تعالوا نتكلم بذوق و هدوء

[khaledabofaid]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوانى و أخواتى الأعزاء الكرام
فى البداية أحب أن أوضح أن لفظ أخى و أختى يندرج تحته كل المسلمون فى بقاع العالم و كذلك كل من دخل بلاد المسلمين أو اقام فيها أو مواطن لدولة مسلمة و هو غير مسلم فالمسلم أخى فى الله و غير المسلم أخى فى الإنسانية
و لكنى أعترف و هذا أمر لا يخجلنى بأن أخى فى الله له من الحقوق أكثر من أى شخص آخر
فهذه عقيدتى و دينى الذى أعتز به و أفخر و هو عنوان حياتى جتى لو كنت مقصرا فى آداء واجبى الدينى كما ينبغى .
و حتى لا أطيل فى التقدمة
أود أن يكتب كل منا هنا رأيه بوضوح بل بمنتهى الوضوح و بكل الصدق و بكل شفافية و لكن بذوق و بأدب حوار الذى إعتدنا عليه كمسلمين و عرب لنا تاريخ رائع فى كيفية التعامل مع الآخرين فما بالكم بالأشقاء ؟.
و الآن الى الموضوع

عقب الأحداث الأخيرة التى تلت مباراة مصر و الجزائر الشقيقتين ظهر على سطح مجتمعاتنا العربية كثير من الظواهر التى نستغربها فعلا بل و ينكرها كل ذى عقل و فهم و دين .
و ظهر لنا فى الأفق من يحاول أن يصطاد فى الماء العكر و هم بكل أسف ليس عددهم بالهين
تارة يوقعون بين مصر و السودان و تارة بين الجزائر و المغرب و تارة بين الحكومات و شعوبها و أخذوا يتحدثون عن رموز فى الأمة يحبها الكثير و لها تاريخ مشرق مشرف .
و الغريب و العجيب فعلا أننا أصبحنا نتبع السفهاء من الذين يسمون أنفسهم فنانين و تركنا العلماء الأجلاء
و أنا لا أنسى أن الدكتور صفوت حجازى آطال الله عمره و نفعنا بعلمه قد نصح قبل سفره للحج بأن تتنازل إجدى الشقيقتين لأختها عن المباراة لأنه ربما إستشعر أن هناك أمرا سيحدث فى المباراة أو عقبها أو على الأقل تقام المباراة بدون جمهور
و ليتنا إتبعنا كلام الشيخ الوقور المحترم
و لكننا و بكل أسف لا نتبع العلماء إلا من رحم ربى عز و جل
و نتبع بدلا منهم المغنين و الفنانات لهذا وصلنا لمستوى دينى و أخلاقى و إنسانى يندى له الجبين
فها هو شعب يصف شقيقه أنه بلد العاهرات و ها هو شعب يكفر بالعروبة و الأوطان و هذا المطرود من بلده وجدها فرصة رائعة للإنتقام من بلدة التى سرقها و نهبها و فر خارج البلاد .
لدرجة أن الإخوة فى المنتديات أخذوا يتبادلوا الشتائم و السباب الذى لا يليق .
أهذه أخلاقنا هل هذا هو ديننا هل تربينا على هذا الإسلوب الرخيص
و تعالوا بنا لكى نفهم الموضوع ببساطة
هل لو صدم أحدهم سيارتك بسيارته هل ستنزل من سيارتك لتسبه و تكيل له الشتائم من كل الأصناف؟
أنا أعتقد أن الغالبية العامة سيتصلون بالشرطة المختصة و يتبع القوانين و اللوائح المتعارف عليها فى مثل هذه المواقف
هل لو شاهدك أحد المارة و أنت تسب الشخص الذى صدم سيارتك و تنهال عليه بالسباب و الشتائم هل ستعبرك هذا المار ذو خلق و دين و أخلاق أم أنك ستنزل من نظره أعتقد أنه سيعتبرك شخص سيئ الطباع
و أيضا لو تركت حقك و لم تتصل بالشرطة سيلومونك لأنك بهذا التصرف قد تشجع الغير على الإستهتار على أساس أن المصدوم سيتنازل عن حقه
إذا التصرف الصحيح هو أن نتمالك الأعصاب و نسير فى القنوات الشرعية لإسترداد الحق و لا نترك الحق و لا نترك الحادث يمر مرور الكرام
و إذا كان هذا هو التصرف اللائق بمعايير الإنسانية و الخلق فما بالكم بالتصرف الذى يليق بنا كمسلمين ؟؟
و من المؤسف فعلا أن البعض حاول أن يختزل كل مصر فى جماهير كرة القدم التى ذهبت للسودان نعم هم أهلنا و إخواننا و لكنهم ليسوا كل مصر
و قد فعلوا كمن يقتلع شجرة حتى يستطيع أن يركن سيارته و نسى أن تحت الشجرة مأوى للفقراء الذين يعيشون فى ظلها .
إن أغلب من تحدثوا عن أحداث المباراة من الطبقة التى تعيش فى واقع غير الواقع الذى يعيش فيه أغلب المصريين و مع هذا و لأنهم إستطاعوا الوصول الى وسائل الإعلام فقد عمموا القضية بطيقة غريبة .
يا إخوانى إن المواطن المصرى هو ذلك الكادح سعيا وراء لقمة العيش و رفع مستوى أسرته إقتصاديا و إجتماعيا
و لم أرى بين المشجعين خبير إقتصادى أو باحث فى المركز القومى للبحوث أو طبيب أو مهندس يبداء مشوار حياته .
لم أرى غير الفنانين و الفنانات و اللاعبين و اللاعبات و المطربين و المطربات بل قد وجدنا راقصة تتحدث و كأنها تمثل كل مصر بطوائفها
و الغريب أن كل هؤلاء كلما تحدثوا فإنهم يصفون أنفسهم بأنهم رموز مصر
إن رموز مصر هم على سبيل المثال دكتور احمد زويل و دكتور مصطفى مشرفة و الشيخ الشعراوى و كثير من العلماء الذين لا نكاد نسمع عنهم لأن الإعلام محجوز لأزمنة قادمة لتامر حسنى و عمرو دياب و فيفى عبده و محمد منير و لاعبى كرة القدم .
إن رموز مصر هم هؤلاء الشرفاء الذين قدموا أرواحهم فداءا لأرض مصر فى حرب أكتوبر المجيدة هم هلاء الجنود البسطاء الذين يعرفون مهنى الشعادة فى سبيل الله
و أبدا لن يكون من رموز مصر هؤلاء الذين يتهربون من آداء الخدمة العسكرية أو الذين يقضون أوقاتهم فى مارينا أو يتدافعون فى الحفلات التى لم تسر بنا إلا للوراء .
إن رموز مصر الحقيقين هم هؤلاء العمال و الفلاحين الذين يبنون القصور على أكتافهم ليسكنها الأغنياء
و الله يا إخوان ما تراجع العلم عندنا إلا لأن دخل لاعب كرة القدم أصبح أضعاف دخل مدرس الجامعة فى سنين .
بالأمس كانت هناك حلقة على إحدى القنوات المصرية تتحدث عن تراجع البحوص العلمية فى المركز القومى للبحوث لسبب عجيب
و تصوروا أن السبب هو أن الدولة قامت بتخفيض ميزانية البحث العلمى فى المركز لدرجة أنهم أوقفوا التعيينات بهذا المركز منذ أكثر من 13 عام بسبب نقص التمويل المادى .
هل هذا معقول يا أصحاب العقول
مليارات ننفقها على مباراة كرة قدم و ى ننفق بضعة الالاف عل البحث العلمى أهذا معقول يا سادة ؟
أنا مثل كل مصرى غاضب فعلا مما حدث فى السودان و أرى أن السبب الحقيقى إما مدبر أو أنه سوء تخطيط و فى الحالتين تم إستغلال الحدث لإثارة المصريين ضد الجزائريين بطريقة بشعة لصالح الحكومة التى تخشى الإعتراف أنها فشلت فشلا ذريعا فى التعامل مع هذا الحدث و التنسيق له بحرفية .
ثم لماذا دوما نحن فى آخر اللحظات نفيق من الفغلة
كم فرصة كانت أمامنا لنتصدر المجموعة و ينتهى الكلام
يا إخوان أرى حمية عند الكل
فتعالوا بنا نطالب بحقنا بطريقة حضارية إسلامية و تعالوا بنا نعيد حساباتنا لنغير أولويات إهتماماتنا و لنبداء بهذا الحماس منقطع النظير فى النهوض ببلادنا و رفع راية وطننا و نهضته العلمية و أعتقد أن هذا اهممن المونديال بكثير
تعالوا نحارب البطالة و الفساد بنفس الروح و الهمة العالية
تعالوا نستثمر هذا الحدث فى تعديل المسار القومى فعلا فننهض بقواتنا المسلحة و قدرتنا على التصنيع و الزراعة و النهوض بالفلاح و العامل و الصانع .
و فى الأخير إن سياسة ذبح الذى أساء إلينا ليست واردة فى قاموسنا الذى يشعد له التاريخ أننا دوما كما فوق التفاهات و أعلى من الحقارات كنا دوما شعبا بطبيعته متسامح بعزة و كرامة دون خضوع أو ذل أو خنوع
تعالوا لا نترك الحق يضيع و لكن لا نترك أشباه المتعلمين يفكرون بدلا العلماء فى كيفية إسترجاع الحق و إستثمار الحدث فى النهوض بأمة و شعب يستحقون أكثر بكثير مما هو عليه الأن .
و لأننى أطلت سأخبركم بأمر قد يجعل كل منا يفكر ألف مرة قبل أن يتفوه بكلمة
تصوروا أن الغرب بدأ يتسأل لماذا لم يغضب المصريون بل ل المسلمون كغضبتهم هذه لما قتل ذلك الحقير الألمانى من أصل روسى شهيدة الإسلام و الحجاب دكتورة مروة الشربينى ؟؟
تصوروا أن الكيان الصهيونى يدعو الجانب المصرى و الجزائرى بضبط النفس و يتمنى أن تقام مباراة بين فتح و حماس ليجعلوهم ينسون الأقصى الأسير و القدس الجريح و غزة المحرومة من أقل الحقوق التى بالكاد تفى بالأكل و المشرب و الملبس
تصوروا أن هذا الإهمال الشديد فى نظام الإستخبارات العربية إستمر أعتقد أننا سنصحوا يوما من النوم لنجد الصهاينة قد إحتلوا البلاد و نحن نائمون لأننا قد أرهقنا السهر لمشاهدة هؤلاء الذين يسمونهم رموز البلاد .
تصوروا أننا يوم القيامة قد سألنا الله عز و جل لماذا لم تغضب لما قتل الصهاينة أطفال فلسطين كما لم تغضب من قبل و لا من بعد
تصوروا أن الرسول صلى الله عليه و سلم يقول لكم تركت لكم أنا و آل بيتى و صحابتى رضوان الله عليهم أجمعين دولة إسلامية مكتملة الأركان كانت تبعد 20 كيلو متر من باريس و إنتدت الى الصين دولة ذات جيش يهابه الأعداء دولة لم يكن فيها فقيرا و لا جائعا و لا محروما تركناها لكم و أنتم أسياد العالم يهابونكم كما يهابون الأسود الجوارح فلناذا تنازلتم عنها و عن أرضكم و أمجادكم و نسيتم دينكم و لم تتبعوا الشرع الحنيف لماذا تركتم الأقصى أسير و لماذا تركتم القدس و غزة جريحين ؟؟
بماذا سنجيب يا إخوة بأى وجه سنقابل ****** صلى الله عليه و سلم
أنا أدرك جيدا أننى أقلكم ثقافة و معرفة و علما و سنا و مقاما
و أعرف أننى ربما أسبح ضد التيار الغالب
و لكنى أحاول أن أخبركم بما جال بخاطرى لعل احدكم تكون له خبرة أفضل و وجهة نظر أقوى فينصحنى
و المرء مرآة أخية
أعتذر لو أطلت أو أثقلت
و لكنى لى رجاء أخير
من يكتب هنا كلمة عليه ألا يجرح أو يسب لأننا مسؤولون عن كل كلمة نكتبها و الكلمة إما فى ميزان الحسنات أو السيئات
أحبكم فى الله و أتمنى أن يعود الحق بالطرق الشرعية و أتمنى لكم كل خير