[أبو عبدالله]

تشرنوبل جديد في اليابان ، وتأثيره على المنتجات اليابانية

كتب :محمد نصر
من المحتمل أن تعاني اليابان ثاني اكبر اقتصاد علي مستوي العالم ،بعد الولايات المتحدة الأمريكية ، من أضرار اقتصادية عظيمة التأثير ، نظرا لما قد تشهده من حظر علي منتجاتها بعدما وردت أنباء إعلامية عن تسرب اشعاعي جراء انفجار مبني مفاعلها النووي "فوكوشيما1".

وهي الازمة التي تذكرنا بكارثة تشرنوبل عندما خدث تسرب اشعاعي في الثمانينات ..

تحدثت تقارير إخبارية اليوم عن انهيار مبنى في محطة فوكوشيما1 النووية اليابانية التي تضررت بفعل الزلزال بعد سماع دوي انفجار في المحطة تلاه ارتفاع سحابة من الدخان الأبيض، فيما تحدثت تقارير عن اكتشاف مادة مشعة قرب المحطة.

ذكرت محطة "إن إتش كيه" اليابانية التلفزيونية اليوم السبت 12 مارس أن مبنى من بين أربعة مبان في محطة "فوكوشيما1" النووية اليابانية التي تضررت بفعل الزلزال، دمر جراء انفجار.

وهو ما يعيد للأذهان حادث انفجار مفاعل فاعل تشيرنوبيل أكبر كارثه نووية شهدها العالم في يوم السبت 26 أبريل من عام 1986،وعقب الانفجار أعلنت السلطات في اوكرانيا أن منطقة تشرنوبل منطقة منكوبة وتم اجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل .

وبعد حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة لمنع تسرب الإشعاع الناجم عنه والذي أدى إلى وفاة عدد كبير في السنوات التالية متأثرين بالاشعاع .

فمن المعروف أن اليابان ثاني اكبر اقتصاد في العالم ، وعليه فان هذا الزلزال الأخير الذي ضرب اليابان ،ونتج عنه خسائر مادية لم تقدر قيمتها حتي الآن ربما لا يقارن بما سوف تخسره اليابان في الأيام والسنوات المقبلة جراء الحظر الذي سوف تعاني منعه تفاديا من باقي الدولة لمخاطر الاشعاع النووي الذي قد ينتج من تسرب اشعاعات محطة "فوكوشيما 1".


حيث قالت وكالة الأنباء اليابانية "جي جي برس" قد إن دوي انفجار سمع في المحطة النووية الأولى في فوكوشيما، شمال شرق اليابان، بينما ارتفعت سحابة من الدخان الأبيض فوق الموقع.

حيث من المحتمل ان تعاني اليابان في السنوات القادمة مما تعاني منها أوكرانيا حتي الأن من حظر وحجب لجميع منتجاتها حول العالم نظرا لتفادي أي خطر محتمل ربما قد نتج من انفجار مفاعلها النووي ،وهو الامر الذي يبذر بأزمة اقتصادية عالمية قادمة ،خاصة أن اليابان ثاني أكبر اقتصاد في العالم .

ولن يكون الحظر المحتمل علي المنتجات اليابانية فقط علي المستوي الغذائي ،لكنه سوف يكون علي مستوي منتجات معدنية كالسيارات ،خاصة ماركة" تويوتا" الشهيرة ،لأن المعدن أيضا ينقل المواد المشعة التي قد تسبب خللا بيولوجيا وتسممات تضرب بمواطني الدول المستوردة .

لكن علي الجانب الأخر ربما يكون هذا الحظر مصدر خير لدول أخري تسعي للنمو ،وعلي طريقة "مصائب قوم عند قوم فوائد " ربما يفتح هذا الحادث سوقا جديدا لدول العالم الثالث ،بعد ابتعاد اليابان عن الساحة ،والصين أيضا نظرا لقربها من منطقة الاشعاعات النووية التي قد تنتج عن انفجار مفاعل اليابان .

وكانت تقارير إخبارية قد أشارت إلى اكتشاف مادة السيزيوم المشعة بالقرب من محطتي فوكوشيما النوويتين، اللتين ضربهما الزلزال المدمر الذي هزّ بشمال شرق اليابان. وجاء هذا الكشف في ظل تزايد المخاوف إزاء ارتفاع مستويات الإشعاع حول المحطتين النوويتين اللتين شهدتا تعطل أنظمة التبريد بهما بسبب انقطاع التيار الكهربائي في أعقاب أقوى زلزال في تاريخ اليابان الحديث.

وكان زلزال بقوة 8.9 درجة على مقياس ريختر قد ضرب اليابان أمس الجمعة وأسفر عن حدوث موجات مد عاتية (تسونامي). وتقدر تقارير إعلامية أن ما لا يقل عن 1300 شخص ربما يكونوا لقوا حتفهم جراء الزلزال والأمواج العاتية يبلغ طولها عشرة أمتار، ودفعت نحو ربع مليون ياباني إلى الملاجئ.