عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2011-03-18, 01:15 PM
الصورة الرمزية أبو عبدالله
أبو عبدالله أبو عبدالله غير متواجد حالياً
إدارة المنتدي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الإسلام
المشاركات: 316
أبو عبدالله will become famous soon enoughأبو عبدالله will become famous soon enough
افتراضي

سرطانات شرنوبل الفتاكة

على الصناعة النووية مواجهة القضايا الناجمة عن مفاعل شرنوبل بعد 20 عاماً من حدوث الكارثة.
قبيل الذكرى العشرين لكارثة مفاعل شرنوبل كان مؤيدو ومعارضو الطاقة النووية يتبادلون تقديرات مختلفة للغاية حول عدد الأشخاص المتوقع وفاتهم نتيجة للإشعاع النووي الذي انتشر عبر أوروبا بسبب انفجار ذلك المفاعل. وستقتل السرطانات الفتاكة في نهاية المطاف 93 ألف شخص، حسب منظمة السلام الأخضر، بينما تقدر منظمة الصحة العالمية الرقم بتسعة آلاف، في الوقت الذي تقدر فيه إحدى الدراسات الأكاديمية المتفائلة الرقم بألف شخص فقط.
إن حصيلة موتى أسوأ حادث نووي شهده العالم تتعدى في أهميتها بصورة كبيرة الاهتمامات الأكاديمية. وتدخل الأرقام في إطار الدعاية في الجدال الذي يزداد حدة حول ما إذا كان على البلدان الصناعية استئناف إنشاء محطات توليد الكهرباء باستخدام الطاقة النووية، كرد فعل على تناقص إمداد ات الوقود الأحفوري، والمخاطر الناجمة عن الاحتباس الحراري. كما أن تأثير انفجار شرنوبل في الصحة العامة يعتبر قضية عملية، خاصة في المناطق التي تعرضت لأشد الآثار في أوكرانيا، وروسيا البيضاء، وروسيا، حيث أصبح وباء سرطان الغدة الدرقية بين صغار السن أمراً مهيمناً على الخدمات الخاصة بمرضى الأورام.
ويقول باحثون مستقلون في مجال الصحة العامة، في العدد الأخير من المجلة العلمية "نيتشر" Nature، إن مختلف عوامل عدم اليقين تجعل من المستحيل إعطاء تقدير موثوق لحصيلة موتى حادث شرنوبل، وبالذات بين ملايين الأوروبيين الذين يعيشون على مسافات أبعد من المفاعل، وما زالوا يتعرضون إلى شحنات من الإشعاع. (لا تزال 370 مزرعة لتربية الخراف في بريطانيا تخضع لقيود في الحركة نتيجة لانفجار مفاعل شرنوبل). ومن المحتمل حدوث عشرات الآلاف من حالات الوفاة المتعلقة بمفاعل شرنوبل خلال الأعوام الـ 30 المقبلة، على الرغم من أنه يكاد يكون من المستحيل التمييز بين تلك الوفيات والوفيات الأخرى الناجمة عن المسببات المتعددة للسرطان. ويحتمل أن تكون الآثار النفسية التي تعتبر نتيجة حتمية لأي حادث نووي، أكثر أهمية من الإصابات الجسدية الناجمة عن الإشعاع، وفقاً للمعايير التي تتم مراعاتها في الصحة العامة.
وبينما يحتمل أن تبالغ المجموعات البيئية، مثل السلام الأخضر، في آثار حادث شرنوبل، فإن صناعة الطاقة النووية والمنظمات المعنية، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تقلل من تلك الآثار. ولا يقدم مؤيدو الطاقة النووية خدمة لقضيتهم حين يطرحون شرنوبل كحادث تاريخي غير ذي علاقة بالنقاش والجدل الدائرين في الوقت الراهن، أي أنه حادث وقع بسبب خطأ بشري ومفاعل سوفياتي أهلكه التقادم. وعلى الرغم من أن التفاصيل الفنية يمكن ألا تكون ذات أهمية، أو علاقة بالنهضة النووية للقرن الواحد والعشرين، إلا أن المبادئ العامة العريضة حول كيفية الاستجابة لتسرب إشعاعي على نطاق واسع تعتبر مهمة وذات علاقة.
إن ذلك الحادث ومعالجته الكارثية من جانب السلطات السوفياتية، يظلان رمزاً مؤثراً يفرض على مؤيدي الطاقة النووية مواجهة القضايا التي يثيرها مثل ذلك الحادث بدلاً من تجاهلها أو التقليل من شأنها.
ومن المؤسف حقاً أنه لم يتم البدء في دراسة دولية شاملة للآثار الصحية لحادث شرنوبل مباشرة بعد وقوع الكارثة، على غرار ما فعلته لجنة كارثة القنبلة النووية، أو المؤسسة التي خلفتها؛ مؤسسة أبحاث آثار ال إشعاع، اللتين قدمتا بيانات إشعاعية لا تقدر بثمن نتيجة لدراسة أحوال من ظلوا على قيد الحياة بعد قنبلتي هيروشيما وناجازاكي، وذلك على مدى 60 عاماً.
ومن الممكن أن يكون البدء في مشروع كهذا أمراً يستحق الاهتمام، على الرغم من أن البحث سيكون أصعب بدرجة كبيرة مما حدث في اليابان، لأن الناجين من حادث شرنوبل منتشرون على مساحات أوسع بكثير، كما أن جمع الأموال لهكذا مشروع يمكن أن يكون تحدياً هائلاً. غير أن عدم اليقين العلمي بخصوص الإصابات طويلة المدى الناجمة عن حادث شرنوبل تدمر، بصورة مباشرة، ثقة الجمهور في الصناعة النووية. وهذا هو أنسب الأوقات التي تبرز فيها الحاجة إلى مناقشة جادة لاستحقاقات هذا الأمر ومتطلباته

__________________
لا تنس أبدًا ذكر الله

رد مع اقتباس