الموضوع: من هو الله
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2010-08-18, 02:42 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي

رحلة البحث عن الله

استمعنا إلى الله عز وجل يعرف عن نفسه بهذه الكلمات الرقراقة من آية الكرسي .... وكنا قد قلنا بأن الإنسان لكي يتعرف على شيء يمكنه أن يسلك أكثر من طريق!



والرحلة إلى التعرف على الله أيضا يمكن أن نسلكها بأكثر من طريق، والطريق الذي نسلكه هذه المرة ؛ رحلة استكشافية قام بها شخص استشعر أن هذا الوجود لابد أن يكون وراءه خالق وإله يستحق أن يعبد ، هذا الرجل هو إبراهيم الخليل ، نبي الله وأبو الأنبياء .


إذاً استشعر إبراهيم عليه السلام أن هناك قوة خلقت كل شيء ، وأبدعت السموات والأرض، واستشعر في نفسه أن هذه الآلهة التي عكف عليها قومه لا تغني ولا تسمن من جوع ، وأنها بعيدة كل البعد عن أن تخلق شيئا، بل أثبت لهم فيما بعد أنها حتى لا تستطيع أن تدافع عن نفسها .







فلما رأى نبي الله إبراهيم الشمس ازدادت آماله بأن تكون هي الإله الذي يبحث عنه ؛ ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه حيث غربت الشمس في نهاية اليوم وغربت معها آمال إبراهيم في أن يجد ضالته التي يبحث عنها ، وأصابه اليأس والإحباط حتى من الله عليه بالإيمان وأرسل إليه وحيه ليبلغه بأن الله قد اختاره ليكون نذيرا لقومه .





هذا هو الله الذي بحث عنه إبراهيم ، لم يكن الشمس ، ولم يكن القمر ، ولم يكن الصنم الذي سجد له قوم إبراهيم إنما هو الله فاطر السموات والأرض .





هذه الرحلة لم تكن هي الوحيدة للبحث عن الله ، ولكن هناك رحلة أخرى قطعها شخص آخر بحثا عن الله ولكن بعد موت إبراهيم عليه السلام بآلاف السنين




لا تنزعج !! فالكثيرون لم يستطيعوا أن يعرفوه بسهولة، والطريق إلى الله ليس دائما مفروشا بالورود، يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " حفت الجنة بالمكاره " لذا فالوصول إلى معرفة الله ليس سهلا، وفي هذه المرة نرافق شاب يافع ولد مجوسيا، بل كان هو خازن النار أي القائم على إشعال النار التي يعبدها قومه وهو الذي يحافظ عليها دائما مشتعلة.



ويوما ما يخرج هذا الشاب فيجد عبادا لله يعتنقون المسيحية ويعبدون الله في إحدى صوامعهم، فيتعجب لأمرهم ويداخله شعور بأن ما هم عليه هو الحق، وأن ما هو عليه الباطل ... فيؤمن بهم ويشتاق ان يعرف مصدر ديانتهم، فيعرف أن أهلها في الشام فيتحين الفرصة ويهجر موطنه وبيته وأهله ويهاجر إلى الشام ويبحث عن أهل هذا الدين ويعمل مختارا خادما لقسيسهم، فيجده مخادعا، حتى إذا مات تركه، وذهب إلى قسيس غيره فيجده على الحق ويستمع إلى نصائحه حتى إذا مات هذا القسيس أوكله إلى غيره .

وكان هذا الأخير هو صاحب نقطة التحول في حياة هذا الشاب إذ نصحه باتباع نبي يظهر في هذا الزمان، ولكن في بلاد غير بلاده، وفي أرض غير أرضه، وفي قوم غير قومه، ويخرج الشاب مهاجرا باحثا عن هذا النبي ... عن هذا الدين ... عن هذا الإله!! فيبيع كل ما يملك لجماعة مسافرة مقابل توصيله للمكان الذي وصفه له القسيس فيأسرونه ويبيعونه عبدًا بعد أن كان سيدًا ... ولا يطول به المقام حتى يضعه القدر وجها لوجه أمام نبي الله محمد عليه الصلاة، فيعرفه، ويعرف صفاته التي نبأه بها القسيس ... ويعرف الله؛ فهو بحق الباحث عن الحقيقة كما لقبه شيخنا خالد محمد خالد في كتابه رجال حول الرسول ، إنه سليمان الفارسي الذي قطع البيداء من الشرق إلى الغرب باحثا عن إله .... باحثا عن رب ... فلما وجده كان نعم العبد .

إذا لم تكن عرفته بعد ؛ فسِر على خطى سليمان، حاول أن تبحث، وأن تبذل الجهد كي تعرف من هو الله ... والله إنها للذة عظيمة يشعرها الإنسان في نفسه حين يجد الله ، ويعرفه حق معرفته .







__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس