك ]]
· فهناك خبرة تجعلك تثق بنفسك وما تتوكل على لله
· وهناك خبرة سَيئَة تجعلك تقلق من فعل الله
يعني أنت تقول: أنا قبل كذا دخلت في موقف مثل هذا وخرجت منه خسران، أتأذيت، أتألمت، تطلقت. نقول الآن: خبرتك هذه هي بَلاءك هنا، لأنه المطلوب منك وأنت قادم على تجربة مُكررة أن تزيد ثقتك بالله، لأن العدو هنا الذي هو الشيطان، لمَّا تأتي تتوكل على الله ماذا يفعل بك؟ فقط يضع أمامك في شاشتك فَشَلَك القديم، ويُشعرك أنه صحيح أنت اتخذت الله وكيلا لكن لابد أن الواحد يتعلم من تجاربهُ، ويأتي لك بالحديث ( لا يلدغ مؤمن من جحرٍ مرتين )متفق عليهوهذا الحديث على كل حال ليس فَهمه الذي يَفهمه غالب الناس، الفهم الصحيح معناه = > أنه إذا كان مؤمناً قَوي الإيمان لا يقع في الذنب مرتين بعد أن شعر بألمهِ، لكن إذا ضَعف إيمانه يَعيد الكَرَّة مرة أخرى.
إذاً أنت الآن لمَّا تَدخل في تجربة وتخرج بنتائج سلبية منها، وأنت مُضَّطر لدخول نفس التجربة مرة أخرى، فالحاصل أنه ما يبقى في ذهنك إلا الذَّاكرة السلبية، مثال == > الولادة، الآن هذه امرأة ولدت أول مرة وتألمت وتعبت وتعذبت، فتأتي المرة الثانية ونقول لها أدعي الله أنه ييسر لك فتدعي الله وهي ميتة قلق من الدَّاخل ما هي شَاعرة أنها لو دَعَت سَتتغيَّر الصورة، غير قادرة تَثق أنه ممكن تأتي مرة ما تكون نفس صورة المرَّة الماضية، المهم في نِهاية الموضوع لابد أن تَتصور أن ما حَصل لها المرة الماضية ليس شرطاً أن يتكرر، أنت لمَّا تَصبِغ نفسك أنه لابد أن يتكرر تُبتلى فيتكرر، يعني أنت الآن تقول يا رب أنا جَرَّبت نفسي، ورأيت الآلام، يا رب أنت وكيلي أنت حسبي ونعمَ الوكيل دَبرني، صَرفني، يَيسر لي، فأنت يا عبد الآن لمَّا تُقدم على آلام، تُقدم على مُهمات، تُقدم على أشياء صعبة، ويكون في ذاكرتك لهذا الشيء كراهية أو ألم أو ضعف، لا تُعامِل القادم بالماضي، لأن مُعاملَتَك القادم بالماضي وأنت اتخذت الله وكيل فيهِ سوء ظن بالله.
أنت الآن لمَّا الله ـ عز وجل ـ يبتليك المرة الأولى وتفشل، وأنت مضطر تدخل نفس التجربة مرة ثانية، راجع ما الذي أَضعَفَك المرَّة الأولى، ما هو الشيء الذي جَعلك ضعيف؟ ما هو الشيء الذي كان سبباً في ضَعفك وخُذلانك؟ أنت إذا شهدت على نفسك أن المرة الأولى كانت بسبب ضَعف في الإيمان، في المرة الثانية ماذا تفعل؟ قَوِّي إيمانك، اجعله لك وكيلا.

س: أحياناً يكون قلقي ليس من الله بل من ذنوبي أن الله بسبب ذنوبي سيعاقبني؟
ج: أولاً معلومة أن الذنوب لها أثر على الحياة معلومة صحيحة مئة في المئة، أن الذنوب لابد أن تكون مؤثرة على الحياة.
1- لكن وكيلك لَمَّن تكون إليه مُضطَّر و بين يديه منكسر لا يمكن أن يَخذِلَك ه ه في هذه اللحظة، يعني إذا كان الكافر لو دعا دُعاء المضطَّر استجاب الله له ه وهو كافر، فكيف بمن اتخذ الله وكيلا هل سيخذله لذنوبه؟ !!
2- إذا كنت تعلم أن السبب ذنوبك فالزم الاستغفار وتوكل عليه.
يعني لو جاء أحد يقول لك : أنا ترى لست قلقل من ربنا، أنا قلق لأني أنا ما أستحق أن يعطيني الله . نقول : لا تسيء الظن بالله عز وجل. ترى هذا نوع إساءة ظن بالله، لمــــاذا هذا نوع إساءة ظن بالله؟ لأنك لمَّا تضطَّر وتلجأ لا يمكن أن الله يخذلك، الآن لو جِئت أسألك عَن الكريم في أَخلاق البَشر، واحد كريم وأنت في لحظة بَطِرت عليه وقلت له : يا أخي كل مرة تأتي لنا بنفس الأكل. وبعد ذلك أتيت يوم جائع وطرقت بابه وهو كريم، وقلت له: أعطي آكل. هل سيقول لك أنت في المرة الماضية قلت لي كذا كذا ؟! إذا كان لئيم وأنت محتاج سَيَرُدَّك، أما إذا كان كريم وأنت مضطَّر ما يَرَدُك، لكن قد يعاتبك في الرَّخاء، يعني يأتي يوم رخاء أنت فيه غير محتاج لأن تأكل وأنت جالس و مرتاح، فيقوم يقول لك : أليس من العَيب أنك تقول لي كذا، فهذا من البطر. هذه من أخلاق الكرماء أنهم في لحظة الحاجة لا يردون من يَطرق بابهم، فهل تعلمين أكرم من الله عز وجل؟ !! ما نعلم أكرم منه، فلا تتصور أنك لمَّا تتخذه وكيلا وتقف بين يديه منكسراً عنده أنه سيخذلك، سيتركك لِمَنْ ؟! طب لو كان بينك وبين الله ذنوب ومعاصي وأنت محتاج ومضر ماذا ستفعل ؟! لابد أن تلجأ له، ما عِندك حَل، يعني أنت في نهاية الموضوع ما عندك حَل، فإذا وجدَّت أن قلقك بسبب ذنوبك وأن الله ـ عز وجل ـ لن يُحقق لك مُرادك و أنت مضطَّر فهذا نوع سوء ظن، لأن اللجوء إليه و الانكسار بين يديه أحد أسباب كفارة الذنوب، هي بِنَفسَها عبادة، الانكسار، واللجوء، والدعاء، والطَّلب بنفسه عبادة، فأنت لا تطلب طلب المستغني، يعني طلب الذي يقول أعطني هذا وبعد ذلك نتفاهم، لا، بل اطلب طلب المنكسر الذليل الذي يرى نعمَ ربهِ عليه، المعترف بنعمه، والزَم الاستغفار إن كنت ترى أن ذنوبك حائلةً بَينَك وبينَ عَطاء الله، أصلا ما عِندَك حَل إلا أن تَلزم الاستغفار، ففي النهاية القَلق ليس هو الحَّل، إنما القلق من الشيطان، لابد أن تتصوروا {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}المجادلة10 أنتم يجب أن تفهموا هذه الخطة العَدائية التي تَجري في دِمائنا، وهي خطة الأِحزان، ما وصفها هذه الخطة؟ أنك كل ما جئت تُقبل على شيء ما يُبَيِّن لَك إلا الجانب السلبي و خصوصاً وأننا نحن نكبر في السَّن، يعني كل ما كبرنا وزادت خبراتنا الماضية، إذا ما كنا مليئين باعتقاد كمال صفات الرب، فإن تجاربنا هذه ستزيدنا قلقاً، انظري للصغير كيف هو جَريء على المواقف والأحداث، والكبير أكثر تَريثاً، الكبير أكثر تَريثاً ليس شرطاً أن يكون هذا من عقل، ممكن يكون أكثر تريثاً لأن شاشته سوداء، كل التجارب عِندهُ سيَّئة، فلمَّا يأتي يُسَلَّم على أحد يقول في نفسه: لو سلمت على فلان سيحسب أني محتاج له. لمــــاذا هذا التفكير؟ لأنه مَرَّ في تَجربة أنه أتى يُسلم على أحد فقال له: نعم ماذا تريد ؟. فوضع هذه في ذِهنه، يأتي مثلاً يريد أن يبتسم لأحد يخاف لو ابتسم له يقول له : ما ورائك، هذه الابتسامة لها معنى. فيقوم مره أخرى ما يبتسم، فشاشته التي أمامه كلها تجارب سوداء ما يستحضر إلا هذه التجارب، من أجل ذلك لمَّا نَكبَر من دُون توحيد وتعلق بالله، تزداد حساسيتنا المُهلكة وليست النافعة، لأن الحساسية النافعة هي التي بينك وبين الله، تشعري أنك أذنبتي وأنت قصرتي في الشكر، تشعري أن الله ـ عز وجل ـ أَنعَم عليكِ، أصبحت حساسة، كل حساسيتك بعلاقتك مع الله،سواء ذنب، خطيئة، نِعمة، لكن الحَساسية لمَّا تَنقلب بَينك وبين الناس، وكل ما ازددت عمرا كل ما زدت حساسية فهذا بسبب عدم وجود حُسن الظن بالله، والنساء أكثر عُرضتاً لهذا الأمر، ومن أجل ذلك لمَّا تأتي مسائل الاكتئاب وإلى آخرهِ، هذا كله بسبب أن الحياة لَمَّن سِرتَها وأنت ما تَعلم عن الله، تَراكم التَّجارب كلها أصبحت سيئة، حتى أحيناً يكون ما عندك تفسير يفسر لك لماذا أنت لمَّا الناس يبتسموا لك أنت ما تبتسم لهم، لماذا لمَّا الناس يكلموك بالطيب ما ترد عليهم، لماذا أصبحت عنيفاُ هذا العنف؟ !! أصبح ما عندك تفسير لهذا كله بسبب تراكم التَّجارب السيئة التي لم يأتي معها عِلم عن الله، و أن كل شيء رزق، وأن حتى الكلام الطيب الذي تسمعه هذا نوع من أنواع الأرزاق، وهذا طبعاً الإيمان العظيم الذي يُحَوَّل الإنسان ما يَطلُب إلا مِن الرَّزاق وما يَنتَظِر إلا مِنه، لا يَحَمد النَّاس على عطاء الله ولا يذمهم على ما لم يؤتهِ الله، أليس هذا ما جاء في الحديث «إن من ضعف اليقين أن تُرضي الناس بسخط الله تعالى و أن تحمدهم على رزق الله تعالى و أن تذمهم على مالم يؤتك الله.إن رزق الله لا يجره حرص حريص و لا يرده كراهية كاره"الراوي أبي سعيد الخدري- خلاصة الدرجة: ضعيف، المحدث: الألباني-المصدر: ضعيف الجامع (رقم 2009 )
كل هذه المعاني عظيمة، يعني أنت تأتي تنام في الليل وتذكرت أن فلان يريد أن يُقَدَّم فيك شكوى، أو فلان يريد أن يفعل فيك كذا، فتبقى طوال الليل قَلِق تنتظر الصباح من أجل أن ترى ماذا فعل، في مقابل أنك لو في لحظة إدخال الشيطان وتذكيره لك هذه الذكرى، في لحظة ذِكراك لهذا المُخيف أو هذا الكَدر أو هذا الشَّخص الذي هو بمثابة البلاء عليك، في لَحظة ذِكراك، في هذه اللحظة التي أتى فيها الشيطان من أجل يَجري فيك الحُزن، في هذه اللحظة تحتاج إلى أمرين معاً :-
1- إلى سرعة الفَزع إلى الله، أنه أنت يا رب تَرُد عني، أنت يا رب ما يأتي منك إلا الخير، أنت مالك الملك تُؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء.
2- مع قوة الاستعاذة لأنه ما يُلقي في قلبك هذهِ الحال إلا الشيطان.
يعني أنا أتكلم عن هذا الوضع الذي تكون فيه هادئ لا يوجد في ذهنك ولا شيء، صفحتك صافية، و فجأة يُلقى في قلبك الخوف من فلان الذي يُدبر كذا، وفلان الذي يكرهك سيفعل كذا، وأحياناً تأتيك خيوط بعيدة عن بعض وبعد ذلك يأتي لك الشيطان يُضَفِّرها ويضبط لك الصورة، ومره واحد ترى صورة كأنها أمامك أو كأنه خبر في جريدة، وتُلاقي نفسك تفزع وأنت في مكانك، وطبعاً دائما نقول لأنفسنا (أكيد – وصح – مئة في المئة ) كل هذه العبارات نضعها من عندنا، وبعد ذلك نرى أن هذه كلها خيوط العنكبوت ولا شيء من هذا حصل، طيب افتَرض أنه حقاً وهذا الافتراض بعيد، لأنك ما تعرف كيف يلعب بك الشيطان، يعمل لك مؤامرة من خيوط العنكبوت، لكن لو وجدت نفسك لست قادر تَرد هذه الأفكار افترض جدلاً أن هذا الأمر حقيقتاً، ما الذي ينجيك منه؟ و ما الذي يخرجك منه؟ فإذاً لازال تفويضك إلى الله.
الآن أنا عندي ثلاث حالات أحتاج فيها استعمال اسم الوكيل والتفويض :-
· الحالة الأولى : هي الحالة التي نتكلم عنها وهي حالة الوَهَم، حالة تَلاعُب الشَّيطان بالإنسان، حالة تَقطيعه لِحالات الأَمن النفسي، الشيطان يأتي يُقَطَّع حالات الأمن النفسي التي تعيشها، لأنك وأنت آمن نفسياً مُحسن الظن بالله، هادئ ما عندك سوء ظن بالله، يعني وأنت جالس في البيت الآن وأنت غير مرتكب لمنكر، أنت فقط جالس في مكانك، فكأن الشيطان يرى حالك هكذا ويقول : كيف ما تذنب؟ . فالشيطان ما ترضيه هذه الحال فماذا يفعل بك؟ يُلقي في نَفسك خَوف من المَخاوف التي تَدور حولك، فلَمَّا يُلقي في نفسك خوف من المخاوف تقوم تَنقلب نفسيتك إلى سوء الظن، وأنه أنا ممكن يحصل لي كذا، ممكن فلان يفعل فيني كذا،ويأتي في ذهنك لماذا فلان سألني أين تسكن. يعني هذه مواقف حقيقية تحصل، أحيانايكون شخص جالس في درس أو في مكان ويسأله أحد أين تسكن، هو ممكن يسأله هذا السؤال لأنه يريد أو يُوَصله معه، فهذا يقول في نفسه: هذا لماذا يسألني أين ساكن، ماذا يريد، ماذا يريد أن يكشف عني، ماذا يريد أن يعرف عني .." فتأتي هذه الكلمة تأتي ورائها سوء ظن بالله إلى أن يأتي المرض النفسي الذي يسمى ب [ نظرية المؤامرة ] يعني إلى أن يصل الإنسان لِمشاعر يعيش أن كل الناس حوله يتآمرون به، وهذه مَشاعر موجودة وأمراض موجودة، و النَّاس غير شاعرين أنها مرض، لكن هذا بسهوله يَدخُل للإنسان، وأول مشكلة فيه أنه أول ما يأتيك هذا الخاطر الذي فيه إساءة طن بالله، كيف تعرف أنه إساءة ظن بالله؟ يُشعِرَك بالخوف من المجهول أو من المَعلوم الذي ليس له حقيقة
إما يخوفك من الجهول، تفكر أنه ماذا سيحصل مع أولادي غداُ، مثل الذي يكتب مقالة طويلة عرضة أنه في عام 2100 ماذا سيحصل في الاقتصاد العالمي

MAGIC7
2010-08-28, 11:41 PM
- أو ربط للمعلوم ربطاً وهمياً، أنه فلان سيفعل كذا، فتكون في دائرة من سوء الظن أنه ما يأتي من الله إلا باطل، ما يأتي من الله إلا سوء واحد يرى للمستقبل الذي ربنا سيأتي به ويجريه، ينظر له بأنه ما يأتي إلا السَّيئ منه، وهذه انعكاسه لِتَجاربه الماضية، طب في تجاربك الماضية فَتِّش في نَفسك أنت قلبك كان أين، وأين علمك عن الله، ولماذا تقرأ الماضي للنَّقاط الانتقال التي أنت تَراها سيئة، الإنسان لمَّا يَنضُج ومعه توحيد {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ }النمل19 انظري الفارق الشاسع، واحد يرى للذي مضى كُله ما جاء من ورائه إلا خير، أن الله ربنا وعلمنا كذا وعمالنا بحلمهِ، فعلنا وستر علينا، وكُنا لاهيين والدنيا أخذتنا، ومع ذلك ما أخذنا مثل ما أخذ الذي عمره عشرين وعمره ثلاثين، بل علمنا وفَهَمنَا عنه، جاءتنا لحظات توبة، لحظات انكسار، كم من المرات ذهبنا للحج وما نعرف ماذا قلنا فيها، لكن ربي عاملنا بحلمه ثم حجينا ونحن فاهمين ماذا نقول، اعتمرنا ونحن فاهمين ماذا نقول، صلينا ونحن فاهمين ماذا نقول، بعد سنين صَلينا وما ندري عن الصلاة وهي أثقل ما تكون علينا، أليس هذا كُله نعم من الله ـ عز وجل ـ طيب لماذا النَّظرة السيئة؟ إنما هذا من فعل الشيطان، إذاً هذا أول مَوطن تستعمل فيه اسم الوكيل، ما هو هذا الموطن؟ وَقتْ ما يُعاملك الشيطان بِعداوته وأنت صَافي الذَّهن، أين تظهر عداوته؟ في كَون أن قَلقك نوع إساءة ظن بالله، فهو إذا وجدك تاركاً للذنوب قَلَّب عليك هذه الذنوب التي ما فيها ولا حركة فقط و أنت جالس في مكانك، ونَحن اتفقنا أن الأذكار مثل السيف والسيف بضاربه، يعني ممكن أحد يقول: طب أنا قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقلت الأذكار .." نقول : صحيح، قولك للأذكار هذا من أهم العوامل لكن هذا العامل لازم تفهمه جيداً أنه مثل السَّيف والسَّيف بضاربهِ، يعني ماذا تحتاج؟ أنك تملأ نفسك من المعاني، يعني في فرق كبير لمَّا تقول " حسبيا الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " سبع مرات وأنت غير داري ماذا تقول، وبين أنك تقولها وأنت شاعر حقيقتاَ أنك أنت مُوَكَّل أمرك لله.
إذاً أنا أحتاج أن أتعامل مع اسم الله الوكيل وأفوض أمري له متى؟ >> لمَّا يَنزِغَك الشيطان نزغاً لإساءة الظن
· الحالة الثانية : الموقف الثاني الذي أحتاج فيه لتفويض الأمر لله، لمَّا أُقدم على ما أخاف، يعني شيء تًُقدِم عليه وأنت ما هي مشاعرك؟ خائف منه، والخوف هذا له أسباب كثيرة: ممكن لأنها تجربة جديدة – ناس ما نعرفهم- عندي تجربة سابقة وسأدخل من جديد فيها مرة أخرى فأكون بِنَفس النَّفسية الأولى، فنحن نقول لا تفعل هذا الفعل، أنت اعتبر أن هذه تجربة جديدة تماماً ليس لها علاقة بالأَوَّل.
أنت الآن لمَّا تدخل إلى تجربة جديدة نفس التَّجربة سلبيه السابقة، في تفكير الناس المنطقي يقال لك انظر للعيوب التي كانت فيك وتَفادها، فأنت مثلاً الآن مررت بأربع مرات من التجارب، المرة الثانية تفاديت خطأ ارتكبتهُ في المرة الأولى وأيضاً فشلت التجربة، طيب نأتي للمرة الثالثة تفاديت خطأين الذي حصل في التجربة الثانية والأولى، ظهرت لي مشكلة ثالثة غير المُشكَلتين الأوليتين، يعني أنا جربت أعتمد على نفسي وجربت أفعل لنفسي خريطة سَلبِيات وايجابيات، وكل مرة أدخل فيها يخرج لي شيء لم يكن في الحسبان ولم يكن ثغرة في المَرَّة الماضية، طب ماذا افعل؟ هذا الآن الذي يُجعلك لمَّا تُقدِم على شيء أنت خائف منه أهم شيء هنا >> انزع من نفسك الثَّقة بها، يعني أنت الآن لا تجعل محورك في هذه التجربة القادمة أنك أنت ستتفادى الأخطاء التي مَضت فمن ثمَ ستنجح، لأنه أحياناً أقول لنفسي أني سأتفادى الأخطاء التي مضت وتكون الأخطاء التي مضت هي بِحد ذَاتها لو تفاديتها في هذه التجربة هو الخطأ، أحسن مثال على ذلك الزواج : مثلاً امرأة الآن تزوجت أول مرة وفشلت لأنها كانت عاطفية، أو لأنها كانت تتصل وتسأل عنه كل دقيقة، وانتهت هذه التجربة، فجاءت التجربة الثانية وعاهدت نفسها أنها لن تتصل،فطلقها، لمــــاذا؟ لأنها مهملة.
الذي أنت تتجنبينه بِعقلك وقلتي يجب أن أتفادها في المرة القادمة أصبح هو الذي سَبَّب المشكلة، فأنت الآن محتاج لمَّا تقدم على ما تخاف، وهو أيضاً في نفس الوقت بالنسبة لك مجهول، سواء هذا الزواج أو هذه الولادة، لأن كثير من النساء يقولوا: أنه من المؤكد أن هذه الولادة مثل الولادة الأولى .." وبعد ذلك لمَّا نكبر نفهم ولا وِلادة كانت مثل الثانية، كل وحدة لها ظروفها الخاصة، فأنت لمَّا تُقدِم على شيء خائف منه حتى لو كان عندك تجربة به اَرمي وراء ظهرك كل تجاربك، وفقط قف بَين يَدَي الوكــيل و وكله أن يُصلح لك أمرك، وأن يسدد ويوفقك ويشرح صدرك ويفتح عليك ويُنَوِّر قلبك أن تصل إلى ما تريد، لأنه أنت الآن لمَّا تمشي بين الناس تحتاج إلى نور، يعني أنه أنت العلائق التي بينك وبين الناس مظلمة، يعني يأتي في موقف ظالم ومظلوم وأنت ترى أن هذا ظالم وذاك مظلوم وفي النهاية يكون الاثنين ظالمين، أو ممكن يكونوا الاثنين مظلومين، وأنت ما تعرف، فلا يوجد طريق إلا أنك تستهدي الله، ومن أجل ذلك{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ} أحييناه بنفسه، طيب و الناس حوله ماذا سيفعل بهم؟ {وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}الأنعام122
أنت في أَمَس الحاجة أنك لمَّا تأتي تتعامل مع الناس يكون معك نور، هذا الشيء يحصل حتى مع أولادنا، يعني أول واحد يأتي نَشد عليه وما نقبل أن يفعل كذا وكذا، وبعد ذلك فسد لأننا شَدينا عليه، جئنا للثاني فأعطيناه وبعد ذلك فَسد لأننا أعطيناه، أصبحنا ما نعرف ماذا نفعل، نرجع لنفس المشكلة، هؤلاء بنفسهم مَجهولين ما تَعرف تتعامل معهم، ما الذي يُنَوَّر لك التَّعامل معهم؟ أن تُوَكَّلَ الله أن يُصلِحك وييسر لك وينور لك ويفتح عليك، لأنه من أسماءه العظيمة التي تنفعك وقت التعامل مع الناس اسمه (( الفتاح )) فكل من عَاملته وأنت تود فتح قلبه عامله باسم الله الفتَّاح، فهو وكيلك، اطلب من الوكيل الذي وكلته أَمرك قلب فلان من أجل أن أتعامل معه وتمشي حياتي وما تنخرب الدنيا، وأنا لي سابقاً تجربة و تجربتين، فأقوم أقول يا فَتاح افتح لي في قلبه، فطلب الفَتح في قلبه مُلك لله، وانظري إلى أولادنا، يكون هذا الابن ماشي معي ويُحبني لكن أي كلام ما أريد أن أسمع منك وأنه أنت أصبحتِ معقدة، وكثير من هذا الكلام نسمعه، فأنت الآن لا تجعل هذا مانع وطول النَّهار تفكر فيه أن ابني يقول عني معقدة، أو أنه لمَّا ذهبتِ لهذه الدروس تَغيرتِ أو إلى أخر ما نَسمع، أنتِ الآن قلبه هذا أليسَ مُلك لله، ألا تعلم أن القُلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهم كيف يشاء، فَسأَل الفتَّاح هو وَكيلك، وأنت وَكلتُه على أَمرك وقُلت يا رب أنت الذي تُصلح لي حالي، يا رب أصلح لي قلبه، أفتح لي في قلبهِ، فمن معاني اسم الفتاح أنه سبحانه وتعالى يفتح قلبه وأنه يزرع فيه الإيمان، فكل الذي تخاف منه و أنت مُقدم عليه و ما تعرف ما هو الباب، ما تعرف كيف تتعامل معه، فاطلب من الوكيل الذي وكلته، اسم الوكيل ورائه صفات أنه فتاح وأنه عليم وأنه حكيم وأنه رزاق و أنه غني مالك لكل شيء، يعني لمَّن يكون وكيلك غني وفتاح وعليم وحكيم، هل تريد وكيل دُونه؟ (( لا )) لا أحد يتخذ من دونهِ وكيلا، فقط هو سبحانه وتعالى قِف عند بابه و وَكَّلهُ أمرك، فإذا وكلته أعطاك، لكن المُهم أن في كل المسألة توكلهُ ولا توكل غيره ولا حتى نفسك، (ولا تكلني إلى نفسي طرفة علين ) إذاً من أجل أن تكون صحيح وقت ما تقدم على شيء مخيف أو شيء جديد، والجديد دائماً له رهبة الخوف، لمَّا تُقدِم عليه أنا محتاجة منك أمرين من أجل يحصل التفويض كما ينبغي : -
1) أولاً أن تَشُل تفكيرك تماماً، وَقَّفهُ، وكل ثُقلَك يكون على التَّفكير في التَّفويض، أنه يا رَب وَكلتَك، يا رب أَصلِح لي الأمر، يا ربي ما لي غيرك، يا رب بارك لي في أولادي وفي زوجي وفي بيتي، مثلاً أريد أن أنتقل من بيت إلى بيتٍ آخر، وأنا في ذهني خريطة طويلة عريضة أن فلان انتقل من بيته ثم مات، و فلان انتقل من بيته وحصل له كذا، فَتَصور وأنت ذاهب تنقل بيتك وفي ذِهنك هذه الخريطة الذَّهنية كلها وشَاعر أن البيت هذا على قدر ما أنت ممكن تفرح به، على قدر ما أنت خائف مِنه، وهذه مشاعر موجودة حقيقتاً، وأحيان كثيرة الذي يَبني البيت ما يتمتع به بل ربما يتمتع به أولادة الذي لا يحملون هذه المشاعر، لكن هو بالنسبة له أصبح هَم كبير، طيب هل من المعقول أن كل من سيبني سيقع تحت هذا العذاب النفسي، إذاً مـــاذا تفعل؟ شِل تفكيرك و وكله، أنه أنت يا رب الذي تنزل البركات على البيوت وعلى الأبناء و الأزواج، وأنت يا رب الذي تفتح القلوب ومغاليق الأبواب، أنت الذي تفتح أسباب الرزق، تيسر الأمر، فأنت في لَحظة إقدامك على الأمر تحتاج أمرين، تحتاج أن تتوقف تماماً عن التفكير، لأنه في لحظة الإقدام على أمر جديد ماذا يفعل الشيطان؟ يَضعك في مَخرطة، تنخرط تماماً،و قد لا تستطيع أن تَقف حتى على قدميك من كثرة ما يأكل فيك الشيطان من الداخل، فأنت شِل تفكيرك تماما
2( ولا تفعل إلا فعلالتفويض، أنه أنت يا رب أعطيني، أنت يا رب أتوسل إليك أن تفتح لي وتيسر لي وتبارك لي، وانظر إلى الأمر الذي تريده فَدور حَول اسم الوكيل أن توكله أن يَفعل لك ما تُريد، لأنه أحياناً تكون المرأة مع زوج ما تعرف ما هي نفسيته ويمكن يكون في قلبها خوف منه وهذا الغالب الذي يحصل، فماذا تريد؟ تريد من قلبه ميل وعاطفة، أو أحيناً ليس شرطاً أن يكون زوج جديد ربما ظروف أحاطت بالحياة فالزوج نفسهُ حصل له نوع تغيير، فماذا أفعل؟ وكِّلي الله في أصلاح قلبه، وكِّلي الله أن يعود به إليك عوداً حميدا، ومِثله الأولاد لمَّا ترينهم تشتتوا وذهبوا بعيدين، وكلي الله أن يردهم إليك رداً جميلا فهو مَالك قلوبهم، فإذا علمتِ أن الله مالك كل شيء وهو الحكيم وهو الكريم وهو الغني و إذا أعطاك ما تريدين ما نقص في ملكه شيء لماذا تطلبي الفقراء، يعني لو جِئت لهذا الزوج الذي تغير عليك وطرقتي بابهُ وقلتِ تعال نتفاهم وهذا الذي في العادة نتصور أنه حَل، [ تعال نتفاهم ] هذه تَضع حَاجز جَديد وكبير بينَّا وبينه، لأنه في النقاش أنا سأقول كلمة وهو سيقول كلمة، وفي الأخير نَخسر بعض من جديد، ونعيد النقطة مرة أخرى من بدايتها، أنا لا أقصد أنه لا نتفاهم، يجب أن تفهموا الفاصل الآن، وهو أنه قبل ما تتقدمين لأي خطوة لابد من التفويض.
3) ثم اطلب من وَكيلك أن يُلهمك ويُرشِدَك الخطوة المُناسبة، فَسترى كيف يُهيأ الله أسباب من تحت الأرض لإصلاح الحال، مَر معنا قصة : أن امرأة كانت في غُرفتها تتناقش مع زوجها على الطلاق ثم يطرق طارق عند الباب، من هذا الطارق؟ خالٌ لها، فجاء قال لها: أنتم من زمان قبل عشر شهور طلبتم مني خمسين ألف من أجل أن تُصلحوا بيتكم، أنا الآن أتيت لكم بهذا المال .." فلمَّا وجدوا المال موجود وهم مُتفقين أن كل واحد يذهب لحاله غَيَّروا رأيهم، شعروا أن رَبي أرسل لهم هاذ الرجل من أجل أن يقول لهم أن بيتكم سيصلح ومشاكلكم ستنحل، وأنتم تعلمون أن غالب المشاكل دائرة حول هذه الأمور، فَربي أتى لهم بالرزق إلى حدهم من أجل أن لا يَخرب هذا البيت، فأنت لمَّا توكل الوكيل سيأتي لك بأسباب ما تعلم من أينَ أتت، وهذا الكلام شرحناه في اسم اللطيف، أن أرزاقه تأتي بألطف ما يكون من صورة.
مرت معنا إلى الآن حالتين :-
- الحالة الأولى التي تكون وَهَم، مِن نزغ الشيطان، أصلاً ما يكون في أمر حقيقي ولا مَخوف حقيقي، وهذا في الغالب النَّاس يصابوا فيه بأمراض نفسية مثل : الوسواس – القلق
الحالة الثانية أن تُقدِم على أمر هو حقيقتاً بالنسبة لك مَخوف، لأن أنت ممكن تأتي تقول هذا الكلام لأحد ثاني فيقول لك : على ماذا تخاف والأمر ما يحتاج كل هذا. ما لنا علاقة بالأشخاص الآخرين، أنت الله ـ عز وجل ـ لمَّا ابتلاك أنت دَون غَيرك بالإقدام على هذا الأمر لأن رِفعَتَك من هذا الباب، يعني أنت الآن أمر تراه أنت بالنسبة لك أنه مخيف أو صعب، وغيرك يراه يسير وسهل فهو الذي يراه يسير وسَهل ما يُبتلى به، وأنت الذي تراه صعب تُبتلى بهِ،لمــــاذا؟ منزلتاً في الجنة لن تَبلغها إلا لمَّا تمر على هذا الصَّعب عليك فتتعلق بالله، لأنه لو ما كان صعب ما حصل عِندك التَّعلق، أليس أنت في الدنيا تختبر ومنزلتك في الجنة على قدر نجاحك في الاختبار ؟! يجب أن تفهم هذه المعلومة جيداً، طب أنت لمَّن تكون في الثانوية العامة هل ستختبر في منهج الثالث المتوسط؟ (( لا )) لن تختبر في منهج بسيط عليك، بَل تُختَبر في نَفس الشَّيء الذي يَصعُب عليك، هكذا الاختبار يأتيك من الله، ما يأتيك إلا الأمر الذي يصعب عليك، طيب ما هوَ النجاح في الاختبار؟ النَّجاح في الاختبار أن تتوكل بكل ما تَملِك من قوة عليه لكن هذا الأمر لوحده ما يكفي لابد أيضاً من الذي يقابله وهو أن تترك التوكل على أي أحد غيره، لابد من التوحيد، ومن أجل ذلك أن تقول ( أصلح لي شأني كله) كل شيء صغيرهُ وكبيرهُ ( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) فأنت فاهم أن شؤونك هذه ما يصلحها إلا الله، والله ـ عز جل ـ لمَّن يصلح لك شؤونك من دون طلب يَختبرك بالشكر، ولمَّن يترك لك بَعضشؤونك فيها ثغرة من أجل أن تأتي هذه الثغرة فتكون سبباً لِتَعليك وتَرقيك عنده، وأوصف لكم هذا الأمر باسمين من أسمائه سبحانه وتعالى، (المنان ) و ( الوكيل) فأنت اعتبر حياتك مثل هذا البناء == > بَمَنّهِ كمَّل لك كل جدرانك، أنت سَويْ في صحتك، سَويْ في أعضائك، سَويْ في حياتك الاجتماعية، لك والدين ولك أسرة، هذا الآن كله من المَن، لكن لابد أن تبقى ثغرة في البناء، الثغرة هذه التي في البناء عامل الله فيها باسمه الوكيل فَوكَّلهُ أن يَسدها لك، فتبقى هذه الثغرة فلنقل مثلاً أنها بطول المَبنى يعني بطول الحياة الآن، كل مَرَّة تُوضَع فيها لَبِنَه ثم تترقى تريدها أن تكمل فيبقى تَوكلك عليه وطلبك منه إلى أن تسد كل ثغراتك، لو سددتها وأنت متوكل عليه نَجحت، ولو جئت في ثغرات وتعلقت بنفسك أو بغيرك، ستكون في هذه الثغرة رَسَبت، فتبقى هذه خَانه فيها مُشكلة، ويُعاد عليك الاختبار مرة أخرى إلى أن تسدها بقوة التوكل

MAGIC7
2010-08-28, 11:44 PM
عليه فَيسدها الله عنك، ويأتي الذي بعدها والذي بعدها إلى أن إما تنجح بأن تَسد كل ثغراتك قبل ما تموت متوكلاُ عليه أو تترك في من ثغراتك أشياء ما توكلت فيها على الله ـ عز وجل ـ وبِذلك يأتي النَّاس درجات في منزلتهم في الجنة، على قَدر قَوة تعلقهم وتوكلهم على رَبهم، من أجل ذلك انظري السَّبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب فهم وَصَلوا الحَد الأدنى من سد ثغراتهم، بمــــــاذا؟ لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، فأصبح التَّوكل هو سَد هذه الثغرات، فلو أنت استطعت أن تَسُد كل ثغراتك وما يَصير في قلبك ولا التِفات لغيره وصلت إلى هذا الحَد الأعلى الذي فيه دخول الجنة بغير حساب، ولو أنت أقل فأقل، لكنلا تنسىأن غالب مَبنَاك بُنِيَ بمَنَّهِ وكرمه، فهو الذي منَّ عليك وهو الذي يعطي النَّوال قبل السؤال، كل هذا مَنٌ مِن الله، ثم يريك هذا الجزء الناَّقص من أجل أن تأتي منك التوسلات و التعلقات، وفي هذا الجزء الناقص يَدخل ويخرج الشيطان، أما باقي البناء فاختبارك فيه صعب وهو الشكر
الشكر هذه المشكلة الأخرى وهي الشَّكر، الذي قد يصل إلى حد أن يكون مغفولاً عنه، يعني من منا الآن يقول الحمد لله أن لي نسباً معروفا؟ من فينا يقول الحمد لله أن لي بيت أم نحن في انتقاد للبيت بكل التَّفاصيل ؟! وإلى أخر ما نَجد في نفوسنا من كُفرانٍ لِنعمِة الله خفي غير شاعرين به، على سَمعنا وعلى بَصرنا وعلى قُدرتنا، كَم من النساء ينظرن إلى أنفسهن في المرآة فيحتقرن أنفسهن وأنه يا ريتني مثل فلانة في عيني أو في أنفي أو في وجهي أو في بشرتي أو في بدني، كل هذا موجود، فمن أجل هذا أنت الآن لابد أن تُفَكَِر في أن الله يعاملك في حياتك كلها بأسمائه وصفاتهِ فانظر أنت الآن تحت ظل أي اسم تعيش فهو المنان، المعطي، الغني، الحميد.
أمَّا مقاييس الثغرات تختلف من شخص إلى آخر، أمر يكون بالنسبة لك صعب ويكون بالنسبة لغيرك سهل، من أجل ذلك لمَّا نأتي عند واحد ابتلي بشرب الخمر مثلاً، هذا بلاء، فأنت تأتيك مشاعر وأنت صحيح سليم تقول : ما الذي حدَّك على هذا؟ لماذا تفعل في نفسك هكذا؟ .." أنت شاعر أن قرار أن لا تفعل سَهل، لكن غيرك هذا بالنسبة له قرار مصيري، وفي هذا الموقف تَفهم الحديث ( يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواة الترمذي كيف تفهمه؟ في ناس ـ نسأل الله أن يسلمنا – يشرب ويسكر وبعد ذلك أول ما يفوق يبكي ويرى نفسه أنه فعل جريمة ويشعر من الاكتئاب حالة لا توصف، وبعد ذلك يذهب يأخذ عمره ويفعل ويفعل، ومن ثم يرجع مرة أخرى للذنب، يعني مثل هذه الحالات أنتم فقط اسألوا الله السلامة، أبداً ما يمر في خاطركم أي سؤال آخر غير سؤال الله السلامة، لمـــــاذا؟ لأنه هذه حالات ابتلاء، أنت ترى أنه لمَّا وصل إلى هذه الحال من البكاء والندم إذاً انتهى الموضوع لماذا أنت مرة أخرى تعيد على نفسك التجربة، لكن في ناس ابتلوا بثغرات وبتسلط الشيطان وبدفعه لهم وبتغييب عقلهم في لحظة، وبأشياء لا نعرف نصفها، المهم في النهاية يقع في الذنب مرة أخرى، فأنت السليم من هذا البلاء ترى أنه خلاص خذ قرار هكذا أنت تقول، لكن هو مبتلى فالشيء الذي تراه سهلاً هو عنده صعب، فهذه المقاييس دعوها، لا تأتي تفكر تقول : كل الناس قادرين أن يحفظوا القرآن، وأنا من زمن أفعل وأفعل ولا أستطيع ..." طيب لا بأس، أنت جهادك ليس في أن تحفظ، أنت جهادك في أن تبقى تريد أن تحفظ وتجرب وتعيد و تنسي وتعيد مره أخرى، خلاص هذا هو المطلوب منك، وذاك ربي ييسر له وهو عمره عشرة سنين أن يحفظ القرآن، فأنت الآن فقط امسك الطريق، أنت أجرك جاء من قوة مجاهدك في الحفظ مثلاً، وهو أجره جاء من حفظهِ ونشرهِ وتعليمهِ، أنت أجرك جاء من قيام الليل وهو أجره جاء من قوة الندم والانكسار على ذنبهِ، فأنتم لا تفكروا كيف فتح الله لكل واحد باب،لأن هذا أمر فوق أن يطاق في التفكير، ثم لمَّا ترى مثل هذا تصبح ما تتجرأ أن تقول: ربنا سيدخل هذا الجنَّة، وهذا لن يدخله الجنَّة، وهذا كيف سيدخله الله الجنَّة .." أنت ليس لك علاقة، في داخل القلوب من البلاءات ولاختبارات والنجاحات التي قد لا تراها، من أجل ذلك لمَّا تمر على أحد مذنبٌ كان أو طائع لابد أن تتخلى عن الحكم عليه، هذه نوع من أنواع العبادة أن تتخلى أن تحكم على أحد بجنة أو نار، طيب شخص مات على طاعة وشخص مات على معصية؟ أما الذي مات على طاعة فنحن نرجو الله ، نقول أن هذا صاحب دين وأخلاق والله ـ عز وجل ـ أرانا فيه حسن الخاتمة فنحن نرجو الله، لأن المشكلة لمَّا تحكم علية بحسن الخاتمة لمَّا يأتي أحد يقولك استغفر لفلان ادعوا له، ستقول : والله كانت خاتمة حسنة .." خاتمته حسنه يعني ماذا ؟!! هل معنى ذلك أننا لا ندعي له ؟!! ومن أجل ذلك أصبحنا في أحيان كثيرة نقول للناس لا تتكلموا عن خواتم الناس لأنه يبرد في القلب طلب المغفرة، يأتي أحيانا في العزاء أحد يقول: والله ربي أحسن له الخاتمة .." هذا الكلام يكون للأبناء ولمن قام بتغسيله لأنه يطمئنهم لكن إعادة هذا الكلام مرارا وتكرارا ماذا يفعل في نفس الإنسان؟ يُبَرَّد عن الدعاء.
المهم يجب عليكم أن تَفهموا أن تَتَخلوا عن الحُكم لأحد سواء عاصي أو طائع، طبعاً هذا الكلام للذي هو من أهل الإيمان، أما إن كان من أهل الكفر و مات على كفرهِ فهو كافر معلوم أن الله ـ عز وجل ـ أوعَده النار.
س : القلق ربما يكون مفيد في أنه يُوَلَّد قوة استعانة؟
ج : أنت الآن أَوَّل ما يأتيك المخوف ماذا تفعل؟ على طول توكل على الله، على طول استعمل التَّفويض،لكن استمرار القلق ماذا سَيفعَل بك؟ سيطحنك، ويُدخِلك باب سوء الظن، فهو لن يكون القلق مفيداً، بل سيكون العكس، لكن أنت الآن لمَّا تُوَكِّلَ الله وتطمئن لفعلهِ، وكل ما ذَكَّرك الشيطان تتذكر أنك وكلت اللهوتطمئن لفعلهِ، فهذه هي العبادة، مهما قال الناس عنك انك باردواترك عنك النَّاس مهما قالوا عنك بارِد المشاعر.
س : كيف لي أن أعرف ثغراتي حتى أسددها؟
ج : أما الثغرات وبَيانَها لك فالله ـ عز وجل ـ تَكفَّل لك بهِ، كيف؟ {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2 لابد أن يَفتِنَك، لابد أن يبتليك في مسائل، وطبعاً ليس في كل شيء، لو كان في كل شيء لَهلَكنا، لكن في أشياء مُعَيَّنه يَبتَلينا الله ـ عز وجل ـ بها، يَبتلِينا من أجل أن يَكشِفنا لأنفسنا، لمَّا تكتشف نفسك == > لا تأتي تتجاهل أو تُبَرر، لأنه بعد الاكتشاف تأتي مشكلتين : -
1) مشكلة تجاهل الشيء الذي اكتشفته .
2) أو تُبريرهُ.
مثال: الكِبِر هذا مرض في القلب، والإنسان ما يعرفه عن نفسه بل تقول: أنا أحب المتواضعين، وأتواضع، لمَّا يأتي موقف أفعل كذا وكذا .." وبعد ذلك تأتي في موقف ويختبرك الله ويبتليك وتظهر بالمقياس أنك متكبر، فتقوم ماذا تقول؟ تقول : أن هؤلاء الناس ما ينفع معهم إلا هذا التعامل، لازم أفعل معهم هكذا من أجل كذا .." هذا اسمه تَبريرات، لو أنا أتكلم مثلاً عن الخدم، الخدم هؤلاء نستغفر الله العظيم هُم الطريق السريع إلى النَّار لِناس كثيرين، سواء من مشاعر التَّكبُر والاحتقار، بالإضافة إلى الظلم وغيره، مع الخدم هناك قاعدة عند النساء سواء في المملكة أو في الخليج أنهم ما يمشوا إلا إذا عاملتيهم هكذا، مع أنَّك لو قَرأت في السَّيرة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة تعامله مع الخدم وتعامل الصحابة معهم وتعامل التَّابعين سترى أن هذا هو الخط الصحيح، و أول ما أقول لأحد هذا الكلام يقول لي : هؤلاء الصحابة والتابعين، ذاك النبي صلى الله عليه وسلم .." ويقول لَك أن هذا الكلام ما يأتي بنتيجة، نقول له ترى بالتَّجربة، أنت ما دام أن ابتلاك بهذا الشخص افعل واحد من فعلين : -
- إما أن ترى أنك تستطيع أن تَتعامل معه، فأكمِل معه واصبر على عُيوبه، خ لأنه لن يأتيك أحد ماشي على الخط المستقيم
- أو اعتقه، اتركه، رُدهُ، حتى لو خسرت مالك، خسارة مالك أليست أفضل لك ه منالنَّار.
س: صعوبة فعل التَّوكل والتَّفويض مَبنِي على ماذا، هل على ثغرات فِينا أم لأن الأمر صَعب وهي هذه طَبيعَتُه؟
ج : نقول أن هذان العامِلان معاً مُجتَمِعان، نبدأ بالعامل المشتَرك بيننا كُلنا وأنتم لاحظوا أن السَّبعون ألف صِفتهُم الأساسية في كل الصَّفات هي قوة التَّوكل، متى سيكون هذا الوصف لهم؟ لمَّا يَكمُل إيمانهم، يعني التَّوكل هذا فعل يَبدأ سبباً لزيادة الإيمان، يكون بِنفسهِ التَّوكل هذا سبباً لزيادة الإيمان وقوة التَّوكل مَبِنية على قوة الإيمان، يعني أنت ماذا تحتاج؟ يجب أن تفهم أولاً أن التوكل عابدة وستأخذ أجره، يعني كل ما مَر على خاطر ما يُهِمَّك قلت وَكلت الله عليه، هكذا تكون أنت مأجور وأنت في مكانك لم تحرك ساكنا وكل ما زاد الضَّغط عليك ازددت أنت توكلاً عليه كل ما ارتفع أجرك، ولمًّا يرتفع أجرك يزيد إيمانك، فهذه حالة
والتوكل بنفسه يحتاج عامل مَعه وهو زيادة الإيمان، يعني أنت لَن تستطيع أن تستمر صابر متوكل معتمد على الله مُحسن الظَّن بهِ إلا إذا غَذَّيت نفسك بأسباب زيادة الإيمان، لأنه أحيانا أولادك يـتأخروا نصف ساعة فيأتيك الشيطان أنه حصل لهم كذا وإلى آخرهِ، وبعد ذلك أنت من أجل أن تَطمأِن هُم أين تحتاج أن تتصل إلى فُلان وغيره، وكل لحظة تقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ربي حافظهم، أنا استودعتهم الحفيظ .." إلى أن تصل لحظة تَنفجر فيها، فتقوم تأخذ الجوال تتصل وفي هذه اللحظة وأنت تتصل يقوموا يدقوا الجرس، == > رَسَبت، لكن في الأخير رَسَبت، يعني أنت نجحت في البداية ثم أتيت في آخر لحظة رَسبت، محتاجة للصبر: عملية مدافعة سوء الظن وطلب حفظه ورعايته ووصولهم سالمين مدام ذكرت الدعاء فالرحمة وهبت لك من دعى الله وتوكل عليه ماخذله الله (الطفلة والاسنسير ) في الخارج فتشعري أنك مستحيية من نفسك وأنه كُنتِ صبرتي هذه الدقيقة ونجحتي في الاختبار، طب أنت ممكن تقول لي الآن يجب أن نأخذ بالأسباب؟ نقول: الآن حَالك وَصل إلى حَد الوِسواس .وأنت لمَّا تعرفي تترجمي الموقف على أنه اختبار ستصبري وستتهيأ لك كل الأسباب، وأنه الذي يزيدك صبراً لمَّا تتوسلي إلى الله أن تصبري، وأنتم لا تفهموا من هذا الكلام ترك الأسباب، لكن أنت عارفه تمام أن هذا الاتصال التلفوني أصلاً ليس أخذاً بالأسباب، لأنه هذه أسباب ماذا؟ أنت الآن ماذا تريد؟ يعني هذه الأشياء التي في تفكيرك المفروض تكون متبينة لك أصلاً، يعني هذه الأشياء التي في ذهنك لن تأتي عل فجأة لابد أن تكون متبينة لك، وكل البرامج هذه التي تقوليها هذه كلها مجرد دوران حول حالة، وأنت حتى لو تترجم الموقف بسهوله سترى أن البلد مليئة بالازدحام وأنه وكذا، لماذا على طول تنتقل إلى هذا التفكير، ثم إذا أصابهم أي شيء توسل إلى الحافظ أن يحفظهم، الآن نحن في زمننا الأول بدون اتصالات وجولات ماذا كنا نفعل؟ نحن الآن نعيش على الجولات وشاعرين نفسنا أن كل شيء سنعرفه الآن، افترضي أن السائق الذي معهم ما معه جوال ماذا ستفعلين؟ هل ستموتي ؟! يعني أنتم من تطحنوا أنفسكم،وانظر كيف الشيطان يدفعك، أنت الآن متى تحتاج الصبر؟ ليس في أول البلاء لأنه في أوله أنت معك صبر، لكن تحتاج الصبر لَمَّن تنفذ طاقتك التفكيرية الهادئة، يعني أنت تكون هادئ وطبيعي إلى هنا أنت لست محتاج إلى الصبر إلى الآن أنت في الوضع الهادئ، متى تحتاج إلى صبر؟ لمَّا يتأخر الوقت عن موعد رجوعهم، من هنا بدأت تحتاج إلى صبر، و من هنا لازم تفهم أن الشيطان يضغط عليك، ويَفتح لك الخيال، وتُفكر أنه متى سيأتون الناس يعزوني وماذا سأفعل، تَرى نحن نَرى و نَسمع هذا الكلام عياناً، حقيقتاً، حتى المرأة التي في قلبها قلق على الزوج يكون في ذِهنِها تُخطط ماذا ستفعل لو مات، المُهم فأنت الآن مِن هُنا بدأت تحتاج إلى صبر، والصبر هُنا هو عملية مدافعة سوء الظن بالله والطَّلب من الله، ما دام أنت خائف الآن فاطلب من الله حفظه، واطلب رعايتهُ واطلب منه أن يوصلهم سالمين.
يعني أحياناً من رحمة الله بِعبدِه الذي نُسميه نحن أحيناً ب[إحساس الأم] مثال : أحياناً يكونوا أولادك خارج المنزل سواء في المدرسة أو غيرهِ، فتكوني تصلي في البيت العشاء أو الظهر، فَيُلهِمك الله أن تَدعي لهم فَيأتي الشَّيطان يقول لك لماذا تدعين لهم، لَمَّن يقول لك كذا اعلمي أن الإلِهام الذي أتَاك من الله ـ عز وجل ـ هذا رِزق مِن أجل أن يَجعل دُعائَك سَبب في حِفظهم، فهذا المَوقف يَحتاج مِنك إصرار على أنك تدعين لهم، لأنه ما دام ذُكِّرت الدعاء فهذه الرَّحمة وهبت لك بأنك تدعي لهم فيحفظهم الله، ومن المؤكد أن في ذاكرتكم ما يشهد لهذه المواقف وكيف أنك دعيت لهم وأتى بهم الله لك محفوظين، حتى أن أم تقول: أني كنت أصلي صلاة الظهر فأُلقي في قلبي أن أدعي لابنتي بالحفظ بالرغم أنها لم تتأخر، ودعيت لها، وبعد ما انتهيت من الصلاة دخلت ابنتي فرأيت وجهها مُصفَر، فسألتها ما بك، قالت : أنا ذهبت أوَصَّل ابنه خالي لبيتها ونزلت فقفل المصعد بين الدورين، فبقيت أقفز أَقفِز ـ انظري كيف ربي ألهمها ـ إلى أن استطاعت أن تُنَزَّله على الدور الثاني وتفتح الباب وتخرج، وفي دقيقه واحد مابين هذا الموقف أَلهَم الله الأم أن تدعي لها، فالله ـ عز وجل ـ جَعلَكِ تدعي يا أم من أجل أن تزداد قوة تَوكلك عليه، من أجل أن تتذكري في المرات القادمة أنه ربي لمَّا أراد حفظهم أَلهمني أن أدعوا لهم، فمن دَعا وتوكل عليه ما خذله الله، وإلا طفلة في الابتدائي ما الذي يجعل أن يأتي في بَالها أنها تَقفز من أجل أن تُنزَّله إلى أسفل فتستطيع فتح الباب وتخرج منه ؟!! أنت لو كنت كبير ما يأتي في بالك هذا التفكير، فسبحان من حفظهم، حتى يحفظهم بالفِكر أنهم يُفكروا هذا التفكير.
المهم الآن السؤال يقول : أن هذا التوكل كلام تقولونه، لكن لمَّا أأتي في المواقف أجد نفسي غير قادر على أني أَنفَذ، بل بسرعة ينفذ صبري.
نقول: أولاً يجب أن تعلم أنت متى تحتاج الصبر؟ تحتاج الصبر لمَّا تخرج عن حالتك الطبيعة، وأنت في الحالة الطبيعة ذاك ما كان اسمه صبر، لكن لمَّا يبدأ يَرن في قلبك مشاعر الخوف لأن الوقت تأخر، فمن هنا تصبر وأبقى واعياً أن الله مع الصابرين، يعني أوْعَى الآن أن الله مَعك فَطلُب منه السَّداد واطلُب مِنه التَّوفيق والثَّبات في هذه اللَّحظات، يعني بمعنى أنه في هذه اللَّحظة وهي لحظة نَفاذ صبرك، ترجمها أنها اختبار. حتى اجيب مشاعر التوكل احتاج لصبر
الآن هذا التوكل، وهذه القدرة أني أنا أستطيع أن أصبر وما أتصل وما افعل، ما الذي يأتي به؟يأتي به أسباب زيادة الإيمان، يعني أنت محتاج زيادة إيمان من أجل أن يأتي منك التوكل، زيادة الإيمان ألان له أسبابه وهي كثيرة وأهمها على الإطلاق العلم بالله، إدمان تكرار العلم بالله، أولادك الآن هم ليسوا عندك إذاً سَتُعامِلي الله بأي اسم؟ باسم الحفيظ، أنه الحفيظ يحفظهم، وهو الذي يحفظهم على الحقيقة، لأنهم يكونوا جالسين عندي ويكونوا جالسين على كِرسي ليس مُرتفعاً ومع ذلك يَسقطوا وتنكسر رجلهم، ثم في المدرسة يسقطوا من فوق إلى أسفل ويأتوا ولم يصيبهم شيء، إذاً من الذي حفظ هنا ومن الذي ابتلى هناك؟ ما ابتلاهم إلا الله وما حفظهم إلا الله، فلآن بسبب نتيجة نقص الإيمان يَدخُل إلى قُلوبِنا ضِعف التَّوكل، فَنَقص الإيمان يَأتي بِضِعف التَّوكل، وزِيادة الإيمان هذا له أسبابهُ وهو العلم عن الله، فقط تعلم عن الله، بحيث تزيد ثقتك به واستعمل الذي تتعلمه في المواقف، وهو من رحمة الله بك يجعلك تَدخل لقاءات تتكلم عن أسماء الله وتسمع الكلام ثم تخرج شاعر نفسك فاضي ما عندك شيء، ثم تأتي المواقف فَترى الذي سَمعتَه كأنه مَقروء تقرأه، وهذا من رحمتهِ أن كَلَّفَك بالسَّماع وهو تَكَفَّل بِحفظ ما سَمعتَهُ، وتَكفل أن يَنفعك بِه بالوَقت المُناسِب، يَعني أنت الآن فقط افتح أذانك جيداً وافتح قلبك، لأن العلم ما يقع في الآذان ولا في الأوراق بل العلم يقع في القلوب، فتخرج من اللقاء وتشعر أنه ما تغير سلوكك ثم يأتي الموقف الذي فيه شده فتقرأ ما تعلمته قراءتاً وتستعيد ما يجب عليك فهمه استعادتاً تعجزعنها لو كنت حافظاً، لكن التوفيق هذا ليس بِيد إلا الله.
إذاً فخذ بأسباب زيادة الإيمان ومن أعظم أسباب زيادة الإيمان هو كَثرة الذَّكر، كن دائماً لِرَبك ذاكرا، كثرة الذِّكر سبَب من أَسباب زِيادة انتفاعك بالعلم عن الله ومن ثم قوة اللجوء إلية والثقة به والتوكل عليه، لأن الثقة هذه كأنها رمل صغير فوق بعضه يوضع، ليس مره واحدة، فإذا سقيته بالماء تيبس وأصبح قوي، وهكذا و هكذا، يعني أنت الآن كأنك تلم شَعثَ نَفسِك، وتَلُم في قلبك الثَّقة بالله، لن تَنبَني مَرة واحدة، لأنه تعال انظر إلى ما سلف من عمرك ومن جهلك عن الله ومعايشتك الحياة بتجاربك والناس حولك والذي يزهدوك في الثقة به، الذي يقول لك : تحرك، افعل شيء، لو أنا منك ما كنت جلست مكاني .." والناس في بَث القَلق ما شاء الله مَدارِس على طول يعطوك من هذه الكلمات وإلى آخر الكلام الذي تروه وتسمعوه .

MAGIC7
2010-08-28, 11:47 PM
أيضاً من أسباب زيادة الإيمان الطَّاعات، كثرة الطَّاعة، لا تبخل على نفسك لا بصلاة ضحى، بصغير الطاعات لا تبخل على نفسك بأن تسبح وتُكبَّر وتُهلَّل، لا تَبخل عَلى نفسك بِسُنَن الصَّلاة، لا تبخل على نفسك بالوتر، لا تبخل على نفسك بصغير الطاعات التي هي سبب لزيادة إيمانك، كل ما زدت إيماناً كل ما نَظف القَلب، لا تَبخل على نَفسك أن تأتي بالعَامِل الآخر وهو تَرك المَعاصي، خصوصاً ما تستهين بها من معاصي، خصوصاً مُصيبة مثل مُصيبة الغيبَة، هذه المُصيبة العَظيمة، ومُصيبة مِثل مُصيبة الكذِب، الاستهزاء و الإستسخار بالنَّاس إلى آخر هذه المصائب المُهلكة لِبناء الإيمان في القلب.
فكل هذه العوامل ماذا تفعل بك؟ تَجعَل ما تَسمَعه عن التَّوكل وما تسمعه عن صَِفات الرَّب يَثقُب قَلبَك، لأن القَلب يُصبِح كالمُغَلَّف بِسبَبِ ضِعف الإيمان.
فلمَّا يزيد إيمان العبد تزيد قُوة تَوكلهُ، يعني أنت الآن ممكن يصل بك الحال إلى أن يُصبح التوكل سَليقَتَك، متى تُصبح سَليقَتك؟ بعد ما يزيد إيمانك وتكون أصلاً جاهدت، وهو كون أن العبد يزيد إيمانه هل هذا بسهوله ؟!! أصلاً قصة زيادة الإيمان هذه قصة، تحتاج إلى بذل جهد، وقيسي هذا على مسألة الصَّلاة وكَلام السَّلف لأن الصلاة هذه التَّعبير الأعلى عن عَمل القلب الأعلى، يعني أنت في كل ثغرة كأنك أول مرة تفعل هذا الفعل، مثلاً أنا دائماً مشكلتي مع أولادي أما زوجي دائماً أقول لنفسي أنه سهل وما عندي أي مشكله معه، وأعيش التجربة مع أولادي و يأتي أحد يكلمني عن التربية بالاستعانة فَأَطلُب الله وأدعي، لمَّا أشعر أني حَققت التَّوكل فيهم،و ما أن أنتهي من هذه الثغرة أجد ثغرة ثانية انفتحت لي، زوجي هذا الذي كنت مطمئنة عليه وأعرف أتعامل معه يصبح هو بنفسه ثغره وأحتاج أعرف أتعامل معه، وأجد نفسي كأني أول مر أستعين وأتوكل وأثق ، لأنه شيء جديد وصورة جديدة، فأنت سَددَّت نفسك تَصبر على أولادك، يستفزوك تقول يا رب هَدَّيهم واشرح صَدرهم، ثم يأتي بلاء ثاني له انفعالات جديدة وتصرفات جديدة، هناك شخصيات تَستَفزَّك لدرجة أنك تصل إلى حالة الغضب التي تقول أنه هذا أفضل شيء أقطع علاقتي به، وأنت في حياتك ما تعرضت لشيء مثل هذا، فلمَّا تأتي تنصحه وأنت مغتاظٌ منه، فأول مرة تشعر أنك غير قادر أن تنصح بصدق بعد ما كنت طوال عمرك تنصح وأنت صادق، لكن هذا من كثرة ما أغاظك أصبحت نيتك مختلطة، هل أنت تريده أن يصلح أم تريد أن تخرج الذي في نفسك عن طريق هذه النصيحة، فتقول: أنا أول مرة أجمع قلبي على النَّصيحة .. " نقول : نعم، لأن الذي عُرِضَ عليك فِتنَة جديدة، فكأنك من جديد تَأتي تَجمع قلبك وتَنتَفع بما تعلمته، ثم تضعف وتقوى على حسب قوة وضعف إيمانك، ونحن عندنا قاعدة [ تَعَّب بَدَنك ولا تُتعِب قلبك ] دائماً نريد القلب مرتاح ساكن، ما نريده أن يتحرك وهو كل البلاء والاختبار على قلبك ( إن في الجسد مضغة ..) لكن نحن نريده مرتاح، والشيطان يُثَبِّت فينا أن قلوبنا هذه لازم ترتاح، لا، الراحة ليست هنا، ما تأتي الراحة إلا وقت ما يُبَشَّر العبد بالجنَّة.
س : هذه العشرة دقائق التي اشعر بها بمشاعر الاضطراب هل هذا صبر سأؤجر عليه أم أنه قلق سأؤثم عليه؟
ج : أنت الآن هذه فِتنه عُرِضَت عَليك، فالشَّيطان يُصوَّر لك المَسائِل بِصورة أنه سيحصل ويحصل، أنت الآن ادفَع التَّفكير وتَصَبَّر على أن لا تُسيء الظَّن بالله، وقول أن ما يأتي من رَب الخير إلا الخير، أَوصِف الله بالكَمال لِنفسِك، هذا هو الصَّبر الذي تُؤجر عليه، أما استسلامك وفَتح باب الخيال، ثم الإضرابات التي تحصل ولحظات الخوف، هذا الذي يُخشى أن يكون قلقاً وسوء ظن بالله.
س : ماذا نَفعل في النَّاس المصاحبين لَنا في الحياة ويُترجِموا كل زيادة إيمان على أنه بُرود وإهمَال؟
ج : أنت الآن هذه من البلايا التي تُعرَض عليك، وكما ذَكَرنا في قَواعِد في بناء النفس ذكرنا أنه (( احذر عدوك )) ومن أعدائك الصُّحبة، فلمَّا تَجد نَفسك مستعيذ مستغيث طالب ومتوكل على الله، لازم يأتي أحد يُصوِّر لك هذه الصُّورة على أنها شيء سيء، فأنت اعلم أن هؤلاء ابتلاء كما أن نَفس المَوضوع ابتلاء، فَدافعِهُم وقول حسبي الله وهو نعمَ الوكيل، أنت كِلمهم عن الله، ترى هؤلاء ما هم إلا كما قال الله عنهم {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران175الشيطان له أولياء من البشر منتشرين، فَيُخَوَّفك الشيطان بأوليائهِ، يعني الذي لا يستطيع أن يُسَمِّعك إياه يَأُز أوليائه بأن يقولوا لك هذا الكلام، فأنت كن نافعاً لنفسك ولهم، لا تكتم في نفسك مشاعر التَّوكل، بل أعلنها وتكلم بها، قول أنه أنا على الله متوكل وما يأتي من الله إلا خير فهو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، مهما كانوا تحت يدي فلابد أن عيني تَغفل عنهم بالثواني فيحصل لهم ما يحصل، ولا تعتبر أن الاتصال التلفوني عبارة عن أخذ بالأسباب، لو كنت حقيقتاً تريد الأخذ بالأسباب فلا تذهب بهم إلى المدرسة هذا من أهم أسباب حفظهم وعدم تعرضهم للمشاكل، ما معنى أني آخذ بالأسباب ؟!! يعني لو حصل شيء اتصالي التلفوني الآن ماذا سيفعل ؟! هل أنا أريد أسباب حِفظَهم أم أسباب الطمأنينة؟ أسباب الطمأنينة من عند الله، وأسباب حفظهم من عند الله، انتهى الموضوع.
س : ونحن قلنا من أجل أن يزيد توكلك وطمأنينتك زِدْ إيمان، فيأتي الشيطان يقول لك أنت الآن ما تزيدي إيمانك إلا من أجل أن يزيد توكلك وما بتزيدي توكلك إلا من أجل يأتيك الذي تريديه؟
ج : نحن نقول في الرَّد على ذلك أن الله ـ عز وجل ـ أنشأ لي الحاجات من أجل أن يحصل مني الانكسار والذُّل، فالعباد نُفوسهم فيها ضعف، فمن أجل أن يَردهم الله إلى بابهِ ماذا يفعل بهم؟ يُنقِص عليهم شيء من حاجاتهم، فيرجعوا إلى بابهِ، أهم شيء أنك تقول أنا سَأعبُد الله وأنا راضي عن فِعلهِ أعطاني أو ما أعطاني، ومن أجل ذلك يأتيك الاختبار هل تستقيم على أمرهِ إذا أعطاك أو لم يُعطك، أم أنك ما تستقيم إلا لو أعطاك، أنت اسأل الله أن يثبتك أن تستقيم سواء أعطاك أو ما أعطاك، وانظري الشيطان له حيل حتى على الصَّغار، جاءتني امرأة كبيرة تقول : وأنا طالبه في المرحلة الابتدائية كُنت أفعل معاصي ثم وَقعت مصيبة،وهي ما تصلى أصلاً، فلمَّا وقعت المُصيبة قالت : أنا الآن لمَّا احتجت له ذهبت أصلى، لا لن أصلي .." فَدرَست في سادس ابتدائي في جملة في التوحيد أن كفار المعاصرين أشد كفراً من كفار قريش، لأن كفار قريش كانوا يوحدوا الله في الشدَّة، لكن الكفار المعاصرين ما يوحدوا الله لا في الشدة و في الرخاء، فَتَنبَّهت أن الشَّيطان يَلعب بها ويقول لها : استحي من الله كيف ما تطلبيه في الرخاء وتطلبينه الآن في الشدَّة. طب هو أصلاً الله أوقع عليك الشَّدة من أجل أن تعود إليه، فأنشأ لك الحاجة من أجل أن إليه تعود، فلا يقول لك الشيطان أنت ما صليت إلا من أجل أن تأخذ حاجتك، طب الله ـ عز وجل ـ أنشأ لنا الحاجة من أجل أن نَذوق طعم الصلة به ثم لمَّن يعطينا حاجتنا نَزداد به ثقةً، أويأتيك من كَلام الشيطان أنه أنت ما استقمت الآن إلا لأنه أنت ذاهب تموت، طيب أنت في كل الأحوال ستموت، فتحمد لله أن جعلك تستقيم في آخر حياتك لو كان هذه آخر حياتك، ( إن الله إذا أحب عبداً عسَّله) يعني وفقه في آخر عمرهِ إلى العمل الصالح، لكن [ عسَّله ] هذه ممكن تأتي في آخر عشر سنين في حياته، ليس شرطاً أن يكون في آخر يوم في حياته، لكن هذا كُله أوهام، وأنت ستموت ستموت، لكن من التَّوفيق أن يأتي العبد فيستقيم كُلما كَبر في السَّن، لأنكم أنتم ترون بأعينكم ناس يكبروا في السن وينتكسوا وهذا إنما من الخُذلان، فمن الرَّحمة والعطاء أن يجعلك الله ـ عز وجل ـ تتقدم في العمر وتتقدم في الطاعة، من الطبيعي أن الإنسان لمَّا يكبر يزداد طاعةً {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}النمل19
واحد موضوع يهمه مثلاً صلاح أبناءه أو له بيت أو معهد أو عمل يريد أن يقوم به وخائف عليه وشاعر أن الأعداء محيطين به، يعني حَواليه من النَّقائص الشيء الكثير فهو كل ما تذكره فَوَّض أمره إلى الله أن يَرد عنه ويأتي له بالمصالح، فالشيطان يقول له : خلاص لا تتعب نفسك لا تفكر في الموضوع .." نحن من أول قُلنا أن الشيء الذي يخيفنا دائماً يذكرنا الشيطان بهِ، فلمَّا وَجَد الشيطان أن تذكريه لنا به سيأتي بعبادة التَّفويض أصبح يَلعب معنا الدَّور الثاني فيقول لنا : لا تتعب نفسك لا تفكر في الموضوع .." لا، بل هذه عبادة، فمن فضل الله علينا أنك لمَّا تعيد نفس العبادة مرة أخرى يعطيك الأجر مرة أخرى، بل لو العبد تَذكَّر مصيبة حَصلت له من زمن فعاملها بالصبر والرضا عن الله كُتب له الأجر كأن هذه المصيبة وقعت الآن وهو صبر عليها، فهذا من فضله سبحانه وتعالى، أنت الآن جالس فيأتي الشيطان يذكرك بنقائص أنقصها الله عليك مثلاً موت أحد من أبنائك، فالشيطان يُريد أن يَقع في قلبك عَدم الرِّضا عن الله، أنت ماذا تفعل؟ عامل تذكرك للنَّقص أنك تصبر وترضى عن الله، وتقول أنه ما أوردهُ الله عليَّ إلا رفعة منزلتي، في هذه اللحظة كأنها وَقعت الآن المصيبة وكأنك تسمع الخبر الآن فصبرت عليه فَرضيت عليه فيعطيك الله ـ عز وجل ـ الأجر، فهذا كلهُ إغاظةً للعدو ومِنَّة من الله أن يساعدك على الثَّبات في الصبر، من أجل ذلك لمَّا تفعلوا هذا الفعل مع الشيطان كل ما ذكركم بالنقائص صبرتم واحتسبتم ورضيتم عن الله وأنت شاعر أنه ما يأتي من الله إلا خيرا بل من نِعَم الله ما وقع علي، فالشيطان سيهجُر تذكيركم بهذا النقص، لأنك ستأخذي أجر وأنت عدوته، فكلما تذكرتي المصيبة لا تعامليها بالبكاء والحزن إنما عامليها بالصبر والرضا عن الله، خصوصاً أنه أنت مَرَّت عليك فتره تساعدك على الصبر والرضا عن الله، فلمَّا تصبري وترضي عن الله تأخذي أجر كأنها وقت المصيبة الآن، فهذا شيء يُحزِن الشيطان، فهو ماذا سيفعل؟ سيهجُر تذكيركم بما يؤلمكم لأنكم ستحولون هذا الذي يؤلمكم إلى موطن من مواطن الأجر وهو يبغض لكَ هذا، يعني نحن الآن داخلين تحت دوامة تَحكم المشاعر فتجد ناس كثيرين فيهم من الضعف أنهم كلما تذكروا ما يحزنهم تراهم من جديد يبكوا ويحزنوا ويأتيهم اكتئاب، وأنت أصلاً ربي ساعدك على الصبر لأنه في زمن طويل عَدَّى على هذا البلاء فهذا يساعدك على الصبر، فلا تُحَزِّن نفسك، لا تُمرض نفسك بالحزن، إنما هذا من الشيطان{لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}المجادلة10 .

نحن الآن اتفقنا أن التفويض يحصل في ثلاث مواطن : -
- الموطن الأول : يكون لا شيء، لكن الشيطان يُوهِمك وينزغك بأوهام و يأتيك بأفكار تجعلك تخاف من المستقبل أو من المجهول أو من أحد في ماضيك أو أحد محيط بك، فكيف تعامله؟ مباشرة افعل فعلين : -
1) مباشرة افزع إلى الله أن مفوضاً له الأمر الذي تخافه.
2) واستعيذ من الشيطان.

- الموطن الثاني : أنت الآن مُقدِم على أمر جديد بالنسبة لك، وداخلك مشاعر خوف وهذا لابد، أوَّل ما يَمر على خاطرك هذا الأمر الذي سَتُقدِم عليه يأتيك معه مشاعر الخوف وتشعر كأنه قلبك اعتصر، مباشرة افزع الله و وكِّله واطلب الله بأسمائه وصفاته، أنت وكيلي أفتح لي في قلوبهم اجعلني مقبولة عندهم، أنت الغني أعطيني، إلى آخر هذا كله، ومَعهُ أن تَشِل تفكيرك، لأن تفكيرك هو الذي سيعذبك، فأنت كل هذا اطلبه من الله فسترى أن الأسباب تتهيأ من أجل صلاح الأمر

· الحالة الثالثة : لمَّا يكون القلب وقع فيه شُبهه وشهوات وأمراض، يعني واحد يرى أن الشيطان يُحبب له المُنكر أو يأتي له بشبهات في الله ـ عز وجل ـ وفي صفاته وفي القرآن، أو يَمر على أحد فَيُلقِي هذا الأحد في قلبه شبهة عن دين الله.

فهذا موطن من أعظم مواطن التَّفويض لأنه عَدم صلاح القلب سيهلك الذي ورائه، يعني النقطتين التي مضت أَهوَن، لكن هذه النقطة تُدمِّر كل شيء، لمَّا يقع في قلبك شبهات أو شهوات، ما معنى الشُّبهات؟ يعني شيء يُشَبِّه عليك ويُشكِل عليك سواء في صفات الله أو في أقدراه، تأتي تقول : أن حرام هؤلاء يحصل لهم هكذا أو إخوانا في فلسطين أو العراق .." ومن هذا الكلام الذي ليس له في الحقيقة معنى وبكل سهوله يتفكك، ولو كنت منشغلاً بما يَعنيك ما كان أتى لك، لكن الشيطان ماذا يفعل بك؟ يُلقيها في قلبك
أو ممكن يدخل لك الشهوات، ما معنى الشَّهوات؟ يعني شيء محرم وأنت يأتي في قلبك حبهُ، وممكن يكون هذا الشيء المحرم مَر عليك في لحظة من اللحظات وقلت في قلبك كيف بالله هؤلاء يحبوا هذا الشيء، فَتُبتَلي به، في هذه الحالة ماذا أفعل لمَّا يكون وقع فيني؟ ترى ما يُقلِع من قلبك مثل هذه المصائب إلا أن تُفوِّض أمرك إلى الله، وتشتكي نفسك إلى الله، اجمع بين أمرين: -
1) بين الفزع إلى الله أن يُصلح لك قلبك
2) وبين مَقتْ النفس، يعني كراهيتها، تكرها في لحظة التَّفكير في هذا الأمر
أحيانا الإنسان تأخذه هذه الأمور لدرجة أنه يقول: يا لَيت رَبي حَلَّل هذا الأمر.بدل ما يمقت نَفسه ويرى أنه هذا شيء سيء، وهذا كثير اليوم نَسمعه من الشَّابات لمَّا تَثور فيهم ثَورات الشهوة والحاجة فَتجدهم يتكلموا كلام غير منطقي لكن تَغلَّب عليهم الشيطان، فأنت لمَّا تَغلُب عليك الشهوة أو الشبهة توسل إليه سبحانه وتعالى وهو الوكيل أن يُصلح لك قلبك، وأيضاً مع هذا العامل الثاني وهو مَقتْ النَّفس وكراهية هذه الأفكار، واعلم أن هذا شيء حقير يجب أن لا تتصف به.

هذا والله أعلى وأعلم